الإفلاس
الإلهي
بقلم/الياس
بجاني*
موقع
المنار
التابع لحزب
الله بتاريخ
08/09/09: "وفي قضية
إفلاس رجل
الأعمال صلاح
عز الدين لفت
السيد حسن نصرالله
إلى أن ليس
لحزب الله
وقيادته
وتنظيمه
علاقة بهذه
المسالة من
أولها إلى
أخرها لا من
قريب ولا من
بعيد , مؤكدا
أن القيادات
لا يملكون
شيئا من
الأموال
المدعاة , معتبرا
أن الهدف من
تسليط الضوء
على هذه المسالة
الموضوعة بيد
القضاء من قبل
عدد من وسائل
الإعلام هو
تشويه صورة
الكثير من
كوادر الحزب, وأشار
السيد
نصرالله إلى
أن الحزب بصدد
إصدار بيان
مفصل حول هذا
الموضوع
الحساس والذي
يمس بأموال
الناس"
أي مواطن
لبناني عاقل
وحر ومطلع على
مجريات الأمور
ومدرك لرزمة
الكوارث
القاتلة التي
جلبها حزب
الله المذهبي
والشمولي
والميليشياوي،
وبلى
بفواجعها
وكفرها
وشياطينها
لبنان واللبنانيين
وفي مقدمهم
أبناء
الطائفة الشيعية
الكريمة وقرأ
كلام السيد نصرالله
لا بد وأن قال
لنفسه بأسى
ولوعة وعصبية:
ألهذا الحد من
الاستهتار
والإستغباء
والصبيانية
والفوقية
يتعامل معنا
قائد هذا الفيلق
العسكري
الإيراني
الذي يحتل
جزءا كبيراً
من لبنان
ويمنع قيام
الدولة عن
طريق البلطة والإرهاب
والغزوات
والخطف؟
فهل من
عاقل واحد في
بلاد الأرز لا
يعرف تمام
المعرفة
وبالوقائع
الدموية
والمأساوية
المعاشة على
مدار الساعة
وعلى كل
الأراضي
اللبنانية أن
"حزب السلاح"
هو وراء كل ما
يعاني منه
الوطن
الرهينة من
صعاب ومشاكل
على كافة
المستويات
والصعد منذ
نهاية حقبة
الاحتلال
السوري
الغاشم؟
فلو لم توفر
دويلة حزب
الله الحماية
والدعاية
لهذا "المفلس"
وتُشرِع له
وتحتضنه
وتظهره بمظهر
المحسن التقي
الموثوق به
لما كان الناس
صدقوه
وأودعوا عنده
"جنى عمرهم.
الحزب هذا قاد
بيئته ولبنان
إلى كارثة
مدوية في حرب
تموز 2006 وأكمل
مهمته
التدميرية في
غزوتي بيروت
والجبل، وها
هو اليوم وحتى
يتفلت مما قد
يصدر عن
المحكمة
الدولية بحقه
يُعطل البلد
ويمنع تشكيل
الحكومة
ويهدد بالسلاح
لفرض ما يريد.
ترى هل
يعقل أن أياً
من ال 11 ألف
مواطناً
شيعياً
لبنانياً وهم
من الضحايا
الذين فقدوا
كل ما يملكون
بتفليسة صلاح
عزالدين
سيأخذ كلام السيد
نصرالله على
محمل من الجد
والمصداقية؟
بالطبع لا.
فالقاصي
والداني داخل
الطائفة الشيعية
الكريمة في
لبنان
والبلاد
العربية ومعظم
دول الانتشار
يعلم جيداً أن
عزالدين هو من
قادة حزب الله
الماليين
وأنه كان
مكلفاً استثمار
أموال الحزب،
تماماً كما
كان عماد مغنية
مكلفاً
المهام
العسكرية.
ومهما حاول
السيد نصرالله
أو غيره من
ممسكي زمام
"حزب السلاح"
التلطي
والتخفي
والتبرؤ من
"التفليسة
الإلهية" فلن
ينجحوا في
إخفاء
الحقيقة
المرة.
مسؤولية
الحزب لا
تقتصر فقط على
أن عزالدين هو
من قادته
الماليين ومن
أذرعه
الاستثمارية،
بل تتخطى
مسؤولياته
هذا الأمر
بأشواط كون
الحزب هو من
شجع الآلاف من
أبناء طائفته
على استثمار أموالهم
في ما يسميه
"شراكة
التجارة"
لأنه يُحرّم
الفوائد
البنكية.
المواطنون
الشيعة في لبنان
وخارجه ما
كانوا جازفوا
ووثقوا بعزالدين
وأودعوا
مالهم في
شركاته
ومؤسساته
ومشاريعه لو
لم يكن الحزب
راضياً
وموافقاً
ومباركاً ومسوقاً
وشريكاً،
ونقطة على
السطر.
هل فعلاً
يتوقع السيد
نصرالله أن
يصدقه الآلاف
من الذين
"خُرِّبت
بيوتهم"؟ "إن
القيادات في
الحزب لا
يملكون شيئا
من الأموال
المدعاة"؟ في
حين أن الصحف
المحلية
والعربية
والدولية لم تقتصر
العشرات من
تقاريرها
الموثقة على
أسماء نواب
وقياديين من
حزب الله
كانوا من ضمن
المستثمرين
لدى الرجل، بل
هي أوردت
أرقام الأموال
التي كان
يستثمرها
هؤلاء معه ومنها
ما يزيد عن المليوني
دولار للسيد
نصرالله
وعائلته حسبما
ذكرت جريدة
السياسة
الكويتية.
http://www.10452lccc.com/arabic09/seyasi%20nasrallah5.9.09.htm
صحيفة
الأخبار
اللبنانية
المحسوبة
كلياً على حزب
الله ونقلاً
عن شهود ذكرت
"أن إفلاس رجل
الأعمال صلاح
عز الدين سبّب
لدى البعض انهيارات
عصبية نُقلوا
على إثرها إلى
المستشفيات".
منطقياً
وعملياً
وواقعياً إن
الكارثة المالية
هذه كان من
الممكن أن
تُحدث ثورة في
لبنان لو
سبّبها رجل
آخر غير صلاح
عز الدين
المحمي من حزب
الله، وسكوت
كل المتضررين
وحذرهم
وخوفهم هو
دليل قاطع على
مدى ارتباط
والتصاق
المفلس
بالحزب.
محطة ال
بي بي سي
البريطانية
ذكرت أن عز
الدين ربما
كان تلاعب أو
اختلس أموال
مستثمرين كانت
بحوزته تقدر
بنحو 1,5 مليار
دولار. في حين
قال محمد
الديني رئيس
بلدية بلدة
طورا
الجنوبية إن
ما يقرب من 250
شخصا من
البلدة
أودعوا
أموالهم عند
عزالدين،
وانه وعدهم
بمنحهم فوائد
عليها تبلغ
أحيانا أكثر من
25%،
وأشار
الدهيني، في
تصريح لوكالة فرانس
برس، إن صلاح
عز الدين تمكن
من كسب ثقة
الشيعة في
جنوب لبنان،
وكان يتعامل
بمبالغ ضخمة
جدا. وأضاف:
"نحن لا نعرف
ما هي سياسته،
إلا أن معظم
الذين
يتعاملون معه
هم من مؤيدي حزب
الله".
قناة
"العربية"
كشفت أن رئيس
كتلة حزب الله
في البرلمان
اللبناني
النائب محمد
رعد وعضو الكتلة
النائب أمين
شري ومسؤول
لجنة
الإرتباط
والتنسيق في
حزب الله الحاج
وفيق صفا هم
على لائحة
إفلاس عز
الدين، وقدرت
مصادر مقربة
من "حزب الله"
للعربية أن
حجم الخسائر
بلغ مليار
دولار أميركي.
إن تسليم
عز الدين
للدولة
اللبنانية من
قِبل حزب الله
بعد تنازله له
عن كل ما يملك
هو فقط للتعمية
والتمويه ليس
إلا، فالرجل
وهو العارف
أسرار وخفايا
حزب الله
الاستثمارية
المريبة بمصادرها
اللبنانية
والأفريقية
والأوروبية والأميركية
لن يعطي
القضاء أية
معلومات فعلية،
والقضاء
بدوره وبسبب
هيمنة حزب
الله على معظم
مفاصله لن
يحاول الغوص
بأكثر مما هو
مسموح له به
من قبل حزب
الله، و"يلي
ضرب ضرب، ويلي
هرب هرب" وكان
الله بعون
الضحايا
والحق دائماً
على الصهاينة
والأميركيين.
وانطلاقاً
من مبدأ هذه
"الشماعة"
الصهيونية
والأميركية
الرائجة في
المنطقة فقد
سرب حزب الله
إلى الصحف
معلومات
مفادها أن
المخابرات
الأميركية
عمدت إلى
إغراق عز
الدين في
الرمال
المتحركة
للمضاربات في
البورصة،
لتتمكن من
تسديد ضربة
أولى إليه
تمثلت في
خسارته مبلغ 300
مليون دولار،
ولتجهز على ما
يملكه من
أموال حينما
حاول التعويض
عما خسره
بداية إلا إن
مضارباته
الجديدة كانت
كسابقاتها
خاسرة. في حين
أن تقارير أخرى
استندت إلى
نفس المصادر
قالت إن
الموساد الإسرائيلي
هو وراء
التفليسة.
الصحافي
ابراهيم
الأمين(الأخبار
5/09/09/) قال في أسباب
الكارثة: "من
المثير
للاستغراب أن
ترفض بيئة
متديّنة
ومتمسكة
بأصول وشرائع
لعبة القطاع
المصرفي التي
تخالف
القواعد
الشرعية من خلال
منطق الفوائد
الحرام، ثم
تلجأ البيئة
نفسها لتبرّر
حصولها على
أرباح وصلت
إلى حدود
أربعين في
المئة عن
أشغال مجهولة
يقوم بها
الرجل، ليتبيّن
أنها من جملة
الأشغال التي
تأثرت بالأزمة
العالمة
الأخيرة،
وهذه الأزمة
قامت أصلاً في
لعبة البورصة
ومتفرعاتها،
أي إنه في نهاية
المطاف، فإن
من رفض منطق
الفائدة وفق
التعريف
المصرفي، قبل
بها وفق منطق
آخر، ولكن
بالآليات
نفسها". ورأى
أن:
"المسؤولية
المعنوية لحزب
الله تكمن في
خلفيّة سلوك
أنصاره وفي
انحسار
التواضع في
أوساطه لأنه
غريب جداً على
هذه البيئة
التي عاشت
تاريخاً
طويلاً من
الحياة
البسيطة،
أنها أرادت
فجأة، وفي يوم
واحد، الانتقال
إلى مستوى
مختلف من
الحياة،
يتطلب إنفاقاً
يتجاوز
وارداتها،
وهو الأمر
الذي يسمّيه
الناس
«الطمع»، وإلا
فما معنى
المغامرة بهذه
الكمية من
الأموال لولا
الشعور
الضمني بأنه
إذا تيسّر
للفرد الحصول
على أرباح
كبيرة، فلماذا
يتأخر عن
الاستثمار؟".
وفي إطار
قلب وتزوير
وتدوير زوايا
معايير الصح
والغلط، بكل
ما يتعلق
بالوطنية
والخيانة والمقاومة
والتحرير
والمال
النظيف
والانتصارات
والهزائم
المتخصص
بعلومها
وثقافتها وبحورها
حزب الله فقد
سمى السيد
نصرالله هزيمة
تموز 2006
المدوية
"بالنصر
الإلهي"،
وادعى أن يوم 7
أيار الغزوة الجاهلية
كان "يوماً
مجيداً"، وقد
لا يستغرب أحد
اليوم إن سمى
الكارثة
المالية التي
حلت بأبناء
مجتمعه ب
"التفليسة
الإلهية"،
فهو الفاخوري
ويحق له أن
يقولب عنق
الجرة
الفخارية
كيفما يشاء.
ترى هل
ستصل من إيران
قريباً
"أكياس ورزم المال
النظيف
والطاهر"
للتعويض على
المتضررين من
التفليسة
التي يتحمل
كامل
مسؤوليتها حزب
الله، أم أنها
ستصل ولكنها
سوف تضل الطريق
كما كان حالها
بعد حزب تموز؟
ومن يعش رجب
يرى العجب!!
نختم
بقول الإمام
علي: "لا تكن
ممن يُنهي ولا
ينتهي، ويأمر
بما لا يأتي،
ويصف العبرة
ولا يعتبر.
فهو على الناس
طاعن ولنفسه
مداهن".
*الكاتب
معلق سياسي
وناشط لبناني
اغترابي
*عنوان
الكاتب
الألكتروني phoenicia@hotmail.com
*تورنتو/كندا
في 11
أيلول/2009