المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار السبت 1/4/2006

ان مأساة الشعوب يكمن في اسعبادهم واسر حرياتهم والسنتهم

 

حزب الله... وتدمير شيعة العراق؟ 

الجمعة 31 مارس- ايلاف

بقلم/ داود البصري

في يوم واحد، وفي سويعات متقاربة تكهرب الجو في الساحة اللبنانية والتي تعتبر بارومتر الوضع العربي العام، فبعد أن هدد الرئيس لحود النائب والوزير (أحمد فتفت) ب(الفتفتة) على الصعيد الشخصي! وهو تهديد يمكن أن يفسر من زوايا عديدة من بينها (حسن النية) أو (فلتات اللسان) أو حالة الشد العصبي الوقتية!، إنتقل المشهد التهديدي الشامل لصورة جديدة من التهديدات كان بطلها هذه المرة أمين عام حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله! والذي على ما يبدو قد إضطر (لبق البحصة) كما يقول المثل اللبناني ليطلق تهديداته العلنية وأقواله العنيفة بالسلخ والذبح وقطع الأيادي وإزهاق الأرواح والتي تتناقض كليا مع الزي الذي يرتديه (سماحته)!! والتي تتقاطع بالكامل والمطلق مع سلوكيات أهل بيت النبوة الكرام الذي يدعي نصر الله الإلتزام بها؟ وكانت قمة المشهد التراجيدي هو إعلان نصر الله الواضح والصريح عن دعمه الكامل والعلني لما أسماه ب (المقاومة العراقية) أي جماعات التخريب والقتل والتفخيخ والخطف واللصوصية والتسليب!!

هذه هي المقاومة التي نعرفها جميعا والتي يدعمها بشكل شبه علني كل من نظامي طهران ودمشق وهما نفس المصادر التي يتنفس حزب الله أوكسجين الوجود من خلالهما والتي دفعت نصر الله للتصريح والكشف عن ما حاول إخفاؤه طويلا دون جدوى؟ فقد كان التصريح الفضيحة أمام ما يسمى ب (المؤتمر القومي العربي) البيروتي الشهير وهو المعروف بعلاقاته الوثيقة مع النظام العراقي البائد ومن الأصوات المجاهرة بدعم الأنظمة القمعية والإرهابية وحيث تختلط في أروقة وقيادات ذلك المؤتمر الرؤى والقناعات الطائفية أو الطبقية المريضة والقادمة أصلا من قيادات سياسية عربية فاشلة سابقة مارست أدوارا سلبية سابقة في حكم شعوبها! وهو ما يثير أكثر من علامة تعجب حول النوايا والأهداف الحقيقية لتصريحات نصر الله التي تعتبر إحراجا حقيقيا ومباشرا للأحزاب الشيعية في العراق والتي لم تزل ملتزمة بعقد الولاء والخدمة للحليف الإيراني وهو ما يجعلها تعيش أزمة كيانية حقيقية ليأتي حزب الله اللبناني وهو فرع علني من فروع المخابرات الإيرانية في لبنان ليخلط الأمور ويضع السياسيين العراقيين من الشيعة خصوصا أمام مواقف محرجة لا يمكن الدفاع عنها لأنها تتناقض مع السيادة الوطنية العراقية أولا، ولأنها تخلط الأوراق بشكل مثير ثانيا؟ فلقد كان عزف الجماعات الطائفية منصب على إتهام الجماعات العراقية السنية بالوقوف خلف حالة الإرهاب الأسود السائد في العراق؟

وهي نصف الحقيقة، بينما جاءت تصريحات نصر الله لتؤكد الدور الإيراني في دعم الإرهاب في العراق! وهي المعلومات التي أشارت إليها الإدارة الأميركية والتي شكك فيها البعض كعادته ليعود نصر الله الذي لا ينطق عن الهوا بل عن طريق إيحاءات ودلالات جهاز (إطلاعات الولي الإيراني الفقيه) المشغول لشوشته هذه الأيام في محاولة إشعال الفتنة الطائفية في العراق وتجهيز الجيوش الطائفية الإرهابية كجيش المهدي مثلا لتدمير العراق خدمة للمشروع السلطوي الإيراني التدميري الذي يهدف لحماية عرش طاووس الملالي على حساب التشظي والتدمير العراقي وهو ما أدركته جيدا بعض الأحزاب العراقية ذات الولاءات الإيرانية، وما تعمل قوى التخريب الطائفية على العمل عليه، ولم يعد من المجدي اليوم الحديث عن (زرقاوي غرب العراق)!!

بعد أن إنضم (زرقاويو المد الصفوي) المريض للقائمة مهددين بإشعال العراق وتدمير شعبه، وتخريب مدنه، وإنهاء دوره الإقليمي، لم نستغرب تصريحات حسن نصر الله لأنها لم تخرج عن سياق السياسات التي دأب على إنتهاجها منذ أخريات أيام نظام البعث العراقي البائد! والعديد لم يزل يتذكر آخر زيارة قام بها المجرم علي كيمياوي لبيروت قبل أيام من حرب التحرير والتي إلتقى خلالها السيد نصر الله رغم كل الجرائم المعروفة والمنسوبة لعلي كيمياوي ضد شيعة العراق في الجنوب بعد تحرير الكويت عام 1991! ورغم جدران الدم والعداء العقائدي المفترض فقد إستمر حزب الله اللبناني في عقد الصفقات مع كل أعداء شيعة العراق وبما يؤكد من أن الذرائعية والإنتهازية والمصلحية هي التي تحرك الحزب وقائده وليس المباديء التي يدعي التمسك بها، فقد كشفت الحقائق الدامغة وأميط اللثام عن كل الزيف الآيديولوجي والدجل الأخلاقي، تصريحات قائد حزب الله الأخيرة هي بمثابة تشجيع وإعلان مدفوع الثمن للحرب الأهلية في العراق حفاظا على أنظمة القمع والدمار والتخلف ومن سيدفع الثمن هم فقراء العراق من الشيعة والسنة على حد سواء... فهل ستتحرك الأحزاب الشيعية العراقية للرد على إرهاب حزب الله الزرقاوي؟

أم أن شيعة العراق يفضلون التخفي خلف شعار القردة الثلاث: لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم!.

dawoodalbasri@hotmail.com

 

بعد تهديداته بقطع الرؤوس والأيدي الغرب يتجه لمعاملة حسن نصر الله  مثل الزرقاوي وأبو سياف والملا عمر

 لندن - من حميد غريافي: السياسة 1/4/2006

تركز اهتمام الدوائر الديبلوماسية في وزارات الخارجية الاميركية والبريطانية بشكل خاص والاوروبية عامة امس على »العبارات الاكثر اثارة لمشاعر العالم الغربي« التي استخدمها الأمين العام »لحزب الله« حسن نصر الله داخل»المؤتمر العربي الرابع لدعم المقاومة« تحت شعار »سلاح المقاومة شرف الأمة« وتحديدا في تهديده ب¯»قطع رأس ونزع روح (وقطع يد) من يريد ان ينزع سلاح حزب الله بالقوة« , مشيرة الى »وجود رابط واضح بين هذه العبارات وماتقوم به مجموعات سلفية متطرفة في العراق ادخلت خلال السنتين الماضيتين على اساليب عملياتها الارهابية قضية قطع رؤوس الرهائن الذين تحتجزهم امام عدسات مصوري الفضائيات العربية والدولية, وهو أمر اثار المجتمعات الغربية ولم يوفر المجتمعات العربية والاسلامية نفسها عن مخاوفها«. وقال موظف كبيرة في وزارة الخارجية البريطانية ل¯»السياسة« في لندن»ان بلوغ حزب الله اللبناني هذا الحد من التطرف والافكار الاجرامية التي تقشعر لها ابدان المجتمعات الدولية في كل مكان , يؤكد اننا على صواب في سعينا هنا في اوروبا بالتعاون مع الولايات المتحدة وبعض الدول العربية المتنفذة والمعتدلة, للقضاء على الارهاب بكل اشكاله وشعاراته ورموزه , كما اننا على صواب في اعتبار هذا الحزب الايراني من الاساس منظمة ارهابية لها نفس توجهات وافكار واساليب قادة النظام في طهران الذين يؤججون بؤر الارهاب والقتل والتفجير وقطع الرؤوس في العراق واماكن اخرى من العالم«.

ونقل الموظف البريطاني عن نظراء له في واشنطن قولهم انهم »اصيبوا بالذهول والفزع« من عبارات نصر الله »سنقطع يد ورأس كل من يحاول نزع سلاحنا بالقوة وننزع روحه« على اعتبار ان الادارة الاميركية خففت خلال الاشهر القليلة الماضية من ضغوطها لتطبيق كامل القرار الدولي 1559 الداعي الى نزع سلاح حزب الله والميليشيات الفلسطينية الاخرى بطلبات متكررة من قادة النظام اللبناني الجديد الحليف للمجتمع الدولي, وعلى رأسهم سعد الدين الحريري ووليد جنبلاط وفؤاد السنيورة وسواهم , على اساس ان حسن نصر الله اكثر عقلانية وليبرالية من معظم قادة النظام الايراني وفي طليعتهم محمود احمدي نجاد وآية الله علي خامنئي , كما انه اكثر اعتدالا من زعماء الاحزاب والفصائل والمجموعات الارهابية السلفية من امثال اسامة بن لادن وابو مصعب الزرقاوي الذين لجأوا في الكثير من الحالات الارهابية الى »قطع الرؤوس« و»نزع الارواح«, لكن تبين لنا (بعدما قال نصر الله اول من أمس) ان القادة اللبنانيين الديمقراطيين كانوا على خطأ وان الذين نصحونا من زعماء لبنانيين آخرين لهم تجارب قاسية مع حزب الله بالمثل اللبناني »ان الذئب لايدجن« , كانوا هم على صواب«.

واكد الديبلوماسي البريطاني ل¯»السياسة« ان موقف حسن نصر الله الأخير هذا, »وضعه في مصاف ابو مصعب الزرقاوي في العراق وابو سياف في الفيلبين والملا عمر في افغانستان , ودفع بالعالم المتحضر الى الاصرار على وجوب القضاء على ظاهرته لانقاذ, لا شعوب العالم الاسلامي فحسب من مبادئه الهدامة الدموية , بل المجتمعات الغربية التي زادت مثل هذه التصريحات من مخاوفها من ان تمتلك ايران اسلحة نووية قد لا تتورع عن استخدامها مستقبلاً«.

 

قوى الأكثرية اللبنانية تحمل بعنف  على لحود وتنتقد مواقف "حزب الله"

 صفير مستاء من الجميع:  "تعتير" لا رابح أو خاسر فيه

 بيروت - السياسة 1/4/2006

اسف البطريرك الماروني اللبناني نصر الله صفير لما حصل في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة, واصفا الامر بانه "تعتير", وتساءل في دردشة مع الاعلاميين في بكركي من هو الخاسر او الرابح يا ترى.وكان صفير التقى السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان الذي اكد دعم بلاده القوي لشعب لبنان وحكومته, مشيرا الى ان الولايات المتحدة ستبقى تلعب دورا مسؤولا وناشطا باستقلال لبنان وعبر العلاقات القوية والوطيدة بين الشعبين. وابدى فيلتمان بعد لقائه البطريرك نصر الله صفير تشجيعه لقيام الحوار الوطني بصفتها صديقة مخلصة للشعب اللبناني. واكد ان هذه العلاقة مبنية على الاحترام المتبادل ومعبر عنها من خلال الاعتراف الديبلوماسي العمل الذي كرسه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وحكومته لتطوير اصلاحات شاملة وذات مصداقية.  ومن جهته زار السفير الروسي في لبنان سيرغي بوكين رئيس مجلس النواب نبيه بري واكد بوكين بعد اللقاء ان الخيار الوحيد بين اللبنانيين هو الحوار, واثقا من قدرة اللبنانيين على تخطي الصعاب. وازاء ذلك وبعد هذه "العاصفة" السياسية التي هبت على الحكومة في هذه الجلسة, بدا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اتصالاته ومشاوراته لتطويق تداعيات هذه العاصفة والحد من الخسائر المحتملة قدر المستطاع من اجل الابقاء على الحد الادنى من التضامن الحكومي وعدم تاثير ما جرى على مجريات الحوار.

وفي هذا الاطار شددت مصادر السنيورة على ان العمل منصب الان لاعادة الامور الى نصابها والعمل بكل الاتجاهات لمواجهة المشكلات الراهنة, لان على الحكومة مسؤوليات تجاه المواطنين, اذ يجب الفصل بين المواقف السياسية ووجهات النظر المختلفة بين مصالح الناس التي يجب الا تغيب عن اهتمامات المسؤولين.

واملت المصادر ان يكون ما جرى في جلسة الحكومة الاخيرة حادثة عابرة تعيد الجميع الى جادة الصواب والتركيز على الشؤون الملحة.

من جهته راى وزير السياحة جو سركيس ان "القوات اللبنانية" اتخذت الموقف السليم الذي ينسجم مع قناعاتها في مقاطعة جلسات مجلس الوزراء. وقال ان زملائي في الحكومة يحسدونني على المقاطعة, واشار الى ان الدعوة الى الحوار جمدت خطط فريق »14اذار« لتنحية رئيس الجمهورية. واعتبر ان اللقاء الذي تم على طاولة الحوار بين رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع والامين العام ل¯"حزب الله" حسن نصر الله كان مفيدا جدا, ومن الممكن ان تحصل لقاءات ثنائية على مستوى القيادات او المسؤولين الكبار لدى الطرفين لانه لم يعد هناك من حاجز بين "حزب الله" و"القوات".

هذا وقد حمل نواب المستقبل على الرئيس لحود وانتقدوا "حزب الله". وفي هذا الاطار قال النائب محمد قباني انه ليس جديدا ان يزايد الرئيس لحود بدعم المقاومة في مؤتمر الخرطوم, ولكن المزايدة المرفقة بتزوير الحقائق هي قوله في مجلس الوزراء ان الاكثرية لا تريد الحقيقة, بل تريد راس المقاومة. وشدد على اننا وقفنا وما نزال الى جانب المقاومة وليس لمزايدة كلامية بل لقناعة بالدور المشرف الذي قامت به المقاومة في وجه العدو الصهيوني وتحرير ارض الجنوب وهي القناعة نفسها التي بدات مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي حمل قضية المقاومة الى العالم وما زالت مستمرة مع "تيار المستقبل" ورئيسه النائب سعد الحريري الذي يترجم تضامنه مع المقاومة في عواصم القرار.

من جهته اسف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني, لما حصل في جلسة مجلس الوزراء. وقال انه "ساءنا ما وصل اليه الامر في لبنان, فهو نتيجة لتعنت الماضي في كل مساوئه في وجه التغيير الجديد في البلاد, وما هذه المشادات التي تحدث بين حين واخر, واخرها في جلسة مجلس الوزراء الا اثر من اثار هذا التعنت الذي يصر على ان يشد لبنان الى الوراء, ولا يدع للحرية تاخذ مجراها في البلاد.

الى ذلك, دعا نائب "حزب الله" حسن فضل الله الرئيس السنيورة والوزراء الى ان ان يراجعوا في شكل دقيق ما سبق ان صرحوا به قبل اشهر عندما اعتكف وزراء امل وحزب الله, وكيف اطلقوا سيلا من المواقف التي تتحدث عن الدستور والقانون والاليات المتبعة في مجلس الوزراء, واعتراضهم على الاعتكاف, رغم ان اعتكافنا لم يعطل مجلس الوزراء, فيما اعتكافهم يعطل البلاد. واعتبر "ان رئيس الجمهورية موجود في موقعه بقوة الدستور ولا احد يستطيع ان يبت مصيره بمعزل عن الرئيس نفسه. وقال: "اعتقد ان الامر تجاوز ازمة رئاسة الجمهورية, ولم تعد الامور بالشكل الذي كانت عليه من قبل بعد ما جرى في قمة الخرطوم". وردا على سؤال حول ماقاله النائب وليد جنبلاط انكم اداة في يد النظام السوري.  قال "اعتقد انه يطلق مواقف يمينا ويسارا, ويفضل المرء احيانا عدم التعليق لان هذه المواقف فقدت قيمتها السياسية". واعرب عن اعتقاده ان "لا انفجار على طاولة الحوار الاثنين, فنحن نذهب الى طاولة الحوار بانفتاح على كل القضايا". وقال النائب اكرم شهيب "ان الخلاف موجود والخلل قائم بالعلاقة مع رئيس ممدد له بقوة السوريين وبشار الاسد. هو باق بهذه القوة لعلاقاته الواضحة, وبدعم من حزب الله وحركة "امل". واعتبر ان لا خوف على الحوار لان قادة الصف الاول يعون المسؤولية الملقاة على عاتقهم.

 

منع محاكمة ستة متهمين بالانتماء إلى "القاعدة"

 بيروت- السياسة 1/4/2006

«:منع قاضي التحقيق العسكري محاكمة ستة لبنانيين وسوري في جرم محاولة القيام بأْعمال إرهابية والانتماء لتنظيم القاعدة. واعتبر قاضي التحقيق العسكري سميح الحاج انه لا توجد أدلة كافية على ارتباط اللبنانيين الستة (من عكار شمال لبنان) وسوري بتنظيم »القاعدة« , كانت احالتهم النيابة العامة العسكرية إليه بعد الادعاء عليهم بتهمة الانتماء للتنظيم الذي يتزعمه أسامة بن لادن . وقرر القاضي العسكري اطلاق سراحهم بعد شهرين من توقيفهم »لعدم ثبوت قيامهم بأي عمل يعاقب عليه القانون«. وكان الستة والسوري أقروا بذهابهم إلى العراق لقتال الجيش الأميركي الذي اعتقلهم عشرة أشهر قبل ان يطلق سراحهم ويعودوا إلى لبنان. وفي سياق متصل بملف "بنك المدينة" وبعد توقيف رنا قليلات في البرازيل استجوب قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان جوزف القزي شقيقي رنا باسل وطه قليلات في دعوى عدنان أبو عياش ضدهما وضد شقيقتهما رنا وآخرين بجرم الاشتراك والتدخل في تبديد أموال "بنك المدينة". وبعد انتهاء الاستجواب أصدر القاضي قزي مذكرتين وجاهيتين بتوقيف الشقيقين قليلات, وكذلك أصدر مذكرة غيابية بتوقيف رنا.

 

الستة الكبار يخيّرون إيران بين العقوبات أو تعليق التخصيب واشنطن تكثّف جهودها لعزل طهران وتحضّر لضربة إذا فشلت الديبلوماسية

واشنطن , برلين - سلامة نعمات , إسكندر الديك  - الحياة  - 31/03/06//

كثفت الإدارة الأميركية أمس جهودها لعزل طهران، فيما تواصلت التحضيرات لإحباط برنامجها النووي اذا فشلت الوسائل السلمية في تحقيق الهدف. جاء ذلك اثر تحديد مجلس الأمن مهلة ثلاثين يوماً لالتزام إيران قرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية القاضي بتعليق كل نشاطاتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم.

وعقد وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا اجتماعاً في برلين أمس، لدعم قرار مجلس الأمن. ولوح وزراء «الترويكا الأوروبية» اثر الاجتماع بعزل طهران وفرض عقوبات عليها، فيما أكد المسؤولون الإيرانيون رفض بلادهم التحذيرات الدولية وتمسكها بالتخصيب.

وعلى رغم تأكيدات الرئيس جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس أن الخيار العسكري ليس مطروحاً في هذه المرحلة، أكد مسؤولون أميركيون معنيون بالملف الإيراني لـ «الحياة» أن التحضيرات جارية لضرب المنشآت النووية الإيرانية والبنى التحتية الداعمة لها وشل قدرتها العسكرية على عرقلة إمدادات النفط الخليجي وزعزعة استقرار دول حليفة لواشنطن في المنطقة.

واعتبر مصدر رفيع المستوى في الإدارة أن إعلان الرئيس الأميركي في تقرير «استراتيجية الأمن القومي» ان نجاح الديبلوماسية في تحقيق هدف حرمان إيران من قدرات عسكرية نووية، شرط لاستبعاد العمل العسكري «لا يترك مجالاً للشك بأن الولايات المتحدة ترفض المساومة في المسألة وهي مصممة على منع إيران من الوصول إلى نقطة اللاعودة»، التي يصبح عندها حصولها على سلاح نووي مسألة وقت.

وتباينت تقويمات خبراء الأمن القومي الأميركي للمدى الزمني المتاح لإنجاح الجهود الديبلوماسية قبل «إغلاق النافذة» وفتح الباب أمام خيار استخدام القوة. وفيما رأى بعضهم أن «نقطة اللاعودة» قد تكون على بعد اشهر، رأى آخرون أنها على بعد سنوات، ما يشير إلى أن المعلومات الاستخبارية المتوافرة حول قدرات إيران الحالية لتطوير سلاح نووي ليست كافية للتوصل إلى تقويم دقيق يمكن الركون إليه.

في برلين، أعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست - بلازي أن المجموعة الدولية ستنظر في اتخاذ «تدابير سلبية» إذا لم تلب إيران ما طلب منها. وزاد: «لن نقف مكتوفي الأيدي خلال هذه الأيام الثلاثين (للمهلة) وسنستمر في حشد تأييد جميع الشركاء الآخرين».

أما نظيره البريطاني جاك سترو فقال إن العقوبات يمكن أن تكون الخطوة التالية إذا استمرت إيران في موقف التحدي ورفضت الاستجابة لطلب مجلس الأمن وقف برنامج التخصيب.

وأكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن أمام طهران خيارين: العزلة أو العودة إلى المفاوضات. وقال إن المجتمعين «اتفقوا على تكثيف الاتصالات في ما بينهم خلال الأسابيع المقبلة لتنسيق المواقف».

 

النائب ميشال عون عرض التطورات المحلية مع البعريني

وطنية- 31/3/2006 (سياسة) استقبل النائب العماد ميشال عون في الرابية اليوم رئيس "التجمع الشعبي العكاري" النائب السابق وجيه البعريني الذي أوضح أن "اللقاء تناول الشؤون السياسية وما يسودها من تشنج وعدم استقرار اقتصادي واجتماعي واضطراب بين المؤسسات الدستورية. بحثنا ايضا في موضوع التقصير الحكومي غير المبرر في معالجة شؤون اللبنانيين بالإضافة إلى الحوار وضرورة إنجاحه لأنه يشكل المدخل الحقيقي للخلاص". وأسف البعريني لما جرى في الخرطوم من تباين في مواقف الوفد اللبناني، داعيا إلى "تفعيل المبادرة العربية التي لا بديل عنها لإنقاذ لبنان مما يتهدده وخصوصا مشروع الوصاية الأجنبية".

 

مفوضية العدل في "الإشتراكي" طالبت النائب عون بلقاءات متتالية مع التيار: لا وثيقة تفاهم لكنه انفتاح سياسي نحو كل الأحزاب وتعزيز دور الحوار وترجمته

وطنية - 31/3/2006 (سياسة) التقى النائب العماد ميشال عون وفدا من مفوضية العدل في الحزب التقدمي الاشتراكي، وتحدث باسمه مفوض العدل غسان محمود، واصفا الزيارة ب"أنها للتواصل في ما بين "التيار الوطني الحر" والحزب "الاشتراكي،" وهي من ضمن سلسلة اللقاءات". وقال محمود: "تشرفنا اليوم بزيارة دولة الرئيس الجنرال ميشال عون و"التيار الوطني الحر". وإن الزيارة للتحاور والنقاش، وهي من ضمن سلسلة الإنفتاح السياسي الذي يدور في الأفق. وتطرقنا إلى المواضيع السياسية والنشاط النقابي وعمل نقابة المحامين، والتعاون ما بين محامي "التيار الوطني الحر" والحزب الاشتراكي". ولفت إلى أنه "تم التوافق والتطابق على مواضيع عدة، كما أن هناك نقاطا ما زالت قيد المناقشة، وتستوجب نقاشا أكثر. كان الجو ايجابيا، وتم البحث في العمق من دون قفازات. وإن انتماءنا للبنان وللهوية اللبنانية موضوعان نشدد عليهما، كما حق المقاومة لكل مواطن شريف، وهو حق مقدس. وشددنا على أن المقاومة هي لكل الشعب اللبناني من دون وجه تخصيص". أضاف: "طالبنا من دولة الرئيس الجنرال عون بأن يسمح لنا بلقاءات متتالية مع شخصه و"التيار الوطني الحر". وبعدما أرسوا القواعد التنظيمة لفكر حزب التيار الوطني، دعوناهم للقائنا بقيادة الحزب التقدمي الاشتراكي وسنتابع التواصل عبر القيادات السياسية والنشاطات الشبابية"، متمنيا "أن يتم توسيع هذا الاطار إلى كل الاطر الحزبية".

وأشار محمود إلى "أن النقاط العالقة ما بين التيار والحزب عديدة، لا سيما المفهوم حول تخصيص الوضع السياسي بالمفهوم الدبلوماسي والعقائدي للنظرة للعلاقات اللبنانية - السورية ومفهوم تحديد موقع الرئاسي، وتطرقنا الى موضوع الديموقراطية وتم التوافق عليها"، لافتا إلى "أن الاساليب لتغيير الرئاسة وتداول السلطة وعدم الاحادية في طرح الترشيح اخذ حيز النقاش. وبالنسبة إلى النقاط الثانية فهي مفهوم مزارع شبعا وهويتها اللبنانية وتثبيتها واحترام القرارات الشرعية الدولية من حيث تطبيق ال425 و1559، وإذا كانت مزارع شبعا ذات هوية سورية فسينطبق عليها القرار 242، وبالتالي، تكون السيادة السورية مطبقة، والمطلوب من الاخلال الاسرائيلي الخروج الفوري".

سئل: هل نستطيع القول ان هذا اللقاء يندرج ضمن اللقاءات في الكولسة بغية التواصل في الحوار؟ أجاب: "كلا هذا الموضوع ليس في الكولسة، بل هو يندرج ضمن السياسة الانفتاحية بين الحزب التقدمي الاشتراكي النضالي الذي بدأ فيه المعلم كمال جنبلاط في النضال الاصلاحي.

وفي ظل الاصلاح السياسي وإصلاح الفساد، قدمنا إلى دولة الرئيس عون هدية عبارة عن نسخة للبرنامج الاصلاحي للحركة الوطنية سنة 1975، وما زال ساري المفعول لتاريخه، وهذا ينطبق على ما يدلي به الجنرال عون حول اصلاح الادارة والفساد في لبنان. وتم تقديم 3 كتب باللغة الفرنسية للمعلم كمال جنبلاط حول لبنان والديموقراطية والتفاعل بالمجتمع والانسان إلى العماد عون، ووعدنا بأن يقرأها بإمعان"، وقال أنه عندما كتب ميثاق حزب التيار اخذ الكثير من افكار طرحها كمال جنبلاط. وهذه كانت من النقاط الاساسية التي نوافقها عليها".

سئل: هل ستحضرون لوثيقة تفاهم ما بين "التيار الوطني الحر" والحزب؟ أجاب: "لا توجد وثيقة تفاهم على غرار وثيقة التيار و"حزب الله"، لكنه انفتاح سياسي يبديه الحزب الاشتراكي برئاسة النائب وليد جنبلاط نحو كل الاحزاب السياسية وتعزيز دور الحوار وترجمته فعليا من داخل الحوار وما يجري في البرلمان. ونتكلم في خارج الحوار باللغة نفسها التي تتم حاليا في الحوار الوطني في البرلمان. لدينا قناعة راسخة انه لا حل لمشاكل لبنان الا بالحوار المنفتح، فلبنان هو الكيان النهائي لنا".

سئل: هل طرحتم مرشحكم على الجنرال عون؟ اجاب: "طرحنا ما طرحه الرئيس وليد جنبلاط حول مواصفات رئيس الجمهورية، وهو ان يكون من روحية "14 اذار" ويلتزم خريطة الطريق. نحن لم نطرح اسماء، لان لا رغبة لنا في ذلك، ولسنا مخولين لطرح اسماء.

ونلتزم الفكر النضالي الذي قرره لبنان من بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وخروج الجيش السوري، ونحن متمسكون بما قاله الرئيس وليد جنبلاط".

 

رمزي كنج: ما شهدته الجلستان النيابية والحكومية يؤدي الى مزيد من التفكك 

وطنية 31 آذار 2006 -رأى القيادي في "التيار الوطني الحر" رمزي كنج، في بيان اليوم، "ان ما شهدته الجلستان النيابية والحكومية امس لم ولن يؤدي الا الى مزيد من التفكك السياسي في البلاد، مما ينعكس حتما وبصورة سلبية على الشعب اللبناني وحياته اليومية البعيدة من هموم المسؤولين وتفكيرهم.

  ولفت الى ان "استمرار البعض في التعاطي بخفة ولا مسؤولية في موضوع المقاومة وسلاح "حزب الله" ليس الا دليلا اخر على النية غير الجدية في ايجاد مخرج لائق للجميع يحفظ شرف المقاومة والمقاومين ويؤسس لخطة دفاعية يشترك فيها الجميع وتعود بالأمن على لبنان". ولاحظ ان "ما يعبر عنه البعض وآخرهم النائب سمير فرنجيه والنائب السابق فارس سعيد يدخل في هذا الاطار، وتساؤلاتهم المستمرة حول وثيقة التفاهم بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" مردودة في الشكل لانهم لم يقرأوها في الاساس, وانتقادهم المجاني لكل ما يخفف حدة التوتر في الشارع يعبر عن نظرة ضيقة للامور لا تتعدى حدود قضاءي زغرتا وجبيل حيث حجبت الثقة عنهما ومنحت لمن ينظر الى مشاكل الوطن بشمولية وبدون تفرقة او تمييز".

 

النائب كنعان: عدم تدارك تداعيات قمة الخرطوم يدفع الأزمة إلى مزيد من التعقيد والتدهور

وطنية 31 آذار 2006 -حذر النائب ابراهيم كنعان في بيان اليوم من أن "عدم تدارك تداعيات ما حصل أمس في مجلس الوزراء وقبله في مجلس النواب على أثر قمة الخرطوم، قد يدفع الأزمة الراهنة الى مزيد من التعقيد والتدهور"، داعيا الى "تضافر كل الجهود المخلصة لإعادة الامور الخلافية الى طاولة الحوار يوم الاثنين المقبل".    وقال في تعليقه على المواجهة التي أطاحت بجلسة مجلس الوزراء امس: "ان الاعراب عن الأسف ليس كافيا، والمطلوب من مختلف الأطراف إدراك مدى الخطورة التي دخلتها ازمة الحكم المتفاقمة، والمبادرة الى التعاون والتحلي بالعقلانية وحس المسؤولية الوطنية وتجاوز حسابات الربح والخسارة لحصر كل الخلافات في طاولة الحوار الجدي المسؤول". وشدد على "وجوب الاحتكام الى المؤسسات الدستورية"، مؤكدا ان "لكل أزمة حلا في النظام الديموقراطي، وان لا مشكلة الا لها حل عبر الحوار، ومن يصر على تجاهل هذه الحقائق او تجاوزها يكن عاملا على دفع البلاد نحو المأزق والازمة الى الشارع، مع ما يترتب على ذلك من عواقب خطرة على وحدة الشعب والوطن". أضاف: "ليس المهم أن نطلق الشعارات الجاذبة ونكتفي بتردادها، بل يجب التعاون لتجسيدها في خطوات عملية وتقديم مصلحة الوطن العليا على كل مصلحة أخرى، فئوية او شخصية، لاننا جميعا في مركب واحد ولا فائدة لأحد اذا ما غرق المركب لا سمح الله. اذا لم نعتمد هذا المبدأ فإن الديموقراطية وإصلاح الخلل والسيادة والحرية والاستقلال تبقى شعارات فارغة ما لم نتوافق عليها وعلى كل الثوابت الوطنية الأساسية عبر الحوار ووفق أحكام الديموقراطية التوافقية". ورأى النائب كنعان أن "أحدا في لبنان لا يستطيع تحمل مسؤولية تفشيل الحوار أو تفجير الوضع أو إدخال البلاد في أزمة دستورية لأن ما يجري في المنطقة يضع لبنان على فوهة بركان، وعلى الجميع ان يضافروا جهودهم ويتعاونوا مخلصين لإنقاذه وإعادته الى دوره الفاعل والبناء في محيطه والعالم.

 لبنان لا يقوم إلا بمشاركة حقيقية بين كل فئاته وطوائفه وقواه السياسية، أما التفرد والاستقواء والتشبث بمواقف مسبقة وافتعال الأزمات فلا توصل إلا الى خراب البصرة الذي يصيب الجميع ولا يحقق لطرف ما مكسبا او نصرا على احد والشعب لن يتردد في المحاسبة والتاريخ لن يرحم مشعلي النيران في البيت اللبناني".

 

الشيخ يزبك: ما حصل في مجلس الوزراء يسيء الى لبنان ومواطنيه

وطنية - 31/3/2006 (سياسة) رأى عضو شورى "حزب الله" الشيخ محمد يزبك، في خطبة الجمعة التي ألقاها في مقام السيدة خولة في بعلبك اليوم، أن "ما حصل أمس في مجلس الوزراء يسيء الى لبنان وكل مواطن فيه، فالصورة التي شاهدها العالم في المجلس تختلف عن صورة لبنان المقاوم والحضاري"، معتبرا ان "هناك من يريد أن يأخذ لبنان الى المزيد من التدخل الخارجي".

وقال: "من حق المقاومة ان تقول للمحسن أنت محسن، وللمسيء أنت على خطأ. ومن يقف الى جانب المقاومة ويدعمها، فهو يدعم وطنه ووجوده وشرفه، والمقاومة بدورها لم تمنن أحدا بتضحياتها وانما أهدت انتصارها الى جميع اللبنانيين والعرب". وأعرب عن أسفه ل"تحفظ رئيس الحكومة على ورود اسم المقاومة في بيان القمة العربية"، وقال: "ان المقاومة هي التي صانت وحفظت وحدة الأراضي اللبنانية وحررت الأرض وبات جهادها موقع اعتزاز وافتخار لدى كل العرب والمسلمين".

وتساءل: "هل طاولة الحوار هي نار تريد ان تلتهم المقاومة؟". وانتقد "رجوع البعض الى الحديث عن مزارع شبعا والتشكيك بلبنانيتها، اضافة الى التشكيك بالمقاومة". ورأى "ان من يتحدث بهذا المنطق هو في حد ذاته يعمل للخارج ونراه يتنقل من موقع الى آخر ومن ضفة الى أخرى، فيما المقاومة ثابتة وراسخة في مواقفها وهي وضعت لنفسها هدفا هو تحرير الأرض واستعادة الأسرى وحماية لبنان، وهي بذلك تقوم بواجبها الشرعي والديني والأخلاقي تجاه شعبها ووطنها". وحمل الشيخ يزبك على "الذي يحمل المقاومة مسؤولية تردي الوضع الاقتصادي"، متسائلا: "هل المقاومة سرقت المال العام ووزعت الغنائم على المحسوبيات والأزلام؟ وهل المقاومة تمنع الاصلاح والشفافية؟". وختم بالقول: "نحن نريد الصدق في المواقف".

 

كارلوس اده: البند الوحيد في حوار الاثنين يجب أن يكون رئاسة الجمهورية

وطنية - 31/3/2006 (سياسة) علق عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده في تصريح اليوم على ما حصل خلال جلسة مجلس الوزراء أمس، وقال: "ذهلت كما معظم اللبنانيين مساء امس بمشاهدة تصرف رئيس الجمهورية اثناء جلسة مجلس الوزراء ازاء الوزيرين مروان حماده واحمد فتفت، اذ خال اللبنانيون انهم امام مشهد في ثكنة عسكرية حيث يأمر رئيس الجمهورية وزراء في الحكومة بالجلوس وينهاهم عن الكلام ويوجه اليهم العبارات والتهديدات بتلك النبرة التي اعتادها بعض الضباط في التوجه الى مرؤوسيهم، في حين ان الوزيرين كانا يعربان عن احتجاج سياسي يدخل في صلب مهماتهما كأعضاء في مجلس الوزراء فجاءت ردة فعل الرئيس بهذه الصورة غير اللائقة.

ان هذا المشهد الذي عرضته شاشات التلفزيون أمام الرأي العام اللبناني، انما جاء يؤكد ما سبق أن قلناه، انه لا يمكن لأي كان حكم بلد ديموقراطي كلبنان وإدارة شؤونه بهذا الاسلوب الفوقي والتسلطي وعقلية الآمر والمأمور وتصرف الحاكم المطلق بأمور البلاد والعباد، خصوصا متى كان رئيس الجمهورية كما هو الحال اليوم في عزلة خانقة داخلية ودولية، ومطعونا بشرعيته نظرا الى ظروف وصوله الى السلطة وبقائه فيها، الامر الذي يلحق أفدح الاضرار بالموقع الدستوري الاول للبلاد. أما استمرار الرئيس ودوائر الرئاسة والجهات الداعمة لهم في الاشارة الى ما يسمونه اكثرية موقتة، فهو مستغرب كذلك، لان الاكثريات النيابية هي بطبيعتها موقتة في الدول الديموقراطية، باعتبار ان الاكثرية لا تدوم أكثر من مدة ولاية مجلس النواب إلا في الانظمة التوتاليتارية كما في سوريا على سبيل المثال، حيث تبقى اكثرية مجلس الشعب هي نفسها لما يناهز النصف قرن تقريبا.

من هنا، لا بد من تجديد الدعوة الى انهاء الازمة في موقع رئاسة الجمهورية بأسرع وقت، على ان يكون ذلك البند الوحيد على جدول المتحاورين في ساحة النجمة يوم الاثنين المقبل حتى لا يستمر التدهور في وضع موقع الرئاسة ليصل الامر الى ما لا تحمد عقباه".

 

ابو العينين: مثلت امام القضاء اللبناني وثقتي تامة به وبالبراءة نتفهم مصلحة لبنان في موضوع السلاح وهناك اتفاق داخل طاولة الحوار الحوار لن يكون على قاعدة القرار 1559 بل تحت يافطة منظمة التحرير

وطنية - 31/3/2006 (سياسة) جدد امين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان العميد سلطان ابو العينين ثقته بالقضاء اللبناني، مشيرا الى "ان مثوله يوم امس، امام القضاء العسكري اللبناني، الذي سبق له واصدر حكما قضائيا غيابيا في حقه منذ اكثر من ست سنوات والتي انتهت ببراءته من كل القضايا التي نسبت اليه".

وخلال مؤتمر صحافي عقده في مخيم الرشيدية، في حضور المحامية حنان وهبي وكوادر منظمة التحرير الفلسطينية مهنئيين، وبعد توجيه الشكر والتقدير لجميع الشعب اللبناني على اختلاف اطيافهم السياسية، أمل ان تكون هذه القضية مدخلا صحيحا لمعالجة كل القضايا القضائية التي صدرت في حق العديد من ابناء الشعب الفلسطيني في ظروف سياسية وباحكام غيابية. واكد ان "القضاء اللبناني والقوى الوطنية اللبنانية، على اختلاف انواعها وكل القوى السياسية، لن تألوا جهدا للدخول الى الموضوع الفلسطيني من كل جوانبه لمعالجة القضايا القضائية التي لحقت بالعديد من ابناء الشعب الفلسطيني". ولفت الى "ان معالجة هذه القضايا، هي المدخل الصحيح والطبيعي لبقية القضايا الفلسطينية، سواء الحقوق المدنية والاجتماعية ومقدمه لالغاء قوانين وتشريعات صدرت بحق الفلسطينيين بشكل عام".

وقال: "هذا ما يعني دفعا طبيعيا لتعزيز الحوار اللبناني الفلسطيني حول القضايا كافة، لجهة الحقوق والواجبات التي يؤمن بها شعبنا، باننا ضيوف قسريون على ارض لبنان الشقيق، في انتظار حق عودتنا المقدس الى ارضنا فلسطين"، نافيا "اي ربط ما بين حل قضيته الخاصة وموضوع الحوار اللبناني الفلسطيني المرتقب". واضاف: "دون شك في موقعي الذي امثل في منظمة التحرير الفلسطينية، نحن جادون وحريصون ايضا على انجاز الحوار، في اقرب وقت ممكن، على قاعدة اننا ضيوف على ارض لبنان وللبنان الحق في ممارسة سيادته الكاملة والمطلقة على كافة اراضيه، آخذين في الاعتبار الخصوصية السياسية للتجمعات والمخيمات الفلسطينية التي يجب ان تبقى ورقة سياسية قوية، في يد اللبنانيين والفلسطينيين في مواجهة المجتمع الدولي". وتابع: "دون شك سيكون لي شرف المشاركة عندما يقرر المتحاورون".

وفي رده على سؤال اعتبر انه "قد يكون الحكم القضائي الذي صدر في فترة معينة ضمن ظروف ومناخات معينة بالحكم القضائي قبل 6 سنوات، ليس نفسه اليوم". وقال: "نؤمن بشكل مطلق ان المدخل الطبيعي والصحيح لتحقيق روابط الاخوة الفلسطينية اللبنانية على قاعدة المصالح المشتركة يتطلب معالجة جادة ومسؤولة ليس في قضيته فحسب، بل ان تشمل كل القضايا العالقة، حيث تكون رسالة تطمئن ابناء الشعب الفلسطيني بان اشقاءنا اللبنانيين جادون هذه المرة في معالجة كافة الامور المجحفة التي لحقت بهذا الشعب منذ النكبة عام 1940، حتى اليوم"، مشيرا الى ان ما حصل بالامس "هو رسالة مطمئنة للشعب الفلسطيني ومشجعة للحوار اللبناني الفلسطيني المرتقب".

وردا على سؤال قال ابو العينين: "لا استطيع ان اقول ان الحكم، كان في ظروف او في اطار املاءات سياسية"، داعيا الى "تجاوز الماضي والتطلع الى المستقبل وان مثوله امام القضاء اللبناني، ما كان ليكون لولا ثقته التامة بالقضاء اللبناني وبالبراءة التامة من مجمل القضايا التي نسبت اليه".

واضاف: "في طبيعة الاحكام التي تصدر عن المحاكم العسكرية، فالنظام القانوني اللبناني، لا يمكن ان يسقط هذه الاحكام، الا بمثول المتهم امام الهيئة القضائية التي اصدرت الاحكام".

وقال: "لي شرف تمثيل شعبنا الفلسطيني وتمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في اي حوار لبناني فلسطيني مقبل، من خلال موقع المسؤولية. واذا ارتأت قيادة منظمة التحرير اللسطينية ان تعيين احد اعضاء لجنتها التنفيذية او من تخوله ان يرأس الحوار وسنذهب الى الحوار عندما يحدد ولن يكون لدينا اي مخاوف من نتائج هذا الحوار اننا ننظر اليه على اننا فريق واحد وليس فريقين متخاصمين ولنا كل الثقة باشقائنا اللبنانيين الذين لديهم نفس الثقافة التي نؤمن بها، لجهة حقوقنا المدنية الاجتماعية وكذلك لجهة الجانب الامني او جانب السلام الذي تثار حوله هذه القضية".

واشار الى "ان هذا الحوار لا يمكن ان يكون على قاعدة القرار 1559 ولن يكون الا تحت عنوان ويافطة منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها السياسية والمرجعية للشعب الفلسطيني دون سواه". وفي موضوع السلاح الفلسطيني، قال: "نحن نتفهم المصلحة اللبنانية وعلينا ان نضعها في اولى اولياتنا، على اساس ان للبنان الحق في ممارسة سيادته المطلقة على سائر اراضيه".

واشار الى "ان هناك اتفاق داخل طاولة الحوار على هذا السلاح وبان الفلسطينيين جاهزون لاعادة تنظيمه من خلال صيغ عدة، ولن يكون الفلسطينيون في هذا الامر عقبة". اما فيما يتعلق الامر بالسلاح خارج المخيمات، قال: "لا يمكن ان نصل الى نتيجة لهذا الموضوع عبر الحوار الاعلامي وعبر ردات الفعل. الوصول الى نتيجة في هذا الموضوع تكون في الحوار الهادىء والمسؤول، لكل فريق منا ان يحرص على مصلحة الفريق الاخر، وحينها لا بد من الوصول الى نتيجة ترضي كل اللبنانيين وايضا لا تثير اي مخاوف لدى الشعب الفلسطيني، مجددا تأكيده ان لهذا السلاح وظيفة سياسية ولا يمكن معالجته على قاعدة البعد الامني ويجب ان يكون الوجود الفلسطيني وسلاحه ورقة سياسية بيد الحكومة اللبنانية والفلسطينية، لانها الحجة امام المجتمع الدولي الذي يطالب بهذا السلاح.

وعليه ان يجيب عن السبب الرئيسي لوجود هذا السلاح وحين يجيب نفسه لن نكون بحاجة الى معالجة الاسباب. فسبب وجوده يتحملها المجتمع الدولي الذي لم ينفذ القرارات الدولية، وفي مقدمها القرار 194". وفي رده على سؤال آخر قال: "اطمئن كل اللبنانيين لن يكون بينا كفلسطينيين، احدا يستطيع او يقبل لنفسه ان يهدد السلم الداخلي اللبناني او يعبث بالامن الداخلي اللبناني. فهذا لم ولن يكون في ثقافتنا الفلسطينية"، مجددا تاكيده من "ان هذا السلاح لن يستدرج الى داخل الملعب اللبناني، ولن يكون ورقة في أيدي اي فريق لبناني او نظام عربي"، داعيا الى "عدم تضخيم مواقع الناعمة لان هذه المواقع اشبه ما تكون بالمواقع العسكرية المعنوية وليست لها البعد العسكري الذي يروج له".

وختم ابو العينين ردا على سؤال: "ان عدم المشاركة في حكومة "حماس" يعود الى الخلاف حول البرنامج السياسي، ولان الاخوة في "حماس" لم يعترفوا بمنظمة التحرير الفلسطينية"، رافضا تعيين وزيرا للشؤون الفلسطينية الا من خلال ما حددته المنظمة".

 

النائب فضل الله: طريقة الرد في مجلس الوزراء أظهرت أزمة في الوضع الحكومي مستمرون في الحوار وسلاح المقاومة على الطاولة للاتفاق على استراتيجية دفاعية

وطنية - 31/3/2006 (سياسة) اعتبر النائب حسن فضل الله في لقاء سياسي شعبي نظمه "حزب الله" في محلة الصفير في الضاحية الجنوبية، "أن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة فوت على نفسه فرصة كان يمكن له أن يلملم فيها الوضع الذي أوقع فيه البلاد بالتراجع عما اقترفه في قمة الخرطوم، بعدما أفسح له السؤال النيابي المجال لتوضيح موقفه وإعادة تأكيد التزامه بالبيان الوزاري، لكن جوابه جاء أكثر وضوحا بأنه ماض في تنكره لهذا البيان ومحاولة رسم سياسة خاصة تتناول المقاومة بخلاف كل الالتزامات والتعهدات السابقة، وفي مقدمها بيان الحكومة، فضلا عن اثارة سجال داخلي كنا نجحنا كقوى لبنانية في نقله الى طاولة الحوار مما انعكس ايجابيا على الاقتصاد وعلى مصالح اللبنانيين ووحدتهم بعيدا عن تصنيفهم كمجموعات، كما سمعنا في الخرطوم وبيروت، وهو ما يفترض برجال الدولة الذين يتحملون مسؤولية وطنية ان يكونوا أبعد الناس عنه".

ورأى "أن طريقة الرد في مجلس الوزراء بالهروب الى الامام أظهرت أننا أمام أزمة حكم حقيقية تتمثل بالوضع الحكومي الذي يدار بعقلية الثأر السياسي على حساب مصالح الناس وصورة البلد، وان القوى الحاكمة بدت عاجزة عن التصرف بمنطق الدولة وبالتالي لم تعد قادرة على ادارة البلد بل تعمق الازمة وتزيد حدة الانقسام", وقال: "ان هذا السلوك ثبت لنا أن الأزمة لا تتصل بموقع الرئاسة إنما بكل الإدارة السياسية للحكم، وبالتالي فإن النقاش على طاولة الحوار سيطاول ازمة السلطة برمتها، فاذا كان الرئيس موجودا بقوة الدستور وربما تجاوزت التطورات إمكان مناقشة وضع الرئاسة بمفردها، فان ما جرى، من الخرطوم الى مجلس الوزراء سيفرض نفسه على طاولة الحوار".

ودعا "من عطل مجلس الوزراء، إلى مراجعة كل مواقفهم وتصريحاتهم تعليقا على اعتكاف وزرائنا الذين لم يوقفوا آنذاك جلسات الحكومة، وكيف كانوا يتحدثون عن الدستور والقانون وآليات عمل الحكومة ومصالح الناس ليطبقوها اليوم على سلوكهم". وقال: "ان التصعيد الحاصل الذي يستهدف الحوار والتوافق بين اللبنانيين جاء بعد زيارة السيد (تيري رود) لارسن إلى لبنان ومواقفه ولقاءاته السرية والعلنية، وأن الأزمة المتفاقمة حاليا سببها ما حاول رئيس الحكومة تمريره في قمة الخرطوم مستهدفا المقاومة ليدعم وجهة نظره التي يكررها داخليا بأنه ليس هناك إجماع على المقاومة، فإذا بالجواب العربي يأتيه حاسما وقويا وهذا ما ادى الى فشل ذريع لمسعاه الهادف الى إظهار انقسام عربي حول المقاومة".

وسأل: "لنتذكر الموقف نفسه لرئيس الحكومة وغيره من المبادرة العربية وكيف ساءت العلاقات مع دول عربية أساسية، فهل هذا لمصلحة لبنان؟". وأردف: "هناك قوى لا تريد التفاهم والتوافق بين اللبنانيين لانها تعتقد ان التوتير والتشنج يخدم دورها وموقعها السياسي، لذلك عطلت المبادرات العربية وتعمل على تعطيل الحوار, فهل استمع رئيس الحكومة الى نصائح مفخخة لبعض هذه القوى كما اصابه في المبادرة العربية فوقع واقع البلد في هذا المأزق الجديد الذي لا يمكن الخروج منه بهذا المشهد المسيء للبنان الذي رأيناه في مجلس الوزراء؟".

وقال: "ان المقاومة محصنة باحتضان شعبي وتأييد رسمي عربي وهي مستمرة بإرادة شعبها لاستكمال تحرير الأرض واستعادة الأسرى وحماية البلد من الاعتداءات الإسرائيلية، وهي ليست سلاحا لطائفة أو لفئة، إنما تحمي الجميع حتى أولئك الذين يتنكرون لها، ولا حاجة لنا للأدلة والبراهين في ذلك. لكن البعض يتوهم أنه في منأى عن الخطر الإسرائيلي لمجرد أنه بعيد عن الجنوب أو أنه لم يذق معنى الاحتلال والتهجير والتدمير، ولم يعرف معنى المقاومة ولم يعد يعنيه العدو الإسرائيلي". وختم: "نحن مستمرون في الحوار ولا نرى خيارا غيره هذه قناعة ثابتة لدينا، سلاح المقاومة الموجود على طاولة الحوار هو للاتفاق على استراتيجية دفاعية في مرحلة ما بعد التحرير واستعادة الأسرى، اما نتفق على هذه الاستراتيجية لحماية بلدنا أو نستمر في الحوار، أما المقاومة فهي مستمرة متواصلة في المزارع التي حسمنا لبنانيتها وفي كل أرض لبنانية محتلة ولمواجهة الخطر الإسرائيلي".

 

الوزير صلوخ: حادثة الخرطوم لن يكون لها تداعيات على المسألة الحكومية والرئيس السنيورة كان في نيته تعميم المقاومة على كل الشعب اللبناني

وطنية-31/3/2006(سياسة)نفى وزير الخارجية فوزي صلوخ وجود اي خلاف حول المسلمات اللبنانية وبينها "المقاومة التي تبقى حاجة وطنية طالما الحرب بين لبنان واسرائيل لا تزال قائمة وطالما بقيت بعض الاراضي اللبنانية تحت الاحتلال. ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة الذي أثار الموضوع في قمة الخرطوم لم يكن في نيته ازالة المقاومة او التعرض لها بل كان في نيته تعميم المقاومة على كل الشعب اللبناني .وجاءت مقررات القمة العربية المتعلقة بالمقاومة لتزيد من شرعيتها العربية والدولية ".

ونفى الوزير صلوخ في حديث لراديو "سو" الاميركي وجود اي مشكلة بينه وبين الرئيس السنيورة وقال "إن الرئيس السنيورة هو رئيس الحكومة وانا وزير فيها "وكل المشكلة يمكن تلخيصها بانها ناجمة عن خطا تقني لكنني شخصيا قدمت لدولة الرئيس ما كان مطروحا وما كان مرشحا للتعديل في القمة العربية في الفقرة المتعلقة بالمقاومة والباقي من الفقرة لم ينلها اي تعديل والقرار بنصه الكامل كان موجودا لدى دولة رئيس مجلس الوزراء .وما حصل لا يفسد للود قضية ونحن فريق عمل واحد وحكومتنا واحدة وموحدة .

وحادثة الخرطوم لن يكون لها تداعيات على المسألة الحكومية واستبعد ان يكون في نية الرئيس السنيورة اي اتجاه الى الاستقالة وقد نشطت الاتصالات لتطويق مضاعفات ما حصل وكل الوزراء داوموا في مكاتبهم . وردا على سؤال حول السجال الذي حصل امس في مجلس الوزراء قال الوزير صلوخ :"لم نكن لنتوقع ما حصل في الجلسة من مشادات وانسحابات لكن لكل فريق راية واستبعد ان تتكرر هذه الامور او ان تستمر والجلسة المقبلة سيصار الى الاتفاق عليها وقد تكون برئاسة رئيس الجمهورية بحسب دورية الجلسات ". وبالسؤال عن لقائه نظيره السوري وليد المعلم على هامش القمة العربية، قال صلوخ:"رغبتنا ورغبة سوريا ورغبتي ورغبة الوزير معلم ان تمهد الطريق لاجتماعات ثنائية لمعالجة القضايا العالقة بين البلدين .ونتمنى في المستقبل القريب تلبية الدعوة التي وجهها الي الوزير المعلم ولا يوجد حرب بين البلدين ولا بد من اجتماعات ثنائية في بيروت ودمشق لمعالجة كل القضايا العالقة.

وانا اجهد لاقوم بدور كاسحة الغام لتعبيد الطريق امام زيارة الرئيس السنيورة.ودعوتي لزيارة دمشق لا أفهمها كما حاول بعض الاعلام الاجتهاد بشأنها كمتراس او كعامل معطل ومجهض لزيارة رئيس الوزراء بل ان الزيارتين تكملان بعضهما البعض .

 

المفتي قباني غادر إلى السعودية ومصر للمشاركة في مؤتمرات وأمل في أن يبقى موضوع المقاومة منحصرا في جلسات الحوار

وطنية - 31/3/2006 (سياسة) غادر مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني بيروت، متوجها إلى المملكة العربية السعودية، فجمهورية مصر العربية للمشاركة في خمسة مؤتمرات، ثلاثة منها في مكة المكرمة، وهي: مؤتمر وحدة الأمة الإسلامية، مؤتمر مجمع الفقه الإسلامي ومؤتمر المساجد، علما أن هذه المؤتمرات الثلاثة هي من تنظيم رابطة العالم الإسلامي في المجلس الأعلى للمساجد في العالم. أما مؤتمرا القاهرة فهما: مؤتمر وزارة الأوقاف الذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية فيها، والمؤتمر الأول الذي تعقده جامعة الأزهر في مصر للخريجين على مدى الأعوام السابقة.

وكان في وداعه في مطار رفيق الحريري ممثل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الوزير خالد قباني. المفتي قباني وبعدما، قدمت ثلة من التشريفات التابعة لقوى الأمن الداخلي التحية للمفتي قباني، قال قبيل مغادرته ردا على سؤال حول ما حدث في قمة الخرطوم والمشادة التي حصلت بين الرئيسين لحود والسنيورة: "المؤسف أن آثار الخلاف تأخذ طريقها عندما يتكلم أحد المتخالفين. حرص دولة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في قمة المؤتمر العربي في الخرطوم على أن يعطي المقاومة بعدا لبنانيا ووطنيا عاما وشاملا، ولم يخرج دولته عن البيان الوزاري إطلاقا، بل أكد حق المقاومة ودعم المقاومة، فلا تجوز المزايدة أبدا على موقفه في هذا الشأن".

وأمل "على أن يبقى هذا الموضوع منحصرا في إطار جلسات الحوار، وألا يتعدى هذا الإطار حتى لا تكون المقاومة هي المحور الذي يختلف عليه اللبنانيون، بل على العكس، إن اللبنانيين جميعا متفقون على حماية المقاومة ودعمها، لكن عندما تأخذ المقاومة بعدا وطنيا وعاما وشاملا، المقاومة نفسها هي تحرص على هذا المفهوم، ولا يجوز أن ندع آثار الخلافات تطغى على هذا الموضوع، وتأخذ منه فرصة للانقضاض على رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الأمين على المقاومة أيضا، والحريص عليها حرص اللبنانيين جميعا". الوزير قباني وألقى الوزير قباني كلمة قال فيها: "ما حصل في مجلس الوزراء البارحة هو ردة فعل لما تم في الخرطوم وتداعيات هذا النقاش الحاد الذي حصل هناك، وامتد أيضا إلى جلسة مجلس النواب التي عقدت صباح أمس، ولا سيما حول الخلاف بالنسبة إلى مفهوم المقاومة الذي جاء ذكره على لسان دولة رئيس مجلس الوزراء".

أضاف: "أصاب المفتي قباني لب القضية عندما قال أن دولة رئيس مجلس الوزراء عندما تكلم عن المقاومة أراد أن يظهر البعد الوطني والبعد اللبناني العام والشامل للمقاومة وهذه حقيقة الأمر، خصوصا من موقعه كرئيس لمجلس الوزراء ومسؤول في المنتديات العربية والمنتديات الدولية على أن يظهر أن المقاومة هي حق من حقوق الشعب اللبناني، وهي حق لا يختلف عليه أحد، وأن الدولة هي مسؤولة عن مقاومة كل من يحتل أرضها، وأن هذه المقاومة هي مقاومة لاحتلال الأراضي اللبنانية، وبالتالي، الشعب اللبناني بأسره والدولة اللبنانية هي المسؤولة عن المقاومة ضد هذا الإحتلال الإسرائيلي الغاشم، ونحن نعلم مدى مدافعة دولة الرئيس السنيورة في المنتديات العربية والمنتديات الدولية، فدفاعه كان دفاعا مستميتا حول المقاومة وحق لبنان في المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي، وهو الذي أقنع أصحاب القرار في أوروبا وأميركا من أجل أن يترك القرار 1559 للحوار الداخلي لحله، واللبنانيون قادرون على حل هذه المسألة، ولقد استطاع أن يقنع أصحاب القرار بأن هذا الموضوع الذي يتناول المقاومة هو موضوع داخلي يمكن أن يحل من خلال الحوار الوطني، وهذا ما تم فعلا من خلال لجنة الحوار الوطني التي وضعت موضوع المقاومة وسلاحها على طاولة الحوار من أجل أن يخرج اللبنانيون بحل يحقق مصلحة لبنان العليا في هذا الصدد ويؤدي في نهاية الأمر إلى تحرير كل شبر من الأرض اللبنانية".

وتابع: "هذا ما حرص عليه دولة رئيس مجلس الوزراء، وهذا ما كان همه في الخرطوم أن يقول للجميع أن المقاومة هي حق للشعب اللبناني، وهي مسؤولية الدولة، وأن للمقاومة بعدا وطنيا ولبنانيا عاما وشاملا، أراد أن يخرج مسألة المقاومة من إطارها المحصور إلى الإطار العام الأكبر والشامل لكي ينخرط الشعب اللبناني بكليته ومجموعه وإرادته في الحفاظ على المقاومة وحمايتها، وأن يكون لها هذا البعد الشامل، وهذا البعد الكلي والوطني واللبناني، حرصا منه على مصلحة البلاد العليا، وحرصا منه أيضا على المقاومة. وقد يكون فهم البعض موقف الرئيس السنيورة موقفا مخالفا أو أريد أن يفهم ذلك، لكن الحقيقة يعرفها الجميع ويعرفها اللبنانيون والعرب والعالم أجمع".

وختم: "ساء الوزراء البارحة أن يظهر رئيس مجلس الوزراء في مجلس النواب بدون نية كأنه معاد للمقاومة، وهذا أمر لا يمت إلى الحقيقة بصلة، لأنه في مجلس النواب وضمن المؤسسات الدستورية كان المدافع الأول عن المقاومة، ولم يعط الفرصة كي يوضح تماما ويبرز ما كان يقصد بما جاء على لسانه في الخرطوم، وكان من حق المؤسسة الدستورية الأم، وهي مجلس النواب أن تتداول مع دولة رئيس مجلس الوزراء في هذا الأمر، لكن لم يتسنَّ له ذلك،ولكن دولته له من التقدير والاحترام ما كان يجب أن يظهر من خلال هذا المجلس، وربما لذلك أراد أعضاء مجلس الوزراء أن يعبروا عن عدم رضاهم عما حصل سواء في الخرطوم أو عن ارتدادات ذلك في لبنان حول حقيقة وموقف الرئيس السنيورة الذي هو موقف لا يرقى إليه الشك موقف وطني ولبناني، ويرتبط ارتباطا وثيقا بمصلحة البلاد العليا، وهاجسه وهمه أن يبقى اللبنانيون موحدين حول قضاياهم الأساسية وقضية المقاومة بالذات".

 

سليمان فرنجيه اسف للمستوى السياسي

وطنية - زغرتا - 31/3/2006 (سياسة) استقبل الوزير السابق سليمان فرنجيه، ظهر اليوم في دارته في بنشعي، الوزير السابق عبد الرحيم مراد على رأس وفد من الحزب الاتحاد الاشتراكي ضم رئيس الحزب وفيق مراد والاعضاء: احمد مرعي، هشام طبارة، محمد عز الدين، عبد القادر دريكي، حسن مراد وطلال فانكان، في حضور المحاميين شادي سعد وجواد خوري من "تيار المردة". وقال فرنجيه: "ارحب بمعالي الوزير (السابق) مراد وصحبه، ونحن نعتبر الشمال وما نمثل في هذا الشمال، امتدادا لما يمثله معاليه في لبنان وفي البقاع خصوصا. نحن، في النهاية، فريق لديه تاريخ طويل وليس مرحلة من الزمن تغيره او تعطله لأن المياه ستعود المياه الى مجراها، والناس اليوم ترى فعلا ما يحصل، خصوصا ما حصل بالأمس. ونحن لا ننكر انه كان لدينا اخطاء وممارسات خاطئة، ولكن كان هناك، الى حد ما، وفاق في البلد، فيما الوفاق الوطني اليوم والانصهار والكيان اللبناني معرضون.

فلذلك اعتقد انه وفي المستقبل القريب تعود المياه الى مجراها الطبيعي في البلد. وحول ما حصل بالامس، قرأت الجرائد اليوم ورأيت الرسوم الكاريكاتورية، فما من مواطن لبناني الا ويأسف للحد الذي وصلت اليه دولته. فعلا اصبح هناك نوع من السياسيين مثل المسرحيين لدرجة انهم يعتقدون فعلا انهم مسرحيون ولا يعملون في السياسة وخصوصا منهم المتقلبون الذين كانوا بالامس عند ضباط المخابرات يقيسون لهم قياس احذيتهم لاهدائهم احذية جديدة.

واليوم يتكلمون على الحرية والسيادة والاستقلال. يعني انا اتصور ان الناس باتت تعرفهم وتراهم جيدا. مجيء هذه المرحلة وهذه السنة لكي يعرف الناس من هم المبدئيون ومن هم الدجالون والكذابون؟ وفي النهاية، اصبح الرأي العام يميز بين الصادقين في كل المواقف والمحطات السياسية والمنافقين في كل المواقف السياسية. واتصور ان كثيرين من الذين تحدثوا أمس في مجلس الوزراء هم من المنافقين".

واضاف: "هنا نحن نرى ان الرئيس لحود، على الاقل، على رغم مآخذ العديد منا ومن الناس عليه، الا انه مبدئي وثابت في كلامه ولا يزال على الاقتناع نفسه من اول يوم لتوليه مسؤولياته الى اليوم، وقد تكون هناك امور عدة نختلف معه عليها في التفاصيل، ولكن استراتيجيا الرئيس لحود بقي الرئيس لحود، فيما هم انقلبوا على انفسهم وعلى مبادئهم، هم الذين كانوا يدافعون عن المقاومة، وهم من كانوا يرفضون ان يتكلم عليها احد، وهم الذين غيروا، ولماذا قلبوا. دعونا نرى ما هي الوعود التي قدموها، وكنت اتكلم مع معالي الوزير (السابق) مراد في بداية اللقاء وقلت له ما حصل مهعم هو كمن "يصاحب" اربع نساء ووعد كل واحدة منهن بانه سيتزوجها، في النهاية اتفقن عليه وخسر هو. فهؤلاء وعدوا الجميع. وعدوا المقاومة بانهم معها، ووعدوا الاميركيين بانهم معهم لدرجة القول لكوندوليزا رايس "شكرا" على صبرك لانهم وعدوها بأمور عدة كمن يعطي شيكا.

وفي النهاية، وفي كل اسبوع، يطالب بتأجيله اسبوعا آخر، فهؤلاء جماعة اعطوا التزامات عدة مجانا ولو يقبضون حقها لا نزعل. ولقد اعطوا الاميركيين والمجتمع الدولي اكثر بكثير مما يطالب به هذا المجتمع. فنحن نرى الموفد الدولي السيد (تيري رود) لارسن والسفير الاميركي والقيادات الدولية يقولون انهم يتفهمون عدم القدرة على القيام بهذا الأمر او ذاك فيزايدون هم ويقولون نحن مستعجلون اكثر. يعني الامور تتكشف وتتضح ولعب الادوار بين بعضهم وتوزيعها، ولكن لا يمكن احدا ان يضحك على الشعب اللبناني او يفصل سعد الحريري عن فؤاد السنيورة، ومن يراهن على ذلك فهو كمن يستغبي الشعب اللبناني. الرئيس الحريري - رحمه الله - كان يتصرف بطريقة ذكية، فيما هؤلاء هم النسخة التايوانية، واللعبة مكشوفة خصوصا ما حصل في القمة العربية، وما حصل امس في مجلس الوزراء، كله مكشوف، اهناك من هو أظرف منهم حين يخرج وزير من الوزراء ويقول "نعم، كنا متفقين على لعب هذا الدور"، يعني لم يلعبوها سرا، حتى اخراجهم ضعيف".

وعن امكان استمرار الحوار وتوصله الى نتيجة، قال: ان شاء الله يستمر الحوار، ونتمنى ذلك ولو كنت اشك في التوصل الى نتيجة، ولكن بمجرد قيام حوار فهذا امر يهدىء بعض الشيء وواجباتهم الجلوس الى الطاولة والخروج بأقل اضرار ممكنة".

وعن امكان لجوء "قوى 14 شباط" الى الشارع، قال: "عندهم شارع وعندنا شارع، فليتفضلوا ويشرفوا فنحن مع الشارع ولا اتصور ان الشارع لمصلحتهم". وعما نقله الى الموفد الدولي لارسن من وجهات نظر، اكد انه "نقل اليه وجهة نظره بشكل دقيق"، وقال: "في امور عدة، كنا متقاطعين ومتفقين والنقطة الاهم كانت سؤاله لماذا لا يفتح السوريون سفارة لهم في لبنان؟ واتصور ان كلام وليد جنبلاط امس خير جواب وشرح لهذا السؤال. فأنا اقول ان اي سفارة وفي اي بلد ويحصل 15 في المئة مما يحصل من لبنان ضد سوريا يتم سجن السفير. نحن لم تسلم منا محرمات ضد سوريا نظاما ورئيسا الا وقلناه. وانا هنا اقول ان سوريا ليست ابدا ضد فتح سفارة في لبنان. وهذا ما سمعته من الرئيس الاسد، ولكن ضمن اجواء هادئة، ضمن اجواء من الثقة والعلاقات الطبيعية، لا اجواء عدائية ضد سوريا اكثر مما هي ضد اسرائيل.

فطبيعي ان سوريا لن تفتح سفارة. فلو كان عندهم سفارة لسحبوا السفير". مراد وصرح مراد على الأثر: "جئنا نقدر الدور الوطني الكبير لمعالي الوزير (السابق) سليمان فرنجيه ووقفته الوطنية. وكانت لنا جولة افق في ما يتعلق بالوضع الراهن محليا وعربيا وتناولنا التطورات الاخيرة. ومن الاكيد ان الذي شهدناه مؤسف في مؤتمر القمة العربية لناحية نشر الغسيل الذي لم يكن له مبرر ابدا والتناقضات التي حصلت لجهة ان يحمل البيان الوزاري كلاما يتعلق بالمقاومة والاجماع في الحوار على هذا الموضوع. جئنا اليوم لنتنكر امام الرؤساء والملوك العرب وحصل ما يحصل. وصعوبة هذا الكلام وخطورته انه يأتي ونحن نبشر ب"بيروت 1" ونطلب دعما اقتصاديا وهذا الدعم لا اعتقد انه سيأتي من الغرب بل من الدول العربية. ونحن اكدنا للدول العربية اننا ما زلنا في هذا الوضع وفي الخلافات، وهذا لا يشجعهم على الإقدام لمساعدتنا والمسألة الاخرى عندما نتحدث عن ضرورة احترام قرارات المجتمع الدولي.

المفروض ايضا الا نتنكر لقرارات المجتمع العربي. وعندما نقول في قرارات مؤتمر القمة العربية ان هذا القرار لا يلزمنا في ما يتعلق بالمقاومة، فهذا طبعا تنكر لقرارات المجتمع العربي وكذلك الذي حصل في مجلس النواب او في مجلس الوزراء، مستغرب ولا سيما ان مجلس الوزراء هو لهم وقد خربطوا عرسهم.

فهم الاكثرية، كما يقولون، والاكثرية خربطت عرسها وكان عليهم الحفاظ على مجلس الوزراء لا ان يقوموا بانهاء دوره وهو اهم مؤسسة من مؤسسات الدولة. اما بالنسبة الى التهجم على رئيس الجمهورية ففي ذلك خطأ كبير ونأمل ان يستمر الحوار وان تعالج الامور لان البلد لا يستطيع تحمل المزيد. ونأمل ان نصل الى حلول جذرية وعملية ولكن الحلول الجذرية مع خلافات صعبة بين طرفين سياسيين في البلد لا يمكن التوصل اليها. من هنا اللجوء الى الاستفتاء لأخذ رأي الشعب ولأن ليس عندنا استفتاء، فمن المفروض اللجوء الى انتخابات مبكرة بعد قانون انتخاب يكون مرضيا لأكبر عدد من اللبنانيين وان يتضمن النص فقرة بضرورة تسريع الانتخابات لان الشعب كفاه ان يرى ما يحصل".

وردا على سؤال عن الاتهام الموجه الى الطائفة السنية الكريمة في السابق بانها عربية واليوم "تنفض عنها غبار العروبة"، قال: "هذا اتهام جيد لنا ان نكون نحن في طليعة المدافعين عن القضايا العربية. واسفنا وقلنا سابقا ان الطائفة السنية انتقلت من مواقعها القومية والوطنية الى مواقع تتنافى مع هذه التطلعات القومية والعربية. ونأمل بعد الذي جرى ان تكون لدى الطائفة السنية بداية صحوة للعودة الى دورها الطليعي وطنيا وعربيا. واعتقد ان هناك بداية امل ان تعود هذه الطائفة الى ثوابتها الوطنية".

وعن المواقف الاخيرة للشيخ سعد الحريري، وهل هي ايجابية في رأيه، قال: "نأمل ان يكون عند النائب سعد الحريري وبقية النواب السنة مواقف شبيهة بهذه المواقف لنحاول اصلاح الوضع السياسي عموما واعادة الطائفة السنية الى لعب دورها العربي الطليعي، لانه لا يجوز ابدا بقاؤها هكذا. ولا يجوز ابدا ان تتصدى الطائفة السنية للمقاومة وللدور العربي، وان تكون حريصة على تنفيذ ما تريده. ونحن ضائعون بين ما تريده اميركا اهو ارادة اسرائيلية ام ارادة اميركية بحتة؟ ما وصلنا اليه كسنة في هذا البلد مؤسف". وعن تصوره للحلول، قال: "من الواضح ان طاولة الحوار وصلت الى طريق مسدود. عندما عينوا آخر نيسان، فهذا معناه ان الذي حصل حصل وليس هناك اكثر، لا بل انهم بدأوا يتراجعون عن الذي حصل وعن الاتفاقات.

واعتقد ان لا مفر من مبادرة عربية ولم يعد يتجرأ احد على رفض هذه المبادرة لانهم يعرفون ان الحل الوحيد هو بمبادرة عربية، وخصوصا ان اخوتنا المصريين والسعوديين يسعون بجدية، لكنهم لا يرغبون في الإقدام على امر من دون ان تكون له نتائج ايجابية. ان شاء الله يعودون الى القبول بهذه المبادرة".

 

الموسوي للنائب فرنجية: فلتتقدم خطوة الى الأمام وتعلن ترشيح عون للرئاسة

وطنية - 31/3/2006 (سياسة) أصدر مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" السيد نواف الموسوي، البيان التالي: "عجيب أمر البيان الذي أصدره (النائب) الأستاذ سمير فرنجية. وكأنه اكتشف شيئا غير مسبوق أراد توظيفه لمواصلة السعي الحثيث للفريق الذي ينضوي إليه الى دق إسفين في التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر. إن ما قاله سماحة الأمين العام (السيد حسن نصر الله) في المؤتمر العربي العام لدعم المقاومة، سبق أن قاله في أربع مناسبات علنية سابقة، كما أن حليف الأستاذ فرنجية وليد جنبلاط سمع هذا الكلام أكثر من مرة. وهو يقوم مقام البديهة لأن المقاومة معنية بالدفاع عن لبنان كما كانت ولا تزال معنية بتحريره، فلم الاستفاقة عليه الآن؟ والمستغرب الحرص الذي يبديه على الحوار وهو القائل قبيل سويعات من انعقاده إن هو إلا فخ نصبه الرئيس بري.

فما عدا مما بدا، حتى صار الفخ جنة الخلد الموعودة؟ أما في ما خص المقاومة فمنذ العام 2000، وحتى الآن وبعد الآن، وكما سبق أن شرحت له الأمر في حينه، هو دور متصل بالدفاع عن لبنان وفق استراتيجية نصت عليها وثيقة التفاهم مع التيار الوطني الحر. على أن ما يستحق بعض التهنئة في البيان هو ما ضمنه من موافقة على البرنامج السياسي للجنرال عون. وأنا ادعوه إلى التقدم خطوة أخرى إلى الأمام وأن يعلن ترشيح الجنرال عون إلى رئاسة الجمهورية، فيستحق التهنئة الكاملة، وحينها سنقوم وإياه والجنرال بوضع الاستراتيجية الدفاعية التي تحقق الحماية الكاملة للبنان العربي الهوية والانتماء على قاعدة الافتخار والاستمرار بمنهج المقاومة".

 

اميل اميل لحود: لن نسكت بعد اليوم عن التطاول على المقاومة والرئاسة

وطنية - 31/3/2006 (سياسة) أصدر النائب السابق اميل لحود، بيانا اليوم، انتقد فيه "بشدة، المسرحية المدبرة التي جرت بالامس في مجلس الوزراء من قبل من بدأت مآثرهم تثير السخط والقرف لدى الشعب اللبناني، والذين يضللون منذ سنة الرأي العام والتحقيق الدولي". وقال: "ان مسرحية صاحب الغرفة السوداء، هدفها صرف الانظار عن الجريمة التي ارتكبوها في الخرطوم عبر محاولتهم نزع صفة الشرعية عن المقاومة التي حققت الانجاز الوحيد في تاريخ العرب الحديث بدحرها الاحتلال الاسرائيلي عن القسم الاكبر من الجنوب اللبناني".

أضاف: "ان ما بدر من كلام معيب من قبل من يحتل وزارة الداخلية انما يظهر ان هذه الاكثرية الوهمية لا يمكنها ان تحكم لانها لا تتمتع بالثقافة الديموقراطية التي تؤهلها للحكم". وختم بالقول: "لن يتم السكوت بعد اليوم عن محاولات التطاول على المقاومة او على مقام الرئاسة من قبل بعض ادوات الغرب في لبنان".

 

الوزير فتفت تقدم بشكوى ضد الرئيس لحود "في جرم التهديد بالقتل" وقاضي التحقيق الاول في بيروت ردها لعدم صلاحية القضاء العدلي المطلقة

وطنية - 31/3/2006 (قضاء) تقدم وزير الداخلية والبلديات بالوكالة وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت، بواسطة وكيليه المحاميين وهيب ططر وزياد حبيش، بادعاء مباشر الى قاضي التحقيق الأول في بيروت عبد الرحيم حمود، ضد رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، "في جرم التهديد بالقتل".

وقد رد القاضي حمود، في قرار اصدره اليوم، هذه الشكوى، لعدم صلاحية القضاء العدلي المطلقة، سندا الى المادة 60 من الدستور. نص الشكوى وجاء في نص الشكوى:

"اولا: في الوقائع بتاريخ 30/3/2006 وأثناء انعقاد جلسة مجلس الوزراء وجه المدعى عليه تهديدا بالقتل الى موكلنا معالي وزير الشباب والرياضة ومعالي وزير الداخلية بالوكالة الدكتور أحمد فتفت. بما إن عبارات التهديد التي تفوه بها المدعى عليه ، ثابتة بشهادة معالي الوزراء الذين كانوا حاضرين الجلسة ، كما أكدها المدعى عليه بنفسه علنا. وبما أننا نحمل المدعى عليه مسؤولية أية أذية يتعرض لها الموكل، مهما كان شكل الأذى، وبما أن الموكل يطلب الى مقامكم ادانة المدعى عليه بما ارتكبه من أفعال جرمية، لذلك مست الحاجة الى التقدم بهذه الشكوى.

ثانيا: في القانون: الباب الأول: في الشكل:

 1- في وجوب قبول هذه الدعوى شكلا، واعلان صلاحيتكم. بما أن الفعل الجرمي المدعى به وقع في مقر مجلس الوزراء في بيروت الأمر الذي يجعل معه، اختصاص جانبكم للنظر بهذه الدعوى من حيث المكان. 2- في وجوب قبول هذه الدعوى شكلا، كون اشغال المدعى عليه لمنصب رئيس جمهورية لبنان، بعد 24/11/ 2004، جاء تحت الاكراه. بما أن المدعى عليه يتمتع بحصانة نصت عليها المادة 60 من الدستور اللبناني كونه رئيس الجمهورية اللبنانية بموجب قرار تمديد غير شرعي وغير دستوري... وبما أن قرار التمديد جاء باكراه النواب على توقيع التمديد... وبما أن القاعدة القانونية نصت على أن ما بني على باطل فهو باطل... وبما أن التمديد للمدعى عليه جاء باطلا لعلة الاكراه، وبالتالي فان الحصانة التي يتمتع بها المدعى عليه تكون بمثابة الباطلة و الغير موجودة، الأمر الذي يقضي قبول هذه الدعوى شكلا.

2- في وجوب قبول هذه الدعوى شكلا، كون الفعل الذي أقدم عليه المدعى عليه يعتبر جرما مشهودا، تسقط معه حصانته بما أن المدعى عليه يتمتع بحصانة نصت عليها المادة 60 من الدستور اللبناني كونه رئيس الجمهورية اللبنانية بموجب قرار تمديد غير شرعي وغير دستوري... وبما أن هذه الحصانة تسقط بارتكاب المدعى عليه لجرم مشهود، وبما أن المادة 29 من قانون أصول المحاكمات الجزائية نصت على أنه: "تعد الجريمة مشهودة: أ- الجريمة التي تشاهد عند وقوعها.

ب- الجريمة التي يقبض على فاعلها أثناء أو فور ارتكابها. ج-الجريمة التي يلاحق فيها المشتبه فيه بناء على صراخ الناس. د- الجريمة التي يتم اكتشافها فور الانتهاء من ارتكابها في وقت تدل آثارها عليها بشكل واضح.

هـ - الجريمة التي يضبط فيها مع أي شخص أشياء أو أسلحة أو أوراق يستدل منها على انه مرتكبها، وذلك في خلال الأربع والعشرين ساعة من وقوعها. وبما أن المادة 30 من ذات القانون نصت على ما يلي: "تنزل منزلة الجريمة المشهودة تلك التي تقع داخل بيت فيطلب صاحبه أو أحد شاغليه في مهلة أربع وعشرين ساعة من تاريخ اكتشافها، من النيابة العامة التحقيق فيها سواء أكانت جناية أو جنحة".

وبما أن قيام المدعى عليه بتهديد الموكل بالقتل علنا وأمام عدسات التلفزيون، أدى الى مشاهدة الشعب اللبناني لهذا الجرم عند وقوعه وبما أننا تقدمنا بهذه الدعوى بعد مرور أقل من أربعة وعشرين ساعة، الأمر الذي يقضي قبول هذه الدعوى شكلا. 3- استطرادا في وجوب استئخار البت بهذه الدعوى، لحين يبت مجلس النواب اللبناني بشرعية تمديد ولاية المدعى عليه في رئاسة الجمهورية. بما أننا على علم تام بأن المادة 60 من الدستور اللبناني نصت على ما يلي: "أن لا تبعة على رئيس الجمهورية حال قيامه بوظيفته إلا عند خرق الدستور، أو في حال الخيانة العظمى... أما التبعة فيما يختص بالجرائم العادية، فهي خاضعة للقوانين العامة، ولا يمكن اتهامه بسبب هذه الجرائم، أو لعلتي خرق الدستور والخيانة العظمى إلا من قبل مجلس النواب بموجب قرار يصدره بغالبية ثلثي مجموع أعضائه، ويحاكم أمام المجلس الأعلى المنصوص عليه في المادة الثمانين، على أن يعهد في وظيفة النيابة العامة لدى المجلس الأعلى إلى قاضي تعينه المحكمة العليا المؤلفة من جميع غرفها.

بما أننا على علم تام أنه في الجرائم المشهودة التي قد يرتكبها فخامة رئيس الجمهورية، فإن الدستور اللبناني لم ينص على استثنائها من الحصانة الممنوحة له، لذلك لا يكون هناك مجالا للأجراءات المنصوص عليها في قانون أصول المحاكمات الجزائية. لطفا مراجعة مؤلف الأستاذ محمد حسين مظلوم (المسؤولية الجزائية للرؤساء والوزراء في لبنان)- صفحة 38 .

لذلك فان الموكل يطلب، استطراد، استئخار البت بهذه الدعوى، لحين البت بشرعية تمديد ولاية المدعى عليه لرئاسة الجمهورية. ولكن هذا الأمر لا ينفي أن الموكل يحمل المدعى عليه مسؤولية أية أذية يتعرض لها، مهما كان شكل الأذى، ويطلب الزامه بكتابة تعهد خطي بعدم التعرض لحياة الموكل. الباب الثاني: في الأساس: في وجوب ادانة المدعى عليه نظرا لثبوت ارتكابه الفعل الجرمي المنصوص عنه في المادة 575 معطوفة على المادة 574 من قانون العقوبات اللبناني: بما أن المادة 574 من قانون العقوبات اللبناني نصت على ما يلي: "من توعد آخر بجناية عقوبتها الإعدام ، أو الأشغال الشاقة المؤبدة أو أكثر من خمس عشرة سنة أو الاعتقال المؤبد سواء بواسطة كتابة ولو مغفلة أو بواسطة شخص ثالث عوقب بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات إذا تضمن الوعيد الأمر بإجراء عمل ولو مشروعا أو الامتناع عنه". وبما أن المادة 575 من قانون العقوبات اللبناني نصت على ما يلي: "إذا لم يتضمن التهديد بإحدى الجنايات المذكورة أعلاه أمرا أو تضمن أمرا إلا أنه حصل مشافهة دون واسطة شخص آخر قضي بالحبس من ثلاثة أشهر إلى سنتين".

وبما أن فعل المدعى عليه والمتمثل بتهديد الموكل بالقتل يشكل الجرم المنصوص عنه في هاتين المادتين، وبما أن الفقه اللبناني مستقر على تجريم من يبادر الى تهديد أحد الناس بالقتل، بحيث أنه وإذا تجرد التهديد بإحدى الجنايات المذكورة أعلاه من أي أمر، أو إذا تضمن أمرا ولكنه حصل مشافهة دون واسطة شخص ثالث قضى بعقوبة الحبس من ثلاثة أشهر إلى سنتين.

(لطفا مراجعة ما ورد في قانون العقوبات الخاص للدكتور علي محمد جعفر ص 163.) وبما أن الموكل يطلب الى مقامكم ادانة المدعى عليه نظرا لثبوت ارتكابه الفعل الجرمي المنصوص عنه في المادة 575 معطوفة على المادة 574 من قانون العقوبات اللبناني. لذلك مست الحاجة الى التقدم بهذه الدعوى. لذلك ولما ترونه عفوا، جئنا من حضرتكم بهذه الدعوى متخذين صفة الإدعاء الشخصي بحق المدعى عليه وكل من يظهره التحقيق، طالبين ابلاغه أصولا من المدعى عليه وتحديد موعد جلسة قريبة لاستجوابه، كي يصار الى اصدار قرار ظني بحقه وفقا لما يلي:

أولا ـ في الشكل:

1- قبول هذه الدعوى شكلا، واعلان صلاحية حضرتكم .

2- قبول هذه الدعوى شكلا، كون اشغال المدعى عليه لمنصب رئيس جمهورية لبنان جاء باكراه النواب.

3- قبول هذه الدعوى شكلا، كون الفعل الذي أقدم عليه المدعى عليه يعتبر جرما مشهودا، تسقط معه حصانته. ثانيا ـ في الأساس:

1 ـ التحقيق معه والإدعاء عليه وفقا لمآل شكوانا.

 2 ـ إحالته أمام القضاء الجزائي المختص كي يصار إلى إصدار الحكم وفقا لنص المادة 575 معطوفة على المادة 574 من قانون العقوبات اللبناني.

3 ـ إلزامه بدفع عطل وضرر، نترك للقضاء أمر تقديره.

ثالثا - واستطرادا: نطلب استئخارالبت بهذه الدعوى ، لحين البت بشرعية التمديد للمدعى عليه، ولكن بعد الزامه بكتابة تعهد خطي بعدم التعرض لحياة الموكل الذي يحمله أية أذية يتعرض لها".

 

عيتاني: مسلسل الأحداث السلبية يدل على إفلاس سياسي مريع

وطنية- 30/3/2006 (سياسة) رأى النائب السابق بهاء الدين عيتاني في تصريح اليوم أن "مسلسل الأحداث السلبية الذي بدأ في الخرطوم بين رئيسي الجمهورية والوزراء وانتهى أمس في مجلس الوزراء مرورا بمجلس النواب، يدل على إفلاس سياسي مريع وعدم تحسس بالمخاطر المحدقة بالبلد واستخفاف بالعواقب الوخيمة"، معتبرا أن "الجميع خرجوا خاسرين من المعمعة والخاسر الأكبر لبنان الدولة والشعب والنظام، وهذا الأمر سينعكس سلبا على مؤتمر الحوار الوطني". وطالب "بحل مجلس النواب والدعوة الى انتخابات نيابية بموجب قانون انتخابي عادل وبإشراف حكومة حيادية وترك معالجة الازمات الى المجلس المقبل".

 

الرئيس بري استقبل السفير الروسي ورئيس "الكتلة الشعبية" والعميد محسن بوكين

وطنية - 31/3/2006 (سياسة) استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، اليوم في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، السفير الروسي سيرغي بوكين الذي قال بعد اللقاء: "اجتمعت مع دولة الرئيس بري لأناقش معه الاوضاع السياسية في لبنان الصديق، وخصوصا التطورات السياسية الاخيرة التي حصلت في لبنان وخارجه والمتعلقة بما يسمى الملف اللبناني. واغتنمت هذه الفرصة لأعبر لدولة الرئيس عن تأييدنا الكامل لمواصلة الحوار الوطني الجاري في لبنان"، متمنيا "لهذا الحوار كل النجاح والتوفيق في ايجاد حلول للمشاكل المتبقية الواردة في جدول اعمال الحوار الوطني.

وانني شخصيا ما زلت متفائلا بالنسبة الى فرص نجاح هذا الحوار الوطني، وكل آمالي متعلقة بمعرفتي الجيدة لقدرة السياسيين اللبنانيين على ابقاء المواقف البناءة وعلى ابداء التسامح المتبادل لبعضهم البعض وقدرتهم على بلورة مواقف تتفق مع مصالح الشعب اللبناني ككل، وكذلك قدرتهم على ابداء الحكمة السياسية المعروفة للجميع. اننا نعتبر هذا الحوار الوطني مخرجا وحيدا للبنانيين جميعا ولايجاد الحلول المتفقة مع مصالح هذا الشعب". واضاف: "انا اعتقد ان اللبنانيين قادرون فعلا على بذل كل الجهود الممكنة لايجاد الوفاق الوطني الحقيقي والفعلي".

واستقبل الرئيس بري رئيس "الكتلة الشعبية" النيابية النائب الياس سكاف، في حضور نائب رئيس حركة "أمل" هيثم جمعة. وقال النائب سكاف بعد اللقاء:" زيارتنا لدولة الرئيس اليوم كانت للاطلاع على ما يحصل لان ما رأيناه بالأمس يشغل البال.

ما حصل بالألأس من انقسام وازدواجية في السياسة لا يوحد البلد، بل بالعكس، سيؤدي بنا الى مشاكل سياسية واقتصادية. ونحن احببنا ان ننسق مع دولة الرئيس لنرى كيف نستطيع ان نخفف السجالات المتبادلة. ومن يحب هذا البلد يجب ان ينسى مصالحه الشخصية، وبالتالي يجب ان يحلو مشاكله بالطرق الديموقراطية واذا لم يكن رئيس الجمهورية على مزاجهم فعليهم الا يعتبروا الموضوع موضوعا شخصيا، ولنحل الموضوع على طاولة الحوار.

ونحن شاركنا في الطاولة على اساس حل المشاكل وليس لشن حرب، خصوصا على بعض المؤسسات". وتمنى على الجميع و"هم جميعهم لبنانيون وكلهم يحبون لبنان، ولكن كل واحد يحب لبنان على طريقته، ان ننسى قليلا مصالحنا الشخصية ونوحد هذا البلد". فاعليات الهرمل وزاره وفد ضم عددا من فاعليات الهرمل ومخاتيرها، في حضور جمعة، عرض معه شؤونا انمائية تتعلق بالمنطقة. العميد محسن والتقى رئيس مجلس النواب نائب رئيس الاركان في الجيش العميد حسن محسن.

 

النائب الحوري: ما قام به الرئيس لحود يؤكد رفضه للخيارات الديموقراطية حساسيته المفرطة تجاه الوصول للحقيقة تجعلنا أكثر شوقا للوصول للعدالة

وطنية - 31/3/2006 (سياسة) علق النائب عمار الحوري على السجال الذي حصل امس في بداية جلسة مجلس الوزراء فقال: "إن ما قام به بالامس الرئيس الموقت إميل لحود يؤكد مرة جديدة قناعاته الرافضة للخيارات والاساليب الديموقراطية، مستغلا منبر مجلس الوزراء، ومستعملا الشارع للتصرف وفق ادبياته بإسلوب ميزه منذ بداية عهده الاول وإستفحل في عهده الممد له قسرا والمطعون فيه، وصولا الى تهديد معالي الوزير الدكتور احمد فتفت". واضاف: "إن الحساسية المفرطة التي يبديها دائما الرئيس الموقت إميل لحود تجاه الحقيقة ونتائجها، وآخرها في الشارع بالامس، تجعلنا أكثر تمسكا بها، وشوقا للوصول الى العدالة الآتية لا محالة، ولا يخفى على أحد أن إدعاء الرئيس الموقت إميل لحود حمايته للمقاومة في الخرطوم وغيرها ليس إلا قلبا للحقائق في محاولة للحصول على انتصارات وهمية اعلامية".

واشار النائب الحوري الى "إننا في الوقت نفسه نتوجه بعتب الى إخوتنا في كتلة الوفاء للمقاومة الذين سارعوا بالامس الى تهنئة الرئيس الموقت إميل لحود لما زعمه من حماية وهمية للمقاومة في الخرطوم بطريقة إستعراضية، قالبا الحقائق، دون تدقيق وبحث حول حقيقة ما جرى، وقبلها من خلال إتصال هاتفي للتهنئة". وإعتبر "أن ما جرى بالامس في مجلس الوزراء يؤكد وجهة نظر الرئيس فؤاد السنيورة، وأكثرية اللبنانيين معه، بحق الشعب اللبناني، كل الشعب اللبناني، بتحرير الارض والمقاومة". وقال: "إن ما قام به الرئيس الشهيد رفيق الحريري من دعم للمقاومة في مختلف الوسائل وتوج عام 1996 بإنتزاع نصر ديبلوماسي هام في المحافل الدولية بتشريع المقاومة من خلال إتفاق تفاهم نيسان، وترافق مع تبني الرئيس الشهيد لعائلات شهداء قانا وغيرهم بما نعرف وتعرفون، وصولا الى جهود جبارة قام بها لمنع وضع المقاومة على قائمة الارهاب اوروبيا، كل ذلك لم يؤد يوما الى شكره او تهنئته، وهو لم يقم بذلك إلا مرضاة لله سبحانه وتعالى، ولوطنه الحبيب لبنان الذي استودعه الله". وختم النائب الحوري بالقول: "إن هذا النهج الذي التزم به من بعده الشيخ سعد رفيق الحريري و"تيار المستقبل" والرئيس الصابر المثابر فؤاد السنيورة، ما يزال، وتم التعبير عنه في المحافل العربية والدولية، لم ولن يطلب تهنئة ولا شكرا من احد، لكن أقل الوفاء يقتضي وقف الاستفزاز والتجريح".

 

احمد كرامي دعا الحكومة الى ايجاد مكان بديل لمركز المعاينة الميكانيكية في الفوار-طرابلس

وطنية - طرابلس - 31/3/2006 (سياسة) اعتبر النائب السابق احمد كرامي في تصريح انه "ثبت بالدليل القاطع ان انشاء مركز المعاينة الميكانيكية في منطقة الفوار، في الشكل والحجم الذي اقيم فيه، كان خطأ جسيما يدفع المواطنون ثمنا يوميا له من وقتهم ومالهم. ان ما يجري امام مركز المعاينة الحالي هو معاناة يومية واذلال للناس، وأمر بات السكوت عنه جريمة ولن نقبله، ويجب ان يجري العمل سريعا لوقف هذه المعاناة". ودعا الحكومة الى "اتخاذ الاجراءات العاجلة التي تؤدي الى حل هذه المشكلة المزمنة". ورأى ان "اقامة مركز المعاينة الميكانيكية في مدينة طرابلس هو الحل من خلال انشاء مركز كبير يستطيع استيعاب حجم حركة السيارات المتقدمة للمعاينة. لكننا في المقابل نرى ان المكان الذي اقيمت فيه الانشاءات سابقا في البحصاص لهذا المركز يضر بمصلحة المدينة ومستقبلها، خصوصا انه يؤدي الى محاصرة المدينة من جهة الجنوب بهذا المركز، مع ما يحمله من اضرار وتشوهات في المنظر العام والبيئة، باعتبار ان هذه المنطقة هي الامتداد الوحيد المتبقي لمدينة طرابلس بعد ان اكتمل التمدد في كل الاتجاهات". وطالب ب"ايجاد مكان بديل في طرابلس لا يؤدي الى الاضرار بمصلحتها، لكنه في الوقت نفسه يساعد على حل هذه الازمة، وكذلك تستفيد منه طرابلس، وربما منطقة السقي الشمالي هي مكان مقبول لاقامة هذا المركز في ظل وجود المقومات الايجابية على كل الصعد في تلك المنطقة لاقامة مركز كبير للمعاينة الميكانيكية ولاستعادة النشاط لمنطقة التبانة التي تعتبر قلب طرابلس النابض".

 

 

 

 

بين الرئيس لحود ووزير الداخلية: من يُفتفت ماذا؟ ومن فَتفتَ من؟

بري يطالب بـ"لملمة الحوار" وجنبلاط يعتبر عون من مرشحي 14 آذار

السنيورة: لا أحد أكثر وطنية من الآخر والبلد أمانة بأيدينا جميعاً

عاصفة الخرطوم التي جالت امس على مجلس النواب ومجلس الوزراء، مرورا بـ"المؤتمر العربي العام الرابع لدعم المقاومة" حطت رحالها عند دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء الى "لملمة الحوار" وتأكيد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي كان محور العاصفة في مواجهة رئيس الجمهورية اميل لحود، "ان لا أحد أكثر وطنية من الآخر. فالبلد أمانة في أيدينا جميعا". واستعادة الزمام هذه مشوبة بالندوب التي توجها موقف غير مسبوق لرئيس جمهورية عندما خاطب وزراء الاكثرية بلغة التهديد والوعيد، على غرار توعد وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت بـ"الفتفتة" مما دفع الاخير الى تحريك دعوى في حق رئيس الجمهورية. وقد أرفق لحود تصرفه هذا الذي جاء اثر اعلان وزير الاتصالات مروان حماده انسحاب وزراء الاكثرية "احتجاجا على التطاول والمزايدات على رئيس الحكومة" بالخروج الى الشارع امام مقر المجلس واطلاقه تصريحات تختزن رمزية مفادها "ان الاكثرية التي تهدد باللجوء الى الشارع سارع

رئيس الجمهورية وسبقها اليه". واصفا خصومه تكرارا بـ"الاكثرية الوهمية".

وتأتي هذه التطورات المتسارعة لتؤكد ان بند رئاسة الجمهورية المطروح على طاولة الحوار الاثنين المقبل يمتلك مشروعية مضافة.

الحريري

وهذا البند كان ظاهرا في الزيارة القصيرة التي قام بها امس رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري للقاهرة حيث استقبله الرئيس حسني مبارك على مدى ساعة ونصف ساعة. وأعلن الحريري إثر اللقاء انه "تم خلال الحوار (في لبنان) التوصل الى حلول للكثير من القضايا. وسيتم التوصل الى جلسة لحل مشكلة الرئاسة قريبا". وقد عاد الحريري لاحقا الى بيروت.

السنيورة

وفيما وصف الرئيس السنيورة ما جرى امس بـ" حفلة جنون" اعتبرت مصادره ان ما جرى في مجلس الوزراء كان بمثابة "رد فعل وتسجيل موقف احتجاجي على الطريقة الاستعراضية البطولية والاعلامية لرئيس الجمهورية في قمة الخرطوم والتي حاول فيها قلب الحقائق وتحقيق انتصارات وهمية اعلامية على حساب وحدة اللبنانيين". واعتبرت المصادر "ان ما جرى هو نتيجة لتغليب الاهداف الشخصية على الاهداف الوطنية. في النهاية لبنان لا تحل مشكلاته الا بالحوار وبالاخذ برأي الجميع. ورئيس الجمهورية قصد في الخرطوم اصطياد فرصة لتسجيل مواقف عنترية بقطع النظر عن نتائجها فيما كان رئيس مجلس الوزراء يحاول ان يتفادى الوصول الى أي موقف يسبب انقساما لبنانيا ويؤثر على الحوار".

المصادر القريبة من السنيورة ابدت اسفها "لانجرار البعض والتأثر ببطولات لحود وبناء المواقف السياسية عليها من دون التدقيق والبحث عن حقيقة ما جرى، بل كان اندفاع بتبني "البروباغندا" اللحودية دون التوقف وان للحظة امام المواقف القومية والوطنية الحقيقية لرئيس مجلس الوزراء. من هنا فإن الوزراء قصدوا تسجيل موقف احتجاجي ساهمت في تفاقمه ردة فعل رئيس الجمهورية وطريقة تصرفه".

ودعت المصادر الى "الهدوء والتروي والتفكير بكيفية الخروج من المأزق"، مشيرة الى ان الطريقة التي تصرف بها رئيس مجلس النواب، "غير مقبولة على الاطلاق، بل مرفوضة لانها شكلت خرقاً وتجاوزاً للاعراف البرلمانية ولاصول تخاطب السلطات بعضها مع بعض".

وقالت المصادر: "ان لرئيس مجلس النواب حقه الطبيعي في قول رأيه السياسي حتى في اطار تقويم عمل الحكومة من موقعه البرلماني، لكنه لا يحق له انتهاز فرصة ادارة الجلسة للتصرف بطريقة توحي "الاستذة" واعطاء الدروس للآخرين في المسلكية السياسية وغير السياسية".

الرئيس السنيورة ألغى زيارة كان مقرراً ان يقوم بها اليوم الى سويسرا.

كذلك اعتبرت مصادر في الاكثرية الوزارية ان السنيورة "لا يحتاج الى دروس في الوطنية من احد" ردا على مواقف بري في مجلس النواب مضيفة "ان بري رماها وعليه ان يلمها".

بري

وكان الرئيس بري تكلم على هامش جلسة الاسئلة والاجوبة النيابية، واصفاً "ما ارتكبه" الرئيس السنيورة في الخرطوم بأنه "يلامس الخطيئة".

لكنه عاد وقال لاحقاً انه "صدم بما سمع ويستغرب ان تصل الامور (في مجلس الوزراء) الى هذا الحد".

وفي تصريح ادلى به بري الى "تلفزيون لبنان" قال: "المهم لملمة الوضع".

وسئل هل هو خائف على مؤتمر الحوار، اجاب: "الحوار ماشي، ومن الآن حتى يوم الاثنين المهم ان نلملم الوضع. وفي هذا مصلحة عليا للبلد".

وهل ما حصل في مجلس الوزراء، هو رد على ما حصل في الخرطوم وفي مجلس النواب، قال: "عجيب هذا الربط. كان على الرئيس السنيورة الاعتراف بالخطأ، وبالنسبة الي فقد عالجت الامر في مجلس النواب، وقلت ما قلته بوضوح.

لا بل رفعت الجلسة بعدما منعت الوزير (فوزي) صلوخ والنائبين محمد رعد وعلي عمار من الرد على الرئيس السنيورة".

واعتبر ان "ما حصل في مجلس النواب كان لملمة لما حصل في الخرطوم. والمهم الان لملمة ما حصل في مجلس الوزراء".

ولفت الى ان التحركات الخارجية القائمة حاليا "قد تتناول الوضع اللبناني، لكن الحوار غير مرتبط بنتائجها".

نصرالله

من جهته قال الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، في مؤتمر "دعم المقاومة": "ان التفاهم حول سلاح المقاومة يكون حول الطاولة". واضاف: "ان من يريد نزع سلاح حزب الله سنقطع يده ورأسه وننزع روحه".

وكان وفد كتلة "الوفاء للمقاومة" زار قصر بعبدا لشكر الرئيس لحود "على الموقف الوطني" الذي اتخذه في الخرطوم.

جنبلاط

وتساءل رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في معرض تعليقه على كلام نصرالله عن هذا "القلق" لدى "حزب الله". واذ قال ان الحوار سيستمر، طالب بذهاب الرئيس فؤاد السنيورة الى دمشق  في مهمة وحيدة هي الحصول على "توقيع" السوريين على لبنانية مزارع شبعا.

وكان جنبلاط يتحدث الى مارسيل غانم ضمن برنامج "كلام الناس" الذي تبثه "المؤسسة اللبنانية للارسال" (ص 7)، وقد حذر من ان عدم اثبات لبنانية هذه المزارع يؤدي الى "فشل تطبيق اتفاق الطائف واتفاق الهدنة وبسط سيادة الدولة على الجنوب وحتى على حارة الناعمة" من اجل ان يبقي النظام السوري على "نفوذه وألاعيبه في لبنان ويعطل بيروت – 1".

وفي الموضوع الرئاسي رأى ان مواصفات المرشح يجب ان تأخذ  بـ"خريطة طريق" توضع في هذا الشأن، وان يكون من صف 14 آذار، وأحدهم العماد ميشال عون".

 

 

 

سمير فرنجيه وسعيد يستغربان لهجة نصرالله

النهار 31/3/2006: ابدى النائب سمير فرنجيه والنائب السابق فارس سعيد استغرابهما "مع جزء كبير من اللبنانيين اللهجة التي اعتمدها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه امام المؤتمر العربي العام الرابع، والتي تعيدنا الى الوراء ولا تتناسب مع روح الحوار الوطني الجاري". واستغربا ايضا الحديث عن رفض "حزب الله" عرضا "يقضي باسترجاع مزارع شبعا وشطب اسمه عن لائحة الارهاب بحجة الدفاع عن لبنان". اصدر فرنجيه وسعيد امس بيانا جاء فيه: "ان الكلام على غياب خطة دفاعية للبنان، وهو الامر الذي يستخدمه الامين العام للحزب لتبرير بقاء سلاح المقاومة، يدفعنا الى التساؤل عن صحة الكلام الذي صدر عن رئيس الجمهورية اميل لحود في مؤتمر القمة العربية الاخير في الخرطوم، بأن انجازه الرئيسي كان في بناء جيش وطني قادر على القيام بمهماته وكل ذلك بمساعدة الشقيقة سوريا. فهل هذا الجيش صار عاجزا اليوم بعدما كان قادرا في الامس؟

وفي هذا المجال، نسأل رئيس  تكتل "التغيير والاصلاح"  النائب العماد ميشال عون عما اذا كان الكلام الاخير للامين العام لحزب الله يندرج في اطار ما جرى التوافق عليه بين حزب الله والتيار الوطني الحر في وثيقة التحالف التي اعلنت في السادس من شباط الفائت؟".

 

قداديس عن أنفس شهداء زحلة

النهار 31/3/2006: أعلن رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران اندره حداد ان يوم الاحد هو يوم ذكرى شهداء زحلة الذين سقطوا دفاعاً عن مدينتهم.

ودعا جميع الكهنة والمؤمنين في المدينة وبلدات البقاع الى "اقامة الصلوات والقداديس لراحة أنفس هؤلاء الشهداء، ليكون دمهم سبيل وحدة لجميع اللبنانيين وأساساً لبناء لبنان جديد يكون وطن سلام وأمان وازدهار لجميع ابنائه". ويحتفل المطران حداد في قداس على راحة أنفسهم الساعة العاشرة والنصف في كاتدرائية سيدة النجاة. كذلك دعت "لجنة شهداء زحلة وجوارها" الى المشاركة في قداس سيقام الساعة العاشرة والنصف قبل ظهر الاحد في كنيسة دير مار الياس الطوق – زحلة الراسية، وطالبوا المشاركين في القداس بابدال الشعارات الحزبية بوردة لوضعها على النصب التذكاري.

 

قداس لأول شهيد كتائبي

النهار 31/3/2006: احياء لذكرى سقوط أول شهيد في الكتائب، جوزف كميل ابو عاصي، يقيم حزب الكتائب – اقليم بعبدا وعائلة الشهيد قداساً وجنازاً لراحة نفسه السادسة في مساء السبت 8 نيسان في كنيسة مار جرجس الشياح. تلي الذبيحة التي يرأسها الاب سليم مخلوف كلمة للحزب واخرى لأهل الشهيد، ثم مسيرة لوضع أكاليل زهر على لوحة الشهيد.

 

 

مرجعية سياسية وشعبية في (الرابية)

كتب المحلل السياسي:الأنوار 31/3/2006

قلما حظيت شخصية سياسية في لبنان بدور المرجعية، سياسياً وشعبياً، في آن واحد. لقد اعتدنا في بلدنا، بعد الطائف، على نمطين من السياسيين: نمط مرجعي للسياسيين من دون قاعدة شعبية، أو نمط مرجعي للشعب من دون تأييد سياسي. شكَّل العماد ميشال عون، في الآونة الاخيرة، ومنذ عودته الى لبنان في السابع من أيار الماضي، استثناءً لهذه القاعدة ومركزاً جامعاً، فهو من جهة يحتضن قاعدة شعبية لا يُستهان بها، ويذهب البعض الى القول إنها الأوسع، ويشكّل من جهة ثانية محطة ثابتة لكل السياسيين على تباينهم. فنرى في دارته في الرابية نائب رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية النائب جورج عدوان، وفي اليوم التالي نشاهد النائب والوزير السابق عبد الرحيم مراد. المشهد معبِّر، فالأول رمزٌ من رموز (الحقبة الجديدة) والثاني من رموز المرحلة الماضية. كيف يجمع العماد عون بين النقيضين?

رموز الحقبة المستجدة يشيدون به، ورموز الحقبة السابقة يشيدون به! كيف يكون ذلك?

الجواب صعبٌ وسهل في آن واحد، صعبٌ لأن السياسة في لبنان لم تعتد على هذا الصنف الجامع من السياسيين، فالعادة أن يكون السياسي مقبولاً هنا لكنه مرفوضٌ هناك. العماد عون كسر هذه القاعدة ليكون مقبولاً (هنا وهناك)، هذه (النعمة السياسية) تجعله غير محرَج إذا مدحه رئيس الجمهورية أو إذا انتقده النائب أنطوان اندراوس. فالعماد عون ثابت في موقعه، أما الآخرون فهم الذين يبتعدون أو يقتربون، الحرج يقع على مَن يقترب أو يبتعد لا على الثابت في موقعه وعلى موقفه. المادح للعماد عون هو الذي يقترب من طروحاته، فليس العماد هو الذي تبنى طروحات الرئيس لحود بل العكس الذي حصل، إذاً لماذا يكون عون محرجاً?

عند إجراء مقارنة بين وضع القوى منذ سنة والى اليوم، نجد ان قوى الأكثرية في وضع لا تحسد عليه، بينما العماد عون في وضع يتحرك الى الامام باستمرار، قوى الأكثرية تكاد تكون مختلفة مع الجميع فيما العماد يبدو متصالحاً مع الجميع. هذا الرصيد يستطيع ان يستثمره في كل الإتجاهات، فيما لا يعرف الآخرون أي إتجاه يسلكون.

 

أي خطأ وخطيئة في لعبة الصراع?

رفيق خوري-الأنوار 31/3/2006

ليس من المفاجآت ان يكون لما حدث في قمة الخرطوم (ملحق) في المجلس النيابي ومجلس الوزراء. فما جرى هناك بين رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة هو انعكاس لما يدور هنا. وليست المبارزة بالمواقف من المقاومة سوى مشهد في سيناريو معركة على مصير البلد تدار بخليط من الحوار والسجال والمقاطعة فوق مسرح مفتوح للصراع الاقليمي والدولي. أما الحديث عن نشر الغسيل الوسخ فوق السطوح العربية، فانه محاولة للحفاظ على الشكل في أزمة بنيوية خطيرة في الجوهر. اذ نحن مكشوفون أمام الخارج بما لم تعد تنفع المداراة. ومراهنون على أدوار وتدخلات عربية ودولية بأكثر مما تريد القوى الخارجية أو أقلّه بأسرع مما تتحرك. والسؤال ليس ماذا ربح الرئيس لحود وخسر الرئيس السنيورة بل ماذا ربح أو خسر لبنان. ولا هو من أخطأ ومن ارتكب خطيئة بل ما هو مفهوم الخطأ والخطيئة من منظور كل طرف. في البدء قيل ان الرئيس السنيورة أخطأ في الذهاب الى القمة وفي التاكتيك الذي مارسه. ربما، وان كان في صفوف الأكثرية من يقول العكس لأن الهدف هو ان تسمع القمة وجهة نظرها. ولعله أخطأ، وهو يقول للقادة: هذا رأي الحكومة التي تصرّ على حق الدولة والشعب في المقاومة، حين نسي الواقع العربي. فليس لدى الأنظمة شيء اسمه رأي الحكومات، لأن الرأي هو للرجل الأول في النظام وحده. وليس لدى الأنظمة شيء اسمه مقاومة إلاّ من بعيد وعندما تكون خارج بلدانها. وهذا ما جعل الرؤساء يستهولون ان يخالف رئيس الحكومة رأي رئيس الدولة، بحيث يتضامنون مع زميلهم في (نقابة الأنظمة). ويستسهلون حصر دور الحماية بالمقاومة ما دامت في لبنان لا عندهم، وما دام الدعم مجرد حبر على ورق.

أما الخطيئة التي قال الرئيس نبيه بري ان الرئيس السنيورة ارتكبها، ثم رفع الجلسة من دون ان يسمح له بالرد، فانها مجال أخذ ورد. اذ ما هو المقياس، وسط الاجماع على دور المقاومة في تحرير مزارع شبعا والخلاف مع دمشق حول الوثيقة المشتركة المطلوبة لتثبيت لبنانية المزارع، في حين ان القمة كرّرت ما اتفق عليه المتحاورون وهو (التحديد وفق الاجراءات والأصول المتبعة والمقبولة لدى الأمم المتحدة)? هل الخطيئة هي الحرص على أن تكون مقاومة الاحتلال هي حق الشعب اللبناني وواجب الدولة? هل الوطنية هي الحرص، ليس فقط على (خصخصة) المقاومة بل أيضا على ان تبقى حماية لبنان من الأخطار مسؤولية هذه المقاومة بما يلغي عملياً دور الجيش والدولة? والى أي حدّ يستطيع لبنان رسم استراتيجية دفاعية في غياب استراتيجية عربية، مع ربط دور المقاومة بالصراع العربي - الاسرائيلي وربما بصراعات و(أجندات) أخرى?

ما يتحكم بالأجوبة هو الصراع الذي يبقى الحوار استمراراً له بوسائل أخرى. فالخطاب المعلن في الحوار هو بناء مشروع الدولة. واللعبة هي الصراع على السلطة. وليس حديث رئيس الجمهورية عن الأكثرية (الموقتة) سوى إشارة الى الرهان على تبدل موازين القوى وتغير الأكثرية. ولا لجوء الأكثرية الى مقاطعة مجلس الوزراء، بصرف النظر عن العيار الثقيل للسجال بين الرئيس والوزراء، سوى تعبير عن مأزق داخلي محروس خارجياً، بعضه وصول الأكثرية الى المنصب لا السلطة.

لكن توصيف الأكثرية بأنها موقتة طريف في اتجاهين. فالأكثرية موقتة بالطبع، ولكن لأربع سنوات. والرئيس نفسه بهذا المعنى موقت لسنة وعدة أشهر. وكل شيء موقت. والأمل هو ألا يكون لبنان موقتاً مع أنه في الدستور (وطن نهائي).

 

الدكتور بسام الهاشم: ورشة مناقشة مشروع قانون الجامعة اللبنانية تظهِّر الخلاف

تجاذب بين سلطة الوصاية وأهل الجامعة حول الإصلاح 

حسين عواد - الانتقاد  31 آذار 2006  - ظهّرت ورشة مناقشة مشروع قانون الجامعة اللبنانية المقترح من قبل وزير التربية خالد قباني في قصر الأونيسكو ليومين متتاليين الخلاف بين سلطة الوصاية المتمثلة بوزارة التربية والتعليم العالي وأهل الجامعة. ذا الخلاف ترجم مقاطعة للورشة من قبل عدد كبير من الأساتذة الجامعيين الذين يسجلون ملاحظات على المشروع شكلاً ومضموناً، ويتوجسون من محاولات لتمرير المشروع بطرق التفافية بعيداً عن مرجعية مجلس الجامعة.   يتحدث العديد من الأساتذة الجامعيين عن مغالطات رافقت مشروع اقتراح قانون الجامعة الذي تناولته ورشة النقاش في الأونيسكو، وهي تبدأ من الشكل لتنتهي عند المضمون. ويسجل هؤلاء الأساتذة الملاحظات الآتية: في الشكل كان يفترض بوزير التربية إحالة المشروع إلى مجلس الجامعة بعد إعادة تشكيله كونه الإطار الوحيد الصالح لمناقشة أي قانون للجامعة، والذي تعود له كلمة الفصل إيجاباً أو سلباً، غير أن الوزير قباني أصر على طرحه خارج الإطار القانوني من خلال ورشة العمل التي دعا إليها بعض الأكاديميين، وهو أمر مخالف للمادة 17 من قانون تنظيم الجامعة التي نصت على مرجعية مجلس الجامعة في البت بأي مسألة تخص الجامعة.

النقطة الثانية التي أثارت امتعاض الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، هي أن اللجنة التي شكلها وزير التربية لصياغة مشروع القانون الجديد بدت مجتزأة، إذ أنها لا تمثل مختلف قطاعات الجامعة وكلياتها وفروعها، وأكثر من ذلك اعتمدت هذه اللجنة السرية في عملها، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول طبيعة المشروع والمراد منه!النقطة الثالثة التي أثارت استياء المعنيين تتعلق بطريقة توزيع الدعوات حيث جاءت استنسابية بامتياز، الأمر الذي فسره البعض بأن الوزير قباني يريد تمرير المشروع بطريقة التفافية، وبأقل قدر ممكن من الاعتراض.

أما في المضمون، فبنود المشروع فيها ما يزيد من تعقيد آلية القرار في الجامعة، من خلال استحداث مجالس ومواقع جديدة، وبالتالي إعاقة حركة القرار لمصلحة البيروقراطية بدءاً من رئاسة الجامعة وصولاً إلى الهيئة التنفيذية، إضافة إلى زيادة الهدر وتحميل الجامعة أعباء إضافية.

في هذا الإطار يقول عضو الهيئة التنفيذية في رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور عبد الله زيعور لـ"الانتقاد" إن ضم نظام تعليمي جديد (LMD) إلى صلب مشروع القانون هو خطأ جسيم، لأن نُظم التعليم تتغير باستمرار، الأمر الذي يجعل من المشروع فاقداً لمفهومية الثبات المطلوبة، إذ أنه لا يمكننا أن نغير القانون كلما طرأ تغير في النظم التعليمية، وهذا يستدعي بطبيعة الحال عزله عن مشروع القانون، وإلا يُعتبر منافياً لقوانين الجامعات العصرية وأعرافها. وفي ما خص مجلس الأمناء (المشروع الجديد) ـ وهو عبارة عن مجموعة من الفعاليات تضم أشخاصاً من المهن الحرة وتربويين وشخصيات معروفة ـ فيخشى زيعور من "أن يتحول مع الوقت الى مجلس ملي للطوائف ويصبح بمثابة سلطة وصاية، وهذا ما لا يريده أهل الجامعة". ويضيف د. زيعور "من سلبيات المشروع أنه يعيد صياغة "الفروع" وتوزيعها في المناطق على قاعدة المحاصصة الطائفية، هذا فضلاً عن أنه يحرم الفروع مما يسمى بتدريس الحلقة الثانية (أي الماستر ومدتها سنتان) وحصر التدريس في الفروع في السنوات الثلاث الأولى (إجازة)، ما يفرض على الطلاب الذين يريدون استكمال دراستهم أن ينتقلوا إلى العاصمة، مع ما يشكل ذلك من أعباء مالية إضافية على الطلاب وهدر للوقت، وهذا بمجمله مناف لما يسمى بالإنماء المتوازن الذي نص عليه اتفاق الطائف".

ويتابع "ثمة كلفة عالية لإعادة صياغة الجامعة في المشروع الجديد، (على أساس خمس وحدات جامعية للكليات المتشابهة) خاصة لجهة تشكيل المجالس الأكاديمية، والبحثية والتخطيط، والرقابة، وتقويم الأداء، وكلفة إعفاء من التدريس، وهذه الأخيرة تضر بمصلحة الجامعة التي هي بأمس الحاجة إلى ساعات تدريس، خصوصاً بعد "الانتفاخ" في عدد الطلاب الجامعيين الذي تجاوز هذا العام الـ75 ألف طالب".

ويؤكد د. زيعور أن "المشروع" يعرّض الجامعة لمزيد من التدخلات السياسية والطائفية على مستوى توزيع الوحدات والأعضاء في المجالس الأكاديمية، وهذا من شأنه أن يضعف مسيرة الجامعة اللبنانية التي تعاني أصلاً منها فيعيق عملها وتطويرها، وإذا كان الهدف من المشروع في جزء منه تفعيل العمل الإداري لجهة الإسراع في المعاملات الإدارية فإن الواقع مغاير تماماً، ذلك أن مفهوم الروتين الإداري المعمول به حالياً كُرس أكثر فأكثر مع المشروع الجديد، على اعتبار أن توقيع أي معاملة قد يستغرق شهوراً طويلة لبتّها نظراً لكثرة الموقعين (رئيس القسم في الجامعة، نائب العميد، العميد، مروراً بمجلس الوحدة، ثم رئيس الوحدة، وصولاً لرئيس الجامعة)!

من جهته يسأل عضو مجلس المندوبين لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور بسام الهاشم لماذا لم ينطلق وزير التربية ـ إذا كان بالفعل يريد إصلاحاً ـ من مشروع القانون الذي أُعد في السابق وتبناه مجلس الجامعة عام 2002 بدل أن يقفز فوقنا"؟

ويعتبر د.الهاشم أن "وزير التربية تجاوز صلاحياته كوزير للوصاية لا أكثر ولا أقل". ويسأل مجدداً من أين له هذه الصلاحية، ومن أين أتى بها ليدعو إلى مؤتمر حول الجامعة اللبنانية وإصلاحها خارج الأطر الشرعية! وقال: "إن الأولوية اليوم ليست الشروع في بحث قانون جديد للجامعة، بل في إصدار مشروع قانون تنظيم المجالس الأكاديمية الذي كان أقره مجلس الجامعة ورابطة الأساتذة ومجلس الوزراء ولجنة التربية قبل أن يتوقف في لجنة الإدارة والعدل، لا سيما أن الرئيس رفيق الحريري كان قد تعهد في كانون الأول/ ديسمبر 2003 السير به، وعلى أساسه تم تعليق الإضراب المفتوح". ويأخذ الهاشم على قباني تشكيله لجنة صياغة المشروع من أعضاء تم اختيارهم بطرق مزاجية، لا بل من "وحدة توجه"، بدليل انه من أصل ثمانية أعضاء تم اختيار ستة معروفين بتوجهاتهم التي أسبغوها على المشروع، فيما العضوان الآخران كانا بمثابة "شرّابة خرج"، وهذا معناه أن قباني لم يراع تنوع الآراء داخل الجامعة ليتصف المشروع بالمصداقية بالرغم من تحفظنا أصلا على طريقة طرح المشروع".

ويرى د.الهاشم أن مقتل المشروع يكمن بالدرجة الأولى بأنه لا يزال "يضعنا في نقاش أيديولوجي عقيم، في حين أن المطلوب وقبل أن نبحث في أي قانون جديد أن نسأل عن ماهية الوظيفة المطلوبة من الجامعة، عندئذ نعرف ما إذا كنا نريد "مركزة" الجامعة أم لا"؟ ويضيف: "نحن في التيار الوطني الحر نقول إن وحدة البلد لا يمكن أن تتعزز إلا عن طريق احترام المناطق وتعزيز وضعها من خلال نشر صروح الجامعات فيها، والذي يحصل اليوم هو مركزة الجامعة وتقسيمها إلى خمس وحدات: كل واحدة تضم عددا من الكليات والمعاهد، في حين أن المطلوب هو إيجاد خمس مناطق جامعية تكون حاصلة على الاستقلال الذاتي، على أن تكون ممسوكة بقاعدة وسيطة وهي المجلس الأعلى للجامعة، في حين أن الوحدات لا تسمح بتنويع البرامج ولا تحقق الغاية الأساسية المنشودة من خلال نشر الجامعات في المناطق، ولا تسهم في الإنماء المحلي، هذا فضلا عن تشابك الصلاحيات وتعقيدها، على اعتبار انه في المشروع الجديد تغدو "العمارة" (الجامعة) مقسمة إلى خمسة طوابق: القسم، الفرع، الكلية، الوحدة، وأخيراً مجلس الجامعة، وتكون جميعها مرتبطة بالمركز، وهذا يشكل عائقاً أمام اتخاذ أي قرار اداري، أو البت في أي معاملة إدارية".ويخلص د .الهاشم إلى القول "الواضح أن المشروع وان طمأن أهل الجامعة في الأطراف بعدم المس بالفروع، ولكنه يترك الباب مفتوحاً لجهة الدمج وربما الإلغاء تحت عناوين وذرائع قد تجد لها مسوغا من قبل أهل الربط والحل". 

 

لبنان وسورية: حدود المصالح وخطوط الاستقلال 

الجمعة 31 مارس -ايلاف

بلال خبيز من بيروت : لا تنطلي الهجومات الإعلامية المتبادلة وتحميل المسؤوليات المتبادلة بين فريقي الخلاف على طاولة الحوار على المشتغلين بالشأن العام اللبناني. الذين يرون في صحوة الرئيس اللبناني اميل لحود هجوماً سورياً متجدداً محقون في رأيهم. لكن هذا الهجوم السوري ما كان ليكون هجوماً مؤثراً لو لم تكن ثمة لحظة من لحظات انعدام الوزن في ما يتعلق بمبادرة عربية حيال الوضع اللبناني. المعلومات تتقاطع عند هذه النقطة لتفيد ان المبادرة ما زالت تتقصى حظوظها من النجاح. لكن شرط اي مبادرة لتطبيع العلاقات بين سورية ولبنان يفترض ان تؤخذ مصالح الطرفين في الاعتبار. وحيث ان المعلن سورياً والذي لا يفتأ المسؤولون السوريون يكررونه على الدوام من رئيس الجمهورية إلى نواب الرئيس مروراً بوزير الخارجية، يمثل تدخلاً واضحاً وسافراً في الشأن اللبناني، فإن الحديث عن مصالح سورية في هذا المجال يتناقض تماماً مع مصالح لبنان كدولة مستقلة وسيدة.

بهذا المعنى فإن المفاوض عن الدولة اللبنانية له هوية واضحة، يمكن اختصارها بفريق 14 آذار. فيما يرى حزب الله ان المطلوب ارضاء سورية وهو في هذا المعنى يتخلى عن دوره المفترض في بناء الدولة، والتغلب على ازمة الحكم المستعصية، ليتحول إلى طرف لا يقدم مسألة استقلال البلد على ما عداها من مسائل. حجة حزب الله في هذا المجال واضحة، فهو يعتبر ان العلاقات بين لبنان وسورية هي علاقات تاريخية وجغرافية، فضلاً عن علاقات نضالية ربطت بين البلدين في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان. وتالياً فإن مصلحة لبنان كبلد تقضي بأن تراعى المصالح السورية فيه إلى ابعد حد. لكن انتظار ما تراه سورية مناسباً من مصالحها، وترك الإدارة السورية تقرر ما يستقيم مع مصالحها وما لا يستقيم، وتالياً ربط الحد الادنى من استقلال البلد بموافقة سورية على هذا الاستقلال، يبدو في وجه من وجوهه كما لو انه يُفقد حزب الله المبادرة داخلياً ويجعله، في حال تم تحقيق هذه الشروط، مجرد أداة فاعلة في يد الإدارة السورية وحارساً اميناً لمصالحها في البلد.

الإملاءات السورية متعددة ومتشعبة في ما يخص العلاقة بين البلدين. لكن المخول ان يوافق على الشروط والإملاءات السورية او يعترض عليها ليس فريق 8 آذار ومن يمثلهم، بل فريق 14 آذار. وهو بهذا المعنى، وبسبب من تخلي الفريق الآخر عن مسؤولياته على هذا المستوى، يصبح المعني فعلاً بحكم البلد وبتدبير شؤون مستقبله، فيما يقبع الفريق الآخر في خانة الشريك المضارب الذي لا يستطيع في احسن الأحوال إلا التعطيل. خصوصاً حين يكون التعطيل في غير مصلحة البلد على كل صعيد.

المناقشات الدائرة على طاولة الحوار الوطني تفتقد بعداً جوهرياً لا يمكن تأمينه بالنصاب السياسي الحالي في ما يبدو. إذ لا يرى فريق 14 آذار مجتمعاً إلى العلاقات اللبنانية – السورية الأمثل بوصفها علاقات متوترة، بل يطمح إلى إقامة علاقات متوازنة بين البلدين. وفي وقت يطالب حزب الله وحلفاؤه الفريق الآخر بتقديم ضمانات محلية ووطنية على عدم انجرارهم في مشروع اميركي مغامر يضع البلد على حافة الهاوية. فإنه من جهة اخرى غير مطالب من الفريق الآخر، او هذا ما يظهر على الأقل، بتقديم ضمانات فعلية في موضوع عدم الانجرار وراء مشروع سوري – ايراني مغامر من شأنه ان يضع البلد ايضاً في قلب هاوية لا قاع لها. بل يبدو ان حزب الله يتصرف في هذا الأمر كما لو انه شريك مضارب. يطلب من فريق الاكثرية ان يتحمل مسؤولية عدم الانجرار إلى فخ اميركي معد للبلد، ويطلب منهم ايضاً ان يرتبوا العلاقات اللبنانية – السورية بما يرضيه. ربما يكون من المجدي ان يتفق المتحاورون في لبنان على تثبيت بداهات لا يبدو انها ثابتة حتى الآن. من قبيل الاتفاق على استقلال البلد استقلالاً ناجزاً، واقامة احسن العلاقات مع سورية بما لا يتعارض مع استقلال لبنان، ورفض الانجرار إلى مشروع اميركي مغامر. في هذه الحال، يتوجب على المتفقين ان يعملوا جميعاً بما يحفظ جوهر ما اتفقواً عليه. والحال فإن مؤتمر الحوار قد اقر ضرورة ترتيب العلاقات مع سورية وترسيم الحدود بين البلدين، وتبادل التمثيل الدبلوماسي، لكن الإدارة السورية ما زالت تماطل في ترتيب لقاء لبناني سوري رسمي. ألا يفترض هذا المنطق في المماطلة ان يبادر حزب الله إلى اعلان موقف محدد من هذه المماطلة، بوصف العلاقات اللبنانية – السورية الأفضل هي العلاقات التي يكون للطرفين رأي فيها وامكان تعديل؟ ام ان ما يجري ليس أكثر من مطالبة حزب الله الفريق الآخر على طاولة الحوار بالخضوع لمنطق الإملاءات السورية حتى لو تعارض هذا المنطق مع استقلال البلد وسيادته على أراضيه؟ من حق حزب الله طبعأً ان يدافع عن بقاء سلاح المقاومة، وان يطالب اللبنانيين بالالتفاف حول انجازها المتمثل بتحرير الجنوب. لكن ما لا يبدو واضحاً في خطابه وسلوكه، يتعلق بدوره في تمتين الاستقلال اللبناني عن سورية بما يحفظ مصلحة البلدين على قدم المساواة.

إذا كان فريق 14 آذار مطالباً على نحو ملح بعدم الانجرار إلى فخ اميركي يفرض سلماً لبنانياً مرتجلاً مع اسرائيل، فإن فريق 8 آذار من جهته لا يكلف نفسه مهمة تحصين استقلال البلد من كل تدخل في شؤون سيادته واستقلاله وشؤونه الداخلية. لا شك ان فريقي الحوار في لبنان يختلفون على مصدر الخطر الداهم على مستقبل لبنان. ففريق 14 آذار يرى في التدخل السوري في الشؤون اللبنانية مصدراً من مصادر الخطر الرئيسية، وهو تدخل يملكون عليه براهين لا تحصى، لن يكون آخرها دعوة وزير الخارجية السورية السيد وليد المعلم اللبنانيين إلى اجراء انتخابات مبكرة. فيما يتخوف الفريق الآخر من تدخل اميركي سافر في الشؤون اللبنانية. وإذا كان مطلوباً من فريق 14 آذار ان يطمئن اللبنانيين إلى ان البلد لن يكون لاعباً احتياطياً في الفريق الأميركي، فإن حزب الله وحلفاءه من ناحية ثانية مطالبون بأن يثبتوا انهم ليسوا لاعبين أساسيين في الفريق الإيراني – السوري. وانهم ايضاً يقدمون مصلحة البلد فوق كل المصالح.

 

لحود في أحضان حزب الله 

الجمعة 31 مارس -ايلاف

بلال خبيز- بيروت: لم تخل ردود الفعل على ما جرى لبنانياً في قمة الخرطوم من مبالغات سياسية لا تملك حظوظاً كبيرة من الدقة. فسرعان ما بنى التحليل السوري على مجريات ووقائع القمة العربية ما يفترض به البناء عليه، من احتمال تفجير الحوار اللبناني ووصوله إلى طريق مسدود. فضلاً عن التذكير بالاتصالات التي تجري بين الولايات المتحدة الأميركية والإدارة السورية مما يوحي ان الأمل السوري بعودة إحياء دوره في لبنان والمنطقة دولياً، لا يزال قيد التداول.  والحق ان ما تم حسمه قد حسم فعلاً. ويحتاج تغيير الوقائع فيه إلى معركة طويلة النفس، لا يبدو ان الإدارة السورية في وارد الإعداد لها اصلاً.

هذا في الجهة السورية. اما في الجهة اللبنانية، فيكاد يعصى على الفهم ان يكتب محلل سياسي في في وصف القمة العربية الأخيرة بأنها قمة العجز العربي العام، ويكتب في اليوم الثاني ان الرئيس اللبناني اميل لحود حصل على دعم لا يستهان به عربياً سيمكّنه من الاستمرار في منصبه بقوة دفعه الذاتية. والحق ان الدعم الذي قدم في هذه القمة لا يمكن التعويل عليه سلباً وإيجاباً ويجدر باللبنانيين ان لا يعلقوا امالاً خادعة على قمة غاب عنها اقطابها. لا شك ان ما جرى في الخرطوم وما استتبعه في لبنان من مشادات كلامية بين الرئيس لحود ووزراء الاكثرية النيابية يؤشر إلى تحولات ما في تموضع موازين القوى اللبنانية اليوم. وبصرف النظر عن التمنيات السورية من انفجار الحوار او استحصال اسباب قوة جديدة ومتجددة، فإن الرئيس لحود لا يزال يمثل عقبة دستورية امام التغيير المنشود من قبل الأكثرية النيابية، لكنه لا يمثل عقبة سياسية على اي وجه من الوجوه. بل ان الرئيس لحود تراجع خطوتين اضافيتين على طريق تنحيه عن الكرسي. إذ ربط مصيره بموقف حزب الله ودعمه له. ولم يعد الرئيس يجد في اي طرف آخر داعماً له، مما يعني ان الموقف المسيحي الداعم على خفر للرئيس لحود سيصبح في المقبل من الأيام اكثر حرجاً.

على هذا لم يعد أمر بقاء الرئيس لحود في منصبه او تنحيه عنه متعلقاً بموازين قوى راجحة تفرض على الأكثرية النيابية ان تقبل بترؤس الحكومة التي يملك الطرف الآخر امكان تعطيلها، من طريق رئيس الجمهورية او وزراء حزب الله وامل، وان تتمسك الأقلية النيابية بالمنصبين الآخرين من المناصب الرئاسية الثلاثة في لبنان. بهذا المعنى لم تعد العقبة سياسية بل هي دستورية، لكن نزع سياسيتها لا يجعلها قابلة للحلول السهلة. لجأ الرئيس لحود إلى احضان حزب الله كلياً. وبطبيعة الحال لن يرفض حزب الله لجوءاً كهذا مع ما يمثله الرئيس من صلاحيات دستورية. لكن الرئيس اللاجئ إلى حزب الله ترك خلفه كل احتمال دعم آخر من اطراف أخرى. وبمعنى آخر سيكون حزب الله، وبصرف النظر عن التصريحات الحامية التي اطلقها السيد حسن نصرالله، في موقع الدفاع. فحين يصر الطرف الخصم على التوافق على رئيس بديل، لا بد وان حزب الله سيكون من خلال تمسكه بالرئيس الحالي في موقع من يعطل كل امكانات التفاهم، سواء شاء اللغو الانشائي السياسي ذلك أم أبى. وامام مثل هذا الوضوح الذي تبدى في طبيعة موازين القوى الحالية، لا يؤثر سوء اداء بعض اطراف الاكثرية النيابية على طبيعة المعركة المقبلة.

المعركة المقبلة لها عنوان واحد يطالب برأس الرئيس لحود. والأرجح ان حزب الله لن يجد ما يدافع فيه عنه في هذا المجال. إذا استثنينا التمسك بأهداب دستورية مسطحة. وربما تكون المرة الأولى التي يجد فيها الرئيس لحود نفسه محشوراً إلى هذا الحد. بمعنى انه لم يعد يستطيع البقاء في منصبه من دون دعم حزب الله الواضح والصريح. هكذا أودع الرئيس مصيره وديعة بيد حزب الله، وعلى الأخير ان يتحمل اي مسؤولية تنجم عن صعوبة التعايش الحكومي مع هذا الرئيس.

طبعاً لن يجعل هذا اللجوء الرئاسي حزب الله ضعيفاً في المعادلة. بل يجب القول انه يجعله اكثر منعة وقوة. لكن هذا اللجوء يبذر من رصيد الرئاسة نفسها، ولا يعود معها الحديث عن استعصاء دستوري ضرورياً ليستطيع حزب الله ان يشاكس على ما لا يعتقده حقاً. فوجود رئيس موال لحزب الله في قصر بعبدا، هو من لزوم ما لا يلزم. بمعنى ان الحزب الشيعي الأبرز يستطيع ان يعطل الحياة السياسية اللبنانية برئيس موال او من دونه. ذلك ان عقدة التمثيل الشيعي التي يحتكرها الحزب متحالفاً مع حركة أمل تبقى، ولو من دون رئيس جمهورية موال، شوكة في حلق اي نصاب سياسي معارض.

يستطيع حزب الله ان يعطل الحياة السياسية وعمل الحكومة ما ان يسحب وزراءه من الحكومة. لكن سقوط رئيس البلاد في حضنه، سيكون سبباً اضافياً للمفاوضة عليه. لا شك ان حزب الله كسب نقطة اضافية في المنازلة الدائرة، وهو يستطيع بامتلاكه هذه النقطة ان يؤجل استعجالاً غير محمود العواقب في مسألة نزع سلاحه. لكن المفاوضة منذ اليوم تجري على رأس الرئيس. وأغلب الظن ان الأمانة التي تركها الرئيس لحود عند حزب الله ستكون ثقيلة عليه إلى حد انه سيفضل ان يتخلى عنها عند اول بارقة أمل.

يرى العارفون بخبايا وكواليس السياسات اللبنانية ان الرئيس السنيورة دخل فخاً في القمة العربية. وان مشاركته فيها جعلت فريق 14 آذار اضعف مما كان سيكون عليه فيما لو لم يشارك. لكن الشيخ سعد الدين الحريري يصرح من القاهرة، ان مسألة أقالة الرئيس لحود اصبحت على قاب قوس او ادنى. وان ما جرى في الخرطوم وتم استكماله في بيروت ليس إلا سحابة صيف عابرة.

ذلك اننا نعرف جميعاً، ان موازين القوى لا تتغير وتتبدل بسبب اداء جيد او اداء سيء. وان التهديد بانفراط عقد الحوار مسألة لا يستطيع تحمل تبعاتها اي طرف لبناني منفرداً. وعلى اي حال، كان السيد حسن نصرالله واضحاً في كلمته، حين قال: "من يريد ان ينزع سلاح المقاومة بالقوة سنقطع يده ورأسه وسننتزع روحه، هذا بالحزم، اما باللين فنحن جاهزون للحوار (...) تحت عنوان وضع استراتيجية دفاع وطني".

 

حديث ل"صوت الغد" مع النائبين أكرم شهيب وحسن فضل الله حول جلسة مجلس الوزراء الاخيرة وانعكاساتها على الحوار. 

صوت الغد  31 آذار 2006 

النائب حسن فضل الله

س:ما هو تعليقك على ما حدث في مجلس الوزراء؟

ج:من المؤسف أن تقدم صورة الحكومة بهذا الشكل وأن يعكس المشهد السياسي اللبناني بهذه الطريقة بما يفقد المواطن الثقة بحكومته واداء وزرائه. اذا اراد وزراء تسجيل موقفا يمكنهم ذلك داخل مجلس الوزراء.

انا ادعو الوزراء ورئيس الحكومة الى ان يراجعوا بشكل دقيق ما سبق وصرحوا به قبل اشهر عندما اعتكف وزراء امل وحزب الله وكيف اطلقوا سيلا من المواقف التي تتحدث عن الدستور والقانون والآليات المتبعة في مجلس الوزراء واعتراضهم على الاعتكاف، على رغم ان اعتكافنا لم يعطّل مجلس الوزراء، فيما اعتكافهم يعطل البلاد ويدفعنا للحديث والنقاش في أزمة الحكم الحقيقية التي لا تتعلق فقط بموقع رئاسة الجمهورية بل هي ازمة ذهنية ومنهجية في ادارة شؤون البلاد.

   س:هل ما يحدث سيسرع في بت مصير رئيس الجمهورية؟

ج:رئيس الجمهورية موجود في موقعه بقوة الدستور ولا احد يستطيع أن يبت في مصيره بمعزل عن الرئيس نفسه. قلنا منذ البداية لا يوجد امكان للتغيير أو الاقالة أو التنحية. هناك طريقة وحيدة تكمن في التوافق مع رئيس الجمهورية. أعتقد أن الامر تجاوز أزمة رئاسة الجمهورية، ولم تعد الأمور بالشكل الذي كانت عليه من قبل. لأن ما جرى من قمة الخرطوم الى مجلس الوزراء ادى الى تغييرات معينة. وربما من قام بهذه الأعمال والسلوكيات خدم رئيس الجمهورية أكثر ما عجل في طرح هذا الملف.

س: هل صحيح ما قاله الوزير احمد فتفت انكم نصبتم كمينا للرئيس فؤاد السنيورة خلال جلسة الاسئلة والاجوبة في مجلس النواب؟

 ج:نحن لا نعتمد سياسة نصب الكمائن أو الافخاخ. ربما الذين يتحدثون بهذه الطريقة يعرفون هذه السياسة أكثر ما يعرفه الآخرون. ما جرى في مجلس النواب أن نائبا سأل. وكان يمكن للرئيس السنيورة ان يلتقط الفرصة ويوضح. فاذا به يستمر في ممارسة نوع من اطلاق المواقف التي لا توضح بل تزيد الامر غموضا والتباسا واصرارا على ما قام به في الخرطوم. لو اجاب بغير هذه الطريقة لربما كفى نفسه الجواب الذي سمعه من الرئيس نبيه بري والذي يعبر عن رؤية سياسية لبنانية واسعة لا تتصل فقط بالسائل والمجيب وبالذي رد.

س: هل كان مقصودا الا يجيب بغير ذلك؟

ج: هذه هي سياسيته، هو يعتبر ان المقاومة مجموعة من اللبنانيين وأعتقد ان ما جرى في هذين اليومين هو بسبب الاداء السياسي لرئيس الحكومة في قمة الخرطوم. ونخشى ان يكون هذا التصعيد السياسي الذي يأتي من اكثر من جهة ويستهدف الحوار جاء في اعقاب زيارة تيري رود لارسن الى لبنان.

س: هل سيؤدي ذلك الى استقالة الحكومة؟

ج: هم يتمسكون بالحكومة ويقولون انهم اكثرية ويرفضون الاستقالة. حسنا اذا كانوا أكثرية فليديروا البلاد ولكن بغير هذه الطريقة التي ظهرت احدى صورها المعيبة في مجلس الوزراء.

س: بالامس قال النائب وليد جنبلاط انكم اداة في يد النظام السوري، ما هو تعليقكم على ذلك؟

ج:اعتقد انه يطلق مواقف يمينا ويسارا ويفضّل المرء أحيانا عدم التعليق لأن هذه المواقف فقدت قيمتها السياسية ولم يعد لها أي معنى بعدما اعتاد المواطن اللبناني على مثل هذه المواقف.

س: هل سيكون الانفجار الأكبر على طاولة الحوار الاثنين المقبل؟

ج: لا انفجار . هناك اداء سياسي قام به رئيس الحكومة و من ثم برهن هذا الاداء عن بعض جوانبه في جلسة مجلس الوزراء. نحن نذهب الى طاولة الحوار بانفتاح على كل القضايا. وكنا نأمل من الرئيس السنيورة ان يبقي الامور على طاولة الحوار ويواجه الاجماع العربي على المقاومة في قمة الخرطوم ويبقى معزولا. اعتقد ان الامور ستعود الى الطاولة رغم انها صعبة وشائكة ولكن من لديه وسيلة غير الحوار فليجرب ذلك.

النائب أكرم شهيب

س: ما هو تعليقك على ما حدث في مجلس الوزراء؟

ج: الخلاف موجود والخلل قائم بالعلاقة مع رئيس ممدد له بقوة السوريين وبشار الاسد وهو باق بهذه القوة لعلاقاته الواضحة وبدعم من حزب الله وحركة أمل. هذا الواقع انعكس على موضوع اساسي هو مفصل الحياة السياسية في لبنان وهو سلاح حزب الله. فبعد ان تحول الحزب بعد التحرير من مقاومة كانت تلقى اجماع جميع اللبنانيين الى سلاح حزب الله وليس سلاح المقاومة. هناك نقطة اساسية تدور حول مزارع شبعا وترسيم الحدود كلها الوجه الآخر للسلاح. لا يستطيع ان يستمر لبنان بدولة داخل الدولة. حزب يملك قوة نارية أقوى من الدولة وعلاقات خارجية منفصلة عن الدولة سيسبب مثل هذا الخلل.

س: قوى الرابع عشر من اذار قالت ان ما حصلل بالامس سرعت في بت مصير رئيس الجمهورية كيف سيتم ذلك.

ج: هذا موضوع حرج ودقيق وصعب. هناك راي اساسي نحترمه ونقدره هو رأي صاحب الغبطة البطريرك نصرالله صفير الذي لا يريد النزول الى الشارع. علما ان ذالك حق ديموقراطي لكل القوى السياسية تحت سقف القانون. لا يريد تعديل الدستور لانهاء الولاية الممددة. وبالتالي لم يعد سوى طريقة واحدة وهي الاستقالة. وهذا الامر غير وارد لأن اميل لحود يعيش في عالم آخر. قد يكون هناك بعض الدور للدول العربية بمباركة المتحاورين . واذا وصلنا الى هذا الحل الذي يحفظ كرامة الجميع فيستقيل الرئيس وينتخب رئيس جديد. واذا لم نتفق تبقى الأزمة قائمة.

س: ما هو المخرج عندها؟

ج: المخرج على طاولة الحوار بتوافق الجميع على الاتيان برئيس جديد، وبتعديل الدستور ضمن مجلس النواب لانهاء الولاية ولا اعتقد ان البطريرك صفير عندها سيعارض ذلك وهذا يتطلب وفاقا داخليا.

س: لكن البعض يرى ان الانفجار الأكبر سيكون على طاولة الحوار، ما هو موقفكم؟

ج: لا اعتقد ذلك. فقادة الصف الاول يعون المسؤولية الملقاة على عاتقهم. ورئيس الجمهورية غائب عن الطاولة. قبل بدء الحوار كان الخطاب اقوى ومرت الامور بسلام واعتقد ان الامور ستمر بسلام ايضا الاثنين المقبل.

س: البعض يرى ان ما جرى في مجلس الوزراء جاء ردا على ما حدث قبل الظهر في المجلس النيابي، فهل تبنى البلاد بذهنية "وحدة بوحدة"؟

ج: ليس نتيجة فعل ورد فعل. هو نتيجة ازمة الحكم ورئاسة الجمهورية وما حصل في قمة الخرطوم، بل نتيجة الفعل الاساسي الذي هو التمديد وتداعياته.

س: ما هو ردكم على من يعتبر ان التصعيد الأخير جاء نتيجة زيارة تيري رود لارسن الى لبنان؟

ج: لارسن مبعوث الامم المتحدة الى لبنان وكانت له زيارات عدة فلا علاقة لما حصل بزيارته الاخيرة. هو يسعى الى تطبيق القرار 1559 الذي اصبح امرا واقعا ونسعى الى تطبيقه. ولارسن يسهل عملية الاتصالات وكان واضحا في قوله ان موضوع سلاح المقاومة هو موضوع داخلي.

 

البطريرك صفير ترأس صلاة الجناز لراحة نفس المطران يوسف مرعي في باحة الصرح

وطنية - 31/3/2006 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بعد ظهر اليوم, صلاة الجنازة لراحة نفس المثلث الرحمة راعي ابرشية القاهرة المارونية سابقا المطران يوسف مرعي, على مذبح الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي, عاونه لفيف من مطارنة الطائفة المارونية, ومشاركة ممثل بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام المطران يوسف كلاس, ممثل بطريرك السريان الكاثوليك بطرس عبد الاحد المطران انطوان بيلوني. وحضرالصلاة ممثل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الوزير يعقوب الصراف, ممثل رئيس كتلة "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون النائب نعمة الله ابي نصر, النواب السابقون منصور البون, حبيب حكيم وغطاس خوري, رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن, الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الاب خليل علوان واعضاء الجمعية, رئيس مجلس ادارة المدير العام لمستشفى "البوار الحكومي" الدكتور شربل عازار, الشيخ كلوفيس الخازن, المحامي جوزف ابو شرف واقارب المطران مرعي, وحشد من الفاعليات السياسية والدينية والعسكرية.

بعد الانجيل المقدس, القى البطريرك صفير عظة بعنوان "ادخل فرح سيدك" جاء فيها: "اخونا الحبر الشيخ الجليل الذي نودع اليوم الوداع الاخير, كان استاذا نابها ومرشدا حكيما واسقفا غيورا.نشأ في بيئة محافظة في مريجات الشوف, واحس بصوت الله يدعوه الى اعتناق الحالة الكهنوتية في جمعية الآباء المرسلين اللبنانيين. فدخلها وهو ابن عشر سنوات, "فوضع يده على المحراث, ولم يعد يلتفت الى الوراء".

وبعد الابتداء والدراسة الابتدائية في دير الكريم, اتم دراسته الثانوية في مدرسة الحكمة, ثم ذهب الى جامعة ستراسبورغ حيث احرز شهادة الملفنة في اللاهوت, وعاد ليبدأ العمل في كرم الرب, مقتفيا في ذلك اثار آباء الجمعية الذين اشتهروا بارشاد النفوس الى طريق الخلاص وكانوا يذهبون الى الرعايا القريبة والبعيدة ليحملوا الى ابنائها كلمة الله, ولا يتركون الرعية الا بعد ان يكونوا قد نشروا السلام في ربوعها وقربوا بين المتباعدين, وصالحوا المتخاصمين. لقد علم اللاهوت واللغة الفرنسية في مدرسة عين ورقة يوم كان الآباء المرسلون اللبنانيون يتولون ادارتها في اوساط القرن الفائت, وتخرج على يده العديد من الكهنة الذين يحفظون له الجميل, وكان لهم بمثله افيد منه بعظاته وبكلامه, ثم انصرف الى التدريس في مدرسة الرسل في جونيه, وهي ملك الجمعية. فعلم الادب الفرنسي والفلسفة فيها, وما لبث ان استلم اولا الادارة, ثم الرئاسة, طوال ما يقارب السبع سنوات, وكان لفترة من الزمن رئيسا لمدرسة الحكمة في بيروت, وكان يومذاك مطرانها, المثلث الرحمة المطران اغناطيوس مبارك شقيق رئيس الجمعية, المرحوم الخوري نعمة الله مبارك, وكان في الوقت عينه يقوم بوظيفة قاض في المحكمة الكنسية في ابرشية بعلبك المارونية, وشغل في جمعيته وظيفة نائب عام ومشير عام, غير مرة, فضلا عن توليه رئاسة دير الكريم.

 وكان في جميع هذه الوظائف التي قام بها يعرف كيف يداول بين اللين والشدة فأكتسب تقدير المعلمين والطلاب وذويهم على حد سواء, لانه كان يدرك ان رسالة التعليم لا تقتصر على نقل المعرفة، وهذا لا بد منه، بل تتعداه الى تقويم الاعوجاج، وترسيخ الاخلاق، وتلقين القيم الانسانية. يقول السيد المسيح في انجيله المقدس: "من فيض القلب يتكلم اللسان".

هذه كانت حال الاب، ثم المطران يوسف مرعي في ارشاده من تولى ارشادهم. وقد قضى في ارشاد راهبات العائلة المقدسة المارونيات طوال نصف قرن. وقد أبت الراهبات الفاضلات الا ان يحتفلن بهذا الحدث في الثاني عشر من آذار سنة 1995. وألقت الرئيسة العامة الام جيلبرت فارس في هذه المناسبة كلمة أشارت فيها الى "المواعظ الشيقة التي تركها للراهبات في مؤلفات عديدة قيمة بلغت الثلاثين، تبقى امامهن منهلا عذبا يردنه كل حين". وقد رافق حياة جمعية الراهبات هذه بعد ذلك، وهو في مصر مطرانا على موارنتها.

وقد جاء في مذكراته: "ما شعر به من "ضعف، وعدم خبرة، وخوف من الفشل، وحاجة الى التدرب على يد سواه" وعاد بعد ذلك الى القول: "من خلال المصاعب تعلمت التواضع، فأنا تراب ورماد ولست افضل من سواي، والصلاة، اذ زادت عبادتي للروح القدس". وغالبا ما كان يلقي مواعظ الرياضة السنوية على السادة المطارنة الموارنة، وكان في كل سنة يأتي بجديد "فيخرج من كنزه القديم والجديد".

وكان يدعى الى إلقاء مثل هذه المواعظ على بعض من مطارنة الكنائس الاخرى، فكانت تنال اعجابهم وتقديرهم. أما المواعظ التي كان يلقيها في الرعايا فهي كذلك عديدة، وكلها تنهل من معين الانجيل المقدس. ولم تقتصر على الرعايا في لبنان، بل شملت رعايا سوريا وفلسطين. وكان اسلوبه شيقا في لغة عربية صافية، لا تخلو من صور وأمثال. انتخب مطرانا على ابرشية القاهرة المارونية في الرابع والعشرين من آب سنة 1972، وقضى في ادارتها تسع عشرة سنة. فبذل قصارى الجهد للعناية بالنفوس الموكولة رعايتها اليه. وعلى الرغم من قلة عدد الكهنة، تمكن من تأمين الخدمات اللازمة للرعايا، وعرفت المدارس المارونية في القاهرة في عهده ازدهارا حمل ذوي الطلاب من كل الطوائف على ارتيادها. ووجد في آباء الرهبانية المريمية الذين لهم وجودهم في مصر منذ زمن بعيد، خير معاونين له في القيام بالواجب الراعوي.

وكان، على الرغم من مشاغله في أبرشيته، يأتي الى لبنان لتأمين الارشاد الروحي لراهبات العائلة المقدسة المارونيات. وبعد اعتزاله رعاية الابرشية، عاد الى لبنان في مدرسة راهبات العائلة في ساحل علما، وكانت السنوات ثقلت عليه، فوجد في من حوله من الراهبات كل عناية.

وهذا ما خفف عنه وطأة الشيخوخة. وظل يواصل قدر المستطاع، ارشاده للراهبات، خاصة بمثله وصبره على أوهانه ومرضه. ولما اشتدت عليه امراضه انتقل الى دير يسوع الملك، فكان آباء الجمعية والراهبات يتفقدونه، ويخففون عنه ما به، وهو من قال: "الى ان تدق ساعة الصفر، او ان شئتم ساعة السفر، في اليوم السابع، أريد اليوم: ان استغفر جمعيتي وجمعية الراهبات عن تقصيري واخطائي في أداء خدمتي قائلا مع العشار: "اللهم ارحمني انا الخاطىء.

ان أعيش ما تبقى من العمر في الصمت والصلاة بروح الايمان والمحبة والطاعة. ان اتوقع بالرجاء تجلي الرب يسوع، فأرافقه مع أمنا العذراء الى حيث مقر من سبقني من الاباء والاخوات. بهذه المشاعر الايمانية العميقة، انتظر المثلث الرحمة المطران يوسف مرعي دعوة الرب اياه، وهو يرجو ان يسمعه صوته القائل: كنت أمينا على القليل، سأقيمك على الكثير: "أدخل فرح سيدك".

بهذه المشاعر عينها، نتقدم من ذوي الفقيد الجليل، وجمعيته، واخوانه، اخواننا اصحاب السيادة السامي احترامهم، بالتعازي القلبية سائلين الله لهم جميعا عزاءه الالهي، ولأخينا الراحل الجليل الراحة الأبدية في دار النعيم".

ثم كانت كلمة رئيس "جمعية المرسلين اللبنانيين" الاب علوان جاء فيها: "بأسم جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة, وبأسم عائلة من ودعنا اليوم الى ديار الاب السماوي وبأسم الاهل والاقرباء. اشكر صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير, بطريرك انطاكية وسائر المشرق, ترؤسه الصلاة لراحة نفس فقيدنا الغالي, ضارعين اليه تعالى ان يطيل عمر غبطته ويمنحه الصحة والتوفيق على رأس كنيستنا العزيزة, قائدا وراعيا في ادق ظروف الوطن الحبيب لبنان. واخص بالشكر فخامة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ممثلا بمعالي الوزير يعقوب صراف. كما اشكر اصحاب الغبطة البطاركة والسادة الاساقفة حضورهم ومشاركتهم الصلاة وكذلك اصحاب السعادة والمعالي والهيئات المدنية والعسكرية ورؤساء البلديات والمخاتير. واشكر ايضا بنوع خاص الرئيسة العامة لجمعية العائلة المقدسة ولفيف الراهبات اللواتي رافقهن فقيدنا الغالي بإرشاداته الروحية طيلة نصف قرن. واشكركم جميعا, اصدقاء واحباء بالرب يسوع, يا من اتيتم من بعيد ومن قريب لمشاركتنا هذا الوداع الجلل للمثلث الرحمة المطران يوسف مرعي المرسل اللبناني وراعي ابرشية القاهرة الاسبق. اسكنه الله ملكوته ووهبنا نعمة صلاته, وبارك عيالكم والكنيسة ولبنان". الوزير الصراف ثم كانت كلمة ممثل رئيس الجمهورية الوزير الصراف جاء فيها:" ايها الفقيد الغالي, تقديرا لعطاءاتك من اجل لبنان, قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود منحك وسام الارز الوطني من رتبة كومندور, وكلفني وشرفني ان اضعه على نعشك في يوم وداعك وان اتقدم من عائلتك بأحر التعازي".

وفي الختام تقبل البطريرك صفير والمطارنة وعائلة المطران الراحل التعازي قبل ان ينقل الجثمان الى مدافن "جمعية المرسلين اللبنانيين" في غوسطا حيث ووري الثرى.

وكان البطريرك صفير تلقى سلسلة اتصالات هاتفية للتعزية, ابرزها من الرئيس رشيد الصلح, مفتي الجمهورية الدكتور الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان. نبذة عن الراحل - ولد في 17 كانون الثاني 1911 في مريجات الشوف. - دخل جمعية الآباء المرسلين اللبنانيين في 7 تشرين الثاني سنة 1922, ودخل الابتداء في 3أب 1927. - ابرز النذور الاولى في 26 ايلول 1928. - ابرز النذر الدائم في 18 تشرين الاول 1931. - سيم كاهنا في 13 تموز 1935 في فرنسا. - مطران القاهرة 26 آب 1972. - استقال سنة 1989 من الاسقفية. - توفي في 30 أذار سنة 2006 في دير يسوع الملك.

 

"السوري دخل على دم كمال جنبلاط وخرج على دم رفيق الحريري"

جنبلاط: نظام الأسد قوي في لبنان بفضل "حزب الله"

انقسام على سلاح المقاومة... ولما الراجمات في الناعمة؟

حمل رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في برنامج "كلام الناس" مع الزميل مارسيل غانم على النظام السوري بشدة وكذلك على حلفائه في لبنان بدءاً بالرئيس اميل لحود مروراً بـ"حزب الله" وبعض التنظيمات الفلسطينية.

استهل الحديث بالاشارة الى ان "السوري دخل لبنان على دم كمال جنبلاط وخرج على دم رفيق الحريري"، وقال ان "لا بد من حجرة خاصة (في قصر المختارة) بالشهداء جبران تويني، جورج حاوي، سمير قصير، وكل الشهداء رفاق رفيق الحريري وباسل فليحان، ولرفيق الحريري معنى خاص لي".

وتحدث عن "انقسام حاد في البلاد في شأن العلاقات مع سوريا وسلاح المقاومة"، مضيفاً ان "سوريا ليست محصورة في آل الاسد و(الرئيس) بشار الاسد يقول اما انا او الفوضى ولن تحدث في سوريا حرب اهلية او طائفية اطلاقاً، وبشار الاسد يمتلك مستودعاً من الارهابيين". وسأل لماذا تخاف الدول العربية الرئيس السوري وفريق عمله الصغير الذي يستأثر بمقدرات سوريا".

ورداً على سؤال قال: "ربما العرب لا يريدون تغيير النظام السوري. لديهم اعتباراتهم وهناك تقاليد، يحترمون انفسهم والانظمة والاعراف، ولا يحبون الديموقراطية زيادة، لا يستطيعون تغيير سلوكه بعض الشيء. تحدثت (وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا) رايس عن تغيير السلوك، وقلت في اميركا انه يستحيل تغيير سلوك لنظام يعتاد الاغتيال والارهاب، مستحيل من (الرئيس الراحل) حافظ الاسد الى بشار، المدرسة السياسية نفسها ولن تتغير، اذاً نحن في مأزق وهذا امر يجب ان يقال لشريحة 14 آذار، ولكل اللبنانيين، امامنا طريق طويل وطويل جداً لتحصين لبنان في مواجهة هذا النظام وفي الانتظار مطروحة في الحوار عناوين عدة ولم نتفق حتى هذه اللحظة الا على عنوانين منفصلين، التحقيق وتوسيع التحقيق "يعطيك من كيسك". في انتظار نتيجة التحقيق بعد سنة او اقل، لا ادري".

ملف اغتيال كمال جنبلاط

وقال في سياق الحديث عن الدور السوري في لبنان: "في المناسبة، قررت اليوم فتح ملف اغتيال كمال جنبلاط (...) صعب على بشار (الاسد) نفي موضوع الاغتيال السياسي من كل نظامه وسلالته وطبيعته. وقد تحدث العميد عصام ابو زكي عن ذلك مفصلاً، وفي الملف الذي تولاه القاضي حسن قواس وغيره من القضاة معلومات كافية، وستكون هذه المعلومات بتصرف الشعب اللبناني، فمن قام بالاغتيال هو المسؤول في المخابرات الجوية ابرهيم الحويجي وكان آنذاك رئيس المخابرات الجوية في سوريا محمد الخولي، طبعاً السيارة سرقت، وفي الملف اسماء الذين قاموا بالعملية، وهم سوريون ليس بينهم شركاء لبنانيون. ونحن يكفينا العنوان: ابرهيم الحويجي – مخابرات جوية. ولماذا ننسى ما قام به النظام السوري حيال محمد عمران الذي قتل في طرابلس وهو احد اركان الطائفة العلوية السورية؟ صفوه. ووضع الاسد رفاقه في السجن: صلاح جديد، محمد رباح الطويل، نور الدين الاتاسي الذي اخرجوه بعد 20 سنة ومات بالسرطان بعد اسبوعين، والباقون توفـوا بطرق غامضة وهل ننسى حماه وعشرات الالاف من المعتقلين السوريين (...) هناك اسلوب لهذه الانظمة الديكتاتورية، وحسنا فعل رحمة الله عليه جبران تويني وسمير قصير لماذا اغتـيلا؟ لانهما دانا سلوك هذا النظام من حافظ الى بشار، انا اتخذت قرارا متأخرا، وصحوة الضمير اتتني متأخرة، عندما تكون ملتصقا بهذه الانظمة تحت شعار القضية الوطنية والقومية وفلسطين يصبـح هناك غسل دماغ. وكان لدي صحوات ضمير والكبرى منها كانت مع الاسف نتيجة الاغتيال في لبنان ومحاولة اغتيال مروان حماده، وانتهاء بقضية جبران، واتمنى ان يكون آخر اغتيال".

واعتبر ان النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام "اتخذ قرارا جريئا وكان من اساس النظام، لكنه رأى ان النظام وصل الى افق مسدود فترك، ودان النظام واتهمه كما اتهمته انا باغتيال رفيق الحريري، والتاريخ سيثبت هذا الامر. ولجنة التحقيق الدولية موجودة واستجوبت خدام مرتين او ثلاثا".

وسئل عن صحة ما تردد ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك استقبله سرا،  فأجاب: "التقيت الرئيس شيراك، ليس سرا"، انما لم يكن هناك اتفاق على وجود اعلام. استضافني في الصباح الى فنجان قهوة وتشاورنا حول لبنان. لم أكن اريد اعلان ذلك، وكنت مع مروان حماده والمحامي باسيل يارد وأحد مستشاري الرئيس شيراك. ورفض توضيح الهدف من اللقاء قائلا: "ليس للاعلام، لأنني احترم الاصول".

انت اليوم ملاحق من العدالة السورية بمذكرة جلب لك وللوزير حماده والاعلامي فارس خشان؟ اجاب: "لا لزوم لمذكرة جلب عندما تكون ملاحقا من عدالة غير موجودة، عدالتهم الاجرام وتقاليدهم الاجرام. هذه شكلية".وتمنى نهاية للنظام السوري على غرار نهاية نظام تشاوشيسكو في رومانيا.

ايران و"حزب الله"

واعتبر جنبلاط ان النفوذ السوري مستمر في لبنان "لأن رفاقنا بالامس "حزب الله" لا يزالون ملتصقين به، وهم يسهلون للنظام السوري امتدادات، حيث يوجد مناطق مقفلة كالضاحية والبعض من المخيمات والتمويل من سوريا عبر ايران لمجموعات تسمى تكفيرية مثل "جند الله"، "انصار الله" ثم الاحزاب الملتصقة بسوريا والاموال".

وسئل لماذا تدفع ايران مالا في لبنان، فقال: "لان هناك خطا بيانيا سياسيا اليوم من فارس الاسلامية عبر العراق، الى قسم من النظام السوري العائلة، الى لبنان من اجل ادخال لبنان في حلقة استراتيجية واسره كورقة ضغط وتسـوية ومفاوضة مع الاميركيين واسرائيل. دخلنا مرحلة جديدة".

وقال جنبلاط ان ثمة كلاما على وجود راجمات صواريخ في انفاق الناعمة وحارة الناعمة التي تسيطر عليها جماعة احمد جبريل "الجبهة الشعبية – القيادة العامة"، وهي "من نوع 107 ملم تطال 10 كيلومترات، وهناك من عيار 122 ملم ولكن بـ 10 كيلومترات تطال مطار بيروت. هل طريق شبعا من الناعمة؟ ولماذا؟".

ووجه سؤالاً الى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله: "هل هذا السلاح في خدمة المقاومة؟"

ورأى انه يستحيل تبرئة النظام السوري من تهمة اغتيال الرئيس الحريري إلا اذا كانت هناك صفقة سياسية كبيرة. مستحيل لا توجد صفقة لأن التحقيق مفصول عن السياسة (...) الوقائع كثيرة ومن يملك هذا التنظيم كي تجول سيارة فيها طن من المتفجرات بتلك الحرية في شوارع بيروت وتقتل رفيق الحريري إلا الدولة السورية والجهاز الامني اللبناني، فليسمحوا لي بنظرية ابو عدس، ويقولوا عاد هسام فليسلمونا اياه (...)".

وفي سياق حديثه عن المحكمة ذات الطابع الدولي، أشاد جنبلاط بوزير العدل شارل رزق، معتبراً انه يقوم بعمل مهني ممتاز جداً، بعيداً عن السياسة، كما ان رزق من مدرسة فؤاد شهاب النزيهة وليس ممن "شطحوا"، لكنه لم يرشحه للرئاسة. وذكر بأن "التعيينات الامنية والديبلوماسية والقضائية والعسكرية كلها تحتاج الى توقيع (الرئيس اميل) لحود، فالأمن العام حل بالتراضي (...)، أما رئيس جهاز أمن المطار فلم نستطع تغييره. وحتى اليوم لم نستطع تعيين قاضي تحقيق في جريمة اغتيال جبران تويني ولحود رد قانون مجلس القضاء الأعلى الذي صوت عليه النواب، ولكن سنصوت عليه مجدداً ونعيده اليه".

اشادة بالسنيورة

ورأى ان ما حصل أخيراً هو ان الخلاف الذي لم يحل على طاولة الحوار انتقل الى الخرطوم، مشيداً بموقف رئيس الحكومة فؤاد السنيورة "الذي لم يكن صفاً ثانياً، بل نقل وجهة نظر شرحة كبيرة من اللبنانيين وأعطى رأيه في أمور عدة لم تُبت في الحوار".

وشكر رئيس مجلس النواب نبيه بري مبادرته بالدعوة الى الحوار، وقال: "علينا ان نعرف اننا فريقان، فريق 8 آذار بعضه ملتصق بالنظام السوري، وفريق 14 آذار. هناك خلاف مركزي، رغم اننا نخرج ونتصافح". وطلب الى بري ان يطلب الى الرئيس الايراني اثناء زيارته الى ايران ألا يتدخل في الشؤون اللبنانية.

وشدد على ان "غسل الدماغ ونظرية ان ثمة مؤامرة دولية لتجريد الشيعة من امتيازاتهم وسلاحهم مسألة خاطئة. فبناء الدولة يحمي الشيعي لا سلاح المقاومة وسلاح حزب الله".

ورداً على قول السيد نصرالله "سنقطع يد من يحاول ان ينزع سلاح المقاومة بالقوة"، سأله: "لماذا كل هذا القلق، مبدئياً كان يهدد اسرائيل بعمليات سماها تذكيرية فلماذا تهديد الداخل؟ ومن قال سننزع السلاح بالقوة؟ نحن نتحاور حول لبنانية مزارع شبعا. وعلى السوري ان يوقع خريطة جميل السيد وعندما نملك وثيقة رسمية تؤكد ان النزاع الحدودي سويّ بين سوريا ولبنان، نرى ما نستطيع فعله مع المجتمع الدولي".

وقال: "نظرية وزير الخارجية السوري وليد المعلم وعبقريته حيال ان المزارع لا سورية ولا لبنانية لأنها محتلة. هو يعرف ان هناك نزاعا حدودياً، والأمين العام كوفي أنان يقول ان الخط الأزرق  خط عملي رُسم لعدم توافر خرائط قديمة لتحديد هذه الحدود".

وتابع: "مع احترامي وتقديري، أقول للسيد حسن نصرالله انه أداة بيد النظام السوري من اجل الهيمنة على لبنان لعقد تسوية ما لاحقاً.

وذكر انه "من خلال المقاومة تحرر الجنوب ويجب تطبيق اتفاق الهدنة، ولكن اتفاق مطور وارسال الجيش بكثافة الى الجنوب". ورأى ان دخول المقاومة الى الجيش كفيل اقامة توازن رعب"، ولكن لا لبقاء السلاح خارج اطار الجيش". وأكد "ان حماية المقاومين أمر بالغ الضرورة ولكن قبل كل شيء تأكيد لبنانية مزارع شبعا". ورفض مبدأ الارتهان، قائلاُ ان المقاومة تأخذ أموالها من بلاد فارس، والأوامر تقريباً من دمشق، وهذا ارتهان". وعن قول النائب سعد الحريري ان قوى 14 آذار أخطأت في التعامل مع المبادرة العربية السعودية وإذا كان هذا الكلام يحرجه، قال: "لا افهم لماذا كان ثمة امتعاض عند الوزير سعود الفيصل والسفير السعودي عبد العزيز الخوجة، فالورقة لم تكن سعودية بل قدمها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، ونحن لا نستطيع قبول بورقة الشرع من دون تقديم ورقة مقابلة، للنائب الحريري رأيه وأدبياته ولي رأيي وأدبياتي، وأنا أفهم رأيه وموقفه". ولاحظ انه حتى هذه اللحظة لا وجود للبنان في عقيدة سوريا البعثية وقوميتها السورية "فأين صار لواء اسكندرون.، رسمت الحدود مع تركيا ومع الاردن، لأنهما دولتان قويتان". وعما اذا كان يجب ان ينتظر الحوار توقيع سوريا، "السنيورة مفوض من المتحاورين وسيذهب الى سوريا والمهم ترسيـــم الحدود في مزارع شبعا لا الهرمل والشمال فهذا هو المدخل لتحرير لبنان وسيادته".

وأصر على "ان الاعتراف بسيادة لبنان مدخله وقف امداد لبنان بالسلاح عبر معابر مفتوحة من بركة اليبسة الى وادي فيسان، وادي عنجر، وادي مرعبود، ومرفأ العبدة، فكلما أغلقها الجيش اللبناني بسواتر ترابية تأتي جرافات سورية وتفتحها لادخال عناصر وأسلحة"، مشيرا الى "ان تلغيم الحدود قد يكون مفيدا اذ لا عناصر كافية في الجيش اللبناني لحراستها". وقال: "أقترح انشاء جيش تحرير فلسطيني بأمرة الجيش اللبناني (كما اقترح ان تكون المقاومة)، كما الحال في سوريا والاردن" واستشهد بالوثيقة التي اتبعتها سوريا لتنظيم الوجود الفلسطيني على أراضيها والتي وردت في مقال للزميل بيار عطاالله في "النهار". وسأل: "لماذا أرضي مستباحة لكل شيء؟ عندما بدأنا بعد تحرير الجنوب وبناء الدولة ظهرت خريطة شبعا ومن ثم التمديد واعاقة بناء الدولة المستقلة وتعطيلها، ومسيرة التعطيل هذه بدأت مع ظهور مؤشرات مجيء بشار الى السلطة".

 

اللوث العقلي والنفي ثمن حرية العقيدة

بقلم/ جززيف بشارة/ ايلاف 1/4/2006

أعلن منذ أيام إطلاق سراح عبد الرحمن الأفغاني الذي كان احتجز الأسبوع الماضي في أفغانستان بتهمة الإرتداد عن الإسلام. لم يكن وراء الإفراج حكما ببراءة المواطن الأفغاني أو قرارا بحقه في اختيار عقيدته، لكنه جاء بعد أن شككت المحكمة الأفغانية بالقدرات العقلية له، وجاء الإفراج أيضا بعد نداءات دولية وضغوط غربية لاحترام حقوق الإنسان وحرية العقيدة.

لم تكد تمر ساعات على صدور قرار المحكمة بالإفراج عن المواطن الأفغاني حتى كانت طائرة تقله إلى إيطاليا التي قررت حكومتها منحه حق اللجوء لحمايته من تهديدات بالقتل أصدرها بحقه عدد من القادة الدينيين المتشددين تنفيذا لعقوبة الإرتداد عن الإسلام التي تنص عليها الشريعة الإسلامية؛ تلك التهديدات التي صدرت بعدما تبين لهؤلاء القادة المتطرفين أن القضاء والحكومة الأفغانيين تقاعسا عن تطبيق لوائح الشريعة رضوخا لضغوط الغرب وجماعات حقوق الإنسان الدولية. لقد ضاقت أرض أفغانستان الشاسعة بالمواطن الأفغاني الذي قرر تغيير عقيدته، فقررت إيطاليا استقباله ومنحه حق اللجوء، أو بمفهوم أخر قبول نفيه على أراضيها. لم تكن هناك من وسيلة للحفاظ على حياة عبد الرحمن سوى باتهامه باللوث العقلي للحيلولة دون محاكمته وإعدامه طبقا للشريعة الإسلامية، وبنفيه المخزي من بلده وحرمانه من حقوق المواطنة للحفاظ على حياته من قصاص المتطرفين ورجال الدين الذين طالبوا مرارا - في مظاهرات في مدينة مزار الشريف - بإعدامه، وعدم السماح للغرب بالتدخل في القضية. من العار أن تتم معالجة قضية حرية العقيدة برؤية قصيرة النظر كهذه، فنفي عبد الرحمن ليس علاجا للتطرف الديني المستفحل ليس فقط في أفغانستان ولكن أيضا في العديد من الدول الإسلامية. لقد تم تسطيح قضية المواطن الأفغاني بتصويرها على أنها حالة فردية، وليس علي أنها قضية حرية العقيدة في أفغانستان والعالم الإسلامي. لم يكن تناولنا من قبل لقضية عبد الرحمن ينطلق من نظرة فردية لشخصه وحالته، ولكن من خلال نظرة أشمل وأوسع تشمل حق الفرد في اختيار عقيدته، والحريات العامة في العالم الإسلامي.

على الرغم من إهتمامي بحياة عبد الرحمن الشخصية وابتهاجي لنجاته من عقوبة الإعدام، إلا أني أعتقد أن نفي عبد الرحمن يعد انتهاكا فاضحا لمواثيق حقوق الإنسان الدولية، فمنح عبد الرحمن حق اللجوء في إيطاليا لا يمثل حلا جذريا مقبولا لقضية حرية العقيدة في أفغانستان والعالم الإسلامي. هذا النفي سيعني في المستقبل أن لا مكان لحرية العقيدة في الدول التي تسكنها أغلبيات مسلمة، وسيفهم منه أن لا مكان لمن يختار دون الإسلام دينا في العالم الإسلامي. أخشى أن يعطي نفي عبد الرحمن المتطرفين الدافع والذريعة لممارسة ضغوطهم على الأقليات الدينية في المنطقة بغرض تفريغها من المسيحيين بعد أن أصبح اللوث العقلي والنفي هما ثمن وضريبة حرية العقيدة في البلدان الإسلامية

ماذا بعد؟ سيبقي هذا السؤال المهم يلح في الأذهان في المستقبل المنظور وحتى إشعار أخر. أفغانستان التي صدرت الإرهاب في نهاية ثمانينيات القرن الماض إلى جميع دول العالم تبقى مرشحة لتصدير هذا النموذج من الكبت والقمع الدينيين إلى الدول الإسلامية الأخرى. ما زلت أكرر أن الإصلاح يجب أن يكون من خلال المسلمين ذاتهم وأن على المسلمين المنفتحين دورا أساسيا في توعية وتنوير الغالبية. يجب أن يتخلى الأزهر ورجال الإفتاء عن صمتهم المثير للجدل تجاه قضايا شائكة كهذه. لم يعد يجدي بشيء استخدام الأكلشيهات المحفوظة بأن أهل الكتاب هم أقرب الناس مودة للمسلمين، من الضروري أن تدلي المؤسسات الدينية الإسلامية بدلوها في هذه الأمور المصيرية.

لا أريد الخوض هنا في أمور ونقاشات عقائدية حول حرية العقيدة في الإسلام، لعلمي المسبق أن الأديان تحمل أقنعة ووجوها كثيرة تتغير بحسب المناخ والجغرافيا والتاريخ، ولاقتناعي التام أن معركتنا لم تكن ولن تكون مع تعاليم الإسلام المعتدل أو غالبية المسلمين المتسامحين - كما يدعي المرضى من المتطرفين - وإنما معركتنا الحقيقية هي مع القوانين الجائرة الناتجة عن مزج الدين بالدولة، ومع القوى الدينية المتطرفة. معركتنا هي للدفاع عن الحريات الجماعية والفردية لشعوبنا التي تكفلها الدولة العلمانية والقوانين المدنية. معركة الحرية التي نخوضا هي ضد قوى الظلام التي تريد العبث بمقدراتنا وشئون حياتنا. معركة الحرية التي نخوضها هي ضد كل القوى الرجعية التي تريد العودة بنا قرونا إلى الوراء. لقد أثبتت قضية عبد الرحمن الأفغاني بما لا يدع مجالا للشك أن النصوص الداعية إلى حرية العقيدة في دساتير الدول الإسلامية ما هي إلا مجرد حبرعلى ورق، لكن دعاة الحرية من مسلمين ومسيحيين لن يحنو رؤوسهم لقوانين جائرة لاتقوم على مبادئ المساواة والحرية، أو لأفكار متخلفة تعادي الإنسانية والحضارة والعلم، أو جماعات متطرفة تريد استئصال الأخر من الحياة.

 

كفى إساءة وإهانة.... يا مسلمين! 

الجمعة 31 مارس -ايلاف

 بقلم/ علي آل غراش

من يدعم المتطرفين ويساعدهم في التطاول على الإسلام والرسول والمسلمين، ويجهز لهم المبررات والأسباب للإساءة؟ الإساءة للديانات والرموز والثقافات والقوميات والأعراق...أمر مرفوض ومخالف لقانون احترام الديانات، وحقوق ممارسة العبادات، وتجاوز فاضح لحدود الحريات مهما كان المبرر.

ومن الممكن أن يجد المرء مبررا لتلك الإساءة إذا كان هناك عداء وصراع حقيقي ولم يجد المرء وسيلة للنيل من عدوه إلا أسلوب الإساءة والتجريح... ومع ذلك لا تحدث تلك الأساليب إلا من قبل المنحطين الفاقدين للقيم والأخلاق والفكر... وهي من أعمال وأساليب الفئة المتطرفة غير العاقلة.

وما الإساءة للنبي الكريم محمد (ص) وللدين الإسلامي والاعتداء على مشاعر أكثر من مليار مسلم من قبل بعض الصحف المتطرفة إلا دليل على سخافة تلك الفئة المريضة. ولكن لماذا نحن المسلمين لا نتساءل عمن يدعم هولاء المتطرفين ويساعدهم في التطاول على الدين والرسول والمسلمين، ويجهز لهم المبررات والأسباب للإساءة؟ الله سبحانه وتعالى وعبر رسوله المصطفى محمد (ص) الذي لا ينطق عن الهوى وانه رحمة للعالمين ورسول الأخلاق الإنسانية صاحب الخلق العظيم كما قال عنه الخالق "عز وجل" حذر من الإساءة للغير ولو كانوا أعداء بالكلام غير المناسب الذي فيه استنقاص أو إساءة أو شتم وسب... خوفا من ردة فعل الجهلاء فيسبون الله ورسوله بدون علم.

 فكيف إذا قام بعض المسلمين بحمل السلاح واستخدام الطائرات واستغلال الأنظمة للقيام بعمليات تفجيرية وقتل الآمنين من البشر. والادعاء بان تلك الجرائم استجابة لطلب الخالق والرسول في القران والروايات والدفاع عن حقوق المسلمين في العالم! مشكلة الأمة الإسلامية في تفسير القران والروايات (التراث الإسلامي) الذي أصبح وبالا على الأمة التي تورطت مع الفئة التي أعطت لنفسها الحق في تمثيل الإسلام والمسلمين والإفتاء. لقد قامت الدنيا ولم تقعد من قبل الشارع الإسلامي الذي صدم بالإساءة.. فعمت المظاهرات السلمية (وصلت أحيانا إلى العنف) العالم، وتم مقاطعة البضائع، وأقيمت المؤتمرات والحملات الإعلامية للدفاع عن شخص الرسول والتعريف بشخصيته وهذا حق طبيعي وواجب شرعي.

ولكن للأسف الشديد أن المذنب الحقيقي عن الإساءة لخاتم الأنبياء والرسل (ص) لازال حرا طليقا ولم يتم الإشارة إليه مع انه لازال يحمل سلاح الجريمة!

التراث الإسلامي مليء في الحقيقة بالروايات والأخبار التي لا تليق بشخصية ومكانة الرسول الأكرم (ص) وتعطي صورة غير مناسبة عنه يتخذ منها الآخرين مبررا للنيل من شخصيته العظيمة عبر الاستشهاد بتلك الروايات.. وحان الوقت ضمن الحملة الدفاع عن الرسول محمد (ص) بمراجعة و إعادة النظر في الروايات وتصحيح كتب التراث الإسلامي.

فمؤلف رواية" آيات شيطانية" الذي أساء للنبي، وان بعض الكتاب الذين يتجاوزون الخطوط الحمراء مع خاتم النبيين في الشؤون الخاصة وبالذات العلاقات الزوجية اعتمدوا على روايات موجودة في كتب التراث. 

في يوم الأربعاء 28/صفر/ 1427هـ تم أحياء ذكرى وفاة النبي صلى الله عليه واله وسلم في العديد من البلدان الإسلامية ومنها الخليجية بعدما دعا بعض العلماء في بيان لجعل مناسبة وفاة الرسول (ص) يوما تاريخيا، عبر أحياء الذكري بإقامة المجالس التأبينية والندوات والمحاضرات وتفعيل وسائل الإعلام المتاحة لبيان فضائله ومناقبه وأحياء سنته. مطالبين أتباع الديانة الإسلامية من جميع المذاهب بإعادة قراءة السيرة النبوية قراءة صحيحة.

من الازدواجية الكبيرة في محبة الرسول ص أن يقوم معلم بمعاقبة الطلاب الذين احيوا مناسبة وفاة الرسول (ص) بخصم درجات، وإلقاء محاضرة يؤكد فيها بان الاحتفال بمناسبة وفاة أو مولد النبي محمد ص بدعة وضلالة!

مكملا بان المسلم العادي الحي الذي يعبد الله عز وجل أفضل من النبي محمد (ص) الذي توفى مستشهدا بالآية الكريمة (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل).

ومن المفارقات الكبرى بينما المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم تشهد منذ إساءة بعض الصحف الغربية للرسول (ص) تفعيل مشروع الأدب النبوي والتركيز على سيرة المصطفى في المدارس عبر برامج عديدة منها أن يكتب كل طالب موضوعا حول شخصية الرسول (ص)، وإقامة المهرجانات والمعارض وتعليق اللوحات التي تؤكد مكانة النبي (ص) والتي منها إلا أنت يا رسول. بابي أنت وأمي يا رسول الله وغيرها. يقوم بعض رجال السلك التعليمي بمعاقبة الطلبة الذين يعتبرون رسول الله والدهم ويحيون ذكرى وفاته.

ألا يعتبر رسول الله محمد (ص) الأب الأكبر لهذه الأمة، وهل هناك شخصية أفضل تستحق الأحياء والمحبة كشخصية خاتم النبيين والمرسلين (ص)!

أليس المحبة الحقيقية أن يحب المحب كل ما يتعلق بحبيبه من أخلاق وذرية وهل هناك شخصية أحب للمسلمين من الرسول؟

الكتب المدرسية هي كذلك مليئة بالروايات والأخبار التي لا تناسب شخصية الرسول (ص) منها التأكيد في كل مرحلة من مراحل التعليم على تدريس سبب نزول سورة عبس وكأن ليس في القران سورة أخرى تستحق التدريس غيرها!

هل المطلوب ترسيخ فكرة النقص الخلقي للرسول عبر الاعتماد على رواية تخالف واقع الشخصية تقول إن السورة نزلت في الرسول وان النبي هو الذي عبس في وجه ابن مكتوم!

على الرغم من وجود روايات تؤكد أنها نزلت في شخص آخر إلا أن بعض المدارس مصرة على لصق هذه التهمة التي لا تليق بشخص عادي..فكيف بشخصية النبي الكريم الذي هو على خلق عظيم وهي أهم صفة في النبي امتدحه الله بها، هل نسى هولاء أن النبي ربيب الخالق عندما قال "أدبني ربي فأحسن تأديبي". وهل العبوس والاشمئزاز من الأخلاقيات الفاضلة؟

لماذا هذه الروايات في التعليم وماذا تفيد الطالب؟

وهل هذه الأحاديث تبرز سنته والإقتداء به؟

إلا يوجد أحاديث غير هذه أكثر أهمية و تأثير في شخصية الطالب المسلم؟

ماذا نريد من أبناء يدرسون هذه الأفكار ثم نقول لهم الرسول هو القدوة ألا يوجد تناقض كبير؟

واني أتساءل كيف نطلب من الآخرين غير المسلمين احترام ديننا ونبينا فيما يوجد بين المسلمين من يقلل من هيبت وعظمة الرسول بقصد أو من غير قصد.

رسول الله محمد (ص) تعرض للإساءة والإهانة من المسلمين قبل غيرهم... وتصحيح الخطأ والدفاع عن الرسول الأكرم (ص) لا يحتاج إلى مجرد مظاهرات ومقاطعة وتنديد واستنكار فقط وإنما بحاجة إلى من يدعو إليه بالطرق العملية بالأخلاق وحسن التعامل والمحبة والتسامح وصدق الحديث وأداء الأمانة.

كما قال حفيده الإمام جعفر الصادق (ع): كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم ليروا منكم الصدق والأمانة.