بلدة عين إبل صلت من أجل أهلنا اللاجئين في إسرائيل والرهبنة الأنطونية صلت لعون

بقلم الياس بجاني*

 

"سيجيء في آخر الزمان مستهزئون يتبعون أهواءهم الشريرة. هم الذين يسببون الشقاق، غرائزيون لا روح لهم." (يهوذا/01/17-22)

 

لم نستغرب ولم نفاجئ ونحن نقرأ التقرير التالي الذي نشرته الوكالة الوطنية للأنباء كون تجربتنا الشخصية وهي تجربة قضائية بامتياز في محاكم كندا مع الرهبنة الأنطونية لم تكن لا إيمانية ولا وطنية ولا إنسانية.

 

عنوان الخبر: الرئيس العام للرهبنة الأب داود رعيدي في قداس شكر للرهبنة الانطونية نوه بجهود نواب كتلة التغيير والإصلاح على الصعيدين السياسي والإنمائي

الخبر/وكالة الأنباء الوطنية 10 حزيران/13/- أقامت الرهبنة الانطونية في حضور رئيس تكتل التغيير والاصلاح الرئيس العماد ميشال عون، قداس شكر لنواب التغيير والاصلاح في المتن الشمالي، في كنيسة مار الياس انطلياس، ترأسه الرئيس العام للرهبنة الأب داود رعيدي بمعاونة لفيف من رؤساء الأديرة والآباء المدبرين، وحضره النواب ادكار معلوف وابراهيم كنعان وغسان مخيبر، وفاعليات بلدية واختيارية واجتماعية وحشد من المؤمنين. ورحب رعيدي في عظته بالعماد عون، شاكرا له وللتيار الوطني الحر ما يقومون به من اجل لبنان، ومن اجل المسيحيين فيه خصوصا، سياسيا وانمائيا. وشدد على أهمية المثابرة والمتابعة في الشأن العام، قائلا :"الأكيد ان كل عمل سياسي واجتماعي في الكنيسة، نقوم به من اجل خدمة المجتمع. ونحن نشكر الله على ان هناك من لا يزال يعمل من اجل الخير العام. لا سيما ان هناك من بعمله وحضوره ومتابعته، يخلق لنا التحدي للإنتاج أكثر والانتماء أكثر". واعتبر "ان سعي التيار مستمر، وهو قد ينجح مرة، ولا يتمكن من انجاز كل ما يرغب به احيانا، بسبب المناوءات التي يتعرض لها، لأنه يمارس الشأن العام قائلا، " هناك من يعتقد ان عمل التيار يقتصر على اللقاء الأسبوعي في الرابية، فيما ان أعضاء التكتل يعملون في شكل دائم على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنمائية بمثابرة وجهد يومي". كما خص رعيدي النائب كنعان بالشكر، لما يقومون به مع نواب المتن من عمل إنمائي في مختلف المناطق المتنية، وعلى تعبيد وتأهيل طرقات تعني أديرة الرهبنة تحديدا، لاسيما تعبيد وتأهيل محيط ديري مار روكز ومار الياس مؤخرا، قائلا " قد يقول البعض ان هذا من واجبهم، وهو كذلك. لكن هناك في المقابل من لا يقوم بواجبه. لذلك نشكرهم عملا بالقول " لقد نظر الينا فأحبنا"، ومن هذا المنطلق فعملهم نابع عن الغيرة علينا". ثم كان عشاء في دير مار الياس، ضم إلى العماد عون عدد من النواب والفاعليات، كانت خلاله كلمة للعماد عون شدد فيها على أهمية ان تكون للمسيحيين رؤية إستراتيجية لا رهانات ظرفية في ما يتعلق بقانون الانتخاب والحفاظ على الديموقراطية، وفي الإصلاح ومحاربة الفساد وانعكاسها على بناء الدولة بمؤسساتها، فضلا عن العمل على تحسين الشراكة وترسيخها في مؤسسات الدولة واداراتها، مشددا على أهمية التعاون والتكامل مع الكنيسة لتحقيق هذه الأهداف".

 

في سياق آخر ولكن متصل قرأنا خبراً ثانياً يفيد أن بلدة عين ابل الجنوبية وفي الذكرى ال 13 للجوء أهلنا إلى إسرائيل رفعت الصلاة يوم الأحد 09 حزيران من أجل عودتهم معززين ومكرمين إلى وطنهم الذي أحبوه ودافعوا عن ترابه وهويته وقيمه وكرامة إنسانه. هذا وطالب الذين شاركوا في الصلاة الدولة والمسؤولين الاهتمام بملف أهلهم وإنهاء مأساتهم.

 

بالواقع إن قراءة الخبرين بتجرد وإيمان ووطنية يبين شرود أصحاب نذورات عن نذورهم (عفة وطاعة وفقر) وابتعادهم الكبير والمخيف عن جوهر دعوتهم الرهبنية.

 

صلوا لميشال عون وهو الذي بوقاحة الأبالسة ساهم ويساهم في إبقاء أهلنا في إسرائيل بعد أن ارتضى أن يكون غطاءً مارونياً اسخريوتياً وملجمياً وطروادياً لحزب الشيطان الذي هجر أهلنا وفبرك الملفات القضائية بحقهم ويمنعهم بالقوة والإرهاب والبلطجة من العودة إلى وطنهم.

صلوا لميشال عون الذي يؤيد نظام الأسد المجرم الذي قتل وخطف وهجر وأذل الموارنة وقادتهم وكنيستهم وضرب الديموغرافية اللبنانية لغير مصلحة الموارنة بتجنيسه ما يزيد عن مليون شخص.

صلوا لميشال عون وهم يعلمون أنه نكر وجود الراهبين الإنطونيين في سجون سوريا، ألبير شرفان وسليمان أبو خليل، كما نكر وجود كل المغيبين على أيدي عسكر ومخابرات نظام الأسد، فأي صلاة هذه؟

صلوا لميشال عون الذي يعادي العالم الحر والدول العربية والأمم المتحدة ويعمل بوقاً وصنجاُ وأداة رخيصة وطيعة عند محور الشر الإيراني-السوري وخدمة لمشروعه الصفوي والتوسعي والإحتلالي.

صلوا لميشال عون الذي يهزأ من القرارات الدولية ويؤيد سلاح حزب الله الإرهابي ودويلاته ومربعاته ويرى في الجيش اللبناني مجرد قوة أمن داخلية وفي حزب الله جيشاً يحمي لبنان.

صلوا لميشال عون الذي وقع ورقة تفاهم مع حزب الله تخلى من خلالها عن كل ما هو دولة لبنانية ومؤسسات وسيادة واستقلال وتعايش وقانون وكرامة وعزة.

صلوا لميشال عون الذي بارك غزوة حزب الله لبيروت والجبل وهلل لها ويطالب بتكرارها.

صلوا لميشال عون الذي قرر نقل موقع القرار الماروني إلى براد السورية.

صلوا لميشال عون الذي ارتضى الذل والخنوع والركوع والتبعية طمعاً بحلم كرسي بعبدا.

صلوا لميشال عون الذي أصبح ماضيه يخجل من حاضره.

صلوا لميشال عون ملك الفساد والإفساد، وملك التعتير والتغيير إلى الأسوأ.

صلوا لميشال عون الذي تبنى مشروع قانون انتخابي يلغي الموارنة والمسيحيين على أساس لبنان دائرة واحدة

صلوا لميشال عون الذي هلل فرحاً بعد كل عملية اغتيال طاولت لبناني سيادي واستقلالي.

صلوا لميشال عون الذي نكر وجود أهلنا في السجون السورية.

وتطول قائمة كفر وجحود وهرطقات ميشال عون وتطول، وهو الذي صلت له الرهبنة الأنطونية!!

 

ميشال عون ومعه الذين صلوا له ليسوا منا عملاً بما جاء في رسالة القديس يوحنا الأولى: "يا أبنائي الصغار، جاءت الساعة الأخيرة. سمعتم أن مسيحا دجالا سيجيء، وهنا الآن كثير من المسحاء الدجالين. ومن هذا نعرف أن الساعة الأخيرة جاءت. خرجوا من بيننا وما كانوا منا، فلو كانوا منـا لبقوا معنا. ولكنهم خرجوا ليتضح أنهم ما كانوا كلهم منا". (يوحنا الأولى02/18و19)

 

نذكر الذين صلوا لميشال على خلفية الثقافة العكاظية وعلى قاعدة مفاهيم الذمية والتقية والمسايرة بقول رسول الأمم في هذا السياق: "لو أردت أن أساير مقامات الناس ما كنت عبداً للمسيح"

 

يا من صليتهم لميشال عون هل قرأتم في الإنجيل ما قاله النبي اشعيا عن من يعملون أعمالكم ويقولون أقوالكم؟: "ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك". (اشعيا33/01)

 

يا من صليتهم لميشال عون وعلى افتراض أنه قام بواجباته الوطنية والدينية وهو بالطبع لم يقم بذلك، بل اقترف العكس تماماً، هل تعاميتم عن قول السيد المسيح بضرورة أن لا يُشكر من يقوم بما هو مطلوب منه:

"كذلك أنتم أيضاً، متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا". (لوقا17/10)

 

يا أصحاب النذورات صلواتكم هذه هي مناقضة كلياً لرسالتك ولدعوتكم فتوبوا واستغفروا ربكم وأخجلوا من أفعالكم وأدوا الكفارات. "وصار مرشدو هذا الشعب مضلين، ومرشدوه مبتلعين". (إشعياء09/16)

 

نختم مع النبي اشعيا صارخين بصوت عال: "ويل للذين يدعون الشر خيراً والخير شراً، الجاعلين الظلام نوراً والنور ظلاماً، الجاعلين الحلو مراً والمر حلواً. ويل للحكماء في أعين أنفسهم، العقلاء في نظر ذواتهم. ويل للذين يبررون الشرير لأجل رشوة، ويحرمون البريء حقه. فلذلك كما تأكل ألسنة النار القش، وكما يفنى الحشيش اليابس في اللهيب، يذهب كالعود النخر أصلهم ويتناثر كالغبار زهرهم". (اشعيا05/21حتى24)

 

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي
*عنوان الكاتب الألكتروني
phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 12 حزيران/13