ملخص التعليق
من يتابع مواقف الميشالين ميشال سليمان وميشال عون بعد وصول الأول إلى قصر بعبدا وإبعاد الثاني عنه تستوقفه مواقف الرجلين السورية المنحى بامتياز وكأنهما في سباق محموم على كسب رضى الرئيس الأسد. فكلما أخذ أحدهم موقفاً مسورناً يخرج الآخر بموقف مزايد والأمثلة كثيرة. سليمان ذهب إلى واشنطن وطالب الأميركيين بشطب القرار 1559 وترك أمر سلاح حزب الله إلى طاولة الحوار كونه شأن داخلي معتبراً أن الحزب لبناني ومشارك في الحكومة وهو فريق مقاومة وليس إرهابياً، وبعد عودته إلى بيروت عتب على السيد حسن نصرالله قائلاً له" هل لو أنت ذهبت إلى أميركا كنت ستدافع عن حزبك وسلاحه أكثر مني؟/
عون انزعج ورتب مقابلة مستعجلة مع تلفزيونه البرتقالي ليقول ودون خجل أو وجل إنه برئ من دم ذاك الصديق القرار 1559 مع أنه كان ادعى أبوته في الـ 2005 و2006: "أنا طالبت بالخروج السوري من لبنان وعندها، وقفت منظمة التاسك فورس ضدنا ومع الإدارة الأميركية، لكننا نجحنا في الكونغرس وصدر القرار آنذاك، إلا أننا وضعنا حدودًا لنا وهي الخروج السوري من لبنان، أما هم فتخطوها ووضعوا الـ1559". كما نسف كل أهداف طاولة الحوار المعلنة بما يخص سلاح حزب الله قائلاً: " لولا وجود "حزب الله" لما صمدنا، وماذا تفعل الأمم المتحدة لنا؟ هي ليست التي تؤمن الاستقرار، بل "حزب الله"، والسلاح باقٍ إلى حين عودة الفلسطينيين إلى فلسطين، فهناك خطر توطين، وما يبقي عملية السلام هو توازن قوى معين"، رافضاً "استخدام تعبير إزالة إسرائيل من الوجود، فهي تعلم أنها تسير على الطريق الخطأ، وحرب 2006 هي المؤشر على الهبوط الإسرائيلي". الخطير في الأمر أن نجاح سوريا في شطب القرار 1559 سيكون سابقة تليها المطالبة بشطب قرار المحكمة الدولية، فهل تيار المستقبل تحديداً الذي عن جهل وضياع مؤكدين تبنى زيارة سليمان الأميركية ودافع عنها هو مدرك للفخ السوري المنصوب للمحكمة الدولية؟
أما ممارسات عون الهائجة فهي تماماً كما جاء في سفر النبي إشعيا 57/20 و21:
"أما الأشرار فكالبحر المضطرب الذي لا يستطيع أن يهدأ ويستمر بقذف الأوساخ والطين. وليس هناك سلاماً للأشرار قال الرب"