حرب
تموز: جريمة يجب
محاكمة من أشعل
نارها
بقلم/الياس
بجاني*
نتوقف
بحزن وأسى
وخيبة أمل أمام
الذكرى
السنوية الثالثة
لحرب تموز 2006،
تلك "الجريمة
الموصوفة"
التي ارتكبها
عسكر وقادة
حزب الله بدم
بارد وعن سابق
تصور وتصميم.
أنها
حرب لم يكن
للبنان
الدولة
والشعب أي قول
بقرار خوضها،
فحزب الله
نفذها بناءً
على أوامر
مباشرة من
مرجعية ولاية
الفقيه، وذلك
خدمة لمخططات
مشروع
الإمبراطورية
الفارسية
المذهبي
والتوسعي
الذي يسعى
ملالي إيران تحت
رايات الدين
والمذهبية
إلى فرضه
بالقوة والإرهاب
والفتن على كل
دول المنطقة،
وهؤلاء منذ سنة
1982 يستعملون
لبنان ساحة
ومنطلقاً
وصندوق بريد
لمشروعهم
المدمر هذا.
إن
الحزن
والأسى هما
على آلاف القتلى
والجرحى من اللبنانيين
الذين سقطوا
خلال تلك
الحرب العبثية،
إضافة إلى
دمار شبه شامل
طاول البنية التحتية
للوطن قدرت
خسائرها
بمليارات
الدولارات.
أما خيبة
الأمل فتكمن
في أن غالبية
القيادات
اللبنانية من
رسميين وسياسيين
ورجال دين لم
يتمعنوا حتى
الآن في تحليل
ذلك الحدث
المؤلم، ولم
يُقيموا
نتائجه بصدق
وشجاعة
وشفافية، ولا
هم استخلصوا منه
العبر، أو
تحملوا
مسؤولياتهم
الوطنية
والأخلاقية
لجهة عدم
تكراره
بسعيهم الصادق
لتفكيك دويلة
حزب الله
وتسليم
سلاحها إلى
قيادة الجيش
وحصر قرار
الحرب والسلم
بالمؤسسات
اللبنانية
الشرعية.
ارتكبت
حكومة الرئيس
فؤاد
السنيورة سنة
2006 خطيئة مميتة
بحق الوطن
ومواطنيه
وأضاعت فرصة ذهبية
لن تتكرر وقد
كانت سانحة
يومها
لاستعادة
السيادة
والاستقلال
وتجريد حزب
الله من
سلاحه، وذلك
عندما رفضت أن
يوضع القرار
الدولي رقم 1701
تحت البند
السابع من
شرعة مجلس
الأمن
واعتبرت أن
بإمكانها التعامل
مع حزب الله
بالعقل
والمنطق
والإقناع كون
الأمر هذا
شأناً
لبنانياً
داخلياً.
ماذا
كانت
النتيجة؟
فبعد أن توقفت
الحرب بفضل
جهود الحكومة
اللبنانية
ارتد حزب الله
عليها واتهم
رئيسها
وأعضائها
بالخيانة
العظمى وقال
إنها منتجاً إسرائيلياً
وحكومة
أميركا في
لبنان، (حكومة
فيلتمان)
وأمطرها بنعوت
وألفاظ
التخوين، ومن
ثم كرت سبحة
ارتكاباته
وانتهاكاته
بمشاركة ربع
المرتزقة
والميليشيات
التابعين
لسوريا
وإيران.
تابعوا
عمليات
الاغتيالات
والخطف
والترهيب، ووسعوا
عمليات
الانتشار
المسلح فوصلت
ميليشياتهم
إلى أعالي جبل
صنين وإلى
جرود جبيل ومناطق
متعددة من
الشمال،
وأقاموا
المزيد من المربعات
الأمنية في
بيروت وجزين
والبقاع، واحتلوا
الأسواق في
وسط العاصمة،
وقطعوا
الطرقات،
وعطلوا عمل
الحكومة،
وأغلقوا مجلس
النواب،
ومنعوا
انتخاب رئيس للجمهورية،
ومن ثم قاموا
بغزوة بيروت
والجبل وتطول
القائمة!!
علماً أن
محاولات
تعطيل
المحكمة
الدولية لم تتوقف
حتى يومنا
هذا.
من
المؤسف جداً
أن بعض
القيادات
اللبنانية لم
تتعظ بعد وهي
تكرر الأخطاء
والخطايا
نفسها وتتعامى
عن أن حزب
الله هو جيش
إيراني في
لبنان وأنه لن
يسمح بقيام
الدولة
واستعادة
الاستقلال لأن
الإستراتجية
الإيرانية
تسعى لإبقاء
لبنان ساحة
لمغامراتها.
القيادات
هذه التي خاضت
الانتخابات
النيابية
الأخيرة تحت
شعارات
سيادية
واستقلالية
منها: "نعم
للدولة ولا
للدويلة،
و"لا لسلاح
غير سلاح
الجيش"، و"قرار
الحرب والسلم
للدولة
وحدها"، قد
ارتدت على كل
شعاراتها
ووعودها بعد
فوزها في
الانتخابات
وحصولها على
الأكثرية
وراحت تتملق
وتستجدي حزب
الله وتتبادل
مع قادته الزيارات
وتقيم مع
عسكره لجان
ميدانية
مشتركة، في
حين عادت مجدداً
إلى اجترار
شعارات
"المقاومة"
و"العروبة"
و"فلسطين"
"والممانعة"
"والانعزال"
وغيرها
الكثير التي
لم يجني منها
اللبناني إلا
الدمار
والحروب
والفوضى
والضياع
والتهجير.
من
المحزن إن
الهوة بين بعض
قيادات 14 آذار
وشعب ثورة
الأرز كبيرة
جداً، ففي حين
أن الشعب واع
ومدرك لخطورة
مشروع حزب
الله على
الكيان والهوية
والحريات
والدستور
والتعايش
والمصير وهو
منحها الثقة
وأعطاها
الأكثرية
النيابية،
نرى أن
القيادات هذه
استدارت إلى
الخلف وراحت
مجدداً تمارس
البهلوانية والذمية
والتقية والزندقة.
ترى
هل من عاقل في
لبنان لا يدرك
حتى الآن أن حزب
الله يجهد لاستكمال
إقامة دويلته،
وفي نفس الوقت
يسعى بكل
إمكانياته
للاستيلاء
على كل مفاصل
الدولة
اللبنانية على
حساب عذابات اللبنانيين
وأوجاعهم؟
وهل
من عاقل يثق
بوعود قادة
هذا الحزب وهم
الذين يحاولون
اليوم التبرؤ
من التزامهم
بالبنود
السبع
وبالقرار 1701"
ويهددون ببقر
بطون وقطع
أعناق وبتر
أيدي كل من
يقترب من
سلاحهم الذي أضفوا
عليه صفة
القداسة؟
كيف
يثق اللبناني
بقيادة جيش
حزب الله
الإيراني في
لبنان وأمينه
العام السيد
حسن نصرالله
قال علنية إن
يوم عزوة
بيروت كان
يوماً
مجيداً؟
إن
من يُشرِع
سلاح حزب الله
مجدداً في
بيان الحكومة
التي يعمل
النائب سعد
الحريري على
تشكيلها، أو
يقبل بمنح هذا
الحزب الثلث
المعطل فيها،
فهو بالحقيقة
يرتكب نفس
الجرم الذي
ارتكبه حزب
الله في حرب
تموز 2006 ، ويكون
بذلك ضد
الدولة
اللبنانية،
وضد الشعب
اللبناني،
وضد الحريات،
وضد الكيان،
وضد السلم،
وضد التعايش،
وضد الإنسانية،
ومع مشروع
الملالي
الفارسي المدمر.
إن
المواجهة في
لبنان هي بين
ثقافة الحرب
والانتحار
والأصولية والتحجر
من جهة، وبين
ثقافة السلام
والمحبة والحضارة
من جهة أخرى, كما أنها
مواجهة بين
خيارين، خيار
الدفاع عن
الدولة الحرة
السيدة
المستقلة في
وجه خيار
يحاول جعل
لبنان ساحة
ومتاريس
متقدمة
وأوراقا في يد
النظام السوري
- الإيراني.
أن حرب
تموز 2006، كانت
باختصار
عبثية
وانتحارية
وكارثية
طبقاً لكل
المعايير
العسكرية والاقتصادية
والعلمية
والإنسانية ولم
يحقق خلالها
حزب الله أي
نصر، في حين
أن المواطن
اللبناني كان
الخاسر
الأكبر فيها، وكل
من يقول قول
حزب الله
بأنها حققت
النصر فهو
منافق ومتملق
ومداهن وغير
جدير أن يتحمل
مسؤولية
القيادة.
ترى هل
سيأتي اليوم
الذي يُحاكم
فيه قادة حزب
الله على ارتكابهم
جريمة حرب
تموز 2006؟
*الكاتب
معلق سياسي
وناشط لبناني
اغترابي
*عنوان
الكاتب الألكتروني
phoenicia@hotmail.com
*تورنتو/كندا
في 12
تموز/2009