زيارة
نجاد وصراع
الثقافتين
*الياس
بجاني
نشكر
الرئيس نجاد
على صراحته
المتناهية
بفجورها
والأوهام
التي ضربت كل
الأعراف
الدبلوماسية
وهتكت معايير
التهذيب
واللياقات
كافة، فهو في
كل كلمة تفوه
بها خلال
زيارته
التفقدية
لجيشه ودويلته
ورعيته كان
واضحاً
ومباشراً في التسوّيق
الفج لمشروعه
الإمبراطوري والإلهي
المذهبي الذي
يرى في وطننا
ساحة لحروبه
الجهادية
وخزاناً
بشرياً للمجاهدين
الانتحاريين
الذين
يأتمرون
بأمرته
لإسقاط
الكيان اللبناني
وضرب كل
الأنظمة
العربية
والإقليمية
واستبدالها "بجبهة مقاومة
الشعوب"، التي تمتد
وكما أفادنا
مشكوراً، "من
فلسطين إلى إيران
مرورا بلبنان
وسوريا
والعراق
وتركيا".
لقد
خاطب نجاد
رعيته
المقتطعة من
النسيج اللبناني
بقوة المال
والإرهاب
والفتاوى خلال
حقبة
الاحتلال
السوري
الدموية، وأكد
لمن يهمهم
الأمر في
الداخل
والخارج أن هذه
الرعية أمست ملحقة
بالكامل بمشروع
جمهورية
إيران
الملالي
عقائدياً
ومعيشياً واجتماعياً
وثقافة وعسكرة،
وأكد علنية
دون خجل أو
وجل كل الحقائق
الصادمة التي
كان يعرفها كل
لبناني وطني
وسيادي وصاحب
ضمير حي وبصر
وبصيرة،
ويتعامى عن
واقعها
المعاش وعن
أخطارها ربع
الإسخريوتيين
والملجميين
والمرتزقة
والكتبة
والفريسيين.
لم
يأتِ نجاد
بجديد فهو ثبت
وأكد بالقول
والفعل وبعروض
القوة والتهديد
والوعيد كل
مخاوفنا من
مشروع حزب
الله الفارسي على
لبنان
الرسالة والكيان
والحريات
والتعايش
والهوية
والتاريخ
والسلام
والديموقراطية
والحقوق
والمجتمع
المدني
والحضارة والثقافة
والانفتاح.
لقد وضح نجاد حتى
للعميان
والسذج والأطفال
هذه الأخطار
الإيرانية
الداهمة التي
جعلت من دولة
لبنان ومن كل
مؤسساته
هياكل عظمية صورية
لا حياة ولا قرار
ولا روح فيها.
إننا
نقدر فعلاً للسيد
حسن نصرالله
شجاعته في إعلانه
مرة أخرى
وبصوت عال
ولاء دويلته
وحزبه وجيشه بالكامل
لولاية
الفقيه
وتذكيره
الجميع بأن ما
تقوم به إيران
في المنطقة هو
واجب إلهي. لقد
توضحت صورة
المشروع
الفارسي
التوسعي
والإمبراطوري
المذهبي بكل أطره
وتفاصيله
وغاياته
ومراميه ولم
يعد من أمر
خفي أو مستور
وأصبح دور حزب
الله العسكري
والإرهابي
جلياً في
مهمات تنفيذ
هذا المشروع
على الأرض بكل
الوسائل المدمرة
وفي مقدمها
الغزوات
والفتن والاغتيالات
وزرع سموم الشقاق
والفرقة
وتعميم
الفوضى ونشر شريعة
الغاب.
اغترابياً،
نحن لم نقرأ
في كلام نجاد
والسيد وفي
ممارساتهما
الوقحة خلال
زيارة الأخير
للبنان أية مواقف
جديدة تستأهل
اندهاشنا أو
مفاجأتنا، فكل
ما أُعلن كان السيد
وقيادات
ونواب حزبه يكررونه
علناً منذ
سنين وبشكل
شبه يومي، وكم
من مرة حذرنا
من خطورة ما
يقولون
ويطرحون
ويمارسون
ويخططون. أليس
هم من قال إن
سلاحهم مقدس
وربطوه
بالشرف
والعرض
وهددوا بقطع
أيدي وبقر بطون
ونحر رقاب من
يتجرأون على
سحبه منهم؟ أوليس
هم من قال إن
سلاحهم باق،
باق، طالما
بقي هناك قرآن
وإنجيل،
ولطالما أن
باستطاعة إسرائيل
تطيير طائرة
ورق في سماء
لبنان؟! ألم
يقولوا ولا
يزالون إن
وجهتهم القدس
ورمي
الصهاينة
ودولتهم في
البحر، وأن
مشروعهم هو
إقامة دولة
الفقيه في
لبنان؟
بالواقع
إن حزب الله
لم يخفِ في
يوم مشروعه الإيراني
الإلهي، ولا
هو مرة واحدة
قال إنه سيتخلى
عن سلاحه، أو
يتنازل عن
دويلته،
وبالتالي فإن
كل المواقف
التي جاءت في خطاب
السيد وكلام
نجاد هي تكرار
وتظهير
لمواقف معلنة
وموثقة منذ العام
1982، وهي
تُدرَّس
أيضاً ضمن
المناهج
التعليمية
والتثقيفية
والدينية
التي يفرضها
حزب الله على
المؤسسات
التعليمية
التي تقع ضمن
حدود مربعاته
الأمنية.
لقد
بات واجباً
وطنياً
وإيمانياً على
كل لبناني أن
يحدد موقفه
دون خوف أو تردد
لأن المواجهة
الحقيقية ليس
لها أي علاقة
بمحاربة
إسرائيل أو
بالمقاومة لا
من قريب ولا
من بعيد، بل هي
حرب طاحنة
ومصيرية بين
ثقافتين،
الأولى يحمل
راياتها حزب
الله وهي
ثقافة
الجاهلية والعصور
الحجرية مع كل
ملحقاتها من
كراهية وحقد
وعداء وتقديس
للقتل
والانتحار
ورفض للأخر
وأحادية وشمولية
ودكتاتورية
وحروب وغزوات،
والثانية هي
ثقافة السلام والمحبة
والحضارة والحقوق
والمجتمعات
المدنية
والتعايش والانفتاح.
اللبنانيون
في أكثريتهم
الساحقة يقفون
ضد ثقافة حزب
الله وضد
دويلته وهم مع
الدولة اللبنانية
وقد برهنوا عن
ذلك يوم نزل
منهم ما يزيد
عن مليون ونصف
المليون مواطن
إلى الشوارع
في 14 آذار 2005 في
حركة
اعتصامية سلمية
حضارية تحت
راية ثورة
الأرز.
يا
أيها
اللبنانيون
الشرفاء كفى
خداعاً للذات
وللغير، وكفى
هرطقات وتقية
وطأطأة للرؤوس،
أعلنوا من على
السطوح
والمنابر دون
خوف أو مواربة
أو تملق أو وتقية
أو ذمية إن
حزب الله هو تنظيم
إرهابي خارج
عن القانون ولم
يكن مقاومة أو
ميليشيا في أي
يوم من الأيام،
طبقاً لكل المعايير
الدولية والقانونية،
بل جيش إيراني
نظامي بكل ما
للكلمة من
معنى ومن
وقائع وحقائق
وممارسات مرئية
ومعاشة. قولوا
علنية إن من
ينسب لهذا
الحزب أي دور
مقاوماتي أو
تحريري في أية
حقبة من
الحقبات
وينافق ويدعى
أنه مقاومة
وأن سلاحه
مقدس إنما
يرتكب جريمة
بحق الحقيقة
ويتعدي
اعتداءً
فاضحاً على
لبنان
إنساناً
وكياناً وتاريخاً
وكرامةً
وشهداء. إن
الزمن زمن
مواقف ورجولة،
فهل القيادات
عندنا مدركة
لواجباتها
والمسؤوليات؟!
يبقى
أنه يجب أن تعلم
كل دول العالم
الحر العربية
والأوروبية والأميركية
وغيرها أن
السماح بسقوط
لبنان في مخالب
دولتي محور
الشر على يد حزب
الله، هو أمر
خطير للغاية
سيهدد السلام
والاستقرار
والحريات
والحضارة،
ليس فقط في
الشرق
الأوسط، بل في
كل أرجاء
المعمورة،
ومن له أذنان
صاغيتان
فليسمع.
*الكاتب
معلق سياسي
وناشط لبناني
اغترابي
*عنوان
الكاتب
الألكتروني
phoenicia@hotmail.com
*تورنتو/كندا
في 18 تشرين
الأول/2010