"أَعموا
عيونهم وقسوا
قلوبهم، لئلا
يبصروا بعيونهم
ويفهموا
بقلوبهم
ويتوبوا
فأشفيهم".
(القديس
يوحنا 12-39).
أعجب من
زمن أغبر
عُهِّرت فيه
معايير القيم
والأخلاق،
وأحزن على ربع
عكاظي امتهن
الذل صاغراً
والهوان،
فمارس طقوس تعفير
الجباه على
أعتاب مُذليه
وفاخر بتقبيل أحذية
منتهكي حقوق
شعبه والوطن.
ربع صحراوي
الفكر
والانتماء براء من كل
ما له صلة
بثبات
المواقف وعزة
النفس.
تمخض عقل
ربع قبيلة الـ
"14شباط"،
فولَّد عريضة
سموها "عريضة
الإكراه".
إنها مضبطة
جرمية ذاتية
لفعل موقعيها
تنتهك
الأعراض
وتسفه
الكرامات
وتخون الوطن.
رفعوها دون
خجل لرئيس
مجلس النواب
في 22/2/2006، وهذا نصها:
"يتشرف
النواب
الحاليون
والسابقون الموقعون
أدناه
بإبلاغكم ما
يأتي: لما كنا
قد تعرضنا
لضغوط
وتهديدات من
الأجهزة
الأمنية السورية
واللبنانية
لإرغامنا على
المصادقة،
على مشروع
قانون تمديد
ولاية رئيس
الجمهورية
اميل لحود،
ولما كان
تصويتنا
مشوباً بعيب
أساسي في
الرضى
والإرادة مما
يعرضه للبطلان،
وما يعرض
عملية
التصويت على
مشروع قانون تعديل
الدستور
وتمديد ولاية
رئيس
الجمهورية
للإبطال
الكامل. لذلك
جئنا بكتابنا
هذا نبلغكم رسمياً
إننا كنا ضد
مشروع قانون
تمديد ولاية رئيس
الجمهورية
اميل لحود
الذي اقره
المجلس بتاريخ
3/9/2004، وإننا
تعرضنا لضغوط
وتهديدات فاقت
قدرتنا على
التحمل
دفعتنا إلى
الموافقة عليه
مرغمين، وهو
ما يجعل
تصويتنا
باطلاً ولاغياً
وكأنه لم يكن
وهو ما يسقط
القانون رقم
585/2004 الصادر في 4/9/2004
لعدم توافر
أكثرية
الثلثين المفروضة
دستورياً.
طالبين من
دولتكم اخذ
موقفنا هذا في
الاعتبار
واتخاذ
التدابير
الدستورية
الضرورية
لمعالجة
النتائج
الباطلة الناتجة
عنه. واقبلوا
الاحترام".
يا لها من
مضبطة تدين
وتحقِّر
موقعيها
وتُعرِّيهم
من كل ورق توت
الصدق وزعتر
المصداقية،
وهي تُوجِب
قانونياً
ومنطقياً
استقالتهم
الفورية
وتسليم
نفوسهم
للقضاء بجرم
الخيانة العظمى.
فمن ضُغط عليه
بالأمس ورضخ،
لا شيء يحول دون
رضُوخه
مجدداً. إن
هؤلاء النواب
النوائب لا
يستحقون بأي
شي شكل من
الأشكال ثقة
ناسهم وشرف
تمثيلهم،
ففاقد الشيء
لا يعطيه.
إن
الإنشاء
المهين
والعكاظي
لعريضة "الأدوات
القريطيمية
الدولارتية"
الهوى
والتصويب هو
كلام حق أريد
به باطلاً
وعهراً، وعلى
موقعيها أن
يخجلوا من
تبنيهم منطق
عهر وكفر
مرذول
ومُسوَّق له
بوقاحة سافلة.
لقد
جعلوا من
أنفسهم
واجهات وأكياس
رمل بقبولهم
دور "السجادة
المَّداس"
لأحذية أطماع
ربع موتور
و"مستقتل"
افتراس قرار
لبنان وإمساك
مقدرات
مؤسساته
بعقلية
البعثي
الشامي والغازي
الصحراوي.
من
يضمن أن
عريضتهم
المشينة
اليوم ليست هي
نتيجة تهديد
وإكراه، أو
مقابل أثمان
"دولاراتية
وريالاتية"!!
من
يضمن أنهم لن
يرفعوا
مستقبلاً
وعند تغيير مواقع
القوى
ومزاريب
المنافع
عريضة تكفير
وغفران أخرى
تنقض عريضة
اليوم!!
الموقعون
اعترفوا
بالفم الملآن
وعلنيةً أنهم
خانوا أمانة
ووكالة الشعب
ورضخوا
للتهديد
والوعيد،
وبالتالي لا
هم يستأهلون
أن يكونوا
نواباً ويحملوا
الأمانة
والوكالة.
وفي حال
التزمنا منطق
الموقعين فما
هو مصير كل القرارات
والمراسيم
والاتفاقيات
والانتخابات
التي أنتجتها
حقبة
الاحتلال؟ بالتأكيد
هي كلها باطلة
ولاغية بما
فيها شرعية
مجلس النواب
الحالي وكل
المجالس التي
سبقته والقرارات
كافة!!
الحق
والمنطق
يفرضان البدء
وفوراً عملية
تصويب شاملة
غير انتقائية
لإبطال كل ما
فُرض خلال
حقبة السورنة
وعلى كل
المستويات!!
نواب
أمة رضخوا
للتهديد
"الرستمي"
فبصموا ببلهٍ
"مكرهين" على
قانون تمديد
مفبرك غير شرعي
لرئيس فرضه
الأسد الجار
الجائر عبداً
لخدمة أطماعه
والمخططات.
ترى
لماذا لم يخف
"ويُكره"
النواب الذين
رفضوا التوقيع
وواجهوا
الضغوطات
بشجاعة؟
يا
"عيب الشوم"،
فهل أمسى
الجُّبن
مفخرة،
والخيانة
بطولة،
ورخاوة الركب
والرقاب
انجاز قومي؟
عريضة
المجاهرة
بالسكوت عن
الجرم والرضا
به والبصم
عليه
"إكراها" هي
مضبطة
تلُّون،
ومداهنة، وجُرم
خيانة فظيع.
غاب
عن عقل ربع
الـ "14
شباط" وعن خطط
مموليهم
والممسكين
برقابهم
والأقلام، أن
اللبناني
الأبي ما رضخ
يوماً لمشيئة
محتل أو إرادة
غازي، ولا
انصاع لتهديد
أو وعيد.
غاب
عنهم أن سكان
مدينة صيدا
سنة 350 ق.م وبعد
أن حاربوا
ببسالة
الغازي
الفارسي ارتحششتا
قاموا بحرق
مدينتهم بمن
فيها مفضلين
الموت بكرامة
على
الاستسلام
والإذلال.
تناسوا
أن صور قاومت
الاسكندر
المقدوني سبعة
شهور سنة 332، لم
تستسلم ولم
تركع مما حدى
به بعد
الاستيلاء
عليها إلى صلب
العديد من
سكانها وبيع
ألفين منهم
كعبيد.
تعاموا
عن بطولة
البطريرك
الماروني
جبرائيل
حجولا الذي
فضل الموت حرقاً
سنة 1367 في مدينة
طرابلس أمام
الجامع العمري
رافضاً أن
يترك أبناء
قومه يعذبون
ويهانون من
قبل
المماليك،
وغضوا الطرف
الموقف البطولي
الذي كان
اختاره قبل
حجولا
البطريرك دانيال
الحدشيتي سنة
1282 بعد مقاومة
شرسة أعيت
المقتحمين
فخادعوه بحجة
التفاوض وراح
مجهول المصير.
في
المبدأ
يُعتبر
الإنسان
مهزوماً لو
ربح العالم
كله وكان من
داخله
متجابناً عن
المُجاهرة
بالحق
والشهادة
للحقيقية،
فيما الشجاع يبقى
منتصراً
مرفوع الرأس
ولو وضع في
غياهب السجون،
وكبلت يديه
بالأصفاد
وقيدت قدميه
بالسلاسل.
الجبن
هي حال
المخصيين
موقعي
العريضة.
والجبان لا يعرف
الحق ولا
الحرية وهو
أعمى بصيرة
وبصر. ضميره
نتن، ووجدانه
عفن. الجبان
يماشي الماشي
ويركب مع
الراكب.
إن
المنطق
والقانون
يوُجِّبان
محاكمة النواب
"المخصيين"
سياسياً
ووطنياً
الذين وقعوا
على مضبطة الإدانة
الذاتية
(عريضة
الإكراه)،
فهؤلاء وبنتيجة
الجُبن
ودناءة النفس
تخلوا عن
واجباتهم
المقدسة
وقبلوا
مماشاة إرادة
المحتل والخضوع
لمشيئته. إنهم
فارين من
الخدمة في زمن
الحرب وعلى
القضاء النظر
بهرطقاتهم
وخنوعهم والركوع.
نختم
مع الإمام علي
كرم الله وجه:
"إن الراضي
بفعل قومٍ
كالداخل فيه
معهم، وعلى كل
داخلٍ في
باطلٍ إثمان:
إثم العمل به،
وإثم الرضى
به".
1/3/2006
عنوان
الكاتب
البريدي
phoenicia@hotmail.com