مسرحية
المصالحات:
ذمية وتقية
فاقعتين
الياس
بجاني*
يقول
السيد يسوع
المسيح: "ما
اجتمع اثنان
باسمي إلا
وكنت ثالثهما".
ترى
هل اللقاءات
التي سميت
زوراً
وبهتاناً "مصالحات"
قد رأت النور
بحضور الرب
وبِنِعم بركاته
لأنها للصالح
العام وهدفها
غسل القلوب،
وغايتها الاعتراف
بالأخطاء
والخطايا،
ونوايا
نجومها التكفير
والتوبة عما
اقترفوه من
ذنوب وتقديمهم
الكفارات، أم
أن العكس هو
الصحيح ؟
من
الجاهلية،
مروراً
بالشويفات،
ووصولاً إلى
الرابية كانت
"ملائكة"
النظام
السوري حاضرة
وحاضنة
وراعية
ومنظمة
لمسرحيات
الذمية والتقية
و"بوس اللحى"
وشرب الشاي
والقهوة،
والتكاذب،
ولكل ما
تخللها من
قصائد زجل
ومعلقات مديح
عكاظية مجدت
بعروبة نظام
الشقيقة
وببطولاته
وبممانعته
ومقاومته "لمخططات
العدو
الصهيوني
المتغطرس"،
وبرفضه مشروع "الشيطان
الأميركي
المستكبر"،
وبتصديه "لصهاينة
الداخل".
ولا
ننسى بالطبع
عنتريات ربع
المقاومين
والمحررين
هؤلاء في
إطلاق
الصواريخ
والقنابل
الكلامية و"القواس"
بغزارة على
إسرائيل
"وتذكيرهم "الخونة
والمرتزقة" الذين
لا يجيدون
القراءة "الإلهية
والبعثية" في
السياسة
والوطنية والمقاومة
بأن إسرائيل
تتفكك من
الداخل بعد أن
هزمها حزب الله
سنة 2006 شر
هزيمة،
وأكملت حماس
بإذلالها خلال
حرب غزة
الأخيرة.
إن
كل الذين أدوا
أدوارهم في
"مسرحيات
المصالحات"
أتقنوها
وبرعوا في
تقديمها مما
يؤكد أنهم
بالفعل
ممثلون
موهوبون،
ولكن ليس
لأماني
وتطلعات
ناسهم، ولا
لوطنهم
وتاريخه
وهويته
وثوابته، ولا
للسلام، ولا
للعدل
والقانون،
ولا للقيم
والمبادئ،
ولا لأي قضية
محقة. ممثلون
ممتازون ومداحون
وقداحون
بالأجرة
أولئك
المتصالحين،
ونقطة على
السطر.
ممثلون
ليس إلا، وقد
شخصوا
الأدوار
حسبما وردت في
النص
"الفرماني
الأخوي" الذي
نقله إليهم
مشكوراً
مساعد المخرج
والمنتج الموهوب
"وئام وهاب"،
وهم قدموه
بالأسلوب
والنمط
والنفس الذي
أملاه عليهم
المخرج دون
نقصان أو
زيادة.
علماً
أن نفس
الممثلين
هؤلاء كانوا
جميعاً أدوا
في السابق،
وفي حقبات
كثيرة
ومتفرقة، أدواراً
مماثلة في
مسرحيات
سورية متنوعة
لم تغب عنها
الدموية
الفاقعة، كما
كانت لهم
أدوار مهمة في
مسرحيات أخرى
من تأليف وإنتاج
وإخراج جهات
"فنية" غير
ذات صلة
بالشقيقة
ومضاربة لها.
مما لا شك فيه
أن ربع
"الفطاحل" في
المقاومة
والعروبة
والتصدي
والممانعة هم
دائما وأبداً
على استعداد
للعب كل
الأدوار التي
تتوافق مع
مصالحهم
الذاتية
وتؤمن لهم الدخل
المناسب
والنفوذ
المطلوب.
طبقاً
للأعراف
الدينية
والقانونية
إن كل من يبيع
جسده يرتكب
فعل "الدعارة
الجسدية"، فهل
إن من يبيع
وطنه يقترف
فعل "الدعارة
الوطنية"؟
ترى في أي
خانة يمكن
تصنيف أفعال
"المشخصين"
مسرحيات
المصالحات في
وطن الأرز؟
بالواقع
مهما قيل في
بهلوانية
وطروادية وحربائية
ممارسات أهل
السياسة في
لبنان يبقى قليلاً
وناقصاً ولا
يوفيهم حقهم
بالكامل، لأنهم
بسوادهم
الأعظم
يتقنون
بامتياز
وجدارة عاليتين
ثقافة
"التقية
والذمية"
ومشبعين بعقليتهما،
وبالتالي كل
ما يقومون به
وعلى كافة
الأصعدة
منطلقه هذه
الثقافة.
ترى
ما الذي يجمع
بين النائبين
وليد جنبلاط وميشال
عون، ومن هي
الجهة التي
جمعتهما في
الرابية؟
على
ماذا اجتمعا
وضد من، وعلى
ما كانا
مختلفين؟
على
ماذا اتفقا
بصلحهما
المسرحي
و"الأخوي" الهوى
والنوى؟
نعتقد
أنه لا داعي
للإجابة لأن
اللبناني ذكي
ومراقب ويعي
الحقائق،
ويعرف من أين
أتى الوحي
"الفرماني"
للمتصالحين،
وبالطبع الجميع
مدرك
لمصداقية
الرجلين فيما
يخص الالتزام
بالمواقف
والثبات
عليها
واحترام
الصداقات
والتحالفات
والوفاء
بالعهود
والوعود!!
نسأل
ما الذي يجمع
بين حزب الله
وحركة أمل والأحزاب
الدرزية
الثلاثة، ومن
جمعهما في
الشويفات والجاهلية
ولماذا؟
هل
المواطنين في
الجبل يرون ما
يراه قادة أحزابهم
الثلاثة في
شأن
المصالحات
والاعتذارات
وسلاح حزب
الله وغزواته
ودويلته؟
وماذا
عن السلاح
الذي كان سبب
المشكلة
الأساس في
غزوتي بيروت
والجبل؟
ترى
هل سُلِم السلاح
إلى الدولة
حتى لا
يُستعمل في
غزوات أخرى،
فاستحق
واستوجب
الصلح؟
نسأل،
هل اعتذر من
قام بالغزوات
واعترف بذنبه،
أم أنه لا
يزال يعتبرها
من أيامه
المجيدة ويهدد
الشرائح
اللبنانية
الأخرى
بمثلها إن لم
يخضعوا
صاغرين
ويقبلوا بصمت
تبريك سلاحه وهيمنته
واستكباره ومشروع
ولاية الفقيه
الإيراني؟
يبقى
أن المصالحات
بالشكل الذي
تتم به هي مسرحيات
كذب بكذب
مغلفة
بالتقية
والذمية، في
حين أن لا "سوأةَ
أسوأُ من
الكذب"
(الإمام علي).
إنها
خطيئة قاتلة
أن يعتذر
القتيل من
القاتل ويطلب
الصفح منه.
وذنوب
لا تُغفر هي
أفعال بيع
الأوطان،
والاستخفاف
بدماء
الشهداء،
والتنازل عن حقوق
المواطنين في
العزة
والكرامة
والحرية.
نختم
بقول الإمام
علي: "الكذاب
والميت سواء، لأن
فضيلة الحي
على الميت
الثقةُ به،
فإذا لم يوثَقْ
بكلامه فقد
بطلتْ حياتُه."
*الكاتب
معلق سياسي
وناشط لبناني
اغترابي
*عنوان
الكاتب
الألكتروني phoenicia@hotmail.com
*تورنتو/كندا
في 12 كانون
الثاني/2010