مقابلة من موقع بيروت أوبزرفر الألكتروني مع الناشط الإغترابي الياس بجاني

28 تشرين الثاني/09

http://beirutobserver.com/index.php?option=com_content&view=article&id=13483:bejjani&catid=55:2009-04-08-05-09-53

 

بجاني للاوبزرفر : الجميل حافظ باستمرار على الثوابت الوطنية والمسيحية أما العماد عون فقد انقلب كلياً على ماضيه

"الجميل حافظ باستمرار على الثوابت الوطنية والمسيحية أما العماد عون فقد انقلب كلياً على ماضيه" بهذه  الكلمات اختصر الكاتب والناشط السياسي المغترب إلياس بجاني مواقف العماد عون والرئيس السابق أمين الجميل.

بجاني وفي حديث إلى موقع بيروت اوبزرفر أكد أن ليس هناك لحزب الله أي فضل على لبنان من ناحية ردع العدوان الاسرائيلي كما كان له مداخلة حول حكومة الرئيس الحريري ننشر لكم أبرز ما جاء في هذه المقابلة

 

سؤال/هل توافق أن ١٤ تلفظ أنفاسها الأخيرة و أي محاولة لإنقاذها ستكون عقيمة ؟

جواب: إذا كنت تعني ب 14 آذار ثورة الأرز فهي ثورة الشعب وليست مطلقاً ثورة القيادات. إنها حركة شعبية بامتياز وبالتأكيد لن تنتهي مع خروج فريق سياسي أو أكثر أو زعيم معين منها لأنها متجذرة في وجدان وضمير ونضال السياديين من أهلنا في الوطن الأم وبلاد الانتشار على حد سواء وقد قدمت العشرات من الشهداء وبالتالي عُمدت بالدم الذكي والغالي الذي لا يُقدَّر بثمن وليس بمقدور أي كان أن يتاجر به ويساوم عليه ويتنكر له.

عماد ثورة الأرز هم أولئك اللبنانيين المؤمنين بلبنان السيد الحر والمستقل والتعايشي وصاحب الرسالة الحضارية المتميزة ونحن من ضمنهم، وهؤلاء كما تعرفون هم من كل الشرائح اللبنانية المتنوعة الحضارات والإثنيات والمعتقدات الدينية بمن فيها الشريحة الشيعية الكريمة التي يهيمن بالقوة اليوم على قرارها ومناطقها حزب الله، ولنا في المفتي علي الأمين وأحمد الأسعد ومحمد بيضون وغيرهم الكثير خير مثال يؤكد أن هذه الثورة السلمية والديموقراطية والحضارية والاستقلالية مستمرة وبقوة، وهي على عكس ما تقول تقوى أكثر وتنتشر أكثر ولن تلفظ أنفاسها في أي يوم من الأيام لأنها الشعب والشعوب لا تموت، كما أنها ليست بحاجة لعمليات إنقاذ من أحد، بل من خرج منها هو من بحاجة إلى إنقاذ ونجدة من غضب مؤيديه وناسه.

نعم بعض القيادات في 14 آذار رضخوا للخوف والإرهاب وتنكروا لأماني وتطلعات وطموحات من يدعون تمثيلهم وهؤلاء سوف يلعنهم التاريخ ويحكم عليهم بما يستحقه المراؤون والطرواديون والملجميون والباحثون عن النفوذ والمصالح الذاتية والنفعية.

مما لا شك فيه أن هناك هوة كبيرة جداً بين شعب ثورة الأرز، وهي حركة 14 آذار، وبين بعض القيادات. أؤكد لك أن المتخاذلون يلفظهم الناس أجلاً أم عاجلاً ولنا في صعود العماد ميشال عون الصاروخي يوم رفع الشعارات الوطنية والطروحات السيادية والاستقلالية، ومن سقوطه المدوي شعبياً يوم انحرف وانتقل إلى القاطع السوري – الإيراني.

 

سؤال/أستاذ بجاني سبق لك وحاورت العديد من الأقطاب المسيحية وقبل عودتها من الإبعاد القسري إلى لبنان مثل الجنرال عون والرئيس جميل ؟ هل اختلفت التصريحات بين البارحة واليوم؟ ولما اختلفت؟

جواب: نعم لقد أجريت خلال الـ 20 سنة الماضية مئات المقابلات مع معظم السياسيين السياديين اللبنانيين، وبشكل خاص مع الذين أجبروا على مغادرة لبنان والعيش في المنفى خلال حقبة الاحتلال السوري الغاشم لوطننا، وكان للعماد ميشال عون حصة الأسد في هذه المقابلات. كما أجريت أيضاً العديد من المقابلات مع رجال دين من مختلف المذاهب وهي كلها موجودة على موقعنا الالكتروني. وهنا لا يمكننا التعميم بما يخص الثبات على المواقف والطروحات والانحراف عنها، فالرئيس أمين الجميل مثلاً لم يغير في خطابه ولا في طروحاته وقد حافظ باستمرار على الثوابت الوطنية والمسيحية وكذلك النائب دوري شمعون، أما العماد ميشال عون ومجموعته في غالبيتهم فقد انقلبوا كلياً على ماضيهم بتكويعة 180 درجة وتنكروا له، كما أنهم نقضوا كل وعودهم وعهودهم وانتقلوا إلى قاطع المحور السوري الإيراني وراحوا يزايدون في ولاءهم لهذا المحور على السياسيين الذين هم بنوا على تبعيتهم وانحرافاتهم مجدهم وشعبيتهم والعماد عون متقدم بأشواط على الجميع في التكويع فهو لم يترك لا شعاراً ولا طرحاً ولا خطاباً ولا موقفاً ولا مقالاً ولا حتى كلمة واحدة إلا انقلب عليهم وتبنى عكسهم بالكامل. وهو كما يؤكد حاضره قد انقلب على كل ماضيه كلياً وهذا أمر واضح وجلي يظهر حتى للأطفال في مقارنة علمية وعملية وموضوعية بين ما هو مُوثق قبل ذوبانه في حزب الله من خلال ورقة التفاهم وبعد تلك الورقة. طبعاً هذا شيء محزن ومؤسف ومحبط. .

 

سؤال/لطالما احتوت كتاباتك على هجوم مباشر أو غير مباشر على حزب الله وحلفائه وتكاد تخلوا من ذكر لفضل الحزب في ردع العدو الإسرائيلي، هل أنت مقتنع أن حزب الله لا يملك ايجابيات تستحق الذكر؟

جواب: حزب الله وكما هو مبين في وثائقه التأسيسية وفي خطابه المدون وفي طروحاته الموثقة وفي ممارساته اليومية على كافة الأصعدة وفي مختلف الحقول ومنذ أن أوجدته إيران بتكليف شرعي سنة 1982، وأيضاً في الكتب التي صدرت عن قادته وفي مقدمهم الشيخ نعيم قاسم، كما في خطابات أمينه العام السيد حسن نصرالله، هو حزب إيراني في لبنان بكل ما في الكلمة من معنى، لا أكثر بل هو فيلق عسكري يتبع مباشرة للحرس الثوري الإيراني. والجيد في أمر هذه المجموعة الأصولية أنها تفاخر علنية بتبعيتها وولاءها المطلقين للمرجعية الإيرانية. كما أن مشروع حزب الله المعلن والموثق هو إقامة دولة خمينية أصولية في لبنان على شاكلة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهذا المشروع يلغي لبنان كياناً وهوية وتاريخاً وشعباً وثقافة وحضارة فأين بربك الإيجابية هنا؟

لا ليس لحزب الله أي فضل فيما يخص ما سميته "ردع إسرائيل"، لا بل على العكس تماماً فهو باستعماله الجهاد المسلح ضد إسرائيل ولو كلامياً وتنظيرياً يبرر لإسرائيل أن تستعمل أسلحتها الفتاكة ويحرر هذه الأسلحة من كل الضوابط الدولية والإقليمية والإنسانية ولنا في حرب ال 2006 التي تسبب بها حزب الله والتي أدت إلى تدمير كامل للبنى التحتية اللبنانية وإلى خسائر مادية خيالية منظورة وغير منظورة زادت عن 25 بليون دولاراً إضافة إلى مئات الضحايا من المدنيين وآلاف الجرحى وإلى تهجير ما يقارب المليون موطن. والغريب في الأمر أن هذا الحزب يدعي وخلافاً لكل الوقائع والإثباتات المحسوسة والملموسة والمعاشة أنه هزم إسرائيل وقهر جيشها وأن انتصاره كان إلاهياً

أما فيما يخص "كذبة" تحرير الجنوب سنة 2000 فدعني هنا استعير من موقف حليف الحزب الأول اليوم العماد عون وقراءته العسكرية لعملية التحرير المزعومة تلك. عون اعتبر سنة 2000 أن حزب الله لم يحرر الجنوب، بل آخر التحرير لمدة 14 سنة وقال في مقالة له حملت عنوان "متى التحرير" نشرت بتاريخ 27/05/2000 في العدد 150 من النشرة اللبنانية ما يلي: "وإلى أن يحين العيد الحقيقي، نرفض الاشتراك بأعياد التخدير، ونترك نشوتها للمدمنين على المخدرات". كما أن عون في العشرات من التصاريح والمقابلات الموثقة كان يعتبر أن مزارع شبعا كذبة كبيرة وأنها فبركت بعد انسحاب إسرائيل من الجنوب لتبرير بقاء المحتل السوري وحزب الله المسلح

حزب الله، نعم، يملك المال والسلاح والمؤسسات وشبكات الاتصال والنفوذ والسلطة والدويلة والكونتونات، لكنه بالتأكيد لبنانياً لا يملك ولا إيجابية واحدة، بل على العكس كل ما يملكه هو سلبي بامتياز كبير. بالله عليك من يعطل قيام الدولة، ومن يمنع القوى الأمنية من بسط سلطتها على كامل التراب اللبناني، ومن يخزن الأسلحة في البيوت والأحياء السكنية، ومن يفاخر بامتلاكه 70 ألف صاروخاً، ومن الذي يبقي لبنان ساحة لحروب وأطماع النظامين السوري والإيراني، ومن يمنع أهلنا الموجودين في إسرائيل من العودة إلى بيوتهم وأرزاقهم وعيالهم، ومن يقيم المربعات الأمنية في الشمال والبقاع والجبل والعاصمة، ومن قام بغزو بيروت والجبل، ومن أقفل مجلس النواب وعطل انتخاب رئيس للجمهورية، ومن الذي آخر تشكيل الحكومة الجديدة لمدة 5 أشهر، ومن يسوّق لمفاهيم العنف ورفض الآخر، ومن يفرض على اللبنانيين نمط حياته ومعتقده، ومن ينقض مبدأ العيش المشترك، ومن لا يحترم القرارات الدولية، ومن لا يقر بالمجتمع المدني وتطول قائمة الإيجابيات وتطول!!!

 

سؤال/بلا شك أن سياسة الرئيس الحريري قد تكون مثيرة للجدل كيف تقيم سياسته ومقاربته للأمور والتنازلات التي بذلها من أجل الوصول إلى الحكومة التي شكلت ؟ هل تتوقع من هذه الحكومة أي انجاز على مختلف الأصعدة ؟

جواب: كنا من أشد المعارضين الديموقراطيين والغانديين لسياسات الشهيد رفيق الحريري خلال حقبة الاحتلال السوري، ولنا في هذا المجال عشرات المقالات، ولكن استشهاده غير المعادلة في لبنان وساهم بشكل كبير في وحدة اللبنانيين تحت شعار لبنان أولاً وأجبر المحتل السوري على الانسحاب العسكري من بلدنا

نحن بصراحة نرتاح جداً لشخص الرئيس سعد الحريري فهو جدير بالثقة ومؤمن بالتعايش قولاً وفعلاً، وهو صادق ومهذب ومتحرر من التعصب ومنفتح، إلا أن الوضع الإقليمي المتشنج ألزمه على يبدو بالقبول بما كان يرفضه لجهة تشكيل الحكومة والخوف كل الخوف أن ينجح النظام السوري في أن يفرض عليه المعادلة التي كان فرضها على والده الشهيد خلال احتلاله للبنان وهي: أن المال والاقتصاد والعمران لرئيس الوزراء، والأمن والسياسة للسوري. واليوم حزب الله قد حل عسكرياً مكان السوري وهو يمارس هذا الدور، في حين أن جماعات هذا الحزب وجماعات سوريا موجودة في غالبية المواقع الرسمية وهي بدأت بتفويض من الرئيس السوري شخصياً ممارسة دورها بالنيابة والظواهر للمتتبعين لمجريات الأحداث كثير جداً

للأسف الحكومة الجديدة لن تتمكن من اتخاذ أي قرار تعارضه سوريا أو إيران لأن فيها الثلث المعطل المستعد دون تردد تنفيذ الفرمانات السورية والإيرانية وبالتالي ستكون حكومة تصريف أعمل وإدارة الأزمة وهي ستكون هشة وقابلة للانفجار من الدخل باستمرار ما لم تنفذ السياسات السورية والإيرانية.

انتهت المقابلة