أصبحوا
طائفة أكثر
<<كيانية>>
وخرجوا من
<<التقية>> في
التعامل مع
سوريا
السنّة
سياسياً:
تحولات مثيرة
للجدل لم تتخذ
شكلها
النهائي بعد
عماد مرمل -السفير
15/2/2006
بعد
دقائق قليلة
من اغتيال
الرئيس الشهيد
رفيق
الحريري، كان
<<الانقلاب>>
في المزاج
السني العام
قد اكتمل
باعتبار ان
مقدماته السياسية
والشعبية
كانت جاهزة.
ما فعلته
جريمة الاغتيال
انها كسرت في
لحظة واحدة
<<حياء>>
التحولات
الكامنة
والمشاعر
المستترة
وأطلقتها من <<قمقمها>>
لتعبر عن
ذاتها بصوت
عال كذاك الذي
صدح في فضاء
بيروت هاتفا
ضد سوريا،
خلال مسيرة
تشييع الرئيس
الشهيد.
لا يختلف
إثنان في
الطائفة
السنية على ان
اغتيال
الحريري أعاد
تشكيلها،
ولكن الخلاف
هو حول مضمون
التحولات
الحاصلة ومدى
جدواها.
الأكيد ان
صدمة الاغتيال
حررت الطائفة
من سلوكها
الكلاسيكي
وخطابها
التقليدي
فخرجت الى
الشارع الذي
لم يكن محبذا
في السابق
وجاهرت
بالعداء
للنظام السوري
بعد سنوات من
<<التقية>>
وبدلت في
تحالفاتها وعلاقاتها
الداخلية على
نحو
دراماتيكي
واتخذت موقفا
سلبيا من
السلاح
الفلسطيني
بعدما كان
الفلسطينيون
يُصنفون أيام
الحرب جيش السنّة
في لبنان،
وعدّلت في
نظرتها الى
لبنان بحيث
أصبحت طائفة
أكثر كيانية،
وهي التي كانت
متهمة
بالمغالاة في
عروبتها
وقوميتها
وبالتطلع الى
وحدة عربية
تذوب فيها
الحدود
المصطنعة.
وتحت سقف هذه
التحولات
يمكن رصد
العديد من الظواهر،
كاختزال
<<تيار
المستقبل>> كل
الطائفة
السنية
وتحوله الى
الممثل
الوحيد لها
والناطق
الرسمي
باسمها في
مؤسسات
الدولة،
بموازاة تراجع
مواقع
البيوتات
والشخصيات
السياسية التي
كانت على خلاف
مع الرئيس
الحريري او
على علاقة مع
دمشق، في ما
بدا انه ثأر
من كل رموز المرحلة
السابقة
ومعالمها،
كما ظهر لدى
بعض الاوساط
السنية اتجاه
ولو انه كان
خافتا وخفيا للانغلاق
على الذات
وتحويل <<تيار
المستقبل>>
الى إطار سني
محض يتولى
حماية حقوق
الطائفة، كرد
فعل على
الجريمة
واستهدافاتها.
يعتقد
كثيرون من
السنّة ان
دمشق ظلمتهم
منذ دخولها
لبنان والى
حين خروجها
منه، فقتلت
قياداتهم من
المفتي حسن
خالد الى
الرئيس
الحريري وما
بينهما وحالت
دون بروز إطار
سني قوي على
مدى سنوات
الحرب داعمة
حلفائها في
معركة إلغاء
<<المرابطون>>
والسيطرة على
بيروت
الغربية وتحجيم
<<حركة
التوحيد
الاسلامي>> في
طرابلس.
ولما ظهر
الحريري وصنع
للطائفة
حضورها وشخصيتها
في المعادلة
الداخلية
حاولت
احتواءه ثم
استقوت
بخصومه عليه
كما حصل أيام
الرئيس إميل لحود
برغم تجاوبه
مع الكثير من
طلباتها.
وحين تمايز
عنها قليلا
قررت ان تتخلص
منه. اتخذت
هذه المقاربة
شكل <<الوعي
الجماعي>>
للأكثرية
الساحقة من
السنّة بحيث
بات الانطلاق
منها ضروريا
لفهم السلوك
الاجمالي
للطائفة بعد
اغتيال
<<رفيقها>>.
لكن محبي
الرئيس
الحريري يعتقدون
انه وبرغم بعض
المظاهر
الانفعالية التي
تلت جريمة
الاغتيال،
إلا ان
الحصيلة العامة
للتحولات لم
تمس
<<الثوابت>>
بل طالت <<الثوب>>.
هم يعتبرون ان
الطائفة
السنية لم
تتخل عن
عروبتها وإن
يكن قد اختلف
شكل الالتزام
بها قياسا الى
القوالب
السابقة، وهم
ينفون العداء
لسوريا
الدولة
والشعب وإن
يكن هناك خلاف
مستحكم مع
النظام، وهم
ينكرون
التحول الى حصان
طروادة
للوصاية
ألاجنبية وإن
يكن التعاون
مع المجتمع
الدولي قائما
للوصول الى
الحقيقة في ما
خص جريمة
اغتيال
الحريري، وهم
لا يجدون
تناقضا مع
المقاومة وإن
يكن لا بد من
النقاش حول
آليات عملها.
غير ان
المشهد السني
يتخذ بعدا
مختلفا من زوايا
أخرى، ذلك ان
هناك وجهات
نظر داخل
الطائفة ترى
ان الذين
يقودونها
الآن نفذوا
<<انقلابا>>
على ثوابتها
التاريخية،
أطاح بموقعها
القومي
العروبي
لصالح
الانخراط في
مشروع غربي يتخذ
من جريمة
اغتيال الحريري
ذريعة لفرض
الوصاية على
لبنان
وللانقضاض
على سوريا
مستفيدا من
النافذة
اللبنانية المشرّعة
ومن
<<التسهيلات>>
التي يوفرها
البعض في
الداخل. ولئن
كان أصحاب
وجهات النظر
هذه لا ينكرون
ان الاجهزة
السورية
ارتكبت أخطاء فادحة
في لبنان إلا
انهم يعتبرون
ان مواجهة تلك
الأخطاء لا
تكون بارتكاب
الخطايا. في
كل الحالات،
لم يملك هذا
الصوت في لحظة
التوتر والانفعال
ان يصل الى
ابعد من آذان
أصحابه الذين
كانوا وحدهم
من سمعه،
بينما كان صوت
من نوع آخر
ينزل في صندوق
الاقتراع
ويأتي
بموازين قوى جديدة،
سنياً... ولبنانيا.
قباني: لا وصاية
بنى مفتي
الجمهورية
الشيخ
الدكتور محمد
رشيد قباني
علاقة مميزة
مع الرئيس
رفيق الحريري،
ويمكن القول
ان أعلى درجات
التناغم سادت
بين دار
الفتوى
والحريري
أيام رئاسته
للحكومة.
في ركن غرفة
الاستقبال في
منزل المفتي،
تستقر صورة
تجمعه الى
الرئيس
الشهيد الذي
يعتبره قباني
<<رجلا كبيرا
غير عادي، له
من الطاقات
والقدرات
والصلات مع
سياسيي
العالم وملوكه
وأمرائه
ورؤسائه ما لا
يتوفر لأي
سياسي حتى غير
عادي، حسب ما
نعلم، فكان
اغتياله
خسارة للبنانيين
عموما
وللمسلمين
خصوصا>>.
ويلاحظ
المفتي انه
وبعد استشهاد
الرئيس الحريري
<<الذي اغتيل
كيدا وغدرا
وحقدا، أصبحت
البلاد غير ما
كانت عليه قبل
استشهاده،
وانتفض اللبنانيون
لمعرفة من خطط
وشارك وتورط
في هذا الاغتيال
الى ان بلغ
الامر
المحافل
الدولية>>.
ولأن ما حصل
كان بمثابة
<<زلزال>>،
يشير مفتي الجمهورية
الى ان اغتيال
الرئيس
الشهيد، رحمه
الله، أنتج
متغيرات
سياسية
لبنانية عدة
من أبرزها
توقيف بعض
المشتبه بهم
وانسحاب الجيش
السوري من
لبنان
والانتخابات
النيابية الاخيرة
التي أفرزت
معادلة جديدة
وأكثرية نيابية
لها رؤيتها
كما لغيرها
رؤيته أيضا،
ويجمع الكل
لبنان
المتميز
بأطيافه
وتنوعه ووفاقه
الوطني وعيشه
المشترك الذي
يتطلب شفافية
تحوطه لتصونه
من الاخطار.
وحول مدى صحة
ما يقوله
البعض من أن
هناك محاولة
لفرض وصاية او
هيمنة أجنبية
على لبنان، في
سياق تداعيات
جريمة اغتيال
الحريري؟
يقلل قباني من
أهمية هذا
الكلام،
مشيراً الى
انه من الطبيعي
ان يدّعي اي
نهج سياسي
مخالف
للمسيرة
الوطنية
الجديدة في لبنان
ادعاءات يؤيد
بها نهجه وأن
يرمي الآخرين باتهامات
سياسية تفسد
منهجهم،
ولكننا نقول انه
مهما كانت
هناك أطماع
أجنبية سواء
في عهد مضى أو
أتى أو سيأتي
فإن
اللبنانيين
لن يقبلوا
بهيمنة أو
وصاية أجنبية
وهم الذين
انطلقوا في
استقلالهم من
شعار أن لبنان
لن يكون
للاستعمار
مقراً ولا
ممراً،
فعروبة لبنان
مسلّمة أساسية
في الدستور
اللبناني وفي
نهج الدولة اللبنانية
وسياسته وفي
وجدان
اللبنانيين
مهما خطر على
الظن خلاف
ذلك.
ولا يفوت
قباني ان يلفت
الانتباه الى
ان مراحل
الانتقال
والتغيير
السياسي في أي
بلد من بلدان
العالم تشهد
دوما حالات
تنازع البقاء
بين القديم
والجديد وهي في
الحقيقة في
لبنان ولادة
تجديدية
لآمال كل اللبنانيين
وخصوصا آمال
الرئيس
الشهيد رفيق
الحريري
والتي لم
يتمكن خلال
ولاياته السياسية
المتعددة من
ان يحققها على
المستوى الاستراتيجي
في الاصلاح
السياسي
المنشود... وهو
إصلاح لم
يستكمله بسبب
السياسات
الكيدية
والانتقامية
التي سادت بعض
المراحل في
أعقاب اتفاق
الطائف وهي
السياسات
ذاتها التي لم
تمكنه من
استكمال
برنامجه
الإعماري في
البلد بعدما أنجز
إعمار بيروت
المتهدمة في
أعقاب حروب الفتنة
حتى أصبحت
مدينة بيروت
وخصوصا في
وسطها التجاري
نموذجا
للارادة
العمرانية
التراثية التي
أعادت الى
العاصمة
وجهها
الحقيقي.
الحص
و<<المرارة>>
يقول الرئيس
سليم الحص ان
اغتيال
الرئيس رفيق
الحريري رحمه
الله كان
زلزالا حل
بلبنان لا بل
بالمنطقة
جمعاء، وكانت
له ارتدادات
على الصعيد
العالمي
بدليل ان
جريمة الاغتيال
كانت من
الجرائم
القليلة التي
توقف عندها
مجلس الامن
وأصدر قرارا
بشأنها، عدا عن
انها تتابع
بإصرار
ومثابرة من
جانب الدولة
العظمى بلسان
رئيسها جورج
بوش ووزيرة
خارجيتها
كوندليسا
رايس ومن جانب
الدول الكبرى
وفي مقدمها
فرنسا.
بعدما انتهى
الحص من وضع
جريمة
الاغتيال في إطارها
الاوسع،
انتقل الى
مقاربتها من
الزاوية
اللبنانية،
ولكنه بدا على
شيء من الخفر
والحياء وهو
يتحدث عن
انعكاسات
الاغتيال على
واقع الطائفة
السنية
<<لأنني من
الذين يتحاشون
الكلام من
مواقع طائفية
او مذهبية
لقناعتي بأن
لبنان يكون
موحدا او لا
يكون>>.
أما وقد سجل
الحص موقفه
المبدئي، فقد
أضاف قائلا:
حتى لا أبدو
متهربا من
الاشكالية
المطروحة،
أجيب بأن
الطائفة
السنية نكبت
بالجريمة النكراء
كما سائر فئات
الشعب
اللبناني،
وربما أكثر،
لأن المغفور
له الرئيس
الشهيد رفيق
الحريري كان
وبحكم النظام
الطائفي الذي يتحكم
بالحياة
السياسية في
لبنان يمثل
الطائفة
السنية بل كان
أبرز ممثليها
لحقبة طويلة من
الزمن، ولكن
هذا لا يفضي
بالضرورة الى
القول بأن
الطائفة
السنية خسرت
من مكانتها
السياسية في
الساحة
اللبنانية
بدليل ان
الانتخابات النيابية
الاخيرة
أسفرت عن
نتائج صبت في
مصلحة
الطائفة من
حيث ان أكبر
كتلة نيابية
في البرلمان
هي كتلة
<<المستقبل>>
التي يترأسها
سعد الدين
الحريري، نجل
الرئيس
الشهيد.
والمعروف ان
جريمة
الاغتيال
النكراء
أطلقت
انفعالا جامحاً
بين الناس كان
المتحكم
الاكبر بمسار الانتخابات
النيابية
الاخيرة، ليس
بين السنّة
وحدهم، وأنما
بين
اللبنانيين
عموما، وبالتالي
فنحن لا نغالي
إن قلنا بان
الطائفة السنية
إذا صح
التعبير
بالمنطق
الطائفي قد
تكون اكتسبت
موقعا متقدما
حتى عما كان
أيام الرئيس
الشهيد.
إلا ان الحص
لا يلبث ان
يستدرك،
مفصحا عن
مآخذه على
المضمون
السياسي
للموقع الحالي
للطائفة
السنية: مع
تحفظي على
الكلام من منطلق
مذهبي، لا
أتردد في
القول بأن
السنّة في لبنان
وبصورة أخص في
بيروت كانوا
يتباهون بأنهم
رأس حربة
العروبة
والوطنية في
هذا البلد، وأيام
الزعيم
الراحل جمال
عبد الناصر
كانوا يعتبرون
أنفسهم
امتدادا للمد
الناصري في لبنان،
ويؤلمني
القول ان
الواقع بعد
الجريمة النكراء
يبدو وكأنه
تبدل جذريا،
وإن مؤقتا، بمعنى
ان هذه
الظاهرة قد
تكون عابرة.
ويتابع
بنبرة تتسرب
منها المرارة:
المرء يشعر
هذه الايام
بأن بعض
السنّة لم
يعودوا في الموقع
الطليعي
للوطنية
والعروبة في
لبنان، وبتنا
نسمع كلاما
نشازا من
البعض تحت
وطأة
الانفعال،
أعتبره في
منزلة
الهرطقة
السياسية،
كأن يقول أحدهم،
وهذا سمعته
بنفسي، <<اننا
مستعدون للانغلاق
على سوريا
والانفتاح
على إسرائيل
أسوة بمصر
والاردن>>...
العياذ بالله.
وكأنه يعزي
نفسه، يضيف
الحص:
الانفعال
حالة طارئة لا
بد ان نتجاوزها
مع الزمن ولا
بد للجرح مهما
كان بليغا ان
يندمل إذا
اقتضت
المصلحة
الوطنية العليا
بذلك.
وماذا إذا
ثبت تورط
سوريا بجريمة
اغتيال الرئيس
الحريري... هل
تصبح النقمة
عليها ومن
خلالها على
العروبة والقومية
أمرا مبررا؟
بادئ ذي بدء،
يشير الحص الى
انه يستبعد ان
تُتهم سوريا
الدولة
بالجريمة من
غير ان يستبعد
اتهام سوريين
بها، مثلما هو
الحال في
لبنان حيث
أُتهم أركان
أمنيون
وأودعوا
السجن، ولكن لم
تُتهم
الدولة، علما
انه أيا يكن
المتهم فنحن
من الذين
يطالبون
بملاحقته
وإنزال أشد
العقوبات به.
ثم ينتقل
الحص الى
مناقشة
الفرضية
الاخرى، فيعتبر
انه وإذا
سلمنا جدلا
بأن سوريا قد
أُتهمت، وهذا
ما أستبعده،
فإن ذلك سيكون
كارثة قومية
على لبنان
والأمة
العربية،
لأنني من
المؤمنين
بعروبة لبنان
وإيماني هذا
يأتي مصداقا
لما جاء في
اتفاق الطائف
الذي أكد
عروبة البلد
إنتماء
وهوية،
وبرأيي عروبة لبنان
إنما تمر في
دمشق، وحتى لا
يساء فهمي، ألفت
الانتباه الى
اننا جربنا في
الماضي كثيرا
القفز في
عروبتنا فوق
سوريا الى
العراق ومصر
والسعودية،
فكانت
النتيجة
كوارث على لبنان
وانقسامات
فيه، ولذا ليس
طبيعيا القفز
فوق سوريا لدى
الحديث عن
عروبة لبنان،
وهي الجارة
الأقرب
والأوثق لنا،
أما إذا طلقنا
سوريا فإن
أخشى ما أخشاه
ان يعني ذلك
طلاقا من
العروبة،
لأنه عبثا
ندّعي اننا
عرب فيما نحن
نقفز فوق دمشق
الى أبعد
منها.
كرامي
و<<الموجة>>
ينطلق
الرئيس عمر
كرامي في
مقاربة
التحولات التي
أصابت
الطائفة
السنية بعد
استشهاد الرئيس
رفيق الحريري
من مرحلة ما
قبل
الاغتيال، معتبرا
ان الظروف
التي كانت
سائدة قبل
الجريمة
ساهمت في
تكوين هذه
التحولات،
وبالتالي فإن
حدث الاغتيال
جاء بمثابة
مناسبة
للإعلان عنها
وليس
لصناعتها.
ويشرح كرامي
وجهة نظره
قائلا: لقد
كان لدى العدد
الاكبر من
أبناء
الطائفة
السنية شعور
بالمرارة
حيال بعض
ممارسات
الاجهزة
السورية في لبنان
والتي كانوا
يعتبرون انها
تحاول تقليص
مكانة
الطائفة
ورموزها، وترافق
ذلك مع قيام
البعض
بالتأثير في
الرأي العام
السني وإظهار
الأجهزة
السورية على
انها تبالغ في
دعم الرئيس
إميل لحود
والانحياز اليه،
على حساب رئيس
الحكومة
السني.
انطلاقا من
هذه
<<الاحاسيس>>
التي أدى
الاعلام
الممسوك دورا
كبيرا في
تحريضها
مصورا ان سوريا
هي مصدر كل
النكبات
والازمات
السياسية
والاقتصادية
في لبنان، كان
الجمهور
السني حسب
كرامي مهيئا
للوقوف ضد
سوريا، وبهذا
المعنى لم تكن
جريمة اغتيال
الحريري سوى
الشرارة التي
أشعلت برميل
البارود.
هذه الموجة
الجارفة أخذت
الطائفة
السنية كما
يقول كرامي
الى مكان ليس
لها ولا
يتلاءم مع
ثوابتها
ومبادئها
ودورها ونضالها
القومي، بل هو
أقرب الى
السياسة
الاميركية
والفرنسية.
لكن الرئيس
السابق
للحكومة يميل
الى الافتراض
بأن هذه
المرحلة
<<عابرة>>، متلمسا
بداية
<<صحوة>> في
الوسط السني
برزت بوادرها
مع ردود الفعل
على الإساءة
للنبي محمد (ص)
بغض النظر عن
أعمال الشغب
والتخريب
المدانة التي
رافقت
التظاهرة
الاخيرة، ذلك
أن هذه الإساءة
بيّنت
للمسلمين
السنّة ان
الغرب لا يمكن
ان يكون حليفا
وأن الاولوية
بالنسبة اليه
هي لمصالحه
التي تتقاطع
في نهاية
المطاف مع
المصالح
الاسرائيلية.
وبرغم ان
كرامي استقال
من رئاسة
الحكومة تحت
وطأة تداعيات
<<زلزال>>
اغتيال
الحريري، إلا
ان الرجل يرفض
القول بأنه
دفع ثمن
علاقته
بسوريا،
لافتا الانتباه
الى ان دمشق
حاربته كثيرا
بل حاولت
إلغاءه على كل
الصعد، الى ان
صدر القرار 1559
فعُرض عليه تحت
وطأة
تداعياته
تشكيل
الحكومة، <<فقبلت
المهمة وكان
من الطبيعي ان
أختار الوقوف
الى جانب
سوريا كخيار
قومي مقابل
محاذير القرار
الدولي... ولكن
من كان يخطر
بباله ان الرئيس
الحريري
سيستشهد
وسيقع ذاك
الزلزال الكبير...
إنه سوء الحظ
الذي عطل
اندفاعتنا
بعدما كنا قد
خفضنا
الإنفاق
بنسبة 40 في
المئة وأرسلنا
الى مجلس
النواب أكثر
من 20 مشروع
قانون إصلاح
مالي، وقصرنا
مدة التجنيد
الالزامي تمهيدا
لإلغائه،
وخفضنا سعر
المازوت كما
كنا بصدد
تقليص مصاريف
الدولة
النفطية
بمئات ملايين
الدولارات،
إلا ان القضاء
والقدر كان أسرع
منا...>>.
عيدو
و<<الكيان>>
حققت لوائح تيار
المستقبل
فوزاً كاسحاً
في
الانتخابات النيابية
الماضية،
أطاح بمعظم
التلاوين السياسية
السنية لصالح
ما يشبه
<<أحادية
التمثيل>>.
لقد تحول
استشهاد
الحريري الى
قوة دفع هائلة
للتيار الذي
<<جرف>> في
طريقه الى
السلطة الجديدة
كل خصومه،
واضعا إياهم
في <<قفص الاتهام>>،
حتى أصبحت كل
<<معارضة>>
محتملة داخل
الطائفة
السنية <<موضع
شبهة>>، ما
دفع العديد من
رموزها الى
الانكفاء
والامتناع عن
الترشح الى
الانتخابات
النيابية.
ولكن عضو
كتلة <<تيار
المستقبل>>
النائب وليد عيدو
الذي أُنتخب
للدورة
الثانية على
التوالي
يعتبر انه كان
هناك تفاعل
طبيعي
وتلقائي بين
الرئيس الحريري
والجمهور
السني، خلال
حياته وبعد
استشهاده،
وبالتالي فإن
الناس عبروا
عن خيار سياسي
واضح عندما
أقصوا
الآخرين، ولم
ينطلقوا من الانفعال
العاطفي
المجرد.
ويلفت عيدو
الانتباه الى
انه وانطلاقا
من الحجم
الاستثنائي
للحريري فهو
تمكن من ان
يجمع حوله
الجمهور
السني بشكل لم
يسبق له مثيل
في تاريخ
بيروت التي
طالما كانت
موزعة بين
قيادات عدة،
مع الاشارة
الى ان بيروت
هي بوصلة سنية
بامتياز
والتجربة
تعلم انه حيث
تكون بيروت
تكون الطائفة
السنية، وعليه،
شعر السنّة ان
هناك خسارة
كبرى لحقت بهم
عبر اغتيال
أهم رموزهم،
علما ان
الحريري لم
يكن رمزا سنيا
فقط بل كان
رمزا وطنيا
بالدرجة
الاولى.
أما
التحولات
التي ترتبت
على الجريمة،
فيرى عيدو ان
بعضها كان
عاطفياً
باتجاه قوقعة
سنية تمثلت في
المطالبة
بجعل تيار
المستقبل تنظيما
سنيا وهذا لم
يكن ممكنا
لأننا ذوو
تطلعات وطنية
وأهداف وطنية
ونرفض ان نُصبغ
باللون السني
فقط، والبعض
الآخر من التحولات
اتخذ شكل
التشنج ضد
سوريا وهذا
مفهوم بالنظر
الى العلاقة
التي كانت
متوترة بين
الحريري
ودمشق، ولكن
هذا الامر لم
يتحول يوما
الى عداوة
لسوريا
العربية
وللشعب
السوري الذي تربطنا
به روابط
قومية ووطنية
عميقة ولا
تتوقف عند
حدود موقف
سياسي او قرار
سياسي مرحلي.
يتوقف عيدو
هنا ليشدد على
<<رغبتنا في
إقامة أفضل
العلاقات مع
سوريا
وأكثرها
تميزا ولكننا
نريد في الوقت
ذاته ان نبني
هذه العلاقات
على قواعد
سليمة وشفافة
تبدأ مع
انكشاف حقيقة جريمة
اغتيال
الحريري،
لأنه من دون
ذلك ستكون
العلاقة
شكلية
وبروتوكولية،
وسطحية في كل الاحوال،
ونحن لا
نريدها على
هذا النحو>>.
وبالتأسيس
على هذا
الموقف، يرفض
عيدو أي إيحاء
بأن الطائفة
السنية قد
غيرت
<<جلدها>> بعد اغتيال
الحريري،
مشيرا الى
انها طائفة
العروبة، وأي
تغييرات تطرأ
إنما تطال
حصرا توجهات
سياسية في ظرف
ما وليس ثوابت
العلاقات
العربية والانتماء
العربي
للسنّة،
ويلفت
الانتباه في
هذا الاطار
الى ان السنّة
تُطلق عليهم
تسمية
الطائفة
<<العربية>>
قبل
<<الاسلامية>>،
وإذا كانت
هناك من أمزجة
سنية حيال
سوريا النظام
فهي ليست كذلك
حيال سوريا
العروبة.
وفي سياق
متصل، يؤكد
<<ان علاقتنا
بالمقاومة هي
علاقة مبنية
على مبادئ
العروبة>>،
مستذكرا ان
بعض الستّة
أسموا
أبناءهم
أسماء يابانية
بعد عملية
<<الجيش
الاحمر>> في
مطار اللد وبالتالي
<<فإن كل سلاح
ضد إسرائيل هو
بهذا المعنى سلاح
سني>>. هكذا
ننظر الى سلاح
<<حزب الله>>
ولهذا السبب
التف السنّة
حول المقاومة
ودعموا مرشحيها>>.
وحين يُسأل
عن
<<الارتماء>>
في أحضان
الغرب، يبتسم
للفكرة التي
لا أساس لها
من وجهة نظره،
ويجيب:
ما يهمنا ان
المجتمع
الدولي
بقيادة
أميركية او
أوروبية يسعى
الى كشف حقيقة
جريمة اغتيال
الرئيس
الشهيد رفيق الحريري،
ولكننا لن
نكون يوما
بإمرة أميركا ولا
أوروبا ولا أي
طرف في مواجهة
سوريا أو أي دولة
عربية أخرى،
وربما إذا
وقعت حرب ضد
سوريا سينبري
الكثيرون من
السنّة الى
الدفاع عن سوريا
الدولة
والشعب.
ولا يسهو عن
بال عيدو الاشارة
الى ان من
المتغيرات
الهامة في
الفكر
السياسي
السني بعد
استشهاد
الحريري ان
علاقة السنّة
بلبنان
الكيان توثقت
بعدما كانوا يعتبرون
لفترة طويلة
ان الكيان
اللبناني هو مجرد
محطة نحو
الوحدة
العربية وأن
تطلعاتهم الوحدوية
القومية هي
الاساس في
حركتهم السياسية.
لقد أصبحوا
اليوم ينظرون
الى لبنان على
انه وطن لهم
ينبغي
التعامل مع
حيثياته
وواقعه وتركيبته
بشكل أكثر
إلتصاقا،
وهذا البعد
الوطني
المتطور لا
ينفي بأي حال
البعد القومي
بل يتكامل
معه.
أما اتهام
<<تيار
المستقبل>>
بأنه يملك
<<نزعة
إحتكارية>>،
تمثلت في
محاولة إلغاء
كل من يختلف
معه او عنه
داخل
الطائفة، فيرد
عليه عيدو
بالقول إن
فقدان شخص
بحجم الحريري
<<كان يمكن ان
يوظفه
الآخرون
لاستعادة أدوارهم
المفترضة ما
دام الرئيس
الشهيد كان
متهما
باختزال
الطائفة،
إنما ثبت ان
الحريري لم يلغ
أحدا بل الناس
هي التي فعلت
ذلك، وربما
تفرز الطائفة
مستقبلا
وجوها جديدة
ولكنها لن
تعيد حكما
إنتاج تلك
الوجوه التي
سقطت وصدر بحقها
حكم الناس>>.
سلام
و<<الورثة>>
يحاول
النائب
السابق تمام
سلام جاهدا
تجنب الحديث
عن أثر غياب
الرئيس
الحريري على
الطائفة
السنية، من
زاوية محض
مذهبية،
معتبرا انه إذا
كان هناك من
خلل أصاب بعض
خيارات هذه
الطائفة وسلوكياتها،
فهو جزء من
خلل أشمل أصاب
كل لبنان
وطوائفه، بعد
استشهاد
الحريري.
وبرغم
الخلافات
السياسية
التي كانت
قائمة بين
الحريري
وسلام، إلا ان
الأخير لا
يتردد في القول
بأن الرئيس
الشهيد كان
صاحب رؤية
وطنية جامعة حولته
الى ظاهرة
أوسع من
طائفته
بكثير، ولكن تداعيات
اغتياله
استدرجت
البلاد كلها
الى وحول
الطائفية
والمذهبية،
فأصبح الجميع
اليوم وليس
السنّة فقط
يصولون
ويجولون في
إطار طائفي
ومذهبي لا
يتماشى إلا مع
الاسلوب
القبلي والعشائري
في التعاطي
السياسي،
والذي يجري التعبير
عن أحد جوانبه
من خلال
الاستقطاب
الشيعي السني
الشنيع
الحاصل.
وعندما
يُسأل عما إذا
كان يعتقد بأن
الطائفة السنية
هي في موقعها
الصحيح بعد
مرور عام على استشهاد
الحريري،
يجيب سلام:
وهل ان لبنان
بمجمله هو في
موقعه
الطبيعي؟ إن
الالتباس في
الموقع تعاني
منه كل الطوائف
نتيجة
المواقف
المتشنجة
لقياداتها وهذا
نتاج تداعيات
اغتيال
الرئيس رفيق
الحريري
والتغييرات
الاقليمية
والدولية.
ويضيف: إذا
افترضنا ان
الحريري قائد
سني تكون
طائفته هي
المتضرر
الاكبر
باستشهاده،
ولكنني أرفض
التسليم بأنه
كان كذلك، بل
ان حشره في
هذه الزاوية
الضيقة يسيء
اليه والى
إرثه وربما
هذا ما يريده
البعض، ومن
هنا فإن على
ورثته
وتحديدا النائب
سعد الحريري
الحفاظ على ما
كان يحلم به
ويعمل له
الرئيس
الشهيد
والاعتناء
برسالته التي
تدعو الى
الانفتاح
وليس
التقوقع،
القوة وليس
الضعف،
التسامح وليس
الثأر، وإلا
فإن الفراغ
الذي ترتب على
اغتياله قد
يترك المجال واسعا
لمحاولة ملئه
بهذه الطريقة
او تلك.
وما هي
الخيارات
التي يجب ان
يعتمدها
السنّة في
لبنان بعد
غياب
الحريري؟
يرى سلام ان
تلك الخيارت
هي ذاتها التي
يجب ان
تتبناها كل
طائفة، وهي
الخيارات
الوطنية الجريئة
البعيدة عن
المماحكات
والتطرف، مع
الاشارة الى
ان السنّة في
لبنان هم أم
الولد وعليهم
ان يتصرفوا على
هذا الاساس،
ويلفت
الانتباه في
هذا السياق الى
ان هناك مشكلة
مع سوريا يجب
ان نعترف بها حتى
نعالجها،
متحدثا عن
مآخذ على دمشق
حول شكل
ومضمون
تعاطيها مع
الامور، قبل
وبعد اغتيال
الحريري،
ويبقى الوصول
الى حقيقة من
ارتكب هذه
الجريمة هو
المدخل
الطبيعي
لولوج مرحلة
جديدة، ليس
حبا
بالانتقام او
الثأر، وإنما
من أجل ان
يشعر كل
اللبنانيين
وليس السنّة فقط
بان الميزان
قد انتصب وأن
الحق مصان.
الجماعة
و<<الوسط>>
تبذل
<<الجماعة
الاسلامية>>
منذ اغتيال
الرئيس
الحريري جهدا
استثنائيا للصمود
في <<الوسط>>
والاحتفاظ
بخصوصيتها في مقاربة
الاشكاليات
المثارة في
مرحلة ما بعد 14شباط
2005. يتقاطع خطاب
<<الجماعة>>
في بعض مفاصله
مع خطاب
<<المستقبل>>
ولكنه لا
يتماهى معه بل
يفترق عنه في
جوانب عدة
تتيح له ان يحافظ
على
استقلالية
ملحوظة، من
شأنها جعل <<الجماعة>>
مقبولة من
الجميع.
يطل نائب
الامين العام
للجماعة
الاسلامية ابراهيم
المصري على
آثار جريمة
الاغتيال من نافذة
تحليل مسار
الطائفة
السنية في
سنوات الحرب
وصولا الى
<<زمن
الحريري>>،
فيقول: معروف ان
المسلمين السنّة
كانوا
يواجهون خلال
العقود
الماضية إشكالية
تهميش دورهم
في الحياة
اللبنانية،
وكان هناك حرص
عربي وعالمي
على ألا
يُمنحوا دوراً
رئيسياً في اي
محطة من محطات
الحرب
اللبنانية،
بينما أُعطي
الموارنة
دوراً او
كانتوناً
وكذلك
الدروز،
وعندما بذلت
محاولات
لإبراز حضور
سني معين تم
ضربها، مرة من
خلال تقويض
تنظيم <<المرابطون>>
في بيروت
وإزالته من
الوجود بشكل
ترك آثارا
سلبية في
الساحة
الاسلامية،
ومرة أخرى من
خلال القضاء
على سعي
<<حركة التوحيد
الاسلامي>>
الى إنشاء
كيان في
طرابلس، ولذلك
كان المسلمون
السّنة
يشعرون بأن
الدور الوحيد
المسموح لهم
به يقتصر على
حماية الدولة
اللبنانية.
وهناك
معلومات شبه
مؤكدة توحي بأن
الدوائر
الغربية كانت
تدعم هذا
الاتجاه ليس
نكاية
بالسنّة فقط
وإنما حرصا
على مصالحها
لا سيما بعد
انتصار
الثورة
الاسلامية في
إيران، لأن
انتعاش
المجموعة
الشيعية او
الدرزية او
المارونية
ينتهي مفعوله
عند حدود
لبنان، أما
انتعاش الامل
السني في
لبنان فيمتد
أثره الى كافة
أنحاء العالم
العربي.
ويضيف: هنا
برزت زعامة
رفيق الحريري
في لبنان، ولا
شك ان الرجل
الذي كان
يتمتع بقدرات
شخصية ومالية
كبرى استطاع
توظيف الفراغ
الذي كان يسود
الساحة
السنية لبناء
مشروعه
السياسي الذي
انطلق مع
بداية
الثمانينات
وانتهى به الى
تسلم السلطة
في بداية
التسعينات،
وقد أدى ذلك
الى ضمور القوى
السنية
الأخرى سواء
منها
اليسارية او الوطنية
او حتى
الاسلامية
الملتزمة،
لأن مشروع
رفيق الحريري
كان يختزن من
القدرات ما لا
تملكه هذه
القوى
مجتمعة، إذ
وبرغم ان
الحريري لم
يكن يحمل فكرا
واضح المعالم
غير انه استطاع
ان يشكل زعامة
أكبر من
لبنان،
مستفيدا من علاقاته
الاوروبية
وخصوصا
الفرنسية من
أجل تأسيس
تيار
المستقبل
الذي تمكن من
ان يصبح الرقم
واحد ليس على
الساحة
السنية فقط
وإنما على
مستوى الساحة
اللبنانية
عموما.
وإذ يوافق
المصري على
الرأي القائل
بأن الحريري
حاول إعطاء
طائفته دورا
رئيسيا في
الساحة
اللبنانية،
يسارع الى
<<الاستدراك>>
ومنح الرئيس
الشهيد
<<اسبابا
تخفيفية>>
عندما يدعو الى
الأخذ بعين
الاعتبار ان
الحريري لم
يكن يحمل مثل
هذا البعد حين
بدأ مشروعه
السياسي في
لبنان، بل معروف
انه كان في
شبابه قوميا
يساريا ثم
تحول بعد عمله
في السعودية
ليبراليا
وكان يرغب في
ان يؤكد هذا
المنحى في
توجهه
السياسي
اللبناني،
ولكن الساحة
الداخلية
المحكومة
بتوجهات الطوائف
ألزمت
الحريري بأن
يعمل مثل باقي
الزعامات،
ضمن إطار
طائفته، برغم
حرصه الدائم على
ان يشكل زعامة
لبنانية
وليست سنية
فقط.
ويتابع:
عندما استشهد
الحريري، شعر
المسلمون
السنّة بفراغ
كبير او
باليتم
السياسي، وهم عبروا
عن ذلك
بالتدفق
الشديد على
المشاركة في
المناسبات
التي أقيمت
بعد استشهاده
وكانت أبرزها
مناسبة 14
آذار، برغم
عدم قناعة
معظم هؤلاء
المشاركين
بالشعارات
التي رفعت
بشكل غير مسؤول،
مما لا تألفه
الساحة
السنية
اللبنانية.
ويرى المصري
ان خيارات
المسلمين
السنّة في لبنان
لم تستقر بعد
على أسس
عقلانية
واعية، مع ان
سنة كاملة قد
مرت على
اغتيال
الشهيد، وذلك
لسببين
اولهما ان
الساحة تعاني
من فراغ كبير
لم يستطع أحد
ان يملأه،
وثانيهما،
وهو الأهم، ان
حادث
الاغتيال جرى
توظيفه من قبل
آل الحريري
وتيار
المستقبل
وقوى لبنانية
أخرى من أجل
خدمة مشروع ما
كان له ان
يتماسك ويقف على
قدميه ويحقق
أغراضه لولا
جريمة
الاغتيال،
ومعروف لدى
الجميع ان
ظلامة أي
انسان يسقط شهيدا
تترك أثرها
البعيد في
حياة من
يشعرون بالارتباط
به، وأبرز
دليل ان دم
الإمام
الحسين رضي
الله عنه لم
يبرد برغم
مرور مئات
السنين، وطبعا
أنا لا اضع دم
الحريري كدم
الإمام الحسين،
لكن لمجرد
تقريب الصورة.
ويعتقد المصري
ان الطابع
العاطفي كان
سمة مرحلة ما
بعد رحيل
الحريري،
متوقفا عند
حالة الفراغ
السياسي
والأمني
السائدة حتى
الآن، في
أعقاب الانسحاب
السوري
بالطريقة
التي تم بها،
ما يؤكد ان
الناس كانوا
يتحركون
بدوافع
عاطفية، بعيدة
الى حد كبير
عن الوعي
السياسي
لخطورة المرحلة
التي يمر بها
لبنان، وعليه
نلاحظ تراجعا
في الساحة
السنية عن
التفاعل مع
الهموم
القومية نتيجة
المصيبة التي
حلت بها وعدم
توافر من يحمل
الراية ويقود
المسيرة. وأنا
لا أريد ان
ألقي التهمة
على الآخرين
وتجريد
الحركة
الاسلامية في
لبنان من
مسؤوليتها،
لكنني أبادر
الى القول بأن
هذه الحركة لم
تستطع حتى
الآن صياغة
مشروع وطني
لبناني يحمل
هموم الساحة
اللبنانية
ويشكل بديلا
عن القيادات
اليسارية التي
سقطت
والقيادات
التقليدية
التي تجاوزها
الزمن، وهذا
الفراغ في
الوسط السني
يستغله البعض
ضد سوريا حينا
وضد
المبادرات
العربية التي
كان يجري
الترحيب بها
تقليدياً في
الساحة السنية
حينا آخر.