شكراً
للرب على نعمة
كشف حقيقة
بشارة الراعي
الياس
بجاني*
"ويل للذين
يدعون الشر
خيراً والخير
شراً،
الجاعلين
الظلام نوراً
والنور ظلاماً،
الجاعلين
الحلو مراً
والمر حلواً.
ويل للحكماء
في أعين
أنفسهم،
العقلاء في
نظر ذواتهم.
ويل للذين
يبررون
الشرير لأجل
رشوة، ويحرمون
البريء حقه.
فلذلك كما
تأكل ألسنة
النار القش،
وكما يفنى
الحشيش
اليابس في
اللهيب، يذهب
كالعود النخر
أصلهم
ويتناثر
كالغبار زهرهم".
(اشعيا 05/20/21/23/24)
إن
الرب الذي قدس
لبنان وجعله
رسالة محبة
للعالم وانبت
فيه أرزه
الخالد وجعله
رمزاً
إيمانياً للصمود
والخلود
والوفاء، هذا
الرب القادر
والمحب هو
الذي كشف
فكر بشارة
الراعي البعيد
عن جوهر
الإيمان
والمحبة،
وهذا أمر جداً
ممتاز لأن هذا
الرجل بانكشافة
المدوي أصبح
عارياً حتى من
ورقة التوت
وأمسى بإمكان السياديين
والأحرار
والمؤمنين أن
يفرقوا بين
الكنيسة
المارونية الحقة
التي أعطي لها
مجد لبنان وثوابتها
التاريخية
الإيمانية
والوطنية
الراسخة، وبين
منتحل شخصية
البطريرك.
نشكر الرب
على هذا العمل
الرباني وليس الإنساني
لأن لبنان وكما
يعلمنا
الكتاب
المقدس هو أرض
قداسة والرب
يبارك ويقوي
حماته
وأحراره
والمدافعين
عنه في حين أنه
يلعن ويرذل
ويكشف خبث كل
من يريد أذيته
ويسعى للتآمر
عليه.
بالنسبة
لكثيرين فإن
أمر انكشاف
حقيقة الراعي
وبهذه السرعة
القياسية لم
يكن مفاجئاً ونحن
من هؤلاء فما
وثقنا به يوماً
ولا صدقنا في
مرة كلمة
واحدة قالها.
فالرجل كما
نراه شخصياً وكما
خبرناه طوال
سنين عديدة هو
متعال ومتكبر
ومتشاوف ومتلون
وأناني وحاقد
ووصولي ومن
لديه هذه
الصفات لا
يمكن أن يعرف
المحبة لأن
المحبة تواضع
وتفاني من أجل
الآخرين. "ما
من حب أعظم من
هذا: أن يضحي
الإنسان
بنفسه في سبيل
أحبائه" (يوحنا15/13).
قد يسأل
سائل عن
خلفيات مواقف
هذا الرجل المتعلم
والمثقف
والمفوه وهو
البطريرك
الماروني
الرافع شعار،
"شراكة
ومحبة"؟
وقد يسأل
أخر أيضاً
بحيرة وتعجب
كيف أن
بطريركاً نذر
نفسه لخدمة
الإنسان
والله يفرح
للقتل في
سوريا ويبارك نظام
القتلة فيها
ويهلل لسلاح
الغزوات
والإجرام في
لبنان ويجهد
لإيجاد مبررات
وحجج لحمايته
وتشريعه؟
ونحن نسأل
كيف أن رجل
دين مارونياً
بهذا الموقع
المميز لا يفرح مع
الفرحين ولا يبكي
مع الباكين
ولا يشهد للحق
والحقيقة؟
"افرحوا
مع الفرحين
وابكوا مع
الباكين.
كونوا متفقين،
لا تتكبروا بل
اتضعوا. لا
تحسبوا
أنفسكم حكماء".
(رومة 12-15)
الجواب يصرخ
به بولس
الرسول (01 كورنثوس
13/01-07) وهو يكمن في
عله فقدان
المحبة: "لو
تكلمت بلغات
الناس
والملائكة،
ولا محبة عندي،
فما أنا إلا
نحاس يطن أو
صنج يرن. ولو
وهبني الله
النبوة وكنت
عارفا كل سر
وكل علم، ولي
الإيمان
الكامل أنقل
به الجبال،
ولا محبة عندي،
فما أنا بشيء.
ولو فرقت جميع
أموالي وسلمت
جسدي حتى أفتخر،
ولا محبة
عندي، فما
ينفعني شيء.
المحبة تصبر
وترفق،
المحبة لا
تعرف الحسد
ولا التفاخر
ولا الكبرياء.
المحبة لا
تسيء التصرف،
ولا تطلب
منفعتها، ولا
تحتد ولا تظن
السوء. المحبة
لا تفرح
بالظلم، بل
تفرح بالحق.
المحبة تصفح
عن كل شيء،
وتصدق كل شيء،
وترجو كل شيء،
وتصبر على كل
شيء".
ولأن
"المحبة لا
تفرح بالظلم،
بل تفرح بالحق"
فإن هذا
البطريرك يفتقد
لجوهر المحبة ولهذا
يبارك القتلة ويهلل
لسلاح القتل
ويقف إلى جانب
أنظمة بالية ومجرمة
لا تعرف غير
القتل والبلطجة
والإرتكابات وسيلة
للتخاطب مع
الآخرين. هذه
هي علة الراعي
الذي للأسف
تحول بمواقفه المجردة
من نعمة
المحبة إلى
ذئب ينهش
أجسام أبناء
رعيته وإلى
أداة لتدمير
كيان لبنان
الرسالة
ولمعول لهدم
الصرح
البطريركي
الماروني.
لهذا لا
تعرفه رعيته
المؤمنة
والسيادية ولا
تسمع صوته ولا
تثق به. إيماننا
الراسخ بأن
الرب كشفه
وكشف فكره
ونواياه،
فشكراً للرب
على هذه
النعمة. "أنا
الراعي
الصالح،
والراعي
الصالح يضحي
بحياته في
سبيل الخراف.
وما الأجير
مثل الراعي، لأن
الخراف لا
تخصه. فإذا
رأى الذئب
هاجماً، ترك
الخراف وهرب،
فيخطف الذئب
الخراف ويبددها.
وهو يهرب لأنه
أجير لا تهمه
الخراف. أنا
الراعي
الصالح، أعرف
خرافي وخرافي
تعرفني"
(يوحنا 10/11-13)
في النهاية،
لبنان
بأحراره وإيمانهم
ومحبتهم
وتضحياتهم هو
المنتصر مهما
طال المخاض
ومهما تجبر
وتوهم
المتكبرون
والمتآمرون ومعهم
جماعات هز
الأصابع وربع
المرتزقة وتجار
المقاومة
والممانعة
والتحرير
وضعفاء
النفوس وقليلو
الإيمان. إن كل
من يعاند
مشيئة الرب في
أمر قداسة
لبنان
ورسالته كائنا
من كان سينتهي
أجلاً أم
عاجلاً مرذولاً
ومارقاً لا
ذكر ولا أثر
له وسيحرق في
نار جهنم كما
يحرق القش.
مرة أخرى
شكراً للرب
الذي أعمي بصر
وبصيرة
الراعي فتهور
وكشف فكره المجرد
من الإيمان
والمحبة وظهر
على حقيقته
التي هي حقيقة
لا تشبه
الموارنة في إيمانهم
وسلمهم
وتعلقهم
بالحريات
والسلام
والمحبة. شكرا
للرب وله نترك
أمر عقاب الخاطئين
وهو القائل: "لا
تنتقموا
لأنفسكم أيها
الأحباء، بل
دعوا هذا لغضب
الله. فالكتاب
يقول: لي
الانتقام،
يقول الرب،
وأنا الذي
يجازي" (رومة12/ 19).
نحن أبناء
لبنان المقيم
والمغترب
المؤمنون
برسالته
الحضارية
والإنسانية مسيحيين
ومسلمين
ودروزاً
سنترك عقاب
ومصير الخاطئين
الذين تخلوا
عن سبل المحبة
والسلام
والتواضع
وساندوا دون
خجل أو وجل
الأنظمة
المجرمة وحموا
سلاح الغزوات
الإيراني،
سنترك أمر
محاسبتهم لله
وهو قادر على
كل شيء.
في
الخلاصة، سقطت
ورقة التوت
وكشف الله
حقيقة الراعي
لهذا سنسمع
منه من الآن
وصاعداً الكثير
من المواقف والأقوال
المغرّبة عن
كنيسة
الموارنة والمتعارضة
مع ثوابتها،
ونحن لن نيأس
من رحمة الله
ولن نٌحبط ولن
نجاريه في أي
عمل يقوم به
بل سنعارضه
بشدة ونسمي
الأشياء
بأسمائها دون
مواربة. المهم
هنا وهذا عمل
رباني أن
هيبته سقطت
أيضا ومعها سقط
واجب
احترامنا
وطاعتنا له
وهو بصدق
وصراحة لم يعد
يعني لنا شيئاً.
فلنشهد
للحقيقة
بجرأة دون
مواربة
ومسايرة وخجل،
ولنقف بوجه توجهات
الراعي
المناقضة لثوابث
بكركي
وللبنان الحر
والسيد
والمستقل.
دعونا كمؤمنين
بكيان لبنان
وبرسالته نقول
للراعي بصوت
عال وقوي: لا وألف
لا، أنت لست
راعينا ونحن
لا نعرف صوتك وأنت
لا تمثلنا لا
فكرياً ولا
إيمانياً ولا
أخلاقياً ولا
وطنياً وللرب
نترك أمر
حسابك
إن مجد
لبنان ليس عند
الراعي بل لا
يزال في قلب ووجدان
وضمير سيدنا
الكردينال مار
نصرالله بطرس صفير
أطال الله بعمره.
*الكاتب
معلق سياسي
وناشط لبناني
اغترابي
*عنوان
الكاتب
الألكتروني
*تورنتو/كندا
في 13 أيلول/2011