بيئة دويلة حزب الله تعيش وتمارس ثقافة شريعة الغاب

بقلم/الياس بجاني

 

لم يعرف العالم في تاريخه لا الحديث ولا الغابر وضعاً شاذاً وفوضوياً وإرهابياً مشابها للوضع اللبناني الحالي الذي يفرضه حزب الله بالقوة والبلطجة والإرهاب تحت رايات نفاق المقاومة ودجل التحرير، وخزعبلات محاربة إسرائيل، في حين يمارس دون رادع كل أنواع الإجرام.

حزب الله، هذا الجيش من المرتزقة والطرواديين حول لبنان إلى ساحة لحروب محور الشر الإيراني-السوري ومخزناً لأسلحته ومعسكراً له. حزب الله لا يهمه لا أمن ولا لقمة عيش ولا كرامة المواطن لأنه أداة إيرانية ونقطة على السطر.

ومن المؤكد تاريخياً وإيمانياً ومنطقياً إن الشر لا يمكن أن يستمر في غيه إلى ما لا نهاية وأن الأشرار دائماً وأبداً يكون مصيرهم الدمار والزوال مهما تمادوا في كفرهم والجحود والإجرام والبلطجة والغزوات والظلم والمذهبية والغرائزية. على هذه الخلفية الحتمية والمؤكدة فإن حزب الله وبعد تدخله عسكرياً في سوريا إلى جانب نظام الأسد الذي يقتل أهله بدأ يسير وبخطى سريعة نحو الهاوية ونهايته المدوية آتية لا محالة عاجلا أم أجلاً.

أما أخطر ما تسبب به هذا الحزب المخرب والسرطاني أنه عمم داخل بيئته التي أخذها رهينة منذ العام 1982، عمم ثقافة مد اليد والبلطجة وعدم الاكتراث بالقوانين رفض الآخر. كما زرع بداخلها وبعقول أفرادها كل موبؤات الاستكبار والانتفاخ الكياني وثقافة شرعة الغاب.

هذا الحزب التابع مباشرة للحرس الثوري الإيراني ليس فيه أي شيء لبناني أو عربي. فهو ملالوي العقيدة والقرار والقيادة والتمويل والتنظيم ويحلل ويشرّع ما يناسب المشروع الإيراني الهادف إلى ضرب كل الدول العربية وإسقاط أنظمتها وإقامة الإمبراطورية الفارسية على أنقاضها بالقوة والإرهاب.

في هذا السياق الجهنمي والممنهج يُصنع الحزب المخدرات ويهربها إلى الدول العربية، ويزور الأدوية، ويخطف ويغتال ويقتل ويسرق ويبيض الأموال ويقتل الشعب السوري وينفذ عمليات إرهابية في العديد من دول العالم، ويعمل ليلاً نهاراً لتهجير اللبنانيين من وطنهم، وتفكيك كل أسس الدولة اللبنانية، وتهميش مؤسساتها وتعطيل واختراق قواها الأمنية، والهيمنة على حكمها وحكامها وقضائها، وتطول قائمة ارتكاباته وكلها تتم تحت شعارات نفاق المقاومة والممانعة والتحرير.

الحزب هذا يحتل مطار بيروت الدولي بوقاحة وعلناً منذ العام 2005 في ظل غياب كامل وشامل للدولة وهو من خطط ونفذ مؤخراً عملية خطف التركيين، كما أن الحاجة حياة التي تهدد وتتوعد عالمكشوف بخطف الأتراك واستهداف المصالح التركية في لبنان هي تابعة للحزب ومحمية من قبله ومعها كل من يعمل في أطار تجمع أهالي المخطوفين الشيعة في إعزاز السورية.

حزب الله هو من خطف التركيين، وهو من ويهدد كل مسؤول وسياسي ومواطن لبناني وعربي يرفض القبول بهيمنته وإرهابه، وهنا لا يجب أن يغيب عن أحد أن حكومة الميقاتي التي تصرف الأعمال هي أداة طيعة في يد الحزب الذي يمنع تشكيل حكومة جديدة.

إن المطالبة بفتح مطارات جديدة في لبنان بات أمراً أكثر من ضروري وذلك لتحرير اللبنانيين وغير اللبنانيين من هيمنة الحزب وفك أسرهم بما يخص حرية التنقل والخروج والدخول إلى لبنان.

توجد في لبنان حالياً مطارات قائمة في رياق وحامات والقليعات، منها ما يستعمل عسكرياً من قبل الجيش، ومنها ما هو مغلق، وتشغيل هذه المطارات لن يكون صعباً ولا مكلفاً. نعم لقد بات من الضرورة بمكان فتح وتشغيل مطارات لبنانية جديدة بعيدة عن سلطة ونفوذ وإرهاب إخطبوط حزب الله.

في الخلاصة إن تعامى المسؤولين والسياسيين وكبار رجال اللبنانيين عن الحقيقة الاحتلالية لم يعد يجدي نفعاً، فلبنان دولة مارقة وفاشلة ولم يعد باستطاعة أهله وحدهم تحرير وطنهم من احتلال حزب الله الإيراني والإرهابي وقد أمسى من الملزم وطنياً وأخلاقياً لكل عامل في الشأن السياسي اللبناني أن يساهم بجرأة في حمل ملف بلده المحتل إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والعمل بجدية لإعلانه دولة مارقة وفاشلة، وبالتالي تسليمه للقوات الدولية لتعيد تأهيله.

 

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

تورنتو/كندا في 18 آب/13

 

رابط المقالة في جريدة السياسة الكويتية

http://www.al-seyassah.com/AtricleView/tabid/59/smid/438/ArticleID/257061/reftab/36/Default.aspx