ضرورة إلغاء عيد تحرير الجنوب اللبناني الكاذب

بقلم/الياس بجاني*

 

معيب أن يرضخ لبنان بالقوة والإرهاب لثقافة وهيمنة حزب الله الذي هو باختصار مفيد جيش إيراني إرهابي. وعيب وألف عيب أن يُجبر اللبناني ومعه الدولة اللبنانية على الاحتفال رسمياً في 25 أيار من كل سنة بما سمي زوراً "عيد التحرير" خلال حقبة الاحتلال السوري الغاشم.

 

نشير هنا إلى أن إسرائيل انسحبت بشكل أحادي في شهر أيار سنة 2000 من المناطق التي كانت تحتلها في جنوب لبنان ونفذت بذلك القرار الدولي 425 بالكامل باعتراف الدولة اللبنانية والأمم المتحدة. الانسحاب لم يكن بنتيجة كذبة وهرطقة مقاومة حزب الله الوهمية، بل لأسباب إسرائيلية داخلية بحتة. ادعى حزب الله أنه هو من طرد الجيش الإسرائيلي من الجنوب ومن يومها وهو يتغنى ليلاً نهاراً بهذا التحرير النفاق.هذا وكان فرض المحتل السوري على لبنان بالقوة عيد تحرير الجنوب الذي يُحتفل به في 25 أيار.

 

حزب الله لم يحرر الجنوب، بل هو عملياً احتله منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي منه سنة 2000، ولا يزال يحتله بالكامل. يومها رفض الحكم السوري المحتل السماح للجيش اللبناني بالانتشار في الجنوب وعلى الحدود مع إسرائيل. ويومها فككت إسرائيل جيش لبنان الجنوبي حيث اضطر معظم أفراده إلى دخول إسرائيل مع عائلاتهم على خلفية تهديدات حسن نصرالله وحزبه العلنية والوقحة.

كلبناني مؤمن بالحرية وبشرعة الحقوق وبكرامة الإنسان والأهم بوطني الأم لبنان وبسيادته وفي حقه بالحياة الكريمة، لا يمكنني أن أرى في حزب الله غير جيش إيراني يحتل وطني الأم ويقمع أهلي.

بوقاحة يتكلمون عن مقاومة وممانعة وتحرير في حين أن هذه الشعارات الرنانة هي كلها مجرد رزم من النفاق والدجل؟

 

يدعون تحرير الجنوب وهزيمة إسرائيل سنة 2006 فيما هم يسبحون في بحور من الأوهام ومغيبين كلياً العقل والمنطق! فلو عدنا إلى التاريخ الغابر وإلى القرون الحجرية لن نجد في أي حقبة من الحقبات وجود أي كيان أو دولة أو مجتمع أو حتى قبيلة كان فيها وضع شاذ وهجين كوضع حزب الله الإرهابي اليوم في لبنان.

حزب الله هذا عنده في لبنان دويلات ومربعات أمنية وإرهابية خارجة عن القانون، وهي بالعشرات.

الحزب عملياُ هو جيش إيراني ممول ومسلح بالكامل من ملالي إيران.

 

قرار الحزب من إيران، سلاحه من إيران، قادته تعينهم وتقيلهم وتدفع معاشاتهم إيران.

الحزب عقيدته المذهبية إيرانية، ومرجعياته العلمية والثقافية والتشريعية والقضائية والجهادية هي في إيران الملالي!!

ترى هل في التاريخ المدون أي دولة عانت كما يعاني لبنان من وضعية حزب الله الإبليسي ؟ لا بالطبع.

هذا الجيش الإيراني المسمى حزب الله يحارب  عسكره إلى جانب السفاح الأسد ومعه يقتل الشعب السوري.

 

هذا الجيش الإيراني المذهبي قام بعمليات إرهابية واغتيالات لا تعد ولا تحصى في لبنان وفي معظم الدول العربية وفي العديد من بلاد العالم وذلك لمصلحة أسياده في إيران.

هذا الحزب موضوع على قوائم الإرهاب في العديد من الدول، وقريباً سيوضع على قوائم الإرهاب الأوروبية والعربية.

هذا الحزب فاعل وناشط في تهريب كل الممنوعات، وفي تزوير كل شيء حتى الأدوية التي تعطى لبيئته ولناسه.

هذا الحزب يتاجر بالمخدرات وبالسلاح ويبيض المال الحرام ويسرق السيارات ويسطو على كل مؤسسات الدولة اللبنانية.

هذا الحزب قام بغزوات ضد أهل وطنه وتطول قائمة الهرطقات وتطول.

 

إن ربع المقاومة الكذبة ينافقون ويتوهمون ويتبجحون بأن حزبهم انتصر على إسرائيل!! عجيب، وعلى أية معايير حسموا هذا الانتصار؟ وهل في ما يدعون أي منطق بشري محسوس وملموس؟ بالطبع لا!! والانتصار المزعوم هذا هو وهم وقد جاء بنتيجة الورم الكياني الذي يعاني منه الحزب وعسكره.

لا يا سادة يا جماعات نفاق المقاومة فحزب الله لم يحرر الجنوب وعيد التحرير يزور الحقائق ومن الواجب إلغاؤه.

يتبجحون بقولهم، "إسرائيل اعترفت بهزيمتها"

 

نلفت من يهمهم الأمر إلى أن إسرائيل دولة متحضرة فيها مؤسسات ومحاسبة وتبادل سلطات وهي تدرس وتقيم كل أعمالها خصوصاً العسكرية منها، وكل الدراسات التي أجرتها على حرب 2006 كانت بقصد تصحيح الأخطاء وهي لم تقل يوما إن حزب الله هزمها في تلك الحرب المدمرة، لأنه بالواقع لم يهزمها.

إن مفهوم الانتصار الرباني والسماوي الذي يسوّق له حزب الله داخل بيئته الرهينة عنده هو غير قابل للنقاش المنطقي لأنه وهم وأحلام يقظة وليس مبنياً على أية معايير لا علمية ولا عسكرية. حزب الله لم يربح أي حروب ولا هو حرر الجنوب ولا هو لبناني ولا هو عربي، ونقطة على السطر.

 

يبقى أن الخلاص للبنان يكمن في اعتماد "المركزية الموسعة" الواردة في اتفاق الطائف وذلك  لتتمكن كل مجموعة اثنية من مجموعاته ال 18 المحافظة على هويتها ومعتقدها ونمط حياتها ولكن ضمن دولة واحدة كما هو حال كندا وأميركا وأوروبا. المطلوب وحتى لا يفشل التعايش الحضاري أن لا تلغي أية مجموعة لبنانية غيرها وأن لا تفرض بالقوة هوية أو قومية أو معتقد أو نمط حياة على أحدى مكوناته ال 18.


هذا الحل الناجح والمجرب اعتمدته معظم دول العالم وهو برأينا الحل الأنسب للبنان ولكن بعد الانتهاء من كذبة وهرطقة العداء لإسرائيل، وبعد دفن شعارات المقاومة والتحرير الكاذبة، وبعد التخلص كلياً من أوهام الممانعة الدجل. والأهم التحرر من غريزة العداء السرطانية لأن الأوطان واللحمة بين الشعوب لا تستوي ولا تقوم عل العداء، بل على المحبة والتعايش والسلام والعدل وشرعة الحقوق والحريات.
عيد التحرير الحقيقي يكون يوم يتحرر لبنان كلياً من احتلال وإرهاب محور الشر الإيراني-السوري الذي يفرضه هذا المحور على اللبنانيين بالقوة وبالبلطجة من خلال حزب الله الإرهابي.

 

الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 25 أيار/13