إلى الصديق الصحافي بيار عطالله: هل لا زالت شخصية العماد عون ملتصقة بآلام الناس ووجعهم وتعرف كل حبة تراب وقرية وبلدة في لبنان؟
بقلم/الياس بجاني*
نسأل بمحبة الأخ والصديق الصحافي بيار عطالله فيما إذا كان قد استمع إلى مداخلة العماد ميشال عون في المجلس النيابي، والتي كان ألقاها بتاريخ 8 آب/2008 خلال جلسات مناقشة بيان حكومة الرئيس السنيورة الثانية؟
نسأل ببراءة الأطفال الصديق والمناضل بيار، وهو الذي كان تعرض شخصياً للظلم والتعذيب والتهجير والحرمان والاضطهاد خلال حقبة الاحتلال السوري لوطننا الحبيب، نسأله فيما فيما إذا كان قد صُعِقَ مثلنا "بتكويعات" "وانحرافات" العماد الإسخريوتية، وبابتعاده اللافت و"الوقح" عن كل مفاهيم ما هو حرية وسيادة واستقلال وحقوق وشفافية وصدق، وذلك طبقاً للمعايير والمقاييس الوطنية والممارستية والأخلاقية التي كان هو نفسه (العماد) عمل على إيجاد أطرها وترسيخها تحت راية التيار الوطني الحر طوال فترة نفيه؟
نسأل بيار وهو الذي عاد إلى لبنان من منفاه الفرنسي القسري على نفس الطائرة التي أعادت العماد وصحبه إلى وطن الأرز عقب خروج الجيش السوري المحتل منه، نسأله فيما إذا كانت الذاكرة الصادمة بحزنها وحسرتها والفجيعة قد عادت بـه إلى محتوى المداخلة الأولى للعماد عون في مجلس النواب (تموز 2005) والتي كانت زميلته الصحافية ريتا شرارة قد نشرتها مع تقرير لها في جريدة النهار بتاريخ 29 تموز 2005؟
http://www.10452lccc.com/aoun%20excerpts/aoun.parliament12.8.08.htm
اضغط هنا لقراءة ما قالها العماد ميشال عون في مجلس النواب في (8 تموز/08) و(تموز 2005)
نسأل بيار فيما إذا كانت ذاكرته "المصدومة" والحزينة والعاتبة تلك قد عادت بـه إلى المقالة التي كانت نشرتها له جريدة النهار في (29 تموز 2005) تحت عنوان "صفعة لمقولة الصفقة".
بنشوة ونفسية قاهر الباطل وغالب الشر سلط بيار الأضواء بمقالته تلك بفرح على خط العماد عون الوطني والحقوقي الثابت والقوي الشفاف من كافة القضايا والملفات التي كانت تعتبر من المحرمات خلال حقبة الاحتلال السوري النازي.
كما "وبخ" بيار بعض السياسيين الذين كانوا تعرضوا للعماد عون باتهامات كثيرة ومتشعبة حول تسهيلات و"صفقات" "وشبهات" لصقت بطريقة عودته "اللغز" من المنفى الباريسي. هذا و"شمت" بيار بهؤلاء كون مداخلة العماد في المجلس النيابي قد فضحت ضحالة وسخافة كل اتهاماتهم؟
http://www.10452lccc.com/newsreporter/attallah.p29.7.08.htm
اضغط هنا لقراءة مقالة الصحافي بيار عطالله التي نشرها في 29 تموز 2005
نطلب من بيار وهو المدافع الشرس عن قضية أهلنا اللاجئين في إسرائيل، وعن مصير أولئك الشهداء الأحياء المفقودين والمخطوفين والمعتقلين في السجون السورية، وعن الجيش وسلطة الدولة والقانون والحريات والدستور أن يعيد كتابة مقالته بما يتوافق مع قراءة حالية صادقة وصريحة وإيمانية لمداخلة العماد الجديدة وتبيان ما فيها من انحرافات "وتكويعات" عن مداخلته الأولى، وذلك إحقاقاً للحق وشهادة له.
أخينا بيار، هل أنت لا زلت مقتنعاً اليوم، وكما قلت في مقالتك سنة 2005: إن شخصية العماد ميشال عون هي ملتصقة بآلام الناس ووجعهم وتعرف كل حبة تراب وقرية وبلدة في لبنان"؟
ولأننا براحة ضمير لا نرى أي صدق أو إيفاء بعهود ووعود في محتوى مداخلة العماد ميشال عون الجديدة، مقارنة مع مداخلته السابقة، نختم بهذا القول للإمام علي:
"الكذّاب والميت سواء، لأن فضيلة الحي على الميت الثقةُ به، فإذا لم يوثَقْ بكلامه بطلتْ حياتُه".
*الأمين العام للمنسيقة العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
تورنتو/كندا في 12 آب/2008
العنوان البريدي للكاتب phoenicia@hotmail.com