شكراً للعلامة
السيد محمد
حسين فضل الله
بقلم/الياس
بجاني*
العلامة
السيد محمد
حسين فضل الله
(جريدة النهار26 آب/09):
"للجهات
الدينية التي
تعتبر إن مجد
لبنان أعطي
لها (نقول انه)
لم يعط مجد
لبنان إلا
لشعب لبنان (...)
فقد أعطي هذا
المجد للشعب
المجاهد
المقاوم
والذي يعيش
القوة". "من
ينادي بضرورة
إن تكون هناك
أكثرية تحكم
وأقلية تعارض
نسأل: لماذا تحصرون
المسألة
بالأكثرية
النيابية؟".
أدعو إلى
"اعتماد
الأكثرية
الشعبية
بالاستفتاء الشعبي
والديموقراطية
العددية
وعندها يعطي
الشعب كلمته
وليس هؤلاء
الذين
ينطلقون على أساس
مئات
الملايين من
الدولارات
التي تعطى من
خلال محور
عربي من هنا
ومحور عربي من
هناك (...)".
بكل
محبة وتقدير
وعرفان
بالجميل نشكر العلامة
السيد محمد
حسين فضل الله
على
ما أعلنه
صراحة
ومباشرة
وبشجاعة ودون
مواربة، ولكن
في نفس الوقت
نستنكر جملة
وتفصيلاً
وبشدة كل كلمة
قالها بحق
سيدنا غبطة
البطريرك مار
نصرالله بطرس
صفير وبحق
الصرح
البطريركي
الصخرة التي
عليها بني
لبنان، ولهذا
أعطى له مجد
وطن الأرز
والرسالة
المبارك
والمميز.
بصوت
عال وثقة
مطلقة
ركيزتهما
الإيمان والرجاء
نؤكد لسماحته
أن صرح بكركي
الماروني والوطني
والإنساني
والحقوقي
بامتياز كان
منذ 1600 سنة
حامياً بإباء
وعنفوان حمى
وطن الأرز
وإنسانه واستقلاله
وسيادته
وتميزه
وتعايش بنيه
والحريات
والسلم فيه،
وهو بنعمة
الرب جل جلاله
وببركات أمنا
السيدة
العذراء،
سيدة لبنان،
وببركات
وأدعية
قديسينا شربل
ورفقة
والحرديني، وتضرعات
كل طوباويينا
وقوافل
الأبرار
والشهداء باق،
وباق وباق على
صموده وثباته
مهما اشتدت الصعاب
ومهما كثر عدد
الطامعين
والواهمين والغزاة
والمارقين،
ومهما استفحل
شرهم وتفشى بطشهم
وتعاظم
سلاحهم.
لمن
يعنيهم الأمر
وفي مقدمهم
حزب الله ومعه
كل رجال الدين
والسياسيين الذين
يؤيدون مشروع
دولة ولاية
الفقيه في لبنان
مباشرة أو
مواربة، نقول
براحة ضمير إن
بكركي الصخرة
التي أعطي لها
مجد لبنان
ستبقى وستبقى
صامدة ولن
تقوى عليها
قوى الظلام
والشر شاء
البعض أم أبى
لا فرق.
بالرغم
من خطورة كلام
السيد فضل
الله، إلا أن ما
أعلنه ليس بأمر
جديد ولم يكن
مفاجئاً
للبنانيين
السياديين
المتابعين
بعلم ومعرفة
وموضوعية
نشأة ومسار
وممارسات
وتحالفات
وأدبيات
وثقافة حزب
الله منذ
العام 1982. هؤلاء
مدركين
تماماً أن هذا
الحزب
المعسكر
الأصولي
والشمولي
وبالواقع
المعاش
والمنظور هو
فيلق
ميليشياوي
جهادي يتبع
مباشرة وعلى
الصعد كافة
لقيادة الحرس
الثوري
الإيراني،
والمشروع
المكلف
تنفيذه في لبنان
يقضي بإسقاط
النظام
التعايشي
القائم فيه
تدريجياً
واستبداله
بآخر يكون
صورة مستنسخة
عن نظام ملالي
إيران ونقطة
على السطر.
إلا أن الجديد
والجيد في
كلام السيد
فضل الله هو المجاهرة
العلنية
بالموقف الذي
كان يقال
ويعلن عنه
بأساليب
ملتوية مرة
بالتلميح
ومراراً بالتهديد
والوعيد
والإرهاب.
الكاتب
والسياسي
المخضرم
المحامي
الياس الزغبي
نبه
القياديين
المسيحيين
كافة إلى خطورة
محتوى تصريح
السيد فضل لله
وقال: إن كلام
السيد فضل
الله ليس مجرّد
رد على غبطة
البطريرك
صفير بل يكشف
حقيقة المشروع
السياسي –
الأمني الذي
يقوده "حزب الله
" كأكثرية
حاسمة في
الطائفة
الشيعية وكصاحب
ارتباط
إقليمي عضوي،
وهذا المشروع
يقضي بنسف
أساس النظام
السياسي أي
المناصفة بين
المسلمين
والمسيحيين
وتوازن
الطوائف،
وإقامة المثالثة
كتدبير
انتقالي يؤدي
لاحقا إلى
أحادية
مذهبية حاكمة
يزيّنها "حزب
الله" بتشكيلات
جزئية من
طوائف أخرى
بينها مسيحيو
الأقلية".
ولفت الزغبي
إلى غياب كلّي
لكلمة
"المناصفة"
عن الأدبيات
السياسية
لقيادات "حزب
الله " وخطابه
السياسي
خلافا
للتأكيد
المتكرّر عليها
من الزعامة
السنّية التي
يجسّدها
الرئيس المكلّف
سعد الحريري
خطّيا وشفويا
وتضمين المشروع
السياسي
لتيار
"المستقبل"
نصّا عنها، وهذا
ليس مجرّد
تفصيل لا يثير
التساؤل، كما
لفت إلى أن
موقف
المرجعية
الشيعية
الدينية يكمّل
موقف
المرجعية
السياسية –
العسكرية
المتمثّلة بالسيد
حسن نصر الله
الذي دعا
مرارا إلى
الديمقراطية
العددية
والأكثرية
الشعبية قبل
الانتخابات
الأخيرة
وبعدها، بما
يشكّل نسفا تاما
لما أوصى به
الإمام
الراحل محمد
مهدي شمس الدين
وتخلّيه عن
مطلب
الديمقراطية
العددية
وتنبيهه
الشيعة إلى
خطر الانزلاق
في مشروع سياسي
خاص والخروج
على كيانية
أوطانهم،
الأمر الذي
"يفتي" بعكسه
اليوم
العلامة فضل
الله وينفذه "
حزب الله".
وأوضح الزغبي
أن البطريرك
صفير يضع في
ذهنه
المناصفة حين يدعو
إلى اعتماد
معادلة
الأكثرية
والأقلية في
الحكم بما
يكفل عدم
طغيان العدد
الشعبي، كما
انه ينطلق من
واقع
التعددية
الطائفية في كل
من التشكيلين
السياسيين
الكبيرين ( 14 و 8
آذار) حيث لا
يوجد صفاء
مذهبي كامل
ومطلق. وأشار
أخيرا إلى أن
ما نبّه منه
البطريرك
صفير والقوى
الاستقلالية
قبل
الانتخابات
لجهة الخطر
على الكيان
والهوية
والمناصفة
والعيش المشترك
والنظام
السياسي تثبت
صحّته اليوم،
ولم يكن مجرد
شعار انتخابي
لكسب
الأصوات".
بدوره
اعتبر عضو
الأمانة
العامة لقوى 14
آذار الدكتور
الياس أبو
عاصي، إن
"الهجوم على
البطريرك
الماروني
نصرالله صفير
من قبل جهات
سياسية
ومراجع دينية
ليس إلا
استمراراً
للوصاية السورية،
ولا يمكن
قراءة هذا
الهجوم
اللاذع على
غبطته إلا
بهذا
الاتجاه،
فالبطريرك
كان مستهدف في
السابق، لأنه
تكلم بسيادة
لبنان المغيّبة
واستقلاله
المنتهك، هذا
الكلام لم يكن
يناسب سلطة
الوصاية
آنذاك، فكانت
تفتح النار عليه،
إما مباشرةً،
وإما عبر
ابواقها
وعملائها في
الداخل. إما
اليوم فالشخص
قد تغيّر، وتغيّر
معه المصدر".
وقال إن على
الذي يتعرض
للبطريرك
اليوم، إن
يشرح لنا
الأسباب، فهل
لأنه صوت حق
يدافع عن
استقلال
لبنان
وسيادته وحريته؟
وهل لأنه
يدافع عن
خصوصية
الكيان
وخصوصية
النظام
الديمقراطي
البرلماني؟
بالتأكيد،
فهذا أمر لا
يلقى إعجاب
أصحاب
المخططات الانقلابية،
فنحن منذ
العام 2007، حين
بدأ احتلال الساحات
وإقفال
المؤسسات،
بدأت حالة
انقلابية غير
معلنة تنفذ
على مراحل حيث
توزّع
الأدوار على
قوى 8 آذار،
إضافة إلى دعم
واضح من
الخارج من
دولتين
إقليميتين
معروفتين
وهما سوريا وإيران".
وأضاف:
"إن الهجوم
غير جديد علينا،
والبطريرك لن
يتأثر، ومعه
كلّ الذين يشاركوه
قناعاته
والذين
يدعمون
مواقفه من
المسيحيين والمسلمين،
فهذا الهجوم
المركّز ليس
سوى استمرار
لممارسة
سورية قديمة
ومعروفة".
نشير
هنا إلى إن
غبطة
البطريرك
صفير كان أطلق
في الأيام
الأخيرة جملة
مواقف طالب
فيها الأكثرية
بأن تحكم، إذ
رأى أنه في
حال جاءت
الحكومة على
أساس أكثرية
تحكم وأقلية
تعارض ستسير الأمور
في شكل جيد،
لأن التجربة
الأخيرة دلّت
على أن وجود
الموالاة
والمعارضة في
حكومة واحدة
غير مشجعة على
الإطلاق في ظل
العرقلة
والتعطيل. كما
وصف في مقابلة
له مع مجلة
المسيرة: :حزب
الله بأنه صار
أقوى من
الدولة، وهذا
الوضع شاذ
وغير طبيعي،
متسائلاً هل
التحرير حق حصري
لحزب الله،
لافتاً إلى
أهمية إن يدرك
المسيحيون
لوين رايحين".
مهم
جداً أن يدرك
كل متطاول
ومتجني على
صخرة بكركي
وعلى دورها
التاريخي
الريادي أن لا
احد مهما
ارتفع شأنه
وعظمت قوته
وسلطته وتوسع
علمه وثقافته
وإطلاعه،
بمقدوره أن
يمحي أو يلغي
أو يغير وقائع
التاريخ
والنضال
والعطاءات أو
يبدل فيها،
وبكركي
الصخرة
والضمير
والوجدان
والمجد كانت وراء
قيام الكيان
اللبناني،
وهي التي
دافعت وتدافع
عنه باستمرار
مهما كانت
الصعاب ومهما تبدلت
الظروف، وقد
تميزت
مواقفها وعلى
ممر العصور
والأزمنة
بالوطنية
والشفافية
والصدق
وبتعلق لاصق
بالثوابت
الوطنية
وبممارسة
واجبات حفظ
كرامة وحرية
وحق الإنسان
اللبناني لأي
دين أو طائفة
انتمى.
إن
انخراط السيد
فضل الله في
الحملة
السورية المسعورة
والمستمرة
على بكركي
وسيدها وبهذا
الشكل
والأسلوب غير
المسبوقين في
لبنان يعتبر
فصلاً جديداً
من فصول استهداف
الأسس التي
يقوم عليها
الكيان
اللبناني ولاسيّما
المناصفة
الإسلامية
المسيحية والعيش
المشترك
ووحدة الأرض
والشعب
والهوية، وهو
انخراط يدل
بما لا يقبل
الشك أو التأويل
على خطورة
مشروع حزب
الله
الإيراني
المناقض لكل
ما هو لبناني
ومنافي
للحريات
والمجتمع
المدني وشرعة
حقوق الإنسان
والدستور
والتعايش
والديموقراطية.
بالمناسبة
نسأل العماد ميشال
عون كيف قرأ
كلام السيد
فضل الله
وبأية لغة، الشامية
أو الفارسية؟
وبنفس الوقت
نرجوه إعلام
المسيحيين
الذين يدعي
تمثيلهم فيما
إذا كان سيرد
على هذا
الافتراء بما
تستوجبه
مستلزمات العباءة
السورية التي
خلعت عليه في
عاصمة الأمويين،
ومقتضيات
تطويبه
بطريركاً على
مسيحيي الشرق
من قَبل حكام
سوريا وملالي
إيران أم لا؟
نختم
برد السيد
المسيح على
الذين طلبوا
منه أن يُسكت
تلاميذه حيث
قال لهم "لو
سكت هؤلاء لتكلمت
الحجارة".
وبكركي نعم
أعطي لها مجد
لبنان وعن
جدارة وأحقية
وهي لن تسكت
ولن تهادن ولن
تساوم،
والأهم لن
ترضخ للترهيب
والابتزاز،
والعبرة لمن
يعتبر.
*الكاتب
معلق سياسي
وناشط لبناني
اغترابي
*عنوان
الكاتب
الألكتروني phoenicia@hotmail.com
*تورنتو/كندا
في 28 آب/2009