البطريرك الراعي: لا تبديل ولا تغيير في خطابه ومواقفه!!

بقلم/الياس بجاني*

 

(الوكالة الوطنية للإعلام في 31/8/2012/قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس خلال استقباله وفداً من المشاركين في المخيم السنوي المشترك السادس للشباب اللبناني والفلسطيني: "يتحدثون عن الربيع العربي، انا مع الربيع العربي، شرط ان يحمل السلام إلى الناس، أي ربيع هذا الذي يقتل الناس ويدمر المدن، ويهجر المواطنين، وينكل بهم، هذا ليس ربيعاً، مع الأسف تصبح شعوبنا أدوات إقليمية ودولية، الربيع العربي يكون بالوعي والإدراك والمحافظة على كل إنسان، وليس التضحية بالناس".)

 

السؤال للراعي ولمن يدافعون عن خطابه: من يقتل من، وتحديداً في سوريا حيث زئير نظام أسدها المفترس، هذا الأسد "الطيب" وحامي المسيحيين كما قال عنه الراعي للرئيس الفرنسي السابق ساركوزي؟

من يذبح الشيوخ والنساء ويسلخ جلود الأطفال وينكل بهم، ومن يقتلع الحناجر ويدمر المدن والبلدات على أصحابها؟

من يقصف أهله بالمدفعية والطائرات وبكل أنواع الأسلحة المدمرة؟

من دمر لبنان وهجر شعبه وفكك مؤسساته وأقام في عشرات الدويلات؟ ومن قتل أحرار لبنان؟

من كان يخطط لقتل الراعي نفسه وتهجير المسيحيين من شمال لبنان والتسبب بفتنة مسيحية سنية، وسنية علوية؟

 

ومن جواهر الراعي ودرره أيضاً قوله وخلال نفس اللقاء المذكور أعلاه: ("نحن في هذا اللقاء نؤكد ما نحن نؤمن به إيمانا مطلقا والذي نقوله باستمرار، وهو أن هناك تخاذلا دوليا منذ العام 48 يوم صدر قراران خاصان بالشعب الفلسطيني الأول يقضي بإنشاء دولة فلسطينية والثاني الحق في العودة إلى كل الأراضي واستعادة كامل حقوق الشعب الفلسطيني". و"نحن في كل المحافل التي نتواجد بها نردد ونطالب الأسرة الدولية باحترام قرارات الشرعية الدولية لا سيما القرارات التي تختص بهذين الموضوعين")

 

ترى أليس هذا منطق حزب الله والقذافي وصدام حسين وملالي إيران وعبد الناصر وباقي جماعات تجار ومتعهدي نفاق التحرير والمقاومة والممانعة والنحر والقهر والصهر ورمي إسرائيل واليهود في البحر منذ منتصف الأربعينات؟ أنه يا سادة يا كرام منطق بالِ وعفن وإبليسي لم يثمر غير الاستعباد والكوارث والهزائم وقهر الشعوب المشرقية وأنظمة القمع والديكتاتوريات.

 

كلام البطريرك الراعي ومواقفه وتحالفاته السياسية ومنذ توليه سدة البطريركية تدل جميعها ودون أي لبس على أن الرجل هو أسير أفكار ومواقف مثيرة للجدل ومعادية بامتياز للربيع العربي، وغريبة ومغربة عن صرح بكركي الوطني والإيماني الذي أُعطي له مجد لبنان، ومتناقضة حتى العظم مع ثوابتها اللبنانية والدينية.

 

للأسف إن الراعي مكبل بسلاسل مواقف وعقلية وثقافة كلها معادية عن حقد وكراهية للسياديين في لبنان، وتحديدا لمكونات 14 آذار من المسيحيين والسنة، رغم أن من يدافع عنهم بشراسة وعناد بعيداً عن كل القيم والمبادئ الإيمانية والوطنية، وفي مقدمهم النظام السوري وحزب الله وميشال عون كانوا يريدون قتله على يد صديقه الحميم ميشال سماحة.

 

نعم على يد ميشال سماحة هذا الغارق في بحار الحقد والكراهية، والمقيم في أفران نيران الانتقام، والمربوط بحبال مخابرات الأسد البغيضة، هذا السماحة المملوك كان من هندس للراعي وركب له لقاء المسيحيين المستقلين من شخصيات سياسية مسيحية انتهازية ماضيها وحاضرها هما على شاكلة ومن خامة فكر وتبعية وجحود وابليسية المهندس ومعلميه في قصر المهاجرين وأقبية علي المملوك وأقرانه من المخابراتيين قتلة الأطفال.

 

وكما يعرف القاصي والداني فالراعي و"على خلفية عقدة الكبير البطريرك صفير ولقاء قرنة شهوان التاريخي" كلف أحد المطارنة مواكبة "لقاء المسيحيين المستقلين" الهجين وأجاز له عقد اجتماعاته في مزار سيدة حريصا. كما أن المهندس "السماحة المملوك" نفسه ركب للراعي طاقم إعلامي مرتبط بجريدة السفير ووسائل المخابرات الإلهية والبعثية الأخرى وأوكل له تسريب مواقف وأخبار "ابليسية" تٌنسب لمصادر في بكركي، وهذا أمر مستهجن لن تعرفه بكركي ما قبل راعي "الشراكة والمحبة".

 

سماحة الذي باع نفسه للشيطان، وهو صديق ومستشار الراعي كان مكلفاً من الحكم السوري "الطيب" "وحامي المسيحيين" قتل الراعي مع عدد من نواب السنة السياديين ودفع المسيحيين في شمال لبنان للهجرة على خلفية فتنة سنية – مسيحية، وسنية- علوية باتت كل تفاصيلها موثقة ومعلومة.

 

يبقى إن خير دليل على ثبات وتحصن وتمترس الراعي على وفي مواقفه المثيرة للجدل وللاستنكار تم تظهيره اعلامياً "وعلى عينك يا تاجر" عقب زيارة الرئيس ميقاتي الأخيرة لمقر الراعي الصيفي في الديمان مع عدد من وزراء حكومة حزب الله، وحكومة الأسد والملالي، وإعلانه من هناك بفرح عظيم أن غبطته بارك حكومته مجدداً؟

 

قد يسأل البعض عن سبب تضويتنا الفاضحة باستمرار وبصراحة كبيرة على مواقف وكلام الراعي في حين أن الأحزاب السيادية المسيحية ومعها الغالبية العظمى من قادة 14 آذار من كافة المذاهب يهادنونه ولا يريدون فتح سجالات معه على أمل أن لا يستفيد من ذلك ربع كذبة التحرير والمقاومة والممانعة، وقوى الأمر الواقع الإرهابية، ومرتزقة جماعات حجاج براد الطرواديين والملجميين.

 

لهؤلاء ولغيرهم من الذميين من جماعات تبديل الطرابيش وتغيير الجاكيتات من أهلنا نقول بمحبة إن واجبنا كلبنانيين ناشطين وخصوصاً موارنة في بلاد الانتشار أن نشهد للحق وندافع عن الحقيقة من أجل لبنان الإنسان والكيان والهوية والتاريخ والشهداء. نعم وألف نعم، علينا أن لا نساير أو نغض الطرف عن أي ممارسة شاذة وغير لبنانية لأي عامل في الشأن العام أكان دينياً أو زمنياً، ونقطة على سطر الحقيقة، وسامحونا على إظهار وفضح تبعيتكم والجحود.

 

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 05 أيلول/2012