كفى ميشال عون متاجرة بالشهداء

بقلم/الياس بجاني*

 

لا قيمة ولا احترام ولا مصداقية ولا وفاء ولا آمان ولا وزن مسيحي لميشال عون، هذا المخلوق المتلون والنرجسي والانتهازي والوصولي الذي دون خجل أو وجل، ودون أن يرمش له جفن يستمر في انتهاك دماء وتضحيات الشهداء ويبدل مواقفه وتحالفاته وشعاراته وأصدقائه وزلمه والأتباع كما يبدل ملابسه.

 

لا احترام في وجدان الموارنة السياديين لهذا الإنسان المارق في تاريخهم العريق مرور المهرطقين، وهو الذي بيوضاصية فاقعة بوقاحتها وغير مسبوقة بانحدار دركها امتهن التطاول على مرجعيتهم الدينية المتمثلة بصرحهم البطريركي الذي أعطي له مجد لبنان.

 

استعمل عون لسانه السليط للتهجم والتجني على غبطة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير وحاول بخبث الأبالسة زرع الأسافين وكل قرون شياطين الفتنة بين البطريرك وحاضرة الفاتيكان لمآرب نفعية وذاتية وسلطوية فرُد على أعقابه وخابت آماله وفشلت أطماعه الرئاسية.

 

استعمل عون نعمة اللسان الذي هو الكلمة، والكلمة كانت منذ البدء وتجسدت بيسوع المسيح، استعمل لسانه الإسخريوتي للتعدي على الآخرين وشتمهم والتجني عليهم، كما استعمله في ممارسات التسويّق للكفر والنميمة وحفر القبور وتزكية الفرقة واللعب على التناقضات وتزوير التاريخ.

 

عون ورغم كل الانتفاخ الكياني والشعبي الخادع والكاذب الذي أمنه ويؤمنه له حزب الله وأسياده في طهران والشام لم يعد يمثل لا الضمير ولا الوجدان الماروني.

 

عون إنسان لفظته مارونيته وتبرأت من كل خياراته وتحالفاته وهرطقاته وخطابه الموروب والتضليلي، وقد أمسى شوكة في خاصرة الموارنة وخطراً على تاريخهم وهويتهم وثقافتهم ووجودهم.

 

الرجل ارتضى التبعية المطلقة لمحور الشر المتمثل بإيران وسوريا وانقلب على كل تاريخه وشعاراته ووعوده والعهود، وقد أصبح تاريخه يخجل من حاضره.

 

لبس العباءة السورية بعد أن بدل جلده وارتضى لعب دور القائد المسيحي الذمي الخانع، وها هو اليوم يزور منطقة الشوف بظل هذه العباءة الشامية وتحت رايات الذمية.

 

رده حزب الوطنيين الأحرار على أعقابه ولم يسمح له بتدنيس ضريحي الرئيس كميل نمر شمعون والشهيد داني شمعون.

 أهالي دير القمر الأحرار والأوفياء لدم الشهداء وللوطن والتضحيات رفعوا بوجه عون، هذا الزائر المارق يافطات مستنكرة لزيارته الاستفزازية من بينها: "تاجرت بمار مارون ولن تتاجر بداني شمعون.

 

الكاتب والناشط السيادي الياس الزغبي علق على هذه الخيبة العونية بقوله: "إن عجز عون عن وضع إكليل على ضريح كميل وداني شمعون كان بسبب الهوّة العميقة التي باتت تفصله عن مواقفهما الوطنية السيادية، وبات في غربة تامة عن جوهر نضالهما ومعنى شهادة داني وعائلته". "إن الأسباب التي منعت عون من وضع إكليل على ضريح الرئيسين بشير الجميل ورينه معوّض هي نفسها التي منعته من زيارة ضريح داني طوال 5 سنوات بعد عودته إلى لبنان، فماذا تغيّر اليوم كي يقوم بهذه الخطوة، إلاّ الاعتبار السوري الذي قرّبه من النائب وليد جنبلاط، والاعتبار السياسي الانتخابي في الشوف وعاليه، طالما أن استشهادهم لم يعد يعني شيئا في حساباته وارتباطاته؟".

 

النائب داني شمعون علق على غزوة عون السورية-الإيرانية للشوف وعلى محاولته تدنيس مدافن آل شمعون في دير القمر قائلاً: "كفى متاجرة بالشهداء، كان يجب على العماد عون أن يزور دير القمر والمدافن عندما عاد من المنفى". و"بتصرفاته هذه يحاول تجديد تسويق نفسه لرئاسة الجمهورية وهو انتهى بعد أن قرر المتاجرة بمار مارون". 

 

شتان بين زيارة غبطة البطريرك صفير التاريخية للشوف سنة 2001، وهو الذي يمثل كل الموارنة ضميراً ووجداناً وإيماناً وثوابت، وبين زيارة عون اليوم وهو الذي لفظته المارونية وبات تمثيله مقتصراً على مشروع ومؤامرات وغزوات محور الشر ودويلة حزب الله. إن الفرق بين الزيارتين هو تماماً كالفرق بين زيارة السيد المسيح للهيكل يوم طرد الصيارفة والباعة الذين دنسوه، وبين زيارة الإسخريوتي لجبل الزيتون حيث سلم المسيح للكتبة والفريسيين بقبلة ليصلبوه.

 

ننهي بما جاء في سفر ملاخي 3/19-21: "قال الرب القدير: سيأتي يوم يحترق فيه جميع المتجبرين وفاعلي الشر كالقش في التنور المتقد. في ذلك اليوم يحترقون، حتى لا يبقى لهم أصل ولا فرع. وتشرق لكم أيها المتقون لاسمي شمس البر والشفاء في أجنحتها، فتسرحون وتمرحون كالعجول المعلوفة،  وتدوسون الأشرار وهم رماد تحت أخامص أقدامكم، يوم أعمل عملي، أنا الرب القدير".

 

الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي
*عنوان الكاتب الألكتروني phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 20 شباط/2010