عون
وجنبلاط: وجهان
لعملة وعقلية
واحدة
بقلم/الياس
بجاني*
من
ضمن رزمة بنود
دفتر الشروط
السوري لقبول
توبة النائب وليد
جنبلاط
والصفح عنه
والسماح له
بدخول "جنة
قصر
المهاجرين"
ومقابلة حاكم
الشام، بند مشاركته
حزب الله بفاعلية
وعملانية في
ورشة نجدة وتعويم
العماد عون
مسيحياً على
حساب دور
مرجعية بكركي
ومسيحيي 14
آذار، وذلك
بعد أن فقد
"نابليون
الرابية" كل
جاذبيته
الشعبية،
وتعرت
مصداقيته
الوطنية
والمسيحية
والقِّيمية،
وتحول في نظر
السياديين
والمثقفين المسيحيين
إلى أداة
سورية
وإيرانية
مهمتها تقويض
الكيان
اللبناني
وتهديمه،
ومنع قيام
الدولة،
وتعطيل
مؤسساتها
خصوصاً
الأمنية
منها، وضرب
الوجود
المسيحي
بثوابته
وتاريخه
وعلاقاته
الدولية
وتهميش دوره
السياسي
المميز وإلحاقه
كتابع هزيل
وذمي بمحور
الشر وبذراعه
العسكري في
لبنان
المتمثل بحزب
الله ودويلة
الضاحية.
في
إطار هذا
السيناريو السوري
العام جاءت
مشهدية مصالحة
جنبلاط وعون
المسرحية في
قصر بعبدا،
وتلتها زيارة
جنبلاط
"الزجلية"
للرابية،
وتتابعت فصولاً
"هزلية" في
لقاء فندق
البريستول
يوم الإثنين
في 25 كانون
الثاني بين
وفدين من الحزب
التقدمي
الإشتراكي
والتيار
الوطني الحر تعانقاً
وتوافقاً واتفاقاً
"بإيحاء
إلهي" على
إطلاق خطة عمل
مشتركة لعودة
المهجرين
المسيحيين
إلى الجبل
تشمل إنشاء
لجان من
الحزبين
لتنقية
الوجدان
والتأسيس لخطوط
تنموية شاملة.
السؤال
الأول الذي لا
بد وأن يسأله
مسيحيو الجبل
لأنفسهم هو:
"هل فعلا
يتوهم عون
وجنبلاط أننا
نثق بأي منهما
ولو بمقدار
حبة خردل
ونصدق
وعودهما وأوراقهما"؟
ولا
بد أيضاً وأن
يكون المواطن
اللبناني الحر
الضمير
والرأي
والموقف الذي
شاهد أخبار اللقاء
على شاشات
التلفزة أن
علق بحزن وغضب
قائلاً:"ما
بيستحوا
يروحوا يتضبضبوا".
بالواقع
لم يعد
المواطن
اللبناني
الطيب القلب
والمؤمن
والصادق
يتوقع أي خير أو
رجاء من
الرجلين، وجل
ما يصلي من
أجله ويرجوه
هو أن يكُفا
عنه وعن وطن
الأرز
شرورهما
والأذى، فهو
لم يحصد من
زرعهما وبيادرهما
غير التهجير،
والمعارك
العبثية،
والخسائر البشرية
والمادية
المرتفعة
الأثمان، وكل
فنون
البهلوانية
والغدر، وعدم
الوفاء
والملجمية
والطروادية
واليوضاصية.
ترى
هل من هم
قداحون
ومداحون وأوراق
في أيدي
غيرهم،
ويتحركون
ويتنفسون
ويعادون
ويحالفون
ويشتمون على
وقع فرمانات
وإملاءات من
يتحكم
برقابهم
وألسنتهم
وقرارهم وأطماعهم
الذاتية، هل يتوقع
هؤلاء من
مهجري الجبل
أن يصدقوا ولو
كلمة واحدة كُتبت
في ورقة
البريستول،
وخصوصاً بعد
أن كوتهم
جهنمياً نار
ورقة تفاهم
عون نصرالله
"الإلهية" ؟
إن
فاقد الشيء لا
يعطيه،
وجنبلاط وعون
تتحكم بتصرفاتهما
وممارساتهما
عقلية
برغماتية واحدة
لا وجود في
قاموسها إلا
لمبدأ يقول: "أنا
ومن بعدي
الطوفان"، ولا
ثبات في صداقة
أو عداوة، ولا
التزام بعهد
أو وعد، ولا
تقيد بتحالف،
ولا احترام لتضحيات
وعطاءات.
إنهما
وجهان لورقة
واحدة تعشق
الريح وتعيش بتلذذ
على تقلباتها،
كما أنها تجيد
كل فنون
الطيران
البهلوانية على
مختلف
الاتجاهات والارتفاعات.
ورقه
غريبة وعجيبة
بفسيولوجيتها
تغير وتبدل لونها
باستمرار ليتوافق
آنياً مع لون
من هو مقتدر
ومتحكم
بالريح، ومن
ثم تتفلت منه
وتنقلب عليه
يوم يضعف وتعاكسه
الريح. إنها
ورقة يضمن
القوي أنها
ستدخل إلى
جيبه لحين،
لكنه لا يكفل
بقاءها عندما
تنقلب عليه
الأيام.
إن
ورقة
البريستول هي
مجرد ورقة لا
مصداقية تذكر
لموقعيها،
ولا آمان للقوى
الغريبة التي
أمرت موقعيها
وأملت عليهم
مشهدية
اللقاء
المسرحي. وهي
بالتأكيد
ورقة لن تعطي
أية نتائج
إيجابية. أما
الخطير في أمرها
فهو أن من
وقعها حاول
القفز من
خلالها فوق
تضحيات
الشهداء
والسعي
للمتاجرة
بشهادتهم وبطولاتهم،
وأيضاً اللعب
على معانات
ومآسي
المهجرين.
إنها
ورقة ليس فيها
أي صدق يمكن
البناء عليه، ويصح
بموقعيها قول
الإمام علي:
"الكذاب
والميت سواء
لأن فضيلة
الحي على
الميت الثقةُ
به. فإذا لم
يُوثقْ
بكلامه فقد
بطلت حياته".
إنها
ورقة "عثرة"
الغاية منها
الشر وليس
الحق وقد قال
السيد المسيح
بشأن من يسببون
العثرات:
"الويل
للعالم من
أسباب
العثرات! ولا
بد من وجودها،
ولكن الويلُ
للذي يكون حجر
عثرة"،
"فأولى به أن
يُعلَّقَ حجر
الرحى (الطاحون)
في عُنقه
ويلقى في عرضِ
البحر". (متى 18/6
و7)
الكاتب
معلق سياسي
وناشط لبناني اغترابي
*عنوان
الكاتب
الألكتروني phoenicia@hotmail.com
*تورنتو/كندا
في 27 كانون
الثاني/2010