بالصوت/تعليق الياس بجاني لليوم/زيارة الرئيس الحريري إلى سوريا لا تليق بإرث وتاريخ وموقع صاحبها/مع أهم عناوين الأخبار/19 كانون الأول/09/اضغط هنا

19/12/09

ملخص التعليق: مؤسف جداً أن يزور الرئيس الحريري سوريا بهذا الإطار التهميشي المهين وعلى كافة الصعد، ومحزن جداً ومحبط جداً لكل اللبنانيين السياديين أن يتنازل أبن الشهيد رفيق الحريري لحكام سوريا عن كل شيء مقابل لا شيء بتاتاً وهو الذي كان قال في شهادته للمحكمة الدولية في 9 يوليو 2005:  «ناقشت مع والدي الراحل رفيق الحريري تمديد ولاية إميل لحود، وقال لي بأن الرئيس بشار الأسد هدده وقال له، «هذا ما أريده، إذا كنت تظن أن الرئيس شيراك أو أنت تستطيعون أن تحكموا لبنان فأنتم مخطئون، فذلك لن يحدث. لحود هو أنا وما أقوله له ينفذه، وهذا التمديد سيتم وإلا فإني سأحطم لبنان على رأسك وعلى رأس وليد جنبلاط، وإما أن تفعل ما نقوله لك وإلا فسنتعامل معك ومع أسرتك أينما كنت».. من المستنكر لبنانياً أن الزيارة تمت دون إعلان مسبق عن موعدها، ولم تكن بناء على دعوة رسمية سورية، ولم يرافقه فيها أي مسؤول من المقربين منه الذين استهدفتهم الاستنابات القضائية السورية، ولم يستقبله نظيره السوري في المطار ولا حتى استقبله نائب الرئيس بل وزير عادي يرافقه السفير اللبناني في سوريا، والزيارة حصلت دون جدول أعمال، ودون أن يرافقه أي وزير من حكومته. لقد نفذ الحريري ودون أن يقول للبنانيين لماذا، كل الشروط السورية المذلة والمهينة ولم يتمكن من الالتزام ولا حتى بوعد واحد من الوعود الكثيرة التي كان خاض على أساسها الإنتخابات النيابية الأخيرة. لقد نجح الحكم السوري بتحجيم الحريري ونقله من وضعية الزعيم اللبناني الوطني وتصويره كتابع مباشرة للسعودية كون الزيارة رتبها له ابن الملك السعودي مع الرئيس الأسد وغيره من المسؤولين السوريين ولم يكن له أو لمساعديه أو مستشاريه أي دور فيها سوى التنفيذ.

المحزن أن الزيارة جاءت في خضم ومعمعة الهجمة السورية الوقحة على كل ما هو سيادة وحرية واستقلال وكيان بدءً من استهدافها تفكيك مكونات تجمع 14 آذار والمسيحيين فيها تحديداً، ونجاحها في إخراج النائب جنبلاط وكتلته منها ونقله إلى التحالف مع حزب الله/واستهداف القرار الدولي 1559 بمساعدة الرئيس سليمان وبالتالي استهداف المحكمة الدولية، وفرض الشروط المهينة على تشكيل الحكومة وعلى بيانها، إضافة إلى الاستنابات القضائية التي طاولت كل المقربين من الحريري وإطلاق لسان احمد جبريل ليهدد ويتوعد، وإعطاء عون الفرمانات  للتهجم على القوات اللبنانية حليفة الحريري القوية، ولمزايدته حتى على حزب الله بشأن سلاحه، وتطول القائمة.

باختصار لم تكن الزيارة بمستوى صاحبها ولا هي حافظت حتى على ماء الوجه. إنها زيارة خضوع واستسلام دون مقابل ونقطة على السطر.