بيئة حسن نصرالله الإرهابية وحالة الإسقاط

بقلم/الياس بجاني

 

ليس مستغرباً ولا مستهجناً أن يتهم السيد حسن نصرالله نفسه وحزبه ومرجعيته الفارسية وبيئته بارتكاب جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فكلامه العالي النبرة المتوتر والمتفلت من أبسط قواعد اللياقة واحترام الآخر والقيم والمبادئ والأعراف والأخلاق يقول صراحة وعلنية وبعهر ووقاحة وفجور، "أنا المريب خذوني".

 

وفي مشهدية حالة الهلع والخوف والتخوين التي تنطح بها في خطابة "الكوبلتزي" والجنوني الأخير وما رافقها من مفردات إسقاط فاضحة واستكبار ونفاق وتشويه للحقائق وافتراء على الأحرار والأشراف وأوهام وتهديدات وعنتريات وبلطجة فارغة، فيصح في هذه المشهدية قولنا العامي الجلي المعاني: "يلي في تحت باطو مسلة بتنعرو".

 

أما كلام نصرالله الإسقاطي بامتياز عن "البيئة الحاضنة" للخيانة والعمالة فهو كلام مردود له ولحزبه الإيراني الهوى والنوى والثقافة والخطاب والمشروع والقرار والسلاح والتمويل، وللبيئة المشوهة والمهرطقة والغنمية التي فرضها بقوة السلاح والمال والفتاوى وثقافة القتل والهمجية داخل دويلته الإرهابية على أهلها الرهائن وأكياس الرمل والمتاريس.

 

فأي بيئة تلك التي يدعي نصرالله الحفاظ عليها والدفاع عنها وصيانة حقوقها وهو حوَّل منازلها ومدارسها ومؤسساتها ومرافقها الصحية والاجتماعية وأماكن التعبد فيها إلى مخازن ومستودعات وثكنات لأسلحة وصواريخ وذخائر وعسكر ومخابرات أجنبية خدمة لمخططات أسياده البعث والملالي التوسعية والتدميرية؟  

 

السيد وأسياده الفرس وأهل البعث الشوام جعلوا بيئة دويلة حزب الله وكل مربعاتها الأمنية رغماً عن إرادة ومشيئة أهلها تعيش فوق براميل بارود وألغام ستنفجر مدمرة الحجر والبشر خلال أي مواجهة عسكرية مع إسرائيل وهي مواجهة لم تعد بعيدة طبقاًُ لكل المعطيات لتستنسخ مأساة مشهدية حرب "لو كنت أعلم" سنة 2006 التي هجرت وقتلت ودمرت فيما السيد وبطانته يختبؤون في جحورهم.

 

ليعلم السيد أن البيئة المسيحية تحديداً التي حاول يائساً ومرعوباً اتهامها بما هو غارق فيه حتى أذنيه هي بيئة أبطال وأشراف وسياديين وشهداء حقيقيين وبررة وقديسين، وليعلم السيد أيضاً أن هذه البيئة اللبنانية الصرف قد لفظت ميشال عون وربعه وباتت براحة ضمير تعتبرهم خونة ومارقين ونساطرة وملجميين، ونقطة على السطر.

 

أما ميشال عون "الإسخريوتي" الذي حرّض بعهر وضمير ميت الرئيس السوري وحزب الله ضد ناسه وأهله ومرجعيته وشجعهم على غزو المناطق المسيحية واحتلالها فهو خائب وحاقد ومرتد يبحث عن دور لم يعد موجوداً بعد أن تحول إلى دمية وبوق ليس إلا وبات بسبب إفلاسه وفشله يلعب دور "بصارة وبراجة" وواهماً غارقاً في دنيا أحلام اليقظة والهلوسات منسلخاً بالكامل عن الواقع.

 

إن السيد يَعِد اللبنانيين بالحرية فيما هو وحزبه والدويلة عبيد لأسيادهم الفرس والبعثيين وأدوات طيعة لمشاريعهم التوسعية والإرهابية.

إن الإنسان هو عبد لمن يستولي عليه والسيد الذي يحاول استغباء ذكاء اللبنانيين باتهاماته الباطلة والمفبركة وبإسقاطاته النفسية وتهديداته والنفاق يتوهم أنه أصبح قادراً على قلب النظام اللبناني ولهذا يشوه الحقائق ويتلاعب بها، فويل له ولكل من يسانده من غضب وانتقام الله الذي يقول: "لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء بل أعطوا مكانًا للغضب، لأنه مكتوب لي النقمة أنا أجازي يقول الرب". (رومية 12/19).

 

يبقى أنه، "ويل للقائلين للشر خيراً وللخير شراً، الجاعلين الظلام نوراً والنور ظلاماً، الجاعلين المرّ حلواً، والحلو مراً. ويل للحكماء في أعين أنفسهم" (اشعيا 5/20 و21)

ونختم بقول الإمام علي: "الساعي بالخير كفاعله. أما الساعي إلى الشر ومحاربة الخير فهو عدوّ الله والبشر".

 

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 19 تموز/2010