مؤتمر السيد نصر الله: مسرحية هزلية مملة

بقلم/الياس بجاني*

 

أتحفنا السيد نصرالله يوم أمس الاثنين بالحلقة الخامسة من مسلسله المكسيكي "الهتشكوكي" الممل وكانت الحلقة هذه للأسف مخيبة للآمال وسيئة الإعداد والإخراج واستغبائية وصبيانية بامتياز كماً ونوعاً ومحتوى.

 

كان بإمكان السيد ودون لف ودوران في حلقات مفرغة الإعلان صراحة أنه سحب اعترافه بالمحكمة الدولية وأن موقفه هذا يتعارض مع بيان الحكومة التي يشارك حزبه فيها وهو بالتالي سينسحب منها ويعمل على تعطيل أعمالها في حال لم تُلغي المحكمة ويستعاض عنها بواحدة لبنانية مطواعة تنفذ رغبات القتلة فتبرئ القاتل وتُجرّم القتيل.

 

إن مؤتمر السيد في حلقته الخامسة الذي على ما يبدو أراده أن يكون بوليسياً ومشوقاً كان حقيقة أمراً معيباً بحق صاحبه أولاً وبحق الناس ثانياً وفي منتهى السطحية التقنية والسذاجة المخابرتية ثالثاً.

 

لقد بدا السيد معلماً فاشلاً أمام ما اعتقد متوهماً إنهم تلاميذ في الصفوف الابتدائية ملزمون الاستماع إليه وتصديق كل ما يقوله. معيب هذا الاستهتار بذكاء الناس وبسعة معرفتهم في عالم متطور يزخر بمختلف التقنيات التي حاول السيد تسخيفها بأسلوب تهكمي ومصطنع لا ينطلي حتى على الأطفال.

 

باختصار إن كل ما قدمه السيد خلال 150 دقيقة رتيبة لا قيمة ولا وزن له ولن يؤخذ به جدياً من قبل أي جهة قانونية أو محكمة حتى ولو كان عدنان عضوم "ما غيره" القاضي فيها.

 

لقد سبح السيد في عالم أحلام اليقظة والأوهام وغرق فيه وما سرده وأظهره لا يصدقه عاقل من غير تنظيمه، فكل ما عُرِض وقيل جاء مفبركاً لا يخفى أمره على أحد.

 

السؤال هو لماذا هذا الاستقتال من قبل السيد وحزبه ومعهما سوريا وإيران ضد المحكمة الدولية من أجل لبنان؟ أوليس هذا التوتر غير المسبوق عند السيد وأسياده الشوام البعث والفرس يعني بوضوح أن حزب الله هو فعلاً مرتكب الجريمة أو أقله شريك مع السوري في ارتكابها؟

 

الأمور بدأت تتوضح والخوف من المحكمة وسحب اعتراف حزب الله بها وهو اعتراف موثّق في بند مهم من بنود بيان الحكومة الحالية ينذر بالشر الذي يحضر له الحزب الإيراني بالتنسيق مع سوريا وبمباركة إيرانية.

 

لو إن الحزب فعلا غير متورط في الجريمة، بل في كل الجرائم التي شهدتها الساحة اللبنانية لكان سلّم كل ما لديه من إثباتات ضد إسرائيل أو ضد غيرها للمحكمة الدولية وتصرّف بأسلوب قانوني دون إرهاب وهز أصابع ومسلسل مكسيكي من الخطابات والمؤتمرات الصحفية.

 

في الخلاصة من المؤكد أن كل وسائل إرهاب السيد وألاعيب سوريا البعث لن تجدي نفعاً في تعطيل أو إلغاء المحكمة التي تعمل تحت البند السابع الملزم، ومن المؤكد أيضاً أن السيد وكل حلقات مسلسله التي عرضت حتى الآن وأيضاً التي لم تعرض بعد، لن تنجح في ترهيب القيمين على المحكمة التي سوف تستمر في عملها رغم أنوف الجميع.

 

 يبقى أن العدالة هي مطلب لبناني ودولي وإقليمي محق وهو مطلب سيتحقق رغم كل محاولات العرقلة والبلطجة التي يمارسها جماعة محور الشر، وأن غداً لناظره قريب.

 

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 10 آب /2010