حزب
الله:
هلع
وفجور وقنابل
تجسس دخانية
بقلم/الياس
بجاني*
طبقاً
لجريدة
اللواء فإن حزب
الله هو الذي
كشف ما سماه "ضلوع
الموظف في
شركة "ألفا"
الشاب شربل القزي
بالتجسس لمصلحة
إسرائيل، وأن
الحزب هو الذي
اعتقله وحقق
معه قبل أن
يسلمه لاحقاً إلى
مديرية
المخابرات".
من
المحزن
والمخيف
والمستغرب
والمستنكر أن الدولة
اللبنانية
وعلى كافة
المستويات
بدءاً برئيس
الجمهورية
ومروراً
بمجلس
الوزراء مجتمعاً
وانتهاءً بكل
المؤسسات
الأمنية قد تجاهلت
هذه الواقعة
الفضيحة
وتعامت عن
مصادرة دورها
وتهميشها
وغرقت في
تفاصيل تافهة
وسطحية وببغائية
"مقاومتية
وعكاظية"
متبنية "على
عماها" خطاب
وثقافة حزب
الله لجهة
الحرب
والعدائية
والقتل والانتقام
وانتهاك
الحريات والكرامات
وقطع الأعناق
تعليق
المشانق.
وكان
لافتاً أن
رئيس
الجمهورية
المناط به حماية
الدستور
ووحدة الوطن
والذي كان قال
للصحافيين
أنه في مقام
"أب" لجميع
الشباب في
محاولة
لتبرير شكواه
"المستغربة"
على الشبان
الأربعة
الذين تهجموا
عليه عبر شبكة
الفايس بوك،
كان لافتاً فعلاً
أن فخامته هو
الآخر غرق في
أوحال المزايدات
والعنتريات
وأعلن بعد
ساعات قليلة
على "فضيحة"
اعتقال القزي
أنه "على
استعداد تام لتوقيع
حكم الإعدام
فور تسلمه".
ربع
الأشاوس
المتعطشين
للدماء من
مرتزقة وصنوج
وقداحين
ومداحين
بالأجرة وتجار
تحرير وكتبة
وفريسيين لم
ينتظروا
نتائج
التحقيق ولا
تركوا الأمر للقضاء
كما تقتضي
العدالة
والقوانين
والأعراف وكل
الشرائع
والقيم،
وإنما عملاً
بفرمانات
وإملاءات
الشقيقة
والملالي تبنوا
خطاب حزب الله
وزايدوا عليه
وطالبوا برأس
القزي قبل
إدانته
قضائياً.
نلفت
هؤلاء
"الهائجين
والغيارى"
الذين امتشقوا
سيوفهم ومعهم
الحكام
والسياسيين
وكل جماعات
السواطير
والفؤوس
والحناجر
الصداحة إلى
أن هذا الخطاب
التعبوي
والغرائزي
كان أدى إلى
تهجير أهلنا
الجنوبيين
سنة ألفين
ودفعهم قسراً
إلى دخول
إسرائيل
وطلبهم
اللجوء فيها
بعد أن هددهم
السيد حسن
نصرالله
علناً، "بالدخول
إلى مخادعهم
وقطع أعناقهم
وبقر بطونهم"،
كما أنه نفس
الخطاب
الإجرامي
الذي أدى إلى
غزوتي بيروت
والجبل وإلى
خلع السيد
نصرالله عليهما
مسمى "الأيام
المجيدة".
بالطبع
أنها ليست
المرة الأولى
التي يقوم فيها
حزب الله
خلافاً لكل
القوانين
وبأسلوب فج وفاجر
بمصادرة
صلاحيات ودور
الدولة
واعتقال
مواطنين
واتهامهم
اعتباطياً
وتجنياً بالعمالة
والخيانة
والتجسس، إلا
أنه ورغم جسامة
فضيحة
الاعتقال الجديدة
هذه فإن القزي
يُعتبر
محظوظاً
مقارنة مع
آخرين غُيبوا
ولم يُعرّف
مصيرهم حتى
الآن ومنهم
المواطن
جوزيف صادر
الذي تم خطفه
من أمام مطار
بيروت الدولي
في وضح النهار
وعلى مرأى وسمع
القوى
الأمنية ومن
ثم ابتلعته
غياهب
وسراديب
دويلة حزب
الله وهو لا
يزال حتى
يومنا هذا في
جوف تنين
الدويلة.
أما فجور
حزب الله
واستكباره
وعنجهيته
واستخفافه
المهين
للدولة فحدث
ولا حرج،
ويكفي قراءة
كلام النائب
محمد رعد الاستفزازي
عقب تسليم
الحزب شربل
القزي إلى
الدولة لمعرفة
المستوى
"الإلهي"
المتقدم جداً
جداً الذي وضع
جماعة دويلة
الضاحية
أنفسهم فيه
والصلاحيات
المطلقة التي
أجازوها
"إلاهياً"
لحزبهم.
مما قاله
النائب رعد: "أن
انكشاف عميل الاتصالات
يدفعنا
للتفكير
بكثير من
الحذر والجدية
لملاحقة كل ما
نرتاب به في
الثقافة
والأمن والاتصالات
والإعلام
والتربية والاقتصاد".
"نحن في ظرف
نتعرض فيه إلى
حالة انكشاف
من قبل أعدائنا
الصهاينة
وأسيادهم
المتآمرين
على حضارتنا
واستقلالنا
وسيادتنا
وكرامتنا• نحن
في بلد دولته
مستهدفة
ومجتمعه
مستهدف وليست
المقاومة فيه إلا
قوة دفاع في
وجه هذا
الاستهداف،
ونحن بالتالي
مستهدفون على
المستوى
السياسي ولا
يراد للبنان أن
يكون له موقع
ودور في
المعادلة
السياسية، مستهدفون
أيضا على
المستوى
الأمني لأنه
يراد للبنان ألا
يشهد حالة
استقرار
وسلما داخليا
ويبقى قلقا إزاء
ما يحضره العدو
من اعتداءات"
حزب الله كما
هو معلوم يملك
شبكة اتصالات
خاصة به لا
سلطة للدولة
عليها، وفي
نفس الوقت يهيمن
بالقوة
والبلطجة على
كل وسائل
اتصالات الدولة،
وهو بالتالي
يتجسس علناً
على كل اللبنانيين
بمن فيهم
الرؤساء
والمسؤولين.
نسأل من يتجسس
على من؟ ومن
هو المتهم
الحقيقي
بالتجسس؟ فأن
يكون الشاب
قزي بريئاً أو
متورطاً ليس
هو لب القضية
والأمر يجب
تركه برمته
للقضاء، ولكن
المهم هنا من
أعطى الحق
لحزب الله
ليتجسس على
اللبنانيين،
وطبقاً لأي
شرعة يعتقل
مواطناً
ويوجه له
الاتهامات؟
قانونياً،
من يجب
محاكمتهم هم
قادة حزب الله
وليس القزي أو
غيره، ولو كان
القزي في كندا
أو في أي بلد
يحكمه القانون
لكان من حقه
أن يدعي على
قادة حزب الله
الذين
انتحلوا
زوراً دور
الدولة
واعتقلوه وشوهوا
سمعته وسمعة
أهله.
إن واقعة
الفجور هذه
تبين بما لا
يقبل الشك أن
لا دولة في
لبنان ولا
حكام ولا مؤسسات
ولا احترام
للقوانين
والدستور، بل
دويلة
ومتسلبطين
وقحين
ومستكبرين
يتحكمون بقوة الإرهاب
والسلاح
والمال بكل مفاصل حياة
اللبنانيين
ويتجسسون
عليهم جميعاً
ويحصون
أنفاسهم دون
رقيب أو حسيب.
في
الحصيلة ودون
أي مواربة أو
دجل نقول
براحة ضمير إن
لبنان هو بلد
محتل بأرضه
ومؤسساته
وقراره
والمحتل هو
حزب الله، جيش
إيران
الأصولي
والإرهابي في
لبنان.
أما همروجة
الاعتقال والاتهامات
والعنتريات
والعكاظيات
التهويلية وحفلة
هز الأصابع
الاستعراضية
فهي كلها قنابل
دخانية
خلفيتها
الهلع من كشف
قتلة الرئيس
الحريري وتهدف
إلى التشكيك في
مصداقية
القرار الظني
المتوقع أن
يصدر قريباً
جداً عن
المحكمة
الدولية
الخاصة
بلبنان والذي
كما تشير كل
الدلائل سوف
يتهم عناصر من
حزب الله
باغتيال
الحريري،
وبما أنه قد
عُرِّف السبب
فقد بطُل
العجب، ونقطة
على السطر.
*الكاتب معلق
سياسي وناشط
لبناني
اغترابي
*عنوان الكاتب
الألكتروني
phoenicia@hotmail.com
*تورنتو/كندا
في 03 تموز/2010