كتلة
عون تتحول الى
"قرنة"
جديدة
والتلاقي
بين البطريرك
والجنرال
أكثر وثوقاً
ألبلد 24
حزيران 2005
تؤكد أوساط
مطلعة ان
جميع الظروف
والعوامل
باتت متوافرة
لتأسيس علاقة
تنسيق وتكامل
ثابتة، بين بكركي
وفريق العماد ميشال عون. واذا كانت
المؤشرات الى
ذلك باتت واضحة
في الشكل،
خصوصاً لجهة
الزيارات العونية
الى
الصرح البطريركي
في توقيت بالغ
الدلالة
دائماً، فان
مكونات هذه
العلاقة في
الجوهر
والمضمون، هي
ما يعوّل عليها
فعلاً. وتشير
الأوساط
نفسها الى
أنه لناحية
الشكل، بات
معروفاً ان
الجنرال هب الى تأييد بكركي
وحيداً، بعد موقفها
من قانون
الانتخابات
النيابية في 11
أيار الماضي،
لكن ما ليس
معروفاً انه
جمع في توقيت
زيارته
الثانية أمس
الأول، أكثر
من سبب، منها
التشاور في
استحقاق
انتخابات
رئاسة المجلس
النيابي
وهيئة مكتبه
يوم الثلثاء
المقبل،
ومنها
المشاركة في
حصيلة
"الهجمة" الدبلوماسية
على الرابية
قبل ذلك بيوم
واحد، مع زيارات
كل من سفراء
الولايات
المتحدة
وفرنسا وروسيا،
ومنها أيضاً
وأيضاً،
توقيت
الزيارة الى
سيد بكركي
في الصباح
التالي
لانتقاد
النائب وليد جنبلاط
البطريرك
الماروني،
ومحاولة غمزه
من قناة العلاقة
الوثيقة بينه
وبين عون.
نقاط التلاقي
غير أن الأهم
من الشكل،
يبقى
المضمون، وهو يتمظهر في
التلاقي
والمقاربة
المشتركة حول
النقاط الآتية:
1 ـ
اندثار الأطر
السياسية
المكوكية حول بكركي
خصوصاً، كما
حول العمل
السياسي
المعارض عموماً،
والمقصود
بذلك في شكل
مباشر، "لقاء قرنة شهوان"
و"لقاء البريستول"
ذلك أن ثمة
عوامل عدة
ومتنوعة
تقاطعت وخلصت الى هذه
المحصلة.
فلجهة "القرنة"
هناك مواقف
أركانها من
بعض المحطات
المفصلية
السابقة
للانتخابات،
وهناك نتائج
الانتخابات
النيابية
نفسها، ذات
الرسائل التي
يجب الاعتبار
منها، كما
هناك طبيعة
التشكل السياسي
كما يبدو في
المرحلة
المقبلة، اذ
من الواضح أن
ما تبقى من "القرنة"
سيتوزع بين
التحاق البعض
بالسلطة عبر
الأكثرية
النيابية
التي يمتلكها
محور الحريري
ـــ جنبلاط،
وبين البقاء
في المعارضة
مع الجنرال
عون.
أما لجهة
"لقاء البريستول"
فالثابت انه
لم يعد
موجوداً،
بدليل اقتضائه
وجود شهيد على
الأقل، لضمان
انعقاد اجتماع
له. وفي غياب
أي عملية ارهابية
من نوع اغتيال
زعيم أو أحد
قادة الرأي،
فما فوق، لم
تعد للقاء البريستول
على ما يبدو
القدرة على
مجرد اللقاء،
وان كان الوضع
الوطني
حافلاً
باستحقاقات
مثل تكوين "السلطة
البديلة"
التي نادت بها
"القرنة"
طيلة ثلاثة
أعوام، في وجه
المكونات
الأخرى التي
باتت تمثل
غالبية "لقاء البريستول"
نفسه.
واذا كان الاطار
الأخير بات
على هذا
المستوى من
الاستمرار، فان
"القرنة"
لم تعد فعلياً
موجودة اطلاقاً.
وكشفت
المعلومات
المؤكدة أن
بعض أعضائها
حاول قبل ثلاثة
أسابيع
القيام بمسعى
مع بعض رعاتها
لعقد اجتماع
عام لها. غير
أن تشاوراً
بين المسؤولين
الروحيين
المعنيين
بهذا اللقاء،
خلص الى
صرف النظر عن
ذلك. حتى أن
بحثاً بدأ
يدور في الأوساط
المعنية
بالأمر حول
استمرار
البعض في استعماله
التسمية
"لقاء قرنة
شهوان"،
في الاعلام
والسياسة، في
شكل مغاير لارادة
القيمين
عليه، وهو ما
قد يؤدي الى
ايجاد اخراج
رسمي لنهاية
هذا الوضع، الا اذا
كان ثمة من
يفكر في نقل
المقر الصيفي
لأبرشية انطلياس
المارونية الى مكان
آخر، ليحتفظ
هو لنفسه بحق
استعمال التسمية
الزائلة.
وازاء هذا
الوضع يتضح
مجال التلاقي
الأول بين بكركي
وفريق العماد
عون، اذ
تتجه الأمور،
وفق المنطق
السابق ذكره، الى تحول
كتلة عون
النيابية الى
"القرنة"
الجديدة، مع
بروز بوادر
حول امكان
استمالة هذه
الكتلة عدداً
آخر من النواب
الجدد
المستقلين أو
حتى من نواب "القرنة"
المنتخبين
على لوائح أخرى،
في مناطق لم
تشهد مواجهات
انتخابية مع
فريق عون.
وكشفت
الأوساط
المطلعة ان
اتصالات
ومساعي بدأت
على هذا
المستوى ومع
أكثر من طرف
معني.
وتضيف هذه
الأوساط ان
"القرنة"
الجديدة
ستتزامن
أيضاً مع
تأسيس "لقاء بريستول"
جديد، أو
بتعبير أوضح،
قيام اطار
معارض أوسع،
يشكل الحلقة
الكبرى
بالنسبة الى
كتلة "الاصلاح
والتغيير"
النيابية،
ويضم مروحة
واسعة جداً من
القيادات، من
مختلف
المناطق
والطوائف. وثمة
اشارة في
هذا المجال، الى أن
تجربة
اجتماعات
فندق "لورويال"
في منطقة الضبية،
عشية
الانتخابات
تشكل النواة
التجريبية الأولى
للاطار
المعارض
الجديد،
علماً أن
بحثاً يدور
الآن حول
تعميق هذه
التجربة،
وتثقيلها
لتضم قيادات
كبرى ظلت خارج
محور الحريري
ـ جنبلاط
المنتظر ان
يتحول سلطة
مقبلة.
2 ـ
التقارب
العفوي في
وجهات النظر
من مختلف الملفات
المطروحة
والمسائل
المرتقبة،
بين بكركي
والعماد عون.
وفي جردة
سريعة لمواقف
الأشهر
الماضية يتضح
للمراقبين ان
الطرفين
متوافقان على
قضايا أساسية
وبنيوية
للنظام
اللبناني،
كما على
غالبية
الأمور السياسية
المطروحة،
يكفي
للاستدلال
على ذلك استذكار
موقف كل من
البطريرك
الماروني مار نصرالله
بطرس صفير
والجنرال عون
من قضايا
قانون
الانتخابات
النيابية،
ومصير الولاية
الممددة
لرئيس
الجمهورية،
وسلاح تنظيم
"حزب الله"،
وصولاً الى
ملفات الفساد والهدر
العام واعادة
بناء الحكم
الصالح.
وكشفت
الأوساط
المطلعة
نفسها، ان
هذه القضايا
كانت موضع بحث
مطول بين
أوساط بكركي
والرابية،
انتهى الى
تطابق في
وجهات النظر.
وهو ما جعل
أحد المعنيين بعملية
التنسيق يؤكد
لأوساط الصرح ان
"الفارق بين
الماضي
والمستقبل،
انه من قبل كان
ثمة من يتحدث
باسم بكركي
ويتصرف على
هواه، أما نحن
فلن ندعي
التحدث باسم
الصرح، لكننا
سنلتزم
التنسيق
والتوافق في
كل القضايا
الوطنية التي
تقتضي ذلك".
3ـ
التبلور
التدريجي
لحجم التمثيل
المسيحي الذي
اكتسحه عون في
مختلف
المناطق، وهو
ما بات يظهر
تباعاً مع
تشريع
النتائج،
وبات يصل الى
بكركي
يوماً بعد
يوم. وتشير
عملية
التدقيق في
نتائج
الانتخابات
التي أجريت الى أن
جميع مرشحي
الجنرال
نجحوا في الاقتراع
المسيحي، ولم
يسقط أي منهم
في أي من الدوائر
التي خاض فيها
عون منافسة
جدية بواسطة
لوائح مدعومة
منه.
وأعطت
الأوساط
نفسها أمثلة
أولية عن ذلك
تشير الى
ما يلي:
حاز عون
شخصياً على 67433
صوتاً من أصل 98665
شخصاً اقترعوا
في دائرة كسروان جبيل،
أي انه حصد ما نسبته
68 في المئة
من الأصوات،
علماً أن في
هذه الدائرة
نحو 16500 ناخب
مسلم، يتوقع
أن يكون أكثر
من نصفهم قد
اقترع وفي شكل
مطابق لنسب
الاقتراع
الأخرى وتوزعه
على المرشحين
في هذه
الدائرة.
حاز مرشح عون
من "التيار
الوطني
الحر"، المحامي
ابراهيم
كنعان، على 56840 صوتاً
من أصل 83502 شخصين
اقترعوا في
دائرة المتن الشمالي،
أي ما نسبته 68
في المئة
من الأصوات
أيضاً، علماً
أن في هذه
الدائرة نحو 8900
ناخب مسلم، لم
تظهر بعد
النتائج
التفصيلية
لاقتراعهم،
مع ان
البعض يرجح أن
تكون أكثرية
بسيطة من مقترعيهم
قد صبت لصالح
اللائحة المنافسة
لعون، بتأثير
من محور
الحريري ـ جنبلاط.
وفي المقابل
قد يعترض
البعض على دقة
الاستنتاج
حول التأييد
المسيحي
لعون، في
دائرة المتن
الشمالي،
نظراً الى
تحالفه مع حزب
الطاشناق،
والتبادل
الانتخابي
الذي أجراه مع
النائب ميشال
المر وحلفائه.
غير أن الرد
على هذا الاعتراض،
لا يلبث
أن تكرسه
نتائج بعبدا عاليه.
تظهر
النتائج
المفصلة في
دائرة بعبدا
- عاليه ان
الفارق في
الاقتراع
المسيحي بين
مرشحي عون وخصومهم
كان كاسحاً،
رغم أن هذه
الدائرة شهدت كما
دائرتي المتن
الشمالي وكسروان
جبيل،
تحالفاً لكل
القوى
المسيحية
مناهضاً لعون.
ومع ذلك يبدو
من النتائج أن
نحو 59 ألف
مسيحي اقترعوا
في هذه
الدائرة،
وأعطوا العدد
الأكبر من
أصواتهم على الاطلاق
لمرشح
"التيار"
المهندس حكمت ديب عن
المقعد
الماروني في
عاليه، والذي
نال نحو 44500 صوت
مسيحي، أي ما
نسبته 75 في المئة
من أصوات
المسيحيين
المقترعين.
والتأييد
المسيحي نفسه
تقريباً ناله
زملاء ديب
في اللائحة: بيار دكاش
43718 صوتاً
مسيحياً، شكيب
قرطباوي
43141، ناجي غاريوس
40863، أسعد أبي
رعد 41354 ومروان
أبو فاضل 43103.
والمجموع نفسه
تقريباً
أيضاً أعطاه
المسيحيون
لحلفائهم على
اللائحة من
غير
المسيحيين فنال
طلال ارسلان
43726 صوتاً
مسيحياً،
غالب الأعور 43499
صوتاً، رمزي كنج (تيار) 43040
صوتاً وعصام
شرف الدين 42290
صوتاً.
وفي المقابل
تظهر النتائج
نفسها أن
المرشح المسيحي
الفائز عن
اللائحة الجنبلاطية،
والحائز على
أكبر نسبة من
المقترعين
المسيحيين
بين زملائه،
كان الدكتور ادمون
نعيم، مع 16564
صوتاً
مسيحياً، أي
ما نسبته 28 في المئة فقط
من المقترعين
المسيحيين،
وأدنى الفائزين
اقتراعاً
مسيحياً كان عبدالله
فرحات مع نحو 13610
أصوات
مسيحية، أي
بنسبة 23 في المئة
من المقترعين
المسيحيين.
أما في
الشمال، ومع
اشتداد
المعركة أكثر
واستنفار
أكبر للقوى،
أظهرت
النتائج الأولية
أن مرشحي
تحالف عون فرنجية
الثلاثة
فازوا في قضاء
زغرتا،
وبفارق كبير
من أصوات
المقترعين في
هذه المنطقة،
مع نحو 22 ألف
صوت لفرنجية
ومعدل 18 ألف
صوت للائحة،
مقابل نحو
النصف
للمرشحين
الفائزين
بأصوات
المناطق الأخرى.
أما في البترون
فحل مرشح
"التيار"
جبران باسيل
أول مع نحو 15
ألف صوت، يليه
المرشح
الفائز بطرس
حرب بفارق نحو
500 صوت،
فالمرشح
الخاسر نزار يونس
ثالثاً،
وأخيراً مرشح
السيدة ستريدا
جعجع الفائز انطوان
زهرا بفارق
نحو 3 آلاف صوت
خلف باسيل،
رغم التحالف
العريض، بين
تحالف أنصار
جعجع وحرب
والرئيس
الجميل، بكل
تفرعاتهم، ضد
عون في قضاء البترون.
غير أن
الجهات
المطلعة تشير الى أن في البترون
نحو 3744 ناخباً
اقترعوا
بأغلبيتهم
الساحقة لصالح
الثنائي حرب
زهرا،
وبالتالي
فعند تبيان الاقتراع
المسيحي البتروني
وحده، يرجح
انضمام
المرشح نزار
يونس الى
زميله باسيل،
كفائزين عن
القضاء.
والأمر نفسه
يرجحه المطلعون
في قضاء الكورة
حيث هناك 7985
ناخباً
مسلماً،
رجحوا
بأصواتهم مرشحين
اثنين من
اللائحة
الحريرية، ضد
تحالف عون
فرنجية، فيما
ظل المرشح
الخاسر فايز
غصن فائزاً في
قضائه على
حساب مرشح
جعجع الفائز
فريد حبيب. الا
أن التدقيق في
الاقتراع
المسيحي وحده
يرجح عودة
زميلي غصن الى
الفوز في
قضائهم،
بأكثرية
الاقتراع
المسيحي
أيضاً. هذه
الوقائع باتت
تصل تباعاً الى أوساط بكركي،
لتكرس واقعاً
جديداً في
علاقات مختلف
الأطراف
معها،
ولتبلور
أسساً جديدة
للتعاطي مع
المرحلة
المقبلة،
وأطراً جديدة
لمقاربتها،
لن تتأخر في
الظهور
العلني، بعد
جلسة الثلثاء
المقبل.