حالة
جنرال
الرابية
وضرورة علاجه
قبل فوات الأوان
بقلم/الياس
بجاني
حزنت
جداً وأنا
استمع إلى
كلمة جنرال
الرابية التي
ألقاها أول من
أمس الأربعاء
(14 أذار 2007) في
"رابية غست
هاوس"،
أمام طلاب
التيار
الوطني الحر،
وأشفقت بأسى
ولوعة على
حالته غير
السوِّية
التي لا يمكن
أن تكون
أعراضها
وظواهرها قد غابت
عن بصر وبصيرة
أي عامل متخصص
في الحقل النفسي
والاجتماعي.
وهنا
تلفتني سذاجة
وضيق أفق من
لم يقتنع بعد
من أهلنا
السياديين
والأحرار،
ورغم كل الانحرافات
الفاضحة في
المسارات
والخيارات
والممارسات
بأن هذا الرجل
هو غريب عن
مارونيته وعن
القيم
المسيحية،
ومنسلخ عن
واقعنا
والمحيط،
ومغرَّب عن
ضمير ووجدان
وتطلعات
وأماني
إنساننا
اللبناني،
ومنقلب على
ماضيه
وتاريخه،
وجاحد
بالثوابت
الوطنية.
براحة
ضمير
واحقاقاً
للحق، ومن
منطلق الغيرة
على وطن الأرز
الجريح
والمعذَّب،
وخوفاً على مصير
أهلنا، وحتى
لا يسيرون في
مهاوي وخيارات
خاطئة، نقول: إنه
استناداً على
محتوى كلمة
الجنرال التي
برأينا
الشخصي
المتواضع هي
كلمة غير
مترابطة لا
فكراً ولا
منطقاً ولا
نهجاً،
واعتماداً على
نبرته
الاستجدائية
والتحريضية،
وبناءً على
نوعية ومستوى
المفردات
"الشوارعية
والزقاقية"
المخجلة
والعدائية
التي استعملها،
نرى أن
جنرالنا هذا
قد يكون دخل
مرحلة نفسية
غير سوية
ومتقدمة جداً
بات معها من
الضرورة
بمكان أن يقوم
المقربون منه
باستشارة
متخصصين لتقيم
حالته
ومساعدته
للعودة إلى
حاله السوي.
طبقاً
لملاحظاتنا
الشخصية إنه
وفي مقدمة
الإعراض
والظواهر غير
السوّية التي
أبرزتها كلمة
الجنرال هي
ربما
استعماله
اللافت
والمفرط
واللاواعي
لآليات نفسية
دفاعية متعددة،
ولمكونات
أساسية من
توصيفات
لشخصيات غير
مستقرة
نفسياً،
وأعراض
متفرقة من ما
يقارب الأوهام
وغيرها، وفي
أسفل بعض ما
لفتنا في هذا
السياق: Traits of certain personalities,
questionable behaviour, Mental Defence Mechanisms and Delusions
الإنكار (Denial)
وهي آلية
تعريفها هو
فشل لا واع في
إدراك وفهم
وقبول حقائق
ووقائع
وأوضاع وحالات
ملموسة ومعاشة،
وقصور تام في
تحديد
مضامينها
واستدراك عواقبها
والأخطار،
وهي عادة ما
تكون حالات غير
مقبولة من
الشخص وصادمة
له ولقدراته
النفسية
والعقلية،
فيتصرف
وكأنها غير
موجودة، أي أنه
ينكر وجودها
ويتعامى عنها
بشكل لا واع.
الجنرال في
كلمته أنكر
كلياً واقعه
المستجد لجهة
انتقاله
للقاطع
السوري بكل
أطيافه،
وهاجم بعنف من
سماهم
"البناديق"،
علماً أن
هؤلاء هم حلفاؤه
اليوم بدءاً
من رفيقه في
السلاح العماد
لحود الذي قاد
الهجوم
العسكري ضده
يوم كان في
قصر بعبدا سنة
1990، مروراً
بالوهاب
وزاهر الخطيب
والقومي
والبعثي وحزب
الله
وانتهاءً
بالعروبي
والمقاوماتي
القنديلي
الذي كان متخصصاً
في إفشال كل
إطلالاته
الإعلامية.
الإسقاط (projection) وهي
آلية تعريفها
هو أن الشخص
ومن غير وعي
يسقط عنه
وينسب لغيره
كل ما لديه من
أفكار وأعمال
ونوايا
وتصرفات
مقلقة ومحبطة
وغير مقبولة
ومنحرفة أو
مخالفة
للقوانين. في
كلمته اسقط
الجنرال عنه
وعن حزبه كل
تبعات وكوارث
وكفر خياراته
الجديدة
وشذوذ تحالفاته
المخالفة
للتاريخ
والمعاكسة
للمنطق والعقل
ونسبها
لغيره، وكأن
هذا الغير هو
من وقع ورقة
التفاهم مع
حزب الله
وبارك حرب هذا
الفريق ضد
إسرائيل،
وتنكر لوعوده
الانتخابية،
وعادى سيد
بكركي، وهدد
الناس لتبقى
في بيوتها، واحرق
إطارات
السيارات،
واقفل
الطرقات، وعطل
مؤسسات
الدولة، ونصب
الخيام في
ساحة رياض الصلح،
ووزع المال
النظيف على
أتباعه، وتسبب
بإقفال عشرات
المؤسسات
التجارية،
ورفض نشر
القوات
الدولية على
الحدود مع
سوريا، ورفض أن
يأتي القرار 1701
تحت البند
السابع،
وأنكر وجود المعتقلين
في السجون
السورية،
واعتبر أفراد
جيش لبنان
الجنوبي
واللاجئين في
إسرائيل من أهلنا
مرتكبين،
وربط سلاح حزب
الله بالسلاح
الفلسطيني
وبإستراتجية
مقاومة حزب
الله الإيرانية
السورية،
وتطول قائمة
الإسقاط والساقطين
في غياهب
التاريخ.
التبرير
(Rationalization) وهي
آلية نفسية
تعريفها هو أن
الشخص وبشكل
لا واع يحاول
جاهداً
وبإسراف
استعمال
المنطق والعقلانية
لتبرير
أعماله
وتصرفاته
وقراراته غير
السوّية وما
نتج عنها من
ضرر أو خسائر بنمط
وأسلوب يتوهم
أنهما
مقبولان من
قبل محيطه
والناس. إن من
يقرأ كلمة
الجنرال
بتجرد وبصيرة
فاحصة يجد
أنها مشبعة
بمواقف
التبرير التي
هي بالطبع لن
تقنع حتى
البسطاء كونه
ضرب عرض
الحائط بكل
الثوابت الوطنية،
وانقلب على
نفسه، ولحس كل
وعوده والعهود،
والأخطر أنه
يبشر ودون أن
يرمش له جفن
بثقافة هجينة
مغايرة كلياً
للثقافة
المارونية
تحديداً،
وللمسيحية
واللبنانية
عموماً.
استعمال
أساليب غير
قويمة لتحقيق
المآرب (Manipulation)
إنها مكونة
مميزة
ومكروهة من
مكونات
الشخصيات
العدائية
والهستيرية
والمراوغة
التي تتسبب
بالكثير من
المآسي
الاجتماعية
والحياتية (Anti
Social, Hysterical, borderline personalities). هذه
الصفة هي جداً
شائعة في
أيامنا هذه
ويقال عن
الذين
يستعملونها
بإفراط
ووقاحة أنهم أناس
أنانيون،
وصوليون،
انتهازيون
والغاية عندهم
تبرر
الوسيلة، وهم
أشخاص
ضمائرهم مخدرة
وآخر
اهتماماتهم
أحاسيس
ومصالح غيرهم
من الناس، حتى
القريبين
منهم. هذا وقد
لوحظ أن جنرال
الرابية راح
أخيراً
يستعمل هذا
الجملة: "آخر
هم على قلبي"
في رده على
أسئلة تتعلق
بانخفاض شعبيته
وقدرته
التمثيلية في
الوسط
المسيحي. إن
كلمة جنرال
الرابية
مملوءة
بالعديد من
الوسائل غير
القويمة التي
غايتها اللعب
على عواطف
ومخاوف
وعصبيات
ومآسي الناس.
الانسلاخ
عن الواقع (Detachment
from reality) هي حالة
يصبح معها
الشخص
منسلخاً عن
الواقع والمنطق
فيبني لنفسه
عالماً من
الأوهام والخيال
ويغلق على
نفسه بداخله،
وهي حالة
غالباً ما
تصيب الرجال
العظام
والقادة
والمفكرين، ولنا
في صدام حسين
خير مثال حيث
أنه رفض كل
العروض
للخروج من
العراق ولم
يصدق أن الجيش
الأميركي
احتل بلاده
حتى عندما وصل
هذا الجيش إلى
غرفة نومه، ولا
هو في الحفرة
التي دفن نفسه
فيها، ولا وهو
في طريقه
ليعلق على حبل
المشنقة.
الجنرال ومن طريقة
مقاربته
للتطورات
والأحداث
المعاشة
والملموسة
برهن في كلمته
أنه بالفعل
منسلخ عن
الواقع مثل
صدام حسين.
فقدان
القدرة على
اتخاذ
الأحكام
والقرارات الصائبة (Altered
Judgment)، من يقرأ
كلمة الجنرال
بتمعن سوف لن
يجد أية صعوبة
في ملاحظة
تشوش بارز
ولافت في
قدرات الرجل
لجهة إصدار
الأحكام
وتحديد المواقف
وتسمية
الأشياء
والقول من هو
صديق ومن هو
عدو.
وهما
العظمة
والاضطهاد (Delusions of grandiose and persecution):
الوهم هو
عبارة عن فكرة
خاطئة وغير
سوّية لا تتناسب
مع قدرات
وواقع وحال
وإمكانيات
الفرد، وهي
غير قابلة
للتصحيح
بالوسائل
العقلانية
والإقناعية
والمنطق. ومن
أكثر الأوهام
المرضية
شيوعاً هما
وهما العظمة
والاضطهاد. في
الأول يتوهم
الفرد أنه مهم
في حقل من
الحقول
ويتصرف على
هذا الأساس
دون الأخذ
بعين
الاعتبار
الواقع والقدرات
والإمكانيات.
فمنهم من
يتوهم أنه
نبوليون
بونابرت أو
الملكة
اليزابت أو
ملك الملوك
وهكذا دواليك.
وفي الثاني
يعيش الفرد
حَذَراً
مَرَضياً
مبالغاً فيه
يتمحور حول
مجموعات أو
أفراد أو
منظمات
تلاحقه
وتضطهده. ومرة
أخرى من يحلل
كلمة الجنرال
يجد فيها
الكثير من وهمي
العظمة
والاضطهاد.
التفكير
السحري (Magical
Thinking) وهو تفكير
غير سوي يقتنع
صاحبه من
خلاله بأن كل
ما يتمناه
سيتحقق. ولو
أخذنا
بموضوعية
محتوى كلمة
الجنرال أول
من أمس لوجدنا
فيها الكثير،
الكثير من هذا
التفكير السحري.
يبقى
أن ما أوردناه
هو عبارة عن
رزمة من الملاحظات
العامة
لمواطن وناشط
مغترب يتابع
الأحداث
بموضوعية،
وقد تكون
ملاحظاته هذه
صحيحة أو قد
لا تكون. إلا
إنه وفي كلا
الحالتين من
الضرورة
بمكان أن يطلع
عليها
اللبنانيون
عموماً،
ومناصرو
الجنرال
تحديداً،
وذلك على
خلفية العلم
بالشيء ليس
إلا.
علماً
أن المرض
النفسي ليس
عيباً، ولا هو
ذنباً أو
عقاباً، بل هو
مرض كباقي
الأمراض التي
قد تصيب الإنسان،
أي إنسان. ومن
هنا تأتي
ضرورة أن
يطمئن
المواطن إلى
صحة قادته
النفسية
والجسمية، وذلك
لأن لهؤلاء
تأثيراً
كبيراً على
العديد من
الناس وعلى
المجريات
العامة في
وطننا الأم،
وقد تؤدي
قرارات
يتخذونها وهم
في حالة نفسية
غير سوّية إلى
نتائج
كوارثية.
أما
الحقيقة
المرة
والصادمة فهي
أن جنرال
الرابية لا
يمت بصلة، لا
من قريب ولا
من بعيد
للجنرال
الباريسي
الذي عرفناه
وعرفه معنا
اللبنانيون
نموذجاً
للقائد
الوطني
الرصين
والخلوق
المترفع عن
الصغائر.
كندا في 16
أذار 2007
عنوان
الكاتب
الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com