المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الإثنين 23 تشرين الأول 2006

«أَحسَنتَ أَيُّها الخادِمُ الصَّالِحُ الأَمين! كُنتَ أَميناً على القَليل، فسأُقيمُكَ على الكَثير: أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ ».(متى)

كاردينال يطالب المسلمين بالإعتذار عن هجمات سبتمبر

طالب زعيم الكنيسة الكاثوليكية في سكوتلندا الكاردينال كيث أوبراين المسلمين بالإعتذار عن هجمات سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة وتفجيرات لندن الصيف الماضي. وشدد على ضرورة أن لا يعيش البريطانيون "تحت هاجس الخوف من المؤمنين بالديانة الإسلامية". وقال الكاردينال أوبراين في تحرك أشارت صحيفة Scotland On Sunday إلى أنه أثار عاصفة من الامتعاض "إن بابا الفاتيكان اعتذر عن الإساءة التي سببتها تصريحاته الشهر الماضي عن الإسلام ويتعين على المسلمين الآن أن يبادروا للاعتذار عن الهجمات التي وقعت باسم دينهم". وأضاف "لم تكن هناك أي اعتذارات عن قتل راهبة في الصومال بعد تصريحات البابا، بصرف النظر عن 11/9 أو تفجيرات لندن، وأنا أًُريد رؤية بعض التحركات التبادلية من الجانب الإسلامي لأنه لا يجب أن نعيش في ظل الخوف من هجوم من المسلمين". ونسبت الصحيفة إلى الكاردينال أوبراين "أن المسلمين الذين يأتون إلى هنا (بريطانيا) يتمتعون بحرية بناء المساجد، غير أن المسيحيين في الدول الإسلامية غالباً ما يتعرضون للقمع". وقالت إن تصريحاته أثارت غضب زعماء الجاليات المسلمة في بريطانيا والتي أكدت أن المسلمين أدانوا الهجمات الإرهابية التي شنها متطرفون وليس لديهم أي شيء يعتذرون عنه.

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد في كنيسة السيدة في بكركي

العائلة اللبنانية تحتاج إلى مساعدة الدولة للقيام بما عليها من مسؤوليات هل أثبت المسؤولون على اختلافمستوياتهم انها موضوع اهتمام جدي لديهم؟

وطنية-22/10/2006 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر اله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطران شكر الله حرب والقيم البطريركي العام الاب جوزف البواري، في حضور مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن جورج خوري، المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي جوزف صفير وحشد من المؤمنين.

العظة/ بعد الانجيل المقدس القى البطريرك صفير عظة بعنوان:"كنت أمينا على القليل فسأقيمك على الكثير"، تحدث فيها عن العائلة ومبدأ الاستطراد وما للعائلة من كرامة وما لها من حقوق. وهذا نص العظة: "مثل الوزنات معبر كل التعبير عن مسؤولية كل منا عما اعطاه الله من مواهب، وأفاض عليه من نعم وبركات. وهو يشبه مثل الرجل الغني الذي سافر، ووكل الى عبيده بعض امواله ليتاجروا بها. فمن تاجر وربح كافأه سيده باعطائه ضعف ما اخذ، ومن لم يتاجر اخذ منه ما كان اعطاه اياه.هذا المثل ينطبق على كل منا. فاذا عرفنا ان نستفيد مما جاد الله به علينا من عطاياه، ونفيد القريب، كانت لنا مكافأة من لدنه تعالى، واذا طمرنا الوزنة، نالنا العقاب.وننتقل الى الحديث عن العائلة، ومبدأ الاستطراد، وما للعائلة من كرامة، وما لها من حقوق، سائلين الله ان يبقي خميرة الايمان في عائلاتنا لتكون حافزا لها على الثبات في مبادئها وايمانها.

1- مبدأ الاستطراد هذا المبدأ هو في صلب تعليم الكنيسة الاجتماعي، وخاصة في قلب التعليم المسيحي عن مكان العائلة في المجتمع المدني والسياسي. والعائلة، بالنسبة الى هذا المجتمع، لها المقام الاول، لانها هي السابقة. وهذا ما نعنيه عندما نؤكد ان العائلة هي الخلية الاساسية للمجتمع المنظم، او هي اصغر ديموقراطية. وللعائلات حق طبيعي في ان تنظم ذاتها في ما بينها، وان تتشارك، ليس فقط من اجل ان تتعاون، وان تحمي نفسها، بل ايضا من اجل ان تحسن القيام بدورها الذي لا بديل عنه في المجتمع السياسي. ونرى اليوم ان السلطات العامة غالبا ما تتدخل في شؤون العائلة، وتؤثر على ما للزوجين فيها من حرية قرار بشأن تربية الاولاد.

وهذا التدخل السلطوي في شؤون العائلة، الذي نلاحظه على الصعيدين المحلي والعالمي، يدفع بعض الاوساط السياسية الى تغيير طبيعة المؤسسة العائلية. يجب اذن تأكيد اعادة استقلالية العائلة. وهذا لا يتحقق الا حيثما يكون الوالدان احرارا في تقرير عدد اولادهم، والتربية التي يريدون ان يؤمنوها لهم. وعلى الدولة، والسلطات العامة، على كل المستويات، ان تساعدها على ممارسة هذه الحرية. والخلية العائلية، الناتجة عن الزواج بين رجل وامرأة واحدة، دون تعدد زوجات، هو مشاركة اشخاص، وبوصفها هذا، هي كيان حر تجب حمايته كما هو.

ان مبدأ الاستطراد يقوم على الا يعمل المسؤول الاعلى ما يمكن المسؤول الادنى القيام به. وهذا المبدأ يجمع مجمل الوظائف التي تعود الى رسالة الحكومة والطبقة الحاكمة على مجمل الصعد الاجتماعية. وقد شرحت رسالة البابا بيوس الحادي عشر المعنونة "السنة الاربعون" ما لهذا المبدأ من معنى صحيح، ومن بعد شامل، وما له من أساس تاريخي، وقوام فلسفي.ان هذا المبدأ، عندما ينطبق على المجموعة السياسية، على جميع الصعد التي تقرر، حاضرا ومستقبلا، على المستويات الوطنية، والاقليمية، والعالمية، يجمع تحديدا جميع وظائف الدولة، يجب ضمه الى مبدأ المشاركة الذي يميز الشركات أو المجموعات المنظمة.ان مبدأ الاستطراد لدى الجماعة السياسية يتضمن واجب العمل بطريقة مستمرة، والخدمة، والمساعدة، والحماية.

وهذه المسؤولية تنطبق، تماما وكمالا، على كل سلطة سياسية. وفي الواقع، على ما يقول القديس أغوسطينوس، أن السبب في وجود السلطة السياسية، لا يقوم فقط على الامر، بل خاصة على ان تكون هذه السلطة مفيدة. ولا تمارس السلطة لفائدة الحكومة، وحزبها، بل لخدمة جميع المواطنين خدمة مجردة.والمجتمع المدني مؤلف من افراد، وعائلات، ومجموعات وسيطة.

وهو له، في وسط المجموعة السياسية، الاولوية الكيانية، والزمنية، والنهائية، التي تتمحور حول سلطة الحكومة السياسية أي الادارة والدولة، بما لها من سلطة مثلثة، يجب أن تكون في خدمة الجميع، لأن نظام تراتبية الغايات يقضي بألا يكون الانسان ولا العائلة موجودين من أجل الدولة. بل خلافا لذلك، على الدولة أن تعين الانسان والدولة وتساعدهما وبالتالي ان من أخص واجبات الدولة مساعدة العائلات وخدمتها. وبقوة هذا المبدأ، على الدولة الا تعفي العائلة من المهمات التي بامكانها أن تقوم بها وحدها، أو بالتعاون الحر مع غيرها من العائلات.

وعلى السلطات العامة، انطلاقا من يقينها أن خير العائلة هو بالنسبة الى المجموعة المدنية قيمة لا بد منها، ولا يمكن الاستغناء عنها، أن تبذل قصارى الجهد، لتوفر للعائلة كل المساعدات الاقتصادية، والاجتماعية، والتربوية، والسياسية، والثقافية التي هي في حاجة اليها، لكي تتمكن بطريقة انسانية، من أن تقوم بما عليها من واجبات. لذلك ان مبدأ الاستطراد بما له من دور مزدوج، وهو العمل، أو ترك العمل للآخر، انما هو تعبير أساسي وجوهري لا يتغير عن وظيفة الخدمة التي يجب على الدولة ان تقوم بها تجاه المجتمع. ولهذا السبب، ان كل ما ينتهك قيم العائلة الاساسية، أو يمس بها، انما هو تجاوز للسلطة، وتجاهل لمبدأ الاستطراد، واهانة لكرامة الشخص البشري.

2- كرامة العائلة العائلة، اي جماعة الأهل والأبناء، القائمة على الزواج، هي الخلية الاولى، وأساس المجتمع المدني، والجماعة السياسية، وهي الينبوع المؤسساتي لكل الاشكال الاجتماعية. العائلة هي البنية الاساسية للمجتمع البشري، والجذر الطبيعي، وأول مدرسة للانسان، وهي خير عام يستحيل استبداله ولا بد منه لكل مجتمع وللبشرية جمعاء. والعلاقات الاجتماعية تستند الى العائلة التي هي ينبوعها. والعائلة تقوم بدور أولي في اقامة العدالة الاجتماعية، وهي تسهم في اعلاء الشأن الثقافي، وتطوير ثقافة انسانية صحيحة، وتساعد على تثبيتها. والتقدم الكبير في مجال الابداع الاجتماعي يتغذى مما تأتي به العائلات، وهو يفسح في المجال لكل جيل ليسهم بالعمل على التطوير والتقدم على طريق الكمال.

العائلة، وهي أول واقع اجتماعي، سيد، تبقى في حاجة الى مساعدة المجتمع، وبخاصة مساعدة الدولة. ومن هذه السيادة المتعلقة بسواها تولد القاعدة الذهبية، قاعدة الاستطراد. العائلة هي واقع اجتماعي لا تجد في متناولها كل الوسائل التي لا بد منها لتحقيق غاياتها الخاصة، بما فيها مجال التعليم والتربية. ولذلك تدعى الدولة، بقوة مبدأ الاستطراد، الى التدخل: وحيثما تكتفي العائلة بذاتها، يجب ان تترك لها استقلاليتها. وتدخل الدولة المبالغ فيه يضر بالعائلة وهو، عدا أنه لا يحترم العائلة، يفضي الى انتهاك فاضح لحقوق العائلة. وفقط حيثما العائلة لا يمكنها ان تكتفي بذاتها، اذ ذاك بامكان الدولة، ومن واجبها ان تتدخل. وان ما قلناه سابقا يستند الى الشريعة الطبيعية، وهذا هو تراث البشرية الحقيقي الصحيح. وخبرة آلاف السنين التاريخية تظهر ان اولوية وظيفة العائلة الاجتماعية، تقابل المبادىء الواقعية المقدمة تحت صورة رمزية، على طريقة الكتاب المقدس الشرقية.

3- حقوق العائلة ان شرعة حقوق العائلة تندرج في المخطط الطبيعي، الموافق للمخطط الفائق الطبيعة، وقد نشر الكرسي الرسولي هذه الشرعة في شهر تشرين الاول سنة 1983، وهو يتوجه الى كل المسؤولين عن السياسة العائلية الدولية. ويرسم، في مختصر رائع قامت به أعلى المقامات الكنسية، حدود حقوق المؤسسة العائلية الشاملة، كما طبعها الله في ضمائر الناس.ويجب ان نحسب حتما حساب هذا الواقع، وهو ان حقوق العائلة مرتبطة كل الارتباط بحقوق الانسان. وفي الواقع، ان العائلة، وهي جماعة مؤلفة من عدة أشخاص، نشأت عن الزواج، الذي هو اتحاد شخصين مختلفي الجنس، هي بحد ذاتها شخص جديد قانوني متمايز.

والعائلة، بوصفها عائلة، تقدم نفسها وتعمل كشخص جماعي، يتسم بقدرته على الخلق.

والعائلة، بوصفها كائنا اجتماعيا، تمتلك ميزات طبيعية تميزها عن سائر الجمعيات أو المنظمات الوسيطة. وهذا التمايز يضفي عليها طابع التسامي على الأمة، والدولة، والمنظمات الدولية. وهذه هي كرامة العائلة الطبيعية المستمرة. وإن طبيعة الإنسان الاجتماعية هي التي تفرض هذا السمو. لهذا السبب، إن مستقبل البشرية يمر بالعائلة. وفي حضن العائلات المؤلفة وفق هذه المبادىء الأخلاقية الموضوعية، الثابتة، الشاملة، التي تنظم السلوك البشري في الحقول الشخصية والاجتماعية، بني الماضي، ويبنى الحاضر، وسيبنى المستقبل. والمجتمعات كانت، وهي الآن، وستكون مستقبلا، على صورة العائلات التي تتألف منها. العائلة هي أساس المجتمع، وهي قبل الدولة لأنها أولى خلايا المجتمع، لكنها تحتاج إلى الدولة لتساعدها على تلبية حاجاتها، والقيام بمسؤولياتها، وليس للتدخل في شؤونها الخاصة، إلا لدى الحاجة القصوى. والعائلة اللبنانية تحتاج، خصوصا في هذه الأيام الضيقة، إلى مساعدة الدولة للقيام بما عليها من مسؤوليات إقتصادية، وتربوية، وثقافية، واجتماعية ولا سيما أن عددا كبيرا من بينها قد فجع بأحد أفرادها، إن لم يكن بأكثر من فرد، وأصابها تهجير، وتشريد، وتدمير منازل، وانقطاع سبيل الارتزاق. ولكن المسؤولين، على اختلاف مستوياتهم ونزعاتهم، هل أثبتوا أن العائلة التي يتوقف عليها مصير الوطن، هي موضوع اهتمام جدي لديهم؟".

استقبالات بعد القداس، استقبل البطريرك صفير المشاركين في الذبيحة الالهية، والتقى على التوالي: الوزير السابق نقولا خوري يرافقه السيدان انطوان وجوزف خوري، النائب السابق لرئيس مجلس الانماء والاعمار كارين يزبك ثم رئيس جمعية مار يوحنا مارون جورج لبكي يرافقه مرشد الجمعية ميشال روحانا. كما التقى وفودا شعبية.

اتهمت الحكومة اللبنانية بعدم تطبيق القرار 1701 كاملاً

إسرائيل ستواصل طلعاتها فوق لبنان

المستقبل - الثلاثاء 24 تشرين الأول 2006 - رفضت اسرائيل امس الرضوخ للضغوط الدولية بإعلان مواصلة طلعاتها الجوية فوق لبنان بسبب استمرار "تمرير الاسلحة" إليه، متهمة الحكومة اللبنانية بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب القرار 1701. وكشفت مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي ان الجيش الإسرائيلي سيقصف مواقع للقوات الدولية في لبنان في حال تعرّضت طائراته الحربية لنيران مضادة للطيران. الموقف الاسرائيلي جاء رداً على النداء الذي وجهته وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري لوقف انتهاك المجال الجوي اللبناني، وعلى تحذير القائد الفرنسي لقوة الامم المتحدة الموسعة في جنوب لبنان "اليونيفيل" الجنرال الان بيليغريني من ان "اليونيفيل" قد تلجأ لاستخدام القوة لمنع انتهاك الطائرات الاسرائيلية المجال الجوي اللبناني.

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس خلال الاجتماع الاسبوعي للحكومة امس، ان "الحكومة اللبنانية لا تفي بتعهّداتها بموجب قرار مجلس الامن 1701"، وأكد ان "تراكم المعلومات الاستخبارية بين ايدينا يشير الى جهود متصاعدة لتمرير اسلحة" الى لبنان. وأوضح ان "تزايد هذه المحاولات يزيد شرعية طلعاتنا في لبنان، وما لم يطبق القرار 1701 فإننا لن نوقف طلعاتنا". لكن مصدراً حكومياً لبنانياً قال لوكالة "اسوشييتد برس"، ان لبنان سيواصل الضغط من اجل انهاء الطلعات الاسرائيلية.

وكانت فرنسا التي تتولى قيادة القوة الدولية المعززة في جنوب لبنان، دعت الجمعة الماضي اسرائيل بإلحاح، الى وقف التحليق في اجواء لبنان. ووصفت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري هذه الانتهاكات الاسرائيلية للمجال الجوي اللبناني بأنها "بالغة الخطورة" لأنها "يمكن ان تعتبر معادية من جانب قوات التحالف التي قد تضطر الى الرد في اطار الدفاع المشروع عن النفس، وسيكون هذا بالتأكيد حادثا شديد الخطورة".وقال بيريتس ردا على تصريحات اليو ماري، ان القوة الدولية في لبنان "مهمتها التحرك ضد حزب الله وليس ضد اسرائيل"، مشددا على ان "الهدف الاهم هو امن اسرائيل". وفي هذا الوقت، نقلت صحيفة "معاريف" عن مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي قولها إن الجيش الإسرائيلي سيقصف مواقع للقوات الدولية في لبنان في حال تعرّضت طائراته الحربية في أجواء لبنان لنيران مضادة للطيران. وأفادت "معاريف" امس أن تصريحات المسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي جاءت عقب ضغوط تمارسها دول أوروبية على إسرائيل لوقف تحليق طيرانها الحربي في الأجواء اللبنانية. كذلك نقلت "معاريف" عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها ان "تحليق الطائرات الإسرائيلية كان يهدف الى جمع معلومات استخباراتية والتقاط صور. وما لم يتم تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 بشكل كامل، وفي وقت تواصل سوريا وايران تسليح حزب الله مثلما حدث في الأيام الأخيرة، فإنه واضح أنه لا يوجد أيّ نية لدينا لوقف الطيران". أضافت المصادر الأمنية ذاتها أنه "يصعب رؤية وضع تطلق فيه قوة فرنسية النار علينا. لكن على كل حال، فإن وقف تحليق الطيران ليس واردا على الإطلاق".(رويترز، ا ف ب، ا ب، ي ب ا)

لبنان هاتفياً بين شيراك ومبارك

المستقبل - الثلاثاء 24 تشرين الأول 2006 - بحث الرئيس الفرنسي جاك شيراك، امس، مع الرئيس المصري حسني مبارك الوضع على الساحة اللبنانية في اتصال هاتفي.وذكرت وكالة "انباء الشرق الاوسط" ان مبارك تلقى الاتصال من شيراك "للتهنئة بعيد الفطر وللتشاور بين الجانبين حول الموقف على الساحتين اللبنانية والفلسطينية، والوضع فى دارفور".

اعتبرت أن سقف الميليشيا الشيعية أعلى بكثير من حجمها وتهديداتها فارغة

قوى "14 آذار" فقدت الثقة بنبيه بري "الناطق بلسان حزب الله"

لندن- كتب حميد غريافي:السياسة

أكدت اوساط سياسية لبنانية داخل قوى »الرابع عشر من آذار« الحاكمة في بيروت الآن ان »حزب الله« استنفذ حليفه رئيس مجلس النواب و»حركة أمل« نبيه بري منذ امتناع حسن نصر الله عن المساهمة في تنفيذ ما اتفق عليه داخل جلسات مؤتمر الحوار الوطني السبع »ما جعل نقاط التوافق مثل التمثيل الديبلوماسي بين لبنان وسورية ونزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات والحصول من نظام بشار الاسد على وثيقة خطية تؤكد لبنانية مزارع شبعا, حبراً على ورق سقطت معها صدقية بري وحياديته بعد تحوله خلال حرب الثلاثين يوما الاسرائيلية على لبنان الى ناطق باسم حزب الله وتابع له وليس شريكاً حقيقياً يمكنه اتخاذ مواقف مستقلة يتقيد بها حسن نصر الله وجماعته, تماماً كما تحول التيار العوني الى تابع وملحق للحزب دون ان يكون له اي مشاركة فعلية في القرار.

وقالت الاوساط في اتصال بها من لندن امس الاحد »ان الذين راهنوا على نبيه بري كمنقذ للوضع الداخلي اللبناني, اصيبوا باحباط شديد وفقدوا ثقتهم به لأنه اضطر تحت هيمنة حزب الله على كامل القرار الشيعي واستئثاره ب¯ »الصداقة« السورية دون غيره من حلفاء دمشق وعلى رأسهم رئيسي حركة امل الى الانكفاء النهائي الى تحت عباءة حسن نصر الله وجماعته وبالتالي باتت ضماناته وكفالاته لتطبيق هؤلاء أي اتفاقات يمكن ان تعقد معهم كضمانات وكفالات كشاش الحمام لا قيمة لها, ومقررات مؤتمر الحوار خير دليل على ذلك.

وذكرت الاوساط السياسية اللبنانية الحاكمة ان القرار النهائي المتخذ داخل قوى الرابع عشر من اذار, مجتمعة ومتفرقة, هو انه طالما بقي حزب الله حليفاً لسورية بشكل خاص يسبح قادته علناً بحمد بشار الاسد ليل نهار ويتلقون منه السلاح والاوامر فانه لا يمكن الحوار حول حكومة الوحدة الوطنية المطلوبة ولا على السلاح غير الشرعي الذي يتمنطق به ولا على اي نقطة خلاف يدعي بري وغير بري انه قادر على حلها خصوصاً وان هذا الاخير لم يستطع تحقيق اي تقدم منذ ضلوعه في خطة اختراع مؤتمر الحوار الموصوف من الاساس ب¯ »طبخة بحص سورية- ايرانية لكسب الوقت«.

ونقلت الاوساط عن قادة »الطبقة العليا« في تيار المستقبل خصوصاً, قولهم انهم لم يعد لديهم اي ثقة يمنحونها للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعد عملية الغش غير المسبوقة التي قام بها في اخر جلسة من جلسات الحوار »الوطن« عندما اعلن الجميع انه لن يحرك اصبعاً عسكرياً واحداً لتخريب موسم الاصطياف وزج البلاد في أتون الحرب المدمرة التي اتت فيه على الاخضر واليابس, في الوقت الذي كانت عناصر من ميليشياته خلف الخط الازرق الدولي مع اسرائيل تستعد لاختطاف الجنديين العبريين.

وقالت الاوساط ان الاسلوب الذي يتبعه حزب الله في التعامل مع اللبنانيين يعود الى اسلوب الفلسطينيين في مطلع السبعينات عشية اندلاع الحرب الاهلية في لبنان اذ يسير على نفس آثار اقدام ياسر عرفات وابو اياد وابو اللطف وسواهم التي رسمتها لهم سورية من اجل الوصول لتخريب لبنان, الا ان ما كان يصح قبل 30 عاماً, لم يعد يصح الان فكل الظروف تغيرت وتطورت فيما منهجية الحزب الايراني هذا ما زالت تعيش في ذلك الزمن تماماً كما تعيش قيادته الاساسية في طهران على هامش المجتمع الدولي وخارج ما تحقق في العالم من تقدم خلال نيف وربع قرن من الزمن.

ورأت اوساط الرابع عشر من آذار في التصعيد العمودي لمواقف قادة حزب الله السياسية باتجاه بدء التهديدات بالقوة والشارع والصواريخ, امراً طبيعياً للميليشيات المسلحة في كل مكان وزمان لانها اللغة الوحيدة التي تتقنها والمنطق الوحيد الذي تفهمه الا ان هذا الاسلوب الخطير ذو حدين ولم يعد ينفع مع مجتمع »لبناني« متعسكر منذ ثلاثين عاماً, خاض حروباً داخلية كانت الاعنف في تاريخ المنطقة, وقد دلت مسارات وتطورات الحرب الاهلية عام 1975 على ان تخمة السلاح والصواريخ والدعم الخارجي بالجيوش والاستخبارات والمساندة اللوجستية الحقيقية, لم تنصر اصحابها على اللبنانيين والدليل على ذلك اين اصبحت منظمة التحرير الان? واين اصبح الجيش السوري الذي احتل لبنان?

واعتبرت الاوساط »حزب الله« بمثابة قوة خارجية مثل عشرات القوى التي زجها السوري في لبنان خلال احتلاله الطويل له وان ترسانة اسلحته التي يعتد بها ويلوح باستخدامها داخلياً ليست أقوى من ترسانة الفلسطينيين في السبعينات ومطلع الثمانينات اذا ما قيست الامور بظروفها لذلك عجز النظام السوري ومن ورائه نظام الملالي في طهران خلال الاشهر الثمانية عشر الماضية منذ الانسحاب الاسرائيلي من لبنان, عن تحقيق أي مكسب جوهري جديد له لا بسلاح حزب الله ولا بالاغتيالات ومحاولات الاغتيال والتفجيرات ومحاولات نشر الفوضى في البلاد ما يعني ان ذلك النظام اصيب بالهزيمة التامة فكيف بعملائه الداخليين الذين لا يمتلكون عشرة بالمئة من آليتيه العسكرية والاستخبارية الاكثر »عراقة ودموية« في تاريخ الشرق الاوسط.

وقالت اوساط الرابع عشر من آذار ل¯ »السياسة« ان حزب الله وسورية وايران تدرك انها تسير بعكس الزمن والتطورات الدولية والاقليمية كما تدرك ان كل ما تفعله سواء في لبنان او العراق او فلسطين لا يعدو كونه محاولات يائسة لوقف عقارب الساعة عن الاستمرار في دورانها, لذلك تبدو مستميتة في غلوائها وتصعيدها ومؤامراتها الخارجة على كل منطق وقانون انساني اذ انها ترى مستقبلها كالح السواد بام اعينها لكنها مستمرة لان لا خيار اخر امامها.

اعترفت للمرة الأولى باستخدام أسلحة محرمة دولياً في الحرب الأخيرة

إسرائيل تهدد بقصف "يونيفيل" إذا تعرضت لمقاتلاتها في أجواء لبنان

القدس المحتلة - الوكالات: قالت مصادر في جهاز الامن الاسرائيلي ان الجيش الاسرائيلي سيقصف مواقعا للقوات الدولية في لبنان في حال تعرضت طائراته الحربية في اجواء لبنان لنيران مضادة للطيران.

وافادت صحيفة »معاريف« امس ان اقوال المسؤولين في جهاز الامن الاسرائيلي جاءت على اثر ضغوط تمارسها دول اوروبية على اسرائيل لوقف تحليق طيرانها الحربي في الاجواء اللبنانية. وافادت صحيفة »معاريف« امس ان اقوال المسؤولين في جهاز الامن الاسرائيلي جاءت على اثر ضغوطات تمارسها دول اوروبية على اسرائيل لوقف تحليق طيرانها الحربي في الاجواء اللبنانية. ووصلت الضغوط على اسرائيل اوجها بتهديد وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري في الهيئة العامة للامم المتحدة الجمعة بان »خروقات وقف اطلاق النار من جانب اسرائيل خطيرة جدا ويجب ان تتوقف لصالح جميع الاطراف« في اشارة الى تحليق الطيران الحربي الاسرائيلي وطائرات الاستطلاع الصغيرة من دون طيار في الاجواء اللبنانية. واضافت الوزيرة الفرنسية ان »قوات التحالف في لبنان يمكنها ان تطلق النيران ضمن حقها في الدفاع عن نفسها«. ويذكر ان اقوال الوزير الفرنسية تأتي بعد يوم واحد من تهديد مماثل اطلقه قائد قوات يونيفيل في لبنان الان بللغريني الذي شدد على انه وفقا لتعليمات اطلاق النار الممنوحة لجنوده في لبنان فان في امكانهم الرد على الخروقات الاسرائيلية باطلاق النار باتجاه طائرات سلاح الجو الاسرائيلي التي تخرق سيادة الاجواء اللبنانية.

من جانبها ادعت مصادر امنية اسرائيلية بان تحليق الطائرات الاسرائيلة كان بهدف جمع معلومات استخباراتية والتقاط صور »وطالما لا يتم تطبيق قرار مجلس الامن الدولي 1701 بشكل كامل وعندما سورية وايران تواصلان تسليح حزب الله مثلما حدث في الايام الاخيرة, فإنه واضح انه لاتوجد اية نية لدينا بوقف الطيران«.

واضافت المصادر الامنية ذاتها انه »يصعب رؤية وضع تطلق فيه قوة فرنسية النار علينا لكن على كل حال فإن وقف تحليق الطيران ليس واردا على الاطلاق«.من جهة اخرى قالت صحيفة »يديعوت احرونوت« امس ان اسرائيل ليست بصدد وقف خرق الاجواء اللبنانية وان تحليق طائرات الاستطلاع الاسرائيلية لم يتوقف بتاتا لكن جهاز الامن الاسرائيلي سيبحث في خفض حجم تحليق طيرانه في الاجواء اللبنانية. وفي السياق ذاته نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن عمير بيريتس وزير الدفاع الاسرائيلي قوله امس إن الطائرات الاسرائيلية لن توقف طلعاتها في الاجواء اللبنانية ما لم يطبق قرار مجلس الامن الدولي رقم 1701 بشكل تام. وأشار بيريتس خلال جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية إلى أن تل أبيب لديها معلومات حول جهود مكثفة لنقل وسائل قتالية من سورية إلى لبنان مضيفا أن هذه المعلومات تم نقلها إلى الولايات المتحدة.

ومن ناحية أخرى أكد وزير الدفاع الاسرائيلي أن تل أبيب لن تسمح بتكرار النموذج اللبناني في قطاع غزة وأن إسرائيل ستواصل نشاطها. الى ذلك اعترفت إسرائيل للمرة الاولى بأنها استخدمت قنابل فوسفورية في حرب لبنان الاخيرة ونقلت صحيفة »هاآرتس« الاسرائيلية في موقعها على شبكة الانترنت عن الوزير يعقوب إدري المسؤول عن العلاقات بين الحكومة والبرلمان الاسرائيلي (الكنيست)امس قوله إن قوات الجيش الاسرائيلي استخدمت قنابل فوسفورية في حربها ضد لبنان. وجاءت تصريحات إدري ردا على سؤال في هذا الصدد وجهه له عضو في الكنيست.وقال إدري »يحتفظ الجيش الاسرائيلي بذخائر فوسفورية في أشكال مختلفة. لقد استخدم الجيش القنابل الفوسفورية خلال الحرب على حزب الله وفي الهجمات على أهداف عسكرية وفي أماكن مفتوحة«.

وأشار إدري إلى أن القانون الدولي لا يحظر استخدام الفوسفور وأن »الجيش الاسرائيلي استخدم هذا النوع من الذخيرة استنادا إلى القانون الدولي«. ولم يحدد إدري الاماكن التي استخدمت فيها إسرائيل الفوسفور أو نوع الاهداف التي استخدمتها ضدها. يذكر أن الفوسفور الابيض يسبب حروقا كيمياوية قاتلة وأن إسرائيل نفت منذ اندلاع الحرب بأنها استخدمت القنابل الفوسفورية في الحرب الاخيرة التي اندلعت في يوليو الماضي في أعقاب قيام حركة حزب الله الشيعية اللبنانية بخطف جنديين إسرائيليين على الحدود اللبنانية الاسرائيلية وكانت جهات إعلامية لبنانية وأجنبية ذكرت أثناء الحرب إصابة مدنيين لبنانيين بحروق ناتجة عن هجمات بالقنابل الفوسفورية كما أشار الرئيس اللبناني إميل لحود إلى هذا الامر أيضا.

بري يكشف عن "عيديته" الأربعاء سعد الحريري يؤكد استعداده للحوار و"حزب الله"يصعد ويرفض أي تسوية على حسابه

بيروت- من عمر البردان:السياسة

ينتظر ان يكشف رئيس مجلس النواب نبيه بري عن شكل »العيدية« التي وعد بها الاربعاء المقبل حيث سيعقد مؤتمراً صحافياً كما قال مكتبه الاعلامي امس, في وقت تباينت فيه المواقف حول مضمون هذه »العيدية« وان كان هناك شبه اجماع لدى المراقبين اللبنانيين على انها ستكون اعلانا لاستئناف الحوار بين الاقطاب السياسيين من اجل التخفيف قدر المستطاع من التشنج القائم.وقد عاد واكد بري عبر أوساط مقربة منه انه لن يتراجع عن مسعاه لاعادة الاعتبار الى الحوار, وانه ليس في وارد الاحباط ازاء اجواء التشنج والاثارة.

وهذا الموقف للرئيس بري لاقاه موقف مماثل لرئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري شدد خلاله على انه لا بديل من الحوار وان القطيعة ليست لمصلحة البلد, في وقت يستمر فيه حزب الله وحلفاؤه بمهاجمة الحكومة ورئيسها وقوى 14 آذار, ما يعكس بوضوح ان هناك متضررين من نجاح مبادرة بري الحوارية, واصرار »في المقابل على ابقاء الوضع متأزماً في اطار الحرب المفتوحة سياسياً واعلامياً التي تشنها الاقلية بهدف اسقاط الحكومة وقيام ما تسميه بحكومة وحدة وطنية. وفي هذا السياق رأى وزير العمل طراد حمادة ان التعقيد في المواقف السياسية تعبير عن عدم تجاوب الاطراف المعنيين بعد اعلان حزب الله والمعارضة الحليفة عن خطة لحوار وطني شامل يقوم على بناء دولة عادلة وحكومة وحدة وطنية تحافظ على نتائج الانتصار وتعيد اعمار البلاد وتواجه الاستحقاقات الكبرى واقرار قانون انتخابي عادل تمهيداً لاجراء انتخابات مبكرة على اساس هذا القانون اذا امكن. وقال حمادة انه يشارك الرئيس بري امله بشأن الحوار, متمنياً له النجاح ودعاه الى محاولة اقناع طرف الاكثرية. وعن تأخر اللقاء الموعود بين النائب سعد الحريري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ذكر حمادة بأن لقاءات عدة عقدت سابقاً, واشار الى انه اذا كانوا يريدون الوصول الى نتائج جيدة لمصلحة لبنان فليتكلوا على الله وعندها يرون جميع الابواب مفتوحة بما فيها باب السيد نصر الله. ولفت الى انه عندما يطالب فريق كبير بحكومة وحدة وطنية لا يكون هو الذي يصعد, بل الفريق الاخر الذي لا يريد ان يشاركه أحد في السلطة.

وفي السياق نفسه قال عضو كتلة حزب الله النيابية النائب حسين الحاج حسن ان حكومة الوحدة الوطنية هي لأجل اخراج لبنان من الازمة السياسية التي يمر بها حليا, وخصوصا بعد الحرب الاسرائيلية الاخيرة.

ولفت الى انه اذا كانت قوى الاكثرية الحاكمة والقابضة على السلطة التي تحاول الاستئثار والهيمنة لا تريد ان تصل الى حكومة وحدة وطنية او ان تكسب الوقت او ان تناور لدفع الامور الى الأمام فاننا سوف ننتقل الى لحظة معينة في مرحلة المطالبة السياسية بالتصريح الى مرحلة المطالبة ببرنامج متكامل من اجل الوصول الى حكومة وحدة وطنية, رافضا الكشف عن هذا البرنامج حالياً.

من جهته شدد النائب انطوان غانم على انه لابديل من الحوار للوصول الى استقرار سياسي, معتبراً ان التلويح بالشارع ليس لمصلحة احد, مشيرا الى ان الاداء الحكومي ممتاز, وان كل محاولات العرقلة والارباك هي بهدف تعطيل المحكمة الدولية, واشار الى انه اذا اقرت المحكمة الدولية قد يصبح الحديث شيئا اخر. واعتبر النائب علي حسن خليل ان العيدية المرتقبة التي اعلنها الرئيس بري هي عيدية من يؤمن بأن ارادة الحياة والصمود لدى اللبناني يجب الا تكون موضع نقاش في البلد. وقال من غير الجائز ان نناقش حول ثوابتنا الكبرى وحول مشروعية المقاومة ما دامت هناك ارض محتلة, او ان تكون وحدتنا الوطنية الداخلية موضع خلاف.

اما النائب محمد رعد فأمل »ان نخطو بالسجال الدائر الى حلول حقيقية للوضع المأزوم في لبنان, خصوصا وان سبب الازمة انقسام وطني وليس فقط انقساماً سياسياً, مشددا على ان »اي تسوية لن تكون على حساب خيار المقاومة ولا على حساب حلفائها لان البلد لا يمكن ان يبنى على انصاف اوهام ولا على انصاف خيارات ولا ايضا على سلطة تمشي وتضع رجلاً في »البور« واخرى في »الفلاحة«.

أبو الغيط: "حزب الله" تعمد الحرب لإفشال خطط الحكومة نزع سلاحه

واشنطن- الوكالات: اتهمت مصر »حزب الله« الشيعي اللبناني بالتعمد في إثارة الحرب مع إسرائيل في مسعى منه لإفشال خطط الحكومة اللبنانية تطبيق الاتفاق الذي ينص على نزع سلاح الحزب .

فقد نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط قوله خلال مقابلة أجراها معه التلفزيون الحكومي بأن أمين عام حزب الله حسن نصر الله ربما سعى لنشوب هذا النزاع لتبرير استمرار بقاء المقاومة اللبنانية. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن أبو الغيط قوله إنه تم التوصل من خلال المشاركين في طاولة المباحثات التي أطلق عليها اسم »مؤتمر الحوار الوطني« في لبنان على تطبيق اتفاق الطائف الذي تم التوصل اليه عام 1989 الذي يدعو إلى نزع سلاح الميليشيات في لبنان . وقال إن نصر الله ربما رغب من خلال تلك الحرب التي شهدها لبنان في الآونة الأخيرة العثور على وسيلة للخروج من ذلك الوضع. ومضى إلى القول إن ما قام به نصر الله كان خطوة غير محسوبة عرض من خلالها لبنان وشعبه والمجتمع اللبناني لخسائر كبيرة على الرغم من أن البعض يشعر بالفخر للنصر الذي حققه حزب الله. وقال إنه يتعين أن يكون لكل عملية عسكرية هدف سياسي, وإن تلك الحرب لم تحقق شيئا. وأضاف إن مزارع شبعا لا تزال محتلة من قبل إسرائيل, فهل هذا هو الهدف الذي سعى حزب الله لتحقيقه من وراء تلك الحرب? تجدر الاشارة إلى أن إسرائيل شنت في ال¯ 12 يوليو الماضي هجوما واسع النطاق على لبنان بعد أن أسر حزب الله جنديين إسرائيليين خلال هجوم شنه عناصر من الحزب عبر الحدود اللبنانية مع إسرائيل أسفرت أيضا عن مقتل ثمانية جنود إسرائيليين آخرين.

وأسفرت تلك الحرب التي استمرت أكثر من شهر عن مقتل أكثر من 1200 شخص معظمهم من المدنيين اللبنانيين و 160 إسرائيليا معظمهم من الجنود.

القاضي يوجه تهماً إضافية للناشط المعتقل مقرب من الأسد يمنع إطلاق سراح ميشيل كيلو

لندن-دمشق-الوكالات: اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان شخصية وصفها بالبارزة من رجال الصف الأول في النظام السوري بتحدي القضاء و»التدخل بشكل سافر« لمنع اخلاء سبيل الكاتب والمعارض ميشيل كيلو بالرغم من صدور قرار قضائي الخميس الماضي يقضي بإخلاء سبيله ومحاكمته وهو طليق. وقال المرصد ومقره بريطانيا في بيان امس »ان المحامي حسن عبدالعظيم دفع الكفالة (1000 ليرة سورية) بالنيابة عن كيلو رئيس مركز (حريات) في الساعة الواحدة من ظهر اليوم نفسه, إلا ان مكتب المحامي العام لم يرسل قرار اخلاء السبيل إلى سجن عدرا بذريعة وجود اخطاء في الكتاب ليؤجل قرار اخلاء سبيل كيلو المعتقل منذ مايو الماضي بسبب توقيعه على إعلان بيروت -دمشق«.

واضاف المرصد ان الشخصية البارزة التي لم يسمها »أوعزت إلى مكتب المحامي العام بواسطة ضابط أمن من رتبة عالية لصرف النظر عن قرار اخلاء سبيل كيلو وتجميده حتى وصول تعليمات جديدة من مكتب الشخصية البارزة المقربة من الرئيس بشار الاسد«.

وناشد المرصد السوري لحقوق الانسان رئيس الجمهورية »التدخل لنصرة القضاء السوري وحفظ هيبة قراراته والتحقيق في هذه الانتهاكات الفاضحة لعمل القضاة والمحامين والعمل على الافراج الفوري عن كيلو وجميع سجناء الرأي والضمير في سورية التي تتعرض العدالة فيها إلى ما لا يمكن قبوله من انتهاكات سافرة ومباشرة تزرع الخوف في قلوب وعقول جميع السوريين«, على حد تعبيره. من جهتها أعلنت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سورية أن قاضي التحقيق في القصر العدلي في دمشق قرر امس إيداع كيلو في سجن عدرا جنبا إلى جنب مع النشطاء محمود عيسى وخليل حسين وسليمان الشمر.

وأشار عمار قربي رئيس المنظمة إلى أن القاضي قرر توجيه تهم "تعريض سورية لخطر أعمال عدائية وإضعاف الشعور القومي والنيل من هيبة الدولة وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والقدح والذم للكاتب ميشيل كيلو علما أن قاضي الاحالة كان قرر إخلاء سبيله بكفالة ألف ليرة سورية" لما يوازي 20 دولارا. وأضاف قربي أن قاضي التحقيق قرر توجيه نفس التهم ما عدا تهمة النيل من هيبة الدولة إلى الناشطين محمود عيسى وخليل حسين وسليمان الشمر الذين أفرج عنهم في 25 سبتمبر الماضي.

كما أصدر القاضي قراراً بمنع محاكمة كل من محمود مرعي وغالب عامر القياديين في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي والناشطين نضال درويش وصفوان طيفور الذين كان أطلق سراحهم في 16 يوليو .2006 وأشار القربي إلى أن القضية الآن أصبحت بيد قاضي الاحالة. وكان هؤلاء الناشطون اعتقلوا في مايو الماضي على خلفية توقيعهم على إعلان بيروت-دمشق الذي دعا فيه 274 مثقفا سوريا ولبنانيا إلى "تصحيح جذري للعلاقات السورية - اللبنانية بدءا بالاعتراف السوري النهائي باستقلال لبنان ومرورا بترسيم الحدود والتبادل الديبلوماسي بين البلدين".

برّي يعلن "العيديّة" الأربعاء ويتفق مع السنيورة على "سبل التطلع إلى الأمام" والحريري يرفض الانسياق إلى أي خطاب سياسي محموم

"الفريق السوري": لإسقاط الحكومة في "ثورة شعبيّة"

المستقبل - الثلاثاء 24 تشرين الأول 2006 -

ارتفعت حدة الخطاب السياسي الهادف إلى إسقاط الحكومة الحالية وسط عودة "الفريق السوري" إلى الواجهة بكل أدواته، ليهدّد بأن "ثورة شعبية قد لا تبقي ولا تذر" هي ما ينتظر اللبنانيين "إذا ضاع خيار حكومة الوحدة الوطنية".

ويأتي أمر العمليات السوري هذا، بالتزامن مع وصول المسودة النهائية للمحكمة ذات الطابع الدولي من الأمانة العامة للأمم المتحدة إلى وزارة العدل وبدء العدّ العكسي لطرحها على مجلس الوزراء، محاولاً تطويق الإيجابيات التي يعمّمها رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي يتوقع أن يعلن عن "العيديّة" الموعودة في مؤتمر صحافي يعقده الأربعاء المقبل أي مع انتهاء عطلة عيد الفطر السعيد.

وفيما توقفت أوساط سياسية عند تأكيد النائب علي حسن خليل انّ "من حق اللبناني أن يأمل بتغيير إيجابي يعزّز وحدة لبنان وليس بتغيير سلبي يهزّ الاستقرار"، شهد أمس مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة اجتماعاً مطوّلاً بين برّي ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة حيث جرى عرض للأوضاع من مختلف جوانبها. وقالت أوساط السنيورة إن أجواء الاجتماع كانت إيجابية وركّزت على سبل تدعيم وحدة صف اللبنانيين في هذه المرحلة وسبل التطلع إلى الأمام لتدعيم الموقف الداخلي في مواجهة الاستحقاقات المقبلة.

وفيما نصح العلامة السيد محمد حسين فضل الله، وكما علمت "المستقبل"، قيادة "حزب الله" بضرورة الانتباه والحذر من التعاطي في الأوضاع الداخلية وعدم الوقوع في خطر الفتنة الداخلية، تساءل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في عظة العيد "هل سنحقق للعدو في سياستنا بعد الحرب ما عجز عن تحقيقه في الحرب(..) حتى أصبحنا ننتظر إسقاط حكومة وطننا التي أوقفت العدوان الإسرائيلي على بلادنا، بعد أن كنا ننتظر إسقاط حكومة العدو الإسرائيلي الذي دمّر بلادنا؟".

الحريري

وسط هذه الصورة، قال رئيس "تيّار المستقبل" النائب سعد الحريري لـ"المستقبل": "اننا سنبقى على التزاماتنا تجاه الشعب اللبناني بالدعوة إلى الحوار وتجنيب لبنان الانسياق إلى أي خطاب سياسي محموم، لأن كل ذلك لن يؤدي إلى النتائج التي يترقبها اللبنانيون، فالشعب اللبناني ينتظر من قيادته وقفة مسؤولة وحكيمة وأنا على ثقة بأن القيادات لن تخذل شعبها".

وتوجّه الحريري إلى اللبنانيين بمناسبة عيد الفطر السعيد بالاعراب عن الأمل بأن تتخذ كل الأطراف السياسية في لبنان من هذا العيد مناسبة لتأكيد الوفاق بين اللبنانيين ولتشجيع كل المبادرات الحوارية التي من شأنها وحدها أن تعيد الاعتبار للحياة السياسية السليمة وتؤسس لمرحلة جديدة من التقارب بعيداً عن أجواء التصعيد ودائماً بما يساعد الدولة على أداء دورها في مواجهة آثار العدوان الإسرائيلي الأخير".

على مستوى المحكمة ذات الطابع الدولي، أكد وزير العدل لـ"المستقبل" ان وزارة العدل اللبنانية تسلّمت من الأمانة العامة للأمم المتحدة الصيغة النهائية لمسودة المحكمة الدوليّة، واصفاً إياها بأنها صيغة توافقية بين الدول الدائمي العضوية في مجلس الأمن، كاشفاً ان التغيير الجوهري في المسودة يتصل بإلغاء البند الخاص باختصاص المحكمة في ملاحقة الجرائم ضد الإنسانية. وأشارت أوساط حكومية إلى أن وصول المسودة إلى لبنان يعني بدء العدّ العكسي لعرضها قريباً جداً على طاولة مجلس الوزراء. أوّل موقف معارض للمحكمة جاء من رئيس الجمهورية اميل لحود الذي تحدث باسمه الوزير السابق وئام وهاب واصفاً كل ما يجري على هذا الصعيد "بالهرطقة الدستورية" مشيراً إلى ان المحكمة الدولية "لا يمكن أن تمرّ من دون موافقة رئيس الجمهورية(..) ولذلك فلا يستطيع أي كان تسييس المحكمة الدولية أو تشكيلها في الاتجاه الذي يريد".

برّي

أما على مستوى "العيديّة"، فقد قرّر الرئيس برّي عقد مؤتمر صحافي في الحادية عشرة من قبل ظهر الأربعاء المقبل في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، وسط تأكيد النائب علي حسن خليل انها "عيديّة مَن يؤمن بأن إرادة الحياة والصمود لدى اللبنانيين يجب ألا تكون موضع نقاش في البلد، وأن نحوّل النقاش إلى مساره الطبيعي، فمن غير الجائز أن نتنافس حول ثوابتنا الوطنية الكبرى وحول مشروع المقاومة ما دامت هناك أرض محتلة، أو أن تكون وحدتنا الوطنية الداخلية التي تشكّل قيامة لبنان موضع خلاف". وقال: "من حق اللبناني أن يأمل بتغيير إيجابي يعزز وحدة لبنان، وليس بتغيير سلبي يهزّ الاستقرار".

"حزب الله"

وسط هذه الصورة، رفع الناطقون باسم "حزب الله" وتيرة المطالبة بـ"حكومة وحدة وطنية"، مقللين من قيمة أجواء التفاؤل التي واصل الرئيس بري وأوساطه تعميمها. وفي هذا السياق، قال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ان "الأزمة عميقة وكبيرة، والشكليات السطحية لا تعالجها، وإنما تحتاج إلى التزامات جدية وإلى صدقية في تحقيق ما يتمّ التوافق عليه. وبكلّ صراحة بدأنا نسمع عن إمكانية تسوية وعن إمكانية تواصل أو لقاءات. أقول لكم، مهما تكن هذه اللقاءات وأياً يكن التواصل، وبين من ومن، فإن أيّ تسوية لن تكون على حساب خيار المقاومة ولا على حساب حلفاء المقاومة في لبنان، لأن البلد لا يمكن ان يبنى على إنصاف أوهام ولا على إنصاف خيارات، ولا على سلطة تمشي وتضع رجلاً في البور ورجلاً في الفلاحة، هذا اذا لم تضع الرجلين معاً في البور". واعتبر المسؤول السياسي للحزب في الجنوب الشيخ حسن عز الدين ان "المدخل الحقيقي لحلّ الأزمة في لبنان هو بتشكيل حكومة وحدة وطنية يضعها جميع الشركاء في الوطن، ويصيغون قرارها السياسي على أساس المصالح العليا للبنان ضمن خياراته وثوابته".

وأعلن عضو شورى "حزب الله" الشيخ محمد يزبك "إن شاء الله بعد شهر رمضان، هناك عمل مشترك لبناء دولة قوية وعزيزة وكريمة وقادرة، وسنعمل مع كل الشرفاء لتغيير الحكومة التي لم تقدم شيئاً لمن دمرت بيوتهم وهم على أبواب فصل الشتاء، فالسلطة التي لا تقوم بعون الشعب وتمدح أعداءه لا يمكن الوثوق بها". وقال النائب حسين الحاج حسن: "إذا كان ما يسمى فريق 14 شباط لا يريد الوصول إلى مثل هذه الحكومة، فإننا سننتقل في مرحلة معينة من المطالبة سياسياً إلى مرحلة المطالبة ببرنامج متكامل من اجل التوصل إلى حكومة وحدة وطنية في لبنان".

الفريق السوري

في هذه الأجواء، دخل الفريق السوري على الخط مهدّداً بتوسل الشارع لإسقاط الحكومة.

النائب السابق ناصر قنديل أعلن: "نحن نقول اذا ضاع خيار حكومة الوحدة الوطنية، فإن ما ينتظرنا هو ثورة شعبية قد لا تبقي ولا تذر"، معرباً عن اعتقاده "ان المعارضة وعلى رأسها قوى المقاومة متواضعة عندما تقبل بحكومة وحدة يكون لها فيها اقل من الثلثين، لأن قوى المعارضة تشكل الآن أكثر من ثلثي الشعب اللبناني".

ودعا النائب السابق زاهر الخطيب إلى الاستعداد للتحركات الشعبية ورفع شعار لبنان عربي وحكومة اتحاد وطني، وقال: "ستكون لنا لقاءات معكم في الشارع لإسقاط الحكومة".

المفتي قباني

إلا أن هذه الأجواء ردّ عليها بالتفصيل، أمس، المفتي قباني معتبراً انها تصبّ في خدمة اسرائيل.

وقال في عظة العيد: "انتصر لبنان في معركة المواجهة على الارض بفضل المقاومة(...)، وانتصر لبنان في معركة المواجهة الديبلوماسية بفضل ما قام به دولة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة من جهود جبارة، استطاع فيها بأناته وصبره وسعة أفقه ورباطة جأشه وعناده ان يقنع المجتمع الدولي ومجلس الأمن بحق لبنان وعدالة قضيته، فكان ما انتهى إليه القرار 1701، وانتصر لبنان في معركة المواجهة للفتنة الداخلية التي عملت اسرائيل لإشعال نارها".وسأل: "ما بالنا نتراجع عن كلّ ما يدعم صمودنا ونتحول إلى توجيه الاتهامات ضدّ بعضنا؟، وهل سنحقق للعدوّ في سياستنا بعد الحرب ما عجز عن تحقيقه في حربه الضروس ضدّ بلدنا"؟.

حزب الله أمام المحكمة الإسرائيلية!

المستقبل - الثلاثاء 24 تشرين الأول 2006 - محمد السمّاك

تحاكم إسرائيل ثلاثة من المقاومين اللبنانيين الذين أسرتهم اثناء الحرب الأخيرة على لبنان. وقد قضت المحكمة الإسرائيلية بنزع صفة الأسرى عنهم باعتبار انهم ينتمون ـ كما جاء في قرار المحكمة ـ إلى منظمة إرهابية هي حزب الله. يتناقض هذا القرار القضائي مع القرار السياسي الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية بشن الحرب. ذلك ان الحرب لم تستهدف حزب الله في لبنان، ولكنها استهدفت كل لبنان. وتمثل ذلك في الضربات التي وجهتها الآلة العسكرية الإسرائيلية إلى البنية التحتية للاقتصاد اللبناني وليس فقط إلى البنية التحتية للحزب. فالمدن والقرى والبيوت والمدارس والمستشفيات والطرق والجسور والمزارع ليست من بنية حزب الله، ولكنها من البنية اللبنانية العامة.

ثم ان الاتصالات والمفاوضات التي أدت إلى صدور قرار مجلس الامن الدولي 1701 وتالياً إلى وقف العمليات العدائية، لم تجرِ بين حزب الله وإسرائيل، ولكنها جرت بين إسرائيل والامم المتحدة من جهة، وبن الامم المتحدة ولبنان من جهة ثانية. وبالتالي فان قرار إسرائيل بالحرب كان قراراً بالحرب على لبنان. ثم ان قرار وقف العمليات العدائية كان كذلك قراراً بوقف الحرب على لبنان. ولم يدخل حزب الله في اي من القرارين.. الا باعتباره قوة مقاومة لبنانية. من هنا فان أسر المقاومين اللبنانيين للعدوان الإسرائيلي، يأتي في هذا الاطار اللبناني العام وليس في اطار حزب الله وحده، وبالتالي فان التهمة الموجهة اليهم تقع في اطار العدوان الإسرائيلي على لبنان وليس في اطار التهمة الإسرائيلية إلى حزب الله بأنه حركة ارهابية.

لقد ألغت إسرائيل في حربها على لبنان كل مسافة بين حزب الله والدولة اللبنانية. وكذلك فعلت الدولة اللبنانية نفسها عندما أكدت على ان الحزب كان يقاوم عدواناً إسرائيلياً وان لم تكن على علم مسبق بعملية أسر الجنديين الإسرائيليين. وقد تعامل المجتمع الدولي مع هذا الامر بواقعية ايضاً، ولذلك فانه لا يحق لإسرائيل ان تعود الآن إلى استحضار المسافة بين الحزب والدولة اللبنانية لدى محاكمة الاسرى الثلاثة لنزع صفة القاومة المشروعة عنهم ومعاملتهم بصفة إرهابيين.

ومن المعروف ان محاكمة هؤلاء المقاومين بصفة أسرى حرب هي غير محاكمتهم بصفة ارهابيين. سواء من حيث المعاملة اثناء الاعتقال، او من حيث العقوبة التي قد تصدر بحقهم، او من حيث الحقوق التي يتمتعون بها حكماً بموجب معاهدات جنيف. الا انه في كل الاحوال، وكما قال احدهم بكل إباء وشمم وهو مكبل اليدين والرجلين في قاعة المحكمة الإسرائيلية، ان مصيرهم يتوقف على عملية تبادل الاسرى، طال الوقت أم قصر.

ولأن إسرائيل تعرف ذلك، فانها تعرف اننا نعرف، ان المحاكمة هي مجرد تمثيلية. وانها لا تعني ما تقوله. فلو ان إسرائيل تعتبر حزب الله حركة إرهابية، ماذا كانت تتوقع من مثل هذه الحركة ان تفعل بالجنديين الإسرائيليين اللذين اختطفتهما؟ ماذا لو انها حاكمتهما محاكمة حركة إرهابية؟ وماذا لو نفذت بحقهما العقوبة التي تصدرها محكمة ميدانية تابعة لحركة إرهابية؟.ان إسرائيل تتعامل مع قضية الجنديين مطمئنة إلى السلوك اللا إرهابي لحركة المقاومة البنانية. ولذلك فهي لم تتسرع وحتى انها لم تسرع في بحث موضوع المقايضة التي لا بد منها في نهاية الامر لاطلاق سراحهما. ثم اذا كانت مقاومة المعتدي إرهاباً.. فأي صفة يمكن ان تطلق على هذا المعتدي؟ ان تدمير بلد بكامله بحجة الرد على اسر جنديين من قوة احتلال معادية هو أبشع أنواع الإرهاب. ذلك ان إسرائيل لم تميّز بين موقع عسكري ومستشفى. ولا بين مسلح وطفل، او بين مربض صواريخ ومسجد. كان كل من في لبنان وما في لبنان هدفاً لآلتها العسكرية الاجرامية. ثم انها بعد ذلك كله توجه إلى ثلاثة شبان لبنانيين تهمة الارهاب، لمجرد انهم استجابوا لنداء الواجب بمقاومة العدوان. ان الإرهابي ليس هؤلاء الشباب.. ان الإرهابي هو من يحاكمهم.. وهو أحق بأن يحاكم نفسه.

الرئيس بري يعقد موتمرا صحافيا الاربعاء المقبل

وطنية- 22/10/2006(سياسة) يعقد رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري مؤتمرا صحافيا عند الحادية عشرة من قبل ظهر الاربعاء المقبل في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة.

وصول دفعة جديدة من القوات الايطالية

وطنية - 22/10/2006 (سياسة) وصل الى مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، بعد ظهر اليوم، 127 عسكريا ايطاليا على متن طائرة عسكرية ايطالية، للانضمام الى وحدة بلادهم العاملة في اطار قوات اليونيفيل المعززة.

المفتي قباني والشيخ قبلان أعلنا في بيان مشترك تبنيهما لوثيقة مكة: تقطع الطريق أمام المحرضين على الفتنة والعاملين على تعميم شرورها نناشد المرجعيات العراقية الالتزام ببنودها نصا وروحا وبكل صدق وتفان

وطنية - 22/10/2006 (سياسة) صدر عن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد راغب قباني، ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الشيخ عبد الامير قبلان، البيان المشترك الآتي: "عشية احتفال المسلمين بعيد الفطر المبارك، ومن رحاب مكة المكرمة، أطل علينا كبار علماء المراجع الدينية الشيعية والسنية في العراق الشقيق، بوثيقة خير تكرس اخوتهم في الله، وتمسكهم بحبله المتين، وتقطع الطريق أمام المحرضين على الفتنة والساعين لها، والعاملين من أجل تعميم شرورها على العالم الاسلامي كله في مشارق الارض ومغاربها.

ان صاحبي السماحة، بالتعاون والتنسيق مع دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري ومع دولة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، كانوا قد أعدوا لعقد لقاء خاص في دار الفتوى تصدر عنه دعوة مشتركة منهم الى القيادات الدينية والوطنية في العراق، للاجتماع في بيروت من اجل الاتفاق على وثيقة تضع حدا للاقتتال الدامي، وتعيد اللحمة الى المجتمع الوطني العراقي عامة والى المسلمين العراقيين خاصة، الا ان الحرب العدوانية الاسرائيلية على لبنان، حالت دون انعقاد اللقاء الذي كان مقررا في اليوم ذاته الذي بدأ فيه العدوان. واذا كنا انشغلنا في لبنان في التصدي للعدوان وفي مواجهة آثاره المدمرة، فان الاحداث الدموية المفجعة في العراق كانت تبعث فينا يوميا مشاعر الالم والحزن والقلق على المستقبل والمصير، الى ان جاء لقاء مكة المكرمة بتشجيع ومباركة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله، وبتحرك مشكور من الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي الدكتور أكمل الدين احسان اوغلو، فكانت وثيقة مكة المكرمة التي صدرت عنه، والتي ندعو الله العلي القدير ان تكون فاتحة لمرحلة جديدة من التآخي والتضامن والعمل معا من اجل غد افضل للعراق ولشعبه الشقيق. اننا اذ نتوجه الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، بأسمى آيات التقدير على تشجيعه وعلى رعايته ومباركته لقاء مكة المكرمة، وإذ نثني على جهود الامين العام للمنظمة على ما بذله من جهد بناء من اجل انجاح اللقاء، نتوجه الى المسلمين عامة والى المسلمين العراقيين سنة وشيعة بصفة أخص، بالدعوة الى الالتزام دينيا ووطنيا واخلاقيا بما تضمنته الوثيقة، حقنا لدماء المسلمين وصونا لوحدتهم، وتعزيزا لموقفهم امام التحديات المصيرية التي يواجهها العالم الاسلامي في القرن الواحد والعشرين.

اننا إذ نعرب عن تأييدنا ومباركتنا وتبنينا للبنود العشرة التي تضمنتها وثيقة مكة المكرمة، نؤكد على ما يلي:

اولا: ان المسلمين امة واحدة والمؤمنون اخوة ايا كانت مذاهبهم، دماؤهم واموالهم واعراضهم عليهم حرام.

ثانيا: ان وحدة العراق وسلامته وامنه وسيادته هي من وحدة الامة العربية وسلامتها وأمنها وسيادتها. وما يصيب العراق من مكروه يصيبنا جميعا. فالتمسك بالوحدة الوطنية بين العراقيين سنة وشيعة، عربا واكرادا، مسلمين ومسيحيين، لا يخدم المصلحة الوطنية العليا للعراق وحده فقط، ولكنه يسدي أفضل الخدمات الى الامة بكل مقوماتها، ويقطع الطريق أمام اصحاب مشاريع التجزئة والتفتيت الذين يتربصون بنا شرا، والذين يخططون للاساءة الى اوطاننا والى شعوبنا.

ثالثا: من اجل ذلك نناشد المرجعيات الدينية والوطنية في العراق، تأييد وثيقة مكة المكرمة والالتزام ببنودها العشرة كافة نصا وروحا، وبكل صدق وتفان واخلاص، والعمل على تنفيذها بما يضع حدا نهائيا لسفك الدماء البريئة ويطوي صفحة التهجير المذهبي، ويصون المساجد والحسينيات من اي انتهاك لحرماتها. وحتى يستعيد العراق الشقيق الموقع الريادي في أمته وفي العالم. لقد من الله على المسلمين في شهر رمضان المبارك بفتح مكة المكرمة. وها انه سبحانه وتعالى يمن علينا بفتح قلوب اخواننا في العراق على ما في الاسلام من قيم المحبة والاخوة والسماحة. والله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه".

الاحرار- زحلة أقام قداسا في ذكرى استشهاد داني شمعون وعدد من افراد عائلته

الاب معلوف: نحتاج الى تفاهم حقيقي بين كل المسؤولين لبناء وطن مستقر ومزدهر

وطنية - زحلة - 22/10/2006 (سياسة) أحيا حزب الوطنيين الاحرار، ذكرى استشهاد داني شمعون وعدد من افراد عائلته، بقداس اقيم في دير مار الياس الطوق في زحلة، في حضور رئيس الحزب المهندس دوري شمعون،النائب السابق خليل الهراوي، رئيس اقليم زحلة الكتائبي المحامي ايلي ماروني، رئيس منطقة البقاع في القوات اللبنانية المحامي عادل ليون، رئيس غرفة تجارة زحلة ادمون جريصاتي وعدد من اعضاء الغرفة، عضوي بلدية زحلة المحامي توفيق الهندي وانطوان صفير وحشد غفير من الفاعليات الحزبية والسياسية والاجتماعية، وآلاف المواطنين. بعد تلاوة الانجيل المقدس القى رئيس الدير الاب ايلي معلوف عظة جاء فيها: "نتوقف بالذاكرة والقلب عند تاريخ 21 تشرين الاول 1990، لنرفع ذبيحة اليوم الطاهرة على أرواح طاهرة، أسرة داني شمعون النمر الشهيد وزوجته انغريد، وطفليهما الملاكين طارق وجوليان، ذبيحة قدمت على مذبح الوطن تحت هيكل الشهادة".

اضاف:" داني شمعون ابن الرئيس الكبير والزعيم الكبير الراحل كميل شمعون، نمر شهيد لكل لبنان واللبنانيين، ومبادؤه الحزبية للوطنيين الاحرار هي عشر وصايا وطنية مدرسة لكل اللبنانيين تختصر الانتماء للبنان الواحد، السيد الحر المستقل، يشترك في تحمل مسؤولياته جميع ابنائه دون سواهم، بعيدا عن الاملاءات الخارجية المستوردة والتبعيات التي تعود علينا بالتفرقة، والاصطفافات السياسية التي تحول دون تقدم الوطن ووحدة ابنائه، ولا نعجب اذ تمسك الشهيد الراحل بهذه المبادىء حتى الاستشهاد".

وتابع: "ارى وطننا اليوم بعوز ملح الى التفاهم الحقيقي بين المسؤولين كافة لنتمكن من بناء وطن مستقر ومزدهر، ينعم فيه جميع ابنائه بالعيش الكريم، يحول دون الهجرة للخارج والخسائر البشرية والاقتصادية، ولو أردت ان أسرد ما نحلم به للبناننا الحبيب لما وسعت مجلدات كثيرة ما أود كتابته". وختم: "أتوجه اليكم اليوم، وكي لا يضحى لبنان كله هدفا للطامعين به او مشروع استشهاد، ان نعي حقيقة ما يجري، ونحرك ضمائرنا لنتكاتف دون ان نيأس من المحاولات والمبادرات، وان لا نشهد زور على واقع مرير نمر به دون احراز تقدم من خلال وعينا وتضامننا، وخصوصا على صعيد مدينتنا الحبيبة زحلة، اذ ان كيان هذه المدينة لا يستهان به عندما يبدو قلبا نابضا في جسم الوطن".

الرئيس بري عرض وضع "التعمير" مع النائبة الحريري

وطنية - 22/10/2006 (سياسة) استقبل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، بعد ظهر اليوم، النائبة بهية الحريري، وعرض معها آخر التطورات ولا سيما الوضع في منطقة التعمير.

قنديل جال على عدد من القرى الجنوبية ومعتقل الخيام

تنتظرنا ثورة شعبية اذا ضاع خيار حكومة الوحدة الوطنية

وطنية - 22/10/2006 (سياسة) جال النائب السابق ناصر قنديل، قبل ظهر اليوم، على عدد من القرى الجنوبية التي صمدت في وجه الهمجية الاسرائيلية خلال عدوان تموز، فزار أولا قانا وعيتا الشعب ثم بنت جبيل وبوابة فاطمة في كفركلا فمعتقل الخيام حيث كان في استقباله وفد من "حزب الله". وبعد جولة في ارجاء المعتقل المهدم، قال قنديل: "لقد حاول العدو الصهيوني من خلال هذا العدوان تدمير ارادة المقاومة والصمود، لكننا هنا لنقول ان كل المحاولات الجارية لتغيير وجهة مهمة القوات الدولية ونقلها الى البند السابع تحت ذريعة مواجهة الخطر الاسرائيلي من اجل فتح المجال لاستخدام القوة في مواجهة المقاومة هي بالذات فشل وان اللبنانيين الذين وقفوا وراء مقاومتهم لصد العدوان الاسرائيلي لن يسمحوا باستبدال الاداة الاسرائيلية بأدوات دولية اخرى تريد تغيير هوية لبنان وموقعه في صراع المنطقة. لذلك جئنا لنقول للمقاومين ان الشعب اللبناني يقف معهم، وكل محاولات تغيير مضمون ووجهة القرار 1701 لن يكتب لها النجاح".

ودعا "الذين يتبجحون بأنهم اصدقاء لبنان"، الى أن "يضعوا امكاناتهم في تصرف جيشنا الوطني، وستكون لنا عند ذلك القوة التي تحمي بلدنا وتصون سيادتنا". وسأل: "هل هناك تمهيد لتدويل الحياة السياسية الداخلية اللبنانية، بعدما سمعنا بتدويل الواقع الامني والاقتصادي بعناوين مختلفة؟ ونسأل اصحاب هذه الدعوات هل ما يقصدونه بتطبيق الطائف هو ما يتضمنه من بند أول اصبح في دستورنا عن منع التوطين اي أنهم يدعون القوات الدولية الى الزام اسرائيل بإعادة اللاجئين ام أنهم يقصدون شيئا آخر".

وقال: "المعارضة وعلى رأسها قوى المقاومة، متواضعة عندما تقبل بحكومة وحدة وطنية يكون لها فيها اقل من الثلثين، لان قوى المعارضة تشكل الآن اكثر من ثلثي الشعب اللبناني، وعندما ترتضي ان يكون لها مجرد حق المشاركة في القرار اي منع اخذ القرارات المصيرية دون التوافق معها، فان ذلك يدل على روح المسؤولية الوطنية، ومن يعطل هذا الخيار انما يريد دفع البلاد الى ان تكون السياسة فيه في مكان آخر غير المؤسسات الدستورية، وهذا يعني جر البلاد الى الفوضى التي لا يريدها احد. وبالتالي نحن نقول اذا ضاع خيار حكومة الوحدة الوطنية، فان ما ينتظرنا هو ثورة شعبية قد لا تبقي ولا تذر".

وهاب: المشروع الاميركي وصل الى المأزق الحقيقي وسيسقط في لبنان قريبا لا يستطيع أحد تسييس المحكمة الدولية او تشكيلها في الاتجاه الذي يريد

وطنية - 22/10/2006 (سياسة) استقبل رئيس "تيار التوحيد اللبناني" الوزير السابق وئام وهاب، في دارته في الجاهلية، وفودا شعبية من مختلف مناطق الجبل طرحت مطالبها الحياتية والانمائية وما تعانيه قرى الجبل. وتحدث وهاب أمام هذه الوفود، فقال: "الجميع ينتظر عيدية الرئيس نبيه بري، بعد ان بدأ يتردد ان هذه العيدية قد تكون لقاء بين السيد حسن نصر الله وبعض اطراف 14 شباط، وما أتمناه في هذا الموضوع ان لا يعطي السيد حسن نصر الله بعض هؤلاء الناس صك براءة او شرف اللقاء بهم، لأن أي لقاء سيعطيهم صك براءة عن كل ما ارتكبوه خلال العدوان، لانهم كانوا شركاء في العدوان، وكانوا ينتظرون ان يسقط السيد نصر الله شهيدا في هذا العدوان، وأما ان يكون هو وكل حلفائه معتقلين في مكان ما في هذا العالم، ولذلك اعتبر بان السيد حسن نصر الله اصبح كبيرا جدا الى حد لا يمكن ان يلتقي بهؤلاء الصغار الذين تآمروا على لبنان والمقاومة، ثم ان للمقاومة حلفاء واعتقد بان المقاومة لن تفاوض هذه المرة احدا من دون حلفائها, لانها تلتزم بتحالفاتها". أضاف: "اما الموضوع الآخر فهو موضوع "مسيلمة" الذي يحكم لبنان اليوم، هذا الرجل الذي يمارس دور "مسيلمة" في كل شيء، في موضوع المفاوضات خلال العدوان او المساعدات التي تجري عملية تكاذب في شأنها، والتي لن تخصص كلها للمتضررين من العدوان، بل سيخصص جزء كبير منها لفوائد الدين التي راكمها هذا العهد الذي جدد نفسه والمسؤول عن كل الممارسات والهدر الذي تم في السنوات الماضية".

وتوجه وهاب الى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط بالقول: "المشروع التي راهنت عليه أفلس بالكامل، وانتهى، وغير مأسوف عليه، فالمشروع الاميركي في المنطقة سقط ويترنح الآن، وهذا المشروع الذي كان يهدف الى تقسيم العراق والمنطقة قد انتهى، ونحن كما قلنا مستعدون للمساهمة في الخروج من ازمتك، ولسنا مستعدين لاخذ الطائفة معك الى الازمة التي تتخبط بها، ونحن مستعدون لاعادتك عن المغامرة التي دخلت، ولسنا مستعدين لاخذ الناس الى مغامرة جديدة، المشروع انتهى وهذا هو الجو في كل المنطقة وحتى داخل الولايات المتحدة الاميركية والاوروبية، وكل من يطلع على التطورات السياسية يعلم ان المشروع الاميركي انتهى ووصل الى المأزق الحقيقي، وسيسقط في لبنان في القريب العاجل".

اما في شأن المحكمة الدولية فقال: "ان كل ما يجري فيها هو هرطقة دستورية، لا يمكن ان تمر المحكمة الدولية دون موافقة رئيس الجمهورية وهذا ما ينص عليه الدستور اللبناني في المادة 52 منه، وهذه المحكمة هي بمثابة معاهدة بين لبنان والامم المتحدة ، ولذلك فلا يستطيع اي كان تسييس المحكمة الدولية او تشكيلها في الاتجاه الذي يريد. فالجميع في لبنان يريد معرفة حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولن تمر هذه المسألة اذا كانت مسيسة، وان رئيس الجمهورية له الحق في تصويب اي اتجاه لتسييس هذا الامر".

تحليق مقاتلات حربية اسرائيلية في اجواء النبطية اقليم التفاح

وطنية - النبطية - 22/10/2006 (أمن) حلقت مقاتلات حربية اسرائيلية قبل ظهر اليوم في شكل مكثف في اجواء مناطق النبطية اقليم التفاح, مرجعيون, الخيام وعلى علو متوسط.

قتيل وجريح في انفجار قنبلة عنقودية في مزرعة حلتا قرب مرجعيون

وطنية-22/10/2006 (أمن) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في النبطية سامر وهبي، "ان الشقيقين رامي علي حسن شبلي (12 عاما) وخضر (14 عاما) كانا يجمعان الحطب في محيط مزرعة حلتا شرقي مرجعيون من اجل استعمالهم للتدفئة في فصل الشتاء، عندما انفجرت بهما قنبلة عنقودية من مخلفات العدوان الاسرائيلي، مما ادى الى مقتل رامي وجرح خضر الذي نقل الى مستشفى مرجعيون للمعالجة".

النائب حسن خليل: عيدية الرئيس بري هي عيدية من يؤمن ان ارادة الحياة والصمود لدى اللبنانيين ليست موضع نقاش

وطنية - 22/10/2006 (سياسة) قال عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي حسن خليل "ان العيدية المرتقبة التي اعلنها الرئيس نبيه بري قبل ايام هي عيدية من يؤمن بان ارادة الحياة والصمود لدى اللبنانيين يجب ان لا تكون موضع نقاش في البلد وان نحول النقاس الى مساره الطبيعي, فمن غير الجائز ان نتنافش حول ثوابتنا الكبرى وحول مشروع المقاومة ما دام هناك ارض محتلة، او ان تكون وحدتنا الوطنية الداخلية التي تشكل قيامة لبنان موضع خلاف".

اضاف "من غير المسموح لنا كمسؤولين ان نحول نقاشنا وكأن الانقسام آت, بما يشعر المواطن العادي بانه مقبل على واقع سيء يجعله يفتش عن مخارج ستكون على حساب الوطن وعلى حساب صمود اهله الذين باتوا يفكرون بالهجرة والاغتراب, وهذه اكبر خسارة على مستوى لبنان". كلام النائب خليل جاء خلال حفل سحور رمضاني اقامه الملتقى الصيدلي اللبناني في استراحة صور السياحية, وحضره الى جانب النائب حسن خليل, النواب: علي خريس, علي بزي, وعبد المجيد صالح، علي خليفة ممثلا وزير الصحة محمد جواد خليفة, مدير عام الضمان الاجتماعي الدكتور محمد كركي, نقيب الصيادلة في لبنان زياد نصور, مسؤول المهن الحرة المركزي في حركة امل سعيد ناصر الدين وفاعليات وحشد كبير من الصيادلة.

وقد اعرب النائب حسن خليل عن ثقته الكبيرة "بان ارادة المجتمع ستواجه وتتغلب على ارادة الانقسام", وقال "من حق اللبناني ان يأمل بتغيير ايجابي يعزز وحدة لبنان وليس بتغيير سلبي يهز الاستقرار", داعيا الى "توحيد الخطاب السياسي حول العناوين الكبرى والقضايا التي تلامس هموم الناس اقتصاديا واجتماعيا", وملاحظا "تقصيرا كبيرا وفادحا لدى الحكومة على هذين الصعيدين". اضاف "ان الحكومة التي تتحدث ونحن معها عن باريس 3 لا يمكن ان تتولى عملية اصلاح صالحة وهي عاجزة عن اقرار موازنة العامين 2006 و 2007 وقد سبقتها بذلك المهل الدستورية", داعيا الحكومة "الى مواجهة التحديات بتحديد الاولويات والاقتراب من هموم الناس ومشاكلهم لا ان تبقى غارقة في متاهات لا طائل منها, في وقت دخل فصل الشتاء وهناك اكثر من 13 الف عائلة من دون مأوى بالاضافة الى اكثر من 30 الف منزل بحاجة الى ترميم او اعادة بناء". كما تحدث في الاحتفال النقيب زياد نصور الذي شكر للرئيس نبيه بري ونواب كتلة التحرير والتنمية وقفوهم الى جانب قضية الصيادلة, مطالبا باقرار المادة 80 في اول جلسة تشريعية من اجل طي صفحة سوداء تخيم على مهنة الصيدلة. واذ اكد ان السعر الموحد الالزامي الصادر عن وزارة الصحة هو حماية لمهنة الصيدلة, اثنى على دور وزير الصحة الذي وقع اربعة تعديلات من شانها تعزيز المهنة وتحصين الصيدلي وحمايته من المضاربة غير المشروعة. وختاما سلم مسؤول المهن الحرة في حركة امل سعيد ناصر الدين دروعا تقديرية للنواب الحاضرين.

الوزير صلوخ اكد التنفيذ اللبناني الأمين والدقيق للقرار 1701 واستمرار إسرائيل بتحدي الشرعية الدولية وانتهاكها سيادة لبنان

وطنية - 22/10/2006 (سياسة) اكد وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، في حديث اذاعي، أن إسرائيل تتحدى الشرعية الدولية باستمرارها انتهاك سيادة لبنان وعدم تنفيذها للقرار 1701. واشار الى التنفيذ اللبناني الأمين والدقيق لهذا القرار. وطالب الأمم المتحدة بالتدخل لوضع نهاية لتلك الممارسات الإسرائيلية في حق لبنان لا سيما الانتهاكات الجوية اللبنانية.

وقال الوزير صلوخ:" ان الخروق الاسرائيلية هدفها المماطلة وبث اجواء التوتر وتحدي ارادة المجتمع الدولي, وفي المقابل يقوم لبنان بتنفيذ القرار بشكل نموذجي, لافتا إلى أن إسرائيل ما زالت تستمر فى احتلال مزارع شبعا وقرية الغجر اللبنانية. وأوضح أن الجيش اللبناني انتشر على كامل التراب الوطني، وانه سيمارس دوره الأصيل فى الدفاع عن الأراضي. وعن اصدار قرار دولي، قال وزير الخارجية "انه لا حاجة لذلك لان القرار 1701 يتضمن العناصر الكافية لاشاعة الاستقرار والامن اذا ما التزمت به اسرائيل, لذلك فان الجهد يجب ان يتركز على الزام اسرائيل احترام القرار الحالي بدلا من البحث عن قرار جديد.

وعن تقرير الامين العام للامم المتحدة حول مزارع شبعا قال الوزير صلوخ:" لقد صدر التقرير في وقته، والسيد انان والدوائر المختصة في الامم المتحدة تقوم بدرس الخرائط والحلول القانونية والسياسية الممكنة لمعالجة هذه القضية, والامور قيد المتابعة في التقارير المقبلة للامين العام ". وختم: "نحن متمسكون ومصرون على انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة باعتبارها اراض لبنانية ".

النائب رعد خلال حفل افتتاح الجامعة الاميركية للثقافة في النبطية

اي تسوية لن تكون على حساب خيار المقاومة وحلفائها في لبنان

وطنية- 22/10/2006(سياسة) لمناسبة افتتاح الجامعة الاميركية للثقافة والعلوم في النبطية (سي.اند .اي) اقام رئيس الجامعة الدكتور أمجد النابلسي وادارة فرع الجامعة حفل افطار جرى خلاله اطلاق البرنامج التعليمي للعام الدراسي 2006-2007 وذلك في مبنى الجامعة . تقدم الحضور رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النيابية النائب الحاج محمد رعد، نائب رئيس الاتحاد العمالي العام الحاج حسن فقيه، رئيس جمعية تجار النبطية الحاج عبد الله بيطار، رئيس بلدية النبطية الدكتور مصطفى بدر الدين، الاب ميسروب كركزيان ، مدراء فروع البنوك في النبطية ، ورؤساء بلديات وفاعليات وقيادات من حركة امل وحزب الله. بداية السورة المباركة الفاتحة عن ارواح شهداء العدوان الاسرائيلي على لبنان، ثم النشيد الوطني . النابلسي ثم تحدث رئيس الجامعة الدكتور أمجد النابلسي فقال: "لقاؤنا اليوم يكتسب معنى خاصا، فنحن هنا في الجنوب الصامد، وفي مدينة هي رمز من رموز مقاومته وعزته ومجده.. مدينة النبطية التي كانت في طليعة المواجهة للعدوان الاسرائيلي على لبنان .

وفي هذه المدينة بالذات نلتقي اليوم لافتتاح فرع جديد لجامعة "سي.آند.اي" وهو امر له دلالات كثيرة, أولها تأكيد النصر الذي حققته المقاومة وحققه الجنوب وحققه لبنان. ها نحن نشيد في الجنوب صرحا جديدا ومميزا من صروح العلم في بلدنا الحبيب لبنان، نشيد صرحا نأمل له ان يكون منارة ساطعة في هذه الارض الطيبة، وفي هذه المدينة الصامدة المتحدية . ان جامعتنا تسعى بجهد لان توفر لابنائنا الطلاب ومن خلال فروعها المتعددة فرصة للتعلم واكتساب المعارف الحديثة، وهي تولي اهتماما خاصا لابناء الجنوب الصامد، وما هذا الفرع الذي نفتتحه اليوم بحضوركم الكريم، الا دلالة واضحة، على ما نطمح اليه ونسعى لتحقيقه، حيث يضاف الى فرعنا الآخر في مدينة بنت جبيل . أرجو ان يجد ابناء النبطية والجنوب عموما في جامعتهم ، جامعة" السي. آند. اي" ما يطلبونه من علم ومعرفة وتأهل لمستقبل افضل يخدمون فيه أسرهم وبلدهم وامتهم".

بعد ذلك تحدث النائب محمد رعد فقال:"أحيي جهود القيمين على الجامعة التي بادرت في العام الماضي بانشاء فرع في بنت جبيل والتي ضمت حوالي 100 طالب ووفرت لهم التعليم الجامعي في حين ان المسافة التي يحتاجونها للوصول الى بيروت او الى المدينة التي تضم الجامعات هي مسافة طويلة طويلة، ايضا الفروع التي تنشأ هي فروع تستجيب لمتطلبات سوق العمل الرائجة حاليا او التي يؤمل بها مستقبلا وهي الكليات الاساسية الخمسة ومنها كلية الاعلام وكلية التمريض".

ورأى النائب رعد "ان التعليم الجامعي في لبنان بحاجة الى استقرار سياسي, والاستقرار السياسي رهن الاستقرار الامني ايضا وحبذا لو كانت الادارة السياسية في لبنان ترقى في تحملها للمسؤولية الى مستوى من يتصدى للمسؤولية الدفاعية عن لبنان. لقد مررنا بتجربة قاسية ولئيمة ومرة, لكن عبرنا خلالها بنجاح الى انتصار استراتيجي في تاريخ وحياة لبنان، انتصار لا يقاس بالكلفة التي تكبدناها بل يقاس بالانهيار الذي اصاب الكيان المعتدي، وبمدى الرهان على تحولات استراتيجية لدى شعوبنا في هذه المنطقة . نأمل ان يحسن السياسيون في هذا البلد توظيف هذا الانتصار الاستراتيجي لما فيه مصلحة شعبنا وامتنا بدل ان يعمدوا الى الاستخفاف بما تحقق على ايدي المقاومين ليؤكدوا انصياعهم لحلفاء وأسياد المعتدين على لبنان وعلى حريتنا. نأمل ايضا ان نخطو بالسجال الساخن الذي نشهده في هذه المرحلة الى حلول حقيقية للوضع المأزوم في لبنان خصوصا وان سبب الازمة انقسام وطني يحصل وليس فقط انقساما سياسيا.

الانقسام هو حول الخيارات الوطنية وحول سبل تدعيم هذه الخيارات. لا نختلف على موقع وزاري بل نختلف على خيار تلتزمه السلطة في هذه المرحلة ، ولذلك الازمة عميقة وكبيرة والشكليات السطحية لا نعالجها وانما تحتاج الى التزامات جدية والى صدقية في تحقيق ما يتم التوافق عليه، وبكل صراحة بدأنا نسمع عن امكانية تسوية وعن امكانية تواصل او لقاءات . اقول لكم مهما تكن هذه اللقاءات وايا يكن التواصل, وبين من ومن، فان اي تسوية لن تكون على حساب خيار المقاومة ولا على حساب حلفاء المقاومة في لبنان، لان البلد لا يمكن ان يبنى على انصاف أوهام ولا على أنصاف خيارات، ولا على سلطة تمشي وتضع "رجلا في البور ورجلا في الفلاحة", هذا اذا لم تضع الرجلين معا في "البور".

الوزير حمادة: تصعيد المواقف تعبير عن عدم التجاوب مع خطة لحوار

وطني وطنية- 22/10/2006 (سياسة) رأى وزير العمل طراد حمادة في حديث لبرنامج "صالون السبت" من اذاعة "صوت لبنان" ان "التصعيد في المواقف السياسية هو تعبير عن عدم تجاوب الاطراف المعنيين بعد إعلان حزب الله والمعارضة الحليفة خطة لحوار وطني شامل تقوم على بناء دولة عادلة وحكومة وحدة وطنية تحافظ على نتائج الانتصار وتعيد إعمار البلاد وتواجه الاستحقاقات الكبرى وإقرار قانون انتخابي عادل تمهيدا لاجراء انتخابات مبكرة على اساس هذا القانون اذا أمكن". وأعلن حمادة انه يشارك الرئيس نبيه بري امله بشأن الحوار متمنيا له النجاح، ودعاه الى "محاولة اقناع طرف الاكثرية".

وعن تأخر اللقاء الموعود بين رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري والامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أشار إلى أن "لقاءات عدة عقدت سابقا"، وقال: "اذا كانوا يريدون الوصول الى نتائج جيدة لمصلحة لبنان فليتكلوا على الله وعندئذ يرون جميع الابواب مفتوحة بما فيها باب السيد نصرالله". أضاف: "عندما يطالب فريق كبير بحكومة وحدة وطنية لا يكون هو الذي يصعد بل الفريق الآخر الذي لا يريد ان يشاركه احد في السلطة، فالأكثرية لا تفتح آذانها وعقلها وقلبها لقبول آراء الآخرين ولا تقبل المشاركة في الحكم". وبالنسبة إلى عدم المطالبة بحكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع عند تأليف الحكومة الحالية اعتبر ان "الظروف تغيرت والسياسة فيها متغيرات".

وعما يقوم به "حزب الله" من اجل المساعدة للوصول الى الدول القوية رأى الوزير حماده ان "المشكلة مع الحكومة هي انها تضع ما تريد في الأدراج"، وشدد على ان "البلد لا يحكم كسائر الدول العربية بل بوحدته وجمع الشمل، ولبنان لا يقوم على حكم متفرد من جانب حزب سياسي او طائفة". وأكد "الحاجة الى الحوار والاستقرار والتنمية والعدالة والوحدة، والتصعيد انطلق من جانب قوى الاكثرية التي لم تستجب لطلب مناقشة البرنامج الوطني الشامل الذي طرحه الامين العام لحزب الله"، ولفت الى ان "الحوار اليوم هو عن حكومة الوحدة الوطنية ولكن الحكومة صماء وكذلك الأكثرية". ورأى أن "هناك من يرفض الحوار بشأن الأجندة الموضوعة ويقول انها خارج البحث".

السنيورة ورزق تسلما مشروع المحكمة الدولية ودمشق تتحدث عن صفقة لاتهامها باغتيال الحريري

نهارنت/تسلم كل من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزير العدل شارل رزق مشروع نظام المحكمة الدولية الذي أعدته الدائرة القانونية في الأمم المتحدة، بعد ادخال تعديلات عليها لمعالجة بعض التحفظات من روسيا والصين، لضمان موافقة جميع أعضاء مجلس الأمن عليها. ومن المنتظر أن ترسل الأمانة العامة للأمم المتحدة النص الرسمي الى بيروت منتصف الأسبوع المقبل، ليطرح على مجلس الوزراء من أجل مناقشته وإقراره.

وكانت تقارير صحافية أشارت الى أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أبلغ رئيس كتلة نواب تيار المستقبل سعد الحريري خلال استقابله في قصر الإليزيه يوم الخميس الماضي اطمئنانه الى آلية إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري وقيامها، من خلال الاتصالات التي أجراها مع الافرقاء المعنيين على الصعيد الدولي. وكانت صحيفة تشرين السورية الحكومية نقلت معلومات عن "صفقة فرنسية اميركية لبنانية هدفها تطويع سوريا واتهامها باغتيال" رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.

واعتبرت الصحيفة ان كتاب "التحول الكبير: بغداد - بيروت" الذي اصدره الكاتب الفرنسي ريتشارد لابفيير كشف صفقة فرنسية اميركية لبنانية لاتهام سوريا بمقتل الحريري وتطويعها واجهاض نهج المقاومة في المنطقة". ورأت الصحيفة ان "الصفقة الاميركية - الفرنسية عقدت وكان ثمنها تخلي فرنسا عن دبلوماسية ديغولية عمرها نحو اربعين عاما اكراما للرئيس الاميركي جورج بوش والمحافظين الجدد واسرائيل ولتغييب الحقيقة والانتقام من سوريا ومن نهج المقاومة". واوردت ان "المؤامرة الرخيصة حيكت لتكون بداية "تحول كبير" من نوع آخر يمهد الطريق امام عودة الاستعمار الغربي الى المنطقة بعدما خرج منها في اعقاب الحرب العالمية الثانية". واضافت ان "سوريا ليست من عشاق نظرية المؤامرة، لكن ما جرى ويجري هو اكبر مؤامرة تعرض لها العرب، ولعل كتاب "التحول الكبير" يؤكد ان كل ما جرى اكبر من مؤامرة متعددة الاطراف والاهداف". ومعلوم أن تقارير مرحلية للجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري أوردت معلومات ووقائع من شأنها أن تشير بأصابع الاتهام الى بعض الرموز السياسيين والعسكريين والأمنيين للنظام الأمني اللبناني السوري التي أمسك بمفاصل التركيبة اللبنانية على مدى نحو من ثلاثين سنة قبل الانسحاب العسكري السوري من لبنان في نيسان 2005.

د. وليد فارس: حتى ولو تغيرت الأكثرية في الكونغرس فالمواقف تجاه قضايا مثل إيران وحزب الله وسورية لن تتغير، بل ربما تكون أقوى بكثير.

سوريا الحرة: مع عودة الحوادث الأمنية من تفجيرات واستهداف لثكنات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وتقاطع هذه الأحداث زمنياً مع تقديم اللجنة الدولية المكلفة بالتحقيق في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، لتقريرها نصف السنوي، وتحضرها لتقديم تقريرها النهائي أواخر العام الحالي؛ برز لافتاً الدعوات المتكررة من قبل جهات داخلية لبنانية، إلى إسقاط حكومة السنيورة أو على الأقل القبول بتعديل حكومي ينضم بموجبه أطراف وقوى إلى الحكومة الجديدة. هذه المواضيع وغيرها من المستجدات السياسية المطروحة على الرأي العام اللبناني وبرامج عمل قواه الداخلية وفئاته بتنوع ألوانها الطائفية والسياسية، هي محاور طرحها الزميل الإعلامي ميشال غندور في برنامج «ساعة حرة» - على قناة الحرة - استضاف فيها الإعلامي راشد فايد، والباحث المتميز في شؤون الإرهاب، كبير الباحثين في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، الأستاذ الجامعي د. وليد فارس.

راشد فايد، رأى أن مسؤولية ما يحصل من حوادث خلل أمنية: «تقع على عاتق الخطاب الرسمي السوري الذي يتحدث كل يوم عن قرب وقوع حرب أهلية لبنانية وأسفه على حصول ذلك، وعن وجود انقسام في الشارع اللبناني وغير ذلك من الإشارات التي قد تكون من باب التمنيات أو السعي الجدي لتحويلها إلى تطبيقات فعلية. الشارع اللبناني، لا يملك اليوم إلا الربط ما بين هذه التفجيرات وقرب تشكل المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ما يدلل على ذلك هو تشابه هذه الأعمال مع تلك التي كانت تقع إما قبل تقديم تقارير المحقق الدولي السابق ديتليف ميليس أو بعده، وكذلك قبل تقديم التقرير الأول للمحقق براميرتس أو بعدها؛ وأنا هنا أريد أن أشير إلى أمر بالغ الأهمية وهو أن تقرير اللجنة الأخير يشير إلى أن جريمة اغتيال الرئيس الحريري والجرائم الـ 14 الأخرى المرتبطة بها تندرج تحت وصف الجرائم ضد الإنسانية، ما يعني أن المنظمة الدولية تستطيع أن تشكل المحكمة ذات الطابع الدولي إذا تعذر على الحكومة اللبنانية أن تقوم بتنفيذ هذه المهمة، وعندها لن يكون ملزماً للمنظمة الدولية الرجوع إلى موافقة الحكومة اللبنانية، فهذه الجرائم تعادل جرائم ميلوسوفيتش وأعوانه. الأمن في لبنان لم يكن يوماً حتى أيام الوصاية السورية متماسكاً، بل ممسوكاً، وما يشهده لبنان من تخلخل أمني طبيعي، بسبب جغرافية لبنان التي تكتب له تاريخه». وليد فارس: رسالة المتفجرات: إما تعديل الحكومة أو الفوضى الباحث وليد فارس، أرجع حوادث الأمن إلى: «استراتيجية داخلية أو إقليمية، تقول إما تعديل للحكومة أو الفوضى. منذ ثورة الأرز وخروج الجيش السوري من لبنان، هناك هجوم معاكس تقوده محاور سورية - إيران، وهؤلاء نجحوا إما بالضغوط أو بالمناورات التي فرضت ألغاماً داخل المجلس النيابي وفي كرسي رئاسة الجمهورية وحتى داخل الحكومة. على حكومة لبنان أن تقرر الاستفادة من الدعم الأوروبي والأميركي وبعض الدعم العربي أو التراجع خطوة إلى الوراء لأن الطرف الآخر يتحرك بذكاء استراتيجي كبير

فايد: استهداف لتيار المستقبل

موضوع التعديل الحكومي والغاية من استهداف ثكنات قوى الأمن الداخلي، ردّه فايد إلى: «أنه استهداف لتيار المستقبل وهذا الاستهداف تأتي إشاراته من زيارات يقوم بها بعض من رؤساء حكومة لبنانية سابقين أمثال: عمر كرامي وسليم الحص، والمراد فيها القول: بأن التمثيل السني في لبنان ليس لسعد الحريري فقط، وهذا الكلام صحيح مئة بالمئة، ولكن تيار المستقبل ليس الأقلية أيضاً وليس كل السنّة، وهذا ينطبق على جميع الطوائف اللبنانية. التعديل الحكومي يبدو صعباً، لأن أحد أقطاب دعاة هذا التعديل السيد نصر الله لم يخف رغبته في السيطرة على الثلث المعطل، وأنا حقيقة أتعجب لهذا الكلام، فإذا كانت الحكومة لم تتخلف مرة واحدة عن التشاور وطرح النقاش على كل القوى الممثلة داخل الحكومة على جميع القرارات وحتى القرار 1701 الذي قال عنه الرئيس بري: بأنه لاقى اتفاقاً لبنانياً إجماعياً؛ فما هو المبرّر لهذه الدعوة من أجل السيطرة على الثلث المعطّل، بل إن هذا يبرر مخاوف الأكثرية من هذه الدعوة إلى التعديل، لتعطيل بعض القرارات الكبرى مثل قرار المحكمة الدولية».

التعديل يعني التراجع

أما فارس، فقد رأى: «أن دعوة التعديل الحكومي وتنفيذها، تعني تراجعاً لإحدى القوتين: الإيرانية، الدولية أمام الأخرى على المستوى الدولي، هذا إذا ما علمنا أن النظرة تجاه لبنان هي نظرة تجاه كتلتين على ساحة داخلية واحدة؛ قد يكون محور حل الأزمة هو على المستوى الدولي والإقليمي، مثل: موضوع المحكمة الدولية أو العلاقات الإيرانية - الأميركية. أما على الصعيد الداخلي فإن الحل الوحيد هو أن تقطع الزعامات اللبنانية علاقاتها مع الجميع خارجياً وتأتي إلى طاولة حوار لبنانية، ولما كان هذا الأمر مستحيلاً، لذا سيبقى الحل هو للقرار النهائي الدولي».

حزب الله.. والعلاقة بين الشعبية والمال..

في تعليقه على بعض التحاليل التي تؤكد سعي حزب الله لضمان الأكثرية النيابية في الانتخابات المقبلة قال فايد: «السلاح والمال يلعبان دوراً قوياً في شعبية حزب الله، ولكن هذا لا يعني أن الحزب لا يتمتع بجماهيرية واسعة، لكن هذه الجماهيرية ستنخفض إذا ما تمّ إيقاف الدعم المالي مثلاً مع مرور الوقت. ما يحدث الآن هو إنماء للعصبية داخل الطائفة الواحدة مما يستدعي إنماء عصبية الطائفة الأخرى. الطائف أعطانا قاعدة للتوافق الطائفي، ولكنه لم يلزمنا بالطائفية دائماً، وما يشهده لبنان هو انقسام طائفي بالنفوذ، لا يحل إلا بحلول العلمانية بمعنى أن لا تدخل الطائفية بتفاصيل الحياة اليومية، والاتفاق بالحكومة يعني التواطؤ، بمجرد تطبيق فصل الدين عن الدولة، يصبح لبنان نموذجاً يحتذى بالمنطقة. خطاب الجنرال عون الأخير، حاول أن يكون معتدلاً وما طرحه عون تطرحه كل الأطراف وتؤيده فيه. أما ضم عون إلى الأكثرية فإنه إذا تمّ سيكون بحذر شديد، لأسباب عدة: عودته الملتبسة إلى لبنان، انحيازه إلى حزب الله، الحديث عن صفقة تمت لأجل عودته، زيارات قام بها مقربون لنظام دمشق إليه في باريس ووعود له بالرئاسة...

الجميع يدعو إلى الحذر من انقلاباته التي قد تصل إلى حد الانقلاب على الطائف وهذا لا يمكن أن يتحمله البلد والأكثرية بالأخص. تعوّل الحكومة اللبنانية الحالية على مؤتمر باريس - 2 وعلى الدعم العربي حيث تمّ عقد المجلس الاقتصادي العربي الداعم للبنان، لكن لا شك أن حبل السرة الحقيقي هو مستقبل العلاقة السورية - الإسرائيلية والملف النووي الإيراني، لذا، تصر الحكومة على تفعيل المبادرة العربية للسلام التي قدمت في مؤتمر القمة في بيروت، من أجل ضمان عدم إسقاط لبنان في الملفات الدولية الشائكة، وخوف لبنان من حصول مواجهة إيرانية - دولية قد تلجأ معها الآلة الدولية لنقل عمل القوات الدولية على الحدود اللبنانية إلى البند السابع بدلاً من البند السادس، لتواجه أطرافاً تعمل لصالح إيران أو تدعمها في تلك المواجهة».

الحسم مع إيران قد يمهد للحسم مع كوريا

فارس حدد خيارات لبنان أمام الوضع الراهن على الشكل الآتي: «قد يستطيع حزب الله أن يحصل على الأكثرية النيابية إذا ما سعى إلى التوافق مع حلفاء أقليات إلى جانب أكثريته الشعبية داخل طائفته. وهذا ممكن قبل تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وبسلاح حزب الله والتي تؤطر عمله ودعمه المالي، أما بعد تنفيذ هذه القرارات فسيصبح الأمر غير ممكن. إذا ما صعّد نجاد من الموقف الإيراني تجاه المجتمع الدولي، فإن آثار ذلك على لبنان لا تحتاج إلى كثير من الترقب، فهي محسومة لجهة صعوبتها على لبنان والداخل اللبناني، أما إذا بقي الأمر هكذا فإن الوضع سيبقى «استكتيكي» جامداً مع تغيير ببعض النقاط وحصول بعض التبدلات. حتى لو تمّ تغيير الأكثرية في الكونغرس الأميركي، فإن مواقف هذا الأخير، تجاه قضايا مثل: إيران وحزب الله وسورية لن تتغير بل قد تكون أقوى بكثير. أما بالنسبة إلى فرنسا، فإن برامج عمل المرشحين للرئاسة هناك هي بنفس الحساسية تجاه الملف النووي الإيراني وتحالفاته الداعمة له. قد تتحول الآلة الدولية في رؤيتها لعمل القوات الدولية على الحدود اللبنانية إلى البند السابع ضد الطرف الاستراتيجي الداعم أو المتحالف مع إيران؛ وقد يكون تمدد الأزمات محفِّزاً على إنهاء الملفات الأخرى وحسمها وهذا عجيب في التفكير، بمعنى أن الاستعجال بحسم موضوع الملف النووي الإيراني قد يكون مقدمة وتمهيداً للحسم مع كوريا الشمالية وليس العكس

دمشق تتهم الفرنسيين والأمريكيين واللبنانيين بعقد صفقة لاتهامها باغتيال الحريري

سوريا الحرة/في اتهام صريح، يخالف ما تبثه الحكومة السورية من أخبار عن تكسر الحصار الدولي وتلاشي العزلة؛ أكدت دمشق أن الفرنسيين والأمريكيين واللبنانيين عقدوا صفقة لاتهام سورية باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الشهيد رفيق الحريري. وتبنّت صحيفة "تشرين" الحكومية السورية في عددها اليوم السبت رأي كاتب فرنسي تحدث عن "الصفقة" المزعومة. إذ تحدثت الصحيفة عن "صفقة فرنسية أمريكية لبنانية هدفها تطويع سورية واتهامها باغتيال" رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

وقالت الصحيفة إن "كتاب (التحول الكبير بغداد - بيروت) الذي أصدره الكاتب الفرنسي ريتشارد لابفيير كشف صفقة فرنسية أمريكية لبنانية (..) لاتهام سورية بمقتل رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق ولتطويع سورية والإجهاض على نهج المقاومة في المنطقة". وأضافت الصحيفة المعبّرة عن مواقف الحكومة السورية "الصفقة الأمريكية الفرنسية عُقدت وكان ثمنها تخلي فرنسا عن دبلوماسية ديغولية عمرها نحو أربعين عاماً إكراماً للرئيس الأمريكي جورج بوش والمحافظين الجدد وإسرائيل ولتغييب الحقيقة والانتقام من سورية ومن نهج المقاومة".

وأوردت أن "المؤامرة الرخيصة حيكت لتكون بداية (تحول كبير) من نوع آخر يمهد الطريق امام عودة الاستعمار الغربي إلى المنطقة بعدما خرج منها في اعقاب الحرب العالمية الثانية". وأضافت إن "سورية ليست من عشاق نظرية المؤامرة، لكن ما جرى ويجري (..) هو أكبر مؤامرة تعرض لها العرب، ولعل كتاب (التحول الكبير) يؤكد ان كل ما جرى اكبر من مؤامرة متعددة الاطراف والاهداف".

ولم تُعط الصحيفة السورية سبباً لهذا الانقلاب الكبير في السياسة الفرنسية تجاه دمشق، مكتفية بكونه بادرة "إكرام" للرئيس الأمريكي. إلا أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أعلن مراراً أنه لا يثق بدمشق. وبدأت أزمة الثقة بين دمشق وباريس حينما قررت سورية المضي قدماً في تعديل الدستور اللبناني والتمديد للرئيس إميل لحود الموالي لها، مخالفةً وعوداً قدمتها للفرنسيين. وتفاقمت الأزمة بعد اغتيال رفيق الحريري، الصديق الشخصي لشيراك.

واغتيل رفيق الحريري في 14 شباط/ فبراير 2005 بسيارة مفخخة في بيروت، وأشارت تقارير مرحلية للجنة التحقيق الدولية في الاغتيال الى ضلوع الاجهزة الامنية السورية في الجريمة. كما أشارت التقارير إلى اغتيال الحريري كحلقة في سلسلة من 14 عملية اغتيال ومحاولة اغتيال جرت في لبنان منذ نحو عامين، معتبرة هذه العمليات مترابطة، علماً أنها استهدفت معارضين لسورية في لبنان. ومعروف أن ما تبع اغتيال الحريري من موجة ردود فعل عارمة ضد سورية في لبنان عجّلت بانسحاب سوري في عام 2005 من هذا البلد الذي دخلته القوات السورية إبان الحرب الأهلية في عام 1976.

قداس في الذكرى الـ16 لاغتيال داني شمعون وعائلته

الراعي: لا لأي شكل من اشكال الوجود العسكري الغريب

دوري شمعون: المطالبون بالثلث لهم خبرة في حربي الالغاء وتموز والزحف الى دمشق

أحيا حزب الوطنيين الاحرار وآل شمعون وعبد النور الذكرى السنوية السادسة عشرة لاغتيال رئيس الحزب السابق المهندس داني شمعون وقرينته انغريد وطفليهما طارق وجوليان، بقداس اقيم في كنيسة مار انطونيوس في السوديكو بعد ظهر امس. وشارك في القداس الى جانب رئيس الحزب دوري شمعون وعائلته وآل عبد النور واركان الحزب، وزير السياحة جو سركيس والنواب بطرس حرب وصولانج الجميل ونبيل البستاني وانطوان غانم وجورج عدوان والوزراء والنواب السابقون: ميشال ساسين، محمود عمار، فريد الخازن، فارس سعيد، وديع الخازن والمحامي جوزف بو شرف ورئيس بلدية الحدث انطوان كرم وعميد المجلس العام الماروني ريمون روفايل وعضو الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية ادي ابي اللمع" ورئيس "الحركة الاجتماعية اللبنانية" جون مفرج والنقيب السابق للمحامين في بيروت سليم الاسطا والسيدة زينة العلي شاهين والسيد نديم بشير الجميل ورئيس "المكتب المركزي للتنسيق الوطني" نجيب زوين، والمحامي رياض ديب نعمه، الى العديد من المسؤولين الحزبيين وحشد كبير من مختلف المناطق. وترأس الصلاة ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير راعي ابرشية جبيل المطران بشارة الراعي وعاونه ممثل رئيس اساقفة بيروت المونسنيور جوزف مرهج ولفيف من الكهنة.

والقى المطران الراعي عظة استهلها بنقل تعزية البطريرك صفير الى العائلتين والحزب واضاف: "داني شمعون ابن مدرسة ابيه المغفور له الرئيس كميل نمر شمعون مؤسس حزب الوطنيين الاحرار نشأ فيها ليكون داعيا الى توطيد جمهورية لبنان على الديموقراطية وتركيز علاقاتها الدولية على مبادىء اساسية ثلاثة: سيادة لبنان المطلقة، وعضوية لبنان في اسرة الدول العربية، وعضويته في منظمة الامم المتحدة، وليكون ملتزما في مواجهة الاخطار المحدقة بهذا الوطن، وفي مناهضة الدعوات الطائفية والاقطاعية والتقسيمية وفي رفض سياسة المحاور الهيمنة.

في بيت كميل شمعون السياسي تربى داني على اساس علمي في مدارس لبنان وجامعات انكلترا حيث كان والده سفيرا للبنان وتخرج في الهندسة المدنية، وعمل في حقل الهندسة والمقاولات والمشاريع السياحية وتدرب في مدرسة حزب الوطنيين الاحرار، فعين امينا للدفاع فيه عام 1974، ثم امينا عاما للحزب عام 1983، واخيرا انتخب رئيسا للحزب في 24 آب 1985. فقادته شخصيته اللامعة الى الترشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية عام 1988، وقدم برنامجه "كتصور سياسي" في تلك الحقبة الشديدة الخطورة والمهددة للبنان في كيانه ونظامه ومصيره، تحت عنوان "قيامة لبنان" وهو "تصور سياسي" يصلح لزمننا الراهن. ومات شهيد هذا "التصور" في 21 تشرين الاول 1990، مقتولا في منزله مع زوجته انغريد وطفليه طارق وجوليان بأبشع جريمة، دعيت "جريمة العصر" في بلدة بعبدا، قرب القصر الجمهوري الذي سقط بسقوط حكومة العماد ميشال عون قبل اسبوع في 13 تشرين الاول وكان المراد من مقتله القضاء على احلام "قيامة لبنان".

انه حي في ذكراه وحي في مبادئه التي تقود الخطى الى قيامة لبنان في هذا الظرف بالذات. نستنير الآن ببعض منها:

-1 العمل على عودة الحياة الطبيعية الى لبنان بالجلوس معا على طاولة مستديرة تجمع كل الافرقاء، للتوصل بالحوار والاقتناع، الى حل يحفظ حق الجميع.

-2 امكان اللبنانيين حل خلافاتهم السياسية بذكاء على قواعد المساواة والولاء المخلص للبنان، وبقطع الطريق امام العقائد المستوردة والتدخلات الغريبة.

-3 انصهار اللبنانيين في وحدة الشعب والارض في وطن علماني لا تيوقراطي يحفظ الايمان والاجلال لله، ويحمي معتقدات الطوائف، ويكفل ممارسة شعائرها الدينية وفقا للمادتين 9 و95 من الدستور.

-4 المحافظة على لبنان في علاقاته مع جميع دول العالم، ليقوم بدوره الفريد كصلة وصل بين الشرق والغرب اذ فيه تلتقي الحضارات والثقافات الشرقية والغربية وتتفاعل نموا وازدهارا. ان موقع لبنان الاستراتيجي في هذه المنطقة الحساسة من العالم يحتم عليه التزام الحياد وعدم الانحياز الى جانب اي دولة مهما تكن الظروف وايا يكن الثمن. وهو حياد سيكون مثمرا على المدى البعيد.

-5 حفظ المساواة، في الحقوق والواجبات امام القانون الذي يطبق على الجميع فلا تفضيل ولا تمييز، بل مساواة، وتأمين للكرامة والامان للجميع، بحيث لا يتلطى احد وراء طائفته لتغطية فشله وتجاوزاته، ولا يلجأ احد الى طائفته للمطالبة بحقوقه.

-6 التمسك بالميثاق الوطني الذي نؤمن به، والذي يضع حدا للجنون والعداء، ويعود بنا الى اصول الحكم الديموقراطي ويساعدنا في حل مشاكلنا من خلال مؤسساتنا الدستورية، ومن خلال المناقشة العامة، واجراء الانتخابات على اساس قانون عادل يضمن حسن التمثيل والتوازن.

-7 بقاء الجيش حجر الزاوية في الوطن، له يعود واجب تأمين سلامة الحدود في الشمال والجنوب والشرق والغرب، وعلينا توفير كل دعم له. وتأكيد التزام مناهضة اي شكل من اشكال الوجود العسكري الغريب او غير الشرعي على ارض لبنان. هذه المبادىء دعوة ناطقة الى المسؤولين السياسيين اليوم اذا ما ارادوا حقا المساهمة في قيامة لبنان".

شمعون

وبعد القداس القى دوري شمعون في باحة الكنيسة كلمة جاء فيها: "داني انغريد طارق وجوليان،

16 عاما مضت على ذلك اليوم المشؤوم، يوم اطاحتكم يد الاجرام الوحشية والجبن، وكانت هذه الايدي اطاحت من قبلكم وبعدكم الآلاف من اللبنانيين الشرفاء الابرياء. نجد اليوم قسما من مجتمعنا لا يزال يتصرف كما ان كل ذلك لم يحصل، ونراه يعمل على توتير الأجواء وتأجيج المشاعر بالتحريض وباطلاق الاتهامات لخلق الفوضى وعدم الاستقرار. نسمع خطابات رنانة من جماعات تهدد بالاضرابات وبالنزول الى الشارع اذا لم تستجب الاكثرية مطلبها بالمشاركة في الحكم، وباعطائها نسبة الثلث المعطل، كأن الديموقراطية الاصيلة تفرض ان يعطى الثلث القوة لتعطيل عمل الثلثين. ويا ليت لهذا الثلث الخبرة في الحكم او الحكمة. قسم منه له تاريخ مجيد بحرب الالغاء، وقسم آخر في حرب تموز، والآخرين بالزحف الى دمشق.

كفانا وكفى الشعب اللبناني، وخصوصا الشباب منه، الاستماع الى نجوم الشاشة الصغيرة، كل يوم وكل ساعة، يطلقون خطابات وتهديدات لا تنتج في النهاية الا القرف والتشاؤم في نفوس شعبنا. هذا الشعب العظيم المسكين الذين كلما بدأت تشرق شمس الامل عليه، تجتاحه غيوم الخطابات المسمومة الفارغة اساسا من كل موضوعية ومسؤولية.

يا جماعة الخير، اين ضميركم واين عيونكم، ام ان جموح طموحاتكم السياسية قد اعمى ابصاركم؟

نحن في بلد صغير منكوب من جراء ثلاثين عاما من الحروب والاحتلالات والدمار في الحجر والنفوس. وبشبه معجزة، تشرق علينا الشمس من جديد، فيخرج المحتل ويدخل المجتمع الدولي بجدية وفاعلية ليساعد لبنان في استرجاع استقلاله وسيادته وعافيته. وهو لم يكن ليفعل لو لم يكن له ملء الثقة بأداء الحكومة واكثرية 14 آذار.

ان اصدق برهان على ذلك ما جرى ويجري منذ حرب تموز، من وجود "اليونيفيل" المعززة لدعم الجيش اللبناني على فرض الامن، ومن تدفق المساعدات الانسانية والمالية والتقنية من الاشقاء العرب ومن كل الدول الصديقة، واهتمامها بدعم لبنان بدءا من مؤتمر استوكهولم وصولا الى "باريس -3". ومن البديهي ان اللبنانيين، كل اللبنانيين، سيجنون ثمار الدعم الدولي الذي لن يقتصر على قوى 14 آذار او على الحكومة اللبنانية التي يعود اليها الفضل الأكبر في توفير هذا الدعم نتيجة مساعيها وادائها. يا جماعة الخير تعقلوا وحكموا ضميركم، فليس اسهل من الهدم والخراب. لبناننا لم يعد يتحمل اي نكسة او خسارة. فاذا كنتم بالفعل تحبونه وتحرصون على مصالحه، فلا تصعّدوا الامور وتعرّضوا مستقبله الواعد كدولة عصرية يحترمها الشعب اللبناني، وبالاخص الشباب ويفخرون بها، كما تحترمها كل الدول.اما اذا كان لديكم اعتراض على عمل الحكومة، فلا تنسوا انها ورثت اعباء سنوات طويلة من الهيمنة. فلا تحمّلوها وحدها وزر نقص او تقصير اذا وجدا وانتم تشاركون فيها. اما اذا كانت النيات تتجه الى قلب الطاولة، وخلق ازمات تشمل لبنان، وترجعنا الى آلام الماضي، فاننا ننبهكم انكم ستتحملون المسؤولية وحدكم على ما قد يحصل. واننا نأمل في الا نصل الى مثل هذه المرحلة.

يتحدث عن انتصار وقد خسر استراتيجيته ويرفض الحوار للهروب من المحاسبة

ولأنه يريد الاستيلاء على القرار السياسي للدولة

"حزب الله" بين ما يعلنه وحقيقة ما يضمر

المستقبل - الاحد 22 تشرين الأول 2006 - نصير الأسعد

من استمع إلى الخطاب السياسي لحزب الله على ألسنة قادته ومسؤوليه في الآونة الأخيرة، أمكنه أن يستنتج بـ"سهولة" ان الحزب يرفض الحوار ويقطع الطريق عليه.والسؤال الأول في هذا المجال هو: لماذا؟

الاستراتيجية المطوّقة بوقائع جديدة

في الجواب عن هذا السؤال، يحضر سببان رئيسيان. الأول يتعلق بـ"الواقع" الراهن لمشروع "حزب الله" أي ما آل إليه هذا المشروع بعد حرب تموز. والثاني يتعلق بنوع من الهروب إلى الأمام، الهروب من المحاسبة مع الذات من ناحية والهروب من محاسبة الآخرين له من ناحية أخرى.

بالنسبة إلى الواقع الراهن لمشروع "حزب الله" بداية، بما هو الجانب المقاوم منه، ليس خافياً انه بالرغم من الكلام الكثير والكبير عن "الانتصار" على العدوان الإسرائيلي، فإن حقيقة الأمر ان "حزب الله" خسر بنتيجة الحرب استراتيجيته، لا سيما في مجال المقاومة. "الانتصار" الذي يتحدث عنه الحزب لا يعدو كونه صورة البطولات التي قدّمها مقاتلوه في الميدان.

وفي أحسن الأحوال، فإن هذا "الانتصار" يُقدّم بوصفه "النقيض" مما هي عليه حال إسرائيل التي لم تستطع توجيه إصابة قاتلة إلى الحزب. "الانتصار" من زاوية نظر الحزب يقوم على ان إسرائيل حددت في مرحلة من مراحل عدوانها هدفاً هو تصفية الحزب وسلاحه، وبما ان ذلك لم يحصل فهو يعتبر نفسه "منتصراً". لكن معيار الانتصار في السياسة مختلف. فأن يكون الحزب قد انتصر سياسياً، يعني انه من جهته نجح في فرض شروط جديدة لصالح استمرار المقاومة، وأن يكون نجح في تعديل موازين قوى الصراع مع إسرائيل وأن يكون استمرار سلاحه اكتسب في السياسة معنى إضافياً. بكلام آخر، ان معيار الانتصار في السياسة، هو أن يكون نجح في فتح آفاق جديدة محلياً وعربياً ودولياً، وليس فقط أن يكون نجح في الاستمرار في الوجود على "قيد الحياة".

وفقاً لهذا المعيار، فإن الأمور تقاس بنتائجها. وتكراراً فإن النتيجة السياسية لحرب تموز تتجسّد في القرار الدولي رقم 1701. وهذا القرار الذي أعطى غطاء دولياً لـ"الدولة" وسلطتها وسيادتها على كامل الأرض اللبنانية حتى الحدود الدولية جنوباً، وكرّس حضوراً أمنياً دولياً لم يسبق له مثيل، وأدى إلى تدويل المسألة اللبنانية في جانبها المتعلق بالصراع مع إسرائيل، لا يفسح في المجال أمام المقاومة.

بقاء السلاح أو زيادته ليسا معياراً سياسياً

ففي ظل انتشار الجيش في الجنوب بقوة، وفي ظل انتشار معزّز للقوات الدولية، "يستحيل" تصوّر إمكان استمرار المقاومة، مثلما "يستحيل" تصوّر إمكان إقدام "حزب الله" على المغامرة بصدام مع الجيش و"اليونيفيل". لذلك، فإن المفارقة هنا هي ان "حزب الله" يحدّثـ"نا" عن "الانتصار" لكنه لا يحدّثـ"نا" عن كيفية استمرار المقاومة في الظروف الجديدة. هو في العلن يكابر. يرفض التسليم بحقيقة ان الظروف تغيّرت، وانها بتغيّرها أطاحت استراتيجيته. وقد أطيحت استراتيجيته، تماماً عندما لم يعد للسلاح معنى سياسي محدّد. لكن "حزب الله" عندما يتحدث عن "الانتصار"، يقول ان من علائمه انه نجح في فترة قياسية في استعادة بنيته العسكرية، الصاروخية على وجه الخصوص. ويغيب عنه هنا ان المسألة ليست عددية، بل هي مسألة تتعلق بـ"الإمكانية". فقد يكون لدى الحزب مئة صاروخ يستطيع استخدامها، وقد يكون لديه عشرون ألفاً ولا يستطيع استخدامها.

الواقع الراهن يفيد إذاً ان "حزب الله" بالرغم من الكلام الكثير والكبير عن "الانتصار" خسر استراتيجيته، أي فقد في السياسة إمكان الاستمرار في مشروعه المقاوم. وإذا كان البعض انتقد فريق 14 آذار لتسليطه الضوء مع نهاية العدوان الإسرائيلي على مسألة سلاح "حزب الله"، فإنه قد يكون محقاً على اعتبار ان السلاح "نتيجة" فضلاً عن أن لا شيء اسمه "نزع" السلاح. بيد ان الموضوع في "جوهره" يتعلق بالجدوى السياسية لهذا السلاح في ظل المتغيّرات السياسية الجوهرية والاستراتيجية.

محاولة الهروب من المحاسبة

السبب الأول لرفض "حزب الله" الحوار وقطعه الطريق عليه هو مكابرته حيال خسارته استراتيجيته في ضوء النتائج السياسية "الفعلية" لحرب تموز. أما السبب الثاني، وهو التتمة المنطقية للأول، فيتعلّق بمحاولة الهروب من المحاسبة. يفترض ان "حزب الله" يعرف ان أي حوار قد يتم، لا بدّ له منطقياً أن يكون حواراً متكافئاً. ليس من حق الحزب أن يفرض على الآخرين ما يريد. وليس من حقه أن يجري تقويماً لمواقف الآخرين وأدائهم وأن يكيل لهم الاتهامات، وأن يمنع الآخرين من تقويم مواقفه وأدائه.. حتى لو كان كثيرون "يتفهمون" انه يهرب من محاسبة نفسه إلى مهاجمة الآخرين، أي حتى لو كان كثيرون "يتفهمون" مشكلته. ويفترض ان "حزب الله" يعرف أيضاً ان "أصل" التوتر السياسي في البلاد هو ما أدى إلى حرب تموز، وما أدت حرب تموز إليه. ويفترض انه يعرف كذلك ان مطالبته بما يسمّى "حكومة وحدة وطنية" مبنية على حيثيات لديه ليست مسلّمات عند أحد.. لا بل هي "الصيغة السياسية" لهروبه من الاعتراف بالوقائع الجديدة بالرغم من انه ساهم هو نفسه في ايجادها، ولهروبه من التوصل إلى مشتركات مع الآخرين. وليس أسهل، للهروب، من رمي الاتهامات على الآخرين وتصديقها.

المكابرة و"التحايل" على الوقائع

هذا على صعيد قراءة الأسباب التي تضع "حزب الله" في موقع رفض الحوار وقطع الطريق عليه، حيث تم تسجيل سببين رئيسيين. وهنا يحضر السؤال الثاني: لأي هدف سياسي يطرح "حزب الله" ما يسمّى "حكومة الوحدة الوطنية" التي يرفض الحوار بشأنها ويقطع الطريق على أي تسوية متكاملة بخصوص الوضع السياسي برمته؟

من نافل القول ان وراء هذه المطالبة موقفاً للنظام السوري من ناحية وان ثمة مسايرة من جانب الحزب لحسابات هذا النظام ومصالحه في ما يتصل بالمحكمة الدولية وغيرها من ناحية ثانية. بيد ان لحزب الله حساباً خاصاً في هذا المجال، وإن كان لا يجوز إغفال التعطيل الذي تلحقه أولويات الحزب بالمحكمة الدولية.

فالحزب المكابر في الاعتراف بالوقائع الجديدة بعد حرب تموز والتي جعلته يخسر استراتيجيته، وبدلاً من أن يجري مراجعة لـ"الموقف" ويفتتح مساراً من التكيّف مع المعطيات ويخطو باتجاه علاقة سليمة بالعمل السياسي، يحاول "التحايل" أو "الالتفاف" على الوقائع والمعطيات.

حقيقة الأمر ان الحكومة الحالية لم تخطئ حيال "حزب الله". وحقيقة الأمر ان كل مواقفها وقراراتها كانت بالتشاور معه. وحقيقة الأمر أيضاً ان المعركة التي خاضتها من أجل وقف العدوان الإسرائيلي بشروط "متوازنة" و"ملائمة"، هي ـ أي هذه المعركة ـ التي جعلت الرئيس نبيه بري يصفها بأنها حكومة "مقاومة سياسية".

الهدف "الفعلي": السيطرة على قرار الدولة لا أساس للمطالبة بتغييرها أو بإسقاطها بمقياس أدائها خلال الحرب. ولذلك فإن الاتهامات التي يطلقها "حزب الله" في هذا المجال بالتحديد ليست "حقيقية". فالهدف "الفعلي" من وراء المطالبة بإسقاط الحكومة، لا يستطيع "حزب الله" شرحه علناً، ولذا فإنه يطلق سهامه باتجاه موضوع آخر.

والهدف "الفعلي" هو السيطرة على القرار السياسي للدولة.

والسيطرة على القرار السياسي للدولة تعني السيطرة على القرار السياسي للمؤسستين العسكرية والأمنية. فالقرار السياسي المعطى للجيش في الجنوب واضح ويقضي بحماية الجنوب من الاعتداءات الإسرائيلية، ويقضي بالتصرّف على أساس ان الجيش هو القوة اللبنانية الشرعية الوحيدة في الجنوب، وذلك بالاستناد إلى اتفاق الطائف والدستور. وإلى ذلك، فإن الجيش ينتشر في الجنوب بمؤازرة من "اليونيفيل" المعزّزة بموجب القرار 1701، أي ان الجيش اللبناني مكلّف بتطبيق هذا القرار الدولي. ولا يستطيع الحزب الاعتراض على ذلك علناً. ذلك ان الـ1701 هو المحصّلة السياسية لحرب تموز، أي انه محصّلة موازين قوى سياسية داخلية وإقليمية ودولية. ولا يستطيع مهما تحدّث عن تحويل "اليونيفيل" عن مهامها أن يضيّع حقيقة ان ما يجري تنفيذه اليوم هو لمصلحة لبنان ولمصلحة حمايته من إسرائيل. وعلى هذه الخلفية فإن ما "يضمره" الحزب هو السيطرة على القرار السياسي.. على أمل التصرّف بقرار المؤسسة العسكرية و"الانقلاب" على الـ1701 "يوماً ما".

والثلث المعطّل في الحكومة هو سيطرة على القرار السياسي ولو سلباً. ووضع البلاد أمام فراغ دستوري هو كذلك أيضاً. وإلا فما معنى تهديد "حزب الله" بالاستقالة من الحكومة ومن المجلس النيابي؟ وما معنى أن يهدّد بالمضيّ في كل محاولات إسقاط الحكومة حتى لو حصلت أزمة حكم؟

ان الهدف السياسي "الفعلي" هو السيطرة على القرار السياسي للدولة. وهذا ما لا يمكن إعلانه على المكشوف. و"المؤسف" ان "حزب الله" يبني هدفه "الفعلي" هذا على "الانتصار". فحتى لو كان ثمة انتصار، فإن الانتصار على العدو لا ترجمة له في الداخل الذي يخضع لقواعد "لعبة" مختلفة.

الانقضاض على الطائف

لا حاجة بعد ذلك إلى الاسترسال كثيراً في البحث بين ما يعلنه "حزب الله" من مواقف وأهداف وبين ما يضمره منها. بيد ان الكثيرين إضافة إلى ما سبق ذكره يشتبهون بأن ثمة هدفاً أبعد هو الانقضاض على اتفاق الطائف ونظام الطائف من خلال ايجاد حال من الفوضى واللاإستقرار. فليس صدفة أن يكون "حزب الله" على رأس تحالف يشكّل الاعتراض على الطائف القاسم المشترك الرئيسي فيه.

وربما لا حاجة إلى نصح "حزب الله" بأي شيء. لقد نُصح سابقاً، ولفت نظره إلى طبيعة الاجتماع اللبناني، ما يحتمله وما لا يطيقه. قيل له احتسب هنا واحتسب هناك. وذُكّر بتجارب أخرى انتهت بأصحابها بالرغم من نواياهم الطيّبة إلى أن يكونوا عابرين في مرحلة من تاريخ بلدهم. لكن "حزب الله" لم يُعِر أي اهتمام.. وهذا شأنه.

على ان "حزب الله" يجب أن يشعر وأن يلمس ان طلب 14 اذار الحوار معه ليس استجداء ولا ضعفاً. ان الحوار مصلحة لبنانية، وفيه مصلحة له هو مثل سواه وربّما قبل سواه. ولهذا الحوار، كل حوار، أصول. ولا يكون طرفٌ ما قوياً حتى لو كان مدججاً بالسلاح حتى الأسنان، ما لم يكن في استطاعته الحوار لا الشتم والاتهام. وهذا النوع من القوة لا يخيف أحداً حتى لو كان يُحبط شعباً وشبابه. وحدهما قوة الحجة وقوة "الحق" تضعان الجميع أمام مسؤولياتهم. وأخيراً، لا يفعل قول قياديي الحزب انهم لا يريدون حواراً لتضييع الوقت سوى انه يزيد الاشتباه بالاستعجال الذي يطبع سلوك "حزب الله" الذي يبدو وكأنه يريد استباق "شيء ما" في الأفق القريب.

هي دعوة إلى "كلمة سواء" و"دفعٌ بالتي هي أحسن".. وليست إنذاراً ولا استرضاءً ولا ضعفاً.

حزب الله استتثمر 1.5 مليار دولار استعدادا للحرب ومقاتلوه كانوا ينقلون الأسلحة على ظهر حمير

تقرير استخبارات ومسؤولون إسرائيليون يعترفون: دخلنا حرب لبنان بدون استراتيجية أو خطة خروج

الشرق الاوسط - 2006 / 10 / 22

بعد مرور يومين من الهجوم المضاد الإسرائيلي ضد حزب الله في الصيف الماضي، كان المسؤولون الدبلوماسيون والعسكريون الإسرائيليون منقسمين حول استراتيجية الحرب.

ففي 14 يوليو(تموز) وفي الوقت الذي كانت فيه الطائرات الإسرائيلية تستعد لقصف جنوب بيروت، قدمت وحدة الأبحاث في فرع الاستخبارات العسكرية تقريرا الى كبار المسؤولين الإسرائيليين يشكك في قدرة خطة الحرب على تحقيق أهداف الحكومة.

وتوصل التحليل، طبقا لمسؤول كبير في وزارة الخارجية اطلع عليه، الى ان حملة القصف الكثيف والحملات البرية الصغير الجارية آنذاك ستؤدي الى «عائد متقلص» خلال ايام. وذكر التحليل ان الخطة لن تؤدي الى الإفراج عن الجنديين الإسرائيليين لدى حزب الله ولا تخفض الهجمات الصاروخية للحزب الى اقل من مائة صاروخ يوميا.

وقد تبين مدى صدق هذه النتائج المبدئية عند انتهاء الحرب بعد مرور 31 يوما.

وقال مسؤول وزارة الخارجية الذي اطلع على التقرير «السؤال الذي نريد معرفته حتى هذا اليوم هو لماذا اختارت القوات المسلحة بديلا لا يتضمن استراتيجية خروج لم تكن لديهم مثل تلك الاستراتيجية، طبقا لما اعرفه؟».

وأظهرت مراجعة الأيام الأولى من الحرب أن قادة الحكومة الإسرائيلية المنتخبة حديثا شنوا حملة عسكرية واسعة النطاق بدون استراتيجية واضحة حول كيفية إنهائها. كما كشفت انه في الوقت الذي توقع فيه المسؤولون العسكريون مواجهة قوة مقاومة قوية، فإن الضباط الذين كانوا على الجبهة دهشوا من كيفية مدى استعداد حزب الله.

وهذه المعلومات تم الحصول عليها من مقابلات مع قادة عسكريين اسرائيليين ومسؤولين سياسيين كبار ومن دبلوماسيين وجنود، بالإضافة الى زيارة للمكان الذي بدأت منه الحرب. وتتولى عدة هيئات إسرائيلية التحقيق في كيفية إدارة القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية للحرب، ونتائج مثل هذه التحقيقات يمكن ان تحدد مدى بقاء حكومة رئيس الوزراء ايهود أولمرت في الحكم. ورفض الجنرال ايدو نهوشتان رئيس التخطيط العسكري التعليق مباشرة على تقييم وحدة الأبحاث. ولكنه اعترف بالنتيجة قائلا «نعم أنت محق، في لحظة من اللحظات وصلنا الى نقطة العائد المتقلص». وأضاف «لكنك لا تعرف مدى سيقع ذلك الانشقاق». وفي 12 يوليو (تموز) الماضي مرت سيارتان من طراز هامفي على مقربة من عدة ياردات من كمين لحزب الله. كانت حفرة في الأحراش، فوق الطريق الذي تستخدمه الدوريات العسكرية الإسرائيلية. كان معسكر حزب الله المخفي مجهز بالطعام وأجهزة الراديو والبنادق والصواريخ المضادة للدبابات، وإشارات الوحدات الإسرائيلية. وأطلق مقاتلو حزب الله النار على الدورية الإسرائيلية قبل الساعة التاسعة صباحا بعدة دقائق عبر طريق بعيد في الطريق المسور، وقد شاهد الليفتنانت كولونيل اشاي ايفروني، نائب قائد لواء برام، لشهور طويلة، الحمير التي تحمل أكياسا عبر الجانب الآخر للحدود، يقودها مجموعات من الرجال الذين يبدو انهم من المزارعين اللبنانيين. وقال «كنا نعتقد أنها أسمدة»، في إشارة الى الأكياس. وتبين له في ما بعد انها أسلحة ومعدات. وقال عن مقاتلي حزب الله «هذا ما تتعلمه في مدرسة المقاومة. يحتاج الأمر لوقت طويل».

ولاحظ ايفروني أن مسلحي حزب الله قد ازدادوا شجاعة ، وفي 28 مايو (أيار) أطلق المقاتلون دفعة من صواريخ الكاتيوشا نحو المدن الاسرائيلية الساحلية. وأوضح ايفروني،41 سنة، الذي قضى معظم حياته في المناطق الشمالية «لقد شعرت بتغير بعض الشيء».

في الساعة العاشرة إلا ربعا من صباح 12 يوليو جلس رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت عبر المنضدة مع نعوم وأفيفا شليط اللذين حضرا لمقابلته لمعرفة كيف سيفرج عن ابنهما، الذي أسره الفلسطينيون الراديكاليون خارج قطاع غزة قبل أسبوعين ونصف الأسبوع.

ودق مساعده العسكري على الباب قبل ان يدخل مكتب رئيس الوزراء ويقدم له ورقة صغيرة.

واحتوت الورقة على أخبار الكمين (في إشارة الى عملية حزب الله وأسر الجنديين). وانتقلت كلمة «هانيبعل» وهي كلمة شفرية تعني جندي مأسور، عبر التسلسل القيادي العسكري.

وقال أولمرت وهو يقدم الورقة الى نعوم شليط «أعتقد انه يجب قراءة ذلك أيضا»، طبقا لمدير الاتصالات في مكتب رئيس الوزراء أساف شريف الذي كان شاهدا على أحداث ذلك اليوم.

وأدت شيفرة هانيبعل الى مراقبة جوية على الفور وغارات داخل لبنان للحد من قدرة حزب الله على نقل الجنود. وذكر مسؤول إسرائيلي كبير «إذا عثرنا عليهم سنضربهم، حتى لو كان ذلك يعني قتل الجنديين».

واستدعى أولمرت حكومته لاجتماع عاجل ذلك المساء في المقر العسكري في تل ابيب.

وقبل الساعة السادسة مساء، وصل اولمرت الى المقر. ولمدة ساعتين قدم جنرالاته وكبار رجال الاستخبارات خطة لضرب الطرق والجسور والمطارات اللبنانية وغيرها من البنية الأساسية ولا سيما في الجنوب الشيعي. وأعقب ذلك اجتماع لمجلس الوزراء، استمر حتى منتصف الليل.

وأشار أكثر من مسؤول الى نزاعات بين الوزراء حول مدى رد الفعل. وخلال ساعات أصبح هناك حصار بحري وجوي للبنان. الا ان أولمرت الذي انتخب في مارس (آذار) الماضي والذي لم يشغل على الإطلاق منصبا امنيا، عبر عن قلقه بخصوص رد فعل حزب الله.

وقال مسؤول إسرائيلي بارز حضر الاجتماع انه يريد ان يعرف ماذا حدث في الشمال، وقال إن الكل في ذلك اليوم كان مؤيدا للحرب. وأصيبت الكثير من الأهداف في الساعات الأولى، بما في ذلك العديد من منصات إطلاق صواريخ «حزب الله» البعيدة المدى خلال فترة الـ 34 دقيقة. إلا ان صواريخ حزب الله بدأت بعد وقت قصير تتساقط على مختلف مناطق شمال اسرائيل. الخطة الإسرائيلية للهجوم على جنوب لبنان أطلق عليها «حجارة النار». وأعيد النظر في المنهج بصورة عامة بمرور السنوات لكنه لا يزال يعتمد على قوة الغزو الأرضي لأربع فرق عسكرية. لكن الجنرال دان حالوتس، رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي وضع تلك الخطة جانبا وآثر التركيز على القوة الجوية.

وكان الجنرال حالوتس ، الذي يعتبر اول جنرال من القوات الجوية يقود الجيش، يأمل في ان تؤدي الهجمات الى إثارة المسلمين السنة والمسيحيين اللبنانيين ضد «حزب الله». ويقول نيحوشتان، مسؤول التخطيط الاستراتيجي بالجيش الاسرائيلي انهم لن يستطيعوا محاربة لبنان كدولة وان السبيل الوحيد لوقفهم هوتوجيه اللوم ومسؤولية الهجمات اليهم. بالنظر الى رد «حزب الله» على الضربات الصاروخية اعتقد بعض المسؤولين الاسرائيليين ان الحرب البرية الكبيرة امر حتمي ويجب ان تبدأ قريبا. إلا ان نيهوشتان، الذي كان في ذلك الوقت جنرالا، قال ان عملية «حجارة النار» فقدت اهميتها عقب انسحاب سورية من لبنان العام الماضي، وأضاف قائلا ان تكتيكات حزب الله الخاصة بحرب العصابات تتطلب نهجا مختلفا. وطبقا لتقديرات استخباراتية اسرائيلية استثمر حزب الله 1.5 مليار دولار خلال السنوات الست السابقة تحضيرا للحرب بمواد ومساعدات لوجستية من سورية وإيران، التي تستغل حكومتها حزب الله لاستعراض قوتها في العالم العربي. إذ جرى تخزين الأسلحة في الأنفاق والمخابئ الأرضية والمنازل أيضا، وهذا يمثل بالطبع كابوسا لجيش تقليدي في عصر انتقال الأخبار عبر العالم في ثوان فقط. وقال الضباط ايضا ان الضربات الجوية الإسرائيلية على بعض المخابئ ومواقع الصواريخ القصيرة المدى كانت اقل فعالية مما خطط لها. كما ان اللبنانيين لم يثوروا ضد حزب الله كما كان يأمل الإسرائيليون. وزيرة خارجية إسرائيل، تسيبي ليفنه، كانت واحدة من الذين ايدوا في البداية توجيه ضربة عسكرية لحزب الله، متأثرة بأحداث وقعت في غزة في وقت سابق عندما اسر جندي إسرائيلي بواسطة فلسطينيين.

وقال بعض من كبار مساعديها إن هناك قضايا اكبر. وانه يجب على اسرائيل توجيه ضربة قوية لحركة حماس، المتورطة مع تنظيمات أخرى في عملية اسر الجندي، ومحاولة التركيز على الضغوط الدولية على مؤيدي حماس المتطرفين في كل من سورية وإيران. لم تتفق ليفنه مع مستشاريها تماما في ذلك الوقت، ولكن عندما شن «حزب الله» هجومه تراجعت بسرعة وأعلنت عن موافقتها. يقول مسؤول بارز بوزارة الخارجية الإسرائيلية إن 12 يوليو كان اليوم الذي وافقت فيه على رأيهم الذي طرحوه لها قبل أسابيع، وأضاف قائلا ان تلك كانت حادثة تتطلب التصرف والحسم، وإنهم إذا سمحوا بمرورها من دون عقاب فإنها ستؤدي الى المزيد من عمليات الخطف.

انهار الإجماع الداخلي الذي تحدث عنه القادة الإسرائيليون مع تقييم الاستخبارات العسكرية. وقال مسؤول رفيع بوزارة الخارجية إن ليفنه تلقت تنويرا حول التقرير الساعة الثانية بعد ظهر 14 يوليو وأصدرت فورا تعليمات لطاقمها للبدء في صياغة استراتيجية خروج دبلوماسية. خلال الايام التي تلت تلك الأحداث واصلت الحكومة الإسرائيلية بقيادة أولمرت التصويت بغرض توسيع رقعة الحرب في لبنان طبقا لمقترح حالوتس. وفشلت اسرائيل في وقف صواريخ حزب الله وتجنب القصف الاسرائيلي وقوع عدد كبير من الضحايا في جانب اسرائيل، وهي خسائر كان من الممكن ان يتسبب فيها الغزو الأرضي الرئيسي.

تجاوزت إسرائيل في 11 أغسطس (آب) الحملة الجوية ودفعت بالآلاف من أفراد قواتها عبر الحدود الى داخل لبنان في الوقت الذي بدأ فيه الجدل حول قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. كان هدف تلك القوات تدمير كاتيوشا «حزب الله» القصيرة المدى التي لم تستطيع القوات الجوية الإسرائيلية القضاء عليها.

وبعد ثلاثة ايام توقفت القوات الاسرائيلية عقب قبول حكومة أولمرت شروط وقف إطلاق النار ـ وهي فترة قتل خلالها 35 جنديا إسرائيليا، أي حوالي ثلث الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في الحرب. ويقول نيهوشتان في هذا السياق: «أدركنا انه يجب علينا ان نفعل ذلك على الأرض. وتركت العملية غير مكتملة».

مشاؤون سلكوا دروبها شغفاً بالطبيعة على "درب الجبل اللبناني"

بسكنتا أرض "ناسك الشخروب" و"صخرة طانيوس"

المستقبل - الثلاثاء 24 تشرين الأول 2006 - تغريد عبد الله

... من وادي الجماجم السحيق، نعبر بتغرين ومنها الى بسكنتا، البلدة التاريخية العريقة الرابضة عند قدمي جبل صنين.. وما ان تصل حتى تتسع بساتين التفاح والكرز والدراق، والتي لا يمكن وصفها بالبساتين، إذ تتخللها اشجار الصنوبر والسنديان والشربين. تواصل السير في تلك الطريق الملتوية التي تحوطها اشكال صخرية، يعجز أفضل نحات عن أن يقوم بمثلها، وبيوت حجرية عتيقة..

في هذا الصعود الدائم، بداية نحو "مزار" الأديب ميخائيل نعيمة، مدفنه ونصبه، تستحضرك ذكرى أدباء بسكنتا الكبار، امثال أمين معلوف ورشيد أيوب وعبد الله غانم وسليمان كنفاني.. وتفهم حنين رشيد أيوب الى بسكنتا وحنينها "يا ثلج قد هيجت أشجاني"، ودعوة ميخائيل نعيمة رفيقه جبران الى شخروبها، وتعلق عبد الله غانم بها وبصباها.. تصل الى معلم نعيمة، ليطل عليك وجهه. ومن قلب صخرة رمادية شاهقة من صخور صنين، بارتفاع ثلاثة أمتار وربع المتر، تبدو فيها أسارير وجهه وكأنها في لحظة تأمل وتفكر. تطل على مدفنه المتواضع الذي تمناه نعيمة في أرض العائلة. "وجه نعيمة نحته الفنان عساف عساف"، يقول الدكتور نديم نعيمة، ابن شقيق الأديب الراحل، و"مدفنه أيضاً نحته عساف على شكل باب يدهم بالقدم، وجعله مفتوحاً على نحو جزئي. بناء على وصية نعيمة، الذي قصد بأن لا حاجز في المعنى الحقيقي بين الموت والحياة، إذ أن الموت فقط خطوة تليها خطوات أخرى في حياة أخرى..

المعلم اليوم صار، مزاراً لعشاق نعيمة وأدبه وفكره. وها هو منزله، نزولاً بضعة امتار عن مدفنه، يضيف الدكتور نديم.

تنطلق من تلك البقعة المميزة "بصفاء الضوء"، كما وصفها نعيمة في الكثير من تأملاته في الطبيعة، والتي أطلق عليها فيما بعد أسم كهف الشخروب والفلك.. ولهذا لقبه توفيق يوسف عواد بـ"ناسك الشخروب" حيث هناك في تلك الخلوة الطبيعية، وضع معظم مؤلفاته. تنحدر قليلاً نحو منزل نعيمة، معلم من معالم هندسة الربع الأول من القرن. حجارته من "شخروب" ميخائيل نعيمة، ورصف حجارته بناء من بسكنتا عام 1939.

في باحة البيت، شجرة جوز عملاقة عمرها أكثر من مائة عام. ويقول الدكتور نديم، أن نعيمة كان يقبلها صباح كل يوم..

منزل نعيمة

من منزل نعيمة تنحدر نزولاً نحو الوادي السحيق في طبيعة هانئة تسبّح الخالق. جبال وأودية ومواقع طبيعية تستقطب الكثير من الهواة والسياح الذين يهربون من المدن المكتظة والفنادق الضخمة، للمشي بين الأشجار والأنهر والحصول على بعض المغامرة.

نمشي ساعات تحت أشعة الشمس في دروب الضيعة العتيقة وفي بساتينها وبين أشجارها، في هدوء ساحر لا يعكر صفوه أحد.. ويقطع عليك الهدوء هذا، القائم على الرحلة باسكال عبد الله يزودك بكل ما يحوطك من معالم تاريخية ومن أسماء نباتات ومن حكايات وقصص عن هذه الكنيسة وعن هذا ا لحصن وهذه الصخرة.

يتحقق عندها هدف الرحلة في "مشي الدرب الأدبي"، فتعرف لماذا عاش في هذه المنطقة أمراء المردة، ولماذا تكبد الغزاة عناء اجتياز واد تعرف إحدى مغاوره بمغارة سيف الدولة، وتدرك كم طبعت سكينة تلك الروابي وهدؤها أدباء بسكنتا. وتشاهد خلال رحلتك البيئية ـ الأدبية، الترفيهية، بقايا هياكل الآلهة الرومان والتي لا يزال بعضها قائماً، كمعبد باخوس، إله الخمر في قناة باكيش.

تجتاز أراض زراعية وبساتين التفاح لتصل الى حيز هادئ منعش تكثر فيه أشجار الصفصاف، ما يدل على توافر المياه في تلك ا لبقعة. ربما يكون نهر بسكنتا، لكن من دون مياه في ذلك الوقت من السنة.

تلمح مغارة سيف الدولة، المغارة الأثرية القائمة في قلب الصخور، وتدور التكهنات بين أفراد المشائين عن سبب تسميتها بمغارة سيف الدولة، لكن من دون الوصول الى إجابة شافية.

وماذا عن آثار القصر المنيف للأمير سمعان، أمير المردة في "قمة الحصين"، والتي يدعوها أهل بسكنتا، من دون أن نعرف السبب بـ"قمة الحسين". ويخبرك باسكال بأن المؤرخ اسطفان الدويهي قال إن بطريرك الموارنة آنذاك عين الأمير سمعان ملكاً على كسروان، والقصر نفسه الذي لم يبق منه الا بعض الأحجار، كان الوكر الذي يلجأ اليه الأديب عبد الله غانم، كسب ما أخبرنا ولده القاضي غالب غانم.

في منازل الأدباء

في المساء، تقوم بجولة على منازل الأدباء، في منزل سليمان كتاني الذي يخبرك أين شقيقه عن مؤلفات هذا الرجل الذي لم ينصف كما يجب، الأمر الذي عبر عنه في أحد أقواله "انها جذوري التي أحيا بها الى الآن، تسرح تحت التراب وتتمدد فوقه، في عناق الشمس والريح".

ثم ننتقل الى منزل الأديب عبد الله غانم. ويستقبلنا ابنه القاضي غالب بترحاب كبير، ويبدأ في سرد سيرة والده الأديب والشاعر الذي امتهن الصحافة، مصدراً جريدة "صنين" الأسبوعية ومجلة "الدهر" الشهرية.

ويقول الدكتور غانم ان شعر والده تميز بالصفاء والتأمل الصوفي، وان السيدة فيروز غنت له إحدى قصائده مقتبسة من كتابه العندليب "دقت على صدري وقال لي فتحوا.. تاتشوف قلبي ان كان بعدو مطرحو".

يوم أمين معلوف

تتوجه من بسكنتا، نحو سيدة النياح في بقعاتة كنعان. وتلمح في طريقك المنزل الجبلي العتيق للأديب أمين معلوف. وفي خلال الطريق، تتعرف على معظم المعالم التي انتقاها الأديب معلوف من بلدته عين القبو. والقرى المجاورة لروايته الشهيرة صخرة طانيوس. فتمر بموقع الكمين الذي نصب للبطريرك في القصة.

ثم تزور دير مار سمعان حيث دفن البطريرك. ثم تتوجه مشياً على دروب رجل وطرق معبدة، فتشاهد بيت أبو كشك. ثم تمر في ساحة البلاطة في كفر عقاب، ثم تسير نحو الموقع المفترض لقصر الشيخ فرنسيس وعين الضيعة ومركز ميمونة للمنتوجات الريفية.

الجو ساحر في تلك المنطقة الشرقية لبسكنتا، تلفها الأشجار من الناحيتين، حتى تشعر انها لن تنتهي ابداً. تسير بين أشجار تكسو التلال وتنحدر نزولاً باتجاه وسط البلدة في عين قبو، متمتعاً بألوان الخريف وزخات المطر والبيوت القرميدية العتيقة التي ترقد وسط اخضرار قل مثيله...

وعن بعد تلمح صخرة طانيوس المفترضة، والتي وصفها معلوف بمقعد، جليل، متقعر، كأنه اهترأ في موقع المؤخرة، بمسنده الشاحف المستقيم المنسدل على الجانبين كالمرفق".

وبعد هذا التطواف في قلب الطبيعة، تقصد منزل الفنان الرسام جورج أوربان تلاحظ في منزله ارتباطه بالريف اللبناني وعاداته بحيث اختار منه معظم وجوه رسوماته ولوحاته، حتى إنه قدم 15 لوحة فنية تمثل الأديب ميخائيل نعيمة.

مشي الدرب الأدبي..

مشروع وطني

فكرة مشي الدرب الأدبي تندرج ضمن مشروع درب الجبل اللبناني، الذي تنفذه شركة "ايكوديت" بالتعاون مع جمعية (AFIC)، وتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ويهدف النشاط الى تجربة الدرب الأدبى مع أهالي بسكنتا وزائريها ليندرج هذا الأمر ضمن تطوير الدرب الأدبي الذي يربط المعالم الأدبية لكل من أمين معلوف وتحديداً كتاب "صخرة طانيوس" وميخائيل نعيمة وعبد الله غانم.

ويقول كريم الجسر، نائب مدير شركة "إيكوديت"، إن هذا المشروع الوطني، يهدف الى إحياء دروب لبنان العتيقة التاريخية، والتي محا الزمن الكثير منها، من أجل تحريك النمط الريفي وجذب السياح، ويكون بمثابة صلة وصل بين جميع اللبنانيين.

لبنان يعرف بدروبه الجبلية، يقول الجسر فهي تدل عليه. الا انها بدأت تمحى لأسباب طبيعية حيناً، وأخرى تتعلق بالنمط الحياتي حيناً آخر..

وهذه الفكرة ليست جديدة في تجارب العالم، ففي أميركا تم استحداث الدروب منذ أكثر من مائة عام لأهداف سياحية وبيئية. وفي فرنسا، ثمة محاولة للحفاظ على الدروب القديمة بالتوافق مع استحداث أخرى جديدة.

ونحن نحاول إحياء الدروب الصغيرة، وجعلها درباً طويلاً متواصلاً من شمال لبنان وحتى جنوبه بمسافة 300 كلم. ولهذا نحاول ربط الدرب بما يميز المنطقة التي يمر بها. فدرب بسكنتا مرتبطة بالدرب الأدبي، لما تعده هذه المنطقة من أدباء ومفكرين وفنانين. ولهذا قصدها أكثر من 35 شاباً ساروا في دروبها، زاروها ثم غادروها لكنها لم تغادرهم. بعبقها وترابها وأدبائها وحنينها