المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأربعاء 31/8/2006
مِن عِندِنا خَرَجوا ولم يَكونوا مِنَّا فلو كانوا مِنَّا لأَقاموا معَنا. ولكِن حَدَثَ ذلك لِكَي يَتَّضِحَ أَنَّهم جَميعًا لَيسوا مِنَّا. (من رسالة القديس يوحنا الأولى)

 

 

الجيش الاسرائيلي انسحب من جزء من القطاع الشرقي لجنوب لبنان
أ ف ب - 2006 / 8 / 30  انسحب الجيش الاسرائيلي من جزء من القطاع الشرقي لجنوب لبنان في البسطرة وكفرشوبا وشبعا الحدودية, على ما جاء في بيان من قوة الامم المتحدة العاملة في لبنان (يونيفيل). وقد اقامت قوة يونيفيل حواجز في هذه المناطق وستقوم بدوريات على طول الحدود للتاكد من ان الجيش الاسرائيلي لم يعد متواجدا فيها. وجاي في البيان ايضا ان يونيفيل تنوي بعد ذلك تسليم المنطقة الى الجيش اللبناني.  والاحد الماضي, كان الجيش الاسرائيلي لا يزال يحتل تسعة مواقع في جنوب لبنان بعد نحو اسبوعين على دخول الهدنة بين الدولة العبرية وحزب الله حيز التنفيذ, بحسب متحدث باسم الجيش اللبناني. ويحول وجود اسرائيل في هذه المواقع الذي ترافقه عمليات توغل محدودة النطاق ليلا داخل الاراضي اللبنانية, دون انتشار الجيش اللبناني على الحدود مع الدولة العبرية, وان كان سيطر منذ 17 آب/اغسطس على القسم الاكبر من جنوب البلاد الذي غاب عنه لعقود.  وفي القطاع الشرقي, اصبحت الوحدات اللبنانية على 150 مترا من الاسلاك الشائكة الاسرائيلية, لا سيما على بوابة فاطمة على الحدود. وهناك وحدات اخرى على بعد كيلومترين من الحدود جهة كفرشوبا والوزاني والمجيدية, وحتى على بعد كلم من شبعا والغجر, بحسب الجيش اللبناني. وقد اشترطت اسرائيل انسحابها من المنطقة الحدودية بوصول القوات الدولية.

مؤتمر دولي في ستوكهولم حول المساعدة الطارئة الى لبنان
أ ف ب - 2006 / 8 / 30
عقد غدا الخميس في ستوكهولم اول مؤتمر للاطراف المانحة لارساء اسس اعادة اعمار لبنان بعد الحرب التي شهدها اخيرا, ويهدف الى جمع نصف مليار دولار. ويتوقع مشاركة وزراء الخارجية والتعاون من حوالى اربعين دولة وممثلين عن حوالى عشرين منظمة دولية في اعمال المؤتمر الذي يستمر يوما. واطلقت السويد هذه المبادرة لتوفير مساعدة فورية مع اعلان وقف الاعمال الحربية بين اسرائيل وحزب الله اللبناني في 14 آب/اغسطس.  وترعى السويد هذا المؤتمر مع الامم المتحدة ولبنان الذي يشارك وفد وزاري مهم يرئسه رئيس الوزراء فؤاد السنيورة. واوضحت الوزيرة السويدية المنتدبة لشؤون التعاون كارين ياكتين التي سترأس مع وزير الخارجية السويدي يان الياسون المؤتمر, لوكالة فرانس برس "الهدف من المؤتمر هو تأمين اعادة اعمار سريعة وموقتة ليتمكن الاشخاص من معاودة حياتهم خلال هذه الفترة".  وقالت كاثلين كرافيرو المسؤولة في برنامج الامم المتحدة الانمائي ان الحاجات الملحة لللبنانيين تشمل "توفير العناية الطبية واصلاح الطرق والجسور الرئيسية وتفكيك المتفجرات". واضافت "اعادة النظام التربوي الى عمله الطبيعي ستستغرق عدة اشهر لكن يجب ارسال الاطفال الى المدرسة فورا الامر الذي يسمح بتخفيف الصدمة لدى الاطفال بعد نزاع كهذا".  ومن الاولويات ايضا اعادة بناء المنازل وقنوات الصرف وشبكة الكهرباء. وقالت يامتين "نظن اننا سنجمع ما يكفي من الاموال لمواجهة هذه الحاجات". وحتى الان كانت المداولات حول ارسال قوة دولية تحت لواء الامم المتحدة تحجب مسألة المساعدات الطارئة بعض الشيء. لكن لبنان تلقى مساعدات طارئة من المملكة العربية السعودية (نصف مليار دولار) والكويت (300 مليون دولار). وقررت الولايات المتحدة التي سيمثلها مدير المساعدة الدولية راندال توبياس تقديم مبلغ 230 مليون دولار في المجال الانساني واعادة اعمار البلاد.  وقد افرج حتى الان عن 49 مليون دولار. وستمثل فرنسا كاترين كولونا الوزيرة المنتدبة للشؤون الاوروبية. والحق الهجوم الاسرائيلي على لبنان الذي استمر من 12 تموز/يوليو الى 14 آب/اغسطس اضرارا مادية قدرتها السلطات اللبنانية بحوالى 3,6 مليارات دولار. وتفيد الحكومة اللبنانية ان 15 الف وحدة سكنية و80 جسرا و94 طريقا دمرت او تضررت خلال النزاع الذي تواجهت فيه الدولة العبرية وحزب الله الشيعي اللبناني. ومن المتوقع عقد مؤتمر اخر للاطراف المانحة لاعادة اعمار لبنان على المدى الطويل نهاية العام في بيروت.


اقتراح فرنسي إلى صفير بعقد مؤتمر ماروني يحضره لحود لاختيار خلفه
واشنطن وباريس: الحكومة اللبنانية خط دولي أحمر والمهزومون القابعون في المخابئ لا يملون شروطا من الملاجئ

لندن ¯ كتب حميد غريافي: السياسة
دعت كل من واشنطن وباريس حكومة فؤاد السنيورة في بيروت امس الاربعاء الى »عدم الالتفات الى مطالب عملاء سورية في لبنان بتشكيل حكومة جديدة يفقد فيها الحكم الديمقراطي الجديد ( قوى 14 آذار)سيطرته على شؤون البلاد ويعيد لبنان شيئا فشيئا الى الوصاية السورية تنفيذا لما ورد في خطب واحاديث بشار الاسد الاخيرة حول وجوب تسلم عملائه السلطة السياسية بعد نصرهم العسكري على اسرائيل لتحويل البلد الى حكم طالباني او فلسطيني حماسي«
ونقل ديبلوماسي عربي في واشنطن عن مسؤولين في وزارة الخارجية ونواب في الكونغرس الاميركيين» دعم الادارة الاميركية الكامل وغير المحدود للحكومة اللبنانية الحرة« وحضهم قوى الرابع عشر من آذار على »اللامبالاة بمطالب حزب الله والتيار العوني الاخير هذا الاسبوع باستقالة حكومة السنيورة وتشكيل حكومة جديدة او تعديل الحكومة الراهنة بالاتفاق مع الرئيس اللبناني اميل لحود تتحول فيها الاكثرية الوطنية الراهنة المدعومة من المجتمع الدولي بلا تحفظ الى اقلية تقع تحت سيطرة دمشق مرة اخرى«.
وقال المسؤولون الاميركيون ان »المهزومين من امثال سورية وحزب الله وايران والتيار العوني في حربهم الاخيرة مع اسرائيل لا يملون الشروط بل ان الشروط تملى عليهم وعلى قيادة حزب الله اولا ان تخرج من مخابئها اذا ارادت مع بشار الاسد وميشال عون وشراذم الاحزاب والمجموعات والفصائل العميلة لهم التشدق »بالنصر« على الاقل والتفكير بتغيير الحكومة«.
وذكر المسؤولون ان الحكومة اللبنانية الراهنة تعتبر من المجتمع الدولي وخصوصا من واشنطن وباريس ولندن خطا احمر لا يمكن المساس به وعلى من فقدوا خمس اراضي بلادهم لاسرائيل والقوات الدولية ودمروا لبنان وهجروا اهله الا يحاولوا تغيير الوضع القائم لانه مدعوم بأكثر من عشرة قرارات دولية صادرة عن مجلس الامن واخرها القرار 1701 المطلوب من حكومة السنيورة الاشراف على تطبيق بنوده بحذافيرها حتى ولو ظهرت امامها بعض العراقيل .. اما ان تأتي حكومة تابعة لسورية ترمي بهذا القرار في سلة المهملات فهو امر اخر يخطئ حزب الله وبشار الاسد وميشال عون مرة اخرى تقديراته كما اخطأوا في تقدير الرد الاسرائيلي على خطف الجنديين الذي دمر لبنان«.
وحذر مسؤولو الخارجية الاميركية التيار الوطني الحر« من اي مغامرة جديدة لتخريب السلم الاهلي في لبنان على غرار مغامرة اعلان رئيسه عون حرب التحرير على سورية في نهاية الثمانينات التي ادت الى تدمير نصف البلاد والى اصابته بالهزيمة الكاملة وفراره سرا الى فرنسا تماما كما ادت مغامرة حسن نصرالله بعد نحو 17 عاما الى تدمير نصف البلاد الاخر والى اصابته بهزيمة ما زالت حاشرة اياه في احد الانفاق تحت الارض حتى الان«.
وفي نفس هذا السياق نسبت اوساط سياسية لبنانية مقيمة في باريس امس الى مسؤول برلماني مقرب من القصر الرئاسي قوله ان احدا لا يمكنه تغيير الحكم اللبناني الديمقراطي الراهن بالقوة وان اوهام بشار الاسد ومحمود احمدي نجاد بالعودة الى الوصاية السورية ¯ الايرانية مرة اخرى ستصاب بالفشل الذريع كما كل اوهامهم السابقة خصوصا وان هذين القياديين اللبنانيين لم يعودا مؤهلين وطنيا بسبب ارتهانهما الكامل الى خارج حدود بلدهما حتى للمشاركة في المؤسسات التنفيذية والتشريعية اللبنانية العاملة لصالح الوطن السيد والمستقل والحر, ولن يسمح لهما المجتمعان الدولي والعربي بالإمساك بزمام الأمور في لبنان على غرار إمساك حركة حماس بالحكم الفلسطيني الذي أدى إلى الكارثة التي يعانيها الشعب الفلسطيني اليوم«.
وقال البرلماني الفرنسي: »إن نظام بشار الأسد الذي هو بصدد لفظ أنفاسه الأخيرة مع اقتراب صدور القرار الظني الدولي باغتيال رفيق الحريري وتشكيل المحكمة الدولية التي سيكون من بين »زبائنها« الرئيس السوري نفسه حسب معلوماتنا, يحاول إعادة تشكيل جبهة إرهابية من حلفائه وعملائه في لبنان بعدما خسر ورقته الوحيدة المتبقية في مزارع شبعا وكل منطقة الجنوب اللبناني التي كان يعتقد أنها ستعيد إليه جولانه المفقود, ولكن هذه المرة عبر إقامة نظام متكامل في لبنان بقيادة هذه الجبهة تكون على غرار دولة طالبان, وإن زينها بفسيفساء شيعية (حزب الله) ومسيحية (التيار العوني) ودرزية (طلال أرسلان) وسنية (عمر كرامي ونجيب ميقاتي وسليم الحص)«.
ونقلت الأوساط السياسية اللبنانية عن المسؤول النيابي الفرنسي اقتراحاً إلى البطريرك الماروني نصر الله صفير »واضع بنيان ثورة الأزر التي أخرجت السوريين من لبنان«, يقضي بعقد »مؤتمر ماروني موسع في صرحه البطريركي في بكركي يحضره اميل لحود للاتفاق على مصير الرئاسة الأولى واتخاذ قرار موحد باختيار بديل له من بين المجتمعين وإعلانه على الملأ والطلب إلى لحود تقديم استقالته تحت طائلة العزل الكنسي, بحيث يفقد منصبه والمخصص لهذه الطائفة تلقائياً سواء قدم استقالته أو لم يقدمها«.
وقال النائب الفرنسي: »إنه الأمر الأكثر إلحاحاً« في هذه الظروف الضبابية في لبنان, إن يأتي رئيس لبناني جديد من قوى 14 آذار يكمل نصف النظام القائم إلى جانب الحكومة والبرلمان, ويسدد خطى البلاد في الطريق الصحيح المدعوم من المجتمع الدولي والعالم العربي نحو سلام دائم«.

نظيم سري في الجولان يهدد بالتحول إلى "حزب الله"
دمشق-د.ب.أ: هدد تنظيم سري في هضبة الجولان السورية المحتلة بخطف جنود إسرائيليين بهدف مبادلتهم بالأسرى السوريين المعتقلين في سجون إسرائيل ما لم »تفرج سلطات الاحتلال عن الاسرى السوريين فوراً دون قيد أو شرط«. وقال بيان ل¯»رجال المقاومة الوطنية السورية في الجولان السوري المحتل« إنه »وبمناسبة مرور 22 عاماً على اعتقال أبطال حركة المقاومة السرية في الجولان السوري المحتل من قبل العدو الصهيوني, فإننا نجدد العمل وبذل كل مساعينا من إجل إطلاق سراحهم من سجون الاحتلال الصهيوني«.وكانت إسرائيل اعتقلت قبل 22 عاماً كلاً من بشير المقت وصدقي المقت وعاصم الولي وسيطان الولي وهايل أبو زيد الذي توفي قبل فترة متأثراً بأمراض خطيرة أصيب بها في السجن وذلك بتهمة المقاومة المسلحة وحكمت عليهم بالسجن 72 عاماً. وإضافة إلى الأسماء السابقة تعتقل السلطات الإسرائيلية بتهمة المقاومة 12 أسيراً سورياً. وقال البيان: »ندعو سلطات الاحتلال الصهيوني إلى الإفراج عن أسرى الجولان السوري المحتل فوراً دون قيد أو شرط, وإذا لم تستجب لهذا المطلب الإنساني والعادل سنتخذ التدابير اللازمة من أجل إطلاق سراحهم«. وألمح البيان بشكل غير مباشر إلى احتمال خطف جنود إسرائيليين لمبادلتهم بالأسرى السوريين وقال: »لن يكون النموذج اللبناني, نموذج حزب الله, ببعيد عنا في التنفيذ والإعداد من أجل إطلاق سراح أسرانا وأعذر من أنذر وإن غداً لناظره قريب«.
يشار إلى أن »رجال المقاومة الوطنية« هو تنظيم ينشط داخل الجولان المحتل وأن أعضاءه هم من سكان القرى الخمسة المحتلة في الجولان.


القس جاكسون غادر بيروت الى عمان

وطنية- 30/8/2006 (سياسة) غادر القس الاميركي جيسي جاكسون بيروت مساء اليوم متوجها الى عمان عبر مطار رفيق الحريري الدولي ، منهيا زيارته الى لبنان حيث قابل عددا من المسؤولين السياسيين والروحيين

النائب كنعان رد على الرئيس السنيورة حول المطالبة بتطبيق الطائف انتقائيا

حكومة الوحدة الوطنية لا تكون متناقضة ولا تقصي 70% من المسيحيين عن التمثيل

وطنية- 30/8/2006 (سياسة) تساءل عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان في حديث الى اذاعة "صوت الغد": "كيف يمكن ان نضع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في خانة حكومات الوحدة الوطنية، في حين ان 70 في المئة من المسيحيين غير ممثلين فيها؟". وأكد "ان التكتل لا يطمح الى كراس في حكومة متناقضة الاهداف". وسأل: "ما هو مشروع هذه الحكومة؟ القرار 1559؟ الحفاظ على سلاح المقاومة؟ خريطة طريق للقرار 1701 وكيفية تنفيذه؟". واعتبر انه "بعد مرور سنة ونصف السنة على الفشل الذريع تتحمل هذه الحكومة وهذه الاكثرية مسؤولية هذا الفشل ومسؤولية ايصال اللبنانيين الى الكارثة والحرب الاخيرة. اذا، حكومة الوحدة الوطنية والاتحاد الوطني ليست حكومة متناقضة ولا تقصي 70 في المئة من المسيحيين عن التمثيل فيها".

وسأل الرئيس فؤاد السنيورة ونواب "تيار المستقبل": "هل المطالبة بتطبيق الطائف هي انتقائية؟ وهل المطالبة بمرجعية الدولة هي ايضا انتقائية؟ في هذا السياق نسأل ايضا: الا يكفي اللبنانيين كل المآسي والتجاوزات للدستور ولأبسط قواعد الديموقراطية في مرحلة ما قبل 12 تموز خصوصا لجهة تكوين السلطة في لبنان على اساس قانون سوري يتعارض مع ابسط المفاهيم الديموقراطية، نسأل هل هذا الامر سليم ويؤسس لوحدة وطنية نص عليها اتفاق الطائف في اغلبية بنوده وخصوصا في مجال تأليف الحكومات؟". أضاف: "لقد قال الرئيس السنيورة في مؤتمره الصحافي ان اخضاع لبنان لقرار دولي 1701 هو مسؤولية من بادر الى الخطوة التي ادت الى الحرب ونحن نقول له بكل احترام: ان من اخذ لبنان رهينة مشروع مجهول الافق، من دون اي تفاهم داخلي، مغلبا منطق السلطة على منطق الدولة هو ايضا مسؤول وبدرجة اكبر عما وصلنا اليه اليوم، اما الادهى والاخطر فهو عدم شعوره بالحاجة الى اعادة النظر في هذه السياسة وفي هذا النهج رغم كل النتائج السلبية التي كادت تقضي على لبنان، لولا التفافنا والتفاف جميع اللبنانيين حول مشروع الدولة".

 وفي حديث الى قناة "الحرة" قال النائب كنعان: "ان مسألة الإعمار امر اساسي ويجب ان تكون من الامور التي تبحث بشكل جدي. وأسف لعدم مبادرة الحكومة حتى الآن لوضع خطة واضحة للاشراف والتنفيذ وطالبها بالبدء بالعمل الجدي والفعال بحسب الاولويات". أضاف: "اثناء الحرب وبعدها رأى الجميع تقصيرا هائلا من قبل الحكومة، وهيئة الاغاثة لم تتحرك بالشكل المطلوب. ومن واجبات الدولة ان تكون فاعلة وحاضرة بالامور الاساسية خصوصا اثناء الازمات، والا ما معنى وجود خطط انقاذية وهيئات عليا للاغاثة؟".

ورأى "ان الدولة تعني جميع الفرقاء على الساحة الوطنية، بمن فيهم حزب الله، لكن عدم التفاهم بين اللبنانيين هو ما يؤثر على قرار الدولة". اما عن مبادرة "حزب الله" لاعادة اعمار الضاحية والمناطق المنكوبة فقال: "ان المطلوب مركزية في الاشراف من قبل الدولة، شرط توفير الثقة للمواطن لكي يطمئن ان حقوقه لن تهدر". وأشار الى "ان مأزق لبنان هو في عدم تطبيق الدستور اللبناني"، متسائلا: "هل طبق الطائف الذين ينادون ويتغنون به؟ ألم يكن الاجدى بالسياسيين اللبنانيين بعد مضي 30 عاما من الوصاية السورية أن يشرعوا في إعادة بناء السلطة في شكل سليم؟ اذ ان الدولة الديموقراطية القادرة والعادلة وحدها كفيلة بتخطي المأزق، ولكن فقدان الثقة المطلوبة بين اركان الحكومة الواحدة سبب ضعفا للقرار اللبناني". وأردف قائلا: "الجميع يقر، بمن فيهم "حزب الله" في ورقة التفاهم التي وضعناها، إن مرحلة سوريا في لبنان كانت سيئة على اللبنانيين. ولكن نلاحظ انه في المرحلة التي تلتها، لم تبادر الحكومة الى طمأنة اللبنانيين لبناء الدولة المستقرة التي يرتاح لها الجميع، اذ بعد فترات طويلة من العزل والتهميش اعادوا تغليب منطق السلطة على منطق الدولة".

ورأى "أن مصلحة لبنان العليا تفرض علينا رؤية واحدة لخريطة طريق لبنانية، تشمل كل المستويات الانمائية والسياسية والأمنية، فبوجود استراتيجية لبنانية تنطلق من المصلحة العليا للشعب والوطن بإمكاننا مقارعة اي استراتيجية اخرى اقليمية او دولية. ما يلزمنا هو قراءة لبنانية واضحة لل1701، وعلى ضوئها نتعاطى ونتفاوض مع كل الدول المعنية". واعتبر "أن الدولة اللبنانية لا تواكب الشعب بقضاياه، فالحرمان يطاول كل المناطق، مما يفرض مشروعية واقعية موازية لها". ولاحظ "أن المسيحيين بما عانوه طيلة ال15 عاما من تغييب وإقصاء ما زال ساري المفعول، فالمشاركة والتوازن في السلطة غير متوفرين".

إنقاذ الفلسطينيين بعد إنقاذ لبنان
أحمد الجار الله- السياسة

الخطط المعتمدة من قبل الحركات والأحزاب الأصولية للوصول إلى السلطة والحكم أصبحت مكشوفة, وربما مفضوحة... هذه الحركات والأحزاب تبدأ بمهادنة الحكومات, وتعرض التعاون معها, وبعد أن تأمن على نفسها وعلى حيازتها للثقة الرسمية تنتقل, بموجب هذه الخطط إلى المشاغبة على السلطة, وإلى مباشرة التمرد عليها, وسحب بساط الجماهير من تحت قدميها, والاستيلاء على أدوارها, وفي الجزء الثالث من الخطط, وبعد أن تكون السلطة قد وهنت واشتعل رأسها شيبا تنقض هذه الحركات عليها, وتغتصب مكانها, وتتفرغ لحكم الناس بالحديد والنار والتزمت القاتل.
لقد شاهدنا هذا النمط الشرير في لبنان حيث هادن »حزب الله« السلطة, وشارك في الحكومة, وبعد ذلك تفرغ لبناء دولته الخاصة من أجل الشغب على الدولة اللبنانية واضعافها, ثم اغتصب حقوقها واستولى على قراراتها, واستفرد بإشعال الحرب مع إسرائيل وكانت النتيجة, عند سكوت المدفع, تجري في غير مصلحته, وضد اشرعة سفنه الممزقة.
النموذج الأصولي ذاته شاهدناه في الضفة الغربية وغزة.. هناك أفنت حركتا »حماس« و»الجهاد الإسلامي« عمريهما من أجل اضعاف السلطة الوطنية, وزاودت عليها »حماس« في الشارع, إلى أن تمكنت من الفوز بأكثرية مقاعد المجلس التشريعي, وبدلا من أن تشكل حكومة تحت مرجعية السلطة ورئيسها شكلت حكومتها الحركية الذاتية وجعلت مرجعيتها فئوية أنانية الأمر الذي أدى إلى إنهاك السلطة ومطالبتها بالانصراف لأن دورها انتهى وحان الوقت لشروق الزمن الأصولي المتزمت وغروب ما عداه.
في لبنان هذه الأيام انجلى غبار الحرب ومعاركها عن بروز السلطة وغلبة منطق السلطة, في الوقت الذي كابر فيه »حزب الله« لتدمير هذه السلطة ولو بآلة الحرب الإسرائيلية. اننا نرى الآن قرارات أممية تدعم السلطة, وإجراءات دولية لتعزيز وجودها العسكري, ولأول مرة, على كامل أراضيها من الشمال إلى الجنوب, ومن التخوم السورية إلى التخوم الإسرائيلية, ونرى كذلك تضافر الدول لدعم هذه السلطة ومساعدتها ماديا لإعادة إعمار البلد المنكوب, ولاعادة الخراف الضالة إلى أحضان الدولة وحمايتها من الذئاب الإيرانية السورية المتربصة... لقد أعاد العالم الاعتبار للسلطة اللبنانية المنتهكة من عقود, وبدأ بقواته المعززة بتجريد الخارجين عليها وعلى قوانينها من أظافرهم السامة, ومن خططهم المشبوهة, ومن عمالتهم للمرجعيات الأجنبية المأخوذة بوهم الخرافة.
رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة سمعناه أمس يتكلم بلسان الدولة اللبنانية المنتصرة, ويطمئن المنكوبين من اللبنانيين أن هذه الدولة هي التي تأخذهم الآن في حمايتها, وهي التي ستعيد إليهم بيوتهم المهدومة وتعوض عليهم مصالحهم وارزاقهم المهدورة على مذابح الآخرين, وكان سابقا لا يجرؤ على مثل هذا الكلام المباح خشية التعرض لألسنة السفهاء, ولتهديداتهم, ولارهابهم الفكري, ولتخويناتهم واتهاماتهم التي لا تراعي حدودا لضمائر, أو موانع لأخلاق, أو أوامر لدين.
ما حصل في لبنان, وعن طريق تدويل قضيته, لماذا لا يحصل الآن في الضفة الغربية والقطاع, كون المشكلة التي كانت هناك, لا تزال تفتك بالسلطة هنا? لماذا لا تصدر قرارات من مجلس الأمن تسمح بتشكيل قوة عسكرية أممية تعيد الاعتبار للسلطة الوطنية الفلسطينية وتقضي على الوجود المسلح لكل الخارجين على قوانين هذه السلطة, وتخرجها من براثن التلاعب الإيراني السوري الذي لا يأبه لدماء الفلسطينيين المسفوحة ولا لبيوتهم المهدومة.
نعم.. يجب نقل التجربة اللبنانية إلى فلسطين, ويجب ان تتوفر إرادة دولية حازمة تعيد للسلطة الفلسطينية اعتبارها وفاعليتها, وتدعمها بقرارات جديدة من مجلس الأمن توفر الحماية للشعب الفلسطيني من الخارجين على السلطة, والذين يتسببون لأبناء هذا الشعب بموت يومي لم يتوقف حتى هذا اليوم, حتى بات القتل هو الغاية والعدم هو الهدف.
ولنا أن نتصور أن رؤساء دول يتفقون على مبادلة الأسير الإسرائيلي شاليط بآلاف الأسرى الفلسطينيين, وحركة »حماس« تقبل بالاتفاق, فيأتي الأمر من بشار أسد إلى خالد مشعل, فينتهي كل شيء ويسقط, ومن أجل أن تستمر المجازر, وأن يستمر العدم يحصد الأرواح ويشرب الدماء. مطلوب إرادة دولية الآن, كما قلنا, تحمي هذا الشعب المظلوم من متاجرة »حماس« وجرائم إسرائيل, التي تدعي أنها تدافع عن نفسها, والخارجون على قوانين السلطة يعطونها المبرر, تماما كما أعطاها »حزب الله« المبرر لتحويل لبنان إلى ركام, والقائه في أتون الحرائق... بالإرادة الدولية نحمي الفلسطينيين وفي الوقت نفسه نوفر لهم سلطة قادرة وقوية وتنفذ التعهدات والاتفاقات, التي تعطلها حكومة »حماس« الفئوية, وزعيمها خالد مشعل القابع تحت إرادة النظام السوري في دمشق. لابد من اعتماد صيغة لبنان الدولية في فلسطين إذا كان السلام هو خيارنا.. هذا السلام الذي يجب أن تنفذه الإرادة الدولية, وبكل حزم. لو انتهى الوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة كما انتهى إليه الوضع في لبنان نكون قد قضينا على رأسي الأفعى في دمشق وفي طهران, وأنقذنا حياة الشعب الفلسطيني من الموت العدمي على أيدي الفصائل الخارجة على القانون وعلى أيدي إسرائيل على حد سواء.

نصرالله وستراتيجية الدمار في لبنان

منصور السعيدي -كاتب كويتى
اعترف حسن نصر الله " إنه ما كان ليأمر باحتجاز جنديين إسرائيليين لو أدرك أن الأمر سيؤدي إلى حرب , وقال لو كنا نعتقد, ولو بنسبة واحد في المئة , أن خطفهما سيؤدي إلى ذلك لم نكن لنقدم بالتأكيد على هذا الفعل " , هل يعقل أن يصدر هذا الكلام من شخص يتميز بالحكمة والعقل وعرف عنه الحنكة والذكاء? سوف أفترض أنني إنسان طيب وساذج , وأن الحياة كذلك طيبة وبسيطة وساذجة , وسوف أكون أكثر طيبة , وأنسى أن حسن نصر الله وحزبه الذي يدعي أنه لبناني تربى في حجر الأنظمة الحاكمة في إيران و سورية, سوف أنسى دائما تسفيهه لكفاح بقية فصائل المقاومة اللبنانية , سوف أنسى سيطرته بالسلاح على مناطق كاملة في الجنوب و ممارسته للإرهاب الفكري على سكان تلك المناطق من الجنوب , لن أسأل من أين يحصل على تمويله و لن أتكلم عن تجارة الحشيش في الجنوب و الأسلحة المهربة من إيران و الدعم الماضي و اللوجستى من سورية , و لن أتظاهر بالتعجب من وجود فصيل و حزب عسكري يتلقى تمويلا من دولة أجنبية و يعيش و يعمل داخل الأراضي اللبنانية, سأعمل جاهدا و أنا أحاول أن أنسى حسن نصر الله وهو يتهم كل من يخالفه بالعمالة لإسرائيل, سوف أنسى أن حسن نصر الله لم يكن ذا دور سياسي قوي قبل التسعينات قبل أن يتم اختياره أميناً عاماً للحزب لمجرد خبرته في مجال السمسرة مع النظام السوري والإيرانى, ولن أسأل ما إذا كان خطف جنديين إسرائيليين يساوى حياة اكثر من أربعين مواطنا لبنانيا عند نصر الله أم لا ....? , لن أسأل ما إذا كان نصر الله يهتم بوقف الحال وتراجع السياحة و الاقتصاد اللبناني و خراب البيوت? بالطبع هذه كلها أمور تافهه فالسيد نصر الله لن يهتم بجرسون المطعم الذي مات أبوه في الصباح , و لن يهتم أيضاً بوقف حال تاجر شاب لبناني يبدأ حياته , ولا حياة مواطنين كويتين قتلا في حرب لا ذنب لهم فيها , ونحو أكثر من ألف مواطن لبناني قتلوا خلال النزاع الذي استمر 34 يوما والذي أسفر عن تدمير معظم الجنوب اللبناني , كل هذا مجرد هراء حسنا دعوكم من قول حسن نصر الله بأن حربه هي حرب الأمة! انهاحرب إيران , وأعوانها في المنطقة , ولكن أريد أن أفهم فقط ما هي الهزيمة , وما هو الانتصار?
إذا كان تعريف النصر بناء على حجم الدمار الذي يلحقه طرف بآخر أو حسب حجم المذابح التي ترتكبها جهة ما في حق أخرى أو بالنظر إلى عدد العائلات التي يضطرها طرف للنزوح من بيوتها, فبكل تأكيد إسرائيل هي التي كسبت الحرب , وإذا كان النصر يقاس بتحقيق أهداف عسكرية محددة , فإن الأهداف التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية للعالم , من قبيل استعادة الجنديين وتدمير القدرات العسكرية لحزب الله والسيطرة على الأراضي الواقعة جنوب نهر الليطاني, ظلت تتغير باستمرار.
في نظري الحرب مأساة غير أن هذه الحرب تحديدا كانت من الفظاعة بمكان , لقد زج بالمعتدلين في منطقة الشرق الأوسط في هذه الحرب التي شنها المتشددون, فعادت بالضرر على الجميع من دون استثناء, الإسرائيليون واللبنانيون يبكون موتاهم. كما تضرر اقتصادا البلدين اللذين كانا يشهدان أحسن مواسمهما السياحية منذ سنوات, مئات الآلاف من الإسرائيليين واللبنانيين اضطروا للنزوح عن منازلهم لأكثر من شهر, لقد دمرت أملاكهم وأصيبت معنوياتهم بالإحباط. ومن ثم, فإن الندوب الغائرة التي سببتها الحرب ستظل موجودة لمدة طويلة ولا يمكن محوها بسهولة , كما تحطمت آمال محبي السلام , ورغم أن الحرب قد نالت من حزب الله, فإنه لا يزال يحتفظ بقدراته , لم يؤد وقف إطلاق النار لحل المشكلات العالقة, وبالتالي أتوقع أن يلقى المزيد من اليهود والعرب حتفهم في المستقبل.
هاهو العدو الإسرائيلي يدمر لبنان , في الوقت الذي يختفي فيه السيد حسن نصر الله في مكان مجهول , ليطل علينا معتبرا مجرد صموده انتصارا , وصموده هنا يعني عدم قتله , وهذا يشبه تصور صدام للانتصار في حرب الكويت , حيث اعتبر بقاء النظام انتصارا! فهل كل من يختفي منتصر? إذن هتلر الذي لا نعلم كيف مات أو قتل منتصر , واليابان بعد دمارها منتصرة , والصين القوية كانت متخاذلة لأن هونغ كونغ كانت مستعمرة من بريطانيا ولمدة تسعة وتسعين عاما , مثل عقد إجار منزل في لندن , أي استعمار ايجاري نحن نقتل , وندمر, ونهزم ولا يزال يخرج من بيننا من يقودنا إلى كوارث جديدة, وويل لمن يعمل عقله , لم نر أمة تنهض قبل أن تشخص واقعها , وتسمي الهزيمة هزيمة , والانتصار انتصارا لتعرف أين تذهب وكيف? ما أكتبه ليس بثا للإحباط , ولكنه صرخة للقول أفيقوا من هذا السبات أفيقوا لأجل هذه الأمة التي تذبح مثل الخراف في العيد.
* كاتب كويتى
KUWAIT73@MSN.COM
منصور السعيدي *
 

ال بي سي تعرض بالصوت والصورة الطيار الإسرائيلي اراد
بيروت – وكالات : 31/8/2006
تعرض المؤسسة اللبنانية للارسال (ال بي سي) -حصريا- في الخامس من ايلول/سبتمبر وثائقيا يظهر فيه الطيار الاسرائيلي رون اراد -بالصوت والصورة- وذلك للمرة الاولى منذ اعتقاله عام 1986 كما افادت المحطة في بيان الاربعاء.  واوضحت في البيان ان الوثائقي الذي يحمل عنوان -المقايضة الكبرى- يظهر -الطيار الاسرائيلي رون اراد بالصوت والصورة للمرة الاولى منذ اعتقاله سنة 1986-.  وكان اراد فقد في لبنان في 1986 بعدما اسرته حركة امل الشيعية حيا.  وتقول معلومات غير مؤكدة ان المسؤول عن جهاز الامن في حركة امل مصطفى الديراني الذي خطفته اسرائيل في لبنان في 1994 سلم اراد الى حزب الله الذي اعتقله في جنوب سهل البقاع (شرق). ويقال ايضا ان اراد فر خلال قصف اسرائيلي للمنطقة.  ونفى حزب الله خلال جهود قام بها وسطاء المان من اجل تبادل اسرى بين حزب الله واسرائيل ان يكون يحتجز رون اراد ووعد بالمساعدة على تحديد مصيره. وفي كانون الثاني/يناير من العام الجاري رجح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مقابلة تلفزيونية ان يكون اراد قد مات رغم انه -ليس هناك دليل حسي على ذلك-. ولم يشر البيان الى الجهة التي اعدت الوثائقي الذي سيعرض على جزئين في الخامس والسادس من ايلول/سبتمبر واكتفى بالاشارة الى ان الفيلم يتضمن -مقابلات حصرية وخاصة بشاشة ال بي سي اجراها فريق فرنسي مع مسؤولين اسرائيليين-. ويكشف الوثائقي الذي تعرضة ال بي سي -حصريا على اقنيتها الارضية والفضائية- تفاصيل -مقايضة 400 اسير عربي باربعة اسرائيليين جرت في كانون الثاني/يناير عام 2004-.  كما يتضمن الوثائقي -صورا حية عن عملية اسر الجنود الاسرائيليين الثلاثة عام 2000 (...) ومقابلة مع الضابط الاسرائيلي الحنان تاننبوم من مكان اعتقاله في لبنان- وهم الاربعة الذين شملتهم عملية تبادل الاسرى.
يذكر ان عملية التبادل هذه شملت مصطفى الديراني.


مخاوف غربية: حزب الله يعيد بناء الخنادق في الجنوب اللبناني
بيروت - خاص بـ : 30/8/2006
أعربت مصادر غربية مطلعة لـ عن - مخاوفها من شروع حزب الله في بناء خنادق جديدة تحت الأرض بعد أن كشف عن مخابئه القديمة - .
وقالت المصادر أن - حزب الله حرص بعد الحرب الأخيرة على تدمير عدد كبير من خنادقه لإظهار استجابته للقرارات الدولية والتي كان أخرها القرار 1701 الذي ينص على نزع سلاح الحزب - .
واعتبرت المصادر أن - كشف حزب الله لخنادقه القديمة ياتي في إطار التضليل الإعلامي الذي ينتهجه الحزب ، خاصة وأنه تعمد عرض المخابئ القديمة على شاشات الفضائيات -.
وحسب مصادر مطلعة ، فإن حزب الله بدأ بالفعل في بناء خنادق جديدة داخل المخيمات الفلسطينية تعتمد في الأساس على الممرات الطويلة .
وأرجعت المصادر اختيار حزب الله لمنطقة المخيمات تحديدا لكون الجيش اللبناني غير قادر على دخولها نظرا للتسلح الكبير للميليشيات الفلسطينية هناك .
وأكدت المصادر أن - عملية بناء الخنادق تعتمد على مساعدات وأموال مباشرة من إيران-.
 

عذر أقبح من ذنب

جورج الياس ‏-كاتب ومحلل سياسي
الاعتراف بالخطأ فضيلة... لكن! بعد فوات الأوان وبعد سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، إضافة ‏إلى الدمار الهائل والخسائر الفادحة التي لحقت بالوطن والمواطن، بعد هذا كله يصبح الاعتراف ‏بالخطأ خطيئة لا بل خطيئة مميتة!‏سماحة السيد حسن نصر الله، العالم، العلامة، المطّلع، المثقف والواعي دائما لشؤون البلاد والعباد، ‏الساهر على امن الوطن والشعب... هذا السيد وقع في خطأ تقدير حجم الرد الإسرائيلي على عملية ‏خطف الجنديين الإسرائيليين!! فكانت النتيجة كارثية ربما يعادل تسع درجات على مقياس ريختر ‏للهزات الأرضية!. ‏ذا الهروب من واقع الهزيمة التي أصبحت نصرا " على الطريقة العروبية" لا يتطلب اعتذارا من ‏الشعب، ولا اعترافا أمام الإعلام بالخطأ في حجم الرد، ولا الخطب النارية ولا التطمينات المالية ‏تجدي، كل ما يتطلبه هذا الواقع وهذه الحقيقة التي بدأت تنجلي مع جلاء غبار المعركة وظهور ‏النتائج العكسية شيئا فشيئا، اعترافا واضحا وردا مقنعا على جملة من الأسئلة البسيطة التي تراود ‏المواطنين خصوصا الجنوبيين ونيابة عن هؤلاء ( الأحرار غير الأحرار) نأمل من سماحته وقيادته ‏ومرجعيته ان يمتلكوا الجرأة ويتفضلوا بالإجابة بكل صراحة ودون مواربة والتفاف.‏
‏- تقولون ان قرار الحرب على لبنان كان متخذا ونحن فاجأنا الإسرائيلي بالتوقيت...‏إذا، انتم من بدأ الحرب، وقصفتم عشرات القرى والمدن الإسرائيلية بآلاف الصواريخ ثم تقولون لقد ‏فوجئنا بالرد، ولو قدرنا انه سيكون على هذا النحو لما بدأنا!!‏وهل كنتم تتوقعون أن تمطركم الطائرات بالورود والأرز؟أم توقعتم الهدايا من الدبابات؟ ‏أم رسائل الود والغرام من فوهات المدافع؟!‏أم باقات المعايدة من البوارج؟!‏‏- تقولون إن عملية اسر الجنديين جاءت لفك اسر سمير القنطار ورفاقه...‏وهل سمير القنطار "قاتل النساء والأطفال" يعادل 1200 قتيل و4000 جريح من الشعب اللبناني؟ ‏إضافة إلى حوالي 600 قتيل و1000 جريح من عناصر الحزب؟‏‏- تقولون اننا نرسم صفحات المجد ونسطر ملاحم البطولات، ونبني أجيالا ونصنع التاريخ...‏فالقادة والخطباء والأئمة أصبحوا في الجحور والدهاليز، وصفحات المجد رسمتها رايات الاستسلام ‏البيضاء التي رفعها مليون نازح جنوبي، والأجيال الصاعدة تسأل:‏أين أبي؟ أين أخي؟ هل استشهدوا فداء لسمير القنطار؟!! ‏
الأيتام يسألون عن أبنائهم والثكالى يسألن عن أبنائهم، والتاريخ يسأل عن تلك الصفحات المشرفة؟! ‏فأين جوابكم؟؟؟‏" لقد حررنا سمير القنطار!" يا للسخرية!‏‏- عندما يقوض الاقتصاد اللبناني نتيجة المغامرات والمؤامرات، وعندما تهدم المنازل والجسور ‏والمؤسسات والمدارس... هل يصدق الشعب اللبناني ان دولارات طهران ستعيد هذا كله؟ أم انها ‏دواء مهدئ؟ وعندما يصبح لإيران مفاعلا نوويا أكان للحرب ام للطاقة هل ستمدنا الشقيقة إيران ‏بالكهرباء؟ ‏هل ستغذي لبنان بهذه الطاقة؟ طبعا لا. هل ستقدم لنا بواخر النفط مجانا؟ طبعا لا.‏هل ستغدق علينا البترول والغاز، وكل الموارد التي وهبها اياها الله؟ طبعا لا.‏إذا لندع احمدي نجاد وحده يغرق اليهود في البحر، بالفجر والرعد والخيبر والزلزال والشهاب... هذه ‏حربه، وهذه مغامرته، وهذه رؤيته.‏
اما نحن فعلينا ان نغرق لبنان بالعزة والكرامة والعافية والازدهار...‏اليس كذلك يا سماحة السيد؟
ويبقى السؤال الأخير، هل حزب الله هو حزب لبناني؟ ان كان جوابكم نعم! اذا كيف تشرح لنا معاني ‏البيان التأسيسي لهذا الحزب والذي يقول:‏‏( نحن أبناء امة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران، وأسست من جديد نواة الدولة الإسلامية ‏المركزية في العالم... نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة تتمثل بالولي الفقيه، وتتجسد حاضرا ‏بالإمام آية الله روح الله الموسوي الخميني قدس سره ودام ظله، مفجر ثورة المسلمين وباعث ‏نهضتهم المجيدة...) ان حزب الله هم الغالبون –القرآن الكريم- ‏وهذا السؤال موجه ايضا الى الحكومة اللبنانية، هل هكذا مبادئ تعطى تصريحا؟ وبموجبه يصبح ‏حزب الله حزبا لبنانيا؟؟؟اليس الجيش السري الايرلندي والجيش الأحمر الياباني، وثوار التاميل في سيرسلنكا وجبهة ‏البوليساريو في المغرب وجيش المهدي، والبشمركة، والجنجويد وقبائل الهوتو والزولو والتوتسي... ‏اليست هذه الحركات والتنظيمات اقرب الى النظام والتركيبة اللبنانية من مبادئ حزب الله؟؟فلنعطها تصاريح وتأشيرات دخول! وتساعدنا في تحرير الجنوب... وتساعد حزب الله ايضا بتحرير ‏القدس وغزة والجولان وتحرير لبنان من اللبنانيين!!.‏

التطبيق الأمين للقرار 1701 يبعد الأعاصير
علي حماده
- النهار
من اهم الافكار التي خرج بها الامين العام للامم المتحدة كوفي انان خلال زيارته البارحة ، قوله ما مفاده انه اذا لم يتم تطبيق القرار 1701 بأمانة فإن العنف سيتجدد في لبنان. هذا هو بيت القصيد، لكون التطبيق الكيفي للقرار كما لا يزال حاصلا حتى الآن يبقي لبنان مشرعا على العواصف الاقليمية المتنقلة من طهران الى تل ابيب. وهذا بالتحديد ما لا تريده غالبية اللبنانيين اليوم ولا غدا. فالحرب الاخيرة التي فاجأت الجميع بمن فيهم طرفا الصراع على الارض "حزب الله" واسرائيل، كانت بحق اكثر الحروب التدميرية التي اصابت لبنان في الصميم. واخطر ما في الاصابة انها لم تقتصر على الخسائر البشرية الكبيرة، ولا على الخسائر في الحجر، وانما تعدتها لتهز العلاقات بين مكونات البلد، فتزيل قدرا كبيرا من الثقة بين اللبنانيين على الرغم من حرص قيادات اساسية على تأكيد الوحدة اللبنانية. فالواقع ان هذه الحرب اطلقت "شبحا" مخيفا في الداخل اللبناني سيتعين على القوى الاساسية ان تعمل جاهدة لاحتواء اخطاره. واولى القوى المطلوب منها ان تعمل بقوة على مستوى اصلاح الاعطاب الكبيرة في الثقة بين اللبنانيين هي "حزب الله" تحديدا. لان الحرب الذي استدرج اليها فاستدرج معه لبنان لم تكن لتحصل لولا استسهال قيادته العمل الى ما لا نهاية على خطين لا يلتقيان، هما المشروع العسكري الخاص من جهة، ومن جهة اخرى الدولة التي يلقى عليها عبء لملمة الخسائر فقط. وفي النهاية تبين كم يمكن ان يكون حجم الضرر على جميع المستويات كما اشرنا آنفا، وكم يمكن ان يبلغ حجم المضاعفات في التركيبة الداخلية. من هنا املنا ان يكون قول السيد حسن نصرالله انه لو عرف بما كان سيحصل لما قام حزبه بأسر الجنديين الاسرائيليين منطلقا حقيقيا لاتخاذ "حزب الله" القرار التاريخي المنتظر منه، ألا وهو الانخراط في مشروع دولة المساواة فلا نعود نسمع كلاما من نوع ان فئة مسلحة في البلد تمتلك القدرة على اسقاط الدولة ولكنها تحجم عن ذلك لانها مع مشروع الدولة. فهذا الكلام يحتمل تأويلات كثيرة، وهو الوجه الآخر لصورة الشريك الجالس على طاولة الحوار وامامه مسدس محشو، يكفي ان يكون هنا ليثير ما يثيره من مخاوف وتوجسات.
ان التطبيق الامين للقرار 1701 من جانب لبنان يقتضي من "حزب الله" الانسحاب الكامل من جنوب الليطاني. والتزام عدم العودة الى استخدام سلاحه من دون العودة الى الدولة، والبدء بالبحث الجدي في حلول سياسية لمسألة السلاح في الداخل، وخصوصا ان الفئة الاخيرة التي لا تزال تمتلك السلاح اكتشفت كم هي مكلفة السباحة بعيدا من شاطئ الدولة الامين، وكم هي خطرة. فلا بد من العودة الى اتفاق الطائف، ودولة المساواة، فلا يكون هناك سلاح خاص ولا اجندات اقليمية من شأنها ان تدخل لبنان في حروب الآخرين التي تنتهي دوما بتدميره فوق رؤوس اهله.
اننا ندرك انه يستحيل بناء مشروع الدولة من دون "حزب الله". وفي المقابل يستحيل على دولة "حزب الله" وجيشه الخاص ان يستمرا على حالهما من دون ان تهب اعاصير كالذي هب في 12 تموز الفائت (المواجهة الايرانية الآتية مع المجتمع الدولي). وبخلاف ذلك يبقى كل كلام آخر تكاذبا مؤداه خراب الجميع وفي مقدمهم الاقوياء.

 

الناس يريدون... و"التيار" يريد !

سركيس نعوم - النهار
الناس في همّ و"التيار الوطني الحر" في همّ آخر. الناس يريدون وقف الحصار الاسرائيلي على لبنان. ويريدون انسحاب الجيش الاسرائيلي من المناطق الحدودية التي احتلها في الحرب الاخيرة، والتي بدا انها لم تكن مجرّد "تلال" بسيطة هنا أو هناك. ويريدون اعادة بناء ما تهدم وهو كثير جداً ولم يكن في حسبان من امسكوا على مدى سنوات سواء بالاصالة عن انفسهم او بالنيابة عن غيرهم قرار السلم والحرب في البلاد. ويريدون منع اسرائيل من الحصول على فرصة ثانية للاجهاز على لبنان البشر والحجر والكيان. ويكون ذلك ببناء الدولة العادلة والقادرة والمتوازنة والحامية للجميع من الداخل والخارج عدواً كان أو شقيقاً. ويكون ايضاً بايلاء الجيش القوي كل العناية كي ينجح في القيام بالمهمات الكثيرة المطلوبة منه وفي مقدمها تمكين الدولة من بسط سيادتها على كل اراضي هذا الوطن وبالكف عن مصادرة دوره وعن اقامة جيش رديف له غير تابع للدولة يرتبط بتحالفات وايديولوجيات تتجاوز لبنان. ويكون ثالثاً ببدء حوار جدي بين مكونات الشعب اللبناني، يؤدي الى التفاهم على صيغة تنفيذية لاتفاق الطائف الذي يقول الجميع انهم معه، والذي ينتقد الجميع عدم تطبيقه نصاً وروحاً خلال الـ17 عاماً الماضية علماً ان الشكوك في هذا القول الاخير كثيرة ومبررة. ويكون رابعاً باحترام المجتمع الدولي وبالحرص على جعل الشرعية الدولية بجانب لبنان رغم المآخذ الكثيرة عليها وفي مقدمها "خضوعها" للولايات المتحدة. ويكون خامساً بتشجيع الدول العربية على الانخراط في مساعدته لحل مشكلاته المتنوعة الحديثة والمزمنة في آن واحد.
أما "التيار الوطني الحر" فيريد محاسبة الحكومة التي لم يتمثل فيها. ويريد ابدالها بحكومة وحدة وطنية. ويريد محاسبة الغالبية النيابية الداعمة للحكومة. ويريد الافادة من الحرب الاسرائيلية البربرية الاخيرة على لبنان وشعبه لتحقيق ما عجز عنه قبلها وهو تعطيل مفاعيل التغيير غير المكتمل الذي حصل عام 2005 وابداله بتغيير يكون هو اساسه من الجانب المسيحي، في حين يكون اساسه الآخر جهات تحالفت مع الخارج المعروف الذي بذل جهوداً جبارة وعلى مدى سنوات بل عقود لافراغ الكيان اللبناني من معناه وللسيطرة عليه "أبدياً" ولاستعماله ساحة دائمة لمصالحه ولصراعاته مع كل القوى الاقليمية والدولية التي تخالفه الرأي.
طبعاً قد توحي المقارنة المفصلة اعلاه بين ما يريده الناس، وما يريده "التيار الوطني الحر" وجود محاولة متعمدة للاساءة الى الاخير ولزعيمه العماد ميشال عون. وأي ايحاء من هذا النوع في غير محله لأن أحداً في لبنان لا ينكر نضال الاخير على مدى 15 سنة في المنفى لاستعادة لبنان من الوصاية السورية رغم ان كثيرين يعتبرون وعن حق انه اخطأ الحسابات اثناء توليه السلطة بين عامي 1988-1990 سواء المحلية او الاقليمية او الدولية فاندفع في حرب امتزجت دوافعها الوطنية بدوافعها الخاصة كانت أبرز نتائجها تكريس "امساك" سوريا بلبنان كله وتفريغها كل مؤسساته واستحصالها على تفويض ليس بادارة لبنان فقط بل بحكمه مباشرة. وهو خطأ مشابه من حيث الشكل لا الجوهر مع خطأ الحساب الذي ارتكبته قيادة حليفه "حزب الله" يوم قررت اسر جنديين اسرائيليين في 12 تموز الماضي معتبرة ان رد فعل اسرائيل على ذلك لن يكون حرباً مدمرة جداً كالتي وقعت. علماً ان الانصاف يقتضي الاعتراف بأن الفارق كبير بين قدرة قيادة الحزب المذكور على اجراء حسابات دقيقة وقد اثبتت ذلك اكثر من مرة، وقدرة "التيار" على ذلك.
اما ما ترمي اليه المقارنة المشار اليها اعلاه فهو دفع "التيار الوطني الحر" الى اجراء تقويم دقيق للمرحلة الراهنة ولما تلاها مثلما نعتقد ان "حزب الله" يفعل حالياً. ذلك ان المرحلة الحالية ليست مرحلة تصفية حسابات واستغلال مآسي الوطن والمواطنين لتحقيق ما تقرر تحقيقه في السابق. وتقويم كهذا لا بد ان يشير في بدايته الى ان "الحلف" بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" والذي يصر زعيم الاول ومؤسسه على اعتباره تفاهماً فقط، ساهم في تلافي حصول صدع عميق بين المسيحيين والمسلمين في البلاد أثناء الحرب الاخيرة. علماً ان بعض قادته كاد ان يثير حفيظة اطراف كثيرين مسيحيين ومسلمين لأن تصرفاته اوحت وجود عمل جار لتركيب صيغة مجتزأة لا بد ان تهمش، في حال نجاحها، كثيرين في البلاد. لكن لا بد ان نشير ايضاً الى ان الكثير من مضمون الحلف لم ينفذ رغم ان تنفيذه كان سيفيد لبنان وسيعطي "التيار" وأنصاره شعبية كاسحة على الصعيد اللبناني العام مثل ترسيم الحدود اللبنانية – السورية واقامة علاقات ديبلوماسية مع سوريا ونزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. وهذا التنفيذ ربما كان ممكناً لو تمسك "شريك" التيار أي "حزب الله" بهذه الأمور وتبناها عملياً واصر على حلفائه الاقليميين ومنهم سوريا للتجاوب معه، لكن ذلك لم يحصل سواء لأن الحزب لم يشأ ذلك لاعتبارات تحالفه الاستراتيجي مع ايران وسوريا والذي له الأولوية، أو لاعتبارات العجز. وعلى نقيض ذلك لم يبد الحزب لاحقاً أي اصرار على مواصلة تنفيذ الأهداف المذكورة، ولم يطالبه "التيار الوطني" بذلك بل حمّل حكومة لبنان مسؤولية عدم التطبيق. ويعرف الجميع عجزها ورفض سوريا لها ومحاولة احباطها واخراجها من السلطة. وكان بذلك يشتغل سياسة لا "وطنيات" لأنه كان يفترض فيه انه يعرف الخلفيات والابعاد الاقليمية لكل ما جرى ويجري في لبنان. الى ذلك كله اعطى عون نفسه دور القادر على التوسط مع "حزب الله" وقال نيابة عنه اكثر من مرة ان تحرير شبعا وتوابعها تدفعه الى التخلي عن سلاحه لمصلحة الدولة. لكن تصرفات الحزب وكل التطورات الاخيرة اظهرت عدم جدية هذا الدور.
في اختصار يحتاج لبنان اليوم اكثر من أي يوم مضى الى عون وتياره مثلما يحتاج الى الاطراف الآخرين في البلاد. وامامه فرصة تاريخية للقيام بدور بارز في وضع لبنان على سكة العافية بعد الذي حصل ومنع تكراره بالتعاون مع الآخرين. ونجاحه في ذلك يتوقف على الفصل بين الخاص والعام وعلى التخلي عن سياسة مارسها اواخر الثمانينات، وكانت نتائجها كارثية، هي الهروب الى الامام اي التمسك بالخيارات التي اتخذها ورهانه غير المستند الى وقائع ملموسة بأن التطورات في الداخل والمنطقة والعالم ستكون في مصلحته او مصلحتها. ذلك ان الاستمرار في هذه السياسة سيفسح في المجال امام امور عدة مؤذية للبنان مثل استعادة حلفاء سوريا الزمام في البلاد وعودة لبنان ساحة للصراع الاقليمي – الدولي والفشل في إعادة بناء الدولة وسيطرة السلاح غير الشرعي عليها وتصاعد الصراعات المذهبية والطائفية. واللبنانيون حتى الذين منهم يناصبونه العداء يعرفون انه في صميمه لا يريد ذلك كله، لكنهم لا يرون نهجاً واضحاً عنده يمنع كل المؤذيات المذكورة من الحصول.

الرئيس السنيورة غادر الى استوكهولم عبر مطار رفيق الحريري الدولي

وطنية -30/8/2006 (سياسة) غادر رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بيروت الى استوكهولم، عبر مطار رفيق الحريري الدولي-بيروت، على رأس رسمي وفد ضم الوزراء: خالد قباني، نايلة معوض، فوزي صلوخ، سامي حداد يعقوب الصراف وجهاد أزعور، رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر وعدد من المستشارين ووفد اعلامي، للمشاركة في مؤتمر الدول المانحة لدعم لبنان. وبعد اتصالات اجرتها الامم المتحدة، تمكنت الطائرة الخاصة بالرئيس السنيورة من التوجه الى السويد مباشرة عبر المطار.

لقاءات وكان الرئيس السنيورة استقبل، قبل الظهر، في السرايا الحكومية، ممثل وزارة الخارجية الدانماركية السفير كريستيان هوب. وتم خلال اللقاء عرض لتطورات الوضع اللبناني بعد صدور القرار 1701. ولم يدل السفير هوب بأي تصريح بعد اللقاء. السفير اليمني بعد ذلك، استقبل الرئيس السنيورة السفير اليمني محمد عبد المجيد قباطي، وعرض معه التطورات . القس جاكسون واستقبل ايضا داعية الحقوق المدنية الأميركي القس جيسي جاكسون مع وفد من رجال الدين المسلمين والمسيحيين والناشطين والإعلاميين الأميركيين. واطلع الرئيس السنيورة من جاكسون على طبيعة زيارته لكل من لبنان وسوريا وإسرائيل و"الهادفة الى دعم وقف النار في لبنان والتفاوض لإنهاء أزمة الأسرى والسجناء اللبنانيين والإسرائيليين عبر إجراء عملية للتبادل بين الطرفين".

الجنرال بيللغريني غادر الى باريس

وطنية - 30/8/2006 (سياسة) غادر قائد قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" الجنرال الان بيللغريني، مطار رفيق الحريري الدولي، بعد ظهر اليوم متوجها الى باريس على متن طائرة فرنسية يرافقه ضابطان من القوات الدولية. وكانت طوافة تابعة للقوات الدولية قد نقلت الجنرال بيللغريني والضابطين من مقر قيادة القوات الدولية في الناقورة الى بيروت.

العماد سليمان التقى سفير الولايات المتحدة في زيارة بروتوكولية

وطنية - 30/8/2006 (سياسة) استقبل قائد الجيش العماد ميشال سليمان، قبل ظهر اليوم، في مكتبه في اليرزة، السفير الاميركي جيفري فيلتمان يرافقه الملحق السياسي لدى السفارة اليستير باسكي والملحق العسكري المقدم كازيمييرز كوتلو، في زيارة بروتوكولية.

القاضي عيد استمع الى افادات اربعة شهود في قضية اغتيال الرئيس الحريري

وطنية - 30/8/2006 (قضاء) استمع قاضي التحقيق العدلي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي الياس عيد اليوم الى افادات اربعة شهود.

رابطة الكاثوليك دعت المسؤولين الى وقف التراشق الكلامي والاتهامات ورفض مشاركة تركيا في اليونيفيل نزولا عند رغبة الطائفة الارمنية

وطنية - 30/8/2006 (سياسة) عقد المجلس التنفيذي لرابطة الروم الكاثوليك اجتماعه الدوري برئاسة مارون ابو رجيلي وحضور الاعضاء، وتم التشاور في الاوضاع العامة. اثر الاجتماع، اصدر المجتمعون بيانا رحبوا فيه بزيارة الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى بيروت، للاطلاع على الاوضاع ولقائه المسؤولين من اجل تنفيذ كامل بنود القرار 1701. واشادت الرابطة ب"الموقف الاوروبي الداعم للبنان ومطالبه والذي تجلى بالموافقة على ارسال التعزيزات البشرية للانخراط في عديد القوة الدولية التابعة للامم المتحدة في جنوب لبنان لاسيما منها فرنسا وايطاليا الداعمين للمطالب اللبنانية ومواقف الحكومة". وطالبت المسؤولين اللبنانيين بالتوقف بتمعن عند مطلب الطائفة والاحزاب الارمنية برفض مشاركة الدولة التركية في قوات حفظ السلام الدولية على الاراضي اللبنانية، آخذين في الاعتبار ما تعرض له الشعب الارمني من قبل الدولة التركية وما زال بعدم اعترافها بالمجازر التي حصلت. ودعت السياسيين الى "التوقف عن الاتهامات المتبادلة والتراشق الكلامي الذي لا يؤدي الا الى مزيد من التشرذم والتفكك في الموقف اللبناني الموحد وتحويل هذا الجهد لمصلحة اللبنانيين".
 

الشيخ النابلسي في الذكرى السنوية لتغييب الامام موسى الصدر: الانتصار يعود في جزء منه الى ما زرعه في روح الجنوبيين من قيم

وطنية - 30/8/2006 (سياسة) أصدر رئيس هيئة علماء جبل عامل العلامة الشيخ عفيف النابلسي في الذكرى السنوية لتغييب الامام السيد موسى الصدر، البيان الاتي: "يكتشف المرء يوما بعد يوما عظمة شخصية الامام الصدر الرؤيوية المتقدمة بفكرها وثقافتها واصالتها خصوصا في ايام المحن والمصاعب, حيث كانت له وقفات تاريخية لجهة وحدة القضايا الاسلامية والعربية ووحدة المصير اللبناني, وقلقه المحموم من ان ينفرط عقد اللبنانيين او يصاب التنوع الديني والثقافي والحضاري بأي نكبة والعيش المشترك بأي خلل يسيء الى صورة لبنان وميزته في المنطقة والعالم. ويكتشف المرء اكثر فأكثر قيمته الجهادية وهو يحرض على مقاومة الاحتلال الاسرائيلي بعدما عاش العرب والمسلمون ظروف الهزيمة والندم والمهانة والتهجير, فقد حفل خطاب الامام ومنطقه بالثورية العلمية المرتكزة على الايمان بالله ووجوب الدفاع عن الارض والمقدسات كي تحافظ الشعوب على كرامتها. ولا شك ان المقاومين من ابناء "حزب الله" استلهموا من افكار الامام الصدر الثورية ومن مقاربته العلمية لخلفيات العدو الدينية والسياسية والعسكرية، فبنوا على هذا التراث واضافوا اليه بما يحقق لهم النصر تلو النصر. ولا شك ان انتصار لبنان عام 2000 والانتصار الجديد عام 2006 يعود في جزء اساسي منه الى ما زرعه الامام الصدر في روح اللبنانيين والجنوبيين من قيم، وما اراده لهم من صلابة وشموخ وشجاعة في مقارعة المعتدين مهما بلغت التضحيات. ولقد جاء السيد حسن نصر الله ليكمل ما بدأه الامام الصدر وليترجم رؤيته وفكره وجهاده على ارض الواقع، فكان خير خلف لخير سلف ونعم القائد الذي تعلم ان الموت اولى من الركوع وان الشهادة اعلى شرفا ومقاما من الاستسلام والعيش على موائد اللئام".


العماد عون استقبل المبعوث الدانماركي ووفد المنظمة العربية لحقوق الانسان

وطنية-30/8/2006 (سياسة) استقبل اليوم النائب العماد ميشال عون، في دارته في الرابية، الامين العام للمنظمة العربية لحقوق الانسان الوزير المصري السابق محمد فائق, ورئيس اتحاد المحامين العرب نقيب محامي مصر سامح عاشور, يرافقهما الامين العام المساعد للاتحاد المحامي عمر الزين. بعد اللقاء، تحدث الوزير فائق فقال: "كان من الضروري ان نلتقي العماد عون باعتباره قوة هامة في تحقيق الوحدة الوطنية التي هي امر ضروري في لبنان، ولتعزيز النصر الاستراتيجي الذي تحقق خلال الحرب الاخيرة، ونحن سعداء بما سمعناه منه, وكان حريصا على سلامة لبنان, وان المقاومة فعلت فعلا مهما, والوحدة الوطنية سوف تقدم للبنان ولشعب لبنان أشياء مهمة جدا".

سئل: ماذا كان رأي العماد عون في الوضع الراهن؟ أجاب: "لقد استمعنا الى آرائه, وكانت كلها تصب في البعدين الوطني والعربي وسلامة لبنان, وان الشؤون الداخلية في لبنان يقررها اهلها, ولا يفرض عليها اي شيء من الخارج".

اما النقيب عاشور فقال: "كان يجب ان نأتي لمقابلة العماد عون، لننقل له اولا تحيات الشارع العربي، وباسمي وما أمثل، لأقدم له التقدير على موقفه الرائع في مواجهة العدوان الاسرائيلي. هذا الموقف أعاد التوازن للشعب اللبناني في مواجهة اسرائيل، وتصريحات عون تشكل عنصرا اساسيا للحفاظ على توازن المجتمع اللبناني، ولولاه لتقهقرت قوى كبيرة جدا عن موقفها الداعم ولما تحققت الوحدة الوطنية. نحن ايضا نقدم الدعم لكل عناصر الوحدة الوطنية، فنريد لهذا الوطن ان ينعم بالاستقرار, وهذا لا يتحقق الا اذا توحدت الصفوف في اطار حكومة وحدة وطنية حقيقية تعبر من القوى الحقيقية في الشارع اللبناني". اضاف: "هناك عبث بملامح القرار الدولي وتقديم وتأخير في بعض المناظيم من اجل حماية اسرائيل على حساب لبنان, وحقوقه, وحساب الاسرى اللبنانيين. واليوم سمعنا ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في اول زيارة له في اسرائيل زار أسر الجنود الأسرى الاسرائيليين، فلا اعرف ما هو مبرر هذا الامر السينمائي, الذي يؤكد ان هناك خللا في التوازن، ولقد وقع آلاف القتلى والجرحى والشهداء من اللبنانيين، ولم يزر مناطقهم احد".

سئل : هناك انقسام في العالم العربي ما بين الشعب والحكومات, هل هذا يشكل خطرا مستقبلا؟ أجاب: هناك شرخ, وفرق ما بين الشارع العربي, والموقف الحكومي العربي, ولو كانت الحكومات العربية مماثلة للشارع العربي لتوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان منذ اول لحظة، ولكن للأسف الشديد ان تراجع الموقف الرسمي العربي سبب الكثير من نكساتنا القومية والعربية". بونيه ثم استقبل النائب عون الرئيس السابق لشعبة مكافحة الارهاب في فرنسا السيد ايف بونيه الذي قال: "لقد زرت الجنرال ميشال عون لكونه صديقا كبيرا لفرنسا، كما ان فرنسا هي ايضا صديقة كبيرة للجنرال عون، وهو رجل سياسي محبوب ومقدر بين الشعب الفرنسي. ومن الطبيعي ان ازوره. لقد تحدثت معه عن الوضع الراهن مع كل ما يحمل من وضع اليم، ويجب ان نشعر به لاننا نشعر ايضا مع الشعب اللبناني وآلامه، خصوصا عندما نرى آثار العدوان الذي لا يبرر، ونحن في هذا الوقت علينا ان نفكر ونعيد التفكير في ما يقوم به المجتمع الدولي. لا ارى ان تصادم الافكار والمصالح بين الدول يجب ان ينعكس او يحل بطرق كهذه. فموازين القوى ليست متطابقة، لان كل عنصر في الجيش يأخذ مقابل عمله وهو يعرف ان هذا عمله وهو يقبل ان يحارب، اما ان يستعمل طرقا ومعدات تقنية غير مشرعة كالقنابل الفوسفورية والعنقودية وغيرها من مواد غير مسموح بها فهذا مرفوض". اضاف بونيه: "ان استعمال مثل هذه الاسلحة يعد جرائم حرب، ومن المهم ان تدان مثل هذه الاعمال".

سئل: هل نقلت للجنرال عون رسالة ما؟ أجاب: "كلا، لقد زرته بمفردي ولكن اعرف ان معظم المواطنين الفرنسيين لديهم نفس تفكيري، ولكن اود ان انقل له ولكل اصدقائنا في لبنان رسالة ود وأخوة. واذا كان من مفكر سياسي يجب اعادة قراءاته في الوقت الحاضر فهو الجنرال شارل ديغول، الذي لو كان في مثل هذا الوضع لكان أتخذ مواقف عنيفة جدا". سئل: هل تعتقد ان الوقت مشابه للحالة والأيام الديغولية؟ أجاب: "كلا، انا اعتقد ان التاريخ والمواقف لا تعيد نفسها، واليوم نحن نعرف ان دولة اسرائيل لها الحق في ان تعيش كما اعترفت بها الامم المتحدة، وهذه الدولة استمدت شرعيتها من الامم المتحدة ومن الدول التي شرعت وجودها، ولكن عليه ايضا ان يطبق ويحترم كل القوانين والمقررات التي تتخذها الامم المتحدة.

واليوم انا اؤكد ان لبنان الذي هو اصغر بلد على حدود اسرائيل، ليس هو الذي يهدد امنها وواقعها، هو الذي لا يريد ان يقوم بأي حرب على اسرائيل. فلنتفق، هذا البلد لا يهدد قطعا اسرائيل". الموفد الدانماركي اخيرا التقى النائب عون مندوب وزير الخارجية الدانماركي السفير كريستيان هوب يرافقه السفير الدانمركي اولي اغبرغ ميكيلسين ووفد من السفارة الدانماركية، في حضور المسؤول السياسي في "التيار الوطني الحر" ميشال دوشدارفيان.

المثقفون الشيعة ": يجب توسيع الحكومة لتشمل كل القوى الوطنية وحذارالاصطياد في الماء العكر عبر ضرب الوحدة والتجييش ضد المقاومة

وطنية - 30/8/2006 (سياسة) بارك "لقاء المثقفين الشيعة" في بيان اصدره اثر اجتماع عقده برئاسة الدكتور رائف رضا، "للبنانيين الوطنيين وللعرب وللمسلمين وكل الأحرار في العالم بالنصر المبين حيث أثبتت المقاومة أنها الضرورة الاستراتيجية الدفاعية للبنان ماضيا وحاضرا ومستقبلا، وهي التي قهرت الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر". وحذر اللقاء "الذين يصطادون في الماء العكر من خلال ضرب الوحدة الوطنية والتجييش ضد المقاومة عبر احياء الفتن المناطقية والطائفية والمذهبية مقابل حفنة من الدولارات الاميركية بحجة نزع سلاح المقاومة تارة وضرب التحالف بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" تارةأخرى، متناسين الادارة الاميركية - الصهيونية التي قتلت أطفالنا وشيوخنا ونساءنا واستعملت القذائف والصواريخ المحرمة دوليا لتركيع اللبنانيين مبشرة بشرق أوسط جديد تهاوى تحت أقدام المقاومة البطلة وسيدها صانع تاريخ لبنان المعاصر لأن قوة لبنان في مقاومته". وأكد "ان الرئيس الجنرال ميشال عون قد أثبت صدقيته في أحلك الظروف وهذا ما يؤهله مستقبلا لرئاسة الجمهورية التي نريدها جمهورية لبنانية تقاوم اي عدوان اسرائيلي محتمل، وتثبت ان قوة لبنان بجيشه ومقاومته والتي تتطلب منا معاهدة دفاعية مشتركة لحماية الأجواء اللبنانية من الطائرات الصهيونية المعادية والتي لو وجدت لخففنا من آلام القصف الصهيوني المدمر".

 وأشاد اللقاء بمواقف رئيس الجمهورية العماد اميل لحود "في هذه الظروف وسواها، حيث أثبت انه المقاوم الاول للدفاع عن السيادة والحرية والاستقلال جنبا الى جنب مع المقاومة وسيدها". كما أشاد بمواقف الرئيس نبيه بري "في هذه الظروف التي عصفت بلبنان والتي تعتبر خطوة جبارة لتماسك الصف الشيعي الذي يجب ان يصان للتصدي لكل المؤامرات الداخلية والخارجية"، داعيا الى "الالتفاف حول شعار لطالما ردده الامام المغيب السيد موسى الصدر بأن اسرائيل شر مطلق وان قوة لبنان في وحدة شعبه". كذلك، طالب اللقاء الدولة ب"تحمل مسؤولياتها على كل الصعد العمرانية والاجتماعية والصحية والبيئية وسواها في الأماكن التي تعرضت للتدمير والعدوان الصهيوني الاخير".

كما دعا الى "توسيع الحكومة لتشمل كل القوى والفاعليات الوطنية وعلى رأسها التيار الوطني الحر، بحيث ان تغييب هذه الفئات يعتبر تهربا من تطبيق اتفاق الطائف الذي ينص على حكومة وحدة وطنية، وخصوصا أن لبنان بعد 12 تموز غير لبنان قبله". وأخيرا، دعا اللقاء في ذكرى غياب الامام السيد موسى الصدر الحكومة الى "ان تتحمل مسؤوليتها بالكشف عن هذا السر الذي طال انتظاره بتحميل ليبيا المسؤولية الكاملة بالكشف عن مصيره ورفيقيه، فالسكوت عن هذه المسألة جريمة في حق الطائفة والوطن والعرب والمسلمين".

البطريرك صفير عرض وزواره التداعيات السياسية والاقتصادية

وطنية - الديمان 30/8/2006 (سياسة) شدد البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير على "ضرورة ان يعي الجميع، قيادات ورأيا عاما، خطورة هذه المرحلة التي يجتازها لبنان والمنطقة والتي تقتضي تعميق التضامن الوطني ورص الصفوف" ورأى البطريرك صفير خلال استقباله في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، اليوم، وفدا من ضباط قوى الامن الداخلي برئاسة آمر سرية درك اميون العميد صباح حيدر, "ان الوضع يتطلب تجاوز كل اشكال الانقسامات السياسية العابرة, والالتفاف حول مشروع الدولة القوية العادلة، التي ترعى ابناءها بالمساواة وتكافؤ الفرص". وابدى تقديره لدور قوى الامن في "الاصغاء اليومي لشكاوى المواطنين والتواصل معهم، والعمل على تعميم ثقافة الالتزام، والتقيد بالقوانين التي وضعت لخدمة المواطنين، والنهوض بالمجتمع".

ثم استقبل البطريرك صفير مجلس بلدية بزعون برئاسة القنصل ميشال عفلق, والمختارين بيار بو فراعة وفارس دانيال شعيا, وعرض عفلق للبطريرك صفير عمل البلدية الانمائي وسعيها الى تطوير الموارد السياحية في بزعون والجوار، من خلال التكامل مع سائر بلديات المنطقة العاملة في اطار اتحاد بلديات قضاء بشري. ونوه البطريرك صفير بجهود البلديات الانمائية والخدماتية كونها سلطة التواصل اليومي مع مشاكل الناس وتطلعاتهم الانمائية، آملا من الاجهزة الحكومية دعم قدرات البلديات.

بعد ذلك استقبل البطريرك صفير وفدا من بلدة بريح الشوفية, ضم خادم الرعية الخوري سامي شلهوب مع لجنة العودة. وقال الخوري شلهوب بعد اللقاء:" بحثنا مع البطريرك صفير في القضية المزمنة وهي العودة الى بلدتنا بريح التي هجرنا منها منذ 24 عاما، وقد بتنا نشعر بأن هناك مماطلة متعمدة في هذا الشأن". اضاف:" ان البطريرك صفير هو مرجعنا. وفي هذا الظرف الذي نعيشه وفي هذه الايام التي يعود فيها كل الناس الى القرى التي هجروا منها إبان الحرب الهمجية الاخيرة، نحن ندعمهم في ذلك، ونأمل ان نعود الى بيوتنا اسوة بسائر العائدين. وهذا حق نطالب به. ونناشد جميع الاطراف المسؤولة النظر الى هذا الموضوع بجدية والعمل سريعا على اقفال هذا الملف لان لا مصلحة لاحد بإبقائه مفتوحا".

 ثم استقبل البطريرك صفير المسؤول السياسي في التيار الوطني الحر المهندس جبران باسيل، الذي قال بعد اللقاء: "وضعت البطريرك في صورة اوضاع القرى المسيحية الحدودية، حيث قام التيار الوطني الحر بزيارتها ومسح الاضرار التي اصابتها, وان المناخ السائد في هذه القرى يشير الى ارتياح الاهالي الذين ادركوا ان الحرب التي لم توفر شيئا لم تصب بعض القرى والمناطق كون عملية الاحتضان التي قام بها هؤلاء الاهالي للنازحين قد متنت العيش المشترك والوحدة الوطنية بعد الموقف السياسي الذي اتخذ وحمى البلد. لقد ادرك الاهالي ان الوقت قد حان لاستعادة دورهم بعدما ظلموا كثيرا قبل سنة 2000 ابان الاحتلال الاسرائيلي، وبعد سنة 2000 عندما بقيت الدولة بعيدة عنهم, وساد لديهم شعور ان لا مرجعيات لهم. اما اليوم فانهم يعيشون مرفوعي الرأس وموقفهم الوطني يساعدهم على التمسك بأرضهم والبقاء فيها، ونحن الى جانبهم, واذا كانت الحكومة لا تسأل عنهم فنحن الى جانبهم بقدر امكانياتنا".

اضاف: "لقد قمنا بمسح اضرار 1500 وحدة سكنية، ومن خلال المساعدات التي تصل الى "التيار الوطني الحر" سنساعد على اصلاحها. وانني اغتنم المناسبة لاتوجه الى الذين ليس عندهم ثقة بالحكومة واظهروا ثقة بالتيار الوطني الحر لكي يتضامنوا معنا في هذه الورشة. كما اؤكد ان مساعداتنا لن توفر اي متضرر بعيدا عن كل الانتماءات السياسية وبغض النظر عنها، كما انها لن توفر اي مرفق او دار عبادة او كنيسة او دير او مرفق عام سيساعد في عودة الاهالي ورأسهم مرفوع" .

واضاف باسيل: "لقد ادركنا اهمية التضامن اليوم في الجنوب والامل في تعميمه غدا في اتجاه سائر المناطق اللبنانية بقاعا وشمالا". وعن دور "حزب الله" في هذا الاطار قال باسيل: "يقوم "حزب الله" بما عليه في هذا المجال، ونحن على تنسيق معه، واذا رغب في المساهمة في هذه الحملة التي يقوم بها التيار الوطني الحر مثله مثل سائر الاطراف فالمساهمة مرحب بها". وقد استبقى البطريرك صفير المهندس باسيل الى مائدة الغداء.

 ثم استقبل البطريرك صفير النائب هنري حلو الذي قال بعد اللقاء: "اريد ان اعلق على موضوع واحد وهو ما سمعناه مؤخرا عن فشل الحكومة في عملها. ما اريد ان اقوله ان الحكومة نجحت في عملها خلال الشهر والنصف الاخيرين بكل ما للكلمة من معنى. وعندما يقول البعض انه لا توجد ثقة بالبلد والشباب يرغبون في الهجرة فإن الحل الوحيد هو الالتفاف حول الحكومة والدولة. وسيكون مؤتمر ستوكهولم مبادرة مهمة باتجاه اعادة الاعمار، وهو دليل على ضرورة الالتفاف وتقوية الحكومة لاعادة الثقة بالبلد واعادة بناء دولة سيدة حرة مستقلة". اضاف: "في هذه المناسبة وبعد المحنة، فإن افكارنا كلها مع الشعب اللبناني ومع اهالي الضحايا ومع المهجرين، والدولة موجودة لحل كل هذه الامور، واذكر انه في منطقة بعبدا - عاليه وفي الشوف هناك مهجرون منذ اكثر من 30 عاما يجب الا ننساهم، ونطالب بعودتهم اسوة بباقي المهجرين".

والتقى البطريرك صفير في الديمان الامير حارس شهاب.

الوزير حماده اعتذر من الرئيس بري عن عدم حضور مهرجان الامام الصدر

وطنية - 30/8/2006 (سياسة) ابرق وزير الاتصالات مروان حماده،اليوم، الى رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، معتذرا عن عدم تمكنه من المشاركة في الذكرى الثامنة والعشرين لتغييب الامام موسى الصدر. وجاء في البرقية: "تحل الذكرى الثامنة والعشرون لتغييب الامام موسى الصدر، ولبنان العالق في ازماته احوج ما يكون الى رؤياه الجامعة في مد جسور التواصل بين اللبنانيين وتعزيز اواصر التعاضد واللحمة والتوحد. كان لي شرف التواصل مع سماحته بداية السبعينيات وفي احلك سني الحرب. وكان لي شرف ان اكون بين الموقعين على وثيقة ال 77 التي كانت، بحق، رؤية لمستقبل جديد للبنان. ومكنني، قربي هذا، من ان اكون على بينة من مدرسته وتعاليمه. فعرفته، في كل مقارباته السياسية والدينية والوطنية والعربية، رجلا فوق الطوائف والمذاهب، رجلا للحوار والسماح، رجلا اغنى التراث السياسي اللبناني بالمبادىء والحكمة واثرى مريديه بالروية والتبصر. دولة الرئيس، يعز علي عدم تمكني من المشاركة في الاحتفال السنوي الذي تنظمه حركة "امل"، للاعتبارات الامنية المعروفة. اسأل الله، عز وجل، ان يبقى في عون سماحته، وان يهدي اللبنانيين للعودة الى فكر الامام الجامع.

 

مذكرة حكومية الى عنان تهدد بضرب أي تجمعات او استعراضات علنية لحزب الله
قرار إسرائيلي بمعاملة حسن نصرالله مثل بن لادن

لندن ¯ كتب حميد غريافي: السياسة
كشف ديبلوماسي خليجي في الامم المتحدة بنيويورك النقاب امس عن ان الحكومة الاسرائيلية ابلغت الامين العام للمنظمة الدولية قبل سفره الى منطقة الشرق الاوسط في مطلع هذا الاسبوع بأن ينقل الى قيادة »حزب الله« في بيروت مباشرة او بواسطة ممثله في لبنان بان سلاح الجو الاسرائيلي » سيضرب اي تجمعات علنية لميليشيات الحزب في اي مكان من الاراضي اللبنانية تقوم باستعراضات عسكرية علنية في الشوارع او البلدات او معسكرات التدريب في ما يطلق عليها الحزب »المناسبات الوطنية« كما ان المقاتلات وطائرات المراقبة العبرية ستستهدف الامين العام حسن نصرالله وايا من قادته العسكريين في حالة ظهورهم الى العلن في مهرجانات او استعراضات او ماشابهها تعبيرا عن »النصر« الذي حققوه في الحرب الاخيرة«.
ونسب الديبلوماسي الخليجي في اتصال ب¯ »السياسة« في لندن الى بعض ما جاء في مذكرة الحكومة الاسرائيلية الى عنان التي حملت هذه التهديدات قولها ان »اسرائيل لن تسمح بعد اليوم لحسن نصرالله بالخروج من مخبئه الذي لجأ اليه منذ بدء الحرب في 12 يوليو الماضي, كما ستتعقب جميع قيادييه العسكريين وقادة كوادره في الجنوب والبقاع وبيروت للقضاء عليهم بعدما عرضوا الشعب الاسرائيلي للخطر باطلاق اكثر من 4000 صاروخ عشوائي على المدن والمستوطنات والبلدات التي يقطنها مدنيون, كما تعتبر الحكومة والجيش الاسرائيليان هذه الاجراءات ضد جميع هؤلاء« من حق اسرائيل المشروع ضمن الحرب الدولية على الارهاب التي اقرها المجتمع الدولي في كل مناسبة اذ ان حزب الله وقادته مدرجون على معظم اللوائح الارهابية في العالم.
وهددت المذكرة الاسرائيلية الى عنان ب¯ »عدم تحييد القادة السياسيين لحزب الله مثل وزرائه ونوابه داخل الحكومة والبرلمان اللبنانيين والناطقين باسمه ووسائله الاعلامية وذلك حسب الظروف التي تعرض فيها مواقفهم العدائية حياة الاسرائيليين في اسرائيل والخارج للخطر«.
ونقل الديبلوماسي الخليجي عن احد اعضاء البعثة الاسرائيلية في الامم المتحدة تأكيده » ان الجيش واجهزة الامن الاسرائيلية واستخباراتها في الخارج تسلمت تعليمات من حكومة ايهود اولمرت والقادة العسكريين والامنيين بمعاملة حسن نصرالله وقادة حزبه البارزين كما يعامل العالم اسامة بن لادن ونائبه ايمن الظواهري ومعاونيه الكبار في تنظيم القاعدة وبالتالي على جميع هذه القوى الحكومية الاسرائيلية ملاحقة زعماء حزب الله اينما وجدوا بهدف اعتقالهم ومحاكمتهم او تصفيتهم في حال تعذر ذلك«.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي سخر امس من نصرالله »الذي لم يخرج بعد من ملجئه المحصن« وقال خلال زيارة تفقدية لمدينة طبريا »ان شخصا يختبئ في ملجأ محصن لا يمكنه الادعاء انه انتصر«.

الميليشيا الشيعية تحذر من إقامة منطقة منزوعة
السلاح وإسرائيل تطالب بقرار يمنع إعادة تسليحهاالسنيورة: الجيش اللبناني يصادرأسلحة "مهمة" لحزب الله

بيروت-»السياسة«:عواصم-الوكالات:كشف رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس عن أن الجيش اللبناني صادر أسلحة مهمة ل¯»حزب الله«, مؤكداً أنه لن يتهاون بعد اليوم في مواجهة أي ميليشيا, في حين حذر »حزب الله« من إثارة موضوع منطقة منزوعة السلاح في الجنوب.وبينما دعت إسرائيل مجلس الأمن إلى استصدار قرار دولي جديد يمنع الميليشيا الشيعية من التزود مجدداً بالسلاح وطالبت بنشر قوات دولية على الحدود بين لبنان وسورية, أشاد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ب¯»الخطوات الجدية« للحكومة اللبنانية في ضبط الحدود, معتبراً أن استمرار الحصار الإسرائيلي يمثل إذلالاً للبنانيين وانتهاكاً لسيادتهم.
وقال السنيورة في مقابلة مع أربعة صحافيين من صحيفتي »لوموند« الفرنسية وآل باييس« الإسبانية أمس: »من المؤكد أن الجيش استولى على بعض الأسلحة...حصلت عمليات مصادرة أسلحة ولكن السياسة التي نعتمدها في هذا المجال هي عدم الإعلان عن ذلك«.
ونقلت »الباييس« الإسبانية عن السنيورة قوله »قرار الحكومة هو القيام بمراقبة دقيقة للحدود مع سورية ومنع دخول أي بضاعة أو شخص من دون ترخيص, حصلت هناك مصادرات, لا أريد أن أتطرق إلى التفاصيل, بيد أنها أسلحة مهمة«.
أضاف أنه »لا ينبغي وجود أي ميليشيا مسلحة ولا أسلحة أو بزات عسكرية لغير الجيش اللبناني« في الجنوب.
ونقلت صحيفة »لوموند« عن رئيس الوزراء اللبناني قوله: »لن يكون أي قطاع مقفلاً أمام الجيش اللبناني«, الذي لم يذهب إلى الجنوب »للتنزه« إذ أنه »سيصادر كل سلاح يجده« مضيفاً »هذا ما يحصل بطريقة حازمة ولكن ودية«.في المقابل حذر مسؤول منطقة جنوب لبنان في »حزب الله« الشيخ نبيل قاووق من أن إثارة موضوع منطقة منزوعة السلاح في جنوب لبنان يمثل مطلباً إسرائيلياً تحاول إسرائيل من خلاله أن تحصل عبر الضغوط السياسية والقرارات الدولية على ما لم تحصل عليه في المواجهة العسكرية.
وشدد خلال لقائه أمس وفداً فلسطينياً برئاسة مسؤول »فتح« في لبنان سلطان أبو العينين على أنه لا مكان في ساحة الجنوب للأولويات الدولية وأي قرار دولي يتوقف تنفيذه عند حدود المصالح اللبنانية.من جهتها دعت إسرائيل أمس مجلس الأمن إلى إصدار قرار جديد يمنع »حزب الله« من التزود مجدداً بالسلاح من إيران.
وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني في مؤتمر صحافي عقدته في ختام زيارة إلى الدانمرك »لابد من قرار جديد يمنع إيران من إعادة تسليح حزب الله, لأن طهران لا تحتاج إلى أكثر من يوم واحد لإعادة تسليحه«.واضافت »نعتقد أن الجيش اللبناني لا يستطيع وحده مراقبة الحدود مع سورية ومنع تهريب السلاح«, مشيرة إلى أن »الحدود بين لبنان وسورية هي الممر الأكثر حساسية لأن السوريين والإيرانيين استخدموها لإدخال أسلحة إلى لبنان ولابد من قوات دولية لمراقبتها«. لكن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الذي قام بزيارة سريعة إلى مقر القوات الدولية في جنوب لبنان قبل مغادرته إلى إسرائيل براً أكد مجدداً أن القرار 1701 لا يتضمن مثل هذه الإجراءات, وأشاد بالخطوات الجدية التي اتخذتها الحكومة اللبنانية لضبط حدودها مع سورية.
واعتبر عنان بعد تفقده الخط الأزرق أن استمرار الحصار البحري والجوي الذي تفرضه إسرائيل على لبنان يمثل إذلالاً للبنانيين ويشكل انتهاكاً لسيادتهم.
وجدد الأمين العام الدعوة إلى إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى »حزب الله«, لكنه أشار في الوقت ذاته إلى ضرورة فتح ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية.في هذه الاثناء غادرت الموانئ الفرنسية والإيطالية والأسبانية دفعات جديدة من الجنود للمشاركة في القوات الدولية »يونيفيل-2«, في الوقت الذي أعلنت فيه ألمانيا أن قواتها لن تشارك في نزع سلاح »حزب الله« وأن مشاركتها ستكون محصورة في الدعم اللوجستي لتأمين المطارات والموانئ اللبنانية منعاً لتهريب أي أسلحة غير شرعية.

لوبارون شدد على نزع سلاح "حزب الله"
الكويت وواشنطن توقعان اتفاقية"الأفق المفتوح" الأربعاء

كتبت-إقبال صالح:
السياسة
أعلن سفير الولايات المتحدة لدى الكويت ريتشارد لوبارون أن سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد سيجتمع مع الرئيس الأميركي جورج بوش يوم الثلاثاء المقبل في البيت الأبيض, كما سيعقد سموه لقاء مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس, ويقيم الرئيس بوش مأدبة غداء على شرف سمو الأمير.وأكد لوبارون في مؤتمر صحافي عقده أمس أن هذه الزيارة التي تعد الأولى من نوعها إلى الولايات المتحدة, بعد تولي سمو أمير البلاد مسند الإمارة, تأتي مكملة لزيارات سابقة قام بها سموه عندما كان رئيساً لمجلس الوزراء, وأجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الأميركي«, مشيراً إلى أن هذه المباحثات ستتواصل للبحث في تطورات العلاقات الثنائية وأحداث المنطقة. وأشار إلى أنه سيتم يوم الاربعاء المقبل, وعقب انتهاء مباحثات زعيمي البلدين توقيع اتفاقية »الأفق المفتوح« مع الكويت, والتي ستسهم بشكل فعال في تسهيلات الرحلات الجوية بين البلدين, لافتاًُ إلى أن شركة »يونايتد آرلاين« الأميركية ستقوم خلال فصل الخريف المقبل بافتتاح خط رحلات جوية مباشر من الكويت إلى العاصمة واشنطن. السفير الأميركي تطرق أيضاً للحديث عن الأوضاع الإقليمية والدولية, فأكد أن قرار مجلس الأمن 1701 كان خطوة مهمة نحو إنهاء دائرة العنف المتواصلة في منطقة الشرق الأوسط, مضيفاً - وفي إشارة صريحة إلى ضرورة نزع سلاح حزب الله -أن القرار- يجب أن يطبق بكامله, ليعم الاستقرار المنطقة, وطالب المجتمع الدولي, خصوصاً سورية ولبنان, بالالتزام بالقرار ومنع وصول الأسلحة إلى حزب الله. وحول الوضع في العراق أوضح لوبارون أنه سيتم إرسال المزيد من القوات الأميركية إلى العراق لمساعدة القوات العراقية التي تسعى بجهود حثيثة لتسلم زمام الأمور وتأمين الأمن والاستقرار, وهذا ما يتوقع رؤيته في الأشهر المقبلة, مذكراً بقول الرئيس بوش إن القوات الأميركية ستبقى في العراق إلى أن يتم التأكد من مقدرة القوات العراقية على تأمين الأمن والحماية لشعبها«. كما رحب بدعم الكويت على مبادرة إعادة بناء البنية الأساسية والاقتصادية للعراق.ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت أزمة انقطاع الكهرباء في الكويت ترجع في أحد أسبابها إلى تزويد القوات الأميركية في البلاد بالطاقة الكهربائية أكد السفير الأميركي أن هذا الكلام »ليس له أي أساس من الصحة«.الملف الإيراني استغرق بدوره مساحة مهمة من حديث السفير لوبارون, وتطرق إلى المعلومات التي أشارت إلى أن إدارة بوش مضطرة لشن هجوم على إيران, وأنها تمارس ضغوطاً على الدول الخليجية للموافقة على ذلك, فقال: إن قرار مجلس الأمن رقم 1696 كان واضحاً وهو يحتم على طهران وقف عمليات التخصيب النووي, ونحن نشجعها على اتخاذ القرار الصائب بالطرق الديبلوماسية, ولكن إذا لم تطبق هذه المتطلبات في 31 الجاري, فسنعمل مع مجلس الأمن على إقرار العقوبات التي ينص عليها نظام المجلس.

اسرائيل ترفض طلب عنان رفع الحصار عن لبنان
رويترز - 2006 / 8 / 30
رفضت اسرائيل مطلبا من الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان يوم الاربعاء برفع حصارها الجوي والبحري عن لبنان المستمر منذ ستة أسابيع قائلة انها لن ترفع الحصار الا عندما تنفذ كل بنود وقف اطلاق النار. وخلال ساعة من المحادثات مع رئيس الوزراء ايهود أولمرت حث عنان اسرائيل على رفع الحصار الذي فرض بعد بدء الحرب بين اسرائيل وحزب الله يوم 12 يوليو تموز خاصة لاسباب اقتصادية. ولكن في مؤتمر صحفي عقد بعد الاجتماع رفض أولمرت مطلب عنان قائلا ان أي تخفيف من الضغوط على موانيء لبنان ومجاله الجوي يتوقف على التنفيذ الكامل لقرار الامم المتحدة رقم 1701 الذي يحكم وقف فاطلاق النار مع حزبالله. ومضى يقول ان القرار محدد البنود وان "كل شيء سينفذ بما في ذلك رفع الحصار في اطار التنفيذ الكامل للبنود المختلفة." وكان اولمرت على نفس القدر من الصرامة عندما كانت هناك تلميحات من عنان بأن تسحب اسرائيل كل قواتها من جنوب لبنان في غضون "أيام أو أسابيع" بمجرد بلوغ حجم قوات الامم المتحدة هناك 5000 جندي. وقال اولمرت في اشارة الى فترة زمنية أطول "ستنسحب اسرائيل من لبنان بمجرد تنفيذ القرار." كما أكد اولمرت مجددا في المحادثات مطلبه بنشر قوة تابعة للامم المتحدة ليس في جنوب لبنان فحسب بل أيضا بامتداد الحدود مع سوريا وهي عملية قال قرار الامم المتحدة انها تعتمد على طلب من الحكومة اللبنانية. ويحاول عنان الموجود حاليا في القدس بعد زيارة للبنان تعزيز هدنة هشة مستمرة منذ أسبوعين والتي أنهت حربا دامت أكثر من شهر بين اسرائيل وحزب الله. وكانت كبرى أولوياته رفع الحصار عن لبنان
وقال عنان "هذا مهم ليس فقط بسبب أثره الاقتصادي على البلاد بل هو مهم أيضا لتعزيز الحكومة الديمقراطية في لبنان والتي قالت اسرائيل مرارا انها ليست لديها أي مشاكل معها."
وصرح عنان يوم الثلاثاء بأنه يأمل مضاعفة حجم قوات الامم المتحدة في جنوب لبنان قريبا الى خمسة الاف جندي وحث اسرائيل وحزب الله على انهاء النزاعات التي تحول دون وقف دائم لاطلاق النار في أسرع وقت. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس ان اسرائيل ستسحب الاف الجنود الذين ما زالوا موجودين في لبنان فور وصول عدد "معقول" من جنود الامم المتحدة الى هناك ولكنه لم يذكر رقما محددا. ويدعو قرار مجلس الامن الدولي رقم 1701 الذي أنهى الحرب الى نشر 15 ألف جندي من قوات حفظ السلام بحلول الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.
كما سيجري عنان الذي التقى بأولمرت في مقر اقامته الرسمي محادثات مع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني قبل التوجه الى الضفة الغربية لمقابلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ويقول مساعدون لعنان انه سيتوجه أيضا الى سوريا وايران في وقت لاحق هذا الاسبوع. وقال عنان ان اللبنانيين يعتبرون الحصار "مهانة وتعد على سيادتهم." ولكنه حث بيروت أيضا على بسط سيطرتها على الحدود لمنع تهريب الاسلحة. وخلال زيارة قام بها عنان أمس الى جنوب لبنان الذي دمرته الحرب قال ان من العوامل الخطيرة التي "تهدد" الهدنة مصير الجنديين الاسيرين لدى حزب الله ومصير الاسرى اللبنانيين المحتجزين في اسرائيل.وقال القس جيسي جاكسون زعيم الحقوق المدنية الامريكي الذي يقوم بزيارة الى المنطقة للوساطة في تبادل الاسرى لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان أحد زعماء حزب الله أبلغه بأن الجنديين الاسرائيليين الاسيرين ما زالا على قيد الحياة.
وكان حزب الله قد اسرهما في هجوم عبر الحدود يوم 12 يوليو تموز. وأضاف أنه خلال زيارة الى دمشق يوم الاثنين قال له أحد قادة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي ترأس الحكومة الفلسطينية "ان الجندي الاسرائيلي الذي أسرته حماس ما زال على قيد الحياة." وكان نشطاء فلسطينيون من بينهم اعضاء في الجناح العسكري لحماس قد أسروا الجندي جلعاد شليط في عملية عبر الحدود بين غزة واسرائيل في 25 يونيو حزيران. وبدأت أول وحدة ايطالية وقوامها 600 جندي هم طليعة قوة من ثلاثة الاف جندي تعهدت ايطاليا بارسالهم الرحلة الى لبنان يوم الثلاثاء فيما قالت ايطاليا ان المهمة ستكون "طويلة ومحفوفة بالمخاطر". ومن المقرر أن تصل حاملة الطائرات جاريبالدي وأربع سفن أخرى تابعة للبحرية الى لبنان يوم الجمعة. وتعهدت فرنسا بارسال كتيبة قوامها 900 جندي قبل منتصف سبتمبر ثم تعقبها كتيبة ثانية. وتأمل الامم المتحدة في اقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان تخلو من قوات اسرائيل وحزب الله وتحرسها قوة موسعة للامم المتحدة الى جانب نحو 15 ألف جندي لبناني. كما تأمل أن تشارك دول مسلمة بقوات لتحقيق توازن مع سبعة الاف جندي تعهدت بهم دول أوروبية. وقالت الحكومة التركية انها تريد من البرلمان الانعقاد في الخامس من سبتمبر أيلول للموافقة على المساهمة بجنود في قوة الامم المتحدة بعد الموافقة المبدئية على ارسال جنود. ومن بين الدول الاخرى التي من المحتمل مساهمتها اندونيسيا وماليزيا وبنجلادش ولكن اسرائيل اعترضت على مشاركة هذه الدول لعدم وجود علاقات دبلوماسية تربطها بالدولة اليهودية. وأسفرت الحرب عن سقوط 1200 قتيل في لبنان أغلبهم من المدنيين و157 اسرائيليا أغلبهم من الجنود.

الأمين: الدولة هي المسؤولة عن كل الطوائف
المستقبل - 2006 / 8 / 30
اكد مفتي صور علي الامين ان "روابط الاديان لا يجوز ان تكون على حساب الأوطان، وان الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن كل الطوائف في لبنان، وان علاقات الدول لا يجوز ان تكون مع طائفة او جماعة او حزب، وانما يجب ان تكون العلاقة مع كل طائفة او حزب من خلال الدولة اللبنانية".
ودعا الامين في بيان امس، لمناسبة ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه، الى التمسك بثوابته. وتوجه الى "اهلنا الكرام الأوفياء لمدرسته السياسية التي اتسمت بالوطنية والاعتدال، والتي يجب علينا ان نستحضر معالمها والأسس التي قامت عليها لانقاذ لبنان من خلال انقاذ الجنوب، واعادته الى حضن الدولة اللبنانية الواحدة، واخراجه من دائرة الصراعات التي كانت تجري على أرضه عبر التنظيمات والأحزاب، وكان اهل الجنوب وحدهم يدفعون الاثمان الباهظة في تلك المرحلة الى ان وصلنا اليوم الى المرحلة التي دفع فيها كل لبنان الثمن في أغلى ما لديه من الأنفس والمدن والقرى وسائر المرافق نتيجة تغييب الدولة اللبنانية عن الجنوب". وشدد على ان "ذكرى الامام الصدر ليست مناسبة للغزل بقامته الممتدة نحو السماء ولا للخطب الرنانة، وليس للتنويه بفكره واجتهاده وحسب، وانما هي مناسبة لتطبيق مشروعه السياسي انطلاقا من قوله: "الجنوب أمانة يجب ان تحفظ بأمر من الله والوطن""، مؤكدا ان "الجنوب لا يحفظ الا من خلال عودته الى حضن الدولة اللبنانية المسؤولة وحدها عن الدفاع والأمن في الجنوب أسوة ببقية المناطق اللبنانية". اضاف: "انها مناسبة يجب علينا ان نجدد فيها الوعد والعهد بالعمل الجاد، واعلان التمسك بثوابت الامام الصدر القائلة بأن لبنان وطن نهائي لكل الطوائف اللبنانية، بما فيها الطائفة الشيعية التي أعلنت مرارا ان ولاءها هو لوطنها لبنان وحده"، مذكرا "القيادات والمؤسسات التي تتحدث باسم الامام الصدر، بهذه الأسس وغيرها التي اطلقها سماحة الامام المغيب في حركته السياسية وفي مشروعها السياسي والاجتماعي الذي عمل من اجله ودفع حريته وربما أغلى ما لديه في سبيل تحقيقه". ولفت الى ان "هذا هو شأن القيادات التي تحفظ لشعبها العهود والأمانات ولا تكتفي بالمناصب الزائلة وتترك الواجبات الملقاة على عاتقها في الحفاظ على الشعب ومصيره ومستقبله".

لبنان يقرر دفع تعويض 40 الف دولار لكل منزل مدمر كليا خارج ضاحية بيروت الجنوبية
أ ف ب - 2006 / 8 / 30
اعلن رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة اليوم الاربعاء ان الدولة قررت تعويض كل وحدة سكنية دمرها العدوان الاسرائيلي بحوالى 40 الف دولار في مختلف المناطق باستثناء ضاحية بيروت الجنوبية. واوضح السنيورة في مؤتمر صحافي ان عملية التعويض تشمل "نحو 80 الف وحدة سكنية بعضها مدمر كليا وبعضها جزئيا بشكل متفاوت" وتوجد غالبيتها في جنوب لبنان اضافة الى منطقة البقاع وفي شمال لبنان وجبل لبنان.  وقال "ستدفع الدولة 50 مليون ليرة لبنانية (33 الف دولار) الى كل منزل مدمر كليا بغض النظر عن حجمه ومكوناته اضافة الى نحو سبعة الاف دولار من اجل الاثاث". واوضح ان عملية الدفع من اجل الاعمار ستجري على مرحلتين تبدأ المرحلة الثانية بعد التأكد من انتهاء اعمال المرحلة الاولى ليتم لاحقا دفع تعويض الاثاث. واكد ان عملية حصر الاضرار ودفع التعويضات تتم عبر وزارات الدولة المعنية اضافة الى المؤسسات المساعدة مثل مجلس الجنوب وصندوق المهجرين.  واوضح السنيورة ان "حل مشكلة السكن آنيا سيتم بواسطة منازل جاهزة تسعى الدولة لاستقدامها "بكميات كبيرة" على ان يتم وضعها في اماكن الاقامة الاصلية اي في القرى والبلدات المتضررة.

انان يدعو الى الافراج غير المشروط عن الجنديين الاسرائيليين وفك الحصار عن لبنان
أ ف ب - 2006 / 8 / 30
دعا الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اليوم الاربعاء من القدس الى الافراج "غير المشروط" عن الجنديين الاسرائيليين الاسيرين لدى حزب الله منذ 12 تموز/يوليو, والى فك الحصار البحري والجوي الذي تفرضه اسرائيل على لبنان. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت "لا بد من الافراج غير المشروط عن الجنديين المخطوفين. سابذل كل ما في وسعي من اجل التوصل الى الافراج عنهما".  واكد انه اثار مسألة مصير الجنديين اللذين تحججت اسرائيل بخطفهما لشن هجوم على لبنان استمر 33 يوما "على اعلى المستويات" خلال زيارته الى لبنان. واضاف "لم يتكون لدي انطباع بانهما ليسا على قيد الحياة. اعتقد انهما على قيد الحياة". ودعا انان من جهة ثانية الدولة العبرية الى رفع الحصار البحري والجوي المفروض على لبنان, وقال "اعتقد فعلا انه يجب رفع الحصار" عن لبنان.  واضاف ان "هذا امر مهم بسبب انعكاساته الاقتصادية لكنه مهم ايضا لتعزيز الحكومة الديموقراطية في لبنان التي تؤكد اسرائيل باستمرار ان لا مشكلة معها". وكان انان دعا الى "رفع الحصار الجوي والبري والبحري الذي يشكل اذلالا للبنانيين ومساسا بسيادتهم". وبعد معارك استمرت 33 يوما بين اسرائيل وحزب الله, توقف القتال في 14 آب/اغسطس بموجب القرار 1701 لمجلس الامن الدولي لكن اسرائيل تؤكد انها ستبقي على الحصار حتى وصول قوة دولية لمنع وصول اسلحة الى حزب الله.
وينص القرار 1701 على نشر قوة دولية تضم آلاف الجنود برعاية الامم المتحدة في جنوب لبنان الى جانب الجيش اللبناني. من جهته, عبر اولمرت عن امله في "تغير الظروف بسرعة لتسمح باتصالات مباشرة" بين الحكومتين اللبنانية والاسرائيلية بهدف التوصل الى "اتفاق بين البلدين", مؤكدا انه "ليس هناك نزاع بيننا". وقال اولمرت ان "شعب اسرائيل ليس في نزاع مع الحكومة اللبنانية وآمل بان تتغير الظروف بسرعة لتسمح باجراء اتصالات مباشرة بين حكومتي اسرائيل ولبنان من اجل التوصل قريبا الى اتفاق بين البلدين".
واجرى اولمرت وانان محادثات استمرت ساعة ونصف الساعة بحضور مساعديهما في مقر اقامة رئيس الوزراء الاسرائيلي. وكان انان التقى بعيد وصوله الى اسرائيل الثلاثاء وزير الدفاع عمير بيريتس واسر جنديين خطفهما حزب الله في 12 تموز/يوليو وثالث خطفته مجموعات فلسطينية في 25 حزيران/يونيو. وطلب ممثلو اسر الجنود الحصول على براهين على ان الجنود الثلاثة ما زالوا على قيد الحياة, وعبروا عن "خيبة املهم" من اللقاء, معتبرين انه لم يجلب اي شىء جديد باستثناء وعود جددها انان بالسعي للافراج عنهم.  وبدأ انان بعد ذلك محادثات مع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني. وحسب برنامجه الرسمي, يلتقي انان صباح الاربعاء نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمون بيريز ايضا. ويتوجه عند الساعة 12,30 بالتوقيت المحلي (9,30 تغ) الى رام الله في الضفة الغربية لاجراء محادثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس, قبل ان يزور الاردن. وستقوده جولته الى سوريا الخميس وايران السبت وقطر وتركيا والسعودية في مواعيد لم تحدد بعد.

كارلوس اده: المطالبة بحكومة وحدة وطنية جاء ليؤكد نظرية الانقلاب
قوى 14 آذار - 2006 / 8 / 29
علق عميد حزب "الكتلة الوطنية اللبنانية" كارلوس اده على الحديث التلفزيوني الاخير للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وادلى بالتصريح الاتي:" ان اول مل لفتنا في حديث السيد نصر الله هو ما قاله عن انه لم يكن ليأمل بتنفيذ عملية 12 تموز لو كان توقع ردة الفعل الاسرائيلية التي تلت هذه العملية. ان موققف السيد نصر الله يدعونا الى الاستغراب والتساؤل كيف ان قرارات خطيرة كهذه تؤخذ من دون توقع لنتائجها، في حين ان عناصر سياسية كثيرة من داخل فلسطين المحتلة كانت تشير بوضوح الى المنحى الذي كان من المتوقع ان تأخذه الامور, اقله ردة الفعل الاسرائيلية على عملية اسر حماس للجندي الاسرائيلي في غزة.  من هنا و لا بد من التأكيد على الموقف الذي اتخذناه منذ بدء العدوان الاسرائيلي , وحتى قبله والقائل بوجوب اتخاذ القرارات الخطيرة كتلك المرتبطة بالحرب والسلم ضمن اطار المؤسسات الدستورية الممثلة لجميع مكونات وشرائح الشعب اللبناني , التي تتمتع وحدها بشرعية اتخاذ مثل هذه القرارات والزام الدولة اللبنانية والشعب اللبناني بنتائجها ولتفادي اي خطأ في التقدير، كالذي حصل من قبل حزب الله في الاحداث الاخيرة لانه من غير المقبول ان يكون كل ما حصل نتيجة خطأ في التقدير, بالنظر لهول الكارثة التي طالت الجميع.  من ناحية ثانية , لفتنا ما جاء على لسان امين عام حزب الله من قبول بالطائف مشروط بتشكيل حكومة وحدة وطنية. ولا بد هنا من الاشارة الى اننا قد نكون نشترك مع السيد نصر الله في انه لدينا كذلك بعض الملاحظات على اتفاق الطائف , ودعوتنا الى ادخال تعديلات عليه ولكننا نختلف معه في مسألة اعترافنا بالدستور الناشىء عن الطائف كقانون اساسي للبلاد ينظم الحياة الدستورية وعمل المؤسسات فيها, من دون ان يكون ذلك مرتبطا بأي شرط.  اما مطالبة السيد نصر الله بحكومة وحدة وطنية كشرط للالتزام بالطائف الامر الذي رددته من بعده فورا الجوقة المعروفة الاهداف والمرجعية , جاء ليؤكد ايضا على نظرية الانقلاب التي نبهنا منها منذ انطلاق العدوان. ان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي يجري الحديث عنها اليوم, انما تهدف الى ايجاد ثلث معطل داخل الحكومة خارج اطار الاكثرية الموصوفة المحددة حصرا في دستور الطائف وهو ما يشكل انقلابا على نتائج الانتخابات النيابية وعلى المؤسسات الدستورية المنبثقة عن هذه الانتخابات، وهذا في حد ذاته العنصر الرئيسي من مقومات الانقلاب السياسي الذي نحذر منه وندعو اللبنانيين الى مواجهته بجميع الوسائل السلمية والديمقراطية، لمنع عودة عقارب الساعة الى الوراء".

عودة براميرتس أعادت إحياء لجنة التحقيق الدولية ونيكولاس ميشال في بيروت الشهر المقبل لمناقشة المحكمة الدولية
اللواء - 2006 / 8 / 30  رباب الحسن
بعد تهجير قسري الى قبرص نتيجة حرب تموز، عاد رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري سيرج براميرتس وفريق عمله الى مقر اللجنة في "المونتيفردي" حاملاً معه ملفاته ومعلوماته ليدرجها ضمن إطار التقرير الثاني له خلال توليه رئاسة اللجنة، والمقرر أن يرفعه الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في مهلة أقصاها الثامن عشر من الشهر المقبل·
وتترافق عودة براميرتس، مع عودة الحديث عن زيارة سيقوم بها مساعد أمين عام الأمم المتحدة للشؤون القانونية نيكولاس ميشال وفريق عمله الى بيروت منتصف الشهر المقبل، وهي زيارة كانت مقررة في تموز الماضي ليناقش مع المسؤولين اللبنانيين مسودة تشكيل المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، والتي كان القاضيان رالف رياشي وشكري صادر شاركا في إعداد الصيغ القانونية والنظام العام للمحكمة تمهيداً لعرضها على مجلس النواب لإقرارها وإبرام مذكرة تفاهم نهائية مع الأمم المتحدة في شأنها· وكان موضوع تشكيل المحكمة الدولية قطع شوطاً كبيراً قبل تموز حيث كان القاضيان رياشي وصادر زارا الأمم المتحدة وناقشا مع مستشار أنان نيكولاس ميشال الصيغة النهائية مع التعديلات التي كانت اقــترحتها الأمم المتـحدة لا سيما ما خص منها عقوبة الإعدام· وكانت وزارة العدل قد أنجزت كل ما يتعلق بهذه التعديلات القانونية تمهيداً لمناقشتها وإقرارها في مجلس النواب بحيث تكون زيارة ميشال (والتي كانت مقررة في تموز) للتوقيع على مذكرة تفاهم إنشاء هذه المحكمة التي اتفق على أن تكون مختلطة ومؤلفة من خمسة قضاة بينهم قضاة لبنانيون على أن تعتمد النظام الانغلوساكسوني الذي يشير الى وجود مدعٍ عام، غير أن المشاورات مع الأمم المتحدة لم تتوصل حتى الساعة الى تحديد مكان انعقاد المحكمة، وإن كان الأكثر ترجيحاً لاهاي كمقر لها، نظراً لأن "محكمة لاهاي" مجهزة بالكامل إن بالنسبة للتقنيات أو عناصر المحكمة وحتى السجون، إضافة الى أن ذلك يخفـف من الكلفــة العـالية للمحكـمة· ومن المتوقع أن تناقش مسألة التمويل الخاص بالمحكمة مع ميشال خلال زيارته لبيروت لا سيما في ظل الخسائر الكبيرة التي خلّفها العدوان الاسرائيلي على لبنان الأمر الذي سيحتّم على الحكومة اللبنانية البحث عن مصادر لتمويل هذه المحكمة·

اسـتحـوا
سمير عطاالله
- النهار
ويجب ان نوضح "اولا" اننا لا نناقش المواقف لا عند المسؤولين ولا عند الذين لا حول لهم ولا طول. الموقف حرية الرجل وقراره او الغلبة على امره. وفي امكاننا ان نقبل هذا الموقف او ان نرفضه او ان نتفهم ظروفه لكن الاعتراض سيبقى دائما على الصيغة على الخطاب على اللغة وقد اردت من ذلك ان اقدم لمسألتين تاريخيتين مصيريتين جدليتين، هما وصول الجيش اللبناني الى الجنوب، ومجيء القوة الدولية. وتشكل الاولى سحابة ثلث قرن من تاريخنا وحياتنا ويومياتنا ونزاعاتنا واقتصادنا وعطوبتنا اليومية وهشاشة البلد وانتفاء الدولة واما الثانية فتشكل اربعة عقود، بدأت يوم طالب رجل بصير بأمرين: تطبيق اتفاق الهدنة مع اسرائيل وارسال قوة دولية من اجل ذلك.
كان ريمون اده يعرف، وليس يحلل، ان الجبهات العربية التي سكتت عام 1967، سوف تفتح امام الفلسطينيين جبهة الجنوب، وكان يدرك ان ذلك سيؤدي في النهاية الى فتنة داخلية، واحتلال الجنوب، وسقوط بيروت، لذلك قال شيئا واحدا وظل يكرره حتى وفاته: القوة الدولية واحكام اتفاق الهدنة.
لجأ الوطنيون الى اسهل الحلول: اتهام ريمون اده بالخيانة والعمالة. اليس هو ابن اميل اده البكر؟ ووقف ريمون اده يقاتل ثم جاء "اتفاق القاهرة" الذي يلغي، بالنسبة الى اسرائيل، أي مبرر لاتفاق الهدنة لانه يجير الجنوب، رسميا لحركة "فتح" واقر النواب الاتفاق من غير ان يسمح لهم بقراءته في سابقة لم يسجل التاريخ ما قبلها ولا ما بعدها. ورفض ريمون اده. وكانت السلطة الوحيدة التي اظهرتها الدولة انها اعتقلت غسان تويني لان "النهار" نشرت وثيقة التنازل عن الجنوب وارضه واهله، وسلمت موقعها في الصراع العربي – الاسرائيلي الى ياسر عرفات الذي فعل ما يمكن ان يفعله اي صاحب مصلحة امام هذا المشهد: انتقل بسلطته من الجنوب الى بيروت، وصار يصدر الاوامر الى رؤساء الحكومة، ويدخل القصر الجمهوري بمسدسه. واقام عرفات لجانا بينه وبين الدولة اللبنانية على المستوى نفسه. في الظاهر طبعا. اما في الحقيقة فكان الضباط اللبنانيون يعاملون على انهم خونة وعملاء يحبون بلدهم ويغارون على ما بقي من فتات سيادته.
ظل ريمون اده يركب اسطوانته: اتفاق الهدنة، القوة الدولية، وكما التقى من يبيع الجنوب في اتفاق القاهرة، التقى النواب انفسهم لالغائه، عندما حل القرار السوري محل القرار الفلسطيني في بيروت. ليس على وجه الارض سياسيون بلا حياء وبلا ماء وجه مثل هؤلاء السياسيين. قحة غير مسبوقة في التوقيع وتفاهة غير مسبوقة في لحسه امام الامم والتاريخ والاهالي. او المواطنين احيانا. فاكثريتهم ليست افضل حالا من اكثرية ارسانهم ومستعبديهم وقائديهم الى الهلاك والهجرة والفقر والذل، وكما تكونون يولى عليكم اولا واخيرا.
لم يكن همّ ريمون اده واصحاب الرؤية حفظ حدود اسرائيل. كان هاجسه حماية قلب لبنان. فهو يعرف انه معد للفتنة والانقسام، وان قسما منه سوف يذهب، بكل سذاجة، الى اسرائيل. وكان يعرف تماما ماذا يعني ذلك، كما كان يدرك ان ثمة رهانا مسيحيا سخيفا على اميركا، وكان يعرف بالتجربة ماذا تريد اميركا. فعندما طلب من المبعوث الاميركي روبرت مورفي ان يرافقه الى الجنوب، عرف انه لن يرى الرئاسة اللبنانية بعد ذلك، وانه سوف يموت منفيا يطارده، بالتساوي، فريقان: الوطنيون والانعزاليون. والجهل.
بدل ان نوفر المحن على الجنوب، معتمدين خيانة ريمون اده في اصراره على القانون الدولي، دخل الجنوب منذ 1969 في اتون النار والخراب والاحتلال. ثم حدث الانسحاب بفضل مقاومة نادرة وفي غياب دولة لا عمل لها في الوطن سوى الابتسام والقاء التحيات وتوزيع النياشين. وضرب توزيع النياشين رقما لا سقف له، حتى اضطرت الدولة الى ان تنجز عملا واحدا: طلبت صنع مزيد من النياشين بعدما نفق مخزونها ولم يبق صدر مكشوف الا وغطي بوسام.
بعد قضية القوة الدولية طرحت مسألة ارسال الجيش. وكان هناك قرار سوري برفض ذلك. كذلك رفضت المقاومة المنتصرة ان تسلم ما حررته الى الجيش القابع بعيدا. وكان الجيش ايام قيادة ميشال عون يوصف بأنه فئوي انعزالي وعميل. فلما جاء اميل لحود قائدا، واخرج ميشال عون من بعبدا واليرزة وصرف جميع ضباطه، صار الجيش وطنيا. لكن قائده الجديد منعه من الذهاب الى الجنوب. وعندما صار قائد الجيش رئيسا للجمهورية قال تكرارا انه لن يرسل الجيش الى الجنوب لئلا يصير حرس حدود لاسرائيل!
تعرض الجيش اللبناني لتعابير سقيمة من هذا النوع في الصبح وفي المساء. وكان ميشال عون قد خاض بالجيش ذات مرحلة "حرب التحرير" و"حرب الالغاء" وحرب سوق الغرب، التي قال وليد جنبلاط انه خاضها من اجل فتح طريق بيروت امام سوريا. ولكن عندما سئل ميشال عون قبل اسابيع عن مهمات الجيش اللبناني قال: "حفظ الامن الداخلي".
من المؤسف جدا، والمغضب ايضا، ان يضطر قائدان سابقان للجيش، الى استخدام هذه التعابير في حقه، ثم ان يضطرا بعد ايام الى قلب الكلام مرة اخرى والجيش يدخل ارضه واهله وعرضه ورحمه في الجنوب. كان في امكان رئيس الجمهورية وبعده دولة الرئيس العماد، ان يقولا اي كلام يبرر عدم ارسال الجيش، كالقول مثلا، وبكل بساطة، إن ارساله ليس في مصلحة الوضع الداخلي والاقليمي معا. وكأن يقال، ما دامت الارض اللبنانية لم تتحرر تماما، فالاولوية للمقاومة لان عملها لا يلزم الدولة بما يلزمها به الجيش. اما ان يقال ان تمركز الجيش على الحدود حماية لاسرائيل، وان الجيش "مهمته" حفظ الامن الداخلي، فهذا اعتداء مرفوض وتدنيس لقبر الجندي المجهول.
الوحيد الذي تصرف بكبر ورفعة وبلا مزادات معلنة، كان الجيش. ظل صامتا وكبيرا. وظل في امرة القيادة السياسية ووحدة البلد، وعندما نزلت الناس الى البلد لم يفعل ما فعله ابطال 7 آب برجال ميشال عون وشبابه في همجية لا تنسى، بل تلقى الورود من شباب لبنان وبناته واطفاله وعجائزه.
لقد ذهب الجيش اللبناني الى الجنوب وهو لا يعرف الطرق. ولا القرى. وهذا ليس عيبه وتقصيره. ذهب الى ارض ليس له فيها ثكن ولا خيم ولا شوادر. وحل بين اهله كالغريب العائد من المنفى. وكان خجلا بنفسه: هل حقا كان يجب ان يأتي ليرى كل هذا الدمار والخراب والموت؟ هل هذا هو الجنوب الذي يرفض رئيس الجمهورية ان يرسل الجيش اليه، هذا الجيش الذي صار وطنيا بعدما طهّر من ضباط ميشال عون الذين طالبوا بعد العودة، وقبل اي شيء، بتعويضاتهم كاملة عن سني الغياب؟
لقد وُجدت اللغة من اجل المخارج. ومشكلة الانسان ان كل قول يسجل عليه الى الابد، وقد قال الجنرال ميشال عون ان الاخوة السوريين تجاوزوا كلامه على تكسير رأس الرئيس الراحل حافظ الاسد. ولكن كيف يهدد قائد للجيش بهزيمة دولة اخرى ثم يعود ويقول لاهله ان مهمات الجيش داخلية؟ لمن اذن شرف الدفاع عن الحدود؟ وكم كان عدد الجيش اللبناني عندما كان الجيش العربي الوحيد الذي انتصر في الحرب مع اسرائيل عام 1948، وبسببها كان اتفاق الهدنة وحدودها التي باعها سياسيو لبنان بقحة لا مثيل لها، بالجملة والمفرّق؟
ألقت ظلمة العدوان الاخير ضوءاً شاحباً وعليلاً اصفر على خواء واضمحلال الدور المسيحي في لبنان. ففي مثل هذه الحرب الوجودية لا وجود لهم الا الكحة. فريق يكح على المقاومة وهي تقاتل من اجل شرف لبنان، وفريق مستجد يكح معها بين وقت وآخر متعثراً بريقه. لقد وجد نفسه في عالم لا يعرف عنه شيئاً سوى الصور وعناوين الصحف. واكتشف ان كوناً يفصل بينه وبين صناعة الصمود الحقيقية. وادرك ان مصائر الاوطان والامم وحياة الشعوب لا تحل على "فنجان قهوة". لقد وجد المسيحيون المتناثرون انفسهم امام لحظة شديدة الصعوبة. شريكهم في الوطن يهزم اسرائيل وهم ليسوا اكثر من حملة لافتات استنكارية مكتوبة بلغة رديئة في الجانبين. فالذي لا وجود له لا معنى لكلامه مهما قال او مهما لقن. والتاريخ لا يتوقف الا عند القادرين على صناعته، فلا وقت للاضاعة عند الكلام السقيم في لحظات المصير. طبعاً هذه المأساة لن توقظ المسيحيين الى ما هم فيه من اسمال. فهم لا يدركون، واعني الاكثرية الساحقة من الناس وليس فقط ساسة السوق، ان القضية ليست قضية موقع بل قضية مكان. وليست مسألة كرسي مخلع ومفرغ، بل مسألة وجود. وليست محنة زائلة بل محنة مصير. وليست موضوع بقائية سياسية تافهة ومملة ومفضوحة بل هي موضوع بقاء أخير. لا. الناس ليست افضل من سياسييها ولا اعقل من ارسانها. استحوا. تعلموا لعبة الوجود وكيف تستحقون هذا التراب الجميل. غيّروا هذه الوجوه. والا فإن مكانكم سيتغيّر الى الابد.

 

الحزب الكاذب ولبنان المهزوم

احمد الجار الله/السياسة

تكفي حملة البروباغندا التافهة التي يقودها الشيخ حسن نصرالله للترويج لمفهوم الانتصار في الحرب الأخيرة على إسرائيل... تكفي هذه الحملة لأنها تهزأ بعقول اللبنانيين, وتطالبهم بأن يركبوا بدائل أخرى لعيونهم ليروا فيها الواقع المخروب بصورة معاكسة, أي يرونه واقعاً حافلاً بالعمران, ويزهو بالنصر.

تكفي كل هذه الخزعبلات التي يقصد منها »حزب الله« وحلفاؤه من جماعة النظام السوري والعاملين في خدمته, أن يقولوا للناس في الداخل إن خيارهم السياسي الأصولي دينياً وقومجياً هو الخيار الفائز, وأن من يقف خارجه هو المهزوم والعميل لأميركا وإسرائيل. يكفي هذا الكذب, كل هذا الكذب, وعلى الكاذبين أن يتوقفوا عنه, وخاصة حين يتحدثون عن الجباه المرفوعة, والكرامات المصونة... فالحياة كلها انتكست إما بالخضوع للموت, أو الخوف من آلات الموت, والكرامات ديست بالأقدام إما بالتشرد, وإما بالحصار, براً وبحراً وجواً.

كفى مهرجان الضحك على النفس وعلى الآخرين, وكفى أوهاماً بأن لبنان أصبح على طريق العودة إلى الاحتلال السوري ثانية, وبأن أزلام هذا الاحتلال سيتولون قريباً على حساب الاستقلاليين الذين قال بشار أسد إن شمسهم أوشكت على المغيب... كفى هذا المهرجان الكاذب, فلبنان حالياً أعيد إلى الحل القديم الذي كان السياسي اللبناني العريق ريمون إده, رحمه الله, ينادي به منذ أكثر من خمس وثلاثين سنة, أي نشر الجيش اللبناني في جنوبه, وتعزيز وجود القوات الدولية فيه, واتهم يومها بالعمالة للغرب ولإسرائيل إلى أن مات مقهوراً في المنفى الباريسي, وبعد صدور القرار 1701 أصبح لبنان خارج قبضات المصارعين إقليمياً, من السوريين والإيرانيين وتوابعهم, وفي عهدة الأمم والمجتمع الدولي... نعم إن قضية لبنان قد تم تدويلها بعد أن عاث فيها التعريب فساداً وتنكيلاً.  قضية لبنان أصبحت مدولة في واقعها الراهن فلماذا وقاحة »حزب الله« وشيخه حسن نصرالله, ولماذا الحرص على ادعاء النصر, على الرغم من أن الحزب يبدو كمن يصرخ في عقب كل ضربة كف على وجهه »سأريكم, سأنتقم منكم« فلا يزيده هذا التهديد النظري إلا تلقي المزيد من الإهانات, والمزيد من الضربات, بالأيدي والأرجل, على وجهه, والمزيد من تعفير الجباه في التراب, وتمريغ الرؤوس في الأوحال. »حزب الله« يذكرنا هذه الأيام بغوبلز, وزير إعلام الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر, والذي كان يعتمد على الكذب في تشغيل آلته الإعلامية, واشتهر بالقول »اكذب اكذب, فلا بد أن يصدق الناس بعض الكذب«. وإذا كانت هناك هدنة سياسية وفكرية من قبل العقلاء اللبنانيين على »حزب الله« فما ذلك إلا من باب الحرص على سلامة الوحدة الوطنية التي طالبت الحكومة بتعزيزها, ومن باب عبور أيام الحرب العصيبة التي لا يجوز الكلام خلالها إلا عن الصمود في مواجهة العدوان... هدنة العقلاء هذه كانت تهدف إلى استيعاب خطيئة »حزب الله«, والوقوف معه ريثما ينجلي الغبار وتتفتح العيون على المصائب والكوارث وتفتح ملفات المحاسبة.

اللبنانيون بدأوا الآن يفيقون على حقيقة أوضاعهم, وأنهم كانوا مستلبين من قوى فاشية ونازية تشتغل لحساب الآخر غير اللبناني, وتتاجر بدمائهم وبأرزاقهم وببيوتهم وقراهم وبلداتهم من أجل هذا الآخر الذي لا علاقة له به ولا بمصالحه السياسية... اللبنانيون هؤلاء الذين أخذتهم الصحوة الوطنية تحرروا من إرهاب »حزب الله« الفكري والتكفيري والتخويني, وبدأوا يتحدثون بصراحة عن مواقف الخطأ والصواب, ويفضحون بروباغندا الحزب الفتوي المعتمدة على نظرية غوبلز الهتلري النازي, والتي يبثها عبر محطته »المنار« على الناس يصدقون بعض الكذب, وبالذات ما ينغلق منه بتجميل القبيح, وإنكار الهزيمة, وتقديس شخصية الشيخ نصرالله, وتصويره بطلاً قومياً ودينياً للعرب وللمسلمين. لبنان في واقعه الراهن يعتبر حالة في عهدة الأمم والتدويل, ولم يعد بمقدور أحمدي نجاد, وبشار أسد, والشيخ نصرالله, أن ينفردوا بالتصرف به, وترحيل مشكلاتهم وخطاياهم إلى ساحته, ومن أجل أن يوفروا على أنفسهم المزيد من الهزائم, ومن أجل أن يوفروا على الشعب اللبناني المزيد من المعاناة, عليهم أن ينسحبوا من هذا البلد ويقطعوا الأمل بالعودة إليه ثانية, أما »حزب الله« فلم يعد أمامه من سبيل للبقاء, وتجنب التصفية, سوى تسليم نفسه وسلاحه إلى الحكومة اللبنانية حتى لا يجبر على تسليمه بالقوة, أو تأتيه عاصفة أشد هولاً من عاصفة 12 يوليو قد لا تبقي فيهم جسداً ينعم بالروح وبالحياة وبالوجود.

والواضح لا يوضح كما كان يقول رئيس البرلمان اليمني الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر عندما يخاطب رئيس الحكومة.

 

السنيورة: الحكومة باقية وملتزمون القرار 1701 ولم يكن أمامنا إلا الموافقة عليه ونرفــض المزايــدات
تحدث عن المرحلة الثانية من آلية دفع المساعدات وسافر الى ستوكهولم

وكالات - 2006 / 8 / 30
اعلن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان الحكومة لن يهدأ لها بال الا وتكون قد اطمأنت الى ان كل عائلة ستحصل على بيت. وتحدث عن استقدام منازل جاهزة من الدول المانحة واعلن عن اللجوء الى اعتماد مبلغ مقطوع لكل وحدة سكنية مدمرة بشكل كامل على ان يكون المبلغ بقيمة 50 مليون ليرة يضاف اليها 10 ملايين ليرة بدل اثاث وتجهيزات داخلية على ان يدفع كمساعدة للمواطن الذي دمر منزله. اما المنازل غير المدمرة بشكل كامل والمتضررة فان اصحابها سيحصلون على مساعدة تعادل نسبة الاضرار قياسا الى المبلغ الاجمالي. واعتبر ان مؤتمر ستوكهولم بداية برنامج شامل لاعادة البناء على المدى الطويل مما يمهد الطريق امام مؤتمر اوسع للمانحين يساعد على مواجهة العبء الثقيل الذي تخلفه خدمة الدين وسيعقد في وقت لاحق.
وشدد على ان الحكومة باقية وليس هناك استقالة او تغيير طالما تتمتع بثقة المجلس النيابي. وأكد التزام لبنان بالقرارات الدولية وخصوصا القرار 1701 واعلن انه لم يكن امام لبنان الا ان يوافق على هذا القرار رافضا المزايدات في هذا الخصوص. وجدد التأكيد بالتزام النقاط السبع التي وافق عليها جميع اللبنانيين. وذلك في مؤتمر صحافي عقده في السراي تحدث فيه على المرحلة الثانية من المساعدات لاعادة الاعمار وقال: لقد اعلنت منذ اليوم الاول للعدوان الاسرائيلي الغاشم على لبنان ان الدولة اللبنانية ملتزمة بمساعدة المواطنين في عملية اعادة الاعمار نتيجة تعرضهم لذلك العدوان وانا اليوم هنا للتأكيد بعد المؤتمر الصحافي الاول، وكما وعدت اللبنانيين في المرة السابقة للحديث عن آلية ومبالغ المساعدات التي ستقدمها الدولة للمواطنين المتضررين خارج منطقة الضاحية الجنوبية اي في مناطق الجنوب والبقاع والشمال وجبل لبنان. وسأتطرق في حديثي ايضا الى اهداف وتوقعات مشاركتنا في المؤتمر الذي سيعقد يوم غد في ستوكهولم عاصمة السويد لدعم لبنان.
وقبل الدخول في التفاصيل اسمحوا لي ان اشير الى ان الدولة ليست كيانا قائما بذاته ومن تلقاء نفسه ومنفصل عن الناس وقضاياهم بل ان الدولة هي جزء مهم منهم وعلى وجه الخصوص في لبنان فهي بحاجة لتضافر اللبنانيين ودعمهم لكي تقوم وتقف على قدميها لا ان نقول اننا ندعم الدولة ولكننا نقوم بكل ما يضعفها معنويا وشعبيا وماديا. لقد سبق ان قلت في وقت سابق ان الدولة في لبنان (مأكولة ومذمومة) وارجو ان نصل الى اليوم الذي نتوقف فيه عن جلد انفسنا. ولكن اود ان اشير الى ان الدولة في لبنان تتحمل مسؤولياتها بأكثر مما تستطيع او مما توفر لها من ادوات التمكين. وتحملها لهذه المسؤوليات هو ابسط واجباتها وانا اعتقد ان المطلوب للنجاح في هذا الخصوص هو تعاون الجميع لرفع مستوى ونوعية خدمات الدولة واذا كانت هذه الخدمات بحاجة لتحسين فان تحسينها يكون بالنقد البناء لا بالظلم ولا بالتحامل. في كل الاحوال اشرت سابقا الى ان كل اجهزة الدولة منصرفة الى ادوارها وهنا اقول اننا نعمل من دون ان نتحدث عن عملنا وربما هذا تقصير منا في الاعلان عما نقوم به ولكن في الوقت ذاته فأنا لا ارى اننا نقوم بأكثر من واجبنا.
اجهزة الدولة انصرفت في كل القطاعات الى ترميم وتصليح ما دمر وفي ذات الوقت الى احصاء الاضرار والخسائر كل في قطاعه وسيتم اعلان النتائج بعد توفرها تباعا.
بعد ان اعلنا في المؤتمر السابق عن آلية دفع المساعدات للمواطنين المتضررة منازلهم اود ان اتحدث اليوم كما اشرت الى مبالغ وآلية دفع المساعدات للمواطنين الذين تضررت منازلهم خارج منطقة الضاحية الجنوبية اي في الجنوب والبقاع والشمال والجبل.
دعني ابدأ بداية في موضوع الضاحية، الواقع ان طبيعة المشكلة في منطقة الضاحية الجنوبية، هناك 4 بلديات معنية في هذه المنطقة المختلفة الى حد بعيد عن طبيعة المشكلة في المناطق الاخرى بسبب العديد من الامور لها علاقة بنوعية البناء بطبيعة البناء بالطوابق بالحقوق المشتركة بالمخالفات بالتجاوزات، بغيرها من الامور التي ينبغي ان يصار الى معالجتها بطريقة تختلف عن الطرق التي يمكن اعتمادها بالنسبة للمناطق الاخرى من لبنان. وعلى ذلك بادرت الى انشاء لجنة خاصة ممثلة فيها ادارات الدولة المعنية من التنظيم المدني، مجلس الانماء والاعمار، نقابة المهندسين، رؤساء بلديات المنطقة، منظمات المجتمع الاهلي والمدني العاملة على الارض في تلك المنطقة لاجراء دراسة متأنية لحجم الدمار الذي فاق كل تصور وتاليا جرى عقد اجتماع اولي لهذه اللجنة وسيقوم بكامل اعضائها بالاجتماع مطلع الاسبوع المقبل وستتابع وسنعلن للمواطنين ونعود اليهم حتما ولاهلنا في الضاحية لشرح ما تتوصل اليه هذه اللجنة المنبثقة من المجتمع والمعبرة عن مطالب الناس وعن اوضاعهم لنجد الحلول الناجعة لهذه المشكلة.
اود هنا ان اقول في منطقة الضاحية ان هناك فعليا 475 آلية تعمل الان في اكثر من 75 موقعا في تلك المنطقة. اوردت هذا الرقم، مع العلم انه ربما تأخرت الدولة في الايام القليلة الاولى ولكنها بادرت، غير ان بعض وسائل الاعلام حرصت على ان تعتم على وجود الدولة وهي تعمل في تلك المنطقة وتنادي بأن الدولة غير موجودة، على اي حال الدولة موجودة وتمارس الان عملها بشكل كفوء وفعال واقول ان اهل الضاحية هم جزء لا يتجزأ من اللبنانيين وهم خزان هذا البلد الذي يرفض العدوان وينبض بالعزة وبالصمود وتاليا لهم حق علينا ونحن سنكون الى جانبهم بكل ما يقتضي الامر.
ان الدولة لن يهدأ لها بال طالما ان الامر لم يجر حله بالنسبة للضاحية ولاي امر يجري في لبنان بالنسبة الى المناطق التي ما زالت تعاني من وجود الدمار ونحن ساعون لمعالجة هذا الامر.
حسب الاحصاءات التي لدينا هناك تقريبا 130 الف وحدة سكنية في لبنان ما بين مدمر بالكامل ومتضرر بشكل كبير الى وسط الى قليل من اصلها تقريبا 50 الف وحدة سكنية في منطقة الضاحية والباقي حوالى 80 الف وحدة سكنية موجودة في كل المناطق في منطقة الجنوب والبقاع الغربي والبقاع الشمالي والشمال وجبل لبنان في المناطق التي تضررت خارج منطقة الضاحية.
وزارة الاشغال ومجلس الجنوب والصندوق المركزي للمهجرين وزارة المهجرين باشروا العمل سواء بالاحصاء او بالاغاثة وان كان ايضا في رفع الدمار، فهذا الامر "شغال" في كل مناطق الجنوب وهذه الورشة مستمرة وتعمل الدولة ايضا على فتح الطرقات وبناء الجسور. تسمعون اليوم كل فترة عن اقامة جسور حديدية، انشاء العبارات او الطرق الفرعية ولكن هذه الورشة مستمرة الان كي تعيد ربط أوصال الوطن بعضها ببعض، هناك تلزيمات تمت ليعمل المقاولون على فتح الطرقات وازالة الدمار. ففي منطقة الجنوب هناك نحو 14 مشروعا وفي منطقة جبل لبنان نحو 25 ومنطقة البقاع 48 مشروعا، هناك عقود اخرى قيد التلزيم الآن 77 مشروعا قيد التلزيم في منطقة الجنوب في البقاع 48، جبل لبنان 31 ومنطقة الشمال 10 مشاريع ومجلس الجنوب بالذات ينشط في المنطقة التي ينشط بها عادة لرفع تداعيات الحرب عن اهلنا في الجنوب.
هناك ايضا مشاريع قيد التحضير، حوالى 176 مشروعا باتت جاهزة للتوقيع كذلك وحدة سكنية موجودة في كل المناطق في منطقة الجنوب والبقاع الغربي والبقاع الشمالي والشمال وجبل لبنان في المناطق التي تضررت خارج منطقة الضاحية.
وزارة الاشغال ومجلس الجنوب والصندوق المركزي للمهجرين ووزارة المهجرين باشروا العمل في هذا الشأن خلال الايام القليلة المقبلة، وايضا ستكون عجلة النشاط تسير في المشاريع التي لزمت وقيد التنفيذ. والمشاريع الاخرى التي هي قيد التحضير كي تعمّ هذه الورشة كل ارجاء الوطن، ولمعالجة الاضرار الآنية الحاصلة وطبيعي هناك امور اخرى سنعالجها خلال الفترة.
اما بالنسبة لمطار رفيق الحريري الدولي فيهمني ان اشير الى انه تم انجاز ترميم وتصليح المدرج الشرقي الرقم 21. اما المدرج الغربي الرقم 17 فهو قيد التصليح وسيكون جاهزا للاستعمال في خلال ايام قليلة، اما ممرات الطائرات فان اكثرها سيكون جاهزا خلال ايام. يبقى ما هو في طريقه الى الانجاز فهو خزانات الوقود والتي سيصار الى الاسراع في اصلاحها وذلك بهبة كريمة من احد الشركات اللبنانية CCC.
وقال: وفي العودة الى موضوع آلية المساعدات خارج الضاحية، كما اشرنا، اي في الجنوب والبقاع والشمال وجبل لبنان فاننا سنلجأ الى اكثر من سبيل منها:
اولا: سنعمل على استقدام منازل جاهزة من الدول المانحة لتوزيعها على القرى والمواطنين الذين تدمرت منازلهم لكي لا تكون هناك عائلة من دون منزل وبعيدة عن ارضها ليصار الى استخدام هذه المنازل الجاهزة ريثما يتم الانتهاء من بناء المنازل المدمرة على ان تعاد هذه المنازل الى الدول المانحة بعد الانتهاء من استعمالها اي فور انجاز بناء البيت المدمر. ولقد ابدت حتى الان مصر والامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وتركيا استعدادها لمدّنا بالمنازل الجاهزة ونحن سنتابع اتصالاتنا مع الدول المانحة للحصول على كل ما نستطيع من المنازل الجاهزة لتوزيعها قبل بدء فصل الشتاء.
علما اننا سنطلب تزويدنا بهذه المنشآت الجاهزة للاستعمال ايضا بدلا من المدارس المدمرة.
ثانيا - لقد تبين من عمليات الكشف الاولية ان نسبة الدمار الكبيرة قد تركزت في عدد من البلدات والقرى. فعلى سبيل المثال، هناك 38 قرية او بلدة فيها 75 منزلا مدمرا او اكثر.
ثالثا - سنطرح في استوكهولم وكما طرحنا هنا ولكن بقوة اكبر تبني اعادة بناء قرية. كما اعلنت بعض الدول، وهي مشكورة بخصوص تبني اعادة بناء قرى ومدن كدولة قطر الشقيقة التي اعلنت عن تبني قريتين والمملكة العربية السعودية 10 قرى وهي ايضا ستتولى امر البيوت الجاهزة في تلك القرى والبلدات وغيرها ايضا، واليمن قرية والبحرين قرية واحدة وهناك عدد آخر من الدول والمؤسسات التي تبدي اهتماما جديا بهذا الشأن. وانا بدوري هنا اناشد ما تبقى من اشقاء واصدقاء التقدم لتبني اعادة بناء ما تبقى من القرى المدمرة اذ وصل عدد القرى التي تم تبنيها حتى الآن نحو 14 قرية ويبقى من الـ38 قرية المدمرة 24 قرية مدمرة، علما ان مسؤولية الدولة ستظل قائمة بالنسبة للقرى غير المتبناة وحتى تلك المتبناة الى ان ينجز العمل.
بعد دراسة معمقة لكل ما حصل وبعد استشارة المهندسين، واتحدث الآن عن المناطق التي هي خارج منطقة الضاحية الجنوبية، ولا اتحدث الآن عن المحلات التجارية بل عن المنازل، فبعد دراسة متأنية واستطلاع آراء كثيرين، وأنا كنت على تشاور مع الرئيس نبيه بري الذي اود ان ارسل اليه تحية تقدير على كل الجهد الذي قام به، الكبير والمشكور، في خلال المرحلة العصيبة وهو دائما رجل وطني كبير، وليس بحاجة الى شهادتي، فبعد تشاور معه وايضا بعد تشاور مع فئات المجتمع المدني من الاخوان في "حزب الله" وعن طريق الرئيس بري، استقر الرأي على ان الدولة اللبنانية ستلجأ الى اعتماد مبلغ مقطوع لكل وحدة سكنية مدمرة بشكل كامل على ان يكون المبلغ بقيمة 50 مليون ليرة. يضاف اليها 10 ملايين ليرة بدل اثاث وتجهيزات داخلية على ان يدفع كمساعدة للمواطن الذي دمر منزله. هذه المساعدة ستدفع على مرحلتين.
- المرحلة الاولى او الدفعة الاولى ستدفع لكي يتم البدء بتشييد المنزل قبل عمليات التشطيب النهائية وهي بنسبة 50 في المئة اي 25 مليون ليرة.
- المبلغ الثاني اي الـ50 في المئة الثانية من المساعدة سيدفع بعد بلوغ المواطن مرحلة التشطيب في بناء المنزل.
- كذلك سيدفع مبلغ 10 ملايين ليرة لبنانية مساعدة لإعادة التأثيث اي لموجودات داخلية بعد انتهاء اعمال التشطيب.
- كذلك سننظر في امر المساعدة بنصف قيمة المبلغ المخصص للأثاث في حال الذين يحصلون على منزل جاهز لتمكينهم من العيش فيه.
اما المنازل غير المدمرة بشكل كامل والمتضررة فإن اصحابها سيحصلون على مساعدة تعادل نسبة الاضرار قياسا الى المبلغ الاجمالي. وفي هذا الاطار ستفتح حسابات بإدارة رئاسة الحكومة للتحويل الى المستفيدين بشكل مباشر او عن طريق شيكات، وذلك بالتنسيق مع مجلس الجنوب او وزارة المهجرين والصندوق المركزي للمهجرين المكلفة متابعة تقويم الاضرار. علما بأنه سيتم تعيين مدققي حسابات عالميين لمراقبة سير كافة اجزاء هذه العملية كذلك سيتم تعيين مراقبي عقد نفقات في كافة الادارات التي تتعاطى بهذا الشأن للتأكد والفحص الدوري لسلامة وشفافية هذه العملية بكافة مراحلها. والهدف من كل ذلك تأمين مسكن لإيواء كل مواطن دمر منزله.
وهنا في هذا المجال اود ان اشير الى انه على الجهة التي اعلنت او ستعلن عن تبني اعادة بناء قرية مدمرة ان تعتمد الاسلوب نفسه الذي اشرت اليه. اضافة الى اننا نتمنى ان تعتمد الجهة التي تتبنى اعادة بناء قرية او بلدة الى بناء مبنى عام على نفقة المتبرع الخاصة لخدمة البلدة ويحمل اسم المتبرع.
وطلب السنيورة من مزارعي التبغ الاستمرار في جني المحصول وإعداده وتسليمه وقد اعطيت التعليمات الى ادارة حصر التبغ والتنباك باستلام المحاصيل.
واشار الرئيس السنيورة الى انه على رغم الانتقادات التي وجهت من هنا وهناك الى الهيئة العليا للإغاثة في خلال المحنة وهذا امر مشروع بسبب حجم الكارثة التي خلفها العدوان ولكن الهيئة في عملها في ظل الظروف الصعبة وتقطيع الاوصال والطرق والحصار تمكنت من تأمين الكثير من الاحتياجات التي تجدونها مفصلة في جدول سيوزع عليكم في نهاية المؤتمر كما سيوزع عليكم بيان آخر يتضمن الاعمال التي قامت بها مؤسسة كهرباء لبنان ووزارة الطاقة لمواجهة آثار العدوان.
اضاف: نتوجه اليوم الى استوكهولم للمشاركة في المؤتمر الدولي الذي بادرت في الدعوة اليه مشكورة الحكومة السويدية بالتعاون معنا ومع الاسرة الدولية. ويهدف المؤتمر الى دعم جهود الحكومة المبذولة على مستوى المساعدة الانسانية وإنعاش الاقتصاد جراء الصدمة التي تلقاها جراء العدوان الاسرائيلي كما يهدف المؤتمر الى مساعدة الحكومة في المرحلة الاولى من معالجة آثار العدوان. الجهة المنظمة دعت الى المؤتمر نحو 60 دولة وهو سيضع اسس مؤتمر اوسع للمانحين يعقد لاحقا ويركز على اعادة البناء والانتعاش الاقتصادي على المدى الطويل. ونحن نتوجه الى المؤتمر ونحمل معنا وثيقة تشمل تقويما مبدئيا للاضرار المباشرة التي الحقها العدوان الاسرائيلي بعدد محدود من القطاعات الاساسية وباستثناء الدمار اللاحق بالأبنية السكنية والتجارية والمؤسسات الصناعية مع اقتراحات ملموسة حول الاحتياجات الاساسية والفورية.
وقد حددت الحكومة الاحتياجات الاساسية والضرورية في هذه المرحلة في المجالات الاتية: التهجير، اعادة تأهيل الملاجئ والحماية من الالغام ونزعها والبنية التحتية كالكهرباء والاتصالات والنقل والمياه والصحة العامة والبيئة اضافة الى البحث بخلق فرص عمل وشيكة للسلامة والضمان الاجتماعي والانتاج الزراعي والصناعي.
وفي هذا المجال فإن الدول المانحة يمكن ان تقدم مساعداتها عبر آليات مختلفة منها صندوق يقوم المانحون بتأسيسه بمعرفة الدولة اللبنانية وتعاونها يهدف الى توفير مصادر انعاش اولي وهدفه تمويل مشاريع الحكومة بسرعة تشارك فيه وكالات المانحين بما فيها وكالات الامم المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الاوروبي ووكالات التنمية الثنائية الى جانب المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية.
وفي الختام اود ان اشير الى اننا نعتبر هذا المؤتمر بداية برنامج شامل لإعادة البناء على المدى الطويل مما يمهد الطريق امام مؤتمر اوسع للمانحين يساعد على مواجهة العبء الثقيل الذي تخلفه خدمة الدين وسيعقد في وقت لاحق.
ذكرى الصدر: اخيرا اود ان اشير الى ان يوم غد يصادف الذكرى الـ28 (الثامنة والعشرين) لغياب الامام موسى الصدر الذي افتقدنا ونفتقد بغيابه الإمام الرائد في الدفاع عن لبنان المتنوع المؤمن بالعيش المشترك بين طوائفه وعائلاته. الإمام الذي نظر الى البعيد ونادى بالاعتدال والحفاظ على لبنان رسالة وقدوة في المنطقة في هذه الذكرى نؤكد على تمسكنا بمعرفة حقيقة اختفاء الإمام الصدر وببذل كل المساعي لكشف هذه الحقيقة.
لقد كان الإمام موسى الصدر إماماً ومدافعاً عن كل المظلومين في كل لبنان طيب الله ذكراه وأثره.
حوار: * هل تعوّل على كلام الامين العام للامم المتحدة كوفي انان عن ان الحصار يشكل بالنسبة الى لبنان اذلالا للبنانيين؟
- اني احيي الامين العام للامم المتحدة الذذي زارنا وعايش يوما طويلا معنا وتحسس آلامنا ومعاناتنا وأدرك ما يعني هذا الحصار من اذلال للبنانيين. وعلى الرغم مما تقوم به اسرائيل من محاولة للإذلال ستبقى هامتنا مرفوعة، ولن يؤثر فيها العمل الاسرائيلي. انما الامين العام للامم المتحدة صادق في مسعاه من اجل رفع هذه الظلامة عن لبنان. وان شاء الله اعتقد انه من خلال كل الجهود التي تبذلها مع اصدقاء كثيرون للبنان ان يرفع الحصار في خلال الايام القليلة المقبلة.
* ما هو رأيك بالحملة المبرمجة ضد الحكومة والتي تطالب بإسقاطها والإتيان بحكومة اتحاد وطني؟
- نحن نعيش في نظام ديموقراطي ومن الطبيعي ان يكون هناك حملات مبرمجة وعمليات على الريموت كونترول. لقد قلت اكثر من مرة ان الحكومة ستبقى طالما هي تتمتع بثقة المجلس النيابي. الامر الذي ينص عليه نظامنا الديموقراطي وعلينا احترامه. ان هذه الحكومة استطاعت قيادة البلاد في ادق فترة في حياة لبنان منذ الاستقلال استطاعت ان تقود البلاد الى مرحلة نحن فيها الآن وذلك ليس فقط بشهادة فئة قليلة من اللبنانيين انما هناك غالبية ساحقة منهم تدرك ما قامت به هذه الحكومة وماذا عملت للحفاظ على وحدة لبنان وصموده تجاه هذا العدوان الاسرائيلي الغاشم. ان هذه الحكومة استطاعت الحصول على دعم كامل من المجتمع الدولي والعربي والاسلامي ولا اظن ان هناك امكانا لزيادة لمستزيد في هذا الدعم.
وبالنسبة الى الحديث عن حكومة اتحاد وطني انا احترم هذا المطلب لكن نحن في نظام ديموقراطي وبالتالي ليس امرا ضروريا وهنا اريد ان اطمئن جميع الناس الى ان الحكومة باقية وليس هناك اي استقالة ولا تغير طالما هي تتمتع بثقة المجلس النيابي، وطالما اللعبة الديموقراطية تقوم بعملها الحكومة باقية. وأشدد على ذلك فليرتح جميع الذين ينادون بذلك ويخيطون بغير مسلّة.
* ماذا جرى ليغير الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رأيه بدعوته لك الى ان تجول العالم لمساعدة لبنان؟
- فليعلم القاصي والداني ان ليس هناك اي بلد او انسان او جهة كان يمكن الاتصال بهم ولم يتم ذلك وهذا الكلام ليس بشهادة مني انما كل شخص او اي مواطن عربي او اي مسؤول في العالم يعرف ان الجهد الذي بذل لا يمكن على الاطلاق ان يبذل احد شعرة واحدة اضافة عليه.
* ما هو ردك على الدعوات الاسرائيلية الى اجراء مفاوضات مع لبنان؟
- ان موقفنا ممثل بالنقاط السبع ونحن ملتزمون بها. وقد وافق على هذه النقاط ليس فقط اللبنانيون وحكومتهم انما المجتمع الدولي وكل العالم. لن يكون هناك اي اتصال مباشر على الاطلاق مع اسرائيل ولن نسعى لأي اتفاق لا من قريب ولا من بعيد الى ان يتم السلام الشامل والعادل بناء على المبادرة العربية والتي على اساسها اكدنا ان لبنان هو آخر بلد عربي يمكن ان يوقع اتفاق سلام مع اسرائيل.
وردا على سؤال عن تنفيذ القرار 1701 قال السنيورة: نحن بلد يحترم التزاماته الدولية وسنستمر بذلك ونعتقد اننانحظى عندها باحترام انفسنا لأنفسنا. فعندما وافقنا على القرار 1701 كان علينا ان نعلم ان هذا الامر له تداعيات، وبالتالي لن يكون امام لبنان غير الموافقة على الـ1701، فكفى مزايدات فالذي يريد اجراء هذه الخطوة يجب ان يعرف انها ستقوده نحو الالتزام بالقرارات الدولية. ما كان اغنانا على ان نقوم بعمل يؤدي بنا الى ان نكون خاضعين للقرارات الدولية.
وهنا اشدد على الالتزام بالقرارات الدولية. وسنظل نقف ضد اسرائيل ونواجهها ونتهمها بعدم الالتزام بالقرارات الدولية.
وفي الختام وزع بيان عن تقديمات الهيئة العليا للاغاثة في خلال العدوان الاسرائيلي وحتى 29/8/2006:
النوع الكمية ملاحظات
حصص غذائية 458984 للعائلة لمدة اسبوع
وجبة غذائية ساخنة 583988 يوميا
حصص اطفال 22876
حرامات 133975
فرش 141852
شراشف 8305
وسادات 18835
حصص نظافة 4083
مولدات كهرباء 164
خزانات مياه 254
خيم 1336
ادوات منزلية 275
مطابخ 300
مواد اطفاء وتوزيع مياه ما يعادل 84 مليون ل. ل. لمصلحة الدفاع المدني والاطفائية
تنظيف تلوث ما يعادل 29.8 مليون ل. ل. لمصلحة وزارة البيئة
ازالة ركام قيد التنفيذ في كافة المناطق
تقديمات صحية مختلف بواسطة وزارة الصحة
الكميات الموزعة من تاريخ 12/7/2006 ولغاية 29/8/2006 على كافة الاراضي اللبنانية
حصص اطفال حصص غذائية حرامات فرش وجبة حصة
مدارس منازل غذائية ساخنة نظافة
بيروت 4569 39442 46907 17603 24276 561038 65
الشوف 1068 29520 2020 17246 15810 22950 100
عاليه 1014 29251 2800 13126 12020 0 100
المتن 2391 29216 920 13995 13595 0 260
بعبدا 1646 21212 500 8000 10161 0 53
كسروان 1165 13340 360 5510 5931 0 100
جبيل 1094 18850 300 11460 11300 0 100
الشمال 176 12111 0 16000 9387 0 0
البقاع 1811 37540 4200 14500 22596 0 190
الجنوب 7942 146485 15010 16535 16776 0 3115
النبطية 0 9000 0 0 0 0 0
المجموع 22876 385967 73017 133975 141852 583988 4083
وزارة الطاقة: كذلك وزع بيان بما انجزته وزارة الطاقة والمياه في الجنوب والضاحية:
الكهرباء: - اعادة تغذية معظم مناطق الجنوب في صيدا، الزهراني، النبطية، مرجعيون بالكهرباء على ان تنتهي اعمال وصل محطتي وادي جيلو والسلطانية قبل 2/9/2006.
- اعادة التيار الى المناطق المتضررة نسبيا جنوب وشمال الليطاني ما خلا نحو عشرين قرية في اقضية بنت جبيل وصور والنبطية حيث تضررت الشبكة الكهربائية بشكل كبير وكذلك القرى التي تتغذى من محطتي وادي جيلو والسلطانية.
- ايجاد حلول موقتة لتجاوز مشكلة تدمير خزانات الفيول اويل في الجية وتشغيل مجموعة واحدة على الاقل في معمل الجية.
- اعادة وصل ما امكن من احياء متضررة في منطقة الضاحية وتحضير اكشاك سريعة لوضعها في اماكن تواجد السكان فور انتهاء اعمال ازالة الردم او حيث امكن وضع ذلك حاليا.
- في الخلاصة: اعادة التيار الى اكثر من 90% من المناطق التي تضررت. في النسبة المتبقية البحث في بديل امداد السكان بمولدات كهربائية مؤقتة.
المياه: - اصلاح معظم الاعطال على الشبكة في منطقة الضاحية الجنوببية.
- اصلاح معظم الاعطال على الشبكات في منطقة بعلبك والتي تضررت جراء القصف.
- الجنوب: امداد نحو 70% من المناطق المتضررة بالمياه ما خلا المناطق التي تتغذى من مشروعي الطيبة والوزاني وكذلك فحص الشبكات المائية في المناطق المتضررة بشكل كبير.
الى استوكهولم: وبعد انتهاء المؤتمر الصحافي غادر الرئيس السنيورة بيروت متوجها الى استوكهولم على رأس وفد رسمي مباشرة عبر مطار رفيق الحريري الدولي بعد اتصالات اجرتها الامم المتحدة ما مكّن الطائرة الخاصة للرئيس السنيورة من التوجه الى السويد مباشرة عبر المطار.
وغادر مع الرئيس السنيورة الوزراء فوزي صلوخ، جهاد ازعور، سامي حداد، نايلة معوض، محمد خليفة، يعقوب الصراف، خالد قباني، ورئيس مجلس الانماء والاعمار المهندس نبيل الجسر وعدد من المستشارين ووفد اعلامي.

عضو كتلة "التغيير والاصلاح" النائب اللبناني أكد أن دمشق تتعامل مع لبنان كولد قاصر

نعمة الله أبي نصر لـ "السياسة": كلام الأسد غير مسؤول... وسورية لا تعترف بنا من أيام فخر الدين
بيروت - من منى حسن السياسة 30/8/06
أكد عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب نعمة الله أبي نصر أن كل المعاهدات التي وقعت بين لبنان وسورية هي في حكم الملغاة, لأنه عملياً لم تنفذ أي معاهدة منها وهذا أمر خطير جداً وبقيت حبراً على ورق. وقال في حوار ل¯"السياسة" أن سورية تتدعي أنها تتعامل مع لبنان كشقيق بل هي تتعامل معه كولد قاصر. وكشف أن سورية تريد علاقة مع لبنان "كسيد" لمسؤولين صغار وهذا الأمر لا يجوز على الإطلاق, مؤكداً أن كلام المسؤولين عن السوريين عن لبنانية مزارع شبعا ككلام الليل يمحوه النهار أو العكس. ونفى أبي نصر أن تكون جرت اتصالات بين الرئيس الأسد والجنرال ميشال عون أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان وقال إن سورية وقفت أمام لبنان أثناء الاعتداء موقف المتفرج وعندما انتصرت المقاومة أرادت أن تؤمن هذا الانتصار وتضع يدها عليه. ورأى أن سورية ليست معزولة عن القرار الدولي سواء في الظاهر وقال أما في الخفاء يجب أن يوجه إلى أجهزة المخابرات وقال سلاح "حزب الله" لا يحل إلا بالتفاوض عبر طاولة الحوار وبالقرار الرضائي الذي ينبع من إرادة المقاومة والدولة اللبنانية, لأن محاولة نزع سلاح الحزب في القوة يمكن أن يخرب البلد ويظل السلاح في يد المقاومة. وطالب بتحرير مزارع شبعا عبر الطرق الديبلوماسية وإذا فشلت فبالسلاح. وقال يجب أن نسعى بكل جهدنا للنهوض ببلدنا بدءاً بمعالجة الطبقة السياسية الفاسدة التي عبثت بالأموال وتخلت عن القرار الوطني الحر النابع من إرادة شعبه.
وفي ما يلي نص الحوار:
ما تداعيات الحرب اللبنانية على الساحة السياسية الداخلية, خصوصاً بعد التباين الذي ظهر في المواقف بين قوى 14 آذار وقوى 8 آذار?
إن تداعيات الحرب على لبنان كانت قاسية جداً على كافة الأصعدة السياسية والإقتصادية والإجتماعية, ولقد أصيب لبنان بعملية هدم مبرمجة لقرى وأحياء سكنية بكاملها, خصوصاً الأضرار المادية التي طاولت كل القطاعات وبصورة أخص مسألة الهجرة والنزوح. إن معالجة كل هذه الأمور يتطلب وقتاً وتضامناً أكبر من قبل الفاعليات السياسية وأنا أستغرب لماذا طاولة الحوار لم تنعقد فور إيقاف إطلاق النار, لأن الوحدة الوطنية هي الأساس والقرار الوطني الجامع هو أيضاً الأساس ولو كان هناك شورى في اتخاذ القرارات الكبيرة والمصيرية لما حصلت الحرب أو ربما أجلت لموعد آخر ولم تتم في عز موسم الإصطياف.
لماذا لم تبادر القيادات إلى عقد جلسة لطاولة حوار, هل هناك ظروف إقليمية تمنع ذلك, أم أن المواقف المتشنجة التي تصدر عن القيادات هي السبب?
مهما تكن الأسباب يجب أن يجتمع اللبنانيون من كل الطوائف والميول السياسية لتوحيد كلمتهم لأنه لا يمكننا أن نجابه هذه الأحداث البالغة الخطورة والتي قد تؤثر على مستقبل وكيان استقلال وسيادة لبنان إلا عبر وحدتنا الوطنية فهذا هو سلاحنا الأقوى والأمضى. وبكل أسف حتى اليوم لم يصدر صوت يدعو إلى وجوب عقد قمة تضم كل الفاعليات السياسية وحتى الروحية.
المرجعية السياسية لمن في ظل غياب الرئاسة الأولى عن المشاركة في القرارات المصيرية, خصوصاً الدولية? فلا سفراء تزور قصر بعبدا والرئيس أميل لحود معزول رغم الأحداث التي عصفت بلبنان?
نظراً للظروف الخطيرة التي يعشها لبنان يجب أن تكون المرجعية للحكومة التي هي المرجع الأساسي سواء كنا في المعارضة أم في الموالاة ولكن دستورياً بعد "الطائف" فالحكومة هي التي تتخذ القرارات بأكثرية أعضائها ولكن بكل أسف وأمام هذه التداعيت وأما غياب القرار الوطني أعتقد أنه من الواجب أن تعقد طاولة الحوار جلسة لمناقشة هذه الأمور الخطيرة.
الأوضاع وما آلت إليه إلى من تحملون مسؤوليتها?
يجب أن يتحمل مسؤوليتها كل اللبنانيين منذ اتفاق "الطائف" وحتى اليوم, لأن الطائف لم ينفذ ولو كان نفذ لما كنا وصلنا إلى ما نحن عليه. إن "الطائف" ينص على وجوب انتشار الجيش وبسط سلطة الدولة على كامل الأرض اللبنانية بعد نزع السلاح من كل الميليشيات سواء كانت لبنانية أم غير لبنانية يعني بما فيه فلسطينيين وغير فلسطينيين ولكن هنا المسؤولية ليست فقط على الأطراف اللبنانية بل على أصحاب الكلمة الناهية آنذاك أي سورية لأن وثيقة الوفاق الوطني أو بالأحرى مقررات "الطائف" عُهد إلى سورية تنفيذها, وسورية لم يكن لها مصلحة في تنفيذ كل بنود "الطائف" بل انحازت إلى فئات معينة وبدلاً من أن تسعى إلى مصالحة وطنية بكل أسف تركت الأمور على أهوائها لا بل كانت فريقاً ضمن اللبنانيين.
لقد انسحبت سورية من لبنان منذ سنة ونيف, لماذا لم يطبق اتفاق "الطائف"?
صحيح أن سورية انسحبت من لبنان ولكن القوى السياسية التي تعمل بأوامر سورية ما زالت وبالتالي نرى أن الأمور وإن كانت قد تحسنت قليلاً ولكن ليس بالمقدار الكافي بدليل أنه حتى مقررات طاولة الحوار التي هي مقررات مهمة واتفق اللبنانيون عليها كرسم الحدود, وتمثيل ديبلوماسي, ومسألة شبعا ومسألة المعتقلين في السجون السورية. إن كل هذه التطورات التي تم الإتفاق على تنفيذها منوط بشخص آخر أي بسورية, وسورية لا تريد تنفيذها, وتريد إبقاء نفوذها في لبنان, وتريد أن تظل الحدود بيننا وبينها حدود سائبة من أجل تهريب الأسلحة والمقاتلين.
ما رأيكم بالموقف الذي أعلنه الرئيس الأسد بإقفال الحدود بين سورية ولبنان إذا تم انتشار للقوات الدولية.
إن هذا الموقف يندرج بما سبق وقلته وهو أن تظل الحدود سائبة بيننا وبينهم من أجل تهريب الأسلحة وكل الممنوعات, كذلك سورية تريد أن تعيد الساعة إلى الوراء بحيث يعود نفوذها إلى لبنان كما كانت في عهد حكم عنجر للبلاد.
هل يمكن أن يعود لبنان إلى عهد الحكم السوري?
هذا الوضع يمكن أن نتخطاه عبر وحدتنا الوطنية.
ما رأيكم بحدة خطاب الرئيس الأسد عندما اتهم قوى 14 آذار بالتعامل مع إسرائيل?
هذا الكلام غير مسؤول وبكل أسف من يطالب بالسيادة والحرية والاستقلال في لبنان فإن السوريين يعتبرون هذا الكلام موجهاً ضدهم, لأنهم حتى الآن لا يعترفون بكيان لبنان وبسيادته وبحريته واستقلاله منذ استقلال لبنان حتى الآن والتجارب الماضية أكبر دليل على ذلك منذ فخر الدين وحتى اليوم.
هل نحن أمام حرب إقليمية تلوح في الأفق نظراً للمواقف الإقليمية التي تتغير بين الحين والآخر?
نظراً للخلاف المستحكم بين العرب وإسرائيل أو حالة الحرب أحياناً كذلك نظراً للخلاف بين إيران وأميركا حول القنبلة الذرية فكل الاحتمالات واردة ولكن كما قلت وأكرر أن على اللبنانيين أن يضعوا مصلحة لبنان أولاً انطلاقاً من مبدأ وجوب التعاون ووحدتهم, خصوصاً حول أمور الوطنية الكبرى يعني يجب أن يكون لبنان أولاً بالنسبة للسياسيين وإلا فإن لبنان يكون فيها عشائر أو بالأحرى كتل مختلفة كل كتلة تعمل لمصلحة دولة سواء كانت إقليمية أو غربية من الشرق والغرب وهذا يؤدي إلى تفتيت لبنان واضمحلاله وفقدان استقلاله.
هل تتخوف من جولة ثانية للحرب على لبنان? أم أن الحرب ستكون محصورة بين سورية وإيران وإسرائيل?
يجب تنفيذ القرار 1701 ويجب أن يتفق اللبنانيون كل اللبنانيين على سياسة واحدة موحدة تنبع من مصلحة لبنان أولاً وهكذا نخفف من إمكانية اندلاع الحرب أو أحداث داخل لبنان.
ماذا يحمل القرار 1701 للبنان, هل يحمل صورة إيجابية?
إن البنود السبع التي جاءت بها الحكومة اللبنانية موجودة في هذا القرار, وإن كان ليس قراراً مثالياً بالنسبة للبنان ولكن الحكومة سواء كنا نؤيدها أمن كنا في المعارضة فهي حاولت مع الفاعليات اللبنانية تعديل هذا القرار بما فيه التوجه لتعديله بالنسبة للبنود السبع.
هل أيدت إرسال الجيش إلى الجنوب في هذه المرحلة, خصوصاً في ظل عدم تجهيزه لأي عدوان قد يطرأ?
إن الجيش اللبناني يجب أن يكون منتشراً على الأرض اللبنانية منذ "الطائف" وحتى اليوم وهذا الأمر طبيعي وأنا مع إرساله شرط تزويده بالحد الأدنى من السلاح لكي يتمكن من فرض الأمن ضمن هذه المنطقة, وكذلك من الدفاع عن نفسه وإيجاد منطقة عازلة بيننا وبين العدو الإسرائيلي بالتعاون مع القوات الدولية التي تخلق ضمانة باعتبار هذه القوات تمثل المجتمع الدولي والرأي العام الدولي والأمم المتحدة.
من انتصر في هذه الحرب?
إن الشعب اللبناني خسر بينما المقاومة قامت بواجبها وأثبتت أنها مقاومة, وإن الذين راهنوا بأنها تنكسر خلال بضعة أيام كان رهانهم خاطئاً, وإن كنا انتقدنا التوقيت في موسم الصيف ولكن فور وقوع الحادث فإن كل اللبنانيين ودون استثناء سواء كانوا في الحكم أن خارج الحكم تضامنوا مع المقاومة ونحن نعتبرها مقاومة لبنانية لكل اللبنانيين دون ولكن إذا عملنا حساب الربح والخسارة وعلى المسؤول دائماً أن يفكر في المصلحة الوطنية, وما هي نتيجة الحرب نرى أن الخسارة كبيرة جداً إن كان بالنسبة للشهداء أو للجرحى أو بالنسبة للبنى التحتية والأملاك ولكن الخسارة الأكبر هي الهجرة عند الشباب اللبناني لأن هناك فئة كبيرة منهم يئست وكفرت بالحكم والحكام وأصبحت تشكك في مستقبل لبنان, لذلك نراهم يعبرون عن هذا اليأس والغضب والهجرة وهي خسارة كبيرة للبنان وعلى المسؤولين سواء كانوا في المعارضة أم في الحكم وعلى رجال الدين من كل الطوائف أن يعملوا على معالجة هذا الوضع. فإذا كان بلدنا مريضاً علينا أن نسعى بكل جهدنا لمعالجته بدءاً بمعالجة الطبيعة السياسية الفاسدة التي عبثت بأموال وتخلت عن القرار الوطني الحر النابع من إرادة شعبه.
هل تقصد الطبقة السياسية الموالية لسورية?
كل طبقة سياسية قرارها لم ينبع من مصلحة لبنان وسيادة لبنان وإرادة شعبه تكون طبقة لا تعمل لصالح لبنان.
بعد الحرب على لبنان هل تؤيد الإبقاء على سلاح المقاومة مع "حزب الله" أو تسليم هذا السلاح للدولة اللبنانية?
إن كل اللبنانيين ومن دون استثناء ومهما تكن هويتهم السياسية قبل هذه الأحداث ومنذ صدور القرار 1559 نادوا جميعهم ونحن شخصياً منهم أن سلاح "حزب الله" لا يحل إلا بالتفاوض بين اللبنانيين بالقرار الرضائي الذي ينبع من إرادة المقاومة والدولة اللبنانية. وقد رأينا ما هي نتيجة محاولة نزع سلاح "حزب الله" بالقوة يمكن أن يخرب لبنان ويظل السلاح في يد المقاومة. من هنا شأن سلاح "حزب الله" لا يحل إلا على طاولة الحوار ولا يحل بالحوار إلا عبر معالجة أسباب وجود هذا السلاح, إن سبب وجود هذا السلاح مقاومة من إسرائيل من أجل تحرير الأرض اللبنانية وإذا ما حررت شبعا وتم إعادة المعتقلين في السجون السورية فلا يوجد أي سبب لوجود هذا السلاح. وكل المحاولات يجب أن تكون مشروعة لتحرير شبعا وفي مقدمتها المقاومة الديبلوماسية في المحافل الدولية, ولو أن كل اللبنانيين بما فيهم المسؤولين عن المقاومة حاولوا أن يحرروا شبعا بالطرق الديبلوماسية كان يمكن أن نصل إلى نتيجة وإذا فشلنا فالمقاومة ستكون بالسلاح, وعلى سورية واجب مساعدتنا على تحرير شبعا إذا كانت فعلاً تريد مصلحة لبنان ولكن يظهر أو وحدة المسار والمصير والإتفاقات سواء كانت مكتوبة أم غير مكتوبة مع الشقيقة سورية هي حبر على ورق.
هل تعتقد أن كل المعاهدات التي تمت مع سورية هي بحكم الملغاة?
عملياً لم تنفذ وهذا أمر خطير جداً بين دولتين إحدهما تتدعي أنها الشقيقة الكبرى ولا تعامل لبنان كشقيق بل كولد قاصر.
لماذا حتى الآن لم تبت سورية لبنانية مزارع شبعا رغم بعض التصريحات السورية التي تعلن عن لبنانية هذه المزارع?
ليست هي المرة الأولى التي يصرح فيها المسؤولون السوريون عن لبنانية مزارع شبعا, ولكن كلام النهار يمحوه الليل, أو كلام الليل يمحوه النهار عند الأخوان, علماً أن كل اللبنانيين يريدون صادقين علاقة جيدة مع سورية تنبع من المصلحة المشتركة ولكن هم يريدونها علاقة سيد لمسؤولين صغار.
كيف تقيم موقف سورية تجاه لبنان أثناء الحرب?
كان موقفاً متفرجاً وعندما انتصرت المقاومة أرادت أن تؤمن هذا الانتصار وتضع يدها عليه.
هل سورية معزولة عن القرار الإقليمي?
في الظاهر نعم, أما في الخفاء فهذا السؤال يجب أن يوجه إلى أجهزة المخابرات.
أنتم من المقربين من البطريرك صفير, ما هو رأيه في الواقع الراهن?
أنا أزور البطريرك صفير من الحين والآخر وأتمنى عليك أن تقومي بزيارته إلى الديمان حتى تسأليه رأيه.
بالنسبة للجنرال ميشال عون?
إن الجنرال عون لديه ثوابت وطنية نابعة من السيادة والحرية والاستقلال ولديه شعار هو التغيير والإصلاح وهذه السياسة تصب في مصلحة لبنان.
هل توجد اتصالات بينه وبين الرئيس الأسد?
ليس على علمي إطلاقاً أن هذا الأمر موجود.
هل أنتم مع إسقاط حكومة الرئيس السنيورة بعد الحرب?
نحن مع إسقاط الحكومة قبل الحرب وبعده ولكن التوقيت خصوصاً وأن الجراح لا تزال تنزف دماء يقتضي إمهالها بعض الوقت وأعتقد أن هذا هو موقف التكتل.
هل طوي نهائياً ملف الرئاسة الأولى?
إن الإستحقاق يلزمه أشهر ولكن قد يقوى أحياناً ويخف أحياناً أخرى.

هل تحبون أولادكم بقدر ما أحب ابني بشيراً ؟
بقلم فادي الجميل (•) النهار
اكتب هذه الاسطر وانا افكر بابني بشير، ولا استطيع ان امحو من ذهني صورة اطفال قانا، يسير بهم المسعفون، وقد فارقتهم الحياة. اسأل نفسي: "اية حياة اعد له؟" هل سيعيش مثلي غصة الغربة وقهر الاحتلال وحطام الدولة وغياب الوطن؟ ام سينعم بحياة طموح سعيدة يحقق فيها احلامه بين اهله في ربوع لبناننا الحبيب؟
اكتب هذه الاسطر على وقع تصريحات زعيمي "الاكثرية" السيد وليد جنبلاط والسيد سعد الحريري، وهما يعطيان الدروس ويطالبان بالدولة ومن ثم الدولة فالدولة!
عن اية دولة تتحدثون؟ وماذا انجزتم منذ اكثر من عام، بل من عقود، وانتم تحكمون لبنان؟ هل تحسن الوضع الاقتصادي؟ اسألوا اي عامل او رب عمل او مواطن عادي عن لقمة العيش! هل توقف التدخل السياسي في شؤون القضاء؟ نبكي على القضاء وعلى المجلس الدستوري الذي نحرته "اكثريتكم" هربا من طعون قد تفقدها أكثريتها. اسألوا عن السرقة اسألوا عن الهدر في الادارات والمرافق العامة... اسألوا عن فاعلية القوى المسلحة ومدى جهوزيتها... راقبوا صفوف الذل على ابواب السفارات طلبا للهجرة! عن اية دولة تتكلمون؟
يا سادة، ليس هنالك اليوم من دولة تدير شؤون لبنان. لقد ورثنا من العهد السوري اشلاء دولة مفلسة شاركتم في تقويض كل ركن من اركانها. خرج السوري وبقيتم انتم تتصرفون تارة بعقلية ايام الحرب وطورا بأسلوب زمن الاحتلال. تحكمون منذ سنة واكثر مع "حزب الله" والرئيس اميل لحود على اساس بيان وزاري مبهم، صيغ بومضة عين لـ"يرضي" الجميع... ولا يرضي احدا، فلا يتعهد بأي برنامج واضح تجاه بعضكم البعض او تجاه الشعب اللبناني، ولاسيما في موضوع المقاومة وسلاحها، وانتم تعرفون الحاجة الماسة الى الوضوح في حقبة تأسيسية من حياة الدولة والوطن.
تريدون بناء الدولة؟ ابدأوا ببناء الوطن!
الوطن يبنى على مفهوم ايجابي الا وهو "اتفاق شراكة" على أسس جلية ومبادئ واضحة تمثل طموح المواطنين واحلامهم.
وفقا لهذا المعيار، صيغة الـ 43 ("لا للشرق ولا للغرب") لم تبن وطنا. وبدوره اتفاق الطائف لم يرق الى المستوى المطلوب. فقد اعترف هذا الاتفاق بالوجود السياسي للطوائف، وهذا امر ايجابي اذ انه انطلق من الواقع، واظهر ارادة في ايجاد مناصفة بينها، وحاول طمأنة هواجس كل منها. ولكنه لم يؤسس لعلم مشترك يوحد اللبنانيين.
من هذا المنطلق، هل نكون نحن اليوم وطنا؟ اقل ما يمكن قوله هنا، اننا في حاجة الى اكمال مشروع الوطن الحلم الذي استلمناه ممن سبقونا على هذه الطريق... وان الحرب التي نهشت ارضنا واجسادنا وقلوبنا، اعطتنا كشعب ما يكفي من الوعي لتحقيق هذا الحلم. والخطوة التالية على الدرب تتجلى بجلوسنا الى طاولة حوار جدي لتحديد المعالم الايجابية للوطن ولحلم الانسان فيه.
إرادة العيش المشترك الكريم هي الركن الأساس. يتكون الوطن بوجود إرادة عيش مشترك لدى ابنائه تنطلق من "الانسان القيمة في حد ذاته". فأسأل نفسي: هل هذه الارادة موجودة عند الشعب اللبناني؟ فيجيبني احتضان الطوائف والتيارات السياسية وهيئات المجتمع المدني المواطنين اللبنانيين الذين نزحوا من الجنوب ابان العدوان الاسرائيلي الاخير على لبنان. اشعر بالاطمئنان واكمل لأسأل، هل تعكس الطبقة السياسية اللبنانية، بأقطابها، تلك الارادة؟ فيأتي الجواب، ويا للاسف، سلبياً.
بالفعل، تمر امام عيني سنوات الاحتلالين السوري والاسرائيلي السوداء، اتذكّر اغتيال سليم اللوزي وكمال جنبلاط وبشير الجميّل وحسن خالد ورينه معوّض وعباس الموسوي... اتذكر القمع والذل وارى ابطال المقاومة السلمية ضد الاحتلال السوري التي قادها "التيار الوطني الحر" وانضمت اليه في ما بعد القوات اللبنانية وقوى لبنانية اخرى، وابطال مقاومة "حزب الله" المسلحة ضد الاحتلال الاسرائيلي. اتذكر بهجتي وفرحتي يوم تلاقى اللبنانيون لتحرير وطنهم من الاحتلال. وبعد 25 ايار 2000 اتى 30 نيسان 2005 ليتوّج نضال شعب اتحد لاسترجاع الارض، فأغمضت عيني في ايار 2005 على حلم اعتقدت انه سيتحقق في اشهر لا اكثر!
منذ اكثر من سنة و"الاكثرية" تهمّش المسيحيين
ولكن الصحوة كانت مرة. ففُرضت انتخابات في مهلة شهر من عودة العماد ميشال عون من المنفى، والدكتور سمير جعجع قابع في سجن وزارة الدفاع، وبقانون غازي كنعان الذي يفتت الصوت المسيحي.
واقيم تحالف رباعي استثني منه المسيحيون، فأتت الانتخابات بنوّاب "اكثرية" لا يمثلونهم، فبدأ السيد سعد الحريري والسيد وليد جنبلاط من هنا بنقض مفهوم الوطن والمشاركة فيه.
وتتالت الاشهر وتشابهت التصرّفات والمواقف التي تمعن في تمزيق اسس المشاركة في الوطن. فالكلّ رأوا ان من الطبيعي ان يتمثل السنة في الحكم بالحزب الذي نال اكثرية الاصوات السنية، والشيعة بالرئيس نبيه بري، وكذلك الامر بالنسبة الى الدروز مع وليد جنبلاط، ولكن عندما يأتي الامر الى المسيحيين، فيفضّل سعد الحريري الحكم مع من يتهمه بالضلوع في اغتيال ابيه على ان يكوّن وحدة وطنية، ويقصي التيار الذي حاز 75% من اصوات المسيحيين (وثلث اصوات الناخبين من كل الطوائف).
ويتابع سعد الحريري ووليد جنبلاط مسلسل تهميش المسيحيين ومحاولة عزلهم عبر شنّ حملة شعواء على رئيس الجمهورية، مطالبين بتنحيته حيناً وبإقالته حيناً اخرى. حملة افضت الى بقائه برضى "الاكثرية" التي تقبل بأي رئيس ماروني... الا العماد ميشال عون! ويكمل المسلسل حلقاته من الامعان بتأجيج العصبية الطائفية في الادارة (يكفي مثل بلدية بيروت!) الى قمة الفرنكوفونية...
هل سلاح "حزب الله" هو المشكلة، وهل نزعه هو الحلّ؟
اما في موضوع سلاح "حزب الله" فنرى الاسلوب الملتوي نفسه وقلّة الجدية ذاتها في المعالجة. فتطالب الولايات المتحدة وفرنسا، ومعها "الاكثرية" بنزع سلاح "حزب الله" وفقاً لقرار مجلس الامن رقم 1559، وتقدم حججاً مصيبة تتركز على وحدة القرار السياسي والامني التي لا تقوم بغيابها الدولة.
ولو سلمنا جدلا ان اساس المشكلة هو سلاح "حزب الله" فان الاكثرية لا تعطي أية آلية سياسية للحل. اذا اتبعنا منطق السيدين الحريري وجنبلاط، على السيد حسن نصرالله اعطاء قيادة الجيش اللبناني مفاتيح مخازن السلاح، وايجاد وظائف جديدة لآلاف مقاتلي الحزب. هكذا وبهذه البساطة حلت المشكلة ونقطة على السطر!
لن أتوقف عند عدم واقعية هذا الطرح بل سأسمح لنفسي، بما أننا دخلنا على ما يبدو زمن المساءلة بتوجيه بعض الاسئلة الى السادة رؤساء "الاكثرية":
- لو شنت اسرائيل عدوانها الاخير على لبنان بغياب سلاح "حزب الله" ومقاومته، فكم يوما لزم ضباط الجيش الاسرائيلي ليتناولوا القهوة في السرايا الحكومية او في بعبدا او في وزارة الدفاع؟
- من كان ليدافع عن لبنان؟ هل حركت سوريا مضاداتها وصواريخها للدفاع عن الاجواء اللبنانية التي اخترقها الطيران الاسرائيلي بما يفوق العشرة آلاف غارة؟
- أية دولة أظهرت رغبة او نية لادانة جرائم الحرب الاسرائيلية؟ السعودية! مصر! الاردن! الولايات المتحدة الاميركية!
- لِمَ نسيتم أو تناسيتم السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها؟ وهل المخيمات هي خارج الاراضي اللبنانية لتنعم بأمن ذاتي؟ ومن يمنع مثلا شلّ دور الجيش مثلما حصل سنة 1975 اذا أعيد طرح، كما في مفاوضات طابا، موضوع التخلي عن حق العودة؟
أيها السادة، ليس عن الوسيلة أو المهلة اللتين ننزع عبرهما سلاح "حزب الله"، بل هو كيفية استرجاع حقوقنا، اي أسرانا وأرضنا، من اسرائيل، واسترداد معتقلينا من سوريا، وتأمين الامن للفلسطينيين اللاجئين في لبنان عبر القوى الامنية اللبنانية حصرا. ويبقى الأهم، ألا وهو ان نتفق على استراتيجية واضحة وفعالة لحماية لبنان من كل من تساوره نفسه التطاول على أرضنا في المستقبل. عندئذ نعيد هيكلة كل القوى المسلحة اللبنانية تحت سلطة دولة قادرة على حمايتنا وصد أي عدوان كما فعل ابطال عيتا الشعب وبنت جبيل.
ليست هذه المشكلة الوحيدة التي علينا مواجهتها على طريق بناء الدولة والوطن... فاذا حللناها بروح منفتحة، باحترام بعضنا البعض، آخذين في الاعتبار هواجس الآخرين وطموحهم كأنها هواجسنا وطموحاتنا، فنصل معا الى جواب منطقي وايجابي لهذا السؤال ولبقية المصاعب التي ستعترضنا. ففي هذا المشروع، اما ان نربح جميعا حلم الحياة الزاهرة، او نخسر جميعا ونعيش الحروب والمآسي.
فرصة عابرة لبدء بناء الوطن والدولة
أيها السادة، لست رومنسيا وأدرك تمام الادراك ان هذه الدولة لن تأتي بعصا سحرية او بين ليلة وضحاها. ولكن أطلب منكم، كمواطن عادي، وفي هذه اللحظة التاريخية بالذات، ان تصوبوا مسار السنة المنصرمة، وان تبادروا لاظهار نية صريحة وحقيقية لبناء الوطن على أساس المشاركة الكاملة وارادة العيش المشترك الكريم. فهذه الوسيلة الوحيدة لتأمين مستقبل مشرق لأولادنا ونكون متساوين في الحقوق والواجبات.
أطلب منكم ان تتخلوا عن مكتسبات غير طبيعية وغير مشروعة أعطتكم اياها سنوات الاحتلال وتلاقون اخوتكم في الوطن لمواجهة تحديات بناء الدولة الحديثة التي ستضمن هذه الحقوق وتلك الواجبات.
الفرصة سانحة الآن، فهل تعبّرون عن نية المشاركة عبر اعادة التوازن في التمثيل في مؤسسات الدولة وتأليف حكومة وحدة وطنية؟ حكومة تأتي ببيان وزاري يكون برنامجا واضحا وواقعيا للبدء ببناء الدولة؟
لقد أثبتت تجارب الازمات والحروب التي مرت عى لبنان منذ أكثر من نصف قرن استحالة هيمنة فئة على أخرى. وقد تجلى في هذه المحن الاذى اللامتناهي الذي ألحقته التدخلات الخارجية من كل حدب وصوب في شؤوننا الداخلية. ودفعت اكثرية الاحزاب والاطراف أثمانا تضاهي اضعاف أضعاف ما كان اعتقدت انها جنته او ستجنيه من استقوائها بجهات اقليمية او دولية لدعم مصالحها السياسية.
فلا القرار 1701 ولا أي من القرارات الدولية السابقة تشكل حلا في حد ذاتها. فالحل ينبع من ارادة لبنانية داخلية لبناء الوطن الموحد والدولة القادرة.
وعلى رغم علاقة "حزب الله" العلنية والواضحة بكل من سوريا وايران، لقد كان لقيادته من الارادة الذاتية والوطنية القدر الوافي لتلاقي "التيار الوطني الحر" وتوقع معه وثيقة تفاهم تشمل عددا من المواضيع الجوهرية وتؤسس لرؤية مشتركة وطموحة للوطن وللدولة.
فهل تحب تيمور بما فيه الكفاية يا وليد جنبلاط؟ وهل تحب حسام يا سعد الحريري بقدر ما أحب بشيراً؟ وهل لكم يا سادة من الارادة الذاتية ما يكفي لتلاقوا التيار والحزب الى منتصف الطريق؟
(•) عضو في الهيئة التأسيسية لـ"التيار الوطني الحر".
 

تحالف (إيران- حزب الله).. هل يثير التوتر الطائفي في الشرق الأوسط؟
GMT 20:30:00 2006 الثلائاء 29 أغسطس
الواشنطن بوست
الأربعاء: 2006.08.30
فالي ناصر
"حزب الله" ليس مصدر إزعاج وقلق لإسرائيل وحدها؛ ذلك أنه يشكل تحدياً مماثلاً لا يقل خطراً بالنسبة للأنظمة السُّنية في الشرق الأوسط. فخلف ما تبدو أعمالاً بطولية لـ"حزب الله" في لبنان تقف إيران الشيعية الساعية إلى أن تصبح قوة عظمى في المنطقة. والواقع أنه في حال لم يتصدَّ أحد لهذه المساعي، فمن المرتقب أن يضع محورُ القوة المؤلف من إيران و"حزب الله" حداً للسيطرة التاريخية للسُّنة في الشرق الأوسط.
يعود الصراع الشيعي- السُّني إلى بدايات الإسلام عندما قسم نزاعٌ حول خلافة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) الدين إلى طائفتين؛ فهيمن السُّنة على المؤسسات السياسية. وفي القرن السادس عشر، انتصر الشيعة في إيران، ولكنهم ظلوا في العالم العربي على الهامش اقتصادياً وسياسياً إلى العصر الحالي. وقد جاء الشرق الأوسط الذي أنشأه البريطانيون نهاية الحرب العالمية الأولى ليكرس هذه الهيمنة السُّنية التي باتت الحرب في العراق تهدد اليوم بإضعافها.
وقد أطلق سقوط صدام حسين عام 2003 الصراع الدموي القديم بين الشيعة والسُّنة في العراق، والذي أيقظ الحساسيات الطائفية عبر الشرق الأوسط برمته. ومن جهة أخرى، يشكل إصرار إيران الحثيث على تخصيب اليورانيوم وامتلاك قدرات نووية مصدر قلق كبير بالنسبة لجيرانها السُّنة، الذين يرون يداً إيرانية وراء سعي الشيعة إلى السلطة في العراق وأماكن أخرى من الشرق الأوسط.
وبالتالي فلا غرو أن يكون رد فعل الزعماء السُّنة ورجال الدين المتشددين على ما يبدو نصراً لـ"حزب الله" في حرب لبنان مختلفاً. والحال أن تنديد الرياض وعمّان بالحكام الشيعة والمنظمات المتطرفة، إضافة إلى مجموعة من الفتاوى المناوئة لـ"حزب الله" التي أصدرها بعض رجال الدين السُّنة، لم يغير نظرة الإعجاب التي يحملها العرب في كل مكان لـ"حزب الله". والحقيقة أن تغيير هذا الوضع لن يكون بالأمر الهين، خصوصاً وأن أعلام "حزب الله" وصور زعيمه حسن نصرالله باتت منتشرة في كل زاوية من الشارع العربي.
وفي ظل ضعف موقفهم أمام الغضب الشعبي في الداخل، وانبعاث تحالف إيران- "حزب الله" بالمنطقة، لم تعد أمام بعض الزعماء العرب خيارات كثيرة سوى النظر تجاه الولايات المتحدة لحماية مصالحهم. ومما يُذكر أن آخر مرة هدد فيها الشيعةُ الهيمنة السُّنية كانت في أعقاب الثورة الإيرانية خلال عقد الثمانينيات، فبعد تنامي سلطة الشيعة وتأثيرهم، تمت تعبئة القوات السُّنية المتشددة، ما أدى لاحقاً إلى تشكيل "القاعدة"، والمد المتطرف الذي بات يهدد اليوم كلاً من الأنظمة السُّنية والغرب على حد سواء. والواقع أن أخطار انفجار الأوضاع هذه المرة تبدو أكثر واقعية، ومن المحتمل أن يهدد ذلك الأنظمة السُّنية أكثر من تهديده لإيران و"حزب الله".
واشنطن أيضاً في حيرة من أمرها، ذلك أنها على خط صراع مع إيران و"حزب الله"، في الوقت الذي تسعى فيه إلى إرساء الاستقرار في العراق عبر التعاون مع الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد. يُذكر أنه عندما كان الاقتتال محتدماً في لبنان، رفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إدانة "حزب الله" حتى خلال زيارته للبيت الأبيض للقاء الرئيس بوش في شهر أغسطس. هذا في حين دعا أبرز داعم للمالكي في الائتلاف الشيعي الحاكم، مقتدى الصدر، أتباعه للخروج إلى الشارع وهدد بمهاجمة القوات الأميركية.
أما تفسير المشكلة، فيتمثل في أن الولايات المتحدة لطالما نظرت إلى إيران والعراق ولبنان باعتبارها عوالم منفصلة لصنع القرار. وهو ما حجب عنها التقاطعات المهمة بين الدين والهوية التي تربط الأوضاع السياسية الشيعية في لبنان والعراق بصعود القوة الإيرانية.
وقد حولت حربُ لبنان "حزب الله" وإيران إلى وسيطين إقليميين قويين وراعيين للقضية الفلسطينية؛ فأضحى حلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة –الأردن والسعودية ومصر- في مأزق، ولاسيما في ضوء تصاعد مشاعر الغضب في الشارع العربي. إضافة إلى ذلك، يجعل وضع إيران الجيواستراتيجي، في ظل الثروة النفطية الهائلة التي تتوفر عليها، وعدد سكانها الكبير وإنتاجها الاقتصادي المهم، ناهيك عن تنامي قوتها العسكرية وتأثيرها الإقليمي، إمكانية احتوائها أمراً صعباً. أما إقصاء إيران، فلن يمنح طهران سوى دوافع إضافية لقلب المنطقة.
وباختصار، فقد أصبح الشرق الأوسط القديم الذي كانت تعتمد فيه الولايات المتحدة على الأنظمة العربية المعتدلة والصديقة في إدارة النزاعات وممارسة التأثير منطقة تمسك فيها القوى غير الصديقة بمعظم الأوراق، ومنطقة تتعرض فيها المصالح الأميركية لتهديدات متمثلة في شبح اندلاع نزاع صعب. إن الطائفية مشكلةٌ تهم المسلمين، غير أنه ما لم يتم العمل على بحثها، فإنها ستكون وراء اندلاع صراعات ضارة بالمصالح الأميركية. ولما كانت الولايات المتحدة لا تستطيع محو الذاكرات التاريخية في الشرق الأوسط، فإن أفضل ما تستطيع القيام به هو المساعدة على احتواء قوتها التدميرية.
أستاذ سياسات الشرق الأوسط وجنوب آسيا بالمدرسة البحرية للدراسات العليا، ومؤلف كتاب "انبعاث الشيعة"