الخيار
هو بين لبنان
الساحة
ولبنان
الدولة
بقلم/الياس
بجاني*
من
الثوابت
الطبية أنه لا
يمكن علاج أي
مريض إلا بعد
أن يتم تشخيص
مرضه ومعرفة
مسبباته وتحديد
أعراضه، في
حين أن التلهي
بمعالجة
أعراض المرض
فقط والتغاضي
عن المسبب
الأساسي له أكان
جرثومة أو
فيرساً أو ورماً، يُبقي
المرض على
حاله تاركاً له
الوقت اللازم
للقضاء
الكامل
والمبرم على المريض.
طبقاً
لهذا المفهوم
العلمي تكمن
مشكلة لبنان
الأساسية
والقاتلة في
استفحال لعبة
استغباء شعبه
وإلهائه
بالقشور
والشعارات
الكاذبة دون
محاكاة
المشكل
الأساس الذي
هو حال "لبنان
الساحة"،
الشاذ، بدلاً
من حال "لبنان
الوطن" الحر
السيد
والمستقل.
فمنذ بداية
السبعينات حوّل
حكام العرب
لبنان بسبب
عدم إيمان
شرائح من
مجتمعه
بكيانه
واستقلاله
ومبدأ
التعايش فيه،
حولوه إلى
ساحة مفتوحة
لحروبهم
الدونكيشوتية
الكاذبة وإلى
صندوق بريد
لرسائلهم النارية
مستعملين
سلاح المال
وكل وسائل
التمويه والاحتيال
والنفاق
والغش
والمذهبية
والإرهاب،
وذلك من أجل
حماية عروشهم
وكراسيهم ومواقعهم
وثرواتهم.
تمكن
هؤلاء الحكام
بخبث ودهاء
وبمعاونة جماعات
الطرواديين
والمرتزقة
اللبنانيين
من تفكيك كيان
وأسس لبنان
الدولة
وحولوه إلى مجرد
ساحة
يستعملون
فيها
اللبناني
وقوداً لحروبهم
تحت رايات دجل
المقاومة
والتحرير والممانعة
والعروبة،
ومحاربة دولة
إسرائيل،
التي هي
بالوقع علة
وجودهم
جميعاً،
والفزاعة
التي
يستعملونها
باستمرار
للمحافظة على
امتيازاتهم
وقهر شعوبهم
واستعبادها
وتركها تغرق
أكثر وأكثر في
أوحال وأفخاخ
التعصب
والجهل
والهمجية
وثقافة رفض
الأخر
والأصولية.
وحتى لا تقوم
قائمة دولة
لبنان الحرة
والديموقراطية
التي هي
نقيضاً لكل
أنظمتهم
أقاموا في
لبنان الدويلات
الفلسطينية
والسورية
والإيرانية
والإرهابية
والأصولية
والسلفية.
النظام
السوري
الأسدي كما
يعرف كل عاقل
في الشرق
الأوسط،
وخصوصاً في
لبنان، هو من
أكثر الأنظمة
العربية
همجية واجراماً
وقهراً
وإرهاباً
وكفراً ليس
فقط في داخل
سوريا، وإنما
أيضاً في معظم
دول الشرق الأوسط
عموماً، وفي
لبنان
والعراق
والأردن وغزة
والضفة
الغربية
تحديداً. هذا
النظام الستاليني
الشمولي
المستبد
والمدعي
نفاقاً العروبة
والبعيد عنها
بعد السماء عن
الأرض يُعتبر
المستفيدة
الأول من وجود
إسرائيل ومن
استمرار حالة
اللاحرب
واللاسلم في
المنطقة لأن بقائه
في السلطة
رغماً عن
إرادة غالبية
الشعب السوري
مرتبط
باستمرار هذا الوضع
الشاذ، وهو
يسقط مع زواله
ومع حلول السلام
وتعميم
الديموقراطية.
في
هذا الإطار
الجهنمي
يستمد النظام
السوري إكسير
حياته من
المتاجرة
الكاذبة
بالقضية الفلسطينية
ومن هرطقتي
الممانعة
والمقاومة،
في حين أنه
ومنذ 40 سنة لم
يطلق رصاصة
واحدة على إسرائيل،
فيما هو
باستمرار في
مواجهات
دامية مع شعبه
ومع شعوب دول
الجوار، وها
نحن اليوم
نراه دون
أقنعة كيف
يستعمل
بوحشية
منقطعة
النظير كل
أسلحته المدمرة
لنحر شعبه
وتركيعه وخنق
مطالبه بالحرية
والعدل
والمساواة.
يوم
الأحد
الفائت، في
ذكرى النكبة،
قام حكام سوريا
بإشعال
الحدود مع
إسرائيل في
الجنوب
اللبناني
والجولان السوري
وكان وقودهم
الشباب
الفلسطيني
حيث قُتِل منهم
ما لا يقل عن 30
وجرح المئات.
كل ما جرى يوم
الأحد كان من
ترتيب النظام
السوري ومن
تنفيذ حزب الله
والمنظمات
الفلسطينية
المسورنة
بهدف إبعاد
أنظار العالم
عما يرتكبه
نظام الأسد من
مجازر بحق
شعبه،
ولإيصال
الرسائل إلى
إسرائيل
والغرب والدول
العربية،
وهذا أمر لم
يعد خافياً
حتى على
الأطفال.
من
هنا، فإن
لبنان لن يعرف
السلام
والاستقرار
ما دامت حدوده
مشرعة مع
سوريا، وما لم
يعترف
بإسرائيل
وينهي حالة
الحرب معها
كما فعل المصري
والأردني،
وكما هو حال
معظم دول
العرب بمن
فيهم النظام
السوري نفسه.
على لبنان
عاجلاً وضع
اليد على
الجرح ووقف النزف
وإقفال "لبنان
الساحة"
"وصندوق
البريد"،
والبدء ببناء "لبنان
الوطن"
وإنهاء وجود
كل الدويلات
الفلسطينية
والإيرانية
والسورية
فيه، وكل ما
عدا هذا هو
تضييع للوقت
وباطل وقبض
ريح.
في
الخلاصة، من
المؤسف أن
غالبية
قيادات لبنان
مبتعدة عن
الله وواقعة
في تجارب
إبليس، ولأن
الإنسان الذي
لا يثبت في
الله لا يثمر
ثمراً جيداً،
فهؤلاء لن
يجلبوا
لوطننا غير
المزيد من
الشرور. من
أجل أن نخلص
ومعنا يخلص
الوطن واجبنا
العودة إلى
ينابيع
الإيمان
والمحبة
والتوقف عن
السير
كالعميان
وراء هذه
القيادات لأن
الأعمى إن مشى
وراء أعمى آخر
يسقط كلاهما
في الحفرة.
*الكاتب
معلق سياسي
وناشط لبناني
اغترابي
*عنوان
الكاتب
الألكتروني
20 أيار/2011