Barack Obama Speech on the Middle East
خطاب الرئيس باراك أوباما حول الشرق الأوسط
19 أيار 2011
ألقى الرئيس الأميركي باراك أوباما خطاباً في وزارة الخارجية الأميركية خصّصه لتطورات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهذا نصه:
"أريد أن أبدأ بشكر هيلاري كلينتون التي سافرت كثيرا خلال هذه الشهور الستة الماضية بحيث تكاد تصل إلى معلم قياسي جديد – وهو مليون ميل من الطيران المتكرر وأنا أعتمد على هيلاري كل يوم، وأعتقد أنها ستدخل التاريخ كأحد أروع وزراء الخارجية في تاريخ بلادنا.
ووزارة الخارجية هي المكان المناسب للاحتفاء بفصل جديد في الدبلوماسية الأميركية. فلقد شهدنا على مدى ستة شهور تغيرا استثنائيا يحدث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فمن ميدان إلى ميدان، ومن مدينة إلى مدينة، ومن بلد إلى بلد نهضت الشعوب مطالبة بحقوقها الإنسانية. وتنحى زعيمان عن الحكم، وقد يلحق بهما آخرون. وعلى الرغم من أن تلك البلدان تقع على مسافات بعيدة عن شواطئنا، فإننا نعلم أن مصيرنا نحن يرتبط بهذه المنطقة بقوى الاقتصاد والأمن، وبالتاريخ والعقيدة.
أريد اليوم أن أتحدث عن هذا التغيير – عن القوى التي تحركه، والكيفية التي نتمكن بها من الاستجابة بطريقة تدفع قيمنا نحو الأمام وتعزز أمننا.
والآن قد عملنا الكثير بالفعل لتحويل سياستنا الخارجية بعد عقدين من الزمن اتصفت ملامحه بنزاعيْن مكلفين. فبعد سنين من الحرب في العراق سحبنا 100 ألف من أفراد القوات الأميركية وأنهينا مهمتنا القتالية هناك. وفي أفغانستان، حطمنا زخم طالبان وسنبدأ في تموز/يوليو القادم في إعادة قواتنا إلى الوطن ونستمر في نقل القيادة إلى الأفغان. وبعد سنين طويلة من الحرب على القاعدة وشركائها وجهنا ضربة كبيرة إلى القاعدة بقتل زعيمها- أسامة بن لادن.
لم يكن بن لادن شهيدا. فقد كان قاتلا جماعيا نشر رسالة الكراهية – وهي الإصرار على أن يحمل المسلمون السلاح ضد الغرب وأن العنف ضد الرجال والنساء والأطفال هو السبيل الوحيد للتغيير. فقد رفض الديمقراطية والحقوق الفردية للمسلمين وفضّل التطرف العنيف، وكانت أجندته تركز على ما يمكنه أن يدمر – ليس على ما يمكنه أن يبني.
اجتذبت رؤية بن لادن في القتل بعض الموالين. لكن، حتى قبل موته، كانت القاعدة تواجه خسارة في حربها من أجل إثبات أنها المنهج المناسب، حينما تبين للأغلبية الساحقة أن قتل الأبرياء لم يلبّ صرخاتهم المطالبة بحياة أفضل. وفي الوقت الذي عثرنا فيه على بن لادن كانت الأغلبية الساحقة في المنطقة قد رأت أن أجندته هي طريق مسدود وأخذت شعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مستقبلها ومصيرها بأيديها.
وقصة حق تقرير المصير تلك التي بدأت قبل ستة شهور في تونس. ففي 17 كانون الأول/ديسمبر شعر بائع متجول شاب اسمه محمد بوعزيزي بأنه قد تحطّم عندما صادرت شرطية عربته. وهذا لم يكن حدثا فريداً. فهي الإهانة ذاتها التي تحدث كل يوم في العديد من أجزاء العالم – وهي ظلم الحكومات القاسي الذي يحرم المواطنين من الكرامة. لكن في هذه المرة فقط حدث شيء مختلف. فبعد أن رفض المسؤولون المحليون سماع شكواه، ذهب هذا الشاب الذي لم يكن له نشاط سياسي فعال يُذكر إلى مقر الحكومة المحلية وصب على نفسه الوقود وأضرم النار في جسده.
يحدث في أوقات ما في مجرى التاريخ أن تشعل أعمال مواطن عادي جذوة حركات التغيير لأنها تعبر عن توق للحرية ظل يتفاعل منذ سنين. ففي أميركا، فكِّروا بالتحدي الذي أظهره الوطنيون في بوسطن حينما رفضوا دفع الضرائب للملك، أو كبرياء روزا باركس في جلستها الشجاعة في كرسيها (في الأتوبيس). وهكذا كان الحال في تونس عندما حرك عمل البائع المتجول اليائس شعور الإحباط الذي ساد البلاد. فتدفق المئات على الشوارع ثم الآلاف. وواجهوا العصي والرصاص أحيانا رافضين العودة إلى بيوتهم – يوما بعد يوم وأسبوعا بعد أسبوع حتى تنحى عن السلطة أخيرا دكتاتور ظل في الحكم أكثر من عقدين من الزمن.
لا ينبغي لهذه القصة وما تبعها من ثورات أن تكون قد أتت مفاجأة. فقد نالت دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا استقلالها منذ زمن طويل لكن شعوبها لم تنله في كثير من الأماكن. فقد انحصرت السلطة في كثير من البلدان في أيدي قلة. وفي كثير من البلدان لم يجد المواطنون من أمثال البائع المتجول الشاب مكانا يلجأون إليه – فلا قضاء أمين يسمع شكواه، ولا أجهزة إعلام مستقلة تُسمع صوته، ولا حزب سياسي موثوق يمثل وجهات نظره، ولا انتخابات حرة ونزيهة يختار فيها قائده.
هذا الافتقار إلى حق تقرير المصير – الفرصة التي تشكل من خلالها حياتك كما تشاء – انطبق على اقتصاد المنطقة أيضا. نعم، هناك دول نعمت بثروة النفط والغاز وهذا بحد ذاته أوجد جيوبا من الترف والرخاء. لكنه، في اقتصاد عالمي قائم على المعرفة، قائم على الابتكار، لا يمكن لاستراتيجية تنموية أن تقوم على ما يُستخرج من الأرض فقط. ولا يمكن للناس أن يحققوا كامل إمكانياتهم عندما لا يستطيعون أن يُنشئوا مشروعاً تجارياً بدون دفع رشوة.
وفي مواجهة هذه المشاكل حاول الكثيرون من قادة المنطقة تحويل مظالم شعوبهم وشكاواها إلى اتجاهات أخرى. وتعرض الغرب للوم باعتباره مصدر كل العلل بعد مرور نصف قرن على نهاية الاستعمار. وصار العداء ضد إسرائيل المتنفس الوحيد المقبول للتعبير السياسي. وجرى استغلال الانقسامات القبلية والعرقية والطائفية الدينية كوسائل للاحتفاظ بالسلطة أو انتزاعها والاستيلاء عليها من طرف آخر.
غير أن أحداث الشهور الستة الماضية تبين لنا أن استراتيجيات القمع واستراتيجيات تحويل الانتباه لم تعد ناجحة. فقنوات التلفزيون الفضائية والإنترنت تفتح نافذة على العالم الأوسع – عالم من التقدم المدهش في أماكن مثل الهند وإندونيسيا والبرازيل. والهواتف الخلوية والشبكات الاجتماعية تمكن الشباب من الاتصال والانتظام بشكل لم يسبق له مثيل. وهكذا ظهر جيل جديد. وأصواته تخبرنا بأنه لا يمكن إنكار التغيير.
ففي القاهرة سمعنا صوت أم شابة تقول "إنني كما لو أنني أستطيع في النهاية استنشاق الهواء النظيف لأول مرة."
وفي صنعاء سمعنا الطلاب ينشدون "لا بد لليل من آخر."
في بنغازي سمعنا المهندس الذي قال "كلماتنا الآن صارت حرة. إنه شعور لايمكن شرحُه."
وفي دمشق سمعنا الشاب الذي قال "بعد الصرخة الأولى، الصيحة الأولى، تشعر بالكرامة."
وتلك الصرخات المعبرة عن كرامة الإنسان تسمع في أرجاء المنطقة. وتمكنت شعوب المنطقة، من خلال القوة الأخلاقية للاعنف، من تحقيق تغييرات خلال ستة أشهر تزيد على تلك التي حققها الإرهابيون على مدى عقود.
وبالطبع إن تغييرا من هذا الحجم لا يتأتى بسلاسة. ففي يومنا وعصرنا هذا الذي تتخلله أخبار على مدار الساعة ويتصف بتواصل مستمر—يتوقع الناس أن ينجلي تحول المنطقة في غضون أسابيع. لكن، ستنقضي سنوات قبل أن يسدل الستار على هذه الحلقة. وخلال تلك الفترة ستكون هناك أيام مشرقة وايام قاتمة. وفي بعض الأماكن سيكون التغيير سريعا لكن في غيرها سيكون متدرجا. وكما سبق أن شهدنا، فإن النداءات من أجل التغيير قد تفسح المجال أمام تزاحم شرس على السلطة.
والسؤال المطروح أمامنا هو أي دور ستلعبه أميركا فيما تتكشف فصول هذه الرواية. على مدى عقود من الزمن، انتهجت الولايات المتحدة العمل على مجموعة من المصالح الجوهرية في المنطقة، هي مكافحة الإرهاب ووقف انتشار الاسلحة النووية؛ وضمان حرية حركة التجارة؛ وضمان أمن المنطقة؛ والذود عن أمن إسرائيل؛ والسعي لسلام عربي إسرائيلي.
وسنواصل عمل هذه الأمور في ضوء إيماننا الراسخ بأن مصالح أميركا ليست مجافية لآمال الشعوب بل هي أساسية لها. ونحن نعتقد أن أحدا لن يستفيد من سباق تسلح نووي في المنطقة أو من هجمات القاعدة الوحشية. والناس في كل مكان سيرون بأن اقتصاداتهم سوف تصاب بالشلل جراء انقطاع إمدادات الطاقة. وكما أقدمنا على عمله خلال حرب الخليج، إننا لن نتهاون حيال العدوان عبر حدود البلدان وسنحافظ على التزاماتنا تجاه أصدقائنا وشركائنا.
لكن، علينا الإقرار بأن استراتيجية عمادها فقط السعي المحدود وراء هذه المصالح لن يسد رمقا أو يتيح لأحد أن يعبر عما يراود ذهنه. إضافة إلى ذلك، إن الإحجام عن مخاطبة التطلعات الأرحب للناس العاديين لن يؤدي إلا إلى إذكاء الشبهات المستشرية طوال سنوات بأن الولايات المتحدة تسعى لمصالحها الخاصة على حسابهم. وفي ضوء أن انعدام الثقة هذا هو سيف ذو حدين—كون الأميركيين اكتووا بفعل احتجاز رهائن من بني وطنهم وما يسمعونه من عنتريات عنفية، ناهيك عن الهجمات الإرهابية التي قضت على الآلاف من مواطنينا—فإن إخفاقنا في تغيير نهجنا يهدد بتفاقم الانقسام بين الولايات المتحدة والعالم العربي.
ولهذا السبب وقبل عامين في القاهرة، بدأت بتوسيع تعاطينا الذي يرتكز على المصالح المتبادلة والإحترام المتبادل. وكنت أعتقد—وما زلت الآن—أن لدينا مصلحة ليس فقط في استقرار الدول بل في حق جميع الناس في تقرير مصائرهم. إن الوضع القائم لا يمكن أن يدوم. والمجتمعات التي تتماسك بفعل الخوف والقمع قد تعكس صورة وهمية للإستقرار لفترة من الزمن، ولكن هذا التماسك قائم على تشققات ستنفرط في نهاية المطاف.
إذن، نحن نواجه فرصة تاريخية. فأمامنا فرصة إظهار أن أميركا تثمن كرامة البائع المتجول في تونس أكثر من القوة الغاشمة لطاغية متسلط. ويجب ألا يراود أحدا شك بأن الولايات المتحدة الأميركية ترحب بالتغيير الذي يدفع لتقرير المصير والفرص. لكن ستواكب هذه اللحظة الواعدة أخطار. وبعد عقود من قبول العالم كما هو في المنطقة صارت لدينا فرصة بالسعي للعالم كما ينبغي أن يكون.
وبالطبع ونحن نفعل ذك علينا أن نمضي بإحساس من التواضع. فأميركا ليست هي التي دفعت الناس إلى شوارع تونس والقاهرة بل الشعوب نفسها هي التي أطلقت هذه الحركات والناس أنفسهم هم الذين يتعين أن يقرروا نتائجها. وفي حين لن تعتمد كل دولة الشكل الخاص لديمقراطينا الممثلة للشعب، ستكون هناك أوقات لا تتساوق فيها مصالحنا القصيرة الأمد بصورة تامة مع الرؤيا البعيدة الأمد للمنطقة. لكن يمكننا أن نتكلم—وسوف نتكلم—دفاعا عن مجموعة من المبادئ الجوهرية—وهي المبادئ التي أرشدت ردنا على أحداث الأشهر الستة الماضية.
فالولايات المتحدة تناهض استخدام العنف والقمع ضد شعوب المنطقة.
والولايات المتحدة تؤيد مجموعة من الحقوق العالمية تشمل حرية الكلام، وحرية التجمع السلمي، والحرية الدينية، ومساواة الرجال بالنساء في ظل سيادة القانون، وحق اختيار زعمائكم—سواء كنتم تقيمون في بغداد أو دمشق، في صنعاء أو في طهران.
ونحن ندعم الإصلاحات السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي يمكن أن تلبي الطموحات المشروعة للناس العاديين في طول المنطقة وعرضها.
إن دعمنا لهذه المبادئ ليس مصلحة ثانوية وأود أن أوضح أنها أولوية قصوى ويجب أن تترجم أفعالا أساسية تدعمها جميع الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية والإستراتيجية في تصرفنا.
ودعوني أن أكون دقيقا . أولا ستنادي سياسة الولايات المتحدة بالترويج للإصلاحات عبر المنطقة وتأييد التحولات إلى الديمقراطية.
وهذا المجهود بدأ في مصر وتونس حيث التبعات شديدة—لأن تونس كانت في طليعة موجة الديمقراطية ومصر هي شريك طويل العهد وكبرى بلدان العالم العربي. وبإمكان كلا البلدين أن يشكلا أمثولة قوية من خلال انتخابات حرة ونزيهة، ومجتمعات تنبض بالحيوية، ومن خلال مؤسسات ديمقراطية فعالة خاضعة للمساءلة، وزعامات إقليمية مسؤولة. لكن دعمنا يجب أن يطال كذلك البلدان التي لم تتحقق فيها التحولات بعد.
وللأسف وفي كثير جدا من البلدان، كان الرد على النداءات للتغيير بالعنف. وأبلغ مثل على ذلك هو ليبيا حيث شن معمر القذافي حربا على أفراد شعبه بالذات متوعدا بتعقبهم واصطيادهم كالجرذان. وكما ذكرت لدى انضمام الولايات المتحدة إلى تحالف دولي للتدخل لا نملك أن نمنع كل ظلم يرتكبه نظام حكم ضد شعبه، وقد علمتنا التجارب في العراق كم هو عسير وباهظ ثمن محاولة فرض تغيير النظام بالقوة—مهما كانت النية من وراء ذلك حميدة.
لكن في ليبيا شهدنا احتمال وقوع مذبحة وشيكة وكنا مسلحين بتفويض للعمل واستمعنا إلى نداء الشعب الليبي للمساعدة. ولو لم نتصرف إلى جانب حلفائنا في ناتو وشركاء إقليميين في التحالف لكان قد هلك الآلاف. ولكانت الرسالة جلية: حافظوا على السلطة بإزهاقكم أرواح أي عدد من الناس يتطلبه ذلك. والآن بدأ عامل الزمن يعمل ضد القذافي. فهو فقد السيطرة على بلاده فيما بدأت المعارضة بتشكيل مجلس شرعي مؤقت وذي مصداقية. وحينما يرحل القذافي، لا محالة، أو يجبر على التنحي من السلطة، سيسدل الستار على عقود من الاستفزازات وتمضي قدما عملية التحول إلى ليبيا ديمقراطية.
وفي حين واجهت ليبيا عنفا على أوسع نطاق فهي ليست البلد الوحيد الذي تحول فيه زعماؤه إلى القمع للبقاء في السلطة. فمؤخرا اختار النظام السوري مسار القتل والاعتقالات الجماعية لمواطنيه. وقد شجبت الولايات المتحدة هذه الأفعال وبالعمل مع الأسرة الدولية كثفنا من عقوباتنا ضد النظام السوري—بما في ذلك عقوبات أعلن عنها بالأمس ضد الرئيس الأسد وحاشيته.
لقد أبدى الشعب السوري شجاعة في مطالبته بالتحول إلى الديمقراطية. والآن بات أمام الرئيس الأسد خيار—فبمقدوره أن يقود ذلك التحول أو أن يفسح المجال أمام غيره. وعلى الحكومة السورية أن تكف عن إطلاق النار على المتظاهرين والسماح بتظاهرات احتجاج سلمية. ويجب عليها أن تفرج عن المسجونين السياسيين وتكف عن الاعتقالات المجحفة؛ ويجب عليها أن تسمح لمراقبي حقوق الإنسان بالوصول إلى مدن مثل درعا وأن تبدأ حوارا جديا لدفع عجلة التحول الديمقراطي. وبخلاف ذلك، سيظل الرئيس الأسد ونظامه يجابهان التحدي داخل البلاد والعزلة في الخارج.
وحتى الآن، اتبعت سوريا حليفها الإيراني، حيث طلبت المساعدة من طهران في انتهاج أساليب القمع. وهذا دليل على نفاق النظام الإيراني، الذي يقول إنه يؤيد حقوق المتظاهرين في الخارج، ومع ذلك يقمع أبناء شعبه في الداخل. دعونا نتذكر أن الاحتجاجات السلمية الأولى كانت في شوارع طهران، حيث تعاملت الحكومة بوحشية مع الرجال والنساء وألقت بالأبرياء منهم في غياهب السجون. إننا مازلنا نسمع صدى الهتافات يتردد من فوق أسطح المنازل في طهران. ولا تزال صورة المرأة الشابة التي تلقى مصرعها في الشارع محفورة في ذاكرتنا. وسوف نواصل إصرارنا على أن أبناء الشعب الايراني يستحقون حقوقهم العالمية، ويستحقون حكومة لا تخنق طموحاتهم وتطلعاتهم.
والآن فإن معارضتنا للتعصب الإيراني وللتدابير القمعية التي تتخذها إيران -- ولبرنامجها النووي غير المشروع ودعمها للإرهاب -- معروفة جيدا. ولكن إذا كان لأميركا أن تتحلى بالمصداقية، فيجب أن نعترف بأن كل أصدقائنا في المنطقة لم يستجيبوا في بعض الأحيان للمطالب الداعية للتغيير بما يتفق مع المبادئ التي أشرت إليها اليوم. وهذا صحيح في اليمن، حيث يحتاج الرئيس صالح لمتابعة التزامه في نقل السلطة. وذلك أيضا صحيح، اليوم، في البحرين.
البحرين تعد شريكا طويل الأمد، ونحن ملتزمون بأمنها. إننا ندرك أن ايران حاولت استغلال الاضطرابات والقلاقل هناك، وأن حكومة البحرين لديها مصلحة مشروعة في سيادة حكم القانون. ومع ذلك، فقد أكدنا علنا وسرا أن الاعتقالات الجماعية والقوة الغاشمة مخالفة للحقوق العالمية لمواطني البحرين، كما أن تلك الخطوات – ونحن بالمثل - لن تجعل الدعوات المشروعة للإصلاح تتلاشى. فالسبيل الوحيد للتقدم هو أن تنخرط الحكومة والمعارضة سويا في حوار، ولا يمكن أن يكون هناك حوار حقيقي عندما يزج بأطراف من المعارضة السلمية في السجون. (تصفيق) ويجب على الحكومة تهيئة الظروف للحوار، وأما المعارضة فيجب أن تشارك في صياغة مستقبل عادل لجميع المواطنين البحرينيين.
في الحقيقة، إن أحد أكبر الدروس المستفادة التي يمكن استخلاصها من هذه الفترة هو أن الانقسامات الطائفية لا ينبغي أن تؤدي إلى النزاع. ففي العراق، نحن نرى تباشير ديمقراطية متعددة الأعراق والطوائف. لقد رفض الشعب العراقي ويلات العنف السياسي لصالح العملية الديمقراطية، حتى في تحملهم كامل المسؤولية عن أمنهم. وبالطبع سوف يتعرضون لنكسات شأنهم شأن كل الديمقراطيات الجديدة. لكن العراق يتهيأ للعب دور رئيسي في المنطقة إذا ما استمر في تقدمه السلمي. وإذ يقومون بذلك فإننا سوف نفخر بالوقوف بجانبهم كشريك صامد.
ولذلك في الأشهر المقبلة، يتعين على الولايات المتحدة استخدام كل نفوذنا لتشجيع الإصلاح في المنطقة. وحتى ونحن ندرك أن كل بلد يختلف عن غيره، فإننا نحتاج للتحدث بصراحة حول المبادئ التي نؤمن بها، مع الأصدقاء والأعداء على حد سواء. رسالتنا بسيطة: إذا تحملتم المخاطر التي يستلزمها الإصلاح، فستحصلون على دعم الولايات المتحدة كاملا.
ويجب علينا أيضا مواصلة جهودنا لتوسيع نطاق مشاركتنا خارج دوائر النخب، بحيث نصل إلى الناس الذين سيشكلون المستقبل -- ولاسيما الشباب. إننا سوف نواصل القيام بالأعمال الجيدة انطلاقا من الالتزامات التي أبديتها في القاهرة -- لبناء شبكات من رجال الأعمال الرواد، وتوسيع برامج التبادل في مجال التعليم، وتعزيز التعاون في مجال العلم والتكنولوجيا، ومكافحة الأمراض. كما أننا نعتزم تقديم المساعدة إلى المجتمع المدني في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك إلى أولئك الذين ربما لم يتم حظرهم رسميا، والذين يتحدثون عن حقائق غير مريحة. وسوف نستخدم التكنولوجيا للتواصل مع أصوات الشعب - والإصغاء إليها.
فالحقيقة هي أن الإصلاح الحقيقي لا يتأتى من خلال صناديق الاقتراع وحدها. فمن خلال جهودنا يجب علينا أن ندعم هذه الحقوق الأساسية المتمثلة في حرية الرأي وحق الحصول على المعلومات. وسوف ندعم حق الوصول بلا قيود إلى الإنترنت، وحق الصحفيين في الاستماع إليهم - سواء أكان ذلك مؤسسة صحفية كبيرة أو مدون وحيد. ففي القرن الـ21 المعلومات هي القوة، لا يمكن إخفاء أو حجب الحقيقة؛ وشرعية الحكومات ستعتمد في نهاية المطاف على نشاط ووعي المواطنين.
إن مثل هذا الخطاب المفتوح يعد من الأهمية بمكان حتى لو لم يستقم ما يقال مع نظرتنا إلى العالم. ودعوني أكون واضحا. إن أميركا تحترم حق جميع الأصوات المسالمة والملتزمة بالقانون في الإصغاء إليها، حتى لو كنا نختلف معها. وأحيانا نختلف معها على نحو عميق.
إننا نتطلع إلى العمل مع جميع الذين يتبنون ديمقراطية حقيقية وشاملة. ما سنعارضه هو أية محاولة من جانب أي فريق لتقييد حقوق الآخرين، وقبضته على السلطة بالإكراه - وليس بالموافقة. لأن الديمقراطية لا تعتمد فقط على الانتخابات، ولكنها تعتمد أيضا على وجود مؤسسات قوية وقابلة للمساءلة والمحاسبة، وعلى احترام حقوق الأقليات.
ومثل هذا التسامح يكتسب أهمية خاصة عندما يتعلق الأمر بالأديان والمعتقدات. في ميدان التحرير، سمعنا المصريين من جميع مناحى الحياة يهتفون قائلين "نحن المسلمون والمسيحيون يد واحدة." وسوف تعمل الولايات المتحدة من أجل أن ترى هذه الروح سائدة - وأن ترى الاحترام يسود تجاه جميع الأديان، وأن جسورا بينها قد شيدت. ففي المنطقة التي كانت مهد الديانات العالمية الثلاث، لا يمكن أن يؤدي التعصب وعدم التسامح إلا إلى المعاناة والركود. ولكي يكتب النجاح لموسم التغيير هذا، فيجب أن يكون للأقباط الحق في حرية العبادة في القاهرة، تماما مثلما كان للشيعة الحق في ألا تدمر مساجدهم في البحرين.
إن ما هو صحيح بالنسبة للأقليات الدينية هو صحيح أيضا عندما يتعلق الأمر بحقوق المرأة. فالتاريخ يبين أن الأمم تكون أكثر ازدهارا وأكثر سلاما عندما يتم تمكين النساء. هذا هو السبب في أننا سنواصل الإصرار على أن حقوق الإنسان العالمية تنطبق على النساء مثلما تنطبق على الرجال -- من خلال التركيز على مساعدة الأطفال وصحة الأمهات؛ ومن خلال مساعدة النساء على القيام بالتدريس أو البدء في عمل تجاري؛ ومن خلال مساندة حق المرأة في الإصغاء لصوتها والترشح لمنصب الرئاسة. إن المنطقة لأن تصل أبدا إلى كامل إمكاناتها وقدراتها عندما يتم منع أكثر من نصف سكانها من تحقيق كل ما في وسعهن القيام به. (تصفيق)
والآن حتى ونحن نقوم بتشجيع الإصلاح السياسي وتعزيز حقوق الإنسان في المنطقة، فلا يمكن لجهودنا أن تتوقف عند هذا الحد. ولذا، فالطريقة الثانية التي يجب علينا أن ندعم بواسطتها التغيير الإيجابي في المنطقة هي من خلال جهودنا لتعزيز التنمية الاقتصادية للدول التي تتحول إلى الديمقراطية.
وبرغم كل ذلك، فالسياسة وحدها لم تملأ الشوارع بالمحتجين. أن نقطة التحول بالنسبة للكثيرين هي القلق المتواصل حول كسب العيش ورعاية الأسرة. لقد فتح عدد كبير جدا من الناس في المنطقة عيونهم على توقعات قليلة أعلى من مجرد اكتساب عيشهم خلال اليوم، وربما على أمل أن حظوظهم سوف تتغير. إن هناك العديد من الشباب في جميع أنحاء المنطقة ممن يحوزون تعليما جيدا ولكن الاقتصادات المغلقة تجعلهم غير قادرين على العثور على وظيفة. كما أن الأفكار تتوافر لدى أصحاب المشاريع ولكن الفساد يجعلهم غير قادرين على الاستفادة من هذه الأفكار.
إن مواهب أبناء شعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي من أكبر الموارد التي لم تستغل في هذه المنطقة. ففي الاحتجاجات الأخيرة، نحن نرى استعراضا لتلك المواهب حيث يقوم الناس بتسخير التكنولوجيا من أجل تحريك العالم. وليس من قبيل المصادفة أن واحدا من قادة ميدان التحرير يعمل مديرا تنفيذيا لدى شركة غوغل. إن تلك الطاقة تحتاج الآن إلى أن يتم توجيهها، في بلد تلو الآخر، بحيث يمكن للنمو الاقتصادي أن يجسد ويقوي إنجازات الشارع. ومثلما يمكن أن يؤدي شح الفرص للأفراد إلى حدوث الثورات الديمقراطية فإن التحولات الديمقراطية الناجحة تعتمد على توسع النمو وعلى الازدهار واسع النطاق.
ولذا فإنه اعتماداً على ما تعلناه من جميع أرجاء العالم، فإننا نعتقد أنه من المهم أن نركز على التجارة، وليس على المعونات فحسب؛ وعلى الاستثمار وليس المساعدات فقط. وينبغي أن يكون الهدف نموذجاً يُحتذى به حيث يفسح المدافعون عن سياسة الحماية الطريق للانفتاح؛ وينتقل سلطان التجارة من القلة إلى الكثرة، ويولد الاقتصاد فرص العمل للشباب. ولذلك فإن دعم أميركا للديمقراطية سيكون قائما على ضمان التأكد من الاستقرار المالي؛ والدعوة للإصلاح؛ ودمج الأسواق المتنافسة بعضها ببعض وبالاقتصاد العالمي- وسوف نبدأ بتونس ومصر.
أولا، لقد طلبنا من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تقديم خطة إلى قمة مجموعة الثماني الكبرى في الأسبوع القادم، تتعلق بالمطلوب فعله من أجل تحقيق الاستقرار وتحديثه في تونس ومصر. ومعاً ينبغي أن نساعدهما على التعافي والنهوض من الفوضى التي أحدثتها الفورة الجياشة للديمقراطية، وأن نساعد الحكومتين اللتين سيجري انتخابهما في وقت لاحق من العام الحالي. وإننا نحث الدول الأخرى على مساعدة مصر وتونس على الوفاء باحتياجاتهما المالية على المدى القريب.
ثانيا، إننا لا نريد لمصر الديمقراطية أن تكبحها ديون ماضيها. لذا فإننا سنعفي مصر الديمقراطية من الديون بما يصل إلى بليون دولار، وسنعمل مع شركائنا المصريين لاستثمار تلك الموارد في دعم ورعاية النمو وريادة الأعمال. وسوف نساعد مصر على استعادة إمكانية دخولها إلى الأسواق بضمان قروض قدرها بليون دولار وهو المبلغ المطلوب لتمويل البنية الأساسية وخلق فرص العمل. وسوف نساعد الحكومتين الديمقراطيتين الحديثتين على استعادة الأصول والممتلكات المسروقة.
ثالثاً، إننا نعمل مع الكونغرس من أجل إنشاء صناديق للمشروعات من أجل الاستثمار في تونس ومصر. وستكون تلك الصناديق على غرار الصناديق التي دعمت عملية التحول والتغيير في شرق أوروبا بعد سقوط جدار برلين. ومن المقرر أن تبدأ قريبا هيئة الاستثمارات الأميركية الخاصة في الخارج في تشكيل هيئة أو مؤسسة بتكلفة تصل إلى بليوني دولار لدعم الاستثمارات الخاصة في جميع أنحاء المنطقة. وسوف نعمل مع شركائنا من أجل أن يعيد البنك الأوروبي للإعمار والتنمية تركيزه على تقديم نفس القدر من الدعم لعمليات التحول الديمقراطي وتحديث الاقتصاد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مثلما فعل في أوروبا.
رابعاً، سوف تطلق الولايات المتحدة مبادرة شاملة للشراكة في التجارة والاستثمار بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وإذا ما استبعدنا صادرات البترول، فسنجد أن المنطقة كلها التي تضم أكثر من 400 مليون نسمة تصدر ما يقرب من الكمية التي تصدرها سويسرا. لذلك فإننا سنعمل مع الاتحاد الأوروبي من أجل تيسير زيادة التبادل التجاري داخل المنطقة، وسوف نبني على الاتفاقيات الراهنة من أجل الدعوة إلى التكامل والاندماج مع أسواق الولايات المتحدة وأوروبا، وفتح الباب أمام الدول التي تتبنى معايير عالية للإصلاح وتحرير التجارة من أجل بناء الترتيبات اللازمة للتجارة الإقليمية. ومثلما كان قبول العضوية في الاتحاد الأوروبي حافزاً على الإصلاح في أوروبا ، فإنه ينبغي أن تكون كذلك النظرة إلى الاقتصاد الحديث المزدهر من أجل خلق قوة دافعة شديدة نحو الإصلاح في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
إن الرخاء والازدهار يتطلبان أيضا هدم الأسوار التي تقف عائقا في وجه التقدم- فساد فئة الصفوة التي تسرق من شعوبها؛ والخطوط الحمراء التي تمنع الفكرة من أن تتحول إلى مشروع تجاري؛ والمحسوبية أو المحاباة التي توزع الثروة على أساس العشيرة أو الطائفة. إننا سنساعد الحكومتين على الوفاء بالتزاماتهما الدولية، واستثمار الجهود في مكافحة الفساد؛ بالعمل مع البرلمانيين الذين يضعون خطط الإصلاح، والناشطين الذين يستخدمون التكنولوجيا من أجل زيادة الشفافية وضمان محاسبة الحكومات- والحقوق السياسية وحقوق الإنسان؛ والإصلاح الاقتصادي.
واسمحوا لي بأن أختتم كلمتي بالحديث عن موضوع آخر يمثل حجراً من أحجار الزاوية في منهجنا تجاه المنطقة، وهو ما يتعلق بالسعي نحو السلام.
فمنذ عقود طويلة، ظل النزاع بين الإسرائيليين والعرب يخيم بظلاله على المنطقة. وبالنسبة للإسرائيليين، فإنه كان يعني العيش في خوف من أن أبناءهم قد يتعرضون لحادث تفجير في حافلة أو بصواريخ تُطلق على منازلهم، بالإضافة إلى الألم الذي تسببه لهم معرفة أن أطفالا آخرين في المنطقة يتم تلقينهم على كراهيتهم. وبالنسبة للفلسطينيين، كان يعني معاناة ذل الاحتلال، وأنهم لم يعيشوا أبدا في دولة خاصة بهم. وعلاوة على ذلك فإن النزاع كبّد منطقة الشرق الأوسط تكلفة كبيرة، لأنه عوّق قيام علاقات شراكة كان من الممكن أن تجلب درجة أكبر من الأمن والرخاء والازدهار والتمكين للمواطنين العاديين.
ولأكثر من عامين ظلت حكومتي تعمل مع الأطراف المعنية والمجتمع الدولي من أجل إنهاء هذا النزاع، بالبناء على عقود من الجهود التي بذلتها الحكومات الأميركية السابقة، ولكن خابت كل التوقعات. فأنشطة الاستيطان الإسرائيلية مستمرة. والفلسطينيون انسحبوا من المحادثات. والعالم ينظر إلى نزاع ظل يطحن ويطحن ويطحن ولكنه لا يرى شيئا يتحقق إلا الجمود والتوقف. وفي الواقع فإن هناك من يقول إنه مع كل ما يحدث من تغيير وعدم يقين في المنطقة ، فإن الأمر ببساطة يعني أنه من غير الممكن التقدم نحو الأمام.
لكنني لا أوافق على ذلك. ففي الوقت الذي تنفض فيه شعوب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أعباء الماضي، فإن الدفع نحو سلام دائم يُنهي النزاع ويبدد كل الادعاءات أصبح أكثر إلحاحاً عما كان في أي وقت سابق. وهذا يصدق بالتأكيد بالنسبة للطرفين المعنيين.
والآن اسمحوا لي بأن أقول هذا. إن إدراك أن المفاوضات يجب أن تبدأ بقضايا الأراضي والأمن لا يعني أن مسألة العودة إلى طاولة (المفاوضات) ستكون أمرا سهلا. وبوجه خاص، نظرا لأن الإعلان مؤخرا عن التوصل إلى اتفاق بين حركتي فتح وحماس يثير تساؤلات عميقة ومشروعة لدى إسرائيل- إذ كيف يتسنى لأحد التفاوض مع طرف سبق له وأن أظهر أنه غير مستعد للاعتراف بحقك في الوجود. ولذا فإنه سيتعين خلال الأسابيع والأشهر القادمة، على القادة الفلسطينيين تقديم إجابة يمكن الوثوق بها على هذا السؤال. وفي الوقت نفسه، ينبغي على الولايات المتحدة وشركائنا في اللجنة الرباعية والدول العربية مواصلة بذل كل جهد ممكن لتجاوز الطريق المسدود الراهن.
إنني أدرك مدى صعوبة ذلك. إذ إن حالات الشك والعداء قد تناقلتها الأجيال، وأنها قد ازدادت صلابة في بعض الأحيان. ولكنني على قناعة بأن غالبية الإسرائيليين والفلسطينيين يفضلون التطلع إلى المستقبل بدلا من الوقوع في شباك الماضي. إننا نرى هذه الروح في الأب الإسرائيلي الذي قتل نجله على يد حركة حماس، والذي ساعد في إنشاء منظمة جمعت ما بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذي فقدوا أحباء لهم. إذ قال ذلك الأب "لقد أدركت تدريجيا أن الأمل الوحيد في التقدم هو معرفة وجه النزاع." ونحن نراه في تصرفات الفلسطيني الذي فقد ثلاث بنات بفعل القذائف الإسرائيلية في غزة. وقال "إن لي الحق في أن أغضب. فالكثير من الناس كانوا يتوقعون مني أن أكره. وجوابي لهم هو أنني لن أكره"... قائلا "دعونا نأمل في الغد."
وهذا هو الخيار الذي يجب اتخاذه - وليس فقط في هذا النزاع، ولكن عبر المنطقة بأسرها- وهو خيار بين الكراهية والأمل؛ بين أغلال الماضي ووعد المستقبل. وهو خيار يجب أن يتخذ من قبل القادة وأبناء الشعوب، وهو الخيار الذي سيحدد مستقبل المنطقة التي كانت بمثابة مهد للحضارة وبوتقة للصراعات والفتن.
ورغم كل التحديات التي تنتظرنا ، فإننا نرى أن هناك العديد من الأسباب التي تجعلنا متفائلين. ففي مصر، يمكننا أن نرى ذلك في جهود الشباب الذين قادوا الاحتجاجات. وفي سوريا، نرى ذلك في شجاعة أولئك الذين يتحدّون الرصاص وهم يهتفون "سلمية"، "سلمية". وفي بنغازي، وهي مدينة مهددة بالدمار، نرى ذلك في ساحة مبنى المحكمة حيث يتجمع الناس للاحتفال بالحريات التي لم يعرفوها قط من قبل. إذ يجري، عبر المنطقة، استعادة تلك الحقوق التي نعتبرها أمرا بديهيا مسلما به بالبهجة والفرح على يد أولئك الذين يحاولون التخلص من القبضة الحديدية.
وبالنسبة للشعب الأميركي، ربما تثير مشاهد الاضطرابات في المنطقة دواعي القلق، ولكن القوى التي تقودها ليست غريبة عليه. إذ إن دولتنا تأسست من خلال اندلاع تمرد ضد إمبراطورية. وقد خاض شعبنا حربا أهلية مؤلمة نال بفضلها أولئك الذين كانوا مستعبدين الحرية والكرامة. وإنني لم أكن لأقف هنا اليوم لو لم تكن الأجيال السابقة قد لجأت إلى القوة الأخلاقيّة لللاعنف كوسيلة لكمال الاتحاد – تنظيم المسيرات والخروج فيها والاحتجاج معا بصورة سلمية لجعل تلك الكلمات التي أعلن بها عن قيام دولتنا حقيقة واقعة. وهي: " إننا نتمسك بهذه الحقائق على أنها بديهية، وهي أن كل الناس خلقوا متساوين."
يجب أن تكون هذه الكلمات الموجّهة لردنا على هذا التغيير الحاصل الذي يحول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- إنها الكلمات التي تخبرنا بأن القمع سوف يفشل وأن الطغاة سيسقطون، وبأن كل رجل وامرأة يتمتع ببعض الحقوق الغير قابلة للضياع.
وهذا لن يكون سهلا. إذ لا يوجد هناك خطّ مستقيم لتحقيق التقدّم، والمشقة تصاحب دائما موسم الأمل. ولكن الولايات المتحدة الأميركية تأسست على الاعتقاد بأن الشعوب يجب أن تحكم نفسها. والآن، لا يمكننا التردد في الوقوف بشكل مباشر إلى جانب أولئك الذين يناضلون لنيل حقوقهم مع علمهم بأن نجاحهم من شأنه أن يسفر عن وجود عالم أكثر سلاما وأكثر استقرارا وأكثر عدلا. شكرا جزيلا للجميع".
Barack Obama Speech on the Middle East
May 19, 2011
US President Barack Obama on May 19 delivered a speech on his country’s policies
in the Middle East and North America amid the revolutions sweeping the Arab
world. He said:
“Thank you. Thank you. Thank you very much. Thank you. Please, have a seat.
Thank you very much. I want to begin by thanking [US Secretary of State] Hillary
Clinton, who has traveled so much these last six months that she is approaching
a new landmark – one million frequent flyer miles. I count on Hillary every
single day, and I believe that she will go down as one of the finest Secretaries
of State in our nation’s history.
The State Department is a fitting venue to mark a new chapter in American
diplomacy. For six months, we have witnessed an extraordinary change taking
place in the Middle East and North Africa. Square by square, town by town,
country by country, the people have risen up to demand their basic human rights.
Two leaders have stepped aside. More may follow. And though these countries may
be a great distance from our shores, we know that our own future is bound to
this region by the forces of economics and security, by history and by faith.
Today, I want to talk about this change – the forces that are driving it and how
we can respond in a way that advances our values and strengthens our security.
Now, already, we’ve done much to shift our foreign policy following a decade
defined by two costly conflicts. After years of war in Iraq, we’ve removed
100,000 American troops and ended our combat mission there. In Afghanistan,
we’ve broken the Taliban’s momentum, and this July we will begin to bring our
troops home and continue a transition to Afghan lead. And after years of war
against Al-Qaeda and its affiliates, we have dealt Al-Qaeda a huge blow by
killing its leader, Osama bin Laden.
Bin Laden was no martyr. He was a mass murderer who offered a message of hate –
an insistence that Muslims had to take up arms against the West, and that
violence against men, women and children was the only path to change. He
rejected democracy and individual rights for Muslims in favor of violent
extremism; his agenda focused on what he could destroy – not what he could
build.
Bin Laden and his murderous vision won some adherents. But even before his
death, al Qaeda was losing its struggle for relevance, as the overwhelming
majority of people saw that the slaughter of innocents did not answer their
cries for a better life. By the time we found bin Laden, al Qaeda’s agenda had
come to be seen by the vast majority of the region as a dead end, and the people
of the Middle East and North Africa had taken their future into their own hands.
That story of self-determination began six months ago in Tunisia. On December
17th, a young vendor named Mohammed Bouazizi was devastated when a police
officer confiscated his cart. This was not unique. It’s the same kind of
humiliation that takes place every day in many parts of the world – the
relentless tyranny of governments that deny their citizens dignity. Only this
time, something different happened. After local officials refused to hear his
complaints, this young man, who had never been particularly active in politics,
went to the headquarters of the provincial government, doused himself in fuel,
and lit himself on fire.
There are times in the course of history when the actions of ordinary citizens
spark movements for change because they speak to a longing for freedom that has
been building up for years. In America, think of the defiance of those patriots
in Boston who refused to pay taxes to a King, or the dignity of Rosa Parks as
she sat courageously in her seat. So it was in Tunisia, as that vendor’s act of
desperation tapped into the frustration felt throughout the country. Hundreds of
protesters took to the streets, then thousands. And in the face of batons and
sometimes bullets, they refused to go home – day after day, week after week --
until a dictator of more than two decades finally left power.
The story of this revolution, and the ones that followed, should not have come
as a surprise. The nations of the Middle East and North Africa won their
independence long ago, but in too many places their people did not. In too many
countries, power has been concentrated in the hands of a few. In too many
countries, a citizen like that young vendor had nowhere to turn – no honest
judiciary to hear his case; no independent media to give him voice; no credible
political party to represent his views; no free and fair election where he could
choose his leader.
And this lack of self-determination – the chance to make your life what you will
– has applied to the region’s economy as well. Yes, some nations are blessed
with wealth in oil and gas, and that has led to pockets of prosperity. But in a
global economy based on knowledge, based on innovation, no development strategy
can be based solely upon what comes out of the ground. Nor can people reach
their potential when you cannot start a business without paying a bribe.
In the face of these challenges, too many leaders in the region tried to direct
their people’s grievances elsewhere. The West was blamed as the source of all
ills, a half-century after the end of colonialism. Antagonism toward Israel
became the only acceptable outlet for political expression. Divisions of tribe,
ethnicity and religious sect were manipulated as a means of holding on to power,
or taking it away from somebody else.
But the events of the past six months show us that strategies of repression and
strategies of diversion will not work anymore. Satellite television and the
Internet provide a window into the wider world – a world of astonishing progress
in places like India and Indonesia and Brazil. Cell phones and social networks
allow young people to connect and organize like never before. And so a new
generation has emerged. And their voices tell us that change cannot be denied.
In Cairo, we heard the voice of the young mother who said, “It’s like I can
finally breathe fresh air for the first time.”
In Sanaa, we heard the students who chanted, “The night must come to an end.”
In Benghazi, we heard the engineer who said, “Our words are free now. It’s a
feeling you can’t explain.”
In Damascus, we heard the young man who said, “After the first yelling, the
first shout, you feel dignity.”
Those shouts of human dignity are being heard across the region. And through the
moral force of nonviolence, the people of the region have achieved more change
in six months than terrorists have accomplished in decades.
Of course, change of this magnitude does not come easily. In our day and age – a
time of 24-hour news cycles and constant communication – people expect the
transformation of the region to be resolved in a matter of weeks. But it will be
years before this story reaches its end. Along the way, there will be good days
and there will bad days. In some places, change will be swift; in others,
gradual. And as we’ve already seen, calls for change may give way, in some
cases, to fierce contests for power.
The question before us is what role America will play as this story unfolds. For
decades, the United States has pursued a set of core interests in the region:
countering terrorism and stopping the spread of nuclear weapons; securing the
free flow of commerce and safe-guarding the security of the region; standing up
for Israel’s security and pursuing Arab-Israeli peace.
We will continue to do these things, with the firm belief that America’s
interests are not hostile to people’s hopes; they’re essential to them. We
believe that no one benefits from a nuclear arms race in the region, or al
Qaeda’s brutal attacks. We believe people everywhere would see their economies
crippled by a cut-off in energy supplies. As we did in the Gulf War, we will not
tolerate aggression across borders, and we will keep our commitments to friends
and partners.
Yet we must acknowledge that a strategy based solely upon the narrow pursuit of
these interests will not fill an empty stomach or allow someone to speak their
mind. Moreover, failure to speak to the broader aspirations of ordinary people
will only feed the suspicion that has festered for years that the United States
pursues our interests at their expense. Given that this mistrust runs both ways
– as Americans have been seared by hostage-taking and violent rhetoric and
terrorist attacks that have killed thousands of our citizens – a failure to
change our approach threatens a deepening spiral of division between the United
States and the Arab world.
And that’s why, two years ago in Cairo, I began to broaden our engagement based
upon mutual interests and mutual respect. I believed then – and I believe now –
that we have a stake not just in the stability of nations, but in the
self-determination of individuals. The status quo is not sustainable. Societies
held together by fear and repression may offer the illusion of stability for a
time, but they are built upon fault lines that will eventually tear asunder.
So we face a historic opportunity. We have the chance to show that America
values the dignity of the street vendor in Tunisia more than the raw power of
the dictator. There must be no doubt that the United States of America welcomes
change that advances self-determination and opportunity. Yes, there will be
perils that accompany this moment of promise. But after decades of accepting the
world as it is in the region, we have a chance to pursue the world as it should
be.
Of course, as we do, we must proceed with a sense of humility. It’s not America
that put people into the streets of Tunis or Cairo – it was the people
themselves who launched these movements, and it’s the people themselves that
must ultimately determine their outcome.
Not every country will follow our particular form of representative democracy,
and there will be times when our short-term interests don’t align perfectly with
our long-term vision for the region. But we can, and we will, speak out for a
set of core principles – principles that have guided our response to the events
over the past six months:
The United States opposes the use of violence and repression against the people
of the region.
The United States supports a set of universal rights. And these rights include
free speech, the freedom of peaceful assembly, the freedom of religion, equality
for men and women under the rule of law, and the right to choose your own
leaders – whether you live in Baghdad or Damascus, Sanaa or Tehran.
And we support political and economic reform in the Middle East and North Africa
that can meet the legitimate aspirations of ordinary people throughout the
region.
Our support for these principles is not a secondary interest. Today I want to
make it clear that it is a top priority that must be translated into concrete
actions, and supported by all of the diplomatic, economic and strategic tools at
our disposal.
Let me be specific. First, it will be the policy of the United States to promote
reform across the region, and to support transitions to democracy. That effort
begins in Egypt and Tunisia, where the stakes are high – as Tunisia was at the
vanguard of this democratic wave, and Egypt is both a longstanding partner and
the Arab world’s largest nation. Both nations can set a strong example through
free and fair elections, a vibrant civil society, accountable and effective
democratic institutions, and responsible regional leadership. But our support
must also extend to nations where transitions have yet to take place.
Unfortunately, in too many countries, calls for change have thus far been
answered by violence. The most extreme example is Libya, where Muammar Qaddafi
launched a war against his own people, promising to hunt them down like rats. As
I said when the United States joined an international coalition to intervene, we
cannot prevent every injustice perpetrated by a regime against its people, and
we have learned from our experience in Iraq just how costly and difficult it is
to try to impose regime change by force – no matter how well-intentioned it may
be.
But in Libya, we saw the prospect of imminent massacre, we had a mandate for
action, and heard the Libyan people’s call for help. Had we not acted along with
our NATO allies and regional coalition partners, thousands would have been
killed. The message would have been clear: Keep power by killing as many people
as it takes. Now, time is working against Qaddafi. He does not have control over
his country. The opposition has organized a legitimate and credible Interim
Council. And when Qaddafi inevitably leaves or is forced from power, decades of
provocation will come to an end, and the transition to a democratic Libya can
proceed.
While Libya has faced violence on the greatest scale, it’s not the only place
where leaders have turned to repression to remain in power. Most recently, the
Syrian regime has chosen the path of murder and the mass arrests of its
citizens. The United States has condemned these actions, and working with the
international community we have stepped up our sanctions on the Syrian regime –
including sanctions announced yesterday on President Assad and those around him.
The Syrian people have shown their courage in demanding a transition to
democracy. President Assad now has a choice: He can lead that transition, or get
out of the way. The Syrian government must stop shooting demonstrators and allow
peaceful protests. It must release political prisoners and stop unjust arrests.
It must allow human rights monitors to have access to cities like Daraa; and
start a serious dialogue to advance a democratic transition. Otherwise,
President Assad and his regime will continue to be challenged from within and
will continue to be isolated abroad.
So far, Syria has followed its Iranian ally, seeking assistance from Tehran in
the tactics of suppression. And this speaks to the hypocrisy of the Iranian
regime, which says it stand for the rights of protesters abroad, yet represses
its own people at home. Let’s remember that the first peaceful protests in the
region were in the streets of Tehran, where the government brutalized women and
men, and threw innocent people into jail. We still hear the chants echo from the
rooftops of Tehran. The image of a young woman dying in the streets is still
seared in our memory. And we will continue to insist that the Iranian people
deserve their universal rights, and a government that does not smother their
aspirations.
Now, our opposition to Iran’s intolerance and Iran’s repressive measures, as
well as its illicit nuclear program and its support of terror, is well known.
But if America is to be credible, we must acknowledge that at times our friends
in the region have not all reacted to the demands for consistent change – with
change that’s consistent with the principles that I’ve outlined today. That’s
true in Yemen, where President Saleh needs to follow through on his commitment
to transfer power. And that’s true today in Bahrain.
Bahrain is a longstanding partner, and we are committed to its security. We
recognize that Iran has tried to take advantage of the turmoil there, and that
the Bahraini government has a legitimate interest in the rule of law.
Nevertheless, we have insisted both publicly and privately that mass arrests and
brute force are at odds with the universal rights of Bahrain’s citizens, and we
will – and such steps will not make legitimate calls for reform go away. The
only way forward is for the government and opposition to engage in a dialogue,
and you can’t have a real dialogue when parts of the peaceful opposition are in
jail. The government must create the conditions for dialogue, and the opposition
must participate to forge a just future for all Bahrainis.
Indeed, one of the broader lessons to be drawn from this period is that
sectarian divides need not lead to conflict. In Iraq, we see the promise of a
multiethnic, multisectarian democracy. The Iraqi people have rejected the perils
of political violence in favor of a democratic process, even as they’ve taken
full responsibility for their own security. Of course, like all new democracies,
they will face setbacks. But Iraq is poised to play a key role in the region if
it continues its peaceful progress. And as they do, we will be proud to stand
with them as a steadfast partner.
So in the months ahead, America must use all our influence to encourage reform
in the region. Even as we acknowledge that each country is different, we need to
speak honestly about the principles that we believe in, with friend and foe
alike. Our message is simple: If you take the risks that reform entails, you
will have the full support of the United States.
We must also build on our efforts to broaden our engagement beyond elites, so
that we reach the people who will shape the future – particularly young people.
We will continue to make good on the commitments that I made in Cairo – to build
networks of entrepreneurs and expand exchanges in education, to foster
cooperation in science and technology, and combat disease. Across the region, we
intend to provide assistance to civil society, including those that may not be
officially sanctioned, and who speak uncomfortable truths. And we will use the
technology to connect with – and listen to – the voices of the people.
For the fact is, real reform does not come at the ballot box alone. Through our
efforts we must support those basic rights to speak your mind and access
information. We will support open access to the Internet, and the right of
journalists to be heard – whether it’s a big news organization or a lone
blogger. In the 21st century, information is power, the truth cannot be hidden,
and the legitimacy of governments will ultimately depend on active and informed
citizens.
Such open discourse is important even if what is said does not square with our
worldview. Let me be clear, America respects the right of all peaceful and
law-abiding voices to be heard, even if we disagree with them. And sometimes we
profoundly disagree with them.
We look forward to working with all who embrace genuine and inclusive democracy.
What we will oppose is an attempt by any group to restrict the rights of others,
and to hold power through coercion and not consent. Because democracy depends
not only on elections, but also strong and accountable institutions, and the
respect for the rights of minorities.
Such tolerance is particularly important when it comes to religion. In Tahrir
Square, we heard Egyptians from all walks of life chant, “Muslims, Christians,
we are one.” America will work to see that this spirit prevails – that all
faiths are respected, and that bridges are built among them. In a region that
was the birthplace of three world religions, intolerance can lead only to
suffering and stagnation. And for this season of change to succeed, Coptic
Christians must have the right to worship freely in Cairo, just as Shia must
never have their mosques destroyed in Bahrain.
What is true for religious minorities is also true when it comes to the rights
of women. History shows that countries are more prosperous and more peaceful
when women are empowered. And that’s why we will continue to insist that
universal rights apply to women as well as men – by focusing assistance on child
and maternal health; by helping women to teach, or start a business; by standing
up for the right of women to have their voices heard, and to run for office. The
region will never reach its full potential when more than half of its population
is prevented from achieving their full potential.
Now, even as we promote political reform, even as we promote human rights in the
region, our efforts can’t stop there. So the second way that we must support
positive change in the region is through our efforts to advance economic
development for nations that are transitioning to democracy.
After all, politics alone has not put protesters into the streets. The tipping
point for so many people is the more constant concern of putting food on the
table and providing for a family. Too many people in the region wake up with few
expectations other than making it through the day, perhaps hoping that their
luck will change. Throughout the region, many young people have a solid
education, but closed economies leave them unable to find a job. Entrepreneurs
are brimming with ideas, but corruption leaves them unable to profit from those
ideas.
The greatest untapped resource in the Middle East and North Africa is the talent
of its people. In the recent protests, we see that talent on display, as people
harness technology to move the world. It’s no coincidence that one of the
leaders of Tahrir Square was an executive for Google. That energy now needs to
be channeled, in country after country, so that economic growth can solidify the
accomplishments of the street. For just as democratic revolutions can be
triggered by a lack of individual opportunity, successful democratic transitions
depend upon an expansion of growth and broad-based prosperity.
So, drawing from what we’ve learned around the world, we think it’s important to
focus on trade, not just aid; on investment, not just assistance. The goal must
be a model in which protectionism gives way to openness, the reigns of commerce
pass from the few to the many, and the economy generates jobs for the young.
America’s support for democracy will therefore be based on ensuring financial
stability, promoting reform, and integrating competitive markets with each other
and the global economy. And we’re going to start with Tunisia and Egypt.
First, we’ve asked the World Bank and the International Monetary Fund to present
a plan at next week’s G8 summit for what needs to be done to stabilize and
modernize the economies of Tunisia and Egypt. Together, we must help them
recover from the disruptions of their democratic upheaval, and support the
governments that will be elected later this year. And we are urging other
countries to help Egypt and Tunisia meet its near-term financial needs.
Second, we do not want a democratic Egypt to be saddled by the debts of its
past. So we will relieve a democratic Egypt of up to $1 billion in debt, and
work with our Egyptian partners to invest these resources to foster growth and
entrepreneurship. We will help Egypt regain access to markets by guaranteeing $1
billion in borrowing that is needed to finance infrastructure and job creation.
And we will help newly democratic governments recover assets that were stolen.
Third, we’re working with Congress to create Enterprise Funds to invest in
Tunisia and Egypt. And these will be modeled on funds that supported the
transitions in Eastern Europe after the fall of the Berlin Wall. OPIC will soon
launch a $2 billion facility to support private investment across the region.
And we will work with the allies to refocus the European Bank for Reconstruction
and Development so that it provides the same support for democratic transitions
and economic modernization in the Middle East and North Africa as it has in
Europe.
Fourth, the United States will launch a comprehensive Trade and Investment
Partnership Initiative in the Middle East and North Africa. If you take out oil
exports, this entire region of over 400 million people exports roughly the same
amount as Switzerland. So we will work with the EU to facilitate more trade
within the region, build on existing agreements to promote integration with U.S.
and European markets, and open the door for those countries who adopt high
standards of reform and trade liberalization to construct a regional trade
arrangement. And just as EU membership served as an incentive for reform in
Europe, so should the vision of a modern and prosperous economy create a
powerful force for reform in the Middle East and North Africa.
Prosperity also requires tearing down walls that stand in the way of progress –
the corruption of elites who steal from their people; the red tape that stops an
idea from becoming a business; the patronage that distributes wealth based on
tribe or sect. We will help governments meet international obligations, and
invest efforts at anti-corruption – by working with parliamentarians who are
developing reforms, and activists who use technology to increase transparency
and hold government accountable. Politics and human rights; economic reform.
Let me conclude by talking about another cornerstone of our approach to the
region, and that relates to the pursuit of peace.
For decades, the conflict between Israelis and Arabs has cast a shadow over the
region. For Israelis, it has meant living with the fear that their children
could be blown up on a bus or by rockets fired at their homes, as well as the
pain of knowing that other children in the region are taught to hate them. For
Palestinians, it has meant suffering the humiliation of occupation, and never
living in a nation of their own. Moreover, this conflict has come with a larger
cost to the Middle East, as it impedes partnerships that could bring greater
security and prosperity and empowerment to ordinary people.
For over two years, my administration has worked with the parties and the
international community to end this conflict, building on decades of work by
previous administrations. Yet expectations have gone unmet. Israeli settlement
activity continues. Palestinians have walked away from talks. The world looks at
a conflict that has grinded on and on and on, and sees nothing but stalemate.
Indeed, there are those who argue that with all the change and uncertainty in
the region, it is simply not possible to move forward now.
I disagree. At a time when the people of the Middle East and North Africa are
casting off the burdens of the past, the drive for a lasting peace that ends the
conflict and resolves all claims is more urgent than ever. That’s certainly true
for the two parties involved.
For the Palestinians, efforts to delegitimize Israel will end in failure.
Symbolic actions to isolate Israel at the United Nations in September won’t
create an independent state. Palestinian leaders will not achieve peace or
prosperity if Hamas insists on a path of terror and rejection. And Palestinians
will never realize their independence by denying the right of Israel to exist.
As for Israel, our friendship is rooted deeply in a shared history and shared
values. Our commitment to Israel’s security is unshakeable. And we will stand
against attempts to single it out for criticism in international forums. But
precisely because of our friendship, it’s important that we tell the truth: The
status quo is unsustainable, and Israel too must act boldly to advance a lasting
peace.
The fact is, a growing number of Palestinians live west of the Jordan River.
Technology will make it harder for Israel to defend itself. A region undergoing
profound change will lead to populism in which millions of people – not just one
or two leaders – must believe peace is possible. The international community is
tired of an endless process that never produces an outcome. The dream of a
Jewish and democratic state cannot be fulfilled with permanent occupation.
Now, ultimately, it is up to the Israelis and Palestinians to take action. No
peace can be imposed upon them – not by the United States; not by anybody else.
But endless delay won’t make the problem go away. What America and the
international community can do is to state frankly what everyone knows – a
lasting peace will involve two states for two peoples: Israel as a Jewish state
and the homeland for the Jewish people, and the state of Palestine as the
homeland for the Palestinian people, each state enjoying self-determination,
mutual recognition, and peace.
So while the core issues of the conflict must be negotiated, the basis of those
negotiations is clear: a viable Palestine, a secure Israel. The United States
believes that negotiations should result in two states, with permanent
Palestinian borders with Israel, Jordan, and Egypt, and permanent Israeli
borders with Palestine. We believe the borders of Israel and Palestine should be
based on the 1967 lines with mutually agreed swaps, so that secure and
recognized borders are established for both states. The Palestinian people must
have the right to govern themselves, and reach their full potential, in a
sovereign and contiguous state.
As for security, every state has the right to self-defense, and Israel must be
able to defend itself – by itself – against any threat. Provisions must also be
robust enough to prevent a resurgence of terrorism, to stop the infiltration of
weapons, and to provide effective border security. The full and phased
withdrawal of Israeli military forces should be coordinated with the assumption
of Palestinian security responsibility in a sovereign, non-militarized state.
And the duration of this transition period must be agreed, and the effectiveness
of security arrangements must be demonstrated.
These principles provide a foundation for negotiations. Palestinians should know
the territorial outlines of their state; Israelis should know that their basic
security concerns will be met. I’m aware that these steps alone will not resolve
the conflict, because two wrenching and emotional issues will remain: the future
of Jerusalem, and the fate of Palestinian refugees. But moving forward now on
the basis of territory and security provides a foundation to resolve those two
issues in a way that is just and fair, and that respects the rights and
aspirations of both Israelis and Palestinians.
Now, let me say this: Recognizing that negotiations need to begin with the
issues of territory and security does not mean that it will be easy to come back
to the table. In particular, the recent announcement of an agreement between
Fatah and Hamas raises profound and legitimate questions for Israel: How can one
negotiate with a party that has shown itself unwilling to recognize your right
to exist? And in the weeks and months to come, Palestinian leaders will have to
provide a credible answer to that question. Meanwhile, the United States, our
Quartet partners, and the Arab states will need to continue every effort to get
beyond the current impasse.
I recognize how hard this will be. Suspicion and hostility has been passed on
for generations, and at times it has hardened. But I’m convinced that the
majority of Israelis and Palestinians would rather look to the future than be
trapped in the past. We see that spirit in the Israeli father whose son was
killed by Hamas, who helped start an organization that brought together Israelis
and Palestinians who had lost loved ones. That father said, “I gradually
realized that the only hope for progress was to recognize the face of the
conflict.” We see it in the actions of a Palestinian who lost three daughters to
Israeli shells in Gaza. “I have the right to feel angry,” he said. “So many
people were expecting me to hate. My answer to them is I shall not hate. Let us
hope,” he said, “for tomorrow.”
That is the choice that must be made – not simply in the Israeli-Palestinian
conflict, but across the entire region – a choice between hate and hope; between
the shackles of the past and the promise of the future. It’s a choice that must
be made by leaders and by the people, and it’s a choice that will define the
future of a region that served as the cradle of civilization and a crucible of
strife.
For all the challenges that lie ahead, we see many reasons to be hopeful. In
Egypt, we see it in the efforts of young people who led protests. In Syria, we
see it in the courage of those who brave bullets while chanting, “peaceful,
peaceful.” In Benghazi, a city threatened with destruction, we see it in the
courthouse square where people gather to celebrate the freedoms that they had
never known. Across the region, those rights that we take for granted are being
claimed with joy by those who are prying loose the grip of an iron fist.
For the American people, the scenes of upheaval in the region may be unsettling,
but the forces driving it are not unfamiliar. Our own nation was founded through
a rebellion against an empire. Our people fought a painful Civil War that
extended freedom and dignity to those who were enslaved. And I would not be
standing here today unless past generations turned to the moral force of
nonviolence as a way to perfect our union – organizing, marching, protesting
peacefully together to make real those words that declared our nation: “We hold
these truths to be self-evident, that all men are created equal.”
Those words must guide our response to the change that is transforming the
Middle East and North Africa – words which tell us that repression will fail,
and that tyrants will fall, and that every man and woman is endowed with certain
inalienable rights.
It will not be easy. There’s no straight line to progress, and hardship always
accompanies a season of hope. But the United States of America was founded on
the belief that people should govern themselves. And now we cannot hesitate to
stand squarely on the side of those who are reaching for their rights, knowing
that their success will bring about a world that is more peaceful, more stable,
and more just.
Thank you very much, everybody. Thank you.”