ثقافة
العبودية لا
تبني الأوطان
بقلم/الياس
بجاني*
الأوطان ليست
الأرض لأن
الأرض
مكوناتها
واحدة في كل
البلدان،
إنما الأوطان
هي الناس أي
المواطنين
بنوعية
ثقافتهم وعمق
إيمانهم
واحترامهم لكراماتهم
وخوفهم من
خالقهم ومن
يوم الحساب الأخير.
من المحزن والمقرف
والمحبط أن في
لبنان شرائح
لا بأس بها من المواطنين
لا ينتمون
لوطنهم وقد
تحولوا طوعاً وطمعاً
بالمنافع
الشخصية إلى مجرد
أغنام ومرتزقة
وطبول وصنوج
و"زقيفة" على
شاكلة السواد
الأعظم من
قادتهم
والأحزاب
والعديد من رجال
الدين الكبار
الذين هم عملياً
وفكراً أعداءً
للأديان كافة بتعاليمها
والقيم
والأخلاق.
من هنا ليس
في الوقت
الحاضر وجود
للوطن اللبناني
لأن المواطن
فيه وبنسب
مئوية عالية
غنمي ومتزلف
وقد ارتضى
تغييب نفسه
كمواطن حر ونحر
كرامته ليعمل
بفرح في خدمة
أوطان أخرى من
خلال تجمعات
ومنظمات إرهابية
وميليشياوية
وليسير بغباء وأنانية
فاقعة وراء المنافع
الذاتية.
أما المرعب
في الأمر فهو
هذا الكم
الهائل من
اللبنانيين
من قادة ومواطنين
الذين يعملون
في خدمة الأغراب
من منظمات
ودول
ويتباهون
بهذا العمل
بوقاحة غير
مسبوقة، ومن
يتابع
مقابلات القادة
والسياسيين
والمسؤولين هؤلاء
ويسمع أحاديثهم
على شاشات
التلفزة يعرف
كم أن الزمن
هو زمن محل
ومرتزقة
وراكعين، وكم
أن وطننا
يعاني من
الجحود
والكفر
والعقم الفكري
والإيماني.
أما
المسؤولين في
الوطن اللبناني
المسروق فحدث
ولا حرج "شي
تعتير"
"وبهدلة"
واهانة لكل ما
هو انساني
وأخلاقي
وحقوقي ومعايير
صح وغلط. باختصار
حضورهم غياب
وغيابهم نعمة.
وكم ينطبق
عليهم
القول
المأثور:
"إنما الأمم الأخلاق
ما بقيت فان
هم ذهبت أخلاقهم
ذهبوا".
إن من يشاهد
البرامج
الإباحية والمنحطة
على شاشات
التلفزيونات ومنها
المسيحية
تحديداً من
مثل برنامج
"لازم تعرف"
يدرك كم أن إبليس
وإخوته وأخواته
قد "عشعشوا"
في عقول وقلوب
المسؤولين
العفنة، وخدروا
ضمائر السياسيين
"الأوباش"، وقتلوا
الكرامات وكل
مقومات
احترام كرامة
الإنسان عند
رجال الدين
الشاردين عن
طرق الله،
وغيبوا "شرش"
الحياء عن
نفوس ووجدان
العاملين في
الشأن العام
وفي مقدمهم
القيمين على
وسائل
الإعلام
بمختلف تفرعاتها.
أي أمل يرجى
من مواطن
"معتر" بعقله
وصحراوي قاحل
في إيمانه
يبيع صوته في
الانتخابات
النيابية
ويتخلى عن عزة
نفسه، ويصفق
"على عماها وبهبل"
مدقع لسياسي
أو زعيم قبل
أن يسمع ما
سيقوله هذا
المنافق
"ويهوبر له"
منشداَ نشيد
الذل "بالروح
والدم
منفديك". هكذا
مواطن سطحي
وهامشي قد
تخلى عن
إنسانيته
وارتضى العبودية
بأبشع صورها،
"وكما تكونوا
يولى عليكم".
أي
أمل ورجاء من
مواطن ذليل
يقبل طوعاً أن
يكون عضواً
"مجروراً
وأداة خشبية
في أحزاب
وتجمعات
سياسية هي
بالواقع كناية
عن شركات عائلية
مغلقة تتاجر
في الشأن
السياسي وفي مصير
ولقمة عيش
الناس.
والمخيف هنا
أن كل أحزاب
لبنان ودون
استثناء هي
شركات عائلية
تستخدم
المواطن في
خدمة مصالحها
وتورث
القيادة فيها
من الأب إلى الأبناء
ومن بعدهم إلى
الأحفاد
والأصهر
والأقارب.
المنطق يقول
إن لا قيام
للوطن اللبناني
قبل عودة
مواطنيه إليه
من تبعيتهم
لأوطان أخرى
ومن غربتهم
الأخلاقية،
ورجوعهم
الكلي
والمطلق إلى
مخافة الله في
كل ما
يمارسونه
ويقولونه،
والخروج من
ثقافة
"الإستزلام"
و"الإستنفاع"
"والنرجسية"،
والتحرر من هوس
"زرار
وشالات"
الأحزاب
الشركات
التجارية
والبالية، والأهم
طلاق
المواطنين
بالثلاثة لكل مفاهيم
وثقافة الغنمية
والحظائر
والمسالخ. الغنم
ينامون في
الحظائر
ويساقون إلى
المسالخ ومن
ثم تباع
لحومهم في
محلات
الجزارين، وهذا
هو للأسف الحال
المعاش عند شرائح
كثيرة من
شعبنا اليوم.
في الخلاصة
إن قيامة
لبنان من
أوحاله
والفخاخ
ليعود وطناً
للرسالة
والقداسة
والكرامات يكمن
هو في عودة
المواطن
اللبناني
أولاً إلى
ينابيع
الحرية
والإيمان والصدق
والحق، والرجوع
دون تردد إلى مفاهيم
ثقافة احترام
الذات والغير
وإلى التصرف
على أساس أنه مخلوق
حر وليس عبداً،
وإلا "فالج لا
تعالج".
الكاتب
معلق سياسي
وناشط لبناني
اغترابي
*عنوان
الكاتب
الألكتروني
*تورنتو/كندا
في 18 كانون
الثاني 2012
.