العائدون من اعزاز ومسرحية دجل حكام وساسة ورجال أديان لبنان الزنادقة

بقلم/الياس بجاني

من تابع بعقل منفتح ما عرضته من عراضات ومسرحيات نفاق ودجل التلفزيونات اللبنانية من مطار بيروت حيث كانت الطبقة السياسية والرسمية والدينية في استقبال العائدين من إعزاز برفقة عباس إبراهيم، نجم حزب الله الصاعد، من تابع بعقل غير تابع وغير مرتهن وبضمير حي وإحساس قيمي لا بد وأنه لعن وكفر وشتم وفكر في الانتحار وبتمزيق الهوية اللبنانية.

نعم ودون مبالغة هذه كانت أحاسيس الكثيرين لأن ما جرى في المطار كان عرضاً منحطاً وقذراً لمسرحية رخيصة كلها حربائية وتلون وقلة إيمان واحتقاراً لعقول وذكاء اللبنانيين.

الجميع من القادة والسياسيين والرسميين والأحزاب في وطن الرسالة رضخ لثقافة ومنطق حزب الله، الذي هو جيش إيران التدميري والإرهابي في لبنان. الحزب فرض على هؤلاء جميعاً لغته، لغة العنف والقتل ومد اليد، كما فرض ثقافته التي هي ثقافة شرعة الغاب.

هرول الجميع ودون استثناء إلى المطار لاستقبال المفرج عنهم بنتيجة خطف الطيارين التركيين الذي كافأته قطر وشرعته بدفع 150 مليون دولاراً للخاطفين.

شارك في الصفقة الرئيس الفلسطيني عباس، والرئيس اللبناني سليمان، والأمير القطري، ووزير خارجية تركيا وبالطبع نجم حزب الله الصاعد والوسيم عباس إبراهيم وأبوملحم الداخلية مروان شربل، ولا ننسي بالطبع الحاجة حياة وتهديداتها والهرطقات. مؤسف ما حدث حيث تم تشريع ثقافة حزب الله وفرضها على الجميع.

ما يمكن استخلاصه من المسرحية الممجوجة أن الطاقم السياسي في لبنان ومعه أصحاب الجبب والقلانيس من رجال الدين هم ربع كافر وجاحد بكل ما هو إنسان وإنساني، وبكل ما هو لبنان ولبناني. هم طبقة طفيلية تعيش على أوساخ الغرائز والحقد والدماء. في المطار عرضوا بضاعتهم البالية وكان عرضهم حقيراً وأسوداً كوجوههم.

نسأل كل الأبطال هؤلاء من سليمان إلى عباس أين هو جوزيف صادر، وأين هم أهلنا المغيبين في السجون السورية؟ وأين هم الراهبين الأنطونيين البير شرفان وسليمان أبي خليل؟ أما القادة من رجال الدين أصحاب الألسنة الفاجرة فحدث ولا حرج.

إن أسفل وأحقر ما سمعناه في هذا السياق المسرحي والنفاقي كان كلاماً للنائب ابراهيم كنعان الذي بوقاحة الأبالسة تحسر من خلاله على مصير أهلنا المعتقلين في السجون السورية وعلى المطرانين وهو الراضي بخنوع وذل أن يكون مجرد بوقاً وصنجاً عند الشارد ميشال عون الذي نكر وجود أهلنا كل أهلنا في سجون ومعتقلات النازي بشار الأسد.

 

في هذا السياق كتب النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون على صفحته التالي:

البارحة في مطار بيروت شهد لبنان حالة من الهستيريا الجماعية امتزج فيها السياسي بالإعلامي بالغرائز المذهبية وبكل امراض النفاق السياسي والاجتماعي٠ انه استعراض لكل امراض لبنان ظهر فيه التخلف والجهل والرياء والتجارة بالبسطاء والعقول المقفلة٠انها هستيريا البيئة الحاضنة التي عبّأتها الثنائية المذهبية حقداً على كل ما هو خارجها فتحولت الى بيئة خاطفة للأتراك وحاقدة بشكل لا يصدق على لبنان كياناً ودولة ولم يعد في قاموسها سوى التحريض على دول الخليج العربي التي كانت ولا تزال تدعم الدولة اللبنانية وركائزها٠البيئة الحاضنة تحولت الى بيئة غارقة في الفوضى العارمة: اضافة الى عمليات الخطف من أجل الفدية، والمخدرات ،التهريب، والفساد بكل انواعه اصبحت ايضاً بيئة متوترة يحكمها الرعب والخوف والقلق لأن قياداتها المزعومة جعلت منها فئة معزولة وشاذة عن النسيج الوطني٠اقتلعتها من خط الامام علي وخط موسى الصدر وزرعتها في خدمة بشار الاسد في اكبر جريمة ضد الشعب السوري وخدمةً لمشروع نووي ايراني لا نتيجة له سوى تجويع الشعب الاايراني وإحداث فتنة بين السنة والشيعة على مستوى المنطقة٠

البيئة الحاضنة لم يعد لديها اي قضية واي مبدآ واي عقيدة سوى تأليه بشار الاسد والمشاركة في جرائمه ورغم ذلك عندما تعرضت هذه البيئة الى جرح نرجسي بعد عملية خطف هذه المجموعة السيئة الحظ في اعزاز لم يتجاوب بشارالاسد مع هذه البيئة ٠لم يحترم كرامتها لأنه لم يتجاوب مع مطلب الخاطفين بإطلاق سراح بضع مئات من المعتقلات السوريات الذين لا ذنب لهم سوى مطالبتهن بالكرامة للشعب السوري٠بشار الاسد الذي يدوس كرامة الشعب السوري لن يقيم وزناً لكرامة الشعب اللبناني ولا للبيئة الحاضنة التي تدفع بأبنائها الى الموت فداءً لبشار وهو يبخل عليهابشيء بسيط قدمه بسرعة فائقة للإيرانيين عندما اطلق اكثر من الفي معتقل سوري مقابل عشرات من المخطوفين الايرانيين٠الجرح النرجسي زاد كثيراً بعد هذه المرحلة٠البيئة الحاضنة خرّبت لبنان وحقدت على الخليج والاتراك ولكنها لم تتجرأ على بشار الذي استهتر بها ولم تتجرأ قياداتها على مصارحتها بالواقع المر ثم جاءت الصدمة لأنها اكتشفت ان الحل جاء من قطر ومن أميرها٠قطر التي أشبعوها شتائم ونكران جميل عادت وأنقذت ماء وجههم وساعدها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي حقّرته البيئة الحاضنة مطولاً كمتخاذل ومتعامل٠الجرح النرجسي اراد البارحة ان يكابر وان يدّعي نصراً إلهياً جديداً فكانت هستيريا المطار وشارك فيها جوقة كبيرة لإخفاء الحقيقة البسيطة وهي ان البيئة الحاضنة لم تربح كرامةً ولا احتراماً من تأييدها لبشار ومن تقديمها الدم له٠الأسوأ انها كانت ملزمة بالنفاق وتقديم الشكر لبشار صاحب الجلال والإكرام٠البيئة الحاضنة مرعوبة لأنها لم تجد في محنتها الا قطر ويصعب عليها مجدداً ان تقول شكراً قطر كنا ناكرين للجميل بحقك وأعمانا الحقد عن رد الجميل٠

 

الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 22 تشرين الأول/2013