من يشهد للحق الحق يحرره والراعي الذي يساند نظام الأسد ليس حراً ولا هو محرراً
تعليق على مقالة ملحم رياشي (المقالة في أسفل) التي نشرتها جريدة الحياة في 13 نيسان/13/اضغط هنا


لقد أصبت يا أستاذ ملحم في ما قلت عن الثورات العربية وعن قلة إيمان وخور رجاء مجموعة من رجال الدين المسيحيين المغربين عن تعاليم الناصري وفي مقدمهم للأسف بطريركنا الماروني بشارة الراعي الذي تبنى مواقف نظام الأسد بكل ما فيها من إبليسية وملجمية ومكر وإجرام  وراح بوقاحة واسخريوتية يجول على دول العالم  مسوقاً لهذا النظام الذي أذاق المسيحيين وباقي اللبنانيين على مدار 30 سنة عجاف كل أنواع الإجرام والاضطهاد والتنكيل والتهجير والإفقار والفرقة.

يتعامى الراعي ومعه الطاقم الديني والسياسي المسورن والمبعثن الذي يحيط به، يتعامى عن أن الثورات لا تتحقق بين ليلة وضحاها ويتناسى بخبث تاريخ كل ثورات العالم وخصوصاً الفرنسية منها. يتناسى وعن سابق تصور وتصميم  أن المسيحية في جوهرها هي ثورة على الظلم والظالمين وعلى المتاجرين بالدين من كتبة وفريسيين هؤلاء الذين قال لهم الناصري "يا أولاد الأفاعي، يا قبور، يا منافقين، يا قتلة الأنبياء"، وحمل السوط وطردهم من الهيكل بعدما حوله إلى سوق نخاسة، طالبا من المؤمنين سماع ما يقولون وعدم فعل ما يفعلون.

كيف يعقل أن يساند أي رجل دين مسيحي نظام الأسد الذي يقتل شعبه دون هوادة ومن ضمنهم المسيحيين ومن ثم يدعي أنه يعرف ما هي المسيحية. نظام الأسد لم يحمي الأقليات ومنهم المسيحيين، لا بل أخذهم رهائن طوال 40 سنة من حكمه وجردهم من كل دور في مواقع القرار. عاملهم ولا يزال كعبيد وأتباع وملحقين بذمية وتقية.

هل هذه هي حماية؟ من المحزن أن الراعي ومعه عدد من رجال الدين الموارنة في لبنان من مثل المطران سمير مظلوم والأب أبوكسم يشوهون صورة وتاريخ ورسالة وثوابت الكنيسة المارونية العريقة في مساندة المظلومين وإيواء المضطهدين والدفاع عن الحقوق ورفع رايات التحرر والمساواة والعدل والديموقراطية. نحن كموانة ناشطين في بلاد الإغتراب نقولها بصوت عال إن الراعي وكل من يقول قوله ضد الثورات ويعادي حقوق الشعوب العربية وتحديداً الشعب السوري، هو ليس بماروني وهو لا يشبهنا وليس منا ولا يمثلنا.

16 نيسان/13

 

في أسفل المقالة موضوع التعليق
عن المسيحيين و«الربيع العربي»

ملحم الرياشي/الحياة
السبت ١٣ أبريل ٢٠١٣

يصرّ للأسف بعض رجال الدين المسيحيين النافذين على توصيف الثورات العربية إن في سورية أو قبلها في قلب العالم العربي بـ «صراعات»، أو «صراعات طوائف كانت تعيش بهدوء».

في المبدأ، لا يمكن أن نصف ما يحصل بين شعب وسلطة بالصراع، أو بصراع أقليات أيضاً، فأنا المسيحي المؤمن بيسوع الثائر الذي أخذ بيد التاريخ إلى موقع أكثر رجولة وإنسانية وبطولة منذ ألفي عام ونيف، أقف إلى جانب الثورات العربية وأشكّل مع مؤيديها أكثرية أياً كان ديننا أو لوننا أو عرقنا وإن قلّ عددنا نسبة إلى ارتفاع أعداد القتلى في ثورة سورية، فالثائرون على الجوع أكثرية مسيحية ومسلمة وضد أقلية متخمة، والثائرون على الظلم أكثرية، والثائرون على السجون المزدحمة والمعتقلات الظالمة أكثرية، والثائرون على أجهزة القمع والاستخبار والتشبيح أكثرية، وكل ثائر في الأرض هو «يسوعي» طالما ضد جائر.

هل نسي بعض رجال «ديني» المسيحي، أن ثورة سورية التي تدخل شهرها الخامس والعشرين قد استمرّت سلمية لأكثر من ستة أشهر، و «سلمية سلمية إسلام ومسيحية» من طرف الثائر الذي تسيَّل دماؤه كما يسيِّل السائرون على درب القتل والفساد أموال الشعوب وجنى عمرهم؟

وهل نسي بعض رجال «ديني» المسيحي، أن إلغاء الأحزاب السياسية وإلغاء الصحافة وإلغاء حق التعبير، يدفع الإنسان إلى المعابد والمساجد، لأن الديكتاتور لا يجرؤ كثيراً على دخول الأماكن المقدسة؟ وهل يعرف هؤلاء وبالطبع يعرفون، أن الديكتاتور الذي وزّع عليهم المكاسب هو نفسه من قتل ويقتل باسم القانون ويعتدي ويحاسب؟

هل نسي بعض رجال «ديني» المسيحي أن يسوع أتى لأجل الحق وطلب منّا أن نقول الحق والحق يحررنا، وأن نرفض الظلم والسير مع الظالم؟

أم هل نسي بعض رجال «ديني» المسيحي أنه يخالف اتفاقه مع السيد المسيح إذا وقف مع الظالم ضد المظلوم؟ أو إذا استعمل حذاقة «الشيطان» لتجنّب تشخيص المرض على ما هو عليه، فيكون كمن يجدّف على الروح، وهو العارف أن كل خطيئةٍ إلى غفران مهما قست، إلا من يجدّف على الروح القدس فلا ولن لا يغفر له؟» (إنجيل متى 31:12)

وهل نسي بعض رجال «ديني» المسيحي أن واجبه الأساس هو الثورة على الظالم وواجبه الأول أن يزرع السلام حيث الحرب، لا أن يطالب بمنع تسليح الثوار من جهة، والإبقاء من جهةٍ أخرى على السلاح في أيدي الاستخباراتيين والشبيحة ذوي الباع الطويلة في القتل والسحل والإساءات المستمرة من زمن سابق وفضلٍ سابق على الثوار وعلى سورية وعلى لبنان أيضاً؟

هذا غيضٌ برسم الثائرين الملتئمين محفلاً مناضلاً لأجل الحرية قبل سواهم، هذه الحرية الجائعة حتى الموت، والتي يناديها جوف الأرض المشرقية العتيق والزاخر بالخيرات والثروات، ثرواتنا نحن، مسيحيين ومسلمين نحن الأكثريات المنهوبة والجائعة في وجه أقليات ديكتاتورية متخمة وناهبة وتستغلّ وتنشر الموت باسم الحياة.

إننا شعبٌ احترف الحزن مسلمين ومسيحيين واليوم يصرّ علينا البعض أن نحترف التزوير لتاريخنا وقيمنا وإيماننا، عسى أن يقول أبو الفقراء فرنسيس، الجالس على كرسي روما حديثاً هذا الكلام لهذا البعض فتسطلح الكنيسة: «كونوا إلى جانب الحق الثائر لأن الثوار هم أبناء يسوع إلى أي دينٍ أو جنس انتموا، كونوا يا أيها الرعاة إلى جانب هؤلاء ولو ضد كل العالم «ولا تخافوا العالم، لأني قد غلبت العالم»!

وفي النهاية ، لا بد من أن أبدي حسدي العميق للشعب السوري الذي يناضل وحيداً لأجل حريته متروكاً أكثر فأكثر من الجميع لمصلحة توازنات فرضتها الديكتاتورية وفرحت بها إسرائيل عبر طائرات وصواريخ كان من المفترض أن تدمّر ولو طرفاً من شاطئ في فلسطين المسكينة والتي بنيت هذه الترسانات العربية لأجلها، لتستعمل فيما بعد في حلب وحلبجة وسواهما...

الشعب السوري متروكٌ ومرذولٌ من العالم لكنه على حق!

آخر تحديث:الجمعة ١٢ أبريل ٢٠١٣