عقم ونفاق زيارة الراعي إلى عكار وعلة قلة الإيمان

بقلم/الياس بجاني*

 

شفاء بنت الكنعانية والإصرار/"إنْصَرَفَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي صُورَ وصَيْدا، وإِذَا بِٱمْرَأَةٍ كَنْعَانِيَّةٍ مِنْ تِلْكَ النَّواحي خَرَجَتْ تَصْرُخُ وتَقُول: «إِرْحَمْني، يَا رَبّ، يَا ٱبْنَ دَاوُد! إِنَّ ٱبْنَتِي بِهَا شَيْطَانٌ يُعَذِِّبُهَا جِدًّا».فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَة. ودَنَا تَلامِيذُهُ فَأَخَذُوا يَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ قَائِلين: «إِصْرِفْهَا، فَإِنَّهَا تَصْرُخُ في إِثْرِنَا!».فَأَجَابَ وقَال: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلى الخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل». أَمَّا هِيَ فَأَتَتْ وسَجَدَتْ لَهُ وقَالَتْ: «سَاعِدْنِي، يَا رَبّ!».فَأَجَابَ وقَال: «لا يَحْسُنُ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ البَنِين، ويُلْقَى إِلى جِرَاءِ الكِلاب!».فقَالَتْ: «نَعَم، يَا رَبّ! وجِرَاءُ الكِلابِ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الفُتَاتِ المُتَسَاقِطِ عَنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا».حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: «أيَّتُهَا ٱلمَرْأَة، عَظِيْمٌ إِيْمَانُكِ! فَلْيَكُنْ لَكِ كَمَا تُريدِين». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ شُفِيَتِ ٱبْنَتُهَا". (متّى 15/21-28)

 

بالواقع لا ندري لماذا يقوم البطريرك بشارة الراعي غدا بزيارة لعكار قيل إنها سوف تستمر لمدة 4 أيام في حين كانت قنابل ومتفجرات علي مملوك وميشال سماحة والطيب بشار بانتظاره لتفجيره بعد إن وزع المناضل ميشال سماحة المنشورات إياها في كنيسة القبيات؟

 

سؤال وجداني آخر وهو بأي منطق وعلى آية خلفية يقوم ربع 14 آذار باستقبال من عاداهم ولا يزال،

 

ومن وقف إلى جانب النظام السوري ولا يزال،

 

ومن ساند حزب السلاح ولا يزال،

 

وربطه برمي إسرائيل في البحر ولا يزال،

 

ومن قدّس حكومة حزب الله الميقاتية وصلى لها ولا يزال،

 

ومن استقتل لذهاب الجميع إلى طاولة الحوار الفخ والمذلة ولا يزال،

 

ومن جاهر ومن فرنسا بأن الأسد رجلاً طيباً ويحمي حمى المسيحيين والأقليات كلها،

 

ومن قال إن الربيع العربي هو خريفاً قاتماً، إضافة إلى أنه تنازل عن أراضي المسيحيين وبلع لسانه عن صفقات بيع أراضي المسيحيين المخيفة من قبل جماعات قريبة منه من أمثال المتمولين رزق رزق وطعمة طعمة.

 

عجيب وغريب أمر هذا الترحيب من قبل جماعات 14 آذار بزيارة من لا يزال يعاديهم ويعادي لبنان ومع حسن نصرالله يعمل على ضرب الطائف.

 

هذا العجب بالطبع يصبح مفسراً إذا كانت هذه الجماعات تعمل على قاعدة من ضربك على خدك الأيمن فدر له الأيسر.

 

يبقى أن قلة الإيمان التي هي سبب كل صعاب وأزمات الشعب اللبناني تبرر ما لا يبرر والنفاق والذمية والتقية هي من أخطر أعراض هذه العلة.

 

في النهاية أكيد أكيد لا يصح إلا الصحيح، وساموحونا ولكن قبل السماح لا تنسوا أن ربع جماعة المستقلين المسيحيين التي هندسها سماحة وأوكل الراعي مطراناً ليمثله فيه لا تزال طاحشي اسدياً، وهلق سامحونا. 

 

وويل لأمة تصاب بعلة قلة الإيمان فتقدّس الكتبة والفريسيين وتجعلهم قادة لمسارها ومصيرها فتنتهي هي وهم في نار جهنم وفي استضافة دودها.

 

*معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

البريد الالكتروني Phoenicia@hotmail.com

الموقع الالكتروني http://www.10452lccc.com

تورنتو/كندا في 12 آب/12