شكر
أردوغان
غوغائية
وتضليل
الياس
بجاني*
شرائح
متعددة من
السياسيين
والرسميين
والقياديين
ورجال الدين
العرب،
غالبيتهم من
"الفطاحل"
الملتحفين
شعارات
"الممانعة
والمقاومة
والتحرير"،
خلعوا مسمى
البطولة على
رئيس وزراء
تركيا، رجب
طيب أردوغان،
وانهالوا عليه
بالمئات من
الاتصالات
الهاتفية
والبرقيات
مبجلين وشاكرين
موقفه خلال
مُنتدى دافوس
الاقتصادي
التاسع
والثلاثون
الذي عقد في
جبال الألب السويسرية
بحضورَ نحوَ
ألفين
وخمسمئةٍ من
صُناع ِ
القرار في
العالم،
بينهم
أربعونَ رئيسَ
دولةٍ وحكومة.
الرئيس
الإسرائيلي
شمعون بيراز،
والأمين
العام
للجامعة
العربية، عمر
موسى، وعدد
كبير من ممثلي
الدول
العربية
كانوا في مقدمة
المشاركين.
مسمى
البطولة
"اللفظي"
هذا، مُنح للسيد
أردوغان لأنه
انسحب من منصة
إحدى ندوات المنتدى
المذكور
أعلاه
احتجاجاً على
منعه من التعليق
على مداخلة
مطولة للرئيس
الإسرائيلي
شمعون بيريز
بشأن الهجوم
الإسرائيلي على
غزة، وترك
أردوغان
مقعده غاضباً
وغادر المنصة
بعدما احتج
على منعه من
الكلام. وكان
قد خاطب قبل
ذلك بيريز
رداً على بعض
ما جاء في مداخلته
بشأن حرب غزة،
قائلا: “سيد
بيريز أنت أكبر
مني سناً وقد
استخدمت لغة
قوية أشعر أنك
ربما تشعر
بالذنب
قليلاً، لذلك
ربما كنت عنيفاً،
أنا أتذكر
الأطفال
الذين قتلوا
على الشاطئ
وأتذكر قول
رئيسي وزراء
من بلدكم
إنهما يشعران
بالرضا عن
نفسيهما
عندما
يهاجمان الفلسطينيين
بالدبابات"،
وأضاف أشعر
بالحزن عندما
يصفق الناس
لما تقوله لأن
عددا كبيرا من
الناس قد
قتلوا،
وأعتقد أنه من
الخطأ وغير
الإنساني أن
نصفق لعملية
أسفرت عن مثل
هذه النتائج".
ولم يترك مدير
الجلسة
أردوغان يتم
رده على بيريز،
فانسحب بعد أن
خاطب
المشرفين على
الجلسة قائلا
“شكرا لن أعود
إلى دافوس بعد
هذا، أنتم لا
تتركونني
أتكلم وسمحتم
للرئيس بيريز
بالحديث مدة 25
دقيقة وتحدثت
نصف هذه المدة
فحسب".
هذا
وقد استقبلت
الجماهير
التركية
الحاشدة في
مطار إسطنبول
أردوغان
العائد
بالأعلام التركية
والفلسطينية
في أعداد تقدر
بالآلاف،
مؤيدين موقفه
البطولي.
إن
ردود فعل
"الوطنجية
ومتعهدي
المقاومات" الحماسية
المبالغ فيها
جداً، مقارنة
بالموقف الذي
اتخذه رئيس
الوزراء
التركي، تفضح
سطحية فكرهم،
وتكشف عقم
التزاماتهم
الوطنية
والقيمية،
وتعريهم حتى
من ورقة التوت
بما يتعلق
بمصداقيتهم
وثبات
أيمانهم، كما
تظهر جلياً
عدم جديتهم
وثباتهم في
الدفاع عن
قضايا
أوطانهم
وشعوبهم بغير
الشعارات
الشعوبية
الجوفاء،
والمزايدات
الصبيانية
الرخيصة،
والكلام
المفرغ من أي
محتوى عملاني
ومنطقي
وواقعي.
تبين
ممارسات
وخطابات
ومواقف
وهرطقات هؤلاء
القياديين
"الممانعين
والمقاومجية"،
أنهم فعلا
مغربون عن
معانات وأمال
وتطلعات وفكر
شعوبهم التي
يحكمونها
بالقمع
والإرهاب
والقوة،
ورغماً عن
إرادتها،
ولنا في قادة
النظام
السوري
البعثي،
ووكلائه
"الإلهيين" القيمين
على منظمتي
حماس وحزب
الله الغارقتين
في نعم "المال
النظيف"
وحراسة
"السلاح الطاهر"،
خير مثال.
لقد
شوهوا معايير
النصر
والهزيمة
وجعلوا منها
سلعة رخيصة
معروضة في
أسواق
النخاسة، وها هم
يسطحون
ويعهرون
مقاييس
ومعاني
البطولة ويسخفوها.
لا
يمكن وضع
"همروجة"
التسابق
الصبيانية لشكر
السيد
أردوغان، إلا
في إطار
الغوغائية الإعلامية
الهوجاء،
وهذا عمل أرعن
لا يمكن أن
يكون له أي
مردود إيجابي
لجهة دعم
القضية
الفلسطينية،
أو نصرة أيه
قضايا عربية
محقة أخرى.
ترى
هل تعامى
"المداحين
والقداحين"
هؤلاء، عن أن
الجمهورية
التركية كانت
من أوائل الدول
التي اعترفت
بالدولة
العبرية،
وأنها تقيم معها
أفضل
العلاقات،
وترتبط بها
بالعشرات من
الاتفاقيات
الاقتصادية والمائية
والعلمية
والأمنية،
وأنها هي نفس
تركيا التي
استولت على
لواء
الإسكندرون،
وعلق حكامها
المشانق
لأحرار
ومفكري
بلادنا في الساحات
العامة،
وهجروا نصف
شعبنا،
وقتلوا النصف
الآخر
تجويعاً (سفر
برلك)،
وارتكبوا المجازر
البشعة بحق
الأرمن
والآراميين
والأشوريين
وغيرهم من
الشعوب الشرق
أوسطية
العريقة؟
إن
الشكر
العكاظي
المنتفخ
والنافخ هذا
هو استغباء
لعقول الناس
واستهتار
فاضح
لذكائهم، كما
أنه غوغائية
دخانية تندرج
في سياق مسلسل
الخداع
الإعلامي
الشعوبي
والوطني
المنظم، الذي
يتقن هؤلاء
القادة فنونه
وألاعيبه وكل
خفاياه الشيطانية.
نعم
إن الشكر
الكاذب
والدخاني هذا
هو عمل تضليلي
وغوغائي
طبقاً لكل
معايير
المنطق والحقائق
والواقع، وهو
يتساوى في
الغوغائية
والتضليل مع
المظاهرات
المفبركة
والمركبة
التي نظمها في
العديد من
الدول
العربية وغير
العربية
عباقرة
الممانعة
والتحرير
خلال حرب غزة
الأخيرة،
والتي كان
وصفها في حينه
مفتي عام المملكة
العربية
السعودية
رئيس هيئة
كبار العلماء
الشيخ عبد
العزيز آل
الشيخ: "بأنها
أعمال
غوغائية
وضوضاء، لا
خير منها، ولا
تنفع بشيء،
وإنما هي مجرد
ترهات". (10
كانون الثاني/ا
ف ب).
مسكينة
وغنمية هي
الشعوب
الصامتة التي
لا تنتفض على
جزاريها،
وترذل مزوري
أرادتها، وتثور
لتشهد للحق،
وقد قيل: "إن
الساكت عن
الحق هو شيطان
أخرس"،
وأيضاً يقال:
"كما تكونون
يولى عليكم".
الكاتب
معلق سياسي
وناشط لبناني
اغترابي
*عنوان
الكاتب
الألكتروني phoenicia@hotmail.com
*تورنتو/كندا
في 2 شباط /2009