الأسد
ينقلب على كل
وعوده
للحريري
بقلم/الياس
بجاني*
يوماً
بعد يوم يتبين
للمراقبين
ولكل أطياف أهل
السياسة في
لبنان أن
زيارة الرئيس
الحريري إلى
سوريا لم تكن
موفقة أبداً،
كما يتبين من
تسلسل
الأحداث والتطورات
والمواقف ذات
الصلة أن
حسابات من
اتخذوا قرار
القيام بالزيارة
وبالشكل غير
اللائق الذي
تمت به لم
تتطابق لا من
قريب ولا من
بعيد مع واقع
البيدر
السوري
القاحل من
الغلال.
من
المؤسف أن
الحكم السوري
قد حصد من
خلال الزيارة
كل ما كان
يُمني النفس
به من مكاسب
ومنافع لم يكن
يحلم بالحصول
عليها بهذه
البساطة ودون
أية أثمان،
وفي مقدمها
أمر تبرئته من
جريمة اغتيال
الشهيد رفيق
الحريري،
وإحاطة مصير
المحكمة
الدولية
الخاصة بلبنان
إعلامياً بالكثير
من الشكوك
والتقويلات
والشائعات،
إن لم نقل
التعطيل
والتأجيل.
النظام
السوري كعادته
يأخذ ولا يعطي،
ومن هنا لم
يترك ولو
وعداً واحداً قدمه
للرئيس
الحريري خلال
اجتماعه
بالأسد إلا ونقضه
بوقاحة وحقد
دفينين
ولافتين.
وعد
ترسيم الحدود
بين البلدين
تم ترحيله ليحط
في الشمال،
وهو بالتأكيد
سيحتاج لأكثر
من سبعين سنة على
الأقل ليصل
قطاره
"الشامي" إلى
محطة مزارع
شبعا، ومن يعش
رجباً يرى
العجب.
وعد
حل ملف المعتقلين
اللبنانيين
اعتباطاً في
السجون السورية
كُلِّف
الوهاب وئام
بنهبه وهو
أعلن قبل أيام
أن هذا الملف
برمته ملفق
ومُرّكب.
نقض
وعد جمع
السلاح
الفلسطيني خارج
المخيمات،
والذي هو
بالواقع سلاح
سوري بامتياز
والموجود في
معسكرات
الناعمة
وقوسايا
وحلوة
والسلطان يعقوب
وغيرها من
المواقع
الحدودية
استدعى من عباقرة
مفكري مخابرات
البعث
"المقاوم"
أولاً التشكيك
رسمياً بلبنانية
بعض الأرضي
الموجودة
عليها هذه المعسكرات،
وثانياً
إحياء
واستحضار أبو
موسى من غياهب
التاريخ
والنسيان
وإرساله على
عجل إلى مدينة
صيدا "عرين
الحريري" ليعلن
من هناك أن
السلاح هذا هو
شأن إقليمي
مرتبط
بالصراع مع
إسرائيل ولا
علاقة للدولة
اللبنانية
بأمره.
وعد
تسهيل انعقاد
طاولة الحوار
برئاسة العماد
ميشال سليمان
لإيجاد حل
توافقي لسلاح
حزب الله أنيط
أمر ضربه
بالسيد نبيه
بري وبربعه من
النواب والوزراء
الصداحين وطنية
وعلمانية
وتقديساً
للدستور
وطوباوية، فنعوا
القرار 1559
وأقاموا
مراسيم دفنه
دون علم أو
موافقة مجلس
الوزراء،
واستنبطوا
فزاعة تشكيل
لجنة إلغاء
الطائفية
السياسية،
وربطوا مصير
السلاح بوجود
إسرائيل على
الحدود اللبنانية
كما أفادنا
الوزير
النبيه علي
العبد الله،
إضافة إلى
فزاعة تقسيم
بيروت في
القانون الانتخابي
البلدي.
أما
حامي حمى سلاح
حزب الله
ولابس
العباءة السورية
المقاوم
والمغوار
العماد ميشال
عون فقد أعطي
دوراً يتناسب
مع وزنه
التمثيلي ومع
الخدمات
الانتخابية
التي سلفها له
النظام "الأسدي"
وهو دور تسخيف
طاولة الحوار
والتشكيك
بفاعلية
نتائجها.
فانبرى عون
بوقاحته
المعهودة
وبلسانه
السليط
للإدعاء بأن
لا لزوم
لانعقادها
لأن سلاح حزب الله
باق ولا نية
أو إمكانية
لسحبه:
"بالتأكيد
إذا أردنا أن
نقيم طاولة
الحوار فقط من
أجل سلاح حزب
الله، فلا
فائدة منها،
وسبق وقلت ذلك
لأنّه بات
هناك شبه
إجماع على أن
سلاح حزب الله
ضمن المعطيات
الحالية التي
لم تتغير منذ
طُرح الموضوع
وحتى اليوم
ولن تتغيّر، ومن
يريد تغيير
رأيه في هذا
الموضوع
فليرفع يده،
والأغلبية
الساحقة هي
باتّجاه
البقاء على
سلاح حزب الله
إلى أن تحصل
تغيرات جديدة."
(تصريح عون في 19
كانون
الثاني/2010)
وفي
نفس السياق
أخرجت دمشق
على طريقتها
الخاصة وليد
جنبلاط من
تحالف 14 آذار
وكُلّفته حتى
ترضى وتعفو
عنه وتستقبله
مهمة نبش
المقابر
واستحضار مفردات
العروبة
والمقاومة
وسوريا الأسد
والخطر
الصهيوني
البالية
والمنتهية
المفعول، كما
اشترطت عليه
أيضاً من أجل
استقباله
الاعتذار من
رموزها
اللبنانيين
ومهاجمة
مسيحيي 14 آذار
وزرع
الأسافين و"الخوازيق"
بينهم وبين
الحريري،
وجنبلاط
يتابع تنفيذ دفتر
الشروط هذا والذي
على ما يبدو
تزداد بنوده يوماً
بعد يوم، وآخرها
كما أعلن
اليوم
منعه أو
امتناعه لا
فرق من
المشاركة في
ذكرى اغتيال
الشهيد الحريري
في الرابع عشر
من شهر شباط
المقبل.
بالطبع
لا يمكننا هنا
إغفال دور
الرئيس ميشال
سليمان
"اللحودي"
بامتياز
والذي
برمادية وفتور
مواقفه وخدعة
حياديته يعطي
سوريا وحزب
الله مباشرة
ومواربة كل ما
يلزمهما
لتعطيل وتهميش
ومصادرة دور
رئاسة
الجمهورية
ومنع قيام
مؤسسات الدولة
اللبنانية
وتسهيل عودة
هيمنة
الشقيقة على
كل مفاصل
الحياة
السياسية في
وطن الأرز.
يبقى
أن زيارة
الحريري
لسوريا لم تؤدِ
إلا إلى إزدياداً
هيمنة
الشقيقة
الشقية على
بلدنا ودولتنا
وحكامنا، وعلى
طاقم
السياسيين
عندنا
المتاجر
بأرواح وأعناق
الناس، وذلك
لأن العوسج لا
يثمر تيناً
ولا عنباً،
كما أن خوابي
بعث الشام
"الأسدية" لا
تحوي لا قمحاً
ولا طحيناً كما
يتوهم البعض،
بل إرهاباً
وإرهابيين،
ونقطة على
السطر.
بالمناسبة
أين أصبحت
إستنابات
جميل السيد، هل
من جواب!!
*الكاتب
معلق سياسي
وناشط لبناني
اغترابي
*عنوان
الكاتب
الألكتروني phoenicia@hotmail.com
*تورنتو/كندا
في 21 كانون
الثاني/2010