حزب الله: تحرير الجنوب لا، احتلال لبنان نعم!!
بقلم/الياس بجاني
فيما وصل العالم المتحضر إلى القمر وحقق من التقدم العلمي والتكنولوجي ما لم يكن يتصوره خيال بشري، نرى وللأسف أن قادة حزب الله المنسلخين عن الواقع والسابحين في أوهام الألوهية والنصر والتحرير والقدرات الخيالية يستعيرون خطاب ملالي إيران وبعث الشام ويغرفون من خوابي مفردات عكاظية بالية أجادها صدام والصحاف وأحمد سعيد وتميزت بها عهود الظلامية والتخلف، وذلك ليخاطبوا بها أهلنا وكأن هؤلاء البشر لا عقل ولا فكر عندهم.
السيد حسن نصرالله صاحب شعار "لو كنت أعلم"، يفاخر أنه حرر الجنوب سنة 2000 وهزم الصهاينة في حرب تموز الانتحارية، مستخفاً بذكاء الناس ومتجاهلاً عن سابق تصور وتصميم الحقيقة التي يعرفها القاصي والداني ألا وهي أن حزبه الإٌيراني الإلهي لا حرر ولا انتصر، وإنما شبه له ذلك في بعض مخيلات الحالمين وعقولهم المنغلقة والمغيبة عن الواقع المعاش.
إن الاحتفالات بما يسمى "تحرير الجنوب" هي مهرجانات فلكلورية إعلامية مفبركة وبمجملها مفرغة من مضامين الحقيقة والمصداقية. وهنا نستعير من الجنرال ميشال عون الفاهم والمتفهم، حليف السيد نصرالله "الورقي قراءته الموثقة لإنجاز التحرير ومبررات سلاح حزب الله، هذا طبعاً قبل أن ينقلب على ذاته وينقض وعوده وعوده طمعاً بكرسي بعبدا المخلع:
"حزب الله لم يحرر الجنوب، بل آخر تحريره 14 سنة".
"إن الجنوب تحرر من أهله وأكبر دليل على ذلك أن أهل الجنوب موجودين في كل أنحاء العالم إلا في الجنوب".
"لا سلاح ولا عقيدة ولا تمويل ولا قرار حزب الله لبناني"
"مزارع شبعا كذبة".
"وفي المناسبة ننصح لمن يريدون الاحتفاظ بالسلاح، بسحبه من الأيدي وخزنه، فمقاومة الاحتلال انتهت بزواله، ولا أمل بامتدادها إلى ما بعد الحدود، ولن يؤذي هذا السلاح بعد الآن سوى حامليه".
"لماذا خافت النساء وهربت الأمهات مع أطفالهن إلى المخيمات الإسرائيلية، أليس الذي حدث هو نتيجة خطابات "بقر البطون في ألأسرة" على مرأى ومسمع من دولة تركض لاهثة وراء هذا الخطاب؟" أضغط هنا لقراءة مقالة للعماد عون تحمل عنوان "متى التحرير" كان نشرها في 27 أيار 2000.
نسأل العماد عون صاحب الخطاب الديماغوجي الذي كان ألزم أتباعه السنة الماضية دون خجل أو وجل مشاركة حزب الله احتفالات "التحرير" أن يفسر أقله للذين لا يزالون أسرى ماضيه موقفه المتناقض والفاضح حول مفهومه للتحرير قبل عودته من المنفى وبعد تلك العودة. ونسأل إذا كان سيشارك حليفه الإلهي فرحة التحرير هذه السنة؟
من المحزن جداً أن خطاب حزب الله التحريري يفرح عقولاً كثيرة في لبنان ودول المنطقة، وهي نفس العقول التي كانت تحتفل في شوارع بغداد، بعد هزيمة صدام حسين الأولى وقبل سقوطه، بتظاهرات تهتف للانتصارات التي حققتها أم المعارك؟ هذه العقول ما زالت تحنّ لسماع الخطاب الذي سمعه العرب قبل حرب الأيام الستة سنة 1967، والذي كان يلوح بـ"الظافر" و"القاهر" وبإلقاء اليهود في البحر، فإذا العرب منذ سنة 1967 يسجلون التنازلات بعد التنازلات التي رضي القتيل بها وليس يرضى القاتل! فالعقل الذي يتجاوب مع خطاب حزب الله وأمينه العام التحريري والاستشهادي هو عقل لا يزال يخاف الحقائق فيلجأ إلى الألوهية والسحر وقراءة فناجين القهوة! والتي كان آخرها فنجان قهوة العماد عون في السفارة الأميركية مع مندوب العم سام، دايفيد ولش!!
وحتى لا تتكرر مأساة حرب تموز، وحتى لا تستنسخ حكايات حروب العرب الفاشلة مع إسرائيل وتحديداً حرب الـ67، صار من حقنا أن نقول نحن لا نريد أن يموت أولادنا مرة أخرى وألا تتكرر حرب تموز.
نريد أن نقطع إجازة العقل ونطلب من القيادات اللبنانية بكافة أطيافها وقف مسلسل التكاذب والدجل والخروج من عقلية وفخاخ التقية والذمية. عليهم الشهادة للحق والإعلان بصوت عال أن حزب الله لم يحرر الجنوب، ولا هو انتصر في حرب تموز، ولا هو حزب مقاومة، إنما نتاج عسكري ميليشياوي أصولي لحقبة احتلال سوريا لوطن الأرز، وفرقة عسكرية إيرانية تحتل أراضي لبنانية وتقيم عليها وفيها مربعات أمنية ودويلات خارجة عن شرعية الدولة اللبنانية.
إن من يشارك حزب الله احتفالات التحرير هو إما منافق وذمي ووصولي، وإما أصولي ويتبنى مشروع هذا الحزب بإقامة دولة الفقيه في لبنان.
من هنا فإن احتفال "حزب الله" بعيد التحرير الوهمي هذه السنة يأتي باهتاً وبارداً لأن الاحتلال السوري الذي كان يسمي "الجمع" بالقوة "إجماعاً" قد اندحر وخرج من لبنان، فتظهرت من يومها صورة "حزب الله" الحقيقية وهي صورة إيرانية سورية أصولية ليست لها وليس فيها أي شيء لبناني!
لتنشيط ذاكرة البعض نشير إلى انه منذ الستينات حصلت أشياء كثيرة في العالم ومنطقة الشرق الأوسط، يبدو أن الدكتور بشار والرئيس نجادي والسيد نصرالله وجنرال الرابية، ومعهم "الظافر" و"القاهر" لم يأخذوا علما بها والتي في مقدمها إعلان الحرب العالمية الثالثة في 11 أيلول سنة 2001 بين الإرهاب الديني الانتحاري وبين العالم، وحزب الله هو في مقدمة الإرهاب الديني الانتحاري، ودولتا محور الشر "إيران وسوريا" هما من يمول ويحتضن الإرهاب هذا.
في أسفل مقتطفات من مواقف للسيد حسن نصرالله وهي من مصادر مختلفة وموثقة تحكي مشروعه ورؤيته للبنان. إنها برسم من يتوهم أن التفاهم مع حزب الله أكان ورقياً، كحال ورقة جنرال الرابية عون، أو من خلال التحالفات والاعتصامات واحتلال الساحات وغيرها ستلبنين هذا الحزب بأي شكل من الأشكال، أو تحيده قيد أنملة عن مشروعه، أو تفك ارتباطاته العضوية بدولتي محور الشر:
- "لا نؤمن بوطن اسمه لبنان، بل بالوطن الإسلامي الكبير("النهار"، في أيلول /سبتمبر 1986".
- "إن لبنان وهذه المنطقة هي للإسلام والمسلمين، ويجب أن يحكمها الإسلام والمسلمون ("السفير" في 12 تموز 1987)".
- "دعانا الإمام لإقامة الحكومة الإسلامية في أي بلد نعيش فيه وهذا ما يجب أن نعمل له وان نفهمه تكليفا شرعيا واضحا، وأن نعمل له في لبنان وفي غير لبنان، لأنه خطاب الله منذ أن خلق آدم ("العهد" 23 حزيران/يونيو 1989)".
-" الدنيا، في فكر الحزب فانية محدودة . نحن قوم ينمو ويكبر بالدمار، ودماؤنا نقدمها قربانا، وهدفنا تحرير القدس وإزالة إسرائيل من الوجود ("السفير" في 3 تموز/يوليو عام 1991)".
- "إن حزب الله أمة في لبنان لم تخرج من أجل سلطان ولا مال. هذه الأمة وجدت أن الحق لا يعمل به، فخرجت تصلح في هذه الأرض، كل الأرض، لتقيم فيها حاكمية العدل الإلهي التي تتواصل وتتكامل بظهور صاحب العمر والزمان ("السفير" في 16 أيلول/سبتمبر 1986 )
- " قتال إسرائيل ليس هدفا بل وسيلة للوصول إلى الله، والأفق السياسي والمبدأ الاستراتيجي يقوم على إزالة إسرائيل من الوجود... لهذا علينا أن نبني مجتمع المقاومة ونهيئ أنفسنا للحرب الحقيقية وأن نبني الجيش العظيم الذي دعا إليه الإمام الخميني ("النهار" 6 أيار 1989)".
- "سيصل منهج ياسر عرفات السياسي إلى حائط مسدود، وسيأتي يوم يصبح فيه قتال إسرائيل وإبادتها الثابت الوحيد، وعلى أساس هذا التطور فإن المنطقة لا تسير نحو التسوية (مجلة "الوحدة الإسلامية" في شباط/فبراير 1989) ".
- "نحن لا نطمح إلى تدمير المجتمع المسيحي بل إلى تدمير المؤسسات التي تحكمنا باسم أميركا وإسرائيل ("النهار" في نيسان/ أبريل 1989 )".
- "سنستمر في المقاومة من أجل العزة والكرامة ومن أجل الإسلام ("الديار" في شباط /فبراير1989)، والقتال تكليف شرعي في مقاومة إسرائيل ("السفير" 1987) وهو طريق الأمة، فلا يجوز أن يحسب حساب لعديد الشهداء، وبذلك نصنع المستقبل ("النهار" 1987).
- "كلنا في لبنان حاضرون للتضحية بأنفسنا وبمصالحنا وبأمننا وسلامتنا وبكل شيء لتبقى الثورة في إيران قوية متماسكة ("النهار" 9 آذار/ مارس 1987). ونحن نعيش في كربلاء مستمرة ("النهار" 14 تشرين الأول/أكتوبر 1987)... تعلمنا من شهدائنا أن لا ننتظر الحلول والاتفاقات بل أن نسعى للتحرك بحمل البندقية وأخذ القرار من قيادتنا الشرعية المتمثلة بالإمام الخميني ("الحقيقة" 10 شباط/فبراير 1986)، الذي لولاه لما كان السادس من شباط /فبراير ( الانتفاضة على السلطة اللبنانية على عهد الرئيس الأسبق أمين الجميّل - "السفير" 9 شباط/ فبراير 1986).- "الأولوية في صراع حزب الله محكومة بأساسين: تحرير القدس وإزالة إسرائيل من الوجود، وحفظ الثورة الإسلامية في إيران" ("السفير" 16 حزيران/ يونيو 1986)".
- "إن من لا يعرف إمام عصره مات ميتة جاهلية... لأن الإمام الخميني جسّد في شخصه أمة واستطاع أن يجعل من كل رجل أمة وهذا ما لا يستطيعه إلا الأنبياء ("السفير" تموز 1986)".
- "إن الجمهورية الإسلامية في إيران مسؤوليتنا جميعا وليست مسؤولية الشعب الإيراني المسلم وحده، وعلى المسلمين أن يخدموها ويساعدوها لأنها قلب الإسلام النابض وقرآن الله الناطق ("العهد" 23حزيران/يونيو 1989)".
- "القدس هي قضية كل مسلم، تحريرها واجب شرعي، ومن يتخلف عن هذا الخط ليس بمسلم. إنها واجب شرعي كالصلاة والصوم، تاركها تارك للصلاة والصوم ("النهار" أيار/مايو 1989). ويجب أن نبقي جبهة الجنوب مفتوحة للمقاومة حتى لو سدّت كل الجبهات العربية ("السفير" آب/يوليو 1987) ".
- "مشروعنا هو إقامة مجتمع المقاومة والحرب في لبنان ("السفير" تشرين الثاني/نوفمبر 1987). نحن لسنا قادرين الآن على إقامة حكم الإسلام، لكن هذا لا يعني تأجيل فكرنا ومشروعنا إلى المستقبل. نحن نطرح هذا الشعار لكي يخرج المسلمون من مرحلة الخجل ... ونحن لا نملك اليوم مقومات حكم في لبنان والمنطقة، لكن علينا أن نعمل لنحقق هذا. ومن أهم الوسائل تحويل لبنان مجتمع حرب ("السفير"نيسان/أبريل 1986).
- ""على المسلمين أن يسعوا إلى إقامة الحكومات الإسلامية في بلدانهم، ولا عجب أن ندعو في لبنان إلى إقامة الدولة الإسلامية من أجل إقامة السلام العادل الذي يعمل من أجله الإمام المهدي" ("النهار"- نيسان 1988)".
ومن له أذنان سامعتان فليسمع
كندا في 23 أيار 2007
عنوان الكاتب اللألكتروني