المطران ايلي نصار وعبادة تراب الأرض

بقلم/الياس بجاني

 

ليس غريباُ ولا مستغرباً أن يشذ رجل دين مسيحي عن رسالته الكهنوتية ويغرق في أوحال وفخاخ وتجارب الإنسان العتيق، إنسان الغرائز، رافضاً أن يرتقي إلى الإنسان الجديد، إنسان العماد، بالماء والروح القدس.

إن السيد المسيح الذي اختار هو بنفسه 12 شخصاًً ليكونوا رسلاً وتلاميذ له، خانه واحداً ومنهم المعروف بالإسخريوتي، وسلمه للكتبة والفريسيين مقابل ثلاثين من الفضة بعد أن أغواه الشيطان وأوقعه في حبائله.

للأسف هذا الواقع المحزن هو واقع حال المطران الماروني ايلي نصار، راعي أبرشية صيدا ودير القمر.

فتصرفات وخطاب رجل الدين هذا تُبين بوضوح أنه غرق في عبادة تراب الأرض وأمست غرائزه الأرضية تتحكم بلسانه، وتهيمن على فكره، وتنهش في ضميره مغيبة بصره وبصيرته، وقاتلة بدواخله كل مقومات المحبة والغفران والحكمة والتعقل وتقدير عواقب الأمور ومحاسنها.

باختصار هو رجل دين غائب ومغرب وشارد عن مقومات وواجبات رسالته، كما أنه لا يخاف الله بأفعاله وأقواله وقد تحول إلى كومة حارقة من الحقد والكراهية بوجه رعيته دون ردع من سيد بكركي، البطريرك الراعي.

قيل للموارنة عقب شكاوى بحق المطران ايلي نصار أن البطريرك الراعي ومجلس المطارنة قد حولوه إلى التحقيق امام لجنة من المطارنة برئاسة الراعي، إلا أن لا نتائج ظهرت حتى الآن، وهي قد لا تظهر أبداً والأسباب واضحة ومفضوحة علي خلفيات لم تعد خافية.

اليوم يتمادى نصار أكثر وأكثر في عمليات الانتقام والحقد ولم تعد وضعيته الشاذة مقبولة، ولهذا وقفت بوجهه بلدة الرميلة رافعة الصوت ومطالبة بإبعاده.

مع أهالي الرميلة الشجعان والمؤمنين نطالب بإبعاد هذا الراعي عن رعية هو لا يرعاها، بل يفترسها ونقطة على السطر.

 في هذا السياق لا ثقة ابداً في أي رجل دين متلون ومسيس يتحول إلى مسيح دجال لأن العليق كما يعلمنا كتابنا المقدس لا يثمر تيناً أو عنباً.

كل رجل دين متعالي ومتكبر وشارد عن مارونيتنا ولبناننا هو خارج ضمير الموارنة وخارج ثوابت الصرح البطريركي الذي أعطي له مجد لبنان.

كل رجل دين يجعل من صرحنا المقدس والوطني والإنساني مرتعاً لإيتام النظام السوري من صحافيين وحاقدين ومخابراتيين  ليس منا ولا يجب طاعته.

كل رجل دين يضرب عرض الحائط نذوراته ليس منا وهو لو كان كذلك ما خرج عنا لينفضح أمره.

الواجب هو التضوية على كل ممارسات رجال الدين المثيرة للجدل وليس الدفاع عنها.

إلى الذين ربما بطيبة قلب يدافعون عن ممارسات الشاردين من رجال الدين عندنا نقول وبصوت عال إن الدين المسيحي هو دين شهادة للحق وليس دين تملق وتقية وذمية.

هو دين المعلم الذي حمل السوط وطرد التجار من الهيكل وقال للكتبة والفريسيين يا أولاد الأفاعي.

الدين المسيحي هو تواضع وليس كبرياء وتعالي.

الدين المسيحي هو مع المظلوم وليس مع الأسد الكيماوي الظالم وحزب الله الإرهابي.

الدين المسيحي حرية وليس عبودية.

الدين المسيحي يجسده بولس الرسول بقوله: لو كنت اساير مقامات الناس ما كنت عبداً للمسيح.

المسيحي الحق لا يقتل حاسة النقد بداخله ولا يحابي ويتملق ولا يدافع عن الظالمين والقتلة.

المسيحي هو من يتحسس أوجاع الآخرين ولا يساوي الخير بالشر.

من لا يشهد للحق ليس مسيحياً في ممارساته ولا في خطابه ومعيارنا هنا الكتاب المقدس. 

أما القادة الموارنة الحالمين بكرسي بعبدا الذين يداهنون ويتملقون ولا يواجهون شرود بعض رجال الدين وسورنتهم هم ليسوا بقادة، بل بترابيين وغرائزيين.

في الخلاصة إن الله يُمهل ولا يهمّل ومع النبي اشعيا نقول لمن يعنيهم الأمر: "ويل للقائلين للشر خيرا، وللخير شرا، الجاعلين الظلام نورا، والنور ظلاما، الجاعلين المرّ حلوا والحلو مرّا. ويل للحكماء في أعين أنفسهم والفهماء عند ذواتهم".

 

 

الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

تورنتو/كندا في 31 كانون الأول/13