أهم ما نشر في مجلة الشراع عدد يوم الجمعة 25 نيسان/اضغط هنا

هل تجوز الرحمة على غوبلز/بقلم حسن صبرا
رسائل رئيس التحرير/الى حزب البعث العربي الاشتراكي

رداً على تعطيل عون انتخابات الرئاسة المسيحيون ينتفضون

اسم جديد لحاكم مزرعة مصرف لبنانA classeرياض سلامة/بقلم حسن صبرا
الحاجة هدى للشراع:الأزمة ستشتد والشهران المقبلان صعبان للغاية

مقابلة مع محمد دحلان

خفايا وأسرار

 

-------------------------------------------------------------------------------------------------
هل تجوز الرحمة على غوبلز؟

بقلم حسن صبرا

لا تشبه الاهزوجة الاعلامية والسياسية باسم القانون والانسانية التي يقودها المدافعون عن الضباط الاربعة المشتبه بهم بالتخطيط لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الا الاسلوب النازي الاعلامي الذي قاده وزير الدعاية الالماني خلال الحرب العالمية الثانية غوبلز الذي استند الى قاعدة اكذب اكذب اكذب فلا بد ان يرسخ شيء مما تكذب فيه في اذهان المستعمين.

طبعاً لا يمكن وصف أي من الضباط بأنه هتلر حتى لو كان بذكاء جميل السيد، ولا يمكن وصف أي من المدافعين بأنه غوبلز.. ومع هذا فالحملة مستمرة وصار من الاخلاق والوطنية والدين والانسانية اظهار الصورة كما هي دون تردد او اخفاء:

1-  واذا ما استثنينا الجنرال عون فإنه لم يسبق في لبنان على حد ما يردده كثيرون ان تم تناول القضاء اللبناني بهذه الطريقة الممجوجة الملأى بالمزايدات والاثارة حيث ينغمس فيها سياسيون ومحامون وحتى رجال دين، في الدفاع عن الضباط الاربعة بما يقدم هؤلاء المشتبه بهم للرأي العام انهم ابرياء، بينما لم يتح للقضاء اللبناني حتى الآن ((الدفاع عن نفسه)).

وكأن هذا القضاء هو المتهم، وكأن المتهمين الموقوفين هم المعتدى عليهم.. والغريب ان تعرض القضاء وفي قضايا اقل اهمية وإثارة من هذا بكثير، كان يستدعي تدخل مجلس القضاء الاعلى والتفتيش القضائي ليقوم بواجبه بالدفاع عن ابنائه ولا يترك الاهانات والاستفزازات والاستدراجات تتم علناً وليلاً نهاراً وفي وسائل الاعلام وفي المنتديات والندوات والمحاضرات العلنية وهو صامت صمت ابي الهول.

2- وقد بات واضحاً ان هذه الحملة الغوبلزية تستهدف تحديداً النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا والمحقق العدلي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه القاضي صقر صقر لاستدراجهما للكلام واستفزازهما في اسفافات لا يرد عليها القاضيان ميرزا وصقر لأن مجرد حديثهما وردهما سيعتبر خروجاً عن الحياد وانتهاكاً للموضوعية، واذا ظلا على صمتهما تركت الساحة لمن يعبث فيها كذباً وزوراً.

3- ان صلتنا نحن في ((الشراع)) بالقضاة الذين نكن لهم كل احترام، ولطالما  نالنا الكثير من احكامهم التي نخضع لها بغرامات وإدانات.. شبه معدومة منذ عدة سنوات، لكننا لا نستطيع مهنياً وأخلاقياً وانسانياً ووطنياً الا ان نشدد على وجوب المحافظة على هذه المؤسسة، التي ترعى العدالة في لبنان، وهي احدى ركائز بقاء هذا الوطن، رغم المخاطر التي يعيشها منذ سنوات، بل منذ عقود.

ونحن الذين عانينا من سلوكيات زمن الوصاية السورية الكريهة على لبنان، لا نملك الا التمسك بالقضاء اللبناني الذي يتحرك منذ انطلاق الاستقلال الثاني بجدية كاملة لاستعادة تاريخه الناصع الذي حاول نظام الوصاية الامني الكريه تلطيخ سمعته وتشويه سلوكياته، بعد سجن القيم والاخلاق والكرامة وكل القيم العظيمة التي يمثلها وطننا لبنان خلال زمنه البشع.

4- والقضاء اللبناني لا يحتاج لمن يدافع عنه ولا حماية من احد الا من الله ومؤسسته الاساسية وهي مجلس القضاء الاعلى، واستمرار الصمت على الحملة الظالمة على القضاة والقضاء ستبيح لذوي المصلحة استغلاله للايغال في تناول القضاء الذي لن ينجو منه احد حتى من الصامتين انفسهم.

5- يتحدث قادة الحملة ((الغوبلزية)) عن حجز حرية وكبت داخل السجن للضباط الاربعة، بينما نرى احدهم وهو المشتبه به جميل السيد يصدر بيانات شبه يومية، وفي كل مناسبة وأحياناً بدون مناسبة من داخل سجنه مباشرة وعن طريق مكتبه الاعلامي، بما لم يحصل مع أي مشبوه بجريمة قتل من الدرجة الاولى في العالم، حتى في جمهوريات الموز الشهيرة في اميركا الجنوبية.

6- ان الجناية المتهم فيها جميل السيد والضباط الثلاثة الآخرون تسمح للقضاء بأن يوقفه (ويوقفهم) طالما ان القضية لم تعرض على المحكمة، وليس هناك حسب القانون مدة محددة للتوقيف في هكذا قضايا.

7-  ان محامي المشتبه بهم الاربعة يعقدون مؤتمرات صحافية يتناولون فيها القضاة بسلبية وانتقادات ساخرة، وهو امر لم تعتده نقابات المحامين في لبنان في تاريخها العريق، فضلاً عن زياراتهم وجولاتهم على الكثير من المرجعيات غير المعنية بالقانون والقضاء بما يهدف الى تسييس هذه القضية وتحويلها الى قضية رأي عام وضغط اعلامي على القضاة وهم اسرى الالتزام المهني والاخلاقي والقانوني.

8- لقد اظهرت هذه الحملة الغوبلزية للرأي العام اللبناني وفي الخارج ان الاعلام المتاح للمشتبه بهم بقتل الرئيس الحريري ورفاقه، الشهداء من رفيق الحريري الى باسل فليحان الى الشهداء الذين سقطوا معهما انهم هم الجناة وان المتهمين الاربعة المعتقلين هم ضحايا.. حتى بات البعض يستعيد عبارة الفاجر أكل مال التاجر.

9- صحيح ان على المحامين واجب الدفاع والاستبسال به وفاء لموكليهم في قضية هي بمثابة الوقوف بين الموت والحياة، الا ان الواجب المهني وقانون تنظيم مهنة المحاماة، وقانون العقوبات وقانون اصول المحاكمات الجزائية كلها يحظر هكذا تصرفات مثل عقد مؤتمرات صحافية يتناول فيها المحامون التحقيق والقضاة المكلفون به، وكذلك حظر نشر أي معلومة من التحقيق لأن النص القانوني الذي يرعى اجراءات التحقيق يوجب ان تبقى جميع تفاصيل التحقيق سرية الى حين انهاء التحقيق، وصدور قرار بمنع المحاكمة، او بالظن والاتهام.

وأخيراً،

بالمقارنة مع هذه الاثارة الاعلامية والسياسية، وأحياناً الغرائزية التي يحيط بها المدافعون عن الضباط الاربعة قضية هؤلاء، مقابل الاهتمام الوطني الخجول بقضايا وضحايا التفجيرات الاخرى وأصحاب المؤسسات المنكوبة، يبدو الفارق كبيراً بين الضجيج المفتعل عالي الصوت والمنسق اعلامياً والمبرمج سياسياً من لبنان وسوريا وايران، وبين الدعوات العاقلة والوطنية لإحقاق الحق، وجعل المجرمين يدفعون ثمن جرائمهم التي هزت لبنان بأكمله.

اما هؤلاء الذين تعهدوا (لفظياً فقط)) بعدم الراحة حتى كشف الجناة، والذين قالوا انهم لن يناموا الى ان يتم كشف هذه الجريمة.. فإنهم في احاديثهم وسلوكياتهم وكذبهم ما يجعل حفيد آخر رجل مات في الحرب العالمية الثانية يترحم على غوبلز نفسه.

------------------------------------------------------------------------------------------------

رسائل رئيس التحرير الى حزب البعث العربي الاشتراكي

 

لم يسىء لقضية الوحدة العربية ومفهوم الامة (ذات القصد الواحد) احد مثلما اساء اليها حزبا البعث العربي الاشتراكي الحاكمان في سوريا والعراق صاحبا شعار: ((أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة)).

والبعض يعتقد ان الاجدر والاكفأ والاشد ايلاماً وفضحاً لأي شعار هم اولئك الذين يحملونه، كما اساء الشيوعيون لفكرة الملكية المشاعية بدءاً من ديكتاتورية ثم احتكارية الحزب الشيوعي السوفياتي لكل شيء في بلاده حتى افناها نظاماً وفكرة، ومثلما اساءت الرأسمالية لشعار الحرية الفردية في العمل وفي السياسة فأنتجت اسوأ انواع استغلال الانسان لأخيه الانسان فانعدمت حرية الفرد في حق العمل الدائم والطبابة الواجبة، وجعلت شعار ((دعه يعمل دعه يمر)) مفتاحاً لمرور الشرور وكل اعداء العمل الحر حتى انتجت النازية والفاشية والفرانكواية في كل من المانيا وايطاليا واسبانيا وجلبت الدمار للعالم في حروب افنت نحو 50 مليون انسان عدا الدمار الذي لحق كل شيء.

ومثلما اساء الاسلاميون الى الدين الاسلامي حين نجح هؤلاء بفك ارتباط ظاهرة التخلف والتجزئة والفقر بالاستعمار وربطها بالاسلام البريء من كل هذه المظاهر، كذلك حين نجح الاسلاميون بنقل ظاهرة الارهاب من الاستعمار وجيوشه والشيوعية وجرائمها حين حكمت في بعض البلاد العربية (كاليمن الجنوبي) سابقاً والعراق قبل ذلك الى الجماعات الاسلامية التي جعلت شعارها السيف أي القتل بالارهاب نقيضاً موضوعياً لدعوة الله عز وجل أي وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ترهبون به عدو الله وعدوكم أي تمنعوهم من الارهاب ولا تعتدون عليهم.. مثلما فعلت طالبان في افغانستان ومثلما فعلت القاعدة في ديار المسلمين وهي دار سلام وفي ديار الصليبيين حسب توصيفهم البغيض وهي دار حرب على السواء.. ومثلما فعلت ((الجماعة الاسلامية)) و((الجهاد الاسلامي)) في مصر وهما الخارجان من عباءة الاخوان المسلمين مدرسة الارهاب في العالم الاسلامي كله.. قتلاً وتكفيراً وفرق تخلف ومحاربة تنوير.

امامنا الآن تجربتان عربيتان هما تجربة حزب البعث الذي كان حاكماً في العراق وتجربة حزب البعث الذي ما زال نظرياً على الاقل حاكماً في سوريا.

انتجت تجربة حزب البعث في العراق حكماً ارهابياً بكل معنى الكلمة في العراق، ونحن هنا لا نتحدث عن ارهاب احد خارج العراق، لأن الذي دفع ثمن ارهاب النظام العراقي السابق هو شعب العراق والحسنة الوحيدة عملياً التي سجلت لهذا النظام هي وقوفه بصلابة وشجاعة امام المد الفارسي التوسعي الشعوبي المعادي للعرب والمسلمين خلال حرب الثماني سنوات (1980 – 1988).. لكن هذه الحسنة سرعان ما بخّرها هذا النظام حين اعتدى على الكويت العربية بإجتياح 2/8/1990، ففتح الباب امام سقوطه اولاً حتى تم في 9/4/2003 على يد الاحتلال الاميركي، ثم فتح الباب امام اسقاط هذه الحسنة بالتصدي للتوسع الفارسي بسقوط العراق نفسه تحت هذا التوسع الشعوبي العنصري مع الاحتلال الاميركي للعراق بدءاً من غزو 20/3/2003.

اما تجربة حزب البعث في سوريا فإنها انتجت ارهاباً داخلياً لم يطل الا عرباً في سوريا العربية اولاً ثم في لبنان ثانياً فضلاً عما لحق بالنضال الوطني الفلسطيني وما زال من ارهاب وتواطؤ مع العدو الصهيوني ضده مثلما حصل في تواطؤ نظام حافظ الاسد مع العدو الصهيوني حين اجتاح لبنان عام 1982 تحت الرعاية الاميركية لاخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان بقيادة ياسر عرفات لأن هذا الاخير رفع شعار القرار الوطني الفلسطيني المستقل، وصولاً الى الامساك برقبة حركة ((حماس)) الشبقة الى السلطة فأنتج اول حرب اهلية فلسطينية كانت محرمة بقرار من الفلسطينيين مانعاً لقاء الفلسطينيين التي سعت له مصر والسعودية وما زالتا.

وما زال ارهاب نظام حزب البعث العربي الاشتراكي يضرب في لبنان منذ عام 1975 حين مهد للحرب الاهلية اللبنانية بإغتيال القائد الناصري الشهيد معروف سعد يوم 26/2/ 1975 (استشهد الرجل يوم 6/3/1975) ثم اشعل الحرب بالمعارك والفتن الداخلية بين اللبنانيين، فكان يقصف المسلمين  بمدفعية الصاعقة السورية ثم يضرب المسيحيين بالمدفعية نفسها فيفلت العقال بين المسلمين والمسيحيين حتى اشتعلت الحرب التي استمرت 15 عاماً وكلما كان العقلاء اللبنانيون والعرب يتدخلون لانهاء هذه الحرب كانت الايدي الاستخباراتية السورية تتدخل لاشعالها من جديد، ولم تهدأ هذه الحرب نظرياً الا عندما سلم العرب والغرب والشرق لنظام حافظ الاسد لبنان على طبق من ذهب عام 1989 فتركوه يعيث فساداً وفتناً في هذا الوطن حتى خرج الشعب اللبناني بأكمله ضد هذا النظام الكريه في انتفاضة 14 آذار/مارس 2005 بعد شهر واحد من اغتيال هذه الاستخبارات لرئيس وزراء لبنان رفيق الحريري يوم 14/2/2005 لاحقاً بقيادات لبنان الاساسية التي قتلها هذا النظام من كمال جنبلاط الى المفتي حسن خالد الى رئيسين للجمهورية الى عدد من السياسيين والمفكرين ورجال الدين والصحافيين والادباء..

هل هو حزب البعث الذي حكم سوريا منذ 8 آذار/مارس 1963 وحزب البعث الذي حكم العراق منذ 17 تموز/يوليو 1968 هما المسؤولان عن النظامين اللذين حكما هذين البلدين العربيين؟

نظرياً وعملياً في البداية نعم.

فحزب البعث سمح لزمر عسكرية – طائفية – عائلية داخله او من خارجه بالتسلط على مقاليد الامور حتى سقطت السلطة ثم الحزب ثم الوطن والناس كلها تحت سيطرة عائلة او مذهب او جماعة شبقة الى السلطة والجاه والنفوذ والمال.

وكان اول مسمار في نعش الحزب والوطن ثم الحرية، دُق حين سمح الحزب في سوريا والعراق بوأد كل دعوة لحكم ديموقراطي ان يسود هذين البلدين على الاقل مقياساً بالديموقراطية السياسية التي سادت سوريا والعراق طيلة الاربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين.

قتل بعثا سوريا والعراق فكرة تداول السلطة في بلديهما طيلة 40 سنة على الاقل بما تعنيه حق الناس عبر قواها الحزبية – على ضحالتها – والتزامها الاجتماعي للفئات المالكة عقارياً وصناعياً وزراعياً، ثم عبر قواها السياسية الحرة بانتخاب من تراه ممثلاً لها في السلطة ليقودها اذا توافرت له اغلبية عبر صناديق الاقتراع، وعبر حجمها في مجلس النواب وعبر برامجها الاجتماعية والسياسية حتى المتواضعة منها.

وقتل بعثا سوريا والعراق فكرة المراقبة والمحاسبة عبر خنق الاعلام مرادفاً عملياً وربما انتاجياً للمعارضة السياسية سواء في الصحف او في مجالس النواب او في الاندية السياسية التي كانت تحاول المحافظة على نفسها حين وصل هذان الحزبان الى السلطة مستفيدان او مرتكزان على قاعدتين اساسيتين:

القاعدة الاولى: هي عصبية الحزب الحاكم القائد للمجتمع والدولة والجيش والناس، فكان الحزبان في سوريا والعراق هما حزبا الله المختار تماماً مثلما كان بنو اسرائيل يسمون انفسهم شعب الله المختار امام شعوب عاد وثمود اللتين افناهما الله، ليعتبر اليهود انفسهم مميزين في مواجهة الذين خرجوا عن طاعة الله، فاعتبر حزبا البعث في سوريا والعراق ان كل ما عداهما في هذين البلدين قوى وأناس وتيارات معادية بائدة أي تستحق الإبادة ففعلا بها ما فعل الله/رب غفرانك بالشعوب التي لم تلتزم دعوته للصلاح والخير والعدل.

القاعدة الثانية: هي تعلم الدرس جيداً من النظم السابقة الأكثر ديموقراطية على الأقل في الإطار السياسي حين سمحت هذه النظم بحق تداول السلطة ليس بينها فحسب، بل بينها وبين من يريد الانقلاب ليس عليها فحسب، بل بين من يريد حتى الانقلاب على الكيان لإذابته كما دعوة حزب البعث في كل من سوريا والعراق (كما غيرهما من الحركات القومية اللاغية للوطن من أجل القومية وقد ثبت ان الإلغاء هو للوطن وان الهدف هو السلطة للانقلابيين على حساب القومية والدين وانظروا ماذا فعل الحزبان في سوريا والعراق بكل القوميين العرب سواء داخل سوريا أو داخل العراق أو داخل لبنان أو داخل فلسطين.. مثلاً).

وحتى لا نظلم حزب البعث أكثر نقول ان أمامه الآن فرصة تاريخية للتصحيح إذا كان فيه بقية من مصلحين أو قادرين على الإصلاح علماً بأن فاقد الشيء لا يعطيه، لكنها الروح الديموقراطية التي تدفعنا لعدم الإلغاء وعدم قبوله لا منا ولا من الآخرين.

فالحاكم في سوريا الآن هي أسرة أمنية تركب حزب البعث ويرتضي حزب البعث دور المطية لها حتى الآن، وهو عليه أن يعلن بشكل أو بآخر ما أعلنه مؤسسه الراحل ميشال عفلق حين قال لا هذا الحزب حزبي ولا هذا العسكر عسكري، فهذا الحاكم الآن في سوريا لم يعرف شيئاً عن حزب البعث ونضاله العريق الصادق قبل السلطة من أجل شعاراته في الوحدة والحرية والاشتراكية، لأنه تربى في كنف السلطة، لم يشارك في تظاهرة، بل يقمع كل تظاهرة محقة، ولم يدخل معتقلاً، بل يسجن كل صاحب رأي مخالف، ولم يهتف ضد الاستعمار، بل يستجدي الاستعمار كي يستمر في حكم سوريا، ولم يقاتل إسرائيل بل ان العدو الصهيوني هو الذي يحميه.. هو إذن نقيض عملي لكل ما هو بعثي قاتل وناضل وسجن واضطهد من أجل سوريا عربية، لا لكي تقع سوريا قلب العروبة النابض بين مطرقتي الحماية الصهيونية لأنه يشكل حاجة أمنية لإسرائيل، والرعاية الفارسية لأنه يسمح لها بأن تنتشر في سوريا تشييعاً وتفتيتياً في النسيج العربي والإسلامي لسوريا العربية الواحدة.

الأمر يسري أكثر على العراق لأن البعث فيه خارج السلطة، متخلصاً من مغانمها وحكمها وما يعنيه من امتيازات ورواتب ومواقع وكبر سن وشيخوخة في أرذل العمر لا تترك فرصة للتغيير.

لقد أصاب حزبا البعث في سوريا والعراق فكرة العروبة والوحدة في مقتل بغيض حين اجتاح الأول لبنان وأعمل فيه فساداً ونهباً وقتلاً للعروبيين أولاً.. ثم حين اجتاح الثاني الكويت ووأد فكرة العروبة في منارة الخليج وساق الهوان كله للأمة وفتتها في اجتياحه لها عام 1990.

فهل يستطيع الحزبان الخروج من الذات التي ولدت هذين الحكمين المتسلطين على رقاب الملايين في الشرق العربي كله! هل هناك في الحزبين من يقف ليقول لا ليس هذا هو بعثنا بل ان بعثنا هو الذي يتصالح أولاً مع جماهير سوريا والعراق ويقدم على نقد ذاتي حقيقي وعلى توبة نصوحة مثلما يطلبها الله من المذنبين شرط ألا يعودوا إلى مثلها؟

انه الأمر الأصعب والأمر في حياة حزب كان يوماً شاغل الناس ومالىء الدنيا وأملاً لكل شاب واعد طامح لسلطة عربية حرة ترعى مصالح الناس لا الحزب ولا قياداته ولا العائلة ولا فرد واحد في العائلة سواء اسمه صدام حسين أو حافظ أو بشار الأسد؟

------------------------------------------------------------------------------------------------

رداً على تعطيل عون انتخابات الرئاسة المسيحيون ينتفضون

 

تعيش الساحة المسيحية حالة من التململ على المستويات السياسية والاقتصادية والشعبية بسبب الفراغ الرئاسي وتعطيل عمل المؤسسات الدستورية، والآثار السلبية لهذا الوضع على تركيبة الدولة حيث بدا المسيحيون محرومون من السلطة لشغور المنصب الخاص بهم، فضلاً عن الانعكسات السيئة لحال الشلل في الدولة على شرائح واسعة من اللبنانيين.

وتعبيراً عن استياء المجتمع المسيحي من هذا التهميش لدورهم في الحكم الذي تتسبب به المعارضة وخاصة العماد ميشال عون وكتلته، شهدت المناطق المسيحية الكبرى كالمتن وجبيل وكسروان وزحلة، تحركات شعبية تقترب من حد الانتفاضة على هذا الواقع، بدأت بانسحاب النائب ميشال المر من تكتل ((التغيير والإصلاح)) الذي يرأسه عون، وامتدت إلى مجالس بلديات ومخاتير مطالبين بإنهاء حال الفراغ وانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية من دون أي شروط مسبقة ومن دون تقييد صلاحياته ببدع خارجة على أحكام الدستور، محملين النواب الذين انتخبوهم مسؤولية الأزمة متوعدين بمحاسبتهم في صندوق الاقتراع في الانتخابات المقبلة.

ويبدو ان التحرك لن يقتصر على الجانب الشعبي، بل تتحضر قيادات سياسية لإنشاء تيارات ضاغطة للخروج من النفق المظلم قبل فوات الأوان، بالتوازي مع إعلاء الفعاليات الاقتصادية صرخاتهم بعدما استشعروا ان البلد سائر نحو الانهيار المحتم، خصوصاً وان العديد من المؤسسات الاقتصادية خصوصاً في الوسط التجاري الذي تحتله المعارضة، أقفلت أبوابها وصرفت العاملين فيها ما ينذر بكوارث اقتصادية واجتماعية خطيرة.

((الشراع)) واكبت هذه التحركات من خلال استطلاع مواقف شخصيات مسيحية فاعلة سياسياً وحزبياً واقتصادياً حول هذا الوضع وآفاق التحركات الشعبية الهادفة إلى إنهائه.

 

((لقاء الوثيقة والدستور)) دعا لانتخاب رئيس فوراً

لم يعد جائزاً الاستمرار في تعليق الدولة وشل مؤسساتها

دعا لقاء الوثيقة والدستور الذي يضم عدداً من النواب السابقين والشخصيات السياسية التي شاركت في انتاج اتفاق الطائف عام 1989 مجلس النواب الى الاجتماع فوراً وانتخاب رئيس للجمهورية، لاطلاق عملية متكاملة تعيد بناء المؤسسات وانتاج السلطة الوطنية، مؤكداً ان انتخاب رئيس هو لأجل لبنان وليس من اجل المسيحيين، وأنه لم يعد جائزاً الاستمرار في تعليق الدولة وإفراغ سلطتها والتمادي في شل مؤسساتها.

وقال النائب والوزير السابق ادمون رزق باسم ((اللقاء)):

بعد مرور خمسة اشهر على تفريغ رئاسة الجمهورية للمرة الثانية، منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2007 وسنة وبضعة اشهر على شل الحكومة وتعطيل المجلس النيابي، وما سبق ذلك من اغتيال وتفجيرات وأعمال ارهابية، وبعد ان بلغ الخطاب السياسي حداً مقلقاً من القسوة والعنف وطغت الصدامية على التسامح فتهافتت الوساطات وأجهضت المبادرات واستعصت الحلول وسدت المنافذ لم يعد في وسع الشعب اللبناني ان يتحمل نتائج التمزق الداخلي، واسقاطات الوضع الاقليمي والدولي، والتمادي في شلك مؤسساته، افراغ سلطاته، تدمير بناه، زعزعة اقتصاده، وضرب اسس شراكة الحياة على ارضه، وحرمانه فرح الوجود!

ليس من أجل المسيحيين يجب انتخاب رئيس جمهورية، بل من اجل لبنان، من اجل كرامة الدولة، والمصالح الحيوية للشعب!

ليس من أجل المسيحيين والمسلمين، يجب وضع قانون انتخاب ديموقراطي حضاري يؤمن التمثيل والمصالح الحيوية للشعب!

ليس من أجل المسيحيين والمسلمين، يحب وضع قانون انتخاب ديموقراطي حضاري، يؤمن التمثيل الصحيح، بل من أجل اللبنانيين!

ليس من أجل الموالاة والمعارضة، هذا الحزب او ذاك، هذه الفئة او تلك، يجب تأليف حكومة وفاق، او اتحاد بل من أجل تنفيذ مشروع وطني مشترك، لخير البلاد والعباد، يحتاج الى كل السواعد والعقول!

لم يعد جائزاً الاستمرار في تعليق الدولة اللبنانية، فلولا بقية من حيوية، وتراث حضاري، وإرادة مصممة، وصمود امام التحدي، لأطيحت الجمهورية ووزعت مخلفاتها فيما يشهد العالم نشوء كيانات مستقلة جديدة بإرادة شعوبها.

ثمة حقيقة، لا يجدي معها تمويه، ولا تنطلي ذرائع، ان خلاص لبنان هو في يد اللبنانين اولاً، وفي أي حال فلا خلاص للبنان من دون اللبنانيين.

على اللبنانيين ان يطبقوا دستورهم، ان ينفذوا اتفاقاتهم، ان يحترموا عهودهم ويعتصموا بوحدتهم.

عليهم ان يأخذوا مبادرة ذاتية لبنانية – لبنانية يركزوا على ما يوحد وينبذوا ما يفرق، لقد حان لنا ان نعود الى لبنان وحان لنا ان نضع حداً لجلد انفسنا، وتقطيع اوصالنا بأيدينا، والتنكيل بلبنان، واستباحته وتقاذفه على قارعة الامم!

ان اللبنانيين هم منقذو انفسهم، وهم المسؤولون عن مصيرهم فلنكف عن التباهي بالارقام، والزهو بالالوان، والتلويح بالاعلام، وإطلاق العنان لمكبرات الصوت، والتباري في الاستقواء والاستعداء، بعضنا على بعض، ولوم الآخرين على ما نحن فيه!

لنتحمل مسؤولياتنا، بدلاً من تحميل اوزارنا للدول، ثم الشكوى من تدخلها في شؤوننا، والاستخفاف بنا!

لنوقف المكاسرة والمكابرة، والمقارعة ونراهن على الحياة! لقد اهدرنا فرصاً لا تحصى، وهي تفلت منا وتفوتنا مجدداً. اخلفنا وعودنا وتخلفنا عن مواعيدنا، لكن لا جدوى من التفجع، ولا طائل من التنصل والاتهام فالكل في موقعه وحجمه، مسؤول!

هذا الوطن قام على التفاهم، على الالفة والمودات، على المحبة، على شراكة حياة ضاربة في سحيق الازمنة، على التعاون بين اهليه، وحسن الحوار مع اشقائه، والانفتاح على العالم، فأي قيمة للكسب الظرفي، والموقع العابر، للرتب والمراتب، للمظاهر والالقاب بعد ضياع الوطن، وذل السؤال!؟

عند هذا المنعطف الحرج والخطر، يتوجه ((لقاء الوثيقة والدستور))، الى جميع اللبنانيين، بدءاً بطرفي النـزاع الظاهرين، الموالاة والمعارضة، لتخطي اسباب الفرقة، والعمل معاً على الانقاذ بتطبيق الدستور، وإحياء المؤسسات ففي النظام الديموقراطي متسع للجميع، والسلطة الحقيقية هي في ما يمثل من قيم، ويجسد من مبادىء ومثل، ويبذل من جهد لايجاد الحلول، لا تعطيلها..

مطلوب من المجلس النيابي ان يجتمع فوراً، لانتخاب رئيس الجمهورية وفقاً للمادة 49 من الدستور، ويجب ان تنطلق عملية متكاملة لاعادة بناء المؤسسات، وانتاج السلطة الوطنية الشرعية الصالحة، سلطة الابوة والخدمة، التي يحتاج اليها لبنان، ويستحقها شعبه الطيب!

فلا يمكن بناء أي مستقبل على العداء، والخصومة لا في الداخل ولا مع الخارج، ولا يقوم عقد وحدة وطنية، وحياة مشتركة، على التنازع بين الاطراف، والتربص المستمر بين الشركاء، واحدهم بالآخر.

ان لبنان في دوامة قاتلة، يجب الخروج منها، بأي ثمن، والعلاقة اللبنانية – اللبنانية السليمة، اساس كل علاقة لبنانية – عربية او دولية، والعلاقة العربية موضوعية، اخوية غير متحيزة تبدأ بالشقيق الاقرب سوريا. الاطار الطبيعي للعلاقة السورية، هو الثقة المتبادلة، الاحترام المتبادل، التبادل المتكافىء تسوية القضايا العالقة، تنظيم المصالح المشتركة، وفقاً لمبادىء الجوار المصطفى والقربى والقانون الدولي.

منذ بيان حكومة الاستقلال الاولى، مرت العلاقات اللبنانية - السورية بتجارب كثيرة، صعوداً وهبوطاً، انفراجات وضيقات تعاقبت عهود، حصلت احداث امنية، ومواجهات عسكرية، نشأت تحالفات مورست قطيعة،  قامت عداوات، ارتكبت اخطاء جسيمة، تكدست ملفات، تعمقت خلافات تعربت وتدولت.. وما فتئت شاجرة، وكل هذا ارتد وبالاً على البلدين، وما برح يتوالى فصولاً، ويتفاقم مضاعفات..

ومنذ اعوام طويلة، ولبنان ينـزف يدفع ضريبة الدم، عنه وعن غيره، دفع ضريبة الاخوة مع الشعب الفلسطيني، واحتضان قضيته ستة عقود كاملة، ثم دفع ضريبة فك الارتباط في سيناء والجولان، وضريبة اتفاق القاهرة، وضريبة حرب ((ايلول الاسود)) وضريبة اتفاق ((كامب دايفيد)) وما برح يدفع ضريبة الخلافات العربية، وتقاطع الصراعات الدولية والاقليمية شرقاً وغرباً.

صغير الدول العربية، استشهد اثباتاً لعروبته، ولم يمنن، اقلها موارد طبيعية وأكثرها مديونية، سئم السؤال، وعاف الاستعطاء، وهو ينوء تحت الاثقال، مكبل بالاغلال!

وأكد رزق باسم ((لقاء الوثيقة والدستور)): ان ثمة اجماعاً على القول ان تطبيق اتفاق الطائف هو الحل المرحلي الحتمي لانقاذ عقد الوحدة الوطنية، القائمة على شراكة كاملة، متساوية، بين مكونات الشعب اللبناني كافة، تؤكد ذلك الثوابت التي قام عليها: ومنها المصالحة الوفاق فلا وطن موحداً بدون ارادة العيش معاً، لا امكانية للعيش معاً من دون تنظيم، فهل نريد المصالحة، او نصر على الخصام؟

هل نريد لبنان واحداً، لجميع اللبنانيين، او نتمادى في العداء؟

لا وطن من دون سيادة، لا سيادة من دون استقلال، لا استقلال من دون حرية، ولا حرية من دون تحرير..

بسط سلطة الدولة، بقواها الذاتية، وتطبيق قوانينها، على كل ارضها، هو مظهر السيادة.

لا ديموقراطية بدون تكافؤ فرص، العدالة والمساواة ضمان الاستقرار، الانماء المتوازن سبيل الازدهار، اللامركزية الادارية الموسعة ترعى مصالح المواطنين، وتسهل معاملاتهم.

الحكم مركزي، مستمد من ارادة وطنية، في انتخابات حرة.

الصلاحيات والمسؤوليات، الحقوق والواجبات، محددة في الدستور والقوانين والانظمة ولكل مرجع ما يحتاج اليه من صلاحيات قابلة للاستعمال الفعلي.

المشاركة ليست محاصصة بل مسؤولية.

الوظائف ليست ملك الطوائف، بل قسمة عادلة يتولاها المؤهلون لخدمة المجموع، بلا فضل ولا منة، بلا فرض او قهر.

المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، في مجلسي النواب والوزراء، وفقاً لقانون انتخاب يؤمن صحة التمثيل، وفي وظائف الفئة الاولى، باعتماد الكفاءة والاختصاص هي التعبير عن الشراكة عن ارادة تكوين مثال حضاري للعالم كله.

لم يأخذ اتفاق الطائف من طائفة ليعطي طائفة، لم ينتزع صلاحيات من شخص ليمنحها آخر، بل توخى اقامة التوازن بين المؤسسات، من ضمن مبدأ فصل السلطات وضبط تعاونها، على امل تخطي الحالة الطائفية، الى المواطنية المدنية، والعلمانية المؤمنة.

المسؤولون في السلطات لا يمثلون طوائفهم وحدها، وان انتموا اليها، بل الشعب كله، ويؤدون له الحساب.

الحق في الوظيفة مرهون بالجدارة، وليس بالمذهبية والمحسوبية، حق الوطن اولى من اهواء المنتفعين.

دور لبنان العربي الاصيل ان يكون ملتقى اخوانه، منتجعهم، جامعتهم، منطقتهم الحرة، مركز عملياتهم المالية والاقتصادية، مقر المنظمات الاقليمية والدولية، الوسيط الامين، والصلة الجغرافية والثقافية)، بين الشرق والغرب، (مدينة الله وحاضرة الكتاب)) حامل امانات العرب وناصر قضاياهم المحقة!

يبقى كل هذا كلاماً اذا لم يكن لدينا الايمان بشراكة الحياة، فهل نحن مقتنعون بضرورة وجود لبنان، وحق شعبه في الحياة؟.. ام ان لكل منا مشروعه الخاص؟

لبنان يحتاج الى ايمان اللبنانيين به، فهمهم له، واقتناعهم به، شرطاً اولياً لاعتماده عربياً، ثم دولياً، يجب ان يحافظوا عليه حتى يستحقوه.

 

 النائب السابق الدكتور كميل زيادة:

*المسؤول الأول عن تعطيل الانتخاب هو فريق المعارضة

*مصلحة المسيحيين الإسراع بانتخاب رئيس

*هل من المعقول أن يتم الحوار ومناقشة قانون الانتخاب وتأليف حكومة في ظل عدم وجود رئيس؟

*التعطيل غير منطقي وغير مقترن بأسباب مقنعة

 النائب السابق الدكتور كميل زيادة يرى ان من واجب النواب المسيحيين ومن مصلحتهم أيضاً الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وان فريق الأكثرية مستعد للحوار شرط أن يكون بعد الانتخاب لأن لرئيس الجمهورية دوراً أساسياً في إدارة هكذا حوار.

ويضيف زيادة: المسؤول الأول عن التعطيل هو بلا أدنى شك فريق المعارضة الذي يعمل جاهداً على التعطيل. ومن مصلحة المسيحيين بشكل خاص واللبنانيين بشكل عام أن يسرعوا في الانتخابات، ومن بعدها يتم البحث في المسائل الأخرى العالقة مثل الحوار وتأليف الحكومة والبحث في قانون الانتخاب.

ويتساءل الدكتور زيادة: هل من المعقول ان تُبت هذه المواضيع الشائكة من دون وجود رئيس للجمهورية؟ وما هي هذه المشكلة الكبيرة طالما ان اسم الرئيس يوجد حوله توافق؟ والناس كلهم أصبحوا يعون أن كل هذا التعطيل غير منطقي وغير مقترن بأسباب مقنعة، وخصوصاً بعد ان أكد فريق الأكثرية انه مستعد للحوار وللبحث في قانون الانتخاب وتأليف الحكومة ولكن بعد انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا منطقي، إذ من غير المعقول كما ذكرت أن تتم مناقشة هذه المسائل بغياب رئيس للبلاد. وأكرر أن دور المسيحيين ومصلحتهم يقتضيان الإسراع في انتخاب رئيس للبلاد ومن بعدها تتم مناقشة كل الملفات.

 

 د. نبيل خليفة:غلطة تاريخية يرتكبها بعض المسيحيين

*المسيحيون اضطهدوا تاريخياً من المسيحيين وليس من المسلمين

*المعركة على ترسيم حدود لبنان كانت بين المسيحيين والسنة وهي الآن بينهم وبين الشيعة

*المسيحيون تعاطوا مع دور الحريري التاريخي على اساس  سلطوي وأضّروا بالخيار المسيحي التاريخي اكثر من أي وقت مضى

الباحث الجيوبولتيك الدكتور نبيل خليفة ينظر الى الدور المسيحي انطلاقاً من همومه التاريخية ونظرته الى الكيان اللبناني النهائي وهو بذلك يقول، ان الدور المسيحي في رئاسة الجمهورية لا ينفصل عن الدور المسيحي بشكل عام ان كان على صعيد لبنان او المنطقة او المشرق العربي كله. وهناك امور مرتبطة بهذا الدور اهمها هموم المسيحيين ومدى الاستجابة لهذه الهموم، وبالتالي مدى قدرة المسيحيين على اقناع الآخرين للاستجابة لهذه الهموم باعتبارها هموماً مشروعة. وهي تنشأ عن المحفزات ثم تؤدي الى النوايا التي بدورها تؤدي الى الاهداف.

المحفزات المسيحية التاريخية بدأت من خلال اضطهاد المسيحيين، اليعاقبة الذين يؤمنون بالطبيعة الواحدة للمسيح للمسيحيين الخلقيدونيين الذين ينظرون الى المسيح كإله وكإنسان أي طبيعة إلهية وبشرية، وهذا يعني ان المسيحيين تاريخياً كأقليات اضطهدوا من المسيحيين وليس من المسلمين، وبالتالي نشأ من خلال ذلك الهم الاساسي، لأن الاضطهاد الذي يرتكب بحق الجماعة يجعلها تعمل على بلورة ايديولوجيتها، وانطلاقاً من هنا يرى د. خليفة انه نشأ لدى الموارنة ما يسمى بـ(النوايا) أي الايمان بأنه لن يتوقف الاضطهاد ضدهم الا اذا كانوا احراراً انطلاقاً من ((الحرية الوجودية)) أي ليس المقصود فقط الحرية الدينية بل بما يشمل الحريات العامة كالكلمة والاجتماع والاعلام وغيرها، وهذه الحرية الوجودية لن تتحقق الا ضمن قيام كيان سياسي وهذا هو الهدف أي الكيان السياسي الذي هو الحيز اللبناني وذلك يعود لأسباب جغرافية اذ انهم لجأوا بداية الى المغاور في لبنان التي وجدوا بها الضامن الطبيعي ومن ثم ضامن ((دولاتي))، ومن هنا جاء التعلق بلبنان فهو ليس كأي تعلق بأي ارض بل القلق بهذه الكيانية التي بالنسبة لهم تشكل الحرية الوجودية، ومن هنا اصبح لبنان ((لاهوت الارض)) كما جاء في فكر ميشال شيحا، وصار لبنان رمزاً للموارنة.

وهنا يقول د. خليفة اذا ادركنا مجموع هموم المسيحيين والمحفزات والنوايا والاهداف، عندها ندرك ما هو دور المسيحيين ومصيرهم التاريخي، وكل من ينقض هذه المعطيات فهو يحاول ان ينقض او يلغي دور المسيحيين، فالصراع الآن هو على مفهوم المجتمع أي الحرية في مواجهة الاستبداد أي السلطة مقابل التسلط، وهذه الحرية لن تكون الا بالتعددية.

ويضيف خليفة ان البابا الحالي اكد ان الكرامة البشرية للمسيحيين تقوم على الحرية ويربط هذه الكرامة بالحرية التي لا تتأمن الا في مجتمع تعددي، وبالتالي لا يمكن تأمينها الا ضمن اطار كيان سياسي محدد ونهائي، ومن هنا برأي خليفة المعركة على ترسيم حدود لبنان وفي هذا الصراع كان المسيحيون في صراع مع السنة لكن هذا الصراع اصبح اليوم مع الشيعة.

الطرح اللبيرالي الذي سار به الرئيس رفيق الحريري اوجد علاقة حميمة بين طروحات المسيحيين التاريخية والطروحات السنية التي شعارها ((لبنان اولاً) وهذا ما نتج عنه إخراج السوري من لبنان والوقوف بوجه كل قوة داخلية تنقض هذه الطروحات، وكل من يهدد المسيحيين بحريتهم والكيان السياسي النهائي لهم.

اما عن دور القيادات المسيحية في تعطيل الموقع الاول للمسيحيين في لبنان والشرق فيقول د. خليفة ان هناك فرقاً بين الزعامة والقيادة. فالزعيم يقوم بتأمين بعض المصالح الخاصة ويقدم الخدمات، اما القائد التاريخي فيحوي 3 عناصر: هو والجماعة والمشروع. فإذا كان مشروعه مستقبلياً فعندها يبني هو والجماعة من اجل الوصول الى هذا المستقبل، اما عندما تكون الجماعة والقيادة مختلفين فعلى القائد ان يقدم مصالح الجماعة على مصالحه وليس العكس كما هو حاصل اليوم وفي هذه الحال لا تكون القيادة تاريخية. بل ان اخطر موقف تاريخي قاده قائد تاريخي هو رفيق الحريري، هو نقل السنة من ضد الكيان الى ان اصبحوا أهل الكيان اللبناني من خلال ((لبنان اولاً)) و((لأجل لبنان))، فهذا الانتقال سارت به الجماعة وأعطوا معاً أي القائد والجماعة مفهوماً جديداً للعروبة.

وبدل ان يستوعب المسيحيون هذا الدور التاريخي ليس على انه فقط انتخابات نيابية ومقاعد وزارية راحوا يتعاطون مع الموضوع على اساس السلطة وليس الدولة، وهنا المعركة الكبرى اذ ان قسماً من المسيحيين لا يدركون انهم يضرّون بالخيار المسيحي التاريخي اكثر من أي وقت مضى فبعد 1400 سنة من النضال ولأسباب كثيرة بائسة يضربون هذا الخيار التاريخي، فبعد ان فتح السنة الباب واسعاً لاعادة المسيحيين عملياً الى المعادلة اللبنانية عمد البعض منهم الى عدم تلقف هذا الامر انطلاقاً من مصالح آنية وذاتية محاولين بذلك الانتقال الى خيارات مختلفة، وهذا ما يعتبر غلطة تاريخية، فلنبان رمز ماروني ونحن الآن في معركة النهائيات أي نهائية الكيان ونهائية النظام ونهائية الكرامة الانسانية ونهائية مفهوم المجتمع، وعلى المسيحيين ان ينتقوا دائماً هذه الخيارات التي ليست خيارات احزاب وزعامات بل خيارات مبادىء تاريخية تحدد دور المسيحيين في المعادلة اللبنانية والاقليمية.

ويخلص الدكتور نبيل خليفة الى القول ان على المسيحيين ان يفرقوا بين الوجود والحضور، فالوجود يقتصر على السكن والمأكل والمشرب، اما الحضور فيكون في المكان والمكانة أي لبنان الكيان والمكانة وأهمية الدور الذي يتعلق بهم، وهنا نصل الى رئاسة الجمهورية المرتبطة بالمبادىء التي تكلمنا عنها.

 

رئيس حزب السلام روجيه اده: هناك تحرك مسيحي سينتج تياراً جديداً

لم يسع رئيس حزب السلام روجيه اده أن يقف ساكتاً مكتوف اليدين حيال ما يجري على الساحة المسيحية من فراغ في موقع الرئاسة إلى نكران النواب المسيحيين شرعية تمثيلهم للمسيحيين بنكران شرعية المجلس، وهو بذلك يقوم بتحرك مع قيادات وغير قيادات مسيحية قد ينتج عنه عما قريب تيار جديد تحت عنوان ((الاستقلاليون المستقلون)) ويقول اده في هذا المجال ان الدور المسيحي في معركة الانتخابات الرئاسية يبقى المسؤولية المسيحية الأولى، لأن رئيس الجمهورية يمثل بموقعه الوجود المسيحي في لبنان والشرق. ويأسف اده لدور الكتلة المسيحية داخل المجلس النيابي التي تدعي برأيه، تمثيل المسيحيين فيما هي تنكر على المجلس النيابي الشرعية الصادقة والصحيحة، وحلفاؤها في المعارضة أو الأقلية يعطلون المجلس النيابي بتعطيل دور الأكثرية المنتخبة في المجلس النيابي.

أما الحليف الآخر الذي له دولة ضمن الدولة فلا تعنيه الديموقراطية إلا بقدر ما تقدم له السلطة على كل لبنان من خلال الإدارات والمؤسسات والوظائف ومن خلال تأثيره على الحياة السياسية في لبنان لجهة استعمال منطق القوة المسلح في شرعنة ما يشاء ونزع الشرعية عما يشاء.

في هذه الحالة برأي اده، لم يبق للمسيحيين في لبنان إلا اللجوء إلى الذين انتخبوا مباشرة من الشعب وفق قوانين لم يناقشها أحد وهي قوانين اختيار المخاتير ورؤساء البلديات وأعضائها، انتخبوا بقوانين لم تكن موضوع نقاش يوماً ولا هم حاملون كلاشينكوف، ليس لديهم محاور على الصعيد المحلي ولا على الصعيد الكوني، هؤلاء يمثلون الشعب اللبناني أدق تمثيل بشروط انتخابية منـزوع منها السلاح ويمارسون الديموقراطية بشكل هادىء ومسالم.

ويقول اده: ((هنا أخالف الأستاذ غسان التويني في افتتاحية يوم الاثنين حول تشكيكه في النشاطات التي تقوم بها هذه القوى المنتخبة في البلديات والمخاتير لأنه بدا لي في هذه الافتتاحية ارستقراطياً أفلاطونياً أكثر مما هو ديموقراطياً جمهورياً معاصراً)).  ويوضح اده ذلك بأن التويني ((أشار بازدراء إلى حقيقة تمثيل هذه القوى لمناطقها بينما ألمح إلى ان التمثيل الحقيقي محصور بنظره بالقيادات التي هي في واجهة التمثيل السياسي المتفق عليه في النادي الارستقراطي الحاكم للبنان)).

ويضيف اده ((أفضل تمثيل للواقع اللبناني الديموقراطي هو هذا التحرك من قبل أناس عاديين منتخبين من أهلهم ومدنهم وقراهم ويمثلون القلق اللبناني والقلق الماروني والمسيحي على المصير)).

وعن هذا القلق يقول اده انه ((طالما رئاسة الجمهورية في موقع الفراغ والشك بمستقبلها يتصاعد لدى المسيحيين، هناك خوف حقيقي على لبنان الكبير الذي قام واستمر لغاية اليوم، فمنذ بداية القرن العشرين هو مرشح للتفجير أو بأفضل الحالات بالعودة إلى لبنان القرن التاسع عشر أي عهد القائمقاميتين ثم المتصرفية المحمي دولياً منذ أحداث 1860، وهذا الأمر موضوع النقاش في الأوساط السياسية والفكرية، فكل لقاء يقوم به سياسي أو ناشط مسيحي مع آخر يكون الموضوع الرئيسي هو حدوث الفراغ ومنذ ان بدأ يظهر للرأي العام اللبناني ان حالة حزب الله لا خيار لنا بالتعامل معها إلا بالطلاق أو المواجهة وهذه تعني حرباً أهلية، لذا الطلاق الذي كنت تحدثت عنه قبل سنتين ثم تحدث عنه الزعيم وليد جنبلاط، هو الخيار الأفضل وما يعزز هذا المنطق هو الفراغ)).

ويؤكد اده ان لا خيار للمسيحيين إلا الاطمئنان إلى مصير الرئاسة ومعها الكيان، ويعزو أسباب أحداث زحلة والتشنج الذي يحصل بعد كل تظاهرة شعبية وبعد كل اجتماع للمخاتير والبلديات، من قبل بعض المجموعات التي زعمت انها تمثل المسيحيين وفي الواقع تجد نفسها خسرت قاعدتها الشعبية وما ابتعاد النائب ميشال المر عن كتلة التغيير والاصلاح إلا دليل على ذلك وهو إشارة للمسيحيين واللبنانيين من رجل معروف بإدراكه الواسع في الحياة السياسية بسبب خبرته على مدى سنوات طويلة، يرى أين يذهب الرأي العام ويأخذ المسألة في الاعتبار، وعندما رأى ان هذا الرأي العام ذهب باتجاه مخالف لقياداته عاد وأخذ المر وكعادته اتجاه الرأي العام)).

حركة استقلالية مستقلة

أما عما يقوم به اده مع مجموعة من المسيحيين القياديين وغير القياديين من أجل التحرك لملء فراغ موقع رئاسة الجمهورية يقول اده، ما نقوم به اليوم تحرك الشخصيات وتيارات تؤيد 14 آذار/مارس إنما استقلالية مستقلة، أي ليست موجودة بمنسقية أو بلجنة متابعة ولا تحتكم بالمجموعة القيادية المحصورة بالنائب سعد الحريري أو النائب وليد جنبلاط أو الرئيس أمين الجميل أو الدكتور سمير جعجع، وهي القوى التي قد تكون الأكثر من 8 أو 14 آذار/مارس هي قوى مع 14 آذار/مارس لكنها خارجها، لها شعبيتها وموقعها بالضمير الجماعي حيث يوجد ((نقزة)) من كل قيادي ينضوي ضمن مرجعية غير مسيحية يحتمي بقوتها كما هو الحال بين عون وحزب الله أو سعد الحريري والآخرين وهذه المجموعة التي تتشكل قد تملأ فراغاً كبيراً، فالذين يغادرون كتلة التغيير يبحثون عن مكان يرتاحون إليه، كما ان هناك زعامات ومواقع مسيحية ليس لها تاريخ ميليشياوي كحزب الكتائب والقوات اللبنانية، فماذا نفعل ((بالإدّوية)) الدستورية ماذا نفعل بأصحاب الفكر الدستوري السياسي التي رفضت عملية التسلح الداخلي وهاجرت فلهؤلاء قاعدة معينة ذات أهمية وذات جذور تاريخية في المارونية السياسية والمسيحية السياسية بشكل واسع. ويؤكد اده ان هذا التحرك سينتج عنه تيار تحت اسم ((الاستقلاليون المستقلون)) ومن شأنه ملء حالة الفراغ الذي يعاني منه المسيحيون في لبنان.

 

رجل الاعمال جاك صراف: علينا ان نتحرك قبل ان نفقد الوطن

يرفض رجل الاعمال جاك صراف تحميل المسيحيين مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية، وهو يقوم بدور فاعل على هذا الصعيد من خلال لقاءات واجتماعات بين رجال الاعمال والسياسيين وعن هذا يقول: انا لست مارونياً بل ارثوذكسي متعصب للبنانيتي وليس لطائفتي، وانطلاقاً من هنا لا ارى ان الذين يعطلون الانتخابات الرئاسية في لبنان هم فقط المسيحيون بل ايضاً المسلمون لان 30 نائباً مسيحياً في البرلمان لا يقدرون وحدهم على التعطيل، فالمعارضة بمجمل اطرافها تعطل الانتخابات علماً انه لا يحق لأحد، مسلماً او مسيحياً ان يعطل هذا الامر خاصة وان المراكز الاولى في البلاد تنطلق من الطائفة فكما المسلم الشيعي يحتمي بدور مجلس النواب وكما المسلم السني يحتمي بدور رئاسة الحكومة. فلا يجب ان يكون المسيحي خالي الوفاض من هذه التركيبة، علماً ان رأيي الشخصي هو ضد هذه التركيبة الطائفية.

اما عن التحرك المسيحي الذي بدا واضحاً في الفترة الاخيرة فيقول صراف ان كل تحرك سواء على مستوى المخاتير والبلديات او النقابات مفيد، ولقد حاولنا كمجتمع نقابي وما زلنا نحاول بهذا الاتجاه مع السياسيين عبر لقاءات معهم وايضاً من خلال وسائل الاعلام، الا ان رجال الاعمال والنقابيين ايضاً لديهم حساباتهم الخاصة، اذ رفض بعضهم الاقدام على هذه الخطوة انطلاقاً من مصالحهم الشخصية مع هذا الفريق او ذاك.

ولكن على صعيد شخصي ومع بعض رجال الاعمال نعمل لإنشاء تجمع تحت عنوان ((تجمع من اجل الجمهورية)) على ان يكون هؤلاء غير منضوين تحت جناح أي من 14 آذار/مارس او 8 آذار/مارس، وعلى الرغم من ان بعض رجال الاعمال والنقابيين باتوا اوراقاً بأيدي السياسيين، الا انني ما زلت مصراً على تحقيق هذا الامر لبناء مجتمع غير طائفي قبل ان يضيع الوطن منا جميعاً ولا نعود نجد ارضاً نقف عليها، لأنه اذا ضاعت هذه الارض فالمجتمع بأسره وعلى رأسه رجال السياسة لن يجدوا موطىء قدم لهم.

 

رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين فادي عبود:كل الأطراف مسؤولة عن الفراغ

حمّل رئيس جمعية الصناعيين فادي عبود مسؤولية الفراغ لكافة الأطراف اللبنانية في لبنان حيث يحاول كل طرف أن يكون رئيساً مع العلم انه لا يمكن أن يقوم البلد على ثلاثة رؤوس.. كما ان مصلحة المسيحيين لن تكون في الفراغ الحاصل الذي نعيشه.

وعن الدور المسيحي في معركة رئاسة الجمهورية قال عبود:

أجد من الصعوبة، في البيئة التي عشت فيها، ان أفكر على صعيد مسيحي ومسلم في لبنان. ولكن العشرين سنة الأخيرة جعلتنا نفكر من زاوية أين مصلحة المسيحيين فإذا لم نتمكن من الخروج من هذه الخصلة ((الشنيعة)) هذا يعني أننا سنبقى مستمرين في عدم القدرة على بناء الوطن والأمة ووجود شعب لبناني أحلامه المستقبلية تشبه بعضها.

فكي نتمكن من بناء الوطن علينا أن نتخلص من كل المدارس الفئوية وان نعود إلى المدرسة اللبنانية التي تعلم الناس مثل بعضهم. ومن يريد أن يتعلم الدين فليتعلمه في بيته، وذلك كي يتخرج الطلاب من المدارس والجامعات لديهم أقله التعريف نفسه لبلدهم ووطنهم والنظرة التاريخية والجغرافية والاقتصادية ذاتها للبلد الذي يعيشون فيه.

# ما هو دور المسيحيين في معركة رئاسة الجمهورية؟

- بعد الطائف أصبح من الصعوبة حكم لبنان إلا بما يسمى ((الترويكا)) فالمنـزل مثلاً لا يمكن أن يبنى بثلاثة رؤوس ولا الدولة كذلك فربما نصل إلى مرحلة من الديموقراطية ويحكم البلد بالتساوي.

فإذا كانت رئاسة الجمهورية من حق المسيحيين فإنه بحال وصل رئيس الجمهورية المسيحي إلى الحكم ولم يكن على علاقة جيدة أو تفاهم مع رئيس الحكومة قد يتحول حكمه إلى البلد لاستحالة. وحكم الرئيس لحود خلال السنوات الثلاث الأخيرة هو أكبر إثبات على ذلك فبإمكان رئيس الحكومة في حال اكتشف ان رئيس الجمهورية غير صالح للحكم أو ما شابه أو خائن وبأي شكل من الاشكال ان يغلق عليه كل الأبواب.

فالخروج من الوضع الحالي خطر جداً ولكنني مع إعادة النظر في صلاحيات رئيس الجمهورية وليس بالضرورة زيادتها ولكن الأهم أن يكون هناك معادلة تسمح لبلد محكوم من ثلاثة رؤوس ان يحكم كما هي التركيبة حالياً حيث ان رئيس الجمهورية ليس بإمكانه أن يقيل مجلس النواب أو رئيس حكومة فليس لدى رئيس الجمهورية صلاحيات كافية وهذا الموضوع يجب إعادة النظر فيه.. ولكن مصلحة المسيحيين حول هذه النقطة حتماً ليست بالفراغ الذي نعيشه.. لذا على المسيحيين أن يتذكروا ان هذا الفراغ ليس لمصلحتهم.

# كيف يمكن للمسيحيين أن ينهضوا بهذه القضية التي يبدو أنها في سبات؟

- هناك محاولات حالياً للتحريك ولكنني أقول بأنه علينا أن نجد أسلوباً وطريقة معينة كي لا يسمح بأي شكل من الاشكال أن يأتي رئيس جمهورية مقيد وغير قادر على الحكم. يجب أن يأتي رئيس جمهورية قبل أن يكون هناك اتفاق واضح وصريح حول قانون الانتخابات. فقانون الـ2000 عطّل اللعبة الديموقراطية والقانون الذي سبقه لم يكن ديموقراطياً وأنا لست مع الفراغ الحاصل بأي شكل من الاشكال، ولكن يجب أن نتكلم بكل المواضيع على الملأ دون أن نكون واضعين ((كفوف)) في يدينا أي أن نتكلم بشكل صريح وتعاون بين كل الطوائف في لبنان لإيجاد آلية صالحة للحكم.

حالياً هناك ثلاثة رؤوس في البلد وكل رأس استطاع أن يعطل.. وإذا واحد من الثلاثة لم يكن راضياً يمكن ان يتعطل كل شيء فهذا بلد بدون رأس والتجارب الإدارية على صعيد بلد أو على صعيد شركة أو مؤسسة أو تاكسي.. هي بدون رأس وهذا يعني انه يمكن أن نصل إلى ((ما لا يحمد عقباه)).

قصة ابريق الزيت

# من المسؤول حالياً عن التعطيل إذن؟

- هذه قصة ((ابريق الزيت)) هناك مجموعة من الحزازير في هذا الإطار. استيقظت يوم الأحد صباحاً على حلم ((لأخوت شناي)) وهو يقول لي: حالياً لا يوجد جو حزازير فنحن لسنا في شهر رمضان ولكن عندي حزازير أريد أن أحزرك.

بدأت الحزورة بقانون الانتخابات ان كان بالمعارضة أو غيره. الكل متفقون على ان قانون غازي كنعان يجب أن يتغير والكل متفقون على القضاء أو تصغير الدائرة الانتخابية والكل يقبل بهذا الموضوع ولكنهم غير قادرين على الاتفاق فإذن أين المشكلة؟

بالنسبة للتوطين وحق العودة. يقولون لا يوجد توطين، وطرف آخر يقول إذا أردتم أن تفهموا ماذا يحصل في لبنان لا يمكن أن تفهموا ذلك إلا بالتوطين. حق العودة مقدس ولكنني لم أسمع الإسرائيلي قد تكلم بهذا الحق. وأنا مستعد أن أصدق ان موضوع التوطين ربما حقاً ((فزاعة)) ولكن لم يعلمني أحد ما هو مصير الـ500 ألف فلسطيني الموجودين على أرض لبنان ما هو مصيرهم.

فإذا كان التوطين مستحيلاً، هل أصحاب نظرية حق العودة يصدقون ان إسرائيل سوف تأخذ 500 ألف من لبنان وتضعهم في إسرائيل.. فإذا صدقوا ذلك إذن هم ساذجون. هذه حزورة من حزازير أخوت شناي التي  يسألني إياها ولا أستطيع أن أجيبه عليها.

الحزورة الثالثة هي في المقابر هل حان الوقت لنفتح مقابر أم نصفح عن الماضي ونخلق مجتمعاً متكاملاً. ولكن هناك 17 ألف إنسان في لبنان مصيرهم غير معروف وهناك أمهات في لبنان يظنون أنهم ما زالوا في سوريا وبالتالي لم يدفنوا موتاهم أو حتى يعملوا حصر إرث. الآن انتقل الحديث في لبنان بوجود أو عدم وجود مقابر جماعية في لبنان أما ان نغلق هذا الملف أو نعترف بأن هناك مقابر جماعية ليس لمصلحة أحد نبشها.

وإذا سألنا هل يوجد مقابر جماعية أقول نعم هناك.. وإذا سألنا هل أحد يعرف مكانهم أقول نعم.

وهذه نماذج عن أربع حزازير تثبت ان المواطن اللبناني دماغه مغسول في وسائل الاعلام وفق إمكانيته البسيطة جداً من التحليل المنطقي.

لا يوجد شخص عليه حق وآخر ليس عليه حق.

# فإذن كل الأطراف مسؤولة؟

-طبعاً دون أدنى شك.

# إلى أي مدى عدم انتخاب رئيس جمهورية وتعطيل الحياة السياسية يؤثر على الحياة الاقتصادية؟

-بالرغم من انني مؤمن ولكنني لا أؤمن بالعجائب، لقد حصلت عجيبة في العام 2007 بحيث زاد النمو 4% هذا الرقم مخيف ولم يكن يتوقعه أحد. وهذا يعني ان الاقتصاديين أزالوا السياسة من حياتهم، إذا عدنا إلى تاريخ لبنان نلاحظ ان كل 50 أو 60 سنة يحصل حرب ومشاكل لذا يجب أن نأخذ كل الأمور في الاعتبار فالفراغ السياسي بدون شك له تأثير على الوضع الاقتصادي.

التقيت كلاً من المعارضة والموالاة وطلبت منهما أن يتركونا كي نتعاطى مع هذا الموضوع لوحدنا. والحق يقال ان الفريقين تعاونا معنا من دولة الرئيس في الموالاة إلى الجنرال ميشال عون في المعارضة الذي قال لنا عهد علينا لن نتدخل وعليكم أن تجدوا الحلول. وهذا مثل من الأمثلة على انه في حال تركنا أهل السياسة لوحدنا فعندها يرتاحون ويريّحون.

 

الرئيس السابق للاتحاد العمالي العام الياس ابو رزق:المسؤول الاول عن التعطيل النواب المسيحيون وبري

*لم يطلب احد من بري ان يسوق النواب بالعصا

*أقول للرئيس بري: وظيفتك جمع النواب وليست ادارة الحوار

*وزير خارجية فرنسا لم يقصّر عندما قال للرئيس بري ((أنت تلعب))

يرى الرئيس السابق للاتحاد العمالي العام الياس ابو رزق ان دور المسيحيين في معركة رئاسة الجمهورية اساسي وأن ابرز المعطلين هم مجلس النواب ورئيسه وبصورة خاصة النواب المسيحيون الذين انتخبوا بأصوات مسيحية في جبيل وكسروان والمتن وزحلة.

ويستغرب ابو رزق كيف يقبل بري ان يشارك الرئيس فؤاد السنيورة في مؤتمر القمة في دمشق، في الوقت الذي يرفض فيه ان تحضر الحكومة جلسات المجلس النيابي اللبناني بحجة انها غير شرعية وغير دستورية، كما يؤكد ابو رزق، انه من غير المنطق ان يدعو الرئيس بري الى الحوار لأنه طرف ويضيف: ((هذه ليست وظيفته بل هذا عمل رئيس الجمهورية فقط)).

((الشراع)) سألت ابو رزق عن دور المسيحيين في معركة رئاسة الجمهورية ومن هو المسؤول عن التعطيل فأجاب:

-دور المسيحيين في معركة رئاسة الجمهورية اساسي وهم ام الصبي في هذا الموضوع، ولكن للأسف التعطيل هو للابقاء على الفراغ في هذا الموقع، والنواب المسيحيون هم احد ابرز المعطلين وخصوصاً اولئك الذين انتخبوا في مناطق فيها كثافة مسيحية مثل جبيل وكسروان والمتن وزحلة، ولأول مرة في تاريخ لبنان تتعرض رئاسة الجمهورية لهذه الحالة، فتاريخياً كان لدى المجالس النيابية ومنذ نشأت الجمهورية اللبنانية، هم تأمين الاستمرارفي السلطة ومنع الوصول الى الفراغ قبل سنة من الانتخابات، ولكن للأسف، في هذه المرحلة تبين ان رئيس مجلس النواب اتخذ قراراً بإقفال ابواب المجلس قبل الاستحقاق الرئاسي بحوالى سنة تقريباً ليتبين انه يوجد قرار بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا ما يظهر بوضوح عندما اقفلت ابواب المجلس لأسباب واهية ليست في محلها.

فاليوم عندما يضع المجلس اللوم على الحكومة لأنها غير شرعية وغير دستورية فهذا كلام ليس في محله وهو غير دقيق، لأنه عندما يقبل رئيس مجلس النواب ان يذهب رئيس الحكومة لتمثيل لبنان في مؤتمر القمة العربية في دمشق، ثم يقول انها مرفوضة عندي في مجلس النواب، فأين هو المنطق والحق في ما يقول: مجلس النواب لعب دوراً كبيراً في تعطيل رئاسة الجمهورية ومن ضمنه النواب المسيحيون.

وأكثر من ذلك اود القول انه عندما طرحت جدلية في البلد تحصل لأول مرة في تاريخ الجمهورية اللبنانية وذلك بعد اقفال المجلس بحوالى خمسة او ستة اشهر، وهي تأمين نصاب الثلثين فعدم التمكن من الانتخاب، فمنذ ما قبل الستينيات لم نسمع احداً يطرح جدلية نصاب الثلثين او عدمه، وكأنهم كانوا يحضرون انفسهم عند اقفال مجلس النواب والنصاب بالثلثين لتعطيل الانتخاب الذي كان من المفترض ان يتم في 25 ايلول/سبتمبر عام 2007، وأود القول انه ليس فقط النواب المسيحيون هم المسؤولون عن التعطيل علماً بأن دورهم يأتي في الدرجة الاولى، ولكن النواب المسلمين ايضاً مسؤولون فهذه مسؤولية وطنية وليست مسؤولية مسيحية، والمسؤولية الوطنية هي تأمين تداول السلطة واستمرار المؤسسات وهذه من اقل واجبات النواب الذين يقومون اليوم بكل اعمالهم الا وظيفتهم الحقيقية كنواب.

وعن المشاركة في الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري قال ابو رزق: لا احد طلب من الرئيس نبيه بري ان يسوق النواب بالعصا الى مجلس النواب، لأن من واجباتهم الذهاب الى المجلس وانتخاب رئيس للجمهورية والقيام بدورهم، فعملهم لا يقتصر على قبض رواتبهم آخر الشهر وتعويضاتهم ومخصصاتهم، بل لديهم واجبات، اولها انتخاب رئيس الجمهورية، اما الدعوة اليوم الى الحوار والقول انه حوار قبل الرئاسة او كي نربط مع الرئاسة بعض البنود والشروط او ((كما نسمع)) بالسلة المتكاملة او الحكومة او قانون الانتخابات، فهذا يعني وضع شروط من أجل تسهيل عملية الانتخاب، غير موجودة في الدستور اللبناني ولا في مكان منه، وهذا كله من باب التعقيد والتعطيل، علماً بأن الجميع مؤمن بالحوار لأنه ضرورة ماسة، من أجل حل القضايا، لكن في النهاية الحوار له اصوله وشروطه وقواعده، غير متوافرة وهذا الكلام قلته في كانون الثاني/يناير عام 2006 للرئيس بري، قلت حينها: ((انت مش شغلتك ادارة الحوار، شغلتك هي ان تجمع النواب وان تقصّر ولاية رئيس الجمهورية)) (في ذلك الوقت)، واليوم اقول له ايضاً ((مش شغلتك تدير الحوار لأنك طرف ولست حكماً، وهذا الدور هو لرئيس الجمهورية، وعليك كرئيس لمجلس النواب ان تؤمن نصاب الجلسة لا ان تسوق النواب بالعصا، ولكن ان تأخذ نوابك انت، وتضمهم الى النواب الذين يدخلون الى قاعة الاجتماعات، وانتخبوا رئيساً للجمهورية يدعو للحوار، ووضع كل الملفات على الطاولة ومناقشتها.

ونحن نشجع هذا الحوار ومن دعاته، لكن الحوار له اصوله ويفتقد الآن الى الادارة، فمن يديره؟ الطرف؟ هذا غير منطق وما يظهر الآن للأسف من طرح الامور والملفات والهروب من محطة الى محطة ومن ملف الى آخر والسفر من بلد الى بلد آخر يؤكد صحة الكلام الذي قاله وزير خارجية فرنسا انك ((تلعب)).

هذا اللعب هو لعب بالبلد وهو يفتقد الى المنطق والاصول، فلماذا هذا التجوال في الدول العربية حتى يصل الى حل مشكلة رئاسة الجمهورية، يريد ان يحل مشاكل العرب، فهل تنتهي مشاكلهم، وهي كثيرة منذ فجر التاريخ، لماذا نربط ازمتنا بأزمة كل مشاكل العرب؟ او حتى بأزمة ((سين سين)).

اليوم انتم مسؤولون في هذا البلد هبوا هبة واحدة فيها ايقاظ للضمير، لأن البلد يستأهل تقديم التنازلات والتضحية من أجله.

ويضيف ابو رزق حول المسؤول الاول عن التعطيل وإقفال مجلس النواب منذ سنة ونصف السنة والجدلية التي فتحت من أجل تأمين نصاب الثلثين لانتخاب الرئيس ان كل ذلك كان مقدمة لاقفال ابواب القصر الجمهوري، فإذاً يوجد نية مسبقة وتخطيط وقرارات مأخوذة سلفاً ومنذ اكثر من سنة بالتعطيل ووضع اسباب وذرائع واهية، اذاً المسؤول الاول عن التعطيل هو مجلس النواب ورئيسه بالاضافة الى النواب المسيحيين الذين انتخبوا بأصوات المسيحيين وبأكثرية مسيحية في مناطق كسروان وجبيل والمتن وزحلة خصوصاً.

-----------------------------------------------------------------------------------------------

اسم جديد لحاكم مزرعة مصرف لبنانA classe رياض سلامة

كتب حسن صبرا

 

اسم جديد بات يحمله حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بعد ان اطلقه عليه عدد من الموظفين الكبار المطلعين على اسلوبه في ادارة هذه المؤسسة المالية الرسمية الأضخم في لبنان.

انه اسم A classe  أي للحفظ، وقد اعتمده الموظفون الكبار للإشارة الى اسلوب سلامة في تعامله مع معظم التقارير والشكاوى والتحذيرات التي كانت وما زالت تصله عن مخالفات وتجاوزات تحصل في مصرف لبنان حيث اصبحت كلمة A classe لازمة كل آرائه حول تلك التقارير والشكاوى والتحذيرات.

للحفظ أي انه لا يهتم بتلك التقارير ولا بالشكاوى ولا بالتحذيرات.. بل يحفظها رغم خطورة المواضيع التي تتضمنها.. وهي تشمل المسائل الضخمة التي تترك آثاراً ضخمة على الوطن ومواطنيه وماليتهم كمأساة بنكي (المدينة) و(الاعتماد المتحد)، كما التوظيفات العشوائية كما توزيع المغانم، كما مرض اليرقان بدرجة سي.

صحيح ان مأساة بنكي المدينة والاعتماد المتحد صورة صارخة عن سلوكيات ونهج رياض سلامة لكن الغوص في تفاصيل ما يجري في مصرف لبنان تحت ادارة سلامة تفضح الهالة التي يضعها الحاكم حول نفسه وتقاريره التي توزع هنا وهناك في الاعلام خاصة وبعض المستفيدين للاشادة ((بدوره)) في حفظ النظام المصرفي في لبنان.

مأساة بنكي المدينة والاعتماد المتحد بات معروفاً للجميع ان اول تحرك لمصرف لبنان عبر هيئته المصرفية العليا التي يرأسها رياض سلامة نفسه لم يبدأ الا في شباط/فبراير عام 2003، بينما يعرف المطلعون ان خبراء قانونيين جديين ارسلوا الى رياض سلامة تقارير مفصلة تحذر من المخالفات الجسيمة في كل قطاعات عمل هذين البنكين طالبين من سلامة ان يتحرك بصفته حاكماً لمصرف لبنان ورئيساً للهيئة المصرفية العليا، وان هذه التقارير ارسلت بدءاً من العام 2000 والـ 2001 والـ 2002 ولم يتحرك سلامة الا بعد خراب البصرة، وبعد ان باتت معجزات رنا قليلات ومن معها شاملة كل دروب الفساد والافساد وتبييض العملة والاتجار وتعاطي المخدرات.. فضلاً عن سمعة النظام المصرفي في لبنان وسرقة اموال المودعين.

الحكاية من البداية

تنشر ((الشراع)) بعضاً من تقارير أعدها خبراء قانونيون موثوقون ارسلوها الى رياض سلامة، ورغم خطورة ما ورد فيها ورغم مرور عدة سنوات عليها فإن سلامة لم يتحرك الا بعد مرور عدة سنوات كانت البصرة فيها قد خربت.. ماذا تقول تلك التقارير؟

التقرير الاول

العمليات التي جرت في مصرفي بنك المدينة وبنك الاعتماد المتحد تنم عن تعاملات مخالفة للقانون استمرت لسنوات، فالمناخ الرقابي الذي كان موجوداً في المصرفين اظهر تسلطاً للادارة العليا على العمليات المصرفية وانعداماً للادارة الرشيدة ونتج عن هذا الوضع عمليات ينطبق عليها البند السادس من المادة الاولى من القانون المتعلق بمكافحة تبييض الاموال.

وجود مؤشرات لاعتماد نظام محاسبة مزدوجة في بنك المدينة ش.م.ل، خلال الفترة التي سادتها العمليات المشبوهة، ويصعب تحديد الزمن الذي بدأت فيه المحاسبة المزدوجة او الزمن الذي استغرقته، وعلى هذا الاساس فإن السجلات المحاسبية الموجودة حالياً لتلك الفترة هي غير كاملة ولا تعكس حقيقة الوضع المالي للبنك.

بالمخالفات الظاهرة في ما لدينا من وثائق والكامنة في الوثائق التي ما زالت محجوبة بفعل العوائق المذكورة اعلاه، ارتأت اللجنة ان يعرض التقرير بصورة كافية ودقيقة وشاملة، لنوع العمليات المختلفة التي اجريت بصيغ مخالفة بوضوح وعن قصد للقوانين والأنظمة المصرفية والتجارية والادارية، والتي تجاهلت التقاليد والاعراف الثابتة الموازية لهذه القوانين، نبعت من ارادة مسبقة ادت الى ايجاد بيئة متكاملة لعمليات تبييض الاموال.

تعمدت الادارة العليا للمصرفين تزويد لجنة الرقابة على المصارف بميزانيات وبيانات مالية مغلوطة وغير صحيحة، وذلك لتضليل لجنة الرقابة والتغطية على استمرار سريان المخالفات الكثيرة المتعمدة التي كانت ترتكب في المصرفين.

تسليفات بمبالغ كبيرة، تمت بعلم وبموافقة الادارة العليا وتأمين هذه التسليفات بودائع ائتمانية وهمية، وذلك تمهيداً لعمليات شراء عملات اجنبية بواسطة عدد من الصرافين.

تكونت لدى اللجنة قناعة بوجود محاسبة مزدوجة لدى بنك المدينة اعتمدتها الادارة العليا للمصرف كانت قد اشارت اليها التقارير الرقابية في مطلع العام 2001، ولم يكن بإمكان الادارة المؤقتة للمصرفين ولا بإمكان اللجنة التوصل الى سجلات المحاسبة الحقيقية رغم استعانة كل من الطرفين بأخصائيين في المعلوماتية، ان مسار العمليات والطريقة التي تعاملت بها ادارة البنك مع التوجيهات الرقابية لا تشير ابداً الى ان المحاسبة المزدوجة توقفت في ظل الادارة السابقة للبنك، وفي حال دخول اموال غير نظامية غير مسجلة في الدفاتر الرسمية فإن آثارها المحاسبية اللاحقة لها تم اخفاؤها، ان تواطؤ ادارة البنك على هذا الامر والسيطرة والتدخل المطلق لها على دقائق العمليات التشغيلية والتقنية ساعد في استمرار هذا الوضع لحين وضع اليد على المصرفين موضوع التقرير.

ان كلاً من الامور المذكورة اعلاه تشير الى مخالفات مستمرة للعديد من احكام قانون النقد والتسليف وقانون مكافحة تبييض الاموال وقانون التجارة والأعراف المصرفية وخاصة ما يتعلق بالاحتياطي الإلزامي ووضعية مركز القطع الاجنبي  لكل من المصرفين وذلك منذ اواخر التسعينيات ولم تقم مجالس ادارة المصرفين بأي حلول جدية بالرغم من التوصيات العديدة من الجهات الرقابية بذلك. ان ما تقدم من المخالفات الصريحة والمستمرة شكل بيئة مناسبة للعمليات غير الشرعية والمخالفة للقوانين بما في ذلك عمليات تبييض الأموال.

 

 التقرير الثاني تبييض الأموال وفي تقارير اخرى حول تبييض الاموال ورد ما يلي ولم يلتفت له رياض سلامة:

في اوائل العام 2001 (وتحديداً في شباط 2001) رصد مصرف لبنان مجدداً قيام بنك المدينة ش.م.ل، بممارسات مصرفية غير سليمة وعمليات قطع ناتجة عن عمليات مضاربة على الليرة اللبنانية، كانت موضوع تقرير لجنة الرقابة على المصارف رقم 1/13 المؤرخ في 3/3/2001،  مما حمل حاكم مصرف لبنان على إحالة المصرف المعني على ((الهيئة المصرفية العليا)) التي انعقدت بتاريخ 12/3/2001 واتخذت قراراً بتعيين السادة ((ديلويت اند توش)) كمفوض مراقبة اضافة الى مفوض المراقبة المعين من قبل المصرف المذكور  وذلك بغية اعداد تقرير عاجل يبين بالتفصيل حقيقة حسابات هذا المصرف كي يصار الى متابعة اوضاعه بدقة.

لم يتم التعاون من قبل المصرف المعني مع مفوض المراقبة المعين من قبل ((الهيئة المصرفية العليا)) ((ديلويت اند توش)) الذي قدم بتاريخ 24 ايار 2001 تقريراً الى ((الهيئة المصرفية العليا)) اشار فيه الى الصعوبات التي واجهها في اعمال التدقيق لدى بنك المدينة ش.م.ل. لجهة عدم تمكينه من الاطلاع على المستندات اللازمة في اعمال التدقيق وبالتالي عدم تمكنه من ابداء أي رأي حول الحسابات التي اطلع عليها كما جرت محاولة تضليل لجنة الرقابة على المصارف من خلال تزويدها بميزانيات وتصاريح مزورة لا تعكس الوضع الحقيقي لكل من بنك المدينة ش.م.ل. وبنك الاعتماد المتحد ش.م.ل. وهذا ما اشار اليه تقرير لجنة الرقابة على المصارف رقم 18/13  تاريخ 26 تشرين الاول/اكتوبر 2002 الذي اوصى بتعيين مدير مؤقت لكل من بنك المدينة ش.م.ل. وبنك الاعتماد المتحد ش.م.ل. تمهيداً لشطبهما من لائحة المصارف.

عقدت ((الهيئة المصرفية العليا)) ابتداء من آذار/مارس 2001 ولغاية 28/12/2005 38 جلسة، خصصت لمتابعة ومعالجة اوضاع كل من بنك المدينة ش.م.ل. وبنك الاعتماد المتحد ش.م.ل. وقد صدر عنها عدة قرارات قضت بالطلب من المسؤولين عن ادارة المصرفين المعنيين اجراء تغييرات جذرية بالادارة وتعيين اداريين جدد والغاء مهام وصلاحيات وتواقيع الموظفين لدى بنك المدينة ش.م.ل. رنا قليلات، ايمان ضاهر، عماد الحاج، يوسف الهشي ووليد ناصيف والغاء كل توقيع منفرد لدى كل من بنك المدينة ش.م.ل. وبنك الاعتماد المتحد ش.م.ل. باستثناء توقيع رئيس مجلس الادارة.

غير انه لم يتم الالـزام بقرارات ((الهيئة المصرفية العليا)) في هذا المجال، وأبقي على صلاحيات ومهام السيدة رنا قليلات، بل على العكس، وسعت صلاحياتها وعينت لاحقاُ مديرة لمكتب الدكتور عدنان ابو عياش، وفوضت بهذه الصفة لتنوب عن المصرف في حضور كافة جلسات ((الهيئة المصرفية العليا))، بعد ذلك عيّن بنك المدينة ش.م.ل. السيد عبدالحفيظ البربير نائباً للمدير العام، الا ان السيد البربـير وجه كتاباً الى لجنة الرقابة على المصارف بتاريخ 13/1/2003 مفاده انه لم يمنح اية صلاحيات للقيام بمهام الادارة.

ونشير في هذا السياق الى ان كلاً من الرئيسين المتتاليين لمجلس ادارة المصرفين، الشيخ ابراهيم ابو عياش والدكتور عدنان ابو عياش، كانا على اطلاع وثيق على اوضاع المصرفين وهذا ما تظهره المراسلات الخطية المتعددة التي وجهت الى حاكم مصرف لبنان والى لجنة الرقابة على المصارف والتي تتضمن تعهدات صريحة بتحويل اموال لمعالجة وضع المصرفين المنوه عنهما وتأمين السيولة الكافية لتغطية كامل الودائع لديهما.

من جهة اخرى اشارت تقارير لجنة الرقابة على المصارف حول اوضاع كل من بنك المدينة ش.م.ل. وبنك الاعتماد المتحد ش.م.ل. لا سيما التقرير رقم 9/13 تاريخ 18 تموز/يوليو 2002، الى مخالفات عديدة والى عمليات مضاربة على الليرة اللبنانية تجري بين المصرفين المذكورين من خلال حسابات شركة (زنتا) ش.م.ل. وحسابات السادة محمد فادي عزت صبح وفؤاد ابراهيم قهوجي وطه وباسل قليلات وايهاب عبدالرحمان حمية.

بتاريخ 5 ايلول/سبتمبر وبناء على كتاب لجنة الرقابة على المصارف رقم 3/13 ت تاريخ 3/9/2002 الذي يفيد عن حسابات مشبوهة لدى بنك المدينة ش.م.ل. اتخذت ((هيئة التحقيق الخاصة)) القرار رقم 19/2/2002، الذي قضى بتكليف امين سر ((الهيئة)) التدقيق في الحسابات المعنية لدى بنك المدينة ش.م.ل. وفي اية حسابات اخرى متعلقة بها.

وبعد الاطلاع على تقرير امين سر ((الهيئة)) رقم 54/هـ. ت/3. تاريخ 27/1/2003، بشأن الحسابات المشار اليها اعلاه وبعد الاطلاع على تقرير لجنة الرقابة على المصارف رقم 1/13 أ تاريخ 3 شباط 2003، المتعلق بعمليات تجري في المصرفين المذكورين ومشمولة بأحكام القانون رقم 318 تاريخ 20/4/2001 (مكافحة تبييض الاموال) وتقتضي التحرك سريعاً لتدارك تفاقمها، اتخذت ((هيئة التحقيق الخاصة)) القرارات رقم 20/3/2003 ورقم 20/3/2003 (مكرر 1) ورقم 20/3/2003 (مكرر 2) تاريخ 6/2/2003 والتي قضت برفع السرية المصرفية تجاه المراجع القضائية المختصة، عن الحسابات العائدة بصورة مباشرة او بصورة غير مباشرة للاشخاص المعددين في هذه القرارات وذلك لدى جميع المصارف والمؤسسات المالية ومؤسسات الصرافة العاملة في لبنان وتجميد ارصدة هذه الحسابات بصورة نهائية وتجميد اية اموال او موجودات عائدة لهؤلاء الاشخاص.

وبكتاب ((الهيئة)) رقم 98/ هـ. ت/ 3. تاريخ 7/2/2003 تم ابلاغ حضرة النائب العام التمييزي بنسخة عن القرارات المشار اليها اعلاه بالاضافة الى التقرير المتعلق بالحسابات موضوع هذه القرارات.

غير انه ازاء عدم قيام السيدين ابو عياش بتنفيذ كامل تعهداتهما تجاه مصرف لبنان، اتخذت ((الهيئة المصرفية العليا)) بتاريخ 8/7/2003 القرار رقم 1/10/3. الذي قضى بتعيين السيد اندره بندلي مديراً مؤقتاً على كل من بنك المدينة ش.م.ل. وبنك الاعتماد المتحد ش.م.ل. يتمتع بصلاحيات مجلس الادارة وصلاحيات رئيس مجلس الادارة – المدير العام لهذين المصرفين ويقوم بالامور المحددة في هذا القرار، لا سيما تطبيق التعليمات التي اصدرتها او التي سوف تصدرها ((الهيئة المصرفية العليا)) فيما يتعلق بوضع هذين المصرفين والتحقق من صحة الايداعات والسحوبات والعمل على تحصيل حقوق المصرفين والالتـزام بدفع حقوق المودعين.

وبعد اطلاع ((هيئة التحقيق الخاصة)) على ما يلي:

*قرار ((الهيئة المصرفية العليا)) رقم 2/10/03 تاريخ 8/7/2003 القاضي بإحالة المسؤولين عن ادارة كل من بنك المدينة ش.م.ل. وبنك الاعتماد المتحد ش.م.ل. على ((هيئة التحقيق الخاصة))

*تقارير لجنة الرقابة على المصارف، لا سيما التقرير رقم 14/13 أ تاريخ 20/5/2003، الذي اظهر وجود شيكات مصرفية غير مسجلة في دفاتر بنك المدينة ش.م.ل. بالاضافة الى العديد من المخالفات الاخرى.

*الكتاب تاريخ 2 حزيران/يونيو  2003 الموجه الى حاكم مصرف لبنان من الدكتور ناصر بن ابراهيم الرشيد والمستندات المرفقة به، ومنها وكالة منظمة لدى السفارة اللبنانية في الرياض من قبل السيد ناصر الرشيد لصالح النقيب شكيب قرطباوي، والمتضمن اعتراف الدكتور عدنان ابو عياش بسحب مبالغ كبيرة من مكتب الرشيد للهندسة في الرياض وتحويلها دون علم المكتب المذكور الى حسابه الخاص لدى بنك المدينة ش.م.ل.

وبناء عليه، ولتغطية النقص في الالتـزامات، سارعت السيدة رنا قليلات بتاريخ 12/6/2003 الى تسليم حاكم مصرف لبنان بحضور كل من وكيلها المحامي الاستاذ بطرس حرب ومدير الشؤون القانونية لدى مصرف لبنان الاستاذ بيار كنعان، شيكاً بقيمة (310.000.000) يورو مسحوباً لأمرها على حساب عدنان ابو عياش لدى البنك العربي – باريس، وقد ارتجع هذا الشيك لاحقاً لعدم وجود مؤونة كافية.

بكتابها تاريخ 13/9/2005 طلبت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة (UNIIIC) في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الاستعلام عن عدد من الحسابات منها الحسابات العائدة بصورة مباشرة او غير مباشرة للسيد رستم غزاله، تبين وجود حسابات لدى عدد من المصارف عائدة لمجموعة غزاله (اشقاء وابن رستم غزاله)، تم تغذيتها بشيكات مصدرها الاساسي حسابات رنا قليلات لدى بنك المدينة ش.م.ل. وبنك الاعتماد المتحد ش.م.ل.

تم ترصيد جميع هذه الحسابات باستثناء الحسابات المفتوحة لدى بنك الكويت والعالم العربي ش.م.ل. البالغة ارصدتها حوالى 395696 10/د.أ. والحسابات لدى بنك لبنان والمهجر ش.م.ل. التي سحب منها مبلغ حوالى 656918 16/د.أ. الى حسابات لدى بنك سوريا والمهجر – سوريا، وبلغ مجموع الارصدة المتبقية حوالى (750076)د.أ.

كما نشير الى حسابات كانت مفتوحة لغاية العام 2003 لدى بنك المدينة ش.م.ل. باسماء السادة محمد غزاله، ناظم غزاله وبرهان غزاله، تم تغذيتها بتحاويل من حسابات مجموعة قليلات وأبو عياش وحسابات علي احمد احمد المفتوحة لدى بنك المدينة ش.م.ل. وبنك الاعتماد المتحد ش.م.ل. كما تم تغذية الحسابات المذكورة بإيداعات نقدية بلغ مجموعها من سنة 1994 لغاية سنة 2003 ما مجموعة 580000 1/د.أ.

كذلك عمد السيد ابراهيم أبو عياش الى تغطية من حسابه، السحوبات الجارية بواسطة بطاقات الائتمان العائدة لكل من محمد وبرهان وناظم عبده الغزاله لدى بنك المدينة ش.م.ل. والاعتماد المتحد ش.م.ل. وذلك بما مجموعه 12935947 د.أ. تقريباً.

اتخذت ((الهيئة)) القرارات القاضية برفع السرية المصرفية، تجاه المراجع القضائية المختصة، عن جميع حسابات مجموعة غزاله وتجميد ارصدتها نهائياً لدى البنك اللبناني الفرنسي ش.م.ل. وبنك عودة ش.م.ل – مجموعة عودة سرادار وبنك لبنان والمهجر ش.م.ل. وبنك الكويت والعالم العربي ش.م.ل.  وبنك البحر المتوسط ش.م.ل. وبنك بيبلوس ش.م.ل، وبنك بيروت والبلاد العربية ش.م.ل، وبكتاب ((الهيئة)) رقم 925/ هـ.ت/05/777 تاريخ 20/10/2005 تم تزويد النيابة العامة التمييزية بنسخة عن هذه القرارات وعن التقرير المتعلق بالحسابات العائدة لها.

وبتاريخ 27/10/2005، اتخذت ((هيئة التحقيق الخاصة)) القرار رقم 3/25/26/2005 القاضي بتجميد حسابات مجموعة غزاله لدى بنك المدينة ش.م.ل. ورفع السرية المصرفية عنها تجاه المراجع القضائية المختصة، وبكتاب الهيئة رقم 1003/هـ. ت/05/777 تاريخ 29/10/2005 تم تزويد النيابة العامة التمييزية بنسخة عن هذا القرار وعن التقرير المتعلق بالحسابات العائدة له.

بالاضافة الى ما تقدم، وبناء لطلب لجنة التحقيق الدولية المشار اليها اعلاه تزويدها بمعلومات عن حسابات زوج رستم غزاله الثالثة ل. ع وبعد الاطلاع على تقرير امين سر ((الهيئة)) عن حسابات المعنية لدى جميع المصارف اتخذت ((الهيئة)) بتاريخ 10/11/2005 القرارات رقم 1/2/28/2005 و2/2/28/2005 و3/2/28/2005 و4/2/28/2005 القاضية برفع السرية المصرفية تجاه المراجع القضائية المختصة، وتجميد الحسابات العائدة بصورة مباشرة وغير مباشرة للسيدة ل.ع. وذلك لدى المصارف اللبنانية.

وبناء على تقرير امين السر والذي مفاده بأن المدير المؤقت لـ((بنك المدينة ش.م.ل.)) أودعه عدداً من الشيكات الصادرة من حسابات شركة ((زنتا)) العقارية ش.م.ل. لأمر حسام ماضي أودعت في حساب خالد قدور ((بنك الموارد ش.م.ل.))، وهو نجل السيد ناصر قدور وزير الدولة للشؤون الخارجية في سوريا ويعمل مع السادة وائل عمير وباسل الشهابي في تجارة السيارات.

اتخذت ((الهيئة)) بتاريخ 5/12/2005 قراراً قضى بتكليف امين سر ((الهيئة)) التدقيق في الحسابات العائدة بصورة مباشرة او غير مباشرة لـ ((خالد ناصر قدور)) لدى بنك الموارد.

التقرير الثالث

حول الفضيحة المالية التي تورطت فيها ثلاث موظفات في مصرف لبنان انتحرت احداهن تاركة رسالة تفيد بدور رفيقتيها، وقد استمرت عمليات الاحتيال وسرقة اموال المودعين من مصرف لبنان نفسه سنوات ولم تكشف رغم مرور اعمالهن على ثلاثة مديرين في المصرف المركزي نفسه.

مزرعة مصرف لبنان

هذا في القضايا الكبيرة، اما في التفاصيل فنجد ما يكشف كيف اصبح المصرف في عهد رياض سلامة مزرعة سائبة تدل على طبيعتها الوقائع التالية:

1-مدير كبير في المصرف له موقع مميز عين زوجه نائبة مدير في المصرف، وعين معها ابنتهما، ثم عين صهره وشقيق زوجه وأخت زوجه.

2- سكرتيرة الحاكم لها ابنة تعمل في المصرف.

3- موظف كبير آخر له ابنتان تعملان في مصرف لبنان وبعل احداهن يعمل ايضاً في المصرف.

4-رئيس هيئة التحقيق الخاصة عين ابنته في المصرف، ومدير التفتيش عين ابنة اخته في مصرف لبنان (وهذا المدير كان موظفاً في احدى لجان المصرف وفسخ عقده لسنوات ثم اعيد توظيفه حتى ترقى ليصبح مديراً، وزوج هذا المدير تقبض راتباً من المصرف ولا تعمل، وشقيقتها وبعلها يعملان في مؤسسة تابعة للمصرف، ونالا من المصرف قرضاً مؤخراً.

5-حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يسلم صهره المحامي القضايا الدسمة (دون ان نقلل من كفاءة الصهر، نعتقد ان هناك محامين كفوئين ايضاً في لبنان).

6-عدد من الموظفين في مصرف لبنان يكلفون بالسفر الى باريس وغيرها للترويج او لايصال كتاب زوج الحاكم ندى سلامة عن فن ترتيب السفرة ويقيمون في فنادق ويحصلون على خرج راحة على حساب المصرف، وهناك سكرتيرة خاصة مفصولة لخدمة ندى سلامة.

7-نائب لحاكم مصرف لبنان يغيب عن عمله لثلاثة او اربعة اشهر ليقضي اشغاله الخاصة خارج وداخل لبنان، ثم يقبض راتبه من المصرف وكأن شيئاً لم يكن.

8-مدير الشؤون القانونية احيل الى التقاعد لكن سلامة اعاده بعقد لخمس سنوات براتب يتجاوز المليار أي بمعدل 200 مليون ليرة لبنانية سنوياً، ومع حصوله على 16 شهراً سنوياً فإن راتبه الشهري هو 12.5 مليون ليرة.

9- مدير المعلوماتية الذي يوقع في الداخل بصفته مهندساً ولا يوقع مع الخارج بهذه الصفة، يشرف على مناقصات المعلوماتية، وحيث ان المصرف كان بصدد تجديد الاطار الرئيسي للمصرف (Main Frame) فإنه طلب من شركة (I.B.M) العالمية معلومات وأسعاراً تمهيداً لاجراء المناقصة فجاء الجواب من الشركة بأن هذه المواصفات لمصرف لبنان، وعليكم  بمراجعته مما يعني ان هناك من اتصل او خاطب هذه الشركة بشكل غير رسمي من خارج أطر المصرف.

10-يلحظ حضور سيدات وآنسات الى المصرف بعد انتهاء دوام العمل وهن لسن موظفات او حتى مودعات ولا احد يعرف لمن يحضرن ولماذا؟ علماً بأن ادارة المصرف طلبت اجراء فحوصات ليرقان رقم 3 سي الذي يوصف طبياً بأنه في خطورة الايدز من حيث ان معظم اسبابه تأتي من الاتصال الجنسي وان كان غير مميت، وقد ثبت وجود اصابة داخل المصرف بهذا المرض.

ويتحدث كثيرون عن حظوة تطال بعض الموظفات الدلوعات اللواتي يحصلن على خطوط هاتف دولية في مكاتبهن مقابل خدمات يقدمنها للبعض داخل المصرف.

هذه التفاصيل وغيرها تحصل ويتساءل كثيرون عن دور التفتيش في مصرف لبنان، وهل هو ضعيف او غير كفؤ او يخشى القيادات السياسية التي تحمي كل هذه التجاوزات من خلال حمايتها للموظفين الذين يعينون بوساطات منها بغض النظر عن الكفاءة طالما يشكل هؤلاء قاعدة ولاء لهذه القيادات داخل اهم مؤسسة مالية في البلد.

غير ان التساؤل الأهم يوجه الى رياض سلامة او الى من يستمر في التمسك به في موقعه (مجلس الوزراء) اذا كان هذا الموظف غير قادر على ادارة مؤسسة واحدة في لبنان فكيف يطمح هذا الموظف الى ادارة الوطن كله من خلال رئاسة الجمهورية؟

على كل، كثيرون يقولون ان رياض سلامة من المحظوظين المستفيدين من هذا الفراغ الرئاسي الذي يمنع وصول رئيس جمهورية ينتظره اللبنانيون لكثير من التغيير.

----------------------------------------------------------------------------------------------

بعدما توقعت اغتيال الرئيس الحريري وخروج جعجع من السجن وحرب تموز

الحاجة هدى لـ((الشراع)): الأزمة ستشتد والشهران المقبلان صعبان للغاية

*شخصيات في 8 و14 آذار تتعرض للاغتيال ومنهم جنبلاط

*أمين الجميل يحقق انجازات وسلة عون فارغة وسليمان فرنجية لن يصل إلى أي مركز

*نصرالله يتعرض لمتاعب وقد يتعرض الحزب لضربة إسرائيلية كبيرة

*نانسي عجرم ستصاب بنكسة صحية تدخلها المستشفى ولن أزيد..

بعد ان صدقت توقعاتها عن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005.. حتى حرب تموز/يوليو 2006 وصولاً إلى المشاكل التي حلت بالبلد قدمت الحاجة هدى مجموعة من التوقعات المحلية والإقليمية على الصعيد السياسي، الاجتماعي والفني.. وفي الوقت الذي تتوقع فيه ضربة إسرائيلية جديدة للبنان فإنها لا تستبعد أن تنشط المقاومة في فلسطين وذلك من خلال إحدى العمليات العسكرية التي تقوم بها مجموعات فلسطينية بدعم من حزب الله، ولكنها توقعت في الوقت نفسه أن تتحالف الأطراف المتنازعة في لبنان ولكن بعد فترة قد تطول ويتحول لبنان إلى سويسرا الشرق.. وحذرت من الشهرين القادمين اللذين سيكونان بغاية الخطورة.

مع الحاجة هدى كان هذا الحوار الذي استهلته بالقول:

- توقعت في الشهر السادس أي شهر حزيران/يونيو من العام 2006 أن تعصف بلبنان أزمة شديدة ورقم 6 هو رقم شيطاني وهذه الأزمة سيكون فيها دماء وما هي إلا أشهر حتى كانت حرب تموز/يوليو. فمن العام 2005 حتى اليوم الوضع في لبنان غير جيد.

# هل تتوقعين بالفطرة ومنذ الولادة أم انك تلقيت هذا العلم في بلد ما أو على أيدي أخصائيين في هذا المجال؟

- تعلمت في المغرب ودخلت إلى مغارة دانيال، وكنت أقوم بجلسات يوغا التي تساعد على صقل الشخصية في هذا المجال. فتعلمت لمدة شهرين أول مرة كيف يجب ان أكوّن صبورة بحيث بقيت لمدة 40 يوماً لا أتناول فيها اللحوم والدجاج وكل ما له علاقة بالدسم.

# هذا نوع من التصوف؟

-طبعاً وذلك لأعتاد على الصبر وكنت أجلس في غرفة لوحدي لفترات طويلة وأهتم بالقراءة فقط.

# هل كان يحضر إليك أشخاص معينون؟

-حينما أجلس وحيدة اذهب في خيالي، حتى عندما كنت صغيرة كل حلم أراه يتحقق في اليوم التالي، هذا طبعاً من ربي.

# كيف تتوقعين وتقرأين المستقبل؟

- من خلال التحضير في البخور وعقد الجلسات.

# هل تشاهدين أشخاصاً؟

- خيالات فقط لا أكثر وهذه الخيالات تساعدني وطبعاً أقرأ المستقبل من خلال اسم الشخص وأحرف اسمه ومن خلال الورق أيضاً وتاريخ ميلاد الشخص.

أزمة جديدة

# هل سيستمر الوضع في لبنان على حاله؟

-نعم وهناك أزمة جديدة ستحصل إلى جانب عمليات الاغتيال التي ستطال شخصيات من 8 و14 آذار/مارس.

# هل يمكن أن يتعرض لبنان لضربة إسرائيلية؟

- نعم وستكون قوية وقريبة، الشهران القادمان بغاية الصعوبة.

# هل هناك حرب داخلية؟

-  أبداً، يمكن أن يحصل مناوشات وسيذهب خلالها قتلى وسيحصل سرقات، والاسعار إلى ارتفاع.. وخلال إحدى التظاهرات سيقتل عدد من الاشخاص.

# كيف تتوقعين بالأسماء؟

- هناك بعض الاشخاص يتوقعون بالأسماء وينبهون من تسمية فتاة أو صبـي باسم معين. فكل شخص صاحب اسم معين أتوقع له بطريقة مختلفة عن الشخص الذي يحمل الاسم نفسه وذلك حسب اسم الأم وشكل الشخص وتاريخ ميلاده هذه الأمور كلها آخذها في الاعتبار.

# هل يمكن أن تتوقعي للشخصيات السياسية في حال زودتك باسم أم كل واحد منهم وتاريخ ميلاده؟

-طبعاً.

# ماذا تتوقعين للنائب وليد جنبلاط؟

- حرف الواو عقدة في حياته واللام ترمز إلى العناد. تاريخ ميلاده لا يوافقه، فهو مزدوج وفيه رقم 6 متكرر، وخلال هذه الفترة إما انه يحقق إنجازاً ويصل إلى مراتب عليا أو لا يصل إطلاقاً فلا يوجد له حلول وسطى. تعرض إلى صدمة منذ الصغر وهذه الصدمة شكلت له نوعاً من العقدة. وهو معرض لأمور كثيرة منها الاغتيال مع العلم انه ينجو وسيتعرض إلى صدمة على الصعيد السياسي وسيكون خاسراً.

# العماد ميشال عون؟

- أرقام ميشال عون مفردة. أول حياته كانت ناجحة ولكن حرفي الراء واللام في اسمه واسم والدته مزعجان لأنهما يرمزان إلى العناد في الحياة وهذه الأمور تشكل له إشكالات في حياته. تاريخ ميلاده جيد للغاية والرقم 15 من كل شهر جيد له أيضاً إذ يمكن أن يحصد شيئاً ما في هذا التاريخ من كل شهر.

ولكنه خلال هذه الفترة دخل في ((لخبطة)) لأنه لم يختر الوقت المناسب في أشهر ليست له وأيام ليست له وأنصحه باختيار رقم 1، 5 أو 15. ولكنه سوف يتعرض خلال هذه الفترة إلى عارض صحي إذا نجا منه يمكن أن يفلت من الحوت. وهذا العارض هو نتيجة صدمة يتعرض لها.

# ماذا عن مستقبله السياسي؟

- سلته فارغة حتى من حوله يمكن أن يتراجعوا وأطلب منه ألا يعد نفسه بشيء أبداً. وسوف يتعرض إلى الكثير من الكلام.

# ماذا تتوقعين للرئيس أمين الجميل؟

-أمين الجميل محسود، وسوف يحقق إنجازات مهمة على الصعيد الشخصي والخاص ويحصل على مركز مهم من دول أخرى، ولكن على الصعيد السياسي لا أعتقد انه يمكن أن يصل إلى مركز ما.

# النائب سعد الحريري؟

- شهر آذار/مارس مهم بالنسبة إليه وكل شيء قام به خلال هذا الشهر ((سَعِدَ)) به.. ولكنه سوف يتعرض لإشاعات تتعبه نفسياً، ويمكن أن يدخل في مشاكل سياسية لن تكون لصالحه خصوصاً من قبل أشخاص يعملون معه في الخط نفسه أما صحياً فهو معرض للخطر.

# هل يمكن أن يتعرض إلى حادثة اغتيال؟

- أتمنى أن يقوم بالسلامة، عانى من أمور عديدة أخرى وأعتقد انه ما يزال يتعالج حتى الآن.

# هل بانتظاره مركز سياسي ما؟

-لا أعتقد ولكن يمكن أن يصل أحد من عائلته إلى منصب سياسي في مجلس النواب أو إحدى الوزارات.

# ماذا تتوقعين لسمير جعجع؟

- آخر هذا العام سيقوم بأعمال عديدة. وحرف الياء وارد كثالث حرف من اسمه وهذا يعني انه سيحقق إنجازات، وإذا لاحظتِ ان معظم الشخصيات السياسية أو التي تصل إلى مركز مهم يأتي حرف الياء ثالثاً من اسمائهم، مثل: إميل لحود، نبيه بري، سمير جعجع، أمين الجميل.. ومن يكون حرف الياء وارد في اسم والدته فهذا يساعد على جعل مركزه مرموقاً.

ولكن مهما عمل جعجع فهو لن يصل إلى النتيجة المبتغاة أو أي مركز سياسي مهم مع العلم انه حقق عدداً من الانجازات على الصعيد الشخصي.

# السيد حسن نصرالله؟

- حسن نصرالله دائماً تعب واسم والدته يعطيه مركزاً مع العلم ان اسمها لا يساعدها هي. خلال هذه الفترة سيمر بتعب نفسي وفكري بعد ان يحصل معه أمر ما لأن الحزب معرض خلال هذه الفترة إلى أمور كثيرة، وهذا التعب سيكون في فصل الصيف.

 

# هل حزب الله معرض لضربة اسرائيلية؟

- نعم وضربة كبيرة والنتائج لن تكون مرضية.. ودوره سيكون فيما بعد.

# الرئيس نبيه بري؟

-  سيمر بنكسة صحية اتمنى ان يخرج منها بخير وهذه الفترة سيكون تعباً في جلساته. واذا لم تكن النكسة صحية فستكون في مجال آخر.

# سليمان فرنجية؟

- ((لن يطلع من أمره شيء)) فهو يتكلم فقط وهو هوائي ومتقلب وكل ما يتكلم عنه ليس لصالحه.. لذلك لن يصل الى أي مركز لأن من يدعمه ليس معه.

# ميشال المر؟

-خلال هذه الفترة تنتظره امور جيدة جداً بعد ان  يحصل شيء غير طبيعي.

# هل يمكن ان يتسلم منصب رئاسة الجمهورية؟

- يمكن، ولكنه سيمر بعارض معين كحادث افرادي ولكنه ينجو منه.

# ماذا تتوقعين للبطريريك نصرالله بطرس صفير؟

- اتمنى ان يبقى بخير لانه سيتعرض لضربات من اناس معينين.

# الرئيس بشار الاسد؟

- خلال هذه الفترة سيكون منـزعجاً في بلده من كل النواحي وسيتعرض لضربة داخل البلد.

# كيف تصفين الوضع في لبنان؟

-على شفير الهاوية فالغلاء الى ارتفاع وسيوصلنا الى نتائج غير مريحة وسيتعرض الجيش لضربة ايضاً من قبل الفلسطينيين بعد ان يتفجر الوضع في مخيم عين الحلوة.

# من يمكن ان يحصد نجاحات فريق 8 او 14 آذار/مارس؟

- لن يصل أي فريق الى أي نتيجة ولكن هناك يداً خارجية ستمتد لاصلاح الامور.

# هل يمكن ان نشاهد الاحزاب اللبنانية بكافة توجهاتها في مشهد متوحد ومتحالف؟

-يمكن ولكن ليس خلال هذه الفترة، بل بعد فترة طويلة لأننا سنشهد ازدهاراً ولكن ليس هذا العام.

# كيف سيكون فصل الصيف هذا العام؟

-انسي امره لانه سيحصل عملية اغتيال لشخصية مهمة.

ضربة لاسرائيل

# كيف سيكون الوضع في فلسطين؟

- ستتعرض اسرائيل الى ضربة من قبل فلسطينيين ولكن بتنظيم من حزب الله، وستكون هذا الصيف.

# هل يمكن ان تحقق هذه الضربة انتصاراً؟

-لا، بل ستحقق ازعاجاً، لان حزب الله سيتعرض لضربة ويخرج منها بصدمة.

# ما هي توقعاتك العربية؟

-الدول العربية لن تكون معنا لانها تمد يدها كغطاء لأمور اخرى.

توقعات فنية

# ما هي توقعاتك للمطربة صباح؟

- لن تكون هذه السنة سنة خير عليها.

# المطرب وديع الصافي؟

-  سيحقق شهرة بعمل فني مهم.

# السيدة فيروز؟

- ستحقق شهرة في العالم اكثر فأكثر بعد نشاط مهم تقوم به.

# هيفاء وهبي؟

-عندها زواج وطلاق آخر هذا العام وستلاحقها الاشاعات في الدول العربية.

# اليسا؟

-  ستدخل الى القفص الذهي خلال الشهرين المقبلين.

# نانسي عجرم؟

-ستتعرض لنكسة صحية ولن ازيد بل سأكتفي بالقول بأنها ستدخل الى المستشفى لاجراء عملية وتخرج بمشكلة صحية واتمنى لها الشفاء.

# ما هي توقعاتك التي تحققت؟

-  توقعت حرب تموز/يوليو واغتيال الرئيس الحريري وخروج جعجع من السجن.

حوار: فاطمة فصاعي

------------------------------------------------------------------------------------------------

مقابلة مع محمد دحلان

دحلان لـ((الشراع)) داعياً إلى تعليق المفاوضات مؤقتاً:مشروع حماس بلا مستقبل والاستمرار بعملية السلام بلا مضمون

*خلافي مع حماس يعود إلى العام 1982 لأنها كانت ترفض العمل المقاوم

*أنشئت حماس لتكون بديلاً من منظمة التحرير وبموافقة إسرائيلية

*حماس شاركت في الانتفاضة بعد شهرين من انطلاقتها

*الضفة وغزة تحت الاحتلال الإسرائيلي الكامل

*لدينا وسائل كثيرة لمجابهة إسرائيل وإحراجها أمام شعبها وأمام المجتمع الدولي

*نتنياهو سقط في الانتخابات نتيجة لعبة قام بها أبو عمار في اتفاق ((واي ريفر))

*حماس تدرك ان كسر الحدود مع إسرائيل يكلفها حياتها

*إيران لم تقدم دعماً مالياً للشعب الفلسطيني بل لحركة حماس من أجل الانقلاب على الشرعية الفلسطينية

*هناك فتحاويون انضموا إلى حزب الله وحماس بسبب الفراغ القيادي

*سنستمر في إقناع اللجنة المركزية لفتح لعقد المؤتمر العام المعلّق

*أبو عمار قتل وكان يقول دائماً ((لقد وصلوا إليّ))

*يجب تعليق المفاوضات مع إسرائيل والالتفات إلى الوضع الفلسطيني الداخلي وتنظيمه

حوار حسن صبرا

 

 تنظر له إسرائيل كأكثر رجل يملك معلومات عنها، لأنه ولد تحت الاحتلال الصهيوني، وأمضى سنوات في سجونها وتعلم لغتها، وبدأ نضاله مبكراً ضدها وشكل حركة طلابية شبابية معادية لها، وكان أشرس مفاوض معها بتكليف من ياسر عرفات.

وتنظر حركة حماس إلى محمد دحلان كأخطر رجل فلسطيني عليها، وهي لم تستطع الانقلاب على حركة فتح إلا حين كان الرجل راقداً في إحدى المستشفيات خارج فلسطين لإجراء عملية في ركبته التي تحمل آثار التعذيب والسجون الصهيونية.

عندما خطب محمد دحلان في ربع مليون فلسطيني احتشدوا في قطاع غزة قبل انقلاب حماس في 13/6/2007، صممت حماس على التخلص من الرجل ومن حركة فتح، فألحقت بالفلسطينيين ما لم تلحق بهم إسرائيل، ورمت حركة حماس الشباب الفلسطيني من على أسطح الأبنية وهم أحياء ورمت كذلك جثثاً لشباب قتلتهم ثم مثلت بجثثهم.

لا يتحدث محمد دحلان بلغة انتقامية عن حماس ولا يدعو لعمل عنيف ضد انقلابها.. بل يبحث عن أصل المشكلة ليعالجه بنظرة القائد وحكمة العاقل وأسلوب المفاوض الصلب العنيد الذي يعرف ما يريد.

((الشراع)) التقت محمد دحلان في القاهرة رافضاً بدء الحديث معه كعميد فهو خارج السلطة التنفيذية وهو ما زال عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح:

 

 

# محمد دحلان أين أنت الآن؟

-هذا السؤال ربما يثير بعض الاستغراب عند البعض، أين أنا؟ ولماذا لا أتابع عملي التنفيذي؟ أنا قدمت استقالتي من العمل التنفيذي منذ ان كنت مستشاراً في شهر آذار/مارس من العام الماضي وبالتالي لا يجوز أن أحتكر موقع المستشار القومي، فاتفقت مع الرئيس أبو مازن على تقديم استقالتي لكي أترك المجال لشخص آخر ليأخذ هذه المهمة التنفيذية، وأكتفي بموقعي كعضو مجلس تشريعي منتخب وعضوية المجلس الثوري أما موقعي التنفيذي فلا أريد العودة إليه إلا بعد الانتخابات القادمة إن شاء الله إذا حدثت.

 

# تقصد الانتخابات النيابية أو انتخابات حركة ((فتح))؟

-  أنا عملت في مواقع تنفيذية لمدة 12 عاماً في العمل الحكومي والعمل التفاوضي ووزيراً ومستشاراً للرئيس أبو عمار والرئيس أبو مازن وبذلت الجهد المطلوب مني سواء في المفاوضات أو في العمل الامني أو كمستشار للأمن القومي، أنا لا أرى نفسي في هذا الموقع الآن أو في موقع تنفيذي، إنما في الموقع الذي انتخبت من أجله مع إدراكي المسبق بأن العمل السياسي الفلسطيني في الأشهر الأخيرة أصبح أكثر صعوبة وأكثر قسوة خاصة بعد الانقلاب الذي مارسته (حماس) على نفسها وعلى الشرعية الفلسطينية.

 

# النائب العميد المستشار محمد دحلان لغز وهو في مواقعه التنفيذية والتشريعية والعسكرية والأمنية، ولغز وهو خارج هذه المواقع، يعني أنت الآن أمام الناس لا تقوم بأي دور علني، ولكنك ما زلت لغزاً بسبب هذه التطورات التي حصلت في غزة منذ حزيران/يونيو 2007.

- المسألة بالنسبة لي ليست لغزاً وهي محلولة، أنا في موقعي التنفيذي أمارس عملي بشكل مطلق وعلني ورسمي وأبذل جهوداً مضنية ومستمرة ليل نهار من أجل الواجب الذي أكلف به، أنا لا آخذ موقعاً للتباهي، بل لأنجحه، هكذا كنت في تأسيس حركة الشبيبة الطلابية في عام 1982 في قطاع غزة والضفة الغربية وحينما أُبعدت وانضممت إلى منظمة التحرير ومكتب الشهيد أبو جهاد نائب الرئيس أبو عمار في ذلك الوقت وعملت في إطار الجهاز الغربي الذي كان مسؤولاً عن العمليات العسكرية في الأراضي المحتلة وبعد ذلك في اللجنة المشرفة على الانتفاضة الأولى وكنت محط أنظار، وأحياناً موضع نقد أو غيرة أو استحسان من كثير من القيادات، ثم بعد ذلك أسست جهاز الأمن الوقائي بتكليف من الأخ القائد أبو عمار، ثم انضممت إلى الوفد المفاوض، ثم وزيراً للداخلية، فوزيراً للشؤون المدنية، فالمسألة ليست باللغز، أنا أعمل من أجل الموقع، يعني ليس بمفهوم العمل خارج الموقع للحصول عليه ثم بعد ذلك استخدمه للسفريات، يعني حينما آخذ موقعاً أعطيه حقه في العمل ليلاً ونهاراً ولست كالآخرين الذين يأخذون موقعاً من أجل أن يضمنوا أنفسهم فيه، وبالعكس من ذلك، أنا من القلائل في المنظمة والسلطة الذين قدّموا استقالتهم مرتين وأعمل عملي الوطني العام وكأن شيئاً لم يحدث عند خروجي من موقعي، فهناك أشخاص يموتون سياسياً بل وحتى جسدياً حينما يخرجون من مواقعهم وأنا لست كذلك، فأنا في موقعي وغير موقعي أؤدي واجبـي مثلاً، أنا الآن لست في موقع مسؤول، ولست مخولاً لأجري مفاوضات مع إسرائيل أو علاقات دولية مع الولايات المتحدة الأميركية، أوقفت ذلك فوراً، أما حين أكون في موقع وأُكلف بهذه المهمة أيضاً أؤدي ذلك بما أراه مثمراً ومنتجاً ومفيداً للقضية الفلسطينية، ولذلك البعض يأخذ علي، وأقصد هنا بالبعض أي المستوى القيادي سواء في ((فتح)) أو ((حماس))، وهم يدركون تماماً حينما أستلم موقعاً لا يكون للتباهي بل من أجل الانجاز، هكذا فعلت في ملف الانسحاب الذي انبهر فيه المجتمع الفلسطيني والدولي، حين أعددت ملفات الانسحاب في غضون 60 يوماً، بأطر فلسطينية لا يتجاوز عددها المائة من الشباب والفتيات الفلسطينيات، استطاعوا أن يبدعوا أكثر من الإسرائيليين الذين عملوا على الملف سنتين كاملتين أنا فتحت الباب لشراكة جماعية من القوى والفصائل والشخصيات العامة والصحافيين والاعلاميين ورجال الاعمال والاقتصاد، أشركت الجميع في هذا الملف، ووجدت انه ليس من الضروري أن أستمر في موقعي التنفيذي، وأنا مقتنع الآن بدوري المتواضع وأقبله وأنا مرتاح فيه، وأنا عضو مجلس تشريعي بالنسبة للآخرين وعضو مجلس ثوري.

 

 لا أنتظر شهادة في الوطنية

# ولكن هذا الموقع الذي تعتبره متواضعاً، يعرضك للملاحقة، فأنت معرّض للاغتيال السياسي والأمني وربما الجسدي من جانب حركة حماس تحديداً والتي تتهمك بين فترة وأخرى وفي كل مناسبة، بأنك كنت خائناً وعميلاً وانك هدرت الدم الفلسطيني؟

- أنا لا أنتظر شهادة في الوطنية، لا من حماس ولا من أي أحد آخر.

 

# لماذا هذا التركيز؟

- أنا على خلاف مع حماس منذ عام 1982 وليس من الآن، ولكن في هذه الأيام ازدادت قوة الاعلام والفضائيات، أنا أسست وزملاء لي حركة الشبيبة الطلابية، في العام 1982 كانت حماس ترفض العمل المقاوم وكان لي موقف، فأنا أمثل تياراً فلسطينياً وطنياً يريد استقلال فلسطين، وأنا ليس عندي خلافة لأقيم دولة إسلامية من الهند إلى باكستان أو كابول، لا، لا أريد ذلك، فأنا هدفي متواضع، أنا وطني فلسطيني، أريد مصالح الشعب والقضية الوطنية الفلسطينية، ولا يعنيني ماذا يجري في كابول ولا يعنيني ماذا يجري في جبهة تحرير (مورو)، وبالتالي أنا على خلاف سياسي مع فكر حماس ومنهجها والنتائج التي ترونها الآن هي دليل على ما كنت أنبّه إليه منذ العام 1982، وأنا أدافع عن موقفي وقناعاتي ولن أتردد عن الاستمرار في الدفاع عنه.

ثانياً، حماس ليست في موقع يخولها إصدار شهادات وطنية لأحد، فعليها هي أن تثبت وطنيتها أمام الجمهور الفلسطيني بالنتائج وليس بالشعارات، والآن تجربة الحكم الإسلامي أو ما يسمى بالإسلام السياسي فهي واضحة ولا يفتخر بها أحد، وبالتالي أنا لست من المترددين ولا من الملونين في أن أقول موقفاً سلبياً أو إيجابياً أو ان أتماهى مع حماس، بل أنا أعتقد بأنها اخطأت أخطاء استراتيجية أثناء انشائها على أن تكون بديلاً من منظمة التحرير الفلسطينية وبموافقة إسرائيلية على ذلك.

 

# هل هناك أدلة، فنحن نسمع هذا الكلام كثيراً ان إسرائيل وتحديداً رئيس وزرائها الراحل اسحق رابين هو الذي سهّل ذلك؟

- حماس تنكرها، رابين علناً في جلسة استجواب للكنيست الإسرائيلي وهو ليس برلماناً في دول العالم الثالث، في استجواب رسمي قال: أنا أصدرت مئات التراخيص للمجمّع الإسلامي لأنهم البديل الوحيد لمنظمة التحرير وهذا ليس سراً، وكنا نُعتقل لغاية بداية الانتفاضة الأولى، وحماس لا يعتقل أحد منها لأنها كانت متماهية مع إسرائيل وليست عملية كما يُطلق علينا بل تماهت مع مصلحة إسرائيل، وإسرائيل تماهت مصالحها أيضاً مع مصالح إنشاء مثل هذه الحركة لتكون بديلاً من منظمة التحرير.

 

# تحت عنوان البديل الفلسطيني؟

-نعم، واقرأ ما صدر أخيراً كتاب عن حماس من الداخل كذلك فيه اعترافات وتوضيحات حول حماس لصحافي معروف ولست أنا من كتب ذلك، فكل ما كنت أقوله أنا عن حماس كان يقابل بالاستهجان والاستغراب من بعض المثقفين والكتاب والصحافيين، واليوم تشاهدونه على جلد الشعب الفلسطيني من عمليات بطش وقتل جماعي، ليس لأبناء فتح بل لأبناء كل القوى الفلسطينية المختلفة مع حماس ومنها الإسلامية أيضاً، في السابق كان يتلخص الخلاف بين حماس ودحلان، الآن ابتعدت أنا واكتفيت بموقعي وأنا لست حالياً طرفاً في الخلاف، والآن لماذا لا يلتقون مع أبي مازن، فقد مرّ ثمانية أشهر على تقديم استقالتي، كانت حجتهم في السابق انني أمنع مقاومتهم للاحتلال، فليقاوموا الآن، كانوا يأخذون على السلطة بأنها لا تحمي المقاومة، فكيف نستطيع ان نحميها بدون توفير شبكة أمان سياسي للسلطة الفلسطينية، فأنتم هل ستحمونها بالقوة، وهل تملكون كفاءات استثنائية! فمنذ أمسكت حماس السلطة في غزة وحتى اليوم سقط (1500) فلسطيني، يعني الشعارات القديمة انكشفت أمام الحقائق حين جاءت حماس إلى السلطة.

 

# كيف استطاعت حماس أن تنتقل إلى هذا الموقع حيث طرحتها إسرائيل كبديل لتصبح فعلاً بديلاً، يعني هناك عوامل لذلك؟

-قامت بجهد طويل، فهي جزء من ((الإخوان المسلمين)) تتلقى دعماً جدياً، نجحت في خلق شبكة عمل جدية اجتماعية، هي لم تكن في السلطة لتتحمل أعباء نظام تعليمي وصحي وبنى تحتية وتأمين مستلزمات العيش للناس، هم كانوا معارضة، وحينما أُختُبرت في السلطة رأينا النتائج، الناس تموت في الشوارع وحتى قبل الحصار الإسرائيلي، فالحصار بدأ بشكل فعلي بعد اختطاف حماس للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، أُغلق المعبر وبدأ الحصار الفعلي، فحماس تعتبر نفسها انها في حالة حصار وانتهت مسؤوليتها، فالرئيس أبو عمار حوصر ثلاث سنوات في مكتبه ولم تتأثر الرواتب لثانية واحدة، فالرئيس أبو عمار كان يتابع المقاومة والمفاوضات وكان وضعنا السياسي أفضل بمئة مرة من الآن، لأنه كان يوجد إبداع سياسي، وهناك اهتمام حول كيف نجند المجتمع الدولي لصالحنا، وهناك إبداع في كيفية تعميق العلاقات السياسية مع العالم العربي ومع كل القوى الحية التي تقدم للشعب الفلسطيني إمكانيات الدعم السياسي والمعنوي والإعلامي، أما اليوم فالنتيجة خراب.

 

# هناك من يقول ان إسرائيل من جهة وياسر عرفات من جهة ثانية ساهما إلى جانب عوامل أخرى في دعم حركة حماس، وكل واحد له أسبابه.

- حركة حماس أولاً استمرت منذ عام 1979 وكانت مجمعاً إسلامياً ولم يكن اسمها حماس حتى عام 1988 في شهر شباط/فبراير حيث شاركوا بالانتفاضة بعد شهرين من انطلاقتها.

 

# دخلوا الانتفاضة بشكل سلمي، كطلاب أو..

-لا، فُرض عليهم ذلك من قبل قواعدهم، يعني 20 سنة لم تقاوم حماس ولم يعتقل أو يلاحق أحد منها، وكانت جمعياتها علنية، وذهبوا في العام 1981 وأحرقوا الهلال الأحمر الفلسطيني الذي كان يرأسه حيدر عبد الشافي تحت شعار أنهم كفرة، وبالتالي لا تدفع من أبنائها وجهدها وتجمع التبرعات باسم الدين، ثم عندما دخلنا كسلطة وكفتح في الانتفاضة الثانية، أيضاً حركة حماس ترددت في الأشهر الأولى، ولنعد إلى تصريحات الزهّار حينما كان يقول ان هذه الانتفاضة لعبة بين ياسر عرفات والاميركان لتمرير اتفاق كامب ديفيد، ثم بعد ذلك وجدوا انها جدية، فتح دخلت بكل جسدها في الانتفاضة وعنوان هذا الدخول كان مروان البرغوثي، ولم يكن يعمل على قطاع خاص، والاجهزة الأمنية هي التي قادت المرحلة الأولى في الدفاع عن الشعب الفلسطيني في الانتفاضة، وأقول في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وأول عملية دخول إلى مستوطنة كانت لضابط من الأمن الوقائي، وكانت حينما دخلت حركة فتح كلها والسلطة أيضاً، دخلت بعد ذلك حركة حماس، الرئيس أبو عمار كان يفاوض ويقاوم فدفع الثمن، وحركة حماس تجني النتائج، فكل عملية كانت تنفذها حماس أو فتح على إسرائيل، كانت إسرائيل ترد على مقرات السلطة وتدمرها، ولذلك إسرائيل بدأت بتدمير السلطة منذ العام 2001 حتى 2005 ثم جاءت حركة حماس لتكمل ذلك.

 

# هل يناسب إسرائيل سيطرة حماس، بمعنى إقامة إمارة إسلامية داخل فلسطين؟

-ليس إمارة إسلامية، فإسرائيل تعمل لمصالحها مئة بالمئة، ولا يعني لصالح فتح أو حماس، ولكن سياسياً ما قدم هدية لإسرائيل في فصل الضفة الغربية سياسياً وجسدياً وجغرافياً عن قطاع غزة كان هدفاً إسرائيلياً خلال كل سنوات التفاوض، الآن يأتي جسم سياسي ليقول أنا مستقل في قطاع غزة سواء إمارة إسلامية أو غير ذلك، وبالتالي يُضعف موقف أبو مازن وكذلك موقف حماس والمستفيد الوحيد هو إسرائيل، فماذا تخسر إسرائيل الآن، هي تحاصر قطاع غزة وتقتل أبناءنا ليل نهار ويرد عليها بخطاب حماسي من قبل حماس، فلا مقاومة ولا صمود ولا تأمين لمقومات هذا الصمود، وبالتالي تلعب إسرائيل في ملعب سياسي مريح في الساحة الدولية وحين تريد أن تبتز أبو مازن كرئيس للشعب الفلسطيني وتقول له طبعاً أنت تقود الضفة ولا تقود غزة، وأنا برأيي لا حماس تقود غزة ولا فتح تقود الضفة، غزة والضفة الغربية هما تحت الاحتلال الكامل لإسرائيل، ومن لا يفهم ذلك يكون مخطئاً خطأ سياسياً جسيماً.

 

# ألا تستفيد حماس من هذا العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة وعلى بقية الأراضي الفلسطينية؟

-منهج حماس ما زال قائماً على فكرة الصراخ باسم المقاومة و((الشقاقية)) وبعد الانقلاب أظن ان هذا أُلغي من الوعي الفلسطيني على الأقل ولا أريد أن أقول من الوعي العربي ولكن صورة حماس النـزيهة والنظيفة والمقاومة خُدشت بشكل عميق بعد ان ألقوا بشباب فتح من فوق البنايات وهذه لم يألفها الشعب الفلسطيني، وحركة فتح على مدى أربعين سنة قادت الحركة الوطنية دون أن تخدش بمفهوم السلاح فصيلاً آخر، اختلفنا وصرخنا ولكن لم نستعمل السلاح فيما بيننا.

 

# كان ذلك دائماً بمثابة خط أحمر؟

-والآن ما يمارس في قطاع غزة من عذاب للشعب الفلسطيني، سواء الممارس من قبل حماس أو إسرائيل فهو عمل فظيع وإجرامي ومذهل ولذلك أنا أعتقد ان غزة تتعرف إلى أبشع عمليات الحصار والذبح المعنوي والسياسي التي مرت على الشعب الفلسطيني منذ أربعين سنة ولغاية الآن، طبعاً حماس لا يهمها، فأموالها عندها وإمكاناتها عندها من إيران وغيرها والشعب الفلسطيني حسب حجتهم أبو مازن مسؤول عنه فقط، فحماس لا تمارس المسؤولية على الشعب الفلسطيني إلا بمفهوم استخدام السلاح، أما ان تؤمن له حماية دولية، أو لقمة العيش أو البنية التحتية، فهذا لا يعنيها، فهذا ليس شأنهم.

 

# تعتبر هي بأن السلطة مسؤولة عنهم؟

- أي أحد غيرهم.

 

# ألا يُعتبر ان حماس فعلاً سرقت انتفاضة عام 2000 مرة ثانية وبالتالي كان هذا مقدمة لصعودها وإبعاد السلطة؟

-إذا لاحظت أنت، ان صوت حماس هو الأعلى فيما يطلق على تسميته بالمقاومة، وبالمناسبة ربما البعض اعتقد انني ضد استخدام المقاومة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني بالعكس فأنا أقول ذلك وأنا على التلفزيون الإسرائيلي، ولكن أنا ضد استخدام السلاح بشكل غبـي وبشكل عاطفي وغير محسوب.

 

# بشكل يؤلب عليك الرأي العام العربي والعالمي؟

- اما أن تفكر انك تستطيع ان تقضي على دولة إسرائيل بعمليات، فإنك تكون مخطئاً، ولكن بكثير من العقل وبكثير من الصمود وبقليل من المقاومة تستطيع أن تنجز، ثم من قال بأن أشكال المقاومة الوحيدة فقط هي استخدام السلاح، هذا هو الذي يربح إسرائيل، فهي الأقوى ولا يعني هذا بتسليمنا ان إسرائيل أقوى منا، لا، فلدينا وسائل كثيرة جداً نستطيع فيها أن نجابه إسرائيل ونحرجها أمام المجتمع الدولي وأمام شعبها، ولقد مررنا بتجارب تفاوضية وكانت مثالية، استطعنا فيها أن تكون لنا اليد الطولى، ودفع نتنياهو ثمن لعبة سياسة قام بها الرئيس أبو عمار مع فريقه في اتفاق ((واي ريفر) والذي سلّم على أساسها جزءاً من الخليل، فسقط في الانتخابات، يعني هناك مئة وسيلة ووسيلة للدفاع عن الشعب الفلسطيني ولتعميق صموده، الآن أنت لا تستطيع أن تصنع ثورة والشعب جائع، وبتعليم مدمر وبصحة محطمة، أنت تستطيع أن تبدع في المقاومة، إذا استطعت أن تؤمن للشعب مقومات الصمود والابداع والتفكير، واما انه تُكثر من الخطابات الآن فهذا لا يفيد، الآن ماذا تفعل حماس؟ محاصرة لا، برأيي الشعب الفلسطيني هو المحاصر وليست حماس، أو هل تفك أزمتك بأن تكسر الحدود مع مصر أو تكسرها مع إسرائيل!! قيادة حماس تدرك ان كسر الحدود مع إسرائيل يكلفها حياتها.

 

# ألا تعتبر ان إيران الآن بسبب حماس أصبحت على حدود مصر وأصبحت أيضاً على حدود فلسطين، ألا ترى ان هذا الأمر..

- دعني أقول ان إيران نجحت في إيجاد نفوذ مادي في تعظيم قوتها السياسية والمادية سواء في جنوب العراق أو جنوب لبنان أو جنوب فلسطين.

 

# في قلب بيروت وفي سوريا؟

-أنا أقول هذا الكلام، ولا يوجد تيار وطني أو موقف وطني عربي قومي يواجه هذا التمدد الفارسي.

 

# هل حصل كما يقال، نوع من التشيع أو محاولات تشييع داخل غزة منذ انقلاب حماس؟

-لا، لم يحصل ذلك.

 

# هناك هتافات في الشارع الفلسطيني أحياناً كانت..

-ألقيت خطاباً في احتفال حضره ربع مليون فتحاوي، صبوا جام غضبهم على حماس على اعتبار ان كلمة شيعة مسيئة، وهذا غير صحيح ولذلك أنا أوقفتهم، لأنه فعلاً حركة حماس ليست حركة شيعية، بل هي مجموعة من القتلة أعملوا السيف في رقاب الناس الآمنين، أما الشيعة فنحن عندنا أطر كثيرة منهم، أحباء لنا ومناضلون عاشوا في صفوف الثورة وناضلوا واستشهدوا فيها ودافعوا عن حقوق الشعب الفلسطيني، أما إيران لم تقدم في تاريخها أي مساعدة للشعب الفلسطيني، فمنذ العام 1979 تقدم إيران الدعم المالي لحركة حماس لتقوم بعملية الانقلاب على الشرعية الفلسطينية ولتشتت الجهد السياسي الفلسطيني، وليستخدم هذا المال في قتل أبناء فتح.

 

# ولكنها تحاول الأمر نفسه مع بعض الشخصيات التي قتلت في الفترة الأخيرة مثل شخص من آل شحادة قتل في عملية قامت بها إسرائيل كان عنده تنظيم شيعي أو هو متشيع؟

-هذه لا يوجد فيها جدل في الشارع الفلسطيني، فهو محصن بثقافة عالية جداً بقضيتين، فلا يوجد شيء اسمه شيعة وسنّة بالمطلق أو خلاف وغيره أي لا يوجد جدل حول هذا الموضوع، والمسألة الثانية أيضاً لا يوجد شيء اسمه مسيحي ومسلم بالمطلق، وأرقى العلاقات بين المسلمين والمسيحيين هي في فلسطين.

 

# لكنها الآن لم تعد على ذلك المستوى، فالعمليات التي تجري في غزة تكون أحياناً ضد المصالح المسيحية، أليست بسبب حماس؟

-هذا بعدما جاءت حماس، ولكننا لم نكن نشهده في السابق.

 

# يعني هذا جزء من التسعير (الإسلامي) ضد مشاركة الآخرين.

-حماس ليست محتاجة لتهم إضافية، فهي متهمة، ولكن الجمهور لا يتعاطى مع ذلك بالمطلق، بالعكس أنا أمضيت حياتي في شوارع غزة ودساكرها ومخيماتها ولم أشعر ان هناك مسيحياً أو مسلماً من أصدقائي إلا بعدما عدت من الخارج من الإبعاد، كان لي أصدقاء مسيحيون ولم أكن أعرف ذلك عنهم.

 

# في حركة فتح وغيرها؟

-  نعم، لم أكن أعرف بأنهم مسيحيون بالمطلق بعد عشرين سنة صداقة.

 

# الوجه الآخر للمأساة الآن في فلسطين هي سيطرة حركة حماس التي تؤثر سلبياً على الشعب الفلسطيني وفي غزة، الوجه الآخر في هذه المأساة هو وضع حركة فتح، والكثيرون يحملون حركة فتح صعود حركة حماس، يعني فشل فتح في مسائل عديدة أدى إلى أن تصطاد حماس هذه الاخطاء لتعوض للشعب الفلسطيني.

- هناك قضية وهي عدم إجراء الانتخابات في إطار عظيم وطويل وعريق لحركة فتح لمدة عشرين سنة، فلا يوجد حزب سياسي يستطيع البقاء حياً من دون انتخابات ولهذه الفترة.

 

# ما هي الأسباب؟

-لا يوجد تفسير ولا معنى، ولكن الأخ أبو مازن وخلال اجتماع المجلس الثوري الأخير وعدنا علناً انه خلال شهر نيسان/ابريل الجاري ستجري الانتخابات في حركة فتح، ولكن أنا لا أتوقع ذلك.

 

# هل هناك مقومات لذلك؟

-لا، لا يوجد، ولكن نحن سنصبر حتى يعقد المؤتمر الحالي، وحتى في حركة فتح أنا من الناقدين الدائمين، ويُفسر نقدي على انه مؤامرة مثلاً، إذا طالبت بالانتخابات فإن بعض أعضاء اللجنة المركزية يقولون بأن ذلك مؤامرة، وليس من الكل حيث يوجد في اللجنة المركزية عدد من خيرة القادة التاريخيين، لا أستطيع إلا أن أقف صاغراً أمامهم، وإذا طالبت بانتخابات فالبعض يقول انها مؤامرة على فتح، يعني أو اصمت عشرين سنة أخرى أو تلك تكون مؤامرة.

 

# حتى تضمحل فتح. ما هي الثغرات التي نفذت منها حماس بأخطاء فتح حتى وصلت إلى هذه السلطة؟

- أولاً، عدم وضوح الرؤية السياسية لدى فتح، يعني مثلاً، اللجنة المركزية في تونس، صوتت برفع الأيدي على اتفاق أوسلو وبالإجماع وفي اليوم التالي نصف أعضاء اللجنة المركزية كانوا يقولون نحن لسنا (أوسلويين) فماذا يقول الإطار حينها، إذا أنت موافق وأقريت وأنت خائف من ((أبو عمار)) رحمه الله، فما هو ذنب الإطار، فالإطار تاه وضاع.

 

# تعني هذا التراجع حصل في عهد أبو عمار.

- نعم، في اليوم التالي.

 

# هل تعتبر ان هذا جزءاً من الثقافة التي اعتمدها أبو عمار حتى تظل كل الاتجاهات والأوراق والآراء موجودة؟

-حتى ولو حدث ذلك، فإن نتائجه كانت سلبية. ثانياً: أنت سلطة بُنيت على فكرة السلام، فأنا حينما عُرضت علي فكرة أوسلو لتأمين موقفي، كوني كنت مسؤولاً عن العمل العسكري في قطاع غزة، وافقت وانتهيت، وانتقلت من إطار تجهيز العمليات العسكرية ضد إسرائيل، إلى إطار آخر كلفني به الرئيس أبو عمار في إنشاء جهاز أمني، وبالتالي لم أقل لا، أنا أمتلك نصف موقف. ثالثاً: تعليق عملية السلام ومحاولة إفشالها بعد مقتل رابين، وقد أثر ذلك بشكل جوهري.

 

# عام 1995.

- نعم، فجاء بيريس وبدأنا من الصفر، ثم نتنياهو وكذلك بدأنا من الصفر وكذلك باراك، إلى أن جاء شارون وبدأنا بالانتفاضة الثانية. يعني حماس وإسرائيل ساهمتا أيضاً في إضعاف حركة فتح، حماس لم تعترض يوماً ما، موقف أبو عمار ولا السلطة ولا خيار الشعب الفلسطيني، أبو عمار رحمه الله انتُخب على أساس برنامج سلام، وحماس عارضت ذلك ولكنها قاومته بالقوة.

 

# كيف؟

-  كلما ذهب أبو عمار إلى واشنطن للقاء الرئيس كلينتون كانت تجهز حماس لعملية ليُستقبل بها أبو عمار في واشنطن، فاليوم لماذا لا يقومون بعمليات، فهم يحكمون غزة اليوم، فالمسألة ليست مقاومة إذن لكن المسألة هي من يكون في الحكم.

 

# نستكمل حول حركة فتح، في العوامل الذاتية كلها نأتي إلى دور إسرائيل وفتح كما تفضلت، أولاً: عدم الالتزام بالمواقف. وثانياً: عدم الوضوح في الرؤية السياسية. والأمر الثالث داخل جسم حركة فتح المترهل، تحدثت عن تأخير الانتخابات الذي ساهم في هذا الطرح، عامل آخر وهو الفساد الذي قيل انه استشرى وتحويل حركة فتح من حركة ثورية إلى حركة سلطة بكل معنى الكلمة، وليس في هذا تعييب لأن السلطة مسألة مختلفة عن الثورة.

- فتح ليس لها ذنب بالمناسبة فيما قيل عن فساد السلطة وكان واقعاً، وكان يوجد فساد في السلطة، ولكنه ضُخّم بشكل كبير من قبل الاعلام الإسرائيلي في البداية، وسأعطيك مثلين اثنين، كل الدعم المالي الذي كان يأتي من الدول، كانت هذه الدول تشرف عليه بالمطلق.

 

# تدفع المال وتقدم المشاريع لتنفيذها؟

-  وتشرف عليها، وكان لنا نحن رأي في اختيار هذه المشاريع فقط، صحيح انه كانت هناك تجاوزات مالية من خلال كثير من الاحتكارات، يعني أعطت انطباعاً سلبياً.

 

# ولم تتم المحاسبة عليها؟

-صدر تقريران، واحد من المجلس التشريعي والثاني اعتقد من عند الرئيس أبو عمار ولم يُحاسب أحد.

 

# لماذا؟

-هذا شأن يخص الرئيس أبو عمار رحمه الله.

 

# كان يقول الرئيس أبو عمار..

-يعني هو الذي أعطى أمراً بنشر التقارير عن الاسماء التي وردت في التقريرين، سواء تقرير الرقابة أو تقرير المجلس التشريعي.

 

# لكي يُمسك بهذه الملفات ويحاسب عليها.

-لا دخل لـ((أبو عمار)) فهو في دار الحق، وأنا شخص تربيت في كنفه، اتفقت معه كثيراً واختلفت معه قليلاً، وكان يسمح لي بأن أقول رأيي دون خوف وليس كالآخرين الذين كانت أرجلهم ترتجف عندما يرونه، كان يسمح لعقلي لأقول نعم أو لا، ويستمع حتى النهاية.

 

 الخلاف مع أبو عمار

 

# متى اختلفت معه؟

- اعتقد بعد حصار أبو عمار في رام الله وأنا الذي تجرأت على المفاوضات باسم الرئيس أبو عمار لأن الكثيرين تخلوا، وكان الرئيس ابو عمار قد قرر أن يعين رئيساً للوزراء، وكنت أنا مستقيلاً من الأمن في ذلك الوقت، واختار الرئيس أبو مازن ووافق أن أكون مع (أبو مازن) في وزارة الداخلية ثم غضب لذلك.

 

# لماذا؟

-أعتقد انه يسبب نزعاً لبعض صلاحياته رغم انه هو صاحب القرار في ان يعين ابو مازن في ذلك الوقت رئيساً للوزراء، وأنا اعتقد بداية خسارة علاقتي به هي تشكيل حكومة برئاسة أبو مازن وأن اكون انا فيها وزيراً للداخلية، ولم تصمد هذه الحكومة اكثر من اربعة اشهر.

 

# هل كان ابو عمار يخشى منك، أي انه كان يخشى ان تشكل مركز قوة؟

-ربما كان يقلق من موقفي الجريء والعلني.

 

# وعامل آخر، انك كنت قوياً في الشارع؟

- وهذا من حقه، ولكن انا اعتقد ان اسقاط حكومة ابو مازن في ذلك الوقت كانت خطأ، بعض الناس الذين كانت لهم مصالح افسدوا العلاقة بين ابو عمار وأبو مازن وأنا الذي دفعت الثمن طبعاً، لأن العلاقة بيني وبين ابو عمار كانت مثالية وكنت اكثر من ابن له، وحرصت الا اخسر هذه العلاقة طويلاً، وحين مرض عدت اليه فوراً ووضعت نفسي بتصرفه ولم أكن وزيراً في ذلك الوقت.

 

# في السياسة هل كان هناك خلاف بينك وبينه؟

-لا على العكس.

 

# في الاسلوب.

- في الاسلوب نعم.

 

# هل كنت جريئاً على ابي عمار؟

- كنت جريئاً في طرح مواقفي لأبي عمار، لأنني كنت موظفاً عنده وأنا كنت اقول له: يا ابا عمار، انا موظف عندك ولست شريكاً لك وكان هو يرفض هذا الكلام، وكان الآخرون يدركون مدى علاقتي المميزة معه ولكن كنت اعرف حدودي، اما في السياسة وفي طرح المواقف فقد كنت اتحرك وأطرح رأيي بكل حرية وطلاقة وبدون حسابات، وهذا ربما ما اغاظ الكثيرين من اعضاء اللجنة المركزية، فأنا اعمل ليل نهار من أجل ان يكون الرئيس ابو عمار في احسن مكان وأحسن موقع وفي احسن موقف، ولذلك انا كنت من الذين ايدوا وثيقة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون، بجرأة ووضوح وأبو عمار رحمه الله وافق عليها بعد سنتين، والآن لو تسأل أي قيادي فلسطيني فإنه يختبىء فهذه  كانت اختباراً لمن يريد ان يفضل بين مصالحه الشخصية والمصالح الوطنية، اما في كامب ديفيد، اجمعنا على انه لا يوجد عرض ووقفنا مع ابي عمار وعدنا بدون اتفاق لأنه لم يكن عرضاً جدياً، اما في وثيقة كلينتون في كانون الاول/ديسمبر كنت من الذين ايدوها لأنه كان فيها عرض، وأنا من الذين دفعوا الثمن لهذا التأييد لأن بعض الناس زايدوا عليّ، واليوم هو هدف 97% من الارض و3% تبادل والقدس الشرقية، وكل ما هو عربي تحت القيادة الفلسطينية.

 

# هل وافقت عليها اسرائيل؟

-نعم، ولكن خربتها لاحقاً، فأنا كنت اقول رأيي، ويعطيني الحق في قول رأيي، وطوال عمره لم يغضب ابو عمار من رأيي المخالف له في السياسة، وفي العسكر فإنه يثق برأيي، ولكن الاتجاه العام يعيش على ان ابقي موقفك عائماً، دفعنا الثمن سنوات في الانتفاضة ورجعنا الى وضع مأساوي لا اريد ان اتحدث عنه الآن.

 

# هل هناك من كان يغير صدر ابو عمار عليك بسبب وضعك او بسبب قوتك الامنية مثلاً؟

-الكثير الكثير، وكان يسمعني اياهم ابو عمار.

 

# يسمعك تسجيلات؟

-لا، كان يسمعني مواقف وأنا لم اتوقف عندها، لأنني كنت محدداً مواقفي ولا اريد الا ان اكون مساعداً له، وليس عندي طموح لأخلفه والدليل ان ابو مازن اصبح رئيساً ويمكن ان يأتي رئيس آخر بعد ابو مازن، ولكن كان واجبي ان اضع له الحقيقة كما هي، دون مواربة او كذب او دجل، او لف ودوران وأدافع عن موقفي، وفي كثير من الاحيان كان موقفي صحيحاً.

 

# هل يوجد شواهد على ذلك؟

-بعد 11 ايلول/سبتمبر انا من الذين نادوا بأن نعمل العقل اكثر، وندير اوضاعنا الداخلية مع اسرائيل بطريقة اكثر ذكاء.

 

# يعني دعوت الى وقف الانتفاضة؟

- لا، فيما بيني وبين الرئيس ابو عمار، طرحت موقفاً مكتوباً وليس سرياً، وقرىء على القيادة الفلسطينية بالكامل، والكثير من الناس كان يفوتهم هذا الموقف، بمعنى كيف كنت غارقاً في ذلك الوقت في الدفاع وأنا لا اقول في الانتفاضة، في الدفاع عن حدود مناطق السلطة الفلسطينية.

 

# بالقوة المسلحة؟

-نعم، وخسرت شهداء كثراً، وكان نائبي مطلوباً، ومساعدي الآخر ايضاً مطلوباً، ومعظم قيادة الامن الوقائي، وأنا لم اخف ذلك وحتى على طاولة المفاوضات، ولكن لم ارغب ولم اكن مع أي عملية في داخل اسرائيل بالمطلق ولكن اذا جاء الجيش الاسرائيلي الى بيوتنا فعلينا ان ندافع عنها، هذا كان موقفي، بعد احداث 11 ايلول/سبتمبر كان لي موقف معلن، ويجب ان نأخذ العبر لأن العالم سيدخل في مرحلة جنون ودفعنا الثمن.

 

# هل ايدك ابو عمار في موقفك هذا؟

- أيدني ولكن لم تتخذ تدابير لذلك.

 

# يعني كان مضغوطاً على ابو عمار من مجموعة عوامل، اسرائيل، اميركا، حماس وبعض المزايدين في حركة فتح.

- خسرنا الكثير بلا سبب، كنا نحتاج الى الكثير من الحكمة، بعيداً عن العواطف.

 

# هؤلاء الخصوم الذين كانو ضدك، هل ما زالوا موجودين في السلطة؟

-لا، ليسوا خصوماً وانا لا اعتبرهم كذلك.

 

# يعني كان لهم آراء ثانية؟

-لا، لا كنت اتمنى ذلك ولكن هؤلاء الناس لا يفعلون أي شيء، لا يتعاطون في المفاوضات ولا يحلون اشكالاً، ولا يذهبون ليتبهدلوا بالمفاوضات، فالمفاوضات حرب بل وأصعب منها بمئة مرة وأنا شاركت في حروب كثيرة، قبل الانتفاضة الاولى واعتقلت وأبعدت ثم شاركت بعمل عسكري، ثم شاركت مع الشهيد ابو جهاد، فالمفاوضات اقسى وأصعب على العقل والقلب والوجدان، هم قاعدون ويقولون بأن فلاناً اخطأ، لا انا لم اخطىء، فإذا اتفقنا، يقولون باعوها، واذا لم نتفق يعقدون المسألة عند (ابو عمار)، انا في يوم من الايام دخلت على الرئيس ابو عمار ووجدت احد الاشخاص، فكنت حينها انا وعبد الرزاق وحسن عصفور والدكتور نبيل شعث في مفاوضات غزة – اريحا، وكنا متعنتين في بعض القضايا فدخلت ووجدت شخصاً يقول للأخ ابو عمار: هؤلاء موصوفون بالتشدد ولا يريدون ان ينجزوا الاتفاق، انظر الى شكل التحريض، ومن جانب آخر البعض يقول ان هؤلاء لا يفرطون وهكذا فأي شخص لا يحسد على موقعه في مسألة متعلقة بالمفاوضات.

 

# هل كان يتأثر ابو عمار بهذه الكلمات؟

-لا لم يتأثر ابداً، بل كان يطلق لنا العنان بالتفاوض كما نريد، ونتمسك كما نريد، ولكن في النهاية كان القرار الحاسم له حتى لو كان ضد رغبتنا، وكثيراً ما اختلفنا معه في مواقفه ولكننا التزمنا لحظة الحسم.

 

# لماذا لم يحسم ابو عمار في هذه المسائل ما بين..

- هناك الكثير من التعقيدات، فكذلك اسرائيل عنصر ليس سهلاً، فهي ارتكبت كل الاخطاء وكل الحماقات والولايات المتحدة غطت كل اخطاء اسرائيل فأنا اتحدث عن الجانب النقدي الداخلي. ولكن اسرائيل بعد مقتل رابين قررت تدمير عملية السلام، وقاومنا بكل جهودنا ومستخدمين كل ادواتنا من أجل ابقاء عملية السلام حية، صحيح اننا استعدنا 42% من الارض وعدنا الى الضفة وعاد مليون فلسطيني من المهجر الى الداخل وأصبحنا نمتلك بنى تحتية، والتعليم تحسن وكذلك الصحة، واستثمر الكثير من الاموال والجهود في مناطق السلطة الفلسطينية، وبدأ عندنا امل كبير، ولكن لا ننسى انه حين خسر بيريس الانتخابات بعد العمليات الثلاث التي قامت بها حماس في تل ابيب، جاءنا نتنياهو الذي اوقف وجمّد عملية السلام.

 

# كان هذا يناسب حركة حماس.

- طبعاً، لأنهم علناً يقولون انهم ضد عملية السلام، فأوقف عملية التفاوض والمفاوضات الجدية حوالى الثلاث سنوات، وهذه المسألة ليست سهلة، وكان الموقف والوضع الداخلي الفلسطيني منتكهين، ثم جاءنا باراك، ايضاً اضاع هذا الوقت الكافي لتدمير عملية السلام، ثم جاءت الانتفاضة الثانية اثر زيارة شارون للحرم وقام موفاز وباراك بتدمير كل مؤسسات السلطة الفلسطينية التي بنيناها وكان تركيزهم على الامن.

 

# في هذه الفترة لم يكونوا يقتربون من حماس؟

- لم تضرب أي مؤسسة لحماس حتى هذه اللحظة، حتى اليوم اعطني مؤسسة لحماس قد ضربت، ارجو الا يفهم من هذا الكلام انني احرض على ضرب مؤسسات حماس، كل ما كان يضرب وما زال يضرب حتى الآن، هو المؤسسات التي بنتها السلطة الفلسطينية في عهد الرئيس ابو عمار.

 

# يعني انت تؤمن بأن اسرائيل لها مصلحة بأن تسيطر حماس على غزة وتتمنى ايضاً ان تسيطر على الضفة الغربية؟

- الا اذا دخلت حماس في الخط الاحمر الذي يضر بمصالح اسرائيل، ستجد اسرائيل ترتكب المجازر، ونأمل الا نصل الى ذلك، انا لست متفقاً مع برنامج حماس ومختلف معها وانتقدها، ولكنني لا اكرهها ولا احقد عليها، فأنا سياسي لا اعرف الحقد على رغم كل الجرائم التي ارتكبتها ولا اتمنى ان ارى إسرائيل تحتل قطاع غزة وتقتل ابناء حماس على الرغم من كل الدم الذي سفحته حماس في الشارع الفلسطيني.

 

# ولكنك لا تستطيع العودة الى غزة؟

-طبعاً لا استطيع، وهل هذه مفخرة لحماس، انا سافرت قبل الانقلاب بثلاثة اشهر بسبب المرض ولم اعد الا بعد الانقلاب الى رام الله وكان ذلك بسبب المرض، ولا اعرف ما كان يمكن ان يحصل لو كنت في غزة، ولكن اذا كانت حماس تعتبر مفخرة لها، بألا يعود فلسطيني إلى وطنه بسبب خلاف سياسي بين فتح وحماس فهذا لا يحدث الا مع اسرائيل وحماس.

 

# بالعودة الى فتح، هل هناك امل بأن تصحح فتح نفسها من كل الشوائب، التي لحقت بها، وهل هناك امكانيات ديموقراطية داخل فتح؟

-انا اعتقد ان ذلك يمكن وسهل اذا امتلك ابو مازن ولا اقول اللجنة المركزية الآن، لأن ابو مازن هو الذي وعد، وهو القائد العام والذي انتخب من المجلس الثوري ومن الشعب الفلسطيني، وهذه مسؤوليته الشخصية الآن، وجزء من اللجنة المركزية لا يريد، ولكن انا افترض حسن النية، نحن ننتظر ولن نشاغب ولن ننتقد علناً، على امل انه في الشهر الرابع او الخامس لنر وسننتظر.

 انتهينا من بيروت

# هل هناك امكانية في داخل فتح في  مؤتمر بوجوه جديدة، وهل تعتقد ان هذا الدم الجديد، يستطيع ان يخرج فتح من ازمتها؟

- انا لا اقول دماً جديداً، وبالمناسبة فشعار دم جديد ودم قديم هو شعار باطل، فالمسألة متعلقة بالادارة والثقافة والفكر، هناك فكر متحجر يعيش على الماضي، ويذكرون دائماً انه حين كنا في بيروت حصل كذا وكذا، فنحن انتهينا من بيروت ونحن الآن في القرن الواحد والعشرين.

 

# هل تطلب من هؤلاء تغيير فكرهم؟

-انا اطلب ان يكونوا ديناميكيين بما يتلاءم مع حجم الحركة المنتشر من رفح وحتى جنين، حجم بخمسة اجيال من بعدي انا، وليس من بعدهم هم، لا يشاركون في مصدر القرار.

 

# كيف يمكن لهذه العقلية التي تحدت من بيروت الى تونس وما زالت موجودة، كيف يمكن ان تطور نفسها، هل تدافع عن مكاسبها بوجودها المعنوي او السياسي على الاقل؟

- انا اعتقد انه لم يعد من مكاسب لأحد هذه الايام، فالنظام السياسي الفلسطيني بأكمله يتعرض للدمار، يعني لا يوجد مكسب فردي لشخص واحد، ولا يوجد أحد منتصر والآخر مهزوم هذه الايام، ولا في حالة الصراع بين فتح وحماس، حماس مهزومة سياسياً وكذلك فتح، امام اسرائيل، وبالتالي هذا هو مقياسي، وليس مقياسي انني حققت انجازاً على زميلي، فأنا مقياسي هو: هل استطعنا ان نقدم ونطور اداء الشعب الفلسطيني في العشر سنوات الاخيرة، من بداية الانتفاضة وحتى الآن الجواب: لا.

 

# هل هناك داخل حركة فتح، ما يؤمل به وتعلق عليه الآمال؟

- نعم، وليس في الجيل الجديد، بل وكذلك في الجيل الذي اسس.

 

# ما هو شرط ذلك؟

- ان يقرر الرئيس ابو مازن انتخابات جدية ومنصفة، وان يشركوا الاطار الجديد في المؤتمر، فصياغة المشاركة في مؤتمر فتح ليست ديموقراطية بالمناسبة، ويتم اختيار نصفهم بالتعيين، ولكن لا اريد ان ادخل في ذلك، فالمسألة بيد الاخ ابو مازن، اذا اعتقد انه بمثل هذه الطريقة المتبعة حالياً، سنصل الى المؤتمر انا شككت في السابق في ذلك، ولكن عندي امل ان يقولوا لنا انه بعد أسبوعين او ثلاثة اشهر سنعقد المؤتمر.

 

# هل ستحضر هذا المؤتمر اذا انعقد في رام الله او في الضفة الغربية؟

- طبعاً.

 

# هل اوصلت رسالتك، او رسائل معينة، او مواقف معينة الى الرئيس ابو مازن؟

-  هناك اتصالات وهي ليست سرية بل معلنة. وأنا اتصل به وهو يتصل بي وعلاقتي طيبة معه، ولكن اعتقد الآن اننا نسير بالاتجاه الخاطىء، على المستوى السياسي وعلى مستوى عدم السرعة في انجاز الوئام الداخلي في إطار حركة فتح، وعلى مستوى القوى الفلسطينية بكاملها بما فيها حركة حماس.

 

# هل تخشى على فتح من امر ما في داخلها؟

- اذا استمرت بهذه الطريقة فسيفقد الاطار الامل وتلك مصيبة.

 

# هل تخشى من انشقاقات او حركات تصحيحية او قوى جانبية تنشأ هنا او هناك؟

- اليوم، تجد جزءاً من فتح انضم الى حزب الله، وآخر انضم الى حماس، لماذا لأنه يوجد فراغ قيادي، وهناك اشخاص شاركوا في الانقلاب مع حماس.

 

# من حركة فتح؟

- طبعاً.

 

# وما زالوا في فتح او التحقوا بحماس؟

-لا احد يحاسب احداً، ولا احد يعرف اصلاً، لا بالحركة ولا خارجها، وهذا بصراحة، لأن الكلام بصراحة يزعج الناس كثيراً.

 

# هذا كلام خطير، وما زال الناس يعتقدون ان حركة فتح هي التي تمثل الاطار الوطني.

- ما زال هناك امل عند الجميع، لأن هذا الاطار ضخم وكبير وفيه من المفكرين، ورجال الاعمال الناجحين، ومن الكفاءات الاكاديمية الاستثنائية، فهناك كفاءات فتحاوية يشاركون في مؤسسات دولية مذهلة، ولكن في النهاية هؤلاء ليس لهم دور، لذلك نحن نقول ان الحل في المؤتمر وفيه تحضر كل الكفاءات وتنتخب، ولو انتخبوا (س) او (ص) فالمؤتمر سيد نفسه.

 

# الا تخشى من انفجار في داخل المؤتمر بين كل هذه التيارات والمراجع؟

-هناك تقليد في المؤتمر، ومن الطبيعي ان يحصل جدال ونقاش وفي نهاية المطاف تحدث الانتخابات وتحصل نتائج، ولكن يجب ان تكون تركيبة المؤتمر فقط منصفة للاطار.

 

# لكن هذه التركيبة وقف على قرارات، او مقياسها قرارات الرئيس ابو مازن؟

- واللجنة المركزية.

 

# نعم، واللجنة المركزية التي جميعها من الجيل القديم؟

-نعم.

 

# يعني المطلوب من الجيل القديم أن يتعالى على نفسه او يتخلى عن كثير من آرائه؟

- لا يتخلى، ولا نريده ان يتخلى، فليعقدوا المؤتمر فقط، لا نريدهم ان يتخلوا يا اخي، ما هو رأيك؟ نريد ان نضعهم على رؤوسنا فقط فليعقدوا المؤتمر.

 

# واذا عقدوا المؤتمر، الا يخشى هؤلاء على رؤوسهم ولا ينتخبهم احد؟

-  ينتخبونهم مرة اخرى.

 

# انت ومروان البرغوتي، ماذا تمثلان في حركة فتح، يعني انت عنصر متحرك ونشط في المجال الامني والسياسي والاعتراضي، واستطعت ان تفهم العقل الاسرائيلي فهماً حقيقياً، ومروان البرغوتي في الطرف الآخر في السجون الاسرائيلية، وربما ايضاً باعتباركم انتما الاثنان كنتما داخل الاراضي المحتلة وحاربتما وناضلتما وسجنتما، هل تمثلان رافعة حقيقية لحركة فتح من خلال هذا المؤتمر، وهل غياب مروان البرغوتي، الا يؤثر على امكانياتك انت شخصياً بأن يكون هناك طرف آخر، او ان تجد هناك تناقضاً بينك وبينهم؟

-  لا، لا اجد تناقضاً بالمطلق، فأنا لست متناقضاً مع احد، والمتناقض معي لأنه لا يريد ان يكون له موقف، ولا يريد ان يأخذ موقفاً، او يريد ان يضع رأسه بين الرؤوس، فالأخ مروان قائد وزعيم طلابي كان في السابق وزعيم في السجن، ثم زعيم في الانتفاضة الثانية وهو الذي بدأها وهو الذي قادها وكان عنوانها، قبل ان تُذكر حماس، ولكن هناك البعض من حركة فتح قال عن مروان انه سجن للتلميع، الله يخرب بيت هكذا حبسة، واحد محبوس 500 سنة، فأي تلميع هذا!!! مروان قائد وسيبقى قائداً واعتقد انه يحظى بشعبية عالية، ولن يكون دوره الا ايجابياً، ولا احد يستطيع ان ينتقص من دوره، حتى لو كان في السجن.

 

# ليس هناك خشية عندك ان يكون في المؤتمر بوادر انشقاق، وهذا ما يخشى منه جدياً؟

-هذه مسؤولية اللجنة التحضيرية التي هي من اللجنة المركزية.

 

# اذا لم يحصل هذا المؤتمر ولم تتم الانتخابات، فما هو مصير حركة فتح؟

-اذا لم يتم ذلك، فلكل حادث حديث.

 

# يعني، ستفعّل عملاً ما في داخل..

-لا اريد ان اتحدث بذلك، ولكن نحن سنبقى جنوداً اوفياء لهذه الحركة، ونستمر في محاولة اقناع اللجنة المركزية في ان تعقد المؤتمر المعلق منذ عشرين سنة.

 

# ابو عمار كان عنده هذا الشعار الذي يقول: انا لا استطيع ان اغيّر جنودي، لأنه لا احد يستطيع ان يغير حصانه اثناء المعارك، هل هذا الشعار موجود ايضاً عند ابو مازن؟

-  لا، الشعب الفلسطيني كان في معارك، وسيستمر في معارك فلم يبق مجال، سواء معارك تحرير او معارك بناء، والبناء هو معركة ايضاً، والتجديد اصبح الزامياً، فهذه سنة الحياة، فالناس التي اخترعت الديموقراطية لم يخترعوها لانها نزوة، انا حضرت اجتماعات الرئيسين ابو عمار وكلينتون، حيث كان الرئيس كلينتون يحاول اقناع الرئيس ابو عمار، بضرورة انهاء الاتفاق في فترة رئاسته، لأنه في الدورة القادمة لا يستطيع ان يرشح نفسه، فسأله الرئيس ابو عمار: لماذا (بطريقة النكتة) فأجابه كلينتون: لأن النظام لا يسمح لي ان ارشح نفسي مرة ثالثة، فأجابه ابو عمار: جربها، اجابه كلينتون: انا احب ذلك ومتأكد من نجاحي لكن هناك نظاماً وقانوناً.

 

# هل تعتقد ان (ابو عمار) قتل؟

- انا متأكد من انه قتل.

 

# هل تملك ادلة؟

- لا، لا املك ادلة، فالرئيس ابو عمار حوصر سنتين او ثلاثة في مكان معزول وكانت اسرائيل تتحكم في آخر 33 يوماً في اكله وشربه ودوائه، ولكنني لا املك الدليل على قتله.

 

# هناك احاديث كثيرة عن انه قتل في دس السم في الطعام؟

-  انا كنت معه في فترة العلاج وتحدثت معه مطولاً، وكنت منقطعاً عنه لفترة لأنني استقلت من موقعي ولكنني عدت حينما طلبني ولازمته في فترة العلاج.

 

# هل كان هناك مؤامرة لقتله؟

- لا، هو كان يردد دائماً (انهم وصلوا الي))

 

# هذا يعني وصول السم او مواد معينة؟

- حتى هو لا يملك فكرة، وكان لا يستبعد ذلك لأنه كان مئة بالمئة تحت سيطرتهم.

 

# الملك حسين قال في مذكراته انه ابلغ ان حماس عرضت هدنة على اسرائيل لمدة 30 سنة، وكانت السيطرة يومها لياسر عرفات والآن تعرض حماس الهدنة على اسرائيل، فماذا تريد حماس من هذه الهدنة؟

- حماس تريد ان تحكم، امارة، قرية، دولة، أي شيء فليس مهماً الانجاز او النتائج.

 

# حتى على حساب الشعب الفلسطيني؟

-الشعب الفلسطيني محاصر، والمتهم ابو مازن مرة ومصر مرة اخرى، انظر الى مواقف حماس في الانتفاضة ولا اقول مواقف فتح، نحن في فتح كنا نقول ان هدف الانتفاضة هو تعزيز الاداء التفاوضي للوصول الى الحد الاقصى من حقوقنا في عام 1967، أي دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، وحل عادل لقضية اللاجئين، في سقف زمني، وحماس كانت تقول: فلسطين من النهر الى البحر، هذا في العام 2000، وفي العام 2002 حماس قالت: حدود 1967 مقابل هدنة، والافراج عن الاسرى، مقابل وقف الانتفاضة، ثم في عام 2005 قالت حماس العودة الى 28/ 9 أي بداية الانتفاضة والافراج عن الاسرى، والآن ماذا تقول حماس وهي في الحكم: وقف اطلاق نار مقابل وقف اطلاق نار، الا يحكم على هذه السياسة بالجنون، وفي نهاية الامر وبعد كل هذه التضحيات، وقف اطلاق نار مقابل وقف اطلاق نار، الا يحق لي سياسياً ان احاكم حماس، على اساس انهم لم يقولوا بداية ذلك، فالعالم كله عرض علينا العودة الى 28/ 9 والدخول في مفاوضات مباشرة وجدول اعمال للإفراج عن الاسرى وغير ذلك، واليوم وقف اطلاق نار، وقبله وقف اطلاق نار، والمؤذي والمؤسف ان اسرائيل هي الرافضة، وتقول وقف اطلاق نار في غزة فقط، وحماس تتمسك بصوت عالٍ: اما وقف اطلاق نار متبادل وكأنه موقف وطني عظيم او مكسب كبير كأننا هزمنا اسرائيل هذه مواقف حماس التي كانت تتهمني عندما كنت اقول:/ يا اخوان 28/ 9 والافراج عن الاسرى مناسب، وحماس تقول وقف اطلاق نار مقابل وقف اطلاق نار فقط، واسرائيل تشترط وتقول:/ لا، في غزة فقط، انهيار هذا الموقف السياسي بالرغم من ارتفاع فاتورة التضحيات الا يعتبر كارثة.

 

# كيف يمكن تصحيح الوضع الفلسطيني بشكل عام، ليعود القرار فلسطينياً؟

- اعتقد ان الوضع السياسي صعب ومعقد للغاية والوضع الداخلي اكثر تعقيداً، لأن هناك جبهتين يقودهما ابو مازن، جبهة في المفاوضات مع اسرائيل والتي لم تؤد الى النتيجة التي يتمناها ابو مازن قبل نهاية هذا العام، والتي قال عنها الرئيس بوش: في نهاية هذا العام ربما نعلن دولة فلسطينية، ولكنني انا لا ارى ذلك.

 

# ولكنك تؤيد الاستمرار في المفاوضات؟

- لا.

 

# لا تؤيد الاستمرار في المفاوضات، ولكن ماذا تقترح ان يقطع ابو مازن المفاوضات؟

-وبدون مظاهر وبدون عنتريات، انا ارى ان الوضع الفلسطيني اصبح له الاولوية عن العمل السياسي الآن في الداخل، فليس من الواضح بأن تلك المفاوضات ستؤدي الى نتيجة نهاية العام، تتلاءم مع طموحنا، لذلك اعتقد بتعليق مفاوضات الحل النهائي لمدة محدودة، وذلك لتنظيم وضعنا الداخلي، قد تكون مفيدة.

 

# وضع فتح، ثم الوضع العام..

-       نعم.

 

# يعني ألا تلتقي في هذه المسألة مع حماس التي أيضاً تعرض هدنة مع إسرائيل؟

-لا، أنا أقول بشكل منظم، تعليق المفاوضات لفترة محدودة في إطار الحل النهائي فقط، وهذا لا يعني قطع للعلاقات السياسية وغيره، فقط لحين الحصول على ضمانات دولية من إسرائيل بأنها فعلاً تريد أن تصل في نهاية هذا العام إلى حل سياسي. وبموازاة ذلك مع كل العرب ومع الجامعة العربية، وأن يعاد بناء المؤسسة الأمنية على أسس صحيحة ومستقلة كما قالت عنها حماس، وبالمناسبة أنا قدمت وثيقة للرئيس أبو مازن حين كنت مستشاراً للأمن القومي بعد اتفاق مكة، ولاسماعيل هنية: لإعادة بناء هذه المؤسسة الأمنية على أسس من الاستقلالية والمهنية، يعني هذا ليس اكتشافاً لحماس، نحن وافقنا عليها في فتح.

 

# وهل يمكن ذلك فعلاً؟

- أعتقد بوجود طرف عربي قوي وضامن، ووجود الجامعة العربية ربما يعطي حراكاً أكثر ويحرج حماس أكثر، ثم حكومة انتقالية مثلاً لتشرف على الانتخابات وبناء الأجهزة الأمنية، كل ذلك ممكن أن يحدث كهدف للوصول إليه، واعتقد ان هذه الخطوة أصبحت ضرورية.

 

# هل هذا المشروع قابل للنقاش أو بدأ النقاش به؟

-  لا، هذه أفكاري الشخصية.

 

# ولم تقدمها لأحد.

- ولن أفعل، فأنا لست مسؤولاً ولست ملزماً بتقديم أفكار، فأنا الآن أصبحت لدي حرية مطلقة في أن أناقش أفكاري.

 

# كيف تستطيع تحقيقها، هل يمكن حمل هذه الأفكار الى المؤتمر ليتبناها وتصبح حلاً سياسياً، أنا أقصد في سؤالي السابق حول موضوع اللقاء مع حماس، ان حماس أيضاً تعرض الهدنة على إسرائيل لكي تتفرغ لترتيب الوضع الفلسطيني بالسيطرة، وانت تقصد هدنة مع إسرائيل حتى تتفرغوا لترتيب وضعكم.

-لا، أنا لا أقول هدنة مع إسرائيل، أنا أقول بتعليق المفاوضات معها، بسبب خوفي على الرئيس أبو مازن، وعلى ما يمثله في حركة فتح، ان نصل لنهاية العام دون أن نصل إلى اتفاق سلام، إذن ما هو المشروع البديل؟ بجب ألا نصل إلى هذه النقطة، ويجب ألا نصل إلى مرحلة اختبار، إما انك تستمر بعملية السلام بلا مضمون، أو تذهب لمشروع حماس الذي هو بلا مستقبل.

 

# أليس هناك من طريق ثالث؟

- الطريق الثالث هو، التعليق لمدة محدودة دون اشتباك سياسي ودون معارك وخطابات، وفي الوقت نفسه الالتفات للوضع الداخلي، لأن إسرائيل اليوم تستمر بالاستيطان، فالأمر يحتاج إلى قليل من الغضب، وهذه ليست مسألة عنتريات، فأنا مفاوض في النهاية، كنت مفاوضاً لعشر سنوات وفعلناها مئة مرة وذلك لتحسين أوضاعنا، وليس لقطع المفاوضات، وان تكون جدية، والآن نحن نسير بلا طريق في المفاوضات، أتكلم بشكل جدي، أنا أعرف إسرائيل جيداً، فهي تقول علناً وليل نهار، انها ستستمر في الاستيطان في القدس، ولم تكن تجرؤ على قول ذلك في عهد الرئيس أبو عمار، فعلى الأقل كانت تعمل ذلك بالخفاء.

 

# ماذا بعد أبو مازن؟

-أبو مازن موجود، وما زال رئيساً، وأنا اعتقد انه سيستمر في ان يكون رئيساً، وربما يرشح نفسه لدورة قادمة.

 

# وتؤيد ان يبقى وان يرشح نفسه؟

-  لحينه، وما زال أمامه سنتان وهو في بداية الطريق.

 

# هل هناك رسائل متبادلة بينك وبين مروان البرغوتي؟

-  نعم، وبشكل دائم، نحن أصدقاء منذ كنا طلاباً.

 

# وهل تلتقون في الأفكار؟

-  اعتقد بشكل كبير.

 

# وبكل هذه الاعتراضات التي تقدمها؟

- ليست اعتراضات بقدر ما هي توضيحات وتفسيرات، فالعالم لا يقاس بالشعارات.

----------------------------------------------------------------------------------------------

أسرار وخفايا

 

صدق او لا تصدق

*اثر اشكال فردي بين عنصرين احدهما من حركة امل والآخر من حزب الله في بلدة الصرفند الجنوبية الساحلية، احرق حزب الله صور الرئيس نبيه بري والامام موسى الصدر على طول الساحل الممتد من الصرفند شمالاً الى الزهراني.

 

ليس سراً

*خلاف فردي نشب بين مسؤول في مجموعة السرايا وآخر في حزب الله في احد احياء الضاحية الجنوبية لبيروت تطور الى استنفار شامل في المنطقة كلها وأدى الى تحركات عسكرية طالت الليل كله، ونتج عنه احتلال السرايا لثلاثة مراكز لحزب الله مما دفع الحزب الى انزال قواته الخاصة وحسم الامر، واقصاء مسؤولي السرايا وتعيين آخرين مكانهم.

والسرايا هي المجموعات التي فرزتها احزاب وأشخاص في مجموعة 8 آذار/مارس التابعة لاستخبارات سوريا، والتي تولى حزب الله تسليحها وتدريبها وتمويلها بعد الكارثة التي جلبها الحزب للبنان والجنوب والضاحية اثر خطفه الجنديين الصهيونيين يوم 12/7/2006 مما استدرج العدو الصهيوني لحرب صيف ذلك العام التي استمرت 33 يوماً.

حزب الله كان يوجه كتائب هذه السرايا في تدريباته في مناطق مختلفة في البقاع نحو كيفية احتلال بيروت الغربية عبر افتتاح مكاتب وشراء عقارات في مناطق مختلفة في بيروت تمهيداً لتحويلها الى مربعات امنية مثلما فعل في حي اللجا في منطقة المصيطبة وفي منطقة رأس النبع للامساك بطريق بشارة الخوري وشارع مار الياس التجاري وغيرهما في قلب بيروت.

 

عروبة

*فرضت السلطات السورية على الشاحنات الكبيرة العابرة اراضيها من دول الخليج العربي والاردن الى لبنان اقفال خزاناتها للوقود بالرصاص حتى لا يملأوها بالمازوت او البنـزين السوري، وكل مخالفة يضطر لها السائق اذا نضب خزان شاحنته، تكلف سائق او صاحب الشاحنة مبلغ 500 دولار اميركي ما ينعكس ارتفاعاً في اسعار حمولات هذه الشاحنات في الاسواق اللبنانية.

 

 لا تكتم السر

*تولى نائب في كتلة ايلي سكاف الزحلية تهريب المتهم بجريمة قتل الشهيدين نصري ماروني وسليم عاصي وجرح رشيد عاصي والياس عيسى المدعو جوزيف الذوقي بسيارته ذات اللوحة الزرقاء الى دمشق وجعله في عهدة اللواء محمد ناصيف الذي  يتلقى النائب تعليماته منه.

 

 سياسة

*رئيس تكتل ما يسمى بـ 11 آذار/مارس مرعي ابو مرعي استأجر ((هيكل سنتر)) من صاحبه عبدالله بري بمبلغ 7 ملايين دولار لمدة 15 سنة.

 

 من هو؟

*سياسي ماروني كبير يعاني من سرطان في العظم منذ مدة، وأطباؤه حددوا له فترة سنتين للبقاء على قيد الحياة.

 

 صحيح؟

*عضو قيادة التيار الوطني الحر آلان عون (ابن شقيق رئيس التيار ميشال) رمى اوراقه بوجه حضور اجتماع لجماعة عون بحدة بعد مشادات كلامية معه حول من يخلف ميشال عون في حال رحيله، او من يكون الرجل الثاني بعده، في منافسة حامية يعيشها التيار بين قرار عون وعائلته بأن يكون صهرها جبران باسيل هو نائب عون او ان يكون آلان عون، او ان يكتفى بزميل الجنرال عصام ابو جمرة.

 

إفتعال

*لاحظت اوساط سياسية مطلعة ان افتعال الاخبار عن وجود ما يسمى بمقابر جماعية يهدف فقط الى الاثارة الاعلامية، وتحميل جهات  محلية معينة مسؤوليتها في وقت يتناسى فيه المفتعلون ان هذه المقابر الجماعية اذا صح وجودها مشمولة بالعفو العام الذي صدر عام 1990، علماً  بأن النيابة العامة اوقفت المخبرين لبضع ساعات بسبب ثبوت كذب ادعاءاتهم واعتبرتهم مضللين للعدالة قبل اطلاق سراحهم.. ثم ان النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي غسان عويدات اشرف شخصياً على هذه الاجراءات وتولت مفرزة درك جونية عملية تحويل جزئي للسير والاشراف المباشر على الحفريات التي تعمقت اكثر من مرة ولم يثبت وجود ما يسمى المقابر الجماعية.

 

لماذا؟

*لاحظت اوساط شعبية شيعية ان تجاوزات وسلوكيات الكفاح المسلح الفلسطيني عادت الى مناطقها تماماً كما كانت في خلال الحرب الاهلية انما يمارسها حزب الله عبر عناصره المسماة انضباط، فيخطفون دركياً يصور مخالفة بناء في احدى مناطق الضاحية الجنوبية لبيروت، ويعتقلون عناصر دورية لقوى الامن الداخلي ايضاً ويحققون معها لأنها اوقفت سيارة مسروقة مع سارقها، ويغطون كل مخالفات البناء.

الاوساط الشيعية نفسها وصفت مناطق الضاحية الخاضعة لسيطرة حزب الله انها باتت تماماً كالمخيمات الفلسطينية التي تحكمها المنظمات المسلحة المختلفة.

اوساط شيعية اخرى ترى ان المناطق التي يسيطر عليها حزب الله باتت تشبه المناطق المسيحية عندما كانت تحت سيطرة القوات اللبنانية سابقاً قبل اتفاق الطائف.

 

 لمن يهمه الامر

*يهاجم بعض القادة السياسيين قانون عام 2000 للانتخابات باعتباره قانون غازي كنعان وواقع الحال ان الذي كتب وفصّل وأعد هذا القانون هو جميل السيد بتكليف من كنعان وألزم الاخير القادة السياسيين اللبنانيين به وجرت انتخابات عامي 2000 و 2005 وفق هذا القانون.

 

 صحيح!

*طلب مواطنون من مناطق المتن وجبيل وكسروان، من بعض السياسيين والاعلاميين، عدم المراهنة على امكانية انقلاب عدد من النواب المسيحيين في كتلة ميشال عون على هذا الاخير، لأن المال الايراني العفيف والشريف والنظيف، قد اعمى ابصارهم وبصيرتهم وأعجزهم عن فهم مصلحة المسيحيين ومصلحة لبنان

 

خطاب تقسيمي

*قال احد السياسيين المحايدين ان السياسة اللبنانية لم تشهد خطاباً تقسيمياً وتحريضياً وغرائزياً كخطاب العماد ميشال عون الذي يحرض المسيحيين ضد بعضهم بعضاً بضغط المقابر الجماعية الوهمية، ويحرضهم ضد السنة بضغط استئثار الرئيس فؤاد السنيورة بالسلطة ولا يرى في نفسه المعطل الاول للمسيحيين والموارنة بتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية.

 

 *تساءل مرجع امني امام مسؤول حكومي عن حادثتي القماطية والضاحية حيث احتجز امن حزب الله عناصر امنية رسمية لأنها كانت تقوم بواجبها في الحالتين، وهل يقوم الحزب ببروفات للسيطرة المرتقبة على الدولة بتمدد دولته البديلة.

*اعتبر نائب من الاكثرية حديث الرئيس نبيه بري عن اعلان نوايا قبل انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، دعوة غبر مباشرة لأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى للعودة الى لبنان لاستئناف محاولته لتطبيق المبادرة العربية وفق التفسير الجديد لرئيس المجلس لها.

*علم رئيس مجلس النواب نبيه بري من مصادر عربية التقاها، بأن الرياض ترحب به كضيف شخصي على المملكة وكبار المسؤولين فيها في أي وقت يشاء، اما في موضوع الحل في لبنان فإنها تريد آلية واضحة للعمل تبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية، وهي مستعدة لدعمه بعد ذلك لتذليل كل العقبات الاخرى بما فيها الشراكة الوازنة في الحكومة وقانون الانتخابات.

*يتوقع مراقب سياسي ان يتآكل الحزب الديموقراطي الاميركي في المنافسة الشرسة بين باراك اوباما وهيلاري كلينتون لينتهي الامر لصالح المرشح الجمهوري جون ماكين الذي عادل حتى الآن مزاج الاميركيين بعد حسم معركة الحزب الجمهوري لصالحه، وستكون معركته ضد اوباما اسهل من معركته ضد كلينتون للفوز بالرئاسة.

 

تزايد النشاط الأصولي في لبنان

تواصل عناصر أصولية من عدة جنسيات التسلل إلى لبنان، عبر معابر غير شرعية في مناطق حلوى ودير العشائر في البقاع الأوسط، وبعض هذه العناصر تتمركز قبل انتشارها في لبنان في منازل ناشطين أصوليين لبنانيين هم على تنسيق وتواصل مع ضباط في مكتب اللواء علي المملوك (مسؤول الاستخبارات العامة السورية في منطقة كفرسوسة في دمشق).

إلى ذلك علمت ((الشراع)) ان مجموعة أصولية تطلق على نفسها ((مجموعة أنوار الجنة)) تتلقى تدريبات في أحد مراكز تنظيم جند الشام في مخيم عين الحلوة، على يد مدرب سوري – فلسطيني يدعى وحيد شعبان الملقب بـ((أبو ديناميت)). المجموعة تضم 6 عناصر من تنظيم القاعدة من جنسيات عربية متنوعة، يستعدون للانتقال إلى بريطانيا بعد الانتهاء من تدريباتهم العسكرية، وبعد تزويدهم بجوازات مزورة يجري إعدادها على أيدي مزور فلسطيني يسكن في بيروت – منطقة أرض جلول – وهو كان من الأطر السابقة في حركة فتح – المجلس الثوري.

في سياق متصل تجري مجموعات من قوات الفجر التابعة للشيخ فتحي يكن تدريبات عسكرية منذ أسبوعين في معسكرات لحزب الله في البقاع في وادي الشعرة القريب من الحدود اللبنانية – السورية الشرقية. وتقوم المجموعات بالانتقال إلى البقاع الغربي، وبعضها الآخر إلى الشمال اللبناني.

في الوقت نفسه تتواصل عمليات تهريب السلاح من سوريا إلى لبنان بالتنسيق مع ضباط في الجبهة الشعبية – القيادة العامة، الذين يتقاضون بدلات مالية لقاء تأمين تسهيل هذه العملية من خلال الطرقات غير الشرعية التي تسيطر عليها القيادة العامة، ومن خلال انفاق القيادة العامة الموصولة بالأراضي السورية.

 

 توقيف شيخ يهرب أصوليين

تمكنت استخبارات الجيش في مدينة بعلبك من اعتقال شيخ لبناني من أصل سوري يدعى ع. ق، وهو طالب في أزهر البقاع، كان مكلفاً بتأمين انتقال عدد من الأصوليين إلى لبنان عبر سوريا وإلحاقهم بتنظيم ((جند الشام)) في مخيم عين الحلوة.

 

اللقاء العلمائي

أعلن عدد من مشايخ الطائفة الشيعية في منطقة بعلبك عن تشكيلهم ((اللقاء العلمائي في لبنان))، كتعبير عن رفضهم لهيمنة حزب الله وحركة أمل على قرار الطائفة الشيعية.

الإعلان عن اللقاء تولاه الشيخ عباس الجوهري في منـزل الشيخ محمد الطفيلي ابن شقيق الشيخ صبحي الطفيلي. وكانت ((الشراع)) أول من أشارت إلى هذا الموضوع في عدد سابق.

 

مؤتمرات لا جدوى منها

يصف قسم من العراقيين مؤتمرات دول جوار العراق بأنها مجرد محاولة من الدول العربية المشتركة فيها لتبرئة ذممها ورفع المسؤولية عنها، مما يحدث في العراق، ودفع الاتهامات المتبادلة، وان هذه المؤتمرات لا جدوى من انعقادها لأن كل دولة لديها حساباتها ولا سيما من جهة امنها القومي، وليست على استعداد لتقديم الخدمات المجانية للحكومة العراقية، لأن تلك الدول تعرف سلفاً ان القرار الرئيسي ليس بيد الحكومة، بل بيد الايرانيين فلذلك هم لا يريدون الدخول في هذا المستنقع، فالسعودية مثلاً رفضت نداءات وجهت اليها من اطراف سنية عراقية كما رفضت دول اخرى مثل هذه النداءات كي لا تصبح طرفاً مشاركاً في الصراع الطائفي الدائر في العراق. وكان المسؤولون العراقيون قد اعربوا عن عدم ((سعادتهم)) لما افضت اليه هذه المؤتمرات التي عقدت تباعاً في السنوات الاخيرة في كل من دمشق والكويت.

 

الانتماء اللبناني يطالب الاكثرية بتحمل مسؤولياتها

اصدر لقاء ((الانتماء اللبناني)) اثر اجتماعه الدوري الذي تداول فيه الاوضاع السياسية الراهنة بياناً ادان فيه بشدة جريمة زحلة، واستعجل القوى الامنية والقضائية القبض على الفاعلين وسوقهم الى العدالة وإنزال اشد العقوبات بهم، وذلك لقطع الطريق على أي انطباع يظهر ان الجيش اللبناني والدولة غير قادرين على الامساك بالامن. ورأى ((الانتماء)) ان الفلتان الامني الذي يعيشه لبنان هو نتجية مباشرة للفلتان السياسي، الذي يحمل ((سلة الغام)) مسبقة، يشترط تنفيذ بنودها قبل انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وآخرها لغم ((فبركة)) الجلسة 18 للمجلس النيابي، في مهزلة مكشوفة لاتخاذ ((عدم اكتمال النصاب)) حجة وغطاء لاستمرار مسلسل التأجيل. وكرر ((الانتماء اللبناني)) في بيانه ان ((المطلوب من الأكثرية هو أن تكون على مستوى المسؤولية، وتُقدم بشجاعة على خطوة إنقاذية لانتخاب رئيس للجمهورية بالأكثرية المطلقة. وهنا نسأل قوى الأكثرية: لماذا لا تقومون بذلك؟! وماذا تنتظرون؟ وبالتالي ما هي خطتكم البديلة لوقف مخطط إلغاء الجمهورية اللبنانية))؟!

 

تحرير الضباط الأربعة لا تحرير مزارع شبعا

قيادتا حزب الله في مجلس الشورى والمكتب السياسي قررتا اعتبار قضايا الضباط الأربعة المشتبه بهم بالتخطيط والمشاركة في جريمة قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري قضية الحزب المركزية والسعي لتحريرهم، بعد تراجع اهتمام الحزب بتحرير مزارع شبعا.

حزب الله كلف رئيس المكتب السياسي وقريب اللواء الموقوف جميل السيد ابراهيم أمين السيد بالإعلان رسمياً عن هذا الموقف الذي يناقض مسعى الحزب السابق في الثمانينات للتخلص من جميل السيد عندما كان مسؤول استخبارات الجيش في منطقة البقاع ونجا من محاولة اغتيال دبرها الحزب وحاول تنفيذها لولا تنبه جميل السيد للمحاولة رامياً نفسه في أحد الحقول لينجو من إطلاق نار موجه ضده.

الحزب المذكور دعا أنصاره عبر مكاتب التعبئة لحضور المهرجان ((الشعبي)) الذي نظمه في بلدة السيد (ابراهيم وجميل) النبـي ايلا للإعلان عن هذا الالتزام، واقتصر الحضور على مناصري الحزب مع صور واعلام الحزب وقادته وبعض الفعاليات السياسية، وعندما حاول مالك جميل السيد اعتلاء المنبر لإلقاء كلمة، تدخل عريف الحفل ليعلن وقف المهرجان بسبب ضيق الوقت ومنع ابن جميل السيد من إلقاء كلمته المكتوبة وسط تساؤلات الحضور من غير أعضاء الحزب وفي مقدمتهم ممثل من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى معن الأسعد، وممثل ميشال عون حسن يعقوب.

حجة حزب الله في منع ابن السيد من إلقاء كلمته كانت ان عدنان أبو دية تولى قراءة رسالة من والده الموقوف مما ينفي الحاجة لمالك في إلقاء كلمته.

الجدير ذكره ان المحامي مالك السيد عقد قرانه على ابنة أحد مغتربي بلدة جويا في افريقيا وتولى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان عقد القران.