مسرحية انفتاح عون على أخصامه اللبنانيين والعرب تتم بالاتفاق الكامل مع حزب الله

الياس بجاني

كعادته نجح العماد ميشال عون الإعلامي الذكي والمتمرس في تبليع أخصامه اللبنانيين والعرب كذبة خلافه مع حزب الله، كما أوهمهم بخدعة احتمال تغيير تحالفاته وقد نجح في مسرحيته هذه إلى حد أن أحد الطفيليين ال 14 آذاريين أعلن الأسبوع الماضي أن موفداً من عون تباحث مع قادة 14 آذار في احتمال عودته إليها.

اعتماداً على معلومات لمطلعين عن قرب على تحركات عون الأخيرة ولعارفين تفاصيل كثيرة في هذا السياق التمويهي، نؤكد أن عون لم يقم بأي خطوة قبل تنسيقها مع حزب الله بالكامل. فالرجل وكما هو معروف للجميع أنه حتى لو رغب في قطع حبل الصرة مع حزب الله فليس بمقدوره أن يقدم على هكذا خطوة قاتلة كون هالته المنتفخة نيابياً وإعلامياً هي بيد الحزب وتحت أمرته.

فلو افترضنا انه فسخ تحالفه مع الحزب فمن من النواب الذين تتكون منهم كتلته، الودائع يبق معه؟ بالتأكيد ربما لا أحد، نعم ربما لا أحد.

 وفي حال جرت الانتخابات النيابية وهو غير متحالف مع الحزب وغير مشمول برعايته وغير محمي بسلاحه ما هو عدد النواب الذي بمقدوره أن يوصل إلى المجلس؟

لا شك بأنه هو شخصياً سوف يسقط في كسروان مع كل نوابه، ولن ينجح له ولا حتى نائباً واحداً في جبيل وفي المتنين الشمالي والجنوبي وفي جزين.

وفي هكذا حالة افتراضية، مجرد افتراضية، لأنها لن تحدث فسليمان فرنجية سيعاديه، وبري سينتقم منه، وجنبلاط لن يتعاون معه، وبالطبع أطياف 14 آذار المسيحية والسنية ستجد حرجاً كبيراً من أنصارها في التحالف معه. باختصار أكثر من مفيد عون انتهي سياسياً وفقد استقلاليته وقراره وحيثيته يوم وقع مع الحزب سنة 2006 ورقة التفاهم، وقد أصبح منذ ذلك اليوم ملحقاً بالحزب وتابعاً له وفاقداً لقراره.

عون ليس انتحارياً، وبالتالي لن يخرج عن طوع حزب الله في الوقت الراهن ولن يجرأ على التحرر من ظل وحماية المرجعيات الأسدية، إلا في حال سقط الأسد وتمت هزيمة حزب الله وسقط المشروع الإيراني.

أما انفتاح عون المسرحي على السعودية وعلى دول الخليج العربية فهو منسق 100% مع حزب الله ويتم بإشراف قادته الأمنيين على خلفية قرار تلك الدول إبعاد كل الممولين لحزب الله وكل المنتمين إليه وكل مؤيديه أو الذين هم من مؤيدي حلفاؤه من كافة الطوائف وفي مقدمهم ممولين كبار لعون موارنة يعمل معظمهم في السعودية.

بضغط من هؤلاء العونيين الموارنة المهددين بالإبعاد عن دول الخليج قام عون بالتنسيق الكامل مع حزب الله بخطواته المسرحية التمويهية، ومن تابع تصريحاته المرتبكة والرمادية في الأيام القليلة الماضية لا بد وأنه أدرك استحالة فك ارتباطه مع حزب الله وهو ارتباط لم يعد عون مسموحاً له فكه وإلا.

كما أن كل الكلام الاستعلائي والإلغائي الذي صدر عن السفيرين السوري والإيراني من رابية عون فهو يندرج في هذا السياق الذي يؤكد استحالة خروج عون من قبضة محور الشر قبل هزيمة هذا المحور.

 في الخلاصة عون لن يجرأ على فك ارتباطه لا مع حزب الله ولا مع النظام السوري قبل سقوطهما وزوال خطرهما عليه ونقطة على السطر.

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 08 تموز/13