ثقافة الشوارع والزعران تلاحق الإعلامي نديم قطيش وكل الشرفاء

بقلم/الياس بجاني*

 

ما هو مفيد بالنسبة لصفحة: "كلنا نديم قطيش" التي فتحت قبل أيام قليلة على "الفايسبوك" في وجه الهجمة البربرية والحاقدة والإرهابية عليه، أقلة بالنسبة لنا شخصياً انها بيت بجلاء وبما لا يقبل الشك أن كل ربع 8 آذار من "أوباش" وجماعات كذبتي المقاومة والتحرير، ومعهم "أوبة" نفاق وهمجية الإصلاح والتغيير من أصحاب ورقة عار زواج المتعة التفاهمية المعادية للبنان واللبنانيين، وما هو بينهما من اشكال بشر تعيسة وحاقدة ومأجورة ومرتهنة، بيت ردودهم الغوغائية أنهم جهلة ويفتقدون إلى ادنى مفاهيم الحرية والوطنية والحقوق، أفراداً وقادة ومسؤولين.

 

مؤسف أنهم مسعورون ومصابون بانتفاخ كياني سرابي، وباسهال كلامي نتن، وبهمجية قاتلة، ولا يجيدون غير لغة الشوارع و"الزعران"، كما أن ليس عندهم أي حس اخلاقي أو انساني أو إيماني. كل ممارساتهم وأقولهم تبين أنهم لا يحترمون من لا يكون على شاكلتهم ويعادون من لا يقول قولهم، ويهددون بالقتل كل من يفضح غوغائيتهم.

 

هذه الوضعية هي طبعاً كارثة وطنية وأخلاقية وانسانية ومردها إلى ثقافة التعصب والأصولية والنرسيسية ورفض الآخر والإنغلاق الإجتماعي. والإنغلاق هو اخطر هذه العاهات كون حزب الله الإرهابي قد عزل بالقوة والإرهاب بيئة كاملة عن باقي الشرائح اللبنانية وعن محيطها الإقليمي بعد أن خطفها في ظل وبركات واجرام الاحتلال السوري ومال الملالي "النظيف" وتحكم في مصيرها ولقمة عيشها وأمنها وفرض عليها ثقافة غريبة عن لبنان وتاريخه هي مستوردة من جحور وأوكار مخابرات جماعات محور الشر في إيران وسوريا.

 

صدمنا ونحن نقرأ ردود هؤلاء المرضى والشاذين على صفحة: "كلنا نديم قطيش" بكل ما في الشذوذ من قرف وجهل وبربرية على الإعلامي نديم قطيش لأنها لم تكن ردود أو انتقادات طبقاً لكل معايير ومقاييس سبل التواصل والمفاهيم البشرية، وإنما للأسف شتائم وقذورات كلامية وببغائية استعلائية قاتلة ومناقضة لكل ما هو اخلاقي وقيمي وإيماني وحضاري وقانوني.

 

مصيبة في حال كان كل هؤلاء المسعورين هم فعلا اغبياء وجهلة ومنسلخين عن الواقع المعاش وعن الحق والحقيقة إلى هذا الحد وغارقين في هذا الدرك الجهنمي من العداء والكراهية ومفاهيم شرعة الغاب.  

واقعنا اللبناني للأسف هو كارثة، لا بل هو مصيبة كارثية، وأما الخلاص فلا يمكن أن يأتي بغير الإيمان الصادق ومخافة الله وعودة دولة القانون وتفكيك الدويلة الملالوية والأسدية، وما عدا هذا هو مجرد سراب وأوهام.

 

وللوصول إلى هذا الهدف الوطني والنبيل المطلوب من كل السياديين في لبنان وخارجه الشهادة للحقيقة وللبنان السيد والحر والمستقل دون خوف وتردد وحسابات شخصية والسعي من خلال مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى اعلان لبنان دولة مارقة وغير قادرة على حكم نفسها، وبالتالي توسيع اطر وبنود القرار الدولي 1701 حيث تتمكن الأمم المتحدة من وضع يدها على الدولة اللبنانية على كافة المستويات لفترة زمنية محددة بهدف إعادة تأهيلها، وانظمة الأمم المتحدة تجيز هذا الأمر وقد عمل به في عدد من الدول بنجاح كبير.

 

لجماعات نفاق المقاومة، ولربع أوراق تفاهم الذل والخنوع، نقول مع الصديق الياس الزغبي: "ظنّوا أنّنا تضعضعنا، وانهزمنا، وحقّقوا علينا انتصاراً إلهيّاً جديداً وأنّ العالم زحف لدعمهم، من الشيطان الأكبر إلى الأصغر، موهومون ومهووسون هؤلاء، لا يدركون أنّ قضيّتنا أقوى وأبقى وأنقى. وأنّ إيماننا يقول للجبل أنقل فينتقل، كما فعل في ربيع 2005 وأنّ حكومة الجماجم إلى رحيل قبل غرق الجمجمة الكبرى في دمائها"

 

يبقى أن من لا يقاوم الشر ويخضع لإرهابه وثقافته يتحول لعبد ويعيش العبودية. وويل لمخلوق شاذ لا يجيد غير لغة الشوارع، ولا يقبل الآخر المختلف، ويعيش وهم الورم الكياني القاتل.

 

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 27 تشرين الأول/2012