أحد
شفاء النازفة
اعداد
وجمع/الياس
بجاني
"هو
الذي يغفر جميع
آثامك ويشفي
جميع أمراضك"
(مزمور 103: 3)
يا
الله اشفينا
كما شفيت
النازفة
من
منا لا ينزف بقيمه
وعلاقاته
وممارساته
وإيمانه وأسس
ومفاهيم الرجاء
في هذا الزمن
الذي ابتعدنا
فيه عن تعاليم
الإنجيل
المقدس فتخلينا
عن القيم
والمبادئ
وانغمسنا في
مجتمع
استهلاكي
أغرقنا دون
رحمة أو حدود
في أفخاخ
أنانية
شيطانية
وأصابنا
بعاهة
"الأنا" القاتلة
التي أمست
قبلتنا
ومرادنا وعلى
مقاسها نفصل حياتنا
وعلى هداها
ننسق
تصرفاتنا
وأقوالنا وأنشطتنا
وعلاقتنا مع
الآخرين. تفككت
أواصل العائلة
وغابت المحبة
فحل الظلام في
قلوبنا
ووقعنا في التجارب
وانحرفنا عن
طريق الخلاص.
إننا
ننزف دون
انقطع في كل
مرة نرتكب
فيها الخطيئة التي
هي الموت
ونغرق أكثر
وأكثر في
أطماعنا
والشهوات.
ننزف
عندما لا نحب
ونغفر ونسامح
ونعمل الخير ونصلي
ونبشر بكلمة
الرب وتعاليمه.
ننزف
في عقولنا
ووجداننا
وقلوبنا
ونبتعد عن طرق
الرب
الإيمانية
ونقع في
التجارب
وتستهوينا وتغرينا
ملذات هذا
العالم
الترابي
الفاني.
ننزف
في علاقاتنا
مع بعضنا
البعض ومع
أولادنا
وعائلاتنا
ونبتعد هن
جوهر المحبة
التي بأبهى
صورها هي بذل
الذات من في
سبيل الآخرين.
ننزف
لأننا نعبد
ممتلكات هذه
الدنيا
الفانية
ونبتعد عن
عبادة الله
فأمسى دخولنا
ملكوت السموات
صعب بل
مستحيل،
كدخول الجمل
من خرم الإبرة
كما علمنا
السيد المسيح.
ننزف
لأننا لا
نحافظ على دم
الشهداء ولا
نحترم تضحيات
الذين قدموا
أنفسهم على
مذبح وطننا وشهدوا
للحق ولم
يتجابنوا.
ننزف
لأننا غير
مبالين بقضية
وطننا
والوجود والهوية
ونسير مثل
الأغنام وراء
قيادات باعت
كل شيء وراهنت
على قميص
الوطن.
ننزف
لأننا لا نرحم
ونسامح ونعطي
دون مقابل.
لا
خلاص لنا ولا
وقف لنزفنا
إلا بالتوبة
والصلاة
والصوم وعمل
الكفارات،
والرب الذي هو
أب غفور
ومسامح ومحب
يريد
مساعدتنا
وشفائنا من
نزفنا إن
قصدناه
وطلبنا منه
الشفاء بتقوى
وإيمان ورجاء كما
فعلت المرأة
النازفة. الرب
افتدانا بابنه
الوحيد
واعتقنا من
نير عبودية
الخطيئة الأصلية
وعبد لنا طريق
الجنة وترك
لنا خيار
السير عليها
لإدراك البيت
التي شيده لنا
في ملكوته حيث
لا وجع ولا
عذاب ولا بغض،
أو هجر هذا
الطريق وسلوك
طريق الشر
والسقوط في
الجحيم حيث
البكاء وصريف
الأسنان
والنار التي
تنطفئ.
في
هذا الأحد
نأخذ العبرة
من إيمان
المرأة النازفة
ونقوي
إيماننا
وثقتنا بالله
وبقدرته ومحبته.
من يطلب من
الله طلبه يتحقق
إن طلبه
بتقوى وإيمان
وثقة.
لنصلي
من أجل خلاص
وطننا الغالي
لبنان ومن أجل
وقف النزف
الذي أصاب
مؤسساته ومن
اجل هداية المسؤولين
فيه إلى طرق
الحق والعدل
وإحلال نعمة
الشهادة للحق
في عقولهم.
دعاء
أيها
الرب يسوع،
بالرجاء
الوطيد نقبل
كلمة الإنجيل
وتعليم الكنيسة
ونتقبّل نعمة
الغفران
بالتوبة، ونتغذى
بجسدك ودمك،
راجين أن
يتوقف نزيف
قيمنا
الروحية والإنسانية
والاجتماعية. أعطنا
أن نضمّ إلى
آلامك
الخلاصية كل
ما يصيبنا من إساءة
وإذلال وهزء
بالكرامة
الشخصية، من
اجل الخير الأكبر.
أنرنا بأنوار
روحك القدوس
لكي ندرك أنك
محبة وأعنا
حتى لا نقع في
التجارب
ونجينا من
الشرير، آمين
إنجيل
القدّيس لوقا
8/40-56
وَلَمَّا
عَادَ
يَسُوع، ٱسْتَقْبَلَهُ
الجَمْع،
لأَنَّهُم
جَميعَهُم
كَانُوا يَنْتَظِرُونَهُ.
وَإِذَا
بِرَجُلٍ ٱسْمُهُ
يَائِيرُس،
وكَانَ
رَئِيسَ
المَجْمَع،
جَاءَ فٱرْتَمَى
عَلَى
قَدَمَي
يَسُوع،
وَأَخَذَ
يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ
أَنْ
يَدْخُلَ
بَيْتَهُ،
لأَنَّ لَهُ ٱبْنَةً
وَحِيدَة،
عُمْرُها
نُحْوُ ٱثْنَتَي
عَشْرَةَ
سَنَة، قَدْ
أَشْرَفَتْ
عَلَى المَوْت.
وفِيمَا
هُوَ ذَاهِب،
كانَ
الجُمُوعُ
يَزْحَمُونَهُ.
وَكانَتِ ٱمْرَأَةٌ
مُصَابَةٌ بِنَزْفِ
دَمٍ مُنْذُ ٱثْنَتَي
عَشْرَةَ
سَنَة،
وَلَمْ
يَقْدِرْ
أَحَدٌ أَنْ
يَشْفِيَهَا.
دَنَتْ مِنْ
وَرَاءِ يَسُوع،
وَلَمَسَتْ طَرَفَ
رِدَائِهِ،
وَفَجأَةً
وَقَفَ
نَزْفُ دَمِهَا.
فَقَالَ
يَسُوع: «مَنْ
لَمَسَنِي؟».
وَأَنْكَرَ
الجَمِيع.
فَقَالَ بُطْرُسُ
وَمَنْ مَعَهُ:
«يا مُعَلِّم،
إِنَّ
الجُمُوعَ
يَزْحَمُونَكَ
وَيُضَايِقُونَكَ!».
فَقَالَ يَسُوع:
«إِنَّ
واحِدًا قَدْ
لَمَسَنِي!
فَإنِّي عَرَفْتُ
أَنَّ قُوَّةً
قَدْ
خَرَجَتْ
مِنِّي!».
وَرَأَتِ ٱلمَرْأَةُ
أَنَّ
أَمْرَها
لَمْ يَخْفَ
عَلَيه،
فَدَنَتْ
مُرْتَعِدَةً
وٱرْتَمَتْ
عَلَى
قَدَمَيه،
وَأَعْلَنَتْ
أَمَامَ الشَّعْبِ
كُلِّهِ
لِماذَا
لَمَسَتْهُ،
وَكَيْفَ
شُفِيَتْ
لِلْحَال.
فَقَالَ
لَهَا يَسُوع:
«يا ٱبْنَتِي،
إِيْمَانُكِ
خَلَّصَكِ! إِذْهَبِي
بِسَلام!». وَفيمَا
هُوَ
يَتَكَلَّم،
وَصَلَ
وَاحِدٌ مِنْ
دَارِ
رَئِيسِ
المَجْمَعِ
يَقُول:
«مَاتَتِ ٱبْنَتُكَ!
فَلا
تُزْعِجِ
المُعَلِّم!».
وَسَمِعَ
يَسوعُ
فَأَجَابَهُ:
«لا تَخَفْ!
يَكْفي أَنْ
تُؤْمِنَ فَتَحْيا
ٱبْنَتُكَ!». وَلَمَّا
وَصَلَ إِلى
البَيْت،
لَمْ يَدَعْ
أَحَدًا يَدْخُلُ
مَعَهُ سِوَى
بُطْرُسَ
وَيُوحَنَّا
وَيَعْقُوبَ
وَأَبي الصَّبِيَّةِ
وأُمِّهَا.
وكَانَ
الجَمِيعُ يَبْكُونَ
عَلَيْها
وَيَقْرَعُونَ
صُدُورَهُم.
فَقَال: «لا
تَبْكُوا!
إِنَّهَا
لَمْ تَمُتْ.
لكِنَّهَا
نَائِمَة!».
فَأَخَذُوا
يَضْحَكُونَ
مِنْهُ لِعِلْمِهِم
بِأَنَّها
مَاتَتْ.
أَمَّا هُوَ
فَأَمْسَكَ
بِيَدِها وَنَادَى
قاَئِلاً:
«أَيَّتُهَا
الصَّبِيَّة،
قُومِي!».
فَعَادَتْ
رُوحُهَا
إِلَيْهَا،
وَفَجْأَةً
نَهَضَتْ.
ثُمَّ أَمَرَ
بِأَنْ
يُطْعِمُوهَا.
فَدَهِشَ
أَبَوَاها،
وَأَوْصَاهُمَا
يَسُوعُ
أَلاَّ
يُخْبِرَا أَحَدًا
بِمَا حَدَث.
رسالة
هذا الأحد
رسالة
القدّيس بولس
الثانية إلى
أهل قورنتس 7/4-11
إِنَّ
لي عَلَيْكُم
دَالَّةً
كَبِيرَة، ولي
بِكُم
فَخْرًا عَظِيمًا.
وَلَقَدِ ٱمْتَلأَتُ
تَعْزِيَة،
وأَنَا
أَفِيضُ
فَرَحًا في
ضِيقِنَا
كُلِّهِ. فإِنَّنَا
لَمَّا
وَصَلْنَا
إِلى مَقْدَونِيَة،
لَمْ يَكُنْ
لِجَسَدِنَا
شَيءٌ مِنَ
الرَّاحَة،
بَلْ كُنَّا
مُتَضَايِقِينَ
في كُلِّ
شَيء، صِرَاعٌ
مِنَ
الخَارِج،
وخَوفٌ مِنَ
الدَّاخِل! لكِنَّ
ٱللهَ الَّذي
يُعَزِّي
المُتَوَاضِعِينَ
عَزَّانا
بِمَجِيءِ طِيْطُس، لا
بِمَجِيئِهِ
فَحَسْب،
بَلْ أَيْضًا
بِالتَّعْزِيَةِ
الَّتي
تَعَزَّاهَا
بِكُم. وقَدْ
أَخْبَرَنَا بِٱشْتِيَاقِكُم
إِلَيْنَا،
وحُزْنِكُم،
وغَيْرَتِكُم
عَلَيَّ،
حَتَّى
إِنِّي ٱزْدَدْتُ
فَرَحًا. وإِذَا
كُنْتُ قَدْ
أَحْزَنْتُكُم
بِرِسَالتِي
فَلَسْتُ
نَادِمًا
عَلى ذلِكَ،
معَ أَنَّنِي
كُنْتُ قَدْ
نَدِمْتُ،
لأَنِّي أَرَى
أَنَّ تِلْكَ
الرِّسَالَة،
ولَوْ أَحْزَنَتْكُم
إِلى حِين، قَدْ
سَبَّبَتْ لي
فَرَحًا
كَثِيرًا، لا
لأَنَّكُم
حَزِنْتُم،
بَلْ لأَنَّ
حُزْنَكُم
أَدَّى بِكُم
إِلى
التَّوبَة. فَقَدْ
حَزِنْتُم
حُزْنًا
مُرْضِيًا
لله، كَيْ لا تَخْسَرُوا
بِسَبَبِنَا
في أَيِّ
شَيء؛
لأَنَّ
الحُزْنَ
المُرْضِيَ
للهِ
يَصْنَعُ
تَوْبَةً
لِلخَلاصِ لا
نَدَمَ
عَلَيْهَا، أَمَّا
حُزْنُ
العَالَمِ
فَيَصْنَعُ
مَوْتًا. فَٱنْظُرُوا
حُزْنَكُم
هـذَا ٱلـمُرْضِيَ
للهِ كَم
أَنْشَأَ
فِيكُم مِنَ الإجْتِهَاد،
بَلْ مِنَ الإعْتِذَار،
بَلْ مِنَ ٱلإسْتِنْكَار،
بَلْ مِنَ ٱلخَوْف،
بَلْ مِنَ ٱلشَّوْق،
بَلْ مِنَ ٱلغَيْرَة،
بَلْ مِنَ ٱلإِصْرَارِ
عَلى
العِقَاب! وقَدْ
أَظْهَرْتُم
أَنْفُسَكُم
في كُلِّ
ذلِكَ أَنَّكُم
أَبْرِيَاءُ
مِنَ هذَا
الأَمْر.
فالتفت
يسوع فرآها
فقال: "ثقي
يا ابنتي،
إيمانك أبرأك.
فبرئت المرأة
من ساعتها" (
متى 9: 20-22).
المرأة
النازفة
في
الديانة
اليهودية إن نزف
الإمرأة
يُحسب لها
نجاسة ويمنعها
من الصلاة
ودخول الهيكل
. جاءت هذه
المرأة
واقتربت من
خلف المسيح
لتلمس هدب
ردائه دون ان
يراها احد
ولمست هدب
ثوبه اي
طرفه النهائي
بمعنى بعيدا
جدا عن إحساس
المسيح حتى لا
يشعر بها.
ولكن المسيح
ليس كأي انسان
لابسا ثيابا
بأهداب،
فالمسيح لا
يتحدد وجوده
وطاقته داخل
الثوب الذي
يلبسه، فمجال
المسيح يملأ
الوجود كله،
وطاقته تعمل
في كل الخليقة
التي خلق.
وهذه المرأة
وما عملته
يكشف طاقة
المسيح
الفاعلة في
مجالها اللامحدود
إذ وقف نزفها،
لأن علة مرضها
توقفت في
الحال بدخولها
مجال المسيح
الشافي
والمحيي من
الموت. هذا
يعني في الحال
أن المسيح
بذاته وجسده طاقة
إلهية فائقة
القوة تعمل
بمجرد إرادة
المسيح او
ايمان
المتقدم إليه.
هذا يترجمه
بولس الرسول: "
قد أُظهـِر في
الجسد"
إن
النازفة تمثّل
كل انسان
يتألم في وحدة
موحشة خائفة،
وكأنه متروك
من الله
والناس، هذا
الاختبار عاشه
يسوع اربعين
يوماً في
البرية حيث
كان يصلي لابيه
سراً ويصوم
ويجوع،
فانتصر على
تجارب الشيطان
الثلاث (متى 4: 1-11).
وعاشه في
بستان
الزيتون حيث في
الحزن
والحسرة
الخانقة صلّى
لأبيه سراً:
" الهي، الهي،
لماذا
تركتني؟" (متى
27: 46؛ مز 21: 1). انها
صرخة كل انسان
متألم يشعر
وكأن الله
غائب عنه، بل
هي صرخة البشرية
جمعاء. وتكتمل
صرخة الصلاة
هذه بالثقة البنوية
الكبيرة
والمطمئنة: "
يا ابتِ
بين يديك
استودع روحي"
(لو23: 46؛ مز 30:6).
ان
الله هو مرساة
الخلاص
الوحيدة،
عنده يجد كل
متألم الشفاء
الروحي
والمعنوي
والجسدي. المرأة
" كانت انفقت
جميع مقتناها
على الاطباء،
ولم يستطع احد
ان
يشفيها" ( لو8: 43).
هذه هي الغاية
من زمن الصوم
الكبير. نعود الى الله،
نبحث عنه
بالصلاة
والصوم
والتصدق في الخفاء.
وهو الذي يرى
في الخفية يجازي
ويشفي (متى6: 4 و6
و18). نبحث عن
الله لنخرج من
همومنا
ومشاكلنا وامراضنا
ووحشتنا،
ونبتهل اليه
في هذا الزمن
المقبول، زمن
الصوم، بصلاة
الملكة استير:
" ايها
الرب ملكنا، انت الاوحد.
أغثني
أنا الوحيدة،
والتي لا نصير
لي سواك. فاني
أخاطر بنفسي" (استير 4: 17).
بوجه المخاطر
الكبيرة
نحتاج الى
رجاء كبير،
وهذا لا يتكل
إلاّ على
الله. وبقدر
ما يكون
الرجاء
كبيراً، بقدر
ذلك تكبر طاقتنا
على احتمال الالم .
نزيف
المرأة يرمز الى نزيف
القيم من جراء
الخطايا التي
لا يتوب عنها الانسان،
فتتراكم
وتظهر في
فقدانه القيم
الروحية والاخلاقية
والانسانية
والاجتماعية.
هذه حال عصرنا
وبيئتنا.
الصوم الكبير
هو زمن الوقوف
امام
الله والانجيل
وتعليم
الكنيسة، زمن
اللجوء الى
المسيح
لالتماس نعمة
الشفاء من
خلال وسائل ثلاث:
الصلاة
والتوبة
لاستعادة
القيم
الروحية؛
الصوم والامانة
لاستعادة
القيم الانسانية؛
التصدق واعمال
الرحمة
لاستعادة
القيم
الاجتماعية.
والقديس
بولس في
رسالته لهذا الاحد
يدعونا الى
حالة الاسف
عن الخطايا
ونزيف القيم، فالى
العودة الى
الله بالتوبة
لنيل المغفرة
والحياة الالهية
التي تنعشنا
بالقيم. هكذا
يخاطبنا، كما
خاطب اهل كورتنس: "
لقد فرحت
كثيراً، لان
حزنكم اتى
بكم الى
التوبة، ولانكم
حزنتم في سبيل
الله، فلم
تخسروا شيئاً.
لان
الحزن في سبيل
الله يصنع
ندامة لا رجوع
عنها، فتُعيد
الحياة، وحزن
العالم يصنع
موتاً" ( 2 كور 7: 9-10).
أن
إبراء نازفة
الدم جاء في
الطريق ما بين
لقاء يايرس
للسيِّد،
وإقامة ابنة يايرس،
بينما كان
السيِّد في
طريقه إلى بيت
يايْرُس.
وقد تمَّ ذلك
بهدف خاص وهو
أن يايْرُس
مع كونه
رئيسًا
للمجمع لكن
إيمانه كان
أضعف من إيمان
قائد المائة.
كان الأول
يطلب من السيِّد
أن يأتي بيته
ليشفي ابنته
التي أوشكت
على الموت،
أما الثاني
فآمن أن
السيِّد قادر
أن يشفي غلامه
بكلمة، وأنه
لا حاجة
لمجيئه إلىالبيت،
خاصة وأنه لا
يستحق أن يدخل
السيِّد هذا
البيت!
كان
قلب يايْرُس
مضطربًا
جدًا، وكانت
اللحظات تعبر
كسنوات طويلة،
يشتاق أن
يُسرع
السيِّد لينقذ
ابنته لئلا
تموت، إذ لم
يكن بعد يؤمن
أنه قادر على
الإقامة من
الأموات. من
يستطيع أن يُعبِّر
عن نفسيَّة يايْرُس
حين أوقف
السيِّد
المسيح
الموكب كله
ليقول: "من
لمسني؟"، بينما
كان يتعجَّل
اللقاء؟ على
أي الأحوال،
أعطي الرب
لهذا الرئيس
درسًا في
الإيمان، كيف
اغتصبت امرأة
مجهولة
القوَّة خلال
لمسِها هدب ثوبه،
ونالت ما لم
تنَلْه
الجموع
الغفيرة، معلنًا
له إمكانيَّة
التمتُّع
بعمل المسيَّا
وقوَّته.
ولعل
السيِّد وهو
منطلق إلى بيت
يايْرُس
رئيس المجمع
أراد أن
يقدِّم له كما
للجماهير درسًا
في "صداقته
العاملة"،
وأنه وهو يهتم
برئيس المجمع
لا يتجاهل
امرأة مجهولة دنِسة حسب
الشريعة،
يعمل لحساب
الكل ومن أجل
الجميع.
قلنا
أنه الصديق
العامل بلا
انقطاع... يعمل
لحساب رئيس
مجمع جاء
يتوسَّل إليه
من أجل ابنته،
ويعمل أيضًا
من أجل امرأة
مجهولة، يعمل
علانيَّة
بانطلاقه إلى
بيت يايْرُس،
ويعمل خِفية،
إذ قال أن
قوَّة خرجت
منه! هذا ومن
ناحيَّة أخرى
أراد أن
يؤكِّد أنه
ليس من وقت
معيَّن
للعمل، إنما
كل وقته هو
للعمل. أنه يشفي
واهبًا قوَّة
خلال الطريق
لإقامة ابنة!
هذه
المرأة التي
فقدت رجاءها
في الأذرع
البشريَّة،
إذ أنفقت كل
أموالها على
الأطبَّاء،
لم تفقد ثقتها
وإيمانها
بالمخلِّص.
لقد لمستْه،
فنالت ما لم
يناله الذين
يزحِمونه،
لذلك أراد
الرب أن
يتمجَّد
فيها، فأعلن عنالقوَّة
التي خرجت
منه، أما هي
فجاءت مرتعدة
[47] تحمل خوف
الله،
متعبِّدة إذ
خرَّت له،
شاهدة للحق إذ
أخبرت قدام
جميع الشعب عن
سبب لمسها
إيّاه وكيف
برِئت في
الحال.
لم
يرد الرب أن
يحاسبها،
إنما أن
يزكِّيها، إذ
صارت تمثِّل
الكنيسة
الحاملة لخوف
الله، العابدة
بالحق،
الشاهدة لعمل
مسيحها.
أمام
هذا المنظر
الذي سحَب
قلوب الكل فاض
عليها الصديق
الأعظم بهبات
محبَّته، إذ
قال لها: "ثقي يا
ابنة، إيمانك
قد شفاكِ،
اذهبي
بسلام"[48]. هي
آمنت وهو
يُزيد إيمانها
أكثر فأكثر
بقولِه
"ثِقي"،
فالإيمان هو عطيَّة
الله لمن
يسأله،
والنمو في
الإيمان هو هِبة
لمن يمارس
الإيمان.
يهبنا
الإيمان إن
سألناه،
ويُزيد
إيماننا إن
أضرمنا ما
أعطانا
إيَّاه.
وهبها
النمو في
الإيمان، كما
أعلن عطيَّة
البنوَّة
بقوله: "يا
ابنة"... هذه
العطيَّة
التي تفوق
كل عطيَّة أو
موهبة. هي
آمنت ونالت،
فمجَّدته
بإيمانها،
ويمجِّدها
أيضًا هو
بقوله: "إيمانك
قد شفاكً".
أخيرًا قدَّم
لها عطيَّة
السلام
الروحي والنفسي:
"أذهبي
بسلام".
ياللعجب،
فإنه كصديق
اِهتمَّ
بجسدها فشفاه،
وبنفسها
فأعطاها
السلام،
وبروحها فجعلها
ابنة له
تشارِكه
أمجاده
السماويَّة!
إقامة
ابنة يايْرُس
رأى
يايْرُس
هذا المنظر،
ولعلَّه
بعدما اِضطرب
في البداية إذ
خشي التأخير،
امتلأ
إيمانًا،
فصارت المرأة
نازفة الدم
معلِّمًا
لرئيس المجمع
عن طريق
الإيمان.
لقد
أراد الرب
أيضًا أن
يُزيد إيمان يايْرُس
أكثر فأكثر،
فسمح له بضيقة
أمَرْ، إذ جاء
واحد من داره
يقول له: "قد
ماتت ابنتك لا
تتعِب المعلِّم"
[49]. وقبل أن
ينطق بكلمة
سمع المعلِّم
يقول: "لا تخف،
آمن فقط فهي
تُشفي" [50]. وقد
سبق لنا
الحديث عن
إقامة ابنة يايْرُس
(تفسير مت 9، مر 5)
28
شباط/2010
“Daughter,
cheer up. Your faith has made you well. Go in peace
The Cure of the bleeding Woman’s Sunday
Luke 8/40-52: "It happened, when Jesus returned, that the
multitude welcomed him, for they were all waiting for him. 8:41 Behold, there
came a man named Jairus, and he was a ruler of the
synagogue. He fell down at Jesus’ feet, and begged him to come into his house,
8:42 for he had an only daughter, about twelve years of age, and she was dying.
But as he went, the multitudes pressed against him. 8:43 A
woman who had a flow of blood for twelve years, who had spent all her living on
physicians, and could not be healed by any, 8:44 came behind him, and touched
the fringe of his cloak, and immediately the flow of her blood stopped. 8:45
Jesus said, “Who touched me?” When all denied it, Peter and those with him
said, “Master, the multitudes press and jostle you, and you say, ‘Who touched
me?’” 8:46 But
Jesus said, “Someone did touch me, for I perceived that power has gone out of
me.” 8:47 When the woman saw that she was not hidden, she came trembling, and
falling down before him declared to him in the presence of all the people the
reason why she had touched him, and how she was healed immediately. 8:48 He
said to her, “Daughter, cheer up. Your faith has made you well. Go in peace.” 8:49 While he still spoke, one from the
ruler of the synagogue’s house came, saying to him, “Your daughter is dead.
Don’t trouble the Teacher.” 8:50 But Jesus hearing it, answered him, “Don’t be
afraid. Only believe, and she will be healed.”
8:51
When he came to the house, he didn’t allow anyone to enter in, except
Peter, John, James, the father of the child, and her mother. 8:52 All were weeping and mourning her, but he said, “Don’t weep.
She isn’t dead, but sleeping.” 8:53 They were ridiculing him, knowing that she
was dead. 8:54 But he put them all outside, and taking her by the hand, he
called, saying, “Child, arise!” 8:55 Her spirit
returned, and she rose up immediately. He commanded that something be given to
her to eat. 8:56 Her parents were amazed, but he
commanded them to tell no one what had been done.
Paul's Second Letter to
the Corinthians
7/116: “ Having therefore these promises, beloved, let us cleanse ourselves from all defilement of flesh and spirit, perfecting holiness in the fear of God. 7:2 Open your hearts to us. We wronged no one. We corrupted no one. We took advantage of no one. 7:3 I say this not to condemn you, for I have said before, that you are in our hearts to die together and live together. 7:4 Great is my boldness of speech toward you. Great is my boasting on your behalf. I am filled with comfort. I overflow with joy in all our affliction. 7:5 For even when we had come into Macedonia, our flesh had no relief, but we were afflicted on every side. Fightings were outside. Fear was inside. 7:6 Nevertheless, he who comforts the lowly, God, comforted us by the coming of Titus; 7:7 and not by his coming only, but also by the comfort with which he was comforted in you, while he told us of your longing, your mourning, and your zeal for me; so that I rejoiced still more.
7:8 For though I made you sorry with my letter, I do not regret it, though I did regret it. For I see that my letter made you sorry, though just for a while. 7:9 I now rejoice, not that you were made sorry, but that you were made sorry to repentance. For you were made sorry in a godly way, that you might suffer loss by us in nothing. 7:10 For godly sorrow works repentance to salvation, which brings no regret. But the sorrow of the world works death. 7:11 For behold, this same thing, that you were made sorry in a godly way, what earnest care it worked in you. Yes, what defense, indignation, fear, longing, zeal, and vengeance! In everything you demonstrated yourselves to be pure in the matter. 7:12 So although I wrote to you, I wrote not for his cause that did the wrong, nor for his cause that suffered the wrong, but that your earnest care for us might be revealed in you in the sight of God. 7:13 Therefore we have been comforted. In our comfort we rejoiced the more exceedingly for the joy of Titus, because his spirit has been refreshed by you all. 7:14 For if in anything I have boasted to him on your behalf, I was not disappointed. But as we spoke all things to you in truth, so our glorying also which I made before Titus was found to be truth. 7:15 His affection is more abundantly toward you, while he remembers all of your obedience, how with fear and trembling you received him. 7:16 I rejoice that in everything I am confident concerning you.