دول
ومنظمات
الإرهاب لا
تفهم إلا لغة
القوة والردع
بقلم/الياس
بجاني*
كثرت
وتنوعت
التقارير
والتحاليل
والتفسيرات
التي نشرتها
وسائل
الإعلام
الإقليمية والدولية،
كما تضاربت
البيانات
الرسمية التي صدرت
عن كل من دمشق
وواشنطن
وبغداد حول
الغارة
الأميركية
التي استهدفت
بعد ظهر الأحد
الفائت
(بتاريخ 26
تشرين الأول 2008) قرية
السكرية
الواقعة في
منطقة "البوكمال"
السورية
القريبة من
الحدود
العراقية.
يشار
هنا إلى
أن هذه
العملية
الأولى من
نوعها للقوات
الأميركية
داخل الأراضي
السورية منذ
تحرير العراق
في سنة 2003، علما
أن الجيش
الأميركي كان
نفذ خلال
السنوات
الخمس الفائتة
عمليات
عسكرية عدة في
مناطق عراقية
مجاورة
للحدود
السورية
استهدفت
مجموعات
إرهابية.
بيانات
الأميركيين
قالت إن
الغارة
استهدفت احد
كبار
المهربين
العاملين
لحساب
المجموعات
المتشددة
التي تقوم
بنقل
المسلحين
والأسلحة من
الأراضي
السورية إلى
العراق، وان
الشخص الذي تم
استهدافه
يحمل لقب "أبو
الغادية" وقد
تمت تصفيته.
دمشق
من جهتها ادعت
أن المروحيات
الأميركية قامت
بالاعتداء
على مبنى مدني
قيد الإنشاء وأطلقت
النار على
العمال داخل
المبنى، مما
تسبب بمقتل
ثمانية
مدنيين
وإصابة شخص
واحد بجروح.
في عراضة
إعلامية
استدعت دمشق
القائمين
بالأعمال الأميركي
والعراقي
احتجاجا على
ما أسمته "بالاعتداء
الخطير"، إلا
أن التلفزيون
السوري لم
يتمكن من
تقديم سوى
فيلم عن طفل
لم يظهر أبدا
أنه مجروح، بل
كان واضحاً
أنه جرى تلفيق
ديكور
للإدعاء بأنه
هو المصاب.
أما
تهديد ووعيد
وزير
الخارجية
السوري وليد المعلم
بالرد، لم يثنه
عن الالتقاء بمسؤولين
أميركيين
رفيعي
المستوى في
لندن.
لا
بد هنا من
الإشارة إلى
علامات
استفهام كثيرة
تتناول الوضع
الأمني
السوري
الداخلي غير المستقر،
في حين أن
السلطات
السورية لم
تكشف حتى الآن
عن مرتكبي خمس
عمليات
إرهابية
كبيرة وغامضة
وقعت خلال نحو
عام كانت
الغارة
الأميركية سادستها،
والأحداث هي:
1- قصف
إسرائيلي
لمفاعل نووي
سوري في دير
الزور يوم 6
أيلول 2007
2- اغتيال المسؤول
الأمني لحزب
الله عماد
مغنية في 13
شباط الماضي،
في تفجير
سيارة مفخخة
داخل دمشق.
3- اغتيال
العميد محمد
سليمان
المستشار
الأمني
للرئيس
السوري بشار
الأسد، ومسؤول
التسلح في
الجيش
السوري، في
شهر آب الماضي
في مدينة طرطوس
الساحلية
بسورية.
4-
عملية تفجير
على طريق مطار
دمشق، في
نهاية شهر
أيلول الماضي
أسفرت عن مقتل
ضابط سوري برتبة
لواء له علاقة
باغتيال
الرئيس
الحريري مع 17 شخص آخرين
وجرح 24.
5-
مواجهات
دامية في مخيم
اليرموك
الفلسطيني القريب
من دمشق بين
الأمن السوري
وما قيل إنهم مجموعة
من المسلحين،
مما أدى إلى
مقتل 3 منهم،
ورجل أمن سوري
وجرح آخرين.
يسأل
المراقبون
لماذا الغارة
الأميركية
الآن؟
والجواب
يتنوع ويتلون حسب مصدره.
فالصحف
الغربية في
مجملها قالت
إنها رسالة
نارية إلى
الرئيس الأسد
هدفها إفهامه
بأن تحالفه مع
إيران لم يعد
مقبولاً، كما
أن دعمه
للمنظمات
الأصولية
والإرهابية
التي تنتقل
عبر سوريا إلى
العراق، وفي
مقدمها
القاعدة وحزب
الله، لن يمر
منذ الآن
وصاعداً دون
أثمان مرتفعة
جداً.
بعض
هذه الصحف رأى
أن العملية
روتينية
وليست لها أي
خلفيات
سياسية، وهي
تأتي في سياق
المئات من
العمليات
المشابهة
التي نفذتها
القوات
الأميركية
على الحدود
السورية
العراقية منذ
العام 2003،
واستغربت
الضجة غير
المبررة التي
أثارتها دمشق
هذه المرة.
قلة
من المحللين
ذكروا أن
الإدارة
الأميركية
الراهنة
أرادت من وراء
العملية رفع
السقف في وجه
الرئيس
الأميركي
الجديد
وإفهامه أن المفاوضات
مع دمشق
وإيران في حال
تمت، لا يجب
أن تتخطى
سقوفاً محددة.
كما أن تلك
الإدارة بقيامها
بهذه العملية
أعطت مرشحها
جون ماكين
دفعة قوية في
وجه منافسة الديموقراطي
أوباما.
صحف
سوريا وإيران
ووسائل إعلام
جماعات
الإرهاب التابعة
لهما في لبنان
وغزة اعتبروا
أن الغارة
جاءت كرسالة
دعم نفسية
لحلفاء العم
سام في المنطقة
تبين ضعف
أميركا وفشل
مشروعها الشرق
أوسطي.
في
حين تخوفت بعض
الأقلام
اللبنانية
السيادية من
أن يكون الأمر
برمته سيناريو
مدبراً عن
سابق تصور
وتصميم
لتبرير قيام
القوات
السورية
بعمليات
خاطفة في
الشمال اللبناني
ضد المعارضين
لعودة
الهيمنة
السورية، وذلك
تحت حجج
ملاحقة
الأصوليين
السنة.
من
جانب آخر
انفردت صحيفة يديعوت أحرونوت
الإسرائيلية
بقراءة
نسبتها إلى
مصادر أميركية
تقول: إن الهجوم
الأميركي تم
تنسيقه مع
الاستخبارات العسكرية
السورية، وأن
الاستخبارات
السورية
تتعاون منذ
مدة مع
الولايات
المتحدة في حربها
ضد تنظيم
القاعدة
وفروعه.
يهمنا
هنا أن نقول
بصوت عال
وصارخ إن قادة
دول العالم
الحر يتكلمون
مع دول محور
الشر، سوريا
وإيران،
والمنظمات
الإرهابية
كافة، لغة لا
يفهمونها،
ولذلك استمر
هؤلاء
المارقون
والقتلة في
أعمالهم الشريرة،
وراحوا
يتمددون وينفلشون
في بلاد
العالم كافة.
تُرى،
ألم يحن الوقت
بعد ليدرك كل
قادة العالم
الحر أن جماعة
النظام
السوري،
ومعهم ملالي
إيران، ومن
ورائهم كل
المنظمات الإرهابية
والأصولية
العاملة بأمرتهم
من حزب الله
وحماس
وغيرهما لا
يفهمون إلا
لغة واحد هي
لغة القوة
والردع؟
من
هنا فإن
الغارة
الأميركية
على الحدود
السورية،
ومهما كانت
أسبابها
وخلفياتها،
ومهما تنوعت
التحاليل
بشأنها، هي
بالواقع
ممتازة جداً
وقد تكون
اللغة الوحيدة
التي يفهما
حكام البعث
السوري. إلا
أنها حقيقة قد
جاءت متأخرة
سنين، ولم تكن
بالقوة اللازمة
لإفهام حكام
دمشق أن لكل
عمل شرير
يقومون به
في أي بلد من
بلدان
العالم،
مباشرة أو عن
طريق أذرعتهم
الإرهابية
والأصولية،
هناك ستكون له
أثمان مرتفعة
جداً، قد تصل
إلى حد إسقاط
نظامهم
ومحاكمتهم،
كما انتهى
الحال مع نظام
صدام حسين في
العراق.
لا
بد هنا من
تسليط الضوء
على تفاهة وسطحية
رزم البيانات
التي صدرت في
لبنان وسوريا
وبعض الدول
العربية
والعالم الحر
مستنكرة العملية
الأميركية؟
أما
المضحك
والمبكي في آن
فكان بيان
الحكومة العراقية
المستنكر هو
الآخر!!
نسأل
أين تكون
نخوة،
وعنترية،
وعروبة، وقومجية،
كل
المستنكرين
هؤلاء، ومن
بينهم طبعاً
الرسميون في
لبنان، من
كبيرهم إلى
صغيرهم، وهم يقرأون كل
يوم عن مقتل
عشرات
العراقيين من
جراء التفجيرات
وأعمال
الإرهاب
والخطف
والاغتيال، وغيرها
التي يقوم بهم
إرهابيون
وأصوليون
تسهِّل تدريبهم
وتسليحهم
وانتقالهم
إلى العراق
السلطات
السورية
والإيرانية؟
نضرب
أخماسا
بأسداس ونسأل
الأبطال الغيارى
هؤلاء، كيف
يبررون
صمتهم، وعمى
بصائرهم، وتخدر
ضمائرهم، وهم
يشاهدون ما
يجري في
العراق على
مدار الساعة
من دمار وإجرام
تتحمل
مسؤوليته
بالكامل
سوريا وإيران
وجماعاتهما
من
الإرهابيين
والأصوليين؟
لو
أن العالم
الحر والدول
العربية وقفت
وقفة حق
وشجاعة منذ
سنين وتكلمت
مع سوريا
وإيران ومنظمات
القتل
الأصولية
التابعة لهما
باللغة
الوحيدة التي
يفهمونها،
لغة القوة
والردع والقصاص
والعقاب،
والتي بدأت
أميركا
تستخدمها
الآن مع
النظام
السوري، لما
كنا وصلنا إلى
الحال المذري
الذي نتخبط به اليوم،
ليس فقط في
لبنان
والعراق
وغزة، بل في
كل إرجاء
العالم.
البيانات
"العكاظية"
كافة استنكرت
ما سمته بالاعتداء
الأميركي على
السيادة
السورية، ونحن
بدورنا
نستنكر عدم
قيام الجيش
الأميركي
والجيوش العربية،
ومعها كل جيوش
دول العالم
الحر بإسقاط
النظام
السوري، بعد
إسقاط نظام
صدام حسين في
العراق.
ونستنكر أيضاً عدم
ضرب المفاعل
النووي
الإيراني حتى الآن،
وعدم استئصال
كل المنظمات
الأصولية أينما
وجدت.
يبقى
أنَّ تواصل
العالم الحر
مع سوريا
وباقي دول
ومنظمات محور
الشر بغير لغة
القوة
والردع، هو
تواصل "بابلي"
لن يجدي، ولن
ينفع، ولن
يأتي لا بالمن
ولا بالسلوى،
بل بالمزيد من
أعمال
الإرهاب وانفلاش
الإرهابيين.
ومن عنده
أذنان
صاغيتان
فليسمع.
*معلق
سياسي وناشط
اغترابي
لبناني
كندا/تورنتو
في 1 تشرين
الثاني 2008