الراعي في المذكرة الوطنية: لن نتفرج على ما يهدد مستقبل لبنان وإعلان بعبدا أساس والطمع في السلطة سيأخذنا الى الهاوية

الأربعاء 05 شباط 2014

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الاجتماع الدوري الشهري لمجلس المطارنة الموارنة في بكركي في حضور الكاردينال نصر الله صفير.

 

مذكرة وطنية

وتلا الكاردينال الراعي مذكرة وطنية، في حضور الكاردينال صفير والمطارنة والرؤساء العامين واعضاء اللجنة التي اعدت المذكرة وهم: الاباتي انطوان خليفة، المونسنيور سعيد سعيد، السفير عبدالله بو حبيب، الاب باسم الراعي، الدكتور الياس ابو عاصي، الوزير السابق روجيه ديب، الاب فادي الاحمر، النائب الدكتور فريد الخازن الذي غاب بداعي المرض.

 

المذكرة

وفي ما يأتي المذكرة:

 

مقدمة

1- في خضم الأزمات التي يمر بها لبنان، وتأثره بما يجري من حوله في المنطقة من تحولات جذرية، نقف اليوم على مسافة ست سنوات من الاحتفال بالمئوية الأولى على إعلان لبنان دولة في سنة 1920 ، باسم "لبنان الكبير". كما نجد أنفسنا على مشارف عهد رئاسي جديد، وفي مرحلة دقيقة وصفها البابا فرنسيس بأنها مرحلة مقلقة، نتيجة صراع سياسي سيؤدي، إذا استمر، إلى المزيد من "الاختلافات التي من شأنها أن تقوض استقرار البلاد" . والكل يعلم أن إعلان "لبنان الكبير" أنجزته جهود البطريرك الياس الحويك، الذي حمل الى مؤتمر السلام في فرساي، سنة 1919، أماني اللبنانيين المشتركة في تحقيق وطن يليق بالإنسان. فلا يسع الكنيسة المارونية المؤتمنة على هذا التاريخ الحضاري، وعلى تراث هذا البطريرك العظيم، كما درجت العادة في الأوقات المفصلية من تاريخنا، وعبر إصدارها مذكرات وطنية، إلا أن تعيد التأكيد على الثوابت التي تؤمن بها، وتطرح الهواجس التي تراود الشعب، وترسم أسس المستقبل، وتحدد أولويات يتمسك بها اللبنانيون، من أجل مستقبل أفضل.

 

2 - وقد أرادت الكنيسة المارونية أن تضع هذه المذكرة، ونظرها متجه نحو سنة 2020، لتشدد على استمرار فعل إيمانها بلبنان، بلدا مشدودا إلى المستقبل، أعطي لأبنائه وعدا ومهمة، بما أنهم أرادوه وطن الإنسان، "ووطنا نهائيا لجميع أبنائه"(الفقرة أ من مقدمة الدستور)، ولتؤكد أنه حان الوقت لترجمة هذا الإيمان بالتركيز على أسس قيام الدولة، والالتزام بها فعلا لا قولا، من قبل كل القوى السياسية في لبنان، لأن الدولة الفاعلة والقادرة والمنتجة، هي التعبير الحقيقي عن الإيمان بالكيان والمشروع اللبنانيين.

 

3 - إن البطريركية المارونية تدعو الجميع إلى التمعن بطبيعة هذا الوطن، الذي يولد ويتطور باستمرار من تجربته التاريخية الطويلة في العيش معا. وفعل الإيمان هذا يعني أن الكنيسة تنظر بواقعية، ولكن برجاء أيضا، إلى المستقبل، على رغم الأزمات التي لم يخل يوما منها تاريخنا، وقد استفدنا من معظمها في السابق لبلورة هويتنا الوطنية.

 

أولا : الثوابت الوطنية

تركز المذكرة على ثلاثة: العيش المشترك، الميثاق الوطني، والصيغة.

 

1 - العيش المشترك

 

4 - ليست مقولة العيش معا التي يتمسك بها اللبنانيون شيئا عرضيا أو شعارا مرحليا، إنما هي لب التجربة اللبنانية، على الرغم من بعض التصرفات التي تحدو بالبعض أحيانا إلى الشك بهذه التجربة. وهذه المقولة تحمل مضمونا صريحا، كان البطريرك الحويك قد ترجمه بعبارات بليغة، يوم حمل مشروع لبنان الكبير باسم جميع اللبنانيين إلى مؤتمر السلام في فرساي بفرنسا(1919). وقد لخص هذه التجربة بقوله لرئيس حكومة فرنسا: "إسمحوا لي (...) بأن ألفت انتباهكم إلى هذه الميزة التي تكشف عن تطور عميق عظيم التبعات، وهي الأولى في الشرق، التي تحل الوطنية السياسية محل الوطنية الدينية. وبحكم هذا الواقع، ينعم لبنان بطابع خاص، بشخصية يحرص على الحفاظ عليها قبل كل شيء. إنه لا يستطيع، وفقا لمصلحة الحضارة نفسها، أن يضحي بها لأي اعتبار مادي الطابع." إن صلب العيش المشترك هو إذا الإنتماء إلى مشروع حضاري التقى فيه الإسلام والمسيحية، وأتيا به برهانا على أن الأخوة بين البشر وأبناء الحضارات والديانات المختلفة، ممكنة تاريخيا، وأن الإنسان يحق له الوجود والمشاركة السياسية بعيدا عن أي تصنيف أو أي اعتبار آخر، وذلك بحكم انتمائه إلى وطن يليق به.

 

وقد أرسي هذا المشروع الحضاري على ثوابت ثلاث: الحرية، والمساواة في المشاركة، وحفظ التعددية، وهي ثوابت في أساس تكوين الدولة اللبنانية. وقد أثبتت التجربة التاريخية أن هذه الثلاث هي للبنان بمثابة القلب، وأنها هي التي أعطت لبنان أبعاد خصوصيته التي يحرص جميع اللبنانيين على الحفاظ عليها. وكان التعبير الأبلغ عن هذه الخصوصية إنشاء الكيان اللبناني الذي يحميها، ويتيح لها حمل رسالتها في محيطها.

 

2 - الميثاق الوطني

5 - لقد أراد اللبنانيون "الميثاق الوطني" شريعتهم السياسية، باعتباره خلاصة تاريخ مشترك من تجربة التعايش المسيحي - الإسلامي، وتكريسا للثوابت الثلاث المشار إليها. لذلك لم يكن الميثاق يوما مجرد تسويات، أو تفاهمات عابرة، يقبل بها اليوم ويراجع في شأنها غدا، أو يتم التراجع عنها في أوقات تضارب المصالح والخيارات.

6 - وقد عبر منجزو الإستقلال سنة 1943 عن مفهومهم للميثاق، بشعار "لا شرق ولا غرب"، فأرادوه أولا كقاعدة لتأسيس دولة تحقق أماني اللبنانيين جميعا وتبعدهم عن المحاور والصراعات، بتخلي خصوصياتهم عن الانشداد إلى اعتبارات تتخطى الكيان اللبناني ودولته، وثانيا كأساس لبناء علاقات هذه الدولة مع الخارج، المدعو إلى الإعتراف بخصوصية لبنان، لكونه مثالا للعيش معا بين الديانات والحضارات المختلفة.

 

3 - الصيغة

7 - ولعل من أهم التطبيقات العملية للتجربة الميثاقية "الصيغة"، التي تعتبر تجسيدا لحكمة الميثاق في تنظيم وتحقيق المشاركة الفعلية بين المكونات اللبنانية في النظام السياسي. وقد أتت الصيغة لتعكس التجربة التاريخية التي أثبتت بأن لبنان لا يقوم إلا بجناحيه المسلم والمسيحي. والصيغة لم تقم يوما على مقاييس العدد. وكما يقول أحد حكمائنا: "التجربة اللبنانية قررت أولا وجود وطن، ومن ثم غاصت في التفاصيل الأخرى للتجربة اللبنانية". واعتبر ذلك مسلمة تاريخية كرستها التنظيمات التي وضعت للبنان منذ المتصرفية، حتى سنة 1943، وصولا إلى مؤتمر الطائف سنة 1989. حتى أن دستور الجمهورية الأولى، كما يقال، عندما أقر إزالة الطائفية بعد حين، لم يتعرض للتمثيل الطائفي في المجلس النيابي لاعتباره مكرسا للخصوصية اللبنانية، وربط إزالة الطائفية في وظائف الدولة والحكومة بشرط عدم المساس بالعدالة والوفاق، وبعدم جلب الضرر على الدولة.

 

8 - إن ما أنجزه اللبنانيون معا، في زمن التأسيس، من ميثاقية وخبرة دستورية وسياسية، خليق بأن نفخر به، وبأن نستعيده في هذا الزمن الدقيق الذي يعيشه لبنان والمنطقة. وهو يصلح لأن نستلهمه في حياتنا الوطنية، وفي خياراتنا السياسية، كي نتلافى ما قد يعرض جوهر التجربة التأسيسية لانتكاسات خطيرة تقوضها من الداخل، ونبني عليه في تطلعنا نحو المستقبل.

 

ثانيا : الهواجس الراهنة

 

1 - هاجس الوضع الراهن

9 - لقد بلغ الوضع الراهن مرحلة الأزمة المصيرية، وهذا لا يخفى على أحد. والكنيسة المارونية التي كانت رائدة في التزامها "القضية اللبنانية" على مر العصور، لا يمكنها أن تقف موقف المتفرج مما يهدد مستقبل لبنان. والتزاما منها بهذه القضية، عقدت بعد الحرب اللبنانية، مجمعا مارونيا(2003-2006)، أجرت خلاله مراجعة عامة لكل حياتها ورسالتها، ومن ضمنها الموضوع الوطني. ورأت في الخلاصة أن ما ينقذ التجربة اللبنانية، هو مضي اللبنانيين قدما في استكمال إنجاز بناء الدولة، طبعا وفقا للميثاق والدستور. وحرصا منها على هذا الأمر أعدت أيضا "شرعة العمل السياسي في ضوء تعليم الكنيسة وخصوصية لبنان"،(2009) تعمقت فيها في هذا الموضوع وأقرت توجهات واضحة للمستقبل. وقد شكلت هذه النصوص نوعا من جرس إنذار مبكر، حيال ما آل إليه الوضع الداخلي اللبناني الذي يذهب مذهبا مقلقا.

 

10 - فعلى اللبنانيين أن يعوا بأن أي مشروع وطني لا يمكن أن يتجذر في الواقع، إلا إذا أنتج دولة عادلة وقادرة ومنتجة، في كيان مستقر يخدم الإنسان... وإلا، يكون المشروع الوطني غير قابل للتطبيق، والكيان دائم الإهتزاز، والمواطن في مهب الريح. ومن نتائج هذا المنزلق الخطير، بروز "الأمن الذاتي" الذي يعلل مبرر وجوده بعجز الدولة عن الوقوف في وجه المخاطر الحيوية، فيبيح لنفسه حق الدفاع عن ذاته... وعندئذ ينجر القوي إلى فرض خياراته على الآخرين، فتبدأ المواجهة في الداخل، ويلجأ كل فريق إلى الاستقواء بالخارج، فتدخل البلاد في صراع المحاور. هذا هو هاجسنا الأكبر الذي يحكم على لبنان بحال من العجز السياسي الخطير، الذي لم يعرفه في أحلك الظروف التاريخية. لذا نحذر جميع اللبنانيين، ولاسيما المسؤولين السياسيين، من استمرار التفرد والتعنت والطمع في السلطة، فذلك سيأخذ لبنان نحو الهاوية.

 

2 - قضايا متصلة

من أبرز القضايا المتصلة بهذا الهاجس:

 

11 - أولا، عدم الوضوح في تحديد "المصلحة الوطنية المشتركة العليا" والالتزام بها، ما يؤدي في الغالب إلى ممارسة سياسية تجنح إلى المحاصصة ودوائر النفوذ، بدلا من تحقيق العدالة إحتراما للميثاق ومنطق الدولة. لذلك برز اليوم عندنا الصراع على تنازع السلطة على حساب الميثاق، وتعطيل الدستور لصالح صراع القوى، وشل الدولة جراء لعبة تجاذبات المحاور الخارجية.

 

12- ثانيا، تكبيل المؤسسات الدستورية ورهنها بخيارات الأفرقاء الذين يدعي كل منهم أن خياراته هي المنجية. فليس من المنطق بمكان أن يتغنى اللبنانيون بأن لديهم ديمقراطية ودستورا ومؤسسات، وهم في معظمهم يناقضون الديمقراطية لصالح الإستقواء، ويعلقون الدستور رهنا بحسابات ذاتية أو فئوية، ويعطلون المؤسسات باستغلالها كل على هواه. وقد طغى على الحياة السياسية عندنا استغلال مبرح "للديمقراطية التوافقية" ، ما أدى إلى عجز اللبنانيين عن إيجاد الحلول داخليا، وحاجتهم الدائمة إلى ناظم خارجي يبدع لهم التسويات.

 

13- ثالثا، عرقلة تكوين السلطة. ومن النتائج الخطيرة لتكبيل المؤسسات الدستورية تحويل الاستحقاقات الدستورية بمهلها أزمات وجودية، بدلا من أن تكون فرصا للديمرقراطية من أجل تداول سلس للسلطة، وكأننا أمام صراع آلهة في الآساطير اليونانية. وخير مثال على ذلك: عدم التوصل إلى اتفاق على قانون انتخابي عادل، وعدم إجراء الانتخابات في موعدها، ما أوصل إلى تمديد للمجلس النيابي، وعدم التمكن من تشكيل حكومات في مهل معقولة، والتخوف من إحداث فراغ في رئاسة الجمهورية.

14- رابعا، إقحام لبنان في قضايا الجوار من دون التبصر في ما يعود به ذلك على الوطن وتركيبته. ويبدو أن المبدأ الميثاقي "لا شرق ولا غرب"، بما يعنيه من عدم الالتحاق بمحاور، لم يعد يحكم تحركات بعض الجهات اللبنانية نحو الخارج. فهل فقد اللبنانيون الثقة بتجربتهم حتى يتخلوا عن دورهم كسفراء للتجربة اللبنانية، يحملون رسالتها إلى الدول التي تحتاج إلى نماذج تعايش بين الحضارات والأديان، وإلى دساتير تكرس حق الجميع بالمشاركة السياسية الفاعلة، لا الصورية أو الوهمية؟

 

3 - حياد لبنان

15- تبرز هنا أهمية قضية حياد لبنان الايجابي التي تبرهن بالفعل عن الإيمان بالتجربة اللبنانية. إننا نعي ما يقوله البعض بأن حياد لبنان اليوم يـضر بمصالحه العليا، لأنه بذلك يعزل نفسه عن الحضور إلى طاولة الحل في المنطقة. إلا أننا نؤكد مجددا أن الحياد هو أنجع الطرق للحفاظ على التعددية في البلدان المركبة، كما أظهرت ذلك تجارب التاريخ. كما إننا نجزم أن حياد لبنان المرتكز على قوته الدفاعية بدعم الجيش وسائر القوى الأمنية، والملتزم قضايا الأسرة العربية، وبخاصة القضية الفلسطينية، وتلك المتعلقة بالعدالة، والعيش معا، والتنوع في الوحدة، وحقوق المواطنة، وبناء السلام، يشكل حاجة للمنطقة تفرض وجوده. وكي يتمكن لبنان المحايد من تأدية رسالته، يجب أن يكون قويا للدفاع عن نفسه ولخدمة محيطه. وإلى أن يستطيع استكمال مسيرة هذا الحياد، يجب العمل على تحييده عن الصراعات بين المحاور الإقليمية والدولية، كما نص عليه "إعلان بعبدا"، الذي يعتبر خطوة مهمة على هذا المسار، وعدم السماح باستعماله مقرا أو ممرا أو منطلقا لأي عمل من شأنه أن يورطه في هذه الصراعات أو في أزمات تتنافى وخصوصيته، والتوصل إلى الإستراتيجية الدفاعية الوطنية المنشودة، التي تمكن لبنان من استرجاع أراضيه وحماية حدوده.

 

ثالثا: أسس الانطلاق نحو المستقبل

 

16- تجاه كل ذلك لا بد للبنانيين من وقفة وجدانية يطرحون فيها على أنفسهم السؤال التالي: أي مستقبل يريدونه للبنان، وعلى أي أسس؟ وهو سؤال يعني أيضا العهد الرئاسي الجديد الذي سيقود لبنان إلى الإحتفال بالمئوية الأولى على قيام لبنان الكبير.

 

1- المصلحة الوطنية العليا

17- إن الكنيسة المارونية الحريصة على ما أنجزه اللبنانيون معا منذ إنشاء لبنان الكبير وحتى هذه اللحظة، ترى أن الخروج من الأزمة الراهنة لا يكون إلا بالعودة إلى المصلحة الوطنية العليا على أسس الميثاق والدستور، لأن لبنان، إما أن ننجزه معا اولا يكون. ويحتاج ذلك إلى حوار شفاف وصريح يفضي إلى سلام داخلي حقيقي، وإلى تحديد الأولويات للنهوض بلبنان. وهاتان المسؤوليتان ملقاتان أيضا على عاتق رئيس الجمهورية الجديد، الذي يعد انتخابه ضرورة للبنان، كي يظهر لذاته وللعالم أنه بلد يحترم ديمقراطيته في تداول السلطة، وأنه حريص على دستوره.

 

2 -الحوار الداخلي

18 - كي ينجح الحوار الداخلي في ترسيخ سلام حقيقي، يجب أن يحصل في إطار المؤسسات،استكمالا لهيئة الحوار الوطني، وأن تحكمه آليات الديمقراطية التوافقية التي تنطلق من أسس الميثاق والدستور، حتى تأتي نتائج الحوار ملزمة وهادفة إلى ما فيه خير لبنان، كل لبنان، وكل اللبنانيين.

 

3- التأكيد على الميثاق

19- الميثاق روح وعهد، تجسده صيغة عقد ملزمة، في كيان ودولة. والتأكيد على هذا الميثاق يحتم:

 

أولا، العودة إلى جوهر الميثاق والإلتزام بجوهر الصيغة، لأننا بهما نقفل باب الإستقواء بالخارج، والتفرد في الداخل، والمس بالسيادة الوطنية، ونعطي رصيدا لتجربتنا التاريخية، يحترمنا الغير لحرصنا عليها وتمسكنا بها.

ثانيا، التمسك بأبعاد صيغة "لا شرق ولا غرب"، فهي صيغة رسمت تجاه الخارج وعلاقة لبنان به، وتعني حياد لبنان الإيجابي الذي يخدم خصوصية لبنان كعنصر حيوي لنجاح التجربة اللبنانية، وكحاجة حضارية وقيمة مضافة للمنطقة والعالم.

 

20- ويحتم ذلك على لبنان:

خدمة محيطه المشرقي والعربي، وتبني قضاياه المحقة، وإنماء علاقات التعاون مع بلدانه، ومساعدتها على صناعة السلام واحترام حقوق الإنسان، وصون الحريات وإدارة التعددية، مع الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وبكل شأن إنساني.

 

إصرار لبنان على أحقية القضية الفلسطينية، وبالتالي حق الفلسطينيين في العودة الى أرضهم، وفي إنشاء دولة خاصة بهم على ترابهم الوطني، وبالتالي رفض لبنان أي شكل من أشكال التوطين الفلسطيني على أراضيه، وفقا لما جاء في مقدمة دستوره.

 

وجوب إحلال السلام في سوريا بسرعة، ومساعدة أبنائها على تقرير مصيرهم بحوار نزيه في ما بينهم، وتأمين الإستقرار فيها حتى يعود أبناؤها النازحون إلى ديارهم مكرمين أعزاء وسالمين. وفي سرعة إحلال السلام وعودة النازحين مصلحة لبنانية حيوية.

 

تفعيل دور لبنان في العالم العربي الذي ينتمي إليه، وتعزيز الانفتاح والتواصل مع المجتمع الدولي، ثقافيا وتجاريا واقتصاديا، بروح الصداقة وتبادل قيم الحداثة والتراثات، عبر اللبنانيين المنتشرين، وعبر الدولة اللبنانية ومؤسساتها.

 

إن استقرار لبنان في الداخل مرتبط برسالته ودوره في حفظ السلام وبناء الدول الديمقراطية حوله، وهي مناسبة لإعادة تأكيد الإلتزام بقرارات الشرعية الدولية، ولا سيما بالقرار 1701، والإعراب عن التقدير الخاص لقداسة البابا فرنسيس والكرسي الرسولي على رعايتهم ودعمهم المستمر للبنان ورسالته، وعن الشكر للدول المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية في لبنان.

 

4- التأكيد على صون الدستور والتقيد به

21- التقيد بالدستور يحتم:

 

أولا، الحفاظ على المكتسبات الدستورية من حريات شخصية، ومدنية الدولة، وديمقراطيتها، وضمانة مشاركة المكونات كلها، والإنفتاح على التطوير انطلاقا من الدستور. عمليا، لا بد من حراسة هذه القيم المؤسسة للوطن عبر تطبيق المناصفة الفعلية في المشاركة المسيحية - الإسلامية في الحكم والإدارة، وعلى المساواة في الحقوق والواجبات.

 

ثانيا، الإلتزام الجدي ببناء الدولة العادلة والقادرة والمنتجة من خلال: حفظ السيادة، وحصرية القوة العسكرية في يد الشرعية، باستكمال بناء جدي لجيش عصري، مجهز بالعتاد والأسلحة المتطورة الهادفة، وتقوية قوى الأمن وسائر الأجهزة الأمنية؛ ومن خلال حماية إستقلالية القضاء وحرمته، ودعم هيئات الرقابة وتفعيلها، وفرض سلطة القانون على الجميع من دون أي استثناء أو تمييز؛ ومن خلال ضبط التدخل السياسي الزبائني في الإدارة، لئلا يشل عمل المؤسسات ويغطي المحسوبيات والفساد؛ ومن خلال تعزيز الإقتصاد وإيجاد فرص عمل للمواطنين.

 

ثالثا، الإلتزام بتفعيل عمل المؤسسات الدستورية وانتظامها وعدم تعطيلها، لأن في ذلك دلالة على مستوى تقدم الدول في الديمقراطية، وعلى نضوج الشعوب فيها.

 

رابعا، إنفتاح لبنان على قوة أبنائه في الانتشار، كامتداد فعلي لثروة لبنان الإنسانية والحضارية. وشد الروابط الوطنية مع المنتشرين في كل ما يؤول لخيرهم وكرامتهم. والعمل على منحهم حقهم في الإقتراع، وعلى إقرار قانون استعادة الجنسية. والتعاون معهم في حمل القضية اللبنانية والعربية إلى مجتمعاتهم.

 

خامسا، يبقى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، كرئيس للدولة وحام للدستور، من ضمن المهلة المحددة دستوريا وخارج أي جدل دستوري، الشرط الأساس الذي من دونه لا حضور للدولة ولا انطلاق نحو المستقبل.

 

رابعا - تحديد الأولويات

22- من كل ما تقدم بشأن الثوابت الوطنية والهواجس الراهنة وأسس الإنطلاق نحو المستقبل، نحدد الأولويات التالية برسم جميع اللبنانيين، ولاسيما المسؤولين من بينهم:

 

أولا، إستكمال بناء سلطة الدولة داخليا وبسطها على كامل الأراضي اللبنانية، والمساعدة على تحفيز القوى السياسية اللازمة لإدارة الحكم، ولإعادة بناء الدولة ومؤسساتها المركزية، والحرص على الدستور، وفصل السلطات، واحترام حرمة القضاء.

 

23- ثانيا، وضع قانون إنتخابي نيابي جديد وفق الميثاقية اللبنانية، بحيث يترجم المشاركة الفاعلة في تأمين المناصفة الفعلية، والاختيار الحر، والمساءلة والمحاسبة، ويؤمن التنافس الديمقراطي، ويلغي فرض نواب على طوائفهم بقوة تكتلات مذهبية.

 

24- ثالثا، إقرار اللامركزية الإدارية الموسعة وتطبيقها، لكونها تؤمن إدارة أفضل للتنوع في الوحدة وتعزز المشاركة المحلية، وتعطي المناطق صلاحيات أوسع.

 

25- رابعا، استكمال تطبيق اتفاق الطائف، والنظر في ما يجب إيضاحه أو تفسيره أو تطويره في ضوء التجربة المعاشة، بما في ذلك صلاحيات رئيس الجمهورية، لسد الثغرات الدستورية والإجرائية التي ظهرت في تجربة ممارسة الحكم منذ هذا الإتفاق، بغية تحقيق ما يتطلبه الدستور من رئيس الجمهورية كرئيس للدولة، تأمينا لاستقرار النظام، وانتظام عمله الطبيعي، وتلافيا لتعطيل آلة الحكم أو انتقال السلطة.

 

26- خامسا، تأليف حكومات كفية، تعتمد خططا ولا ترتجل السياسات والحلول، وتلتزم ببياناتها الوزارية، وتنهض بالإقتصاد الوطني وتحقق المساواة والعدالة الإجتماعية، وتكافح الفقر والبطالة، وتقفل نهائيا ملف التهجير، وتضع خطة لمعالجة الدين العام وعجز الدولة عن إيفائه؛ وتقترح قوانين لحوكمة جيدة للإعلام، تحافظ على حريته المسؤولة، وتساعده على تأكيد استقلاليته، عبر التمويل الذاتي بوسائل معلنة وشفافة.

 

27- سادسا، الاهتمام بالشباب الذين هم ثروة البلاد الكبرى والقوة التجددية في المجتمع والكنيسة، بحيث تتوفر للشباب ثقافة علمية ومهنية مع تربية إنسانية وأخلاقية واجتماعية تهيئهم للاشتراك الواعي في القرارات الوطنية، وللانخراط في وظائف القطاع العام، بذهنية جديدة وتطلعات بعيدة؛ وتتأمن لهم فرص عمل وفقا لمهاراتهم وكفاءاتهم.

 

28- سابعا، تعزيز مساهمة المرأة في المسؤوليات العامة ومشاركتها في الحياة السياسية، بما لها من حقوق وطاقات وما لديها من حيوية وانفتاح وصدق في مقاربة المواضيع، ومن حس اجتماعي لاستدراك المشاكل الانسانية والتربوية والصحية والبيئية.

 

29- ثامنا، تحفيز المواطن على ممارسة واعية لحقوقه الديمقراطية، وواجباته تجاه مستلزمات بناء الدولة، وحسه على الإهتمام بالشأن العام الواسع الأرجاء.

 

30- تاسعا، العمل على إصلاح إدارة الدولة وتحديثها باعتماد الكفاية العلمية والأخلاقية، واعتبار محاربة الفساد أولوية مطلقة، لأنه معطل أساسي لقيام الدولة.

 

31- عاشرا، تعزيز إسهام لبنان في عملية خروج العالم العربي من مخاضه الراهن، بحثا عن أنظمة سياسية معاصرة تليق بإنسانه وبعراقة تراثاته، وتقوي حضوره الإيجابي في عالم اليوم. فلبنان، بحكم أصالة هويته وفرادة تراثه، قادر على أن يكون شريكا في صنع الحضارة الإنسانية، وتدعيم الإستقرار والسلام العادل والشامل في المنطقة، على قاعدة قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام ( بيروت 2000). ويأتي إقرار الدستور التونسي الجديد، بما يتضمنه من اعتراف بحرية الضمير وبالحريات الأخرى، والمساواة بين المرأة والرجل، ليعطي أملا بمستقبل عالمنا العربي.

 

32- حادي عشر، الحرص على ضمان متابعة تنفيذ خلاصات مجموعة الدعم الدولية للبنان، المتعلقة بدعم الإستقرار فيه، وتعزيز اقتصاده، وتقوية قدرات الجيش اللبناني، والجهد القائم لمواجهة مشكلة النازحين السوريين.

 

الخاتمة

33- إن لبنان تجربة إنسانية فريدة في هذا العالم، والكنيسة المارونية لن تحيد أبدا عن هذا الرهان العظيم الذي تعتبره من صميم رسالتها الوطنية، وسوف تظل تحث من دون كلل اللبنانيين، ولا سيما المسؤولين في ما بينهم، على أن يجعلوا من هذه التجربة رهانا ناجحا، عبر بناء فعلي للدولة القائمة على الميثاق والانتاجية، والتي تصنع خير كل مواطن، وتعطي وطننا القاعدة الصلبة لينطلق منها في تحقيق رسالته، عملا بقول الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني: "إن لبنان هو أكثر من بلد. إنه رسالة حرية، ونموذج في التعددية، للشرق كما للغرب".

 

 

 

Rai warns Lebanon heading into the abyss
 
February 05, 2014/The Daily Star
 BEIRUT: Maronite Patriarch Beshara Rai said Wednesday electing a new president on time was a necessary condition for a strong state and warned that power-hungry politicians implicating Lebanon in regional conflicts were leading the country into the abyss.
 Reading a National Charter drafted by the Maronite Church as a roadmap for what he described as a critical stage in the history of Lebanon and the region, the Maronite leader also stressed the need for adherence to the three principles upon which the country was established: coexistence, the National Pact and Muslim-Christian partnership.
 “Electing a new president as a new head of state within the constitutional deadlines is not debatable and it is a primary condition because its absence means an absence of the state and its future,” Rai said during a televised news conference.
 Rai also outlined what he said were the growing concerns of Lebanese, saying the Maronite Church could not remain quiet as the country neared an “existential crisis.”
 “The Lebanese should recognize that a national plan cannot be applied unless it produces a just, productive and capable state or else it will threaten the Lebanese entity,” Rai said.
 “Those adopting self-security measures justify them by [highlighting] the inability of the state as well the people’s right to self-defense. This leads to a scenario wherein the strongest party imposes its choices on others and the other parties seek empowerment through foreign sides,” he said.
 Rai added that such a scenario meant Lebanon was being dragged into the “war of axes” and experiencing an unprecedented, “dangerous political paralysis.”
 “This is our biggest concern and so we warn the Lebanese, particularly officials, against continuing to exclude others, remaining obstinate and power hungry because that will only drive Lebanon to the abyss,” he said.
 Rai said people were also concerned about “political practices [aimed at] quotas and authority rather than justice ... leading to a struggle for power at the expense of the National Pact, sabotaging the Constitution and paralyzing the state in the interest of foreign axes.”
 “One of the consequences of disrupting institutions is that rather than [seeing] the democratic practice of rotation of power, constitutional deadlines turn into crises,” he said.
 Rai listed some of the consequences of disrupting institutions as being the inability to draft a new electoral law, form a government and “fears of a vacuum in the presidential post.”
 The patriarch also criticized involving Lebanon in the matters of neighboring states without taking into consideration the repercussions on the country, reiterating his call for the adoption of “positive neutrality” toward the turmoil in the region.
 “We identify with what some have said that complete neutrality ... isolates Lebanon from issues around it and prevents it from being a part of regional dialogues aimed at coming up with solutions ... Neutrality is the most successful means to preserve diversity in [made up] countries,” he said.
 “For a neutral Lebanon to represent its [peaceful] message it should be strong enough to defend itself ... and it should be at a distance from regional conflicts as stipulated in the Baabda Declaration,” he added.
 The patriarch said the declaration was an important mechanism to prevent Lebanon from being used as a conduit for activities that could involve it in regional conflicts.
 The 2012 agreement among the country’s political rivals could also be used to develop a needed national defense strategy, he said.
 Lebanon, Rai also said, needed foundations on which a better future for the Lebanese could be built, saying officials should recognize the country’s highest national interest and resume National Dialogue sessions in order to resolve the current crisis.
 The preacher also called for an end to the crisis in Syria through a national dialogue in which Syrians could decide their own fate.
 “A speedy resolution to the crisis [in Syria] and the return of refugees to their land are vital Lebanese interests,” he said.
 Rai concluded the charter with several priorities he said officials needed to take into account, namely adherence to the Constitution and ensuring the state enjoyed the exclusive right to the use of force.
 “We must guard Constitutional principles by applying true equality between Christians and Muslims in governance and administration and equality in rights and duties,” he said.
 “We need a serious commitment to building a strong state by preserving sovereignty, maintaining for the state the exclusive [right to] use of force, strengthening the Army and security forces, protecting an independent judiciary, imposing the rule of law and ending political meddling in the public sector,” the Maronite leader said.
 Among the other priorities Rai listed were the drafting of a new elections law, adoption of administrative decentralization and adherence to the Taef Accord, Lebanon’s amended Constitution.
 “We should also look into clarifying and improving the Taef Accord in order to fill the gaps in the president’s prerogatives so that the president can ensure the stability of the system and [that there be no] paralysis as demanded by the Constitution,” he said.
 
 Al-Rahi Unveils Bkirki Treaty, Urges Need to Hold Presidential Elections, Achieve National Goals

 Naharnet
ظMaronite Patriarch Beshara al-Rahi unveiled on Wednesday the “Bkirki Treaty” that focuses on preserving Lebanon's coexistence and national pact and fabric.
 He stressed the importance of staging the presidential elections, while urging officials to place Lebanon's interests at heart of their actions. He announced the treaty, which is based on the three principles of coexistence, the national pact, and national fabric, on the occasion of Mar Maroun that falls on February 9.
“Coexistence is not a temporary matter, but it is at the heart of the Lebanese experience, despite some sides' skepticism of this principle,” he remarked. “Coexistence lies in belonging to a civilized project that brings together Muslims and Christians,” he declared. This civilized project is based on freedom, fair participation in rule, and maintaining Lebanon's diversity, explained the patriarch. Lebanon is constantly evolving through the experience of coexistence,” he remarked. Addressing the national pact, al-Rahi said that this issue is “not ephemeral or a series of temporary agreements that one can back down on when his interests are threatened.” On Lebanon's fabric, he noted that historic experiences have proven that the country cannot rise without its Muslim and Christians.
 “This fabric was never based on who has greater numbers,” he said while reading the Bkirki treaty that was declared after the Maronite bishops' monthly council.
“The Lebanese should be proud of the political and constitutional achievements they made while building their country decades ago. This same spirit must be regained at this critical time,” stressed al-Rahi. The church cannot stand idly by as dangers are threatening Lebanon, he stated.
 “The Lebanese can save themselves through completing the construction of the state and they should realize that any national project that does not serve national interests will fail,” he warned.
 He cautioned officials that their greed for power will only lead Lebanon towards the abyss.
Furthermore, he warned that the obstruction of state and constitutional institutions will result in the obstruction of the parliamentary and presidential elections. “The elections should serve as democratic opportunities to practice the rotation of power,” he explained. Lebanon must stage the elections in order to demonstrate that it truly is a democratic country that it boasts to be and in order to prove that it respects the rotation of power,” demanded the Maronite patriarch. “Electing a new president is a main condition for the rise of the state and there can be no move forward without it,” he added. The Bkirki treaty also emphasized the need to maintain Lebanon's “positive neutrality, which is based on its defensive abilities that are bolstered by the army and various security forces.”Lebanon must be strong enough to defend itself and serve its surroundings in order to achieve its message of diversity, noted al-Rahi. To this end, Lebanon should remain neutral from regional and international conflicts as stipulated by the Baabda Declaration.
 “Helping Lebanon end its crisis lies solely in returning to higher national interests that are based on the national pact and constitution,” stressed al-Rahi.
This can be achieved through internal dialogue that can help assert real peace, he explained. The new president is tasked with resuming the national dialogue among the Lebanese foes, the patriarch added. He also stressed the need hold the presidential elections on time and form a new government.
 

Maronite declaration to highlight Christians’ role

February 05, 2014/By Antoine Ghattas Saab/The Daily Star

The formation of a much-needed all-embracing Cabinet is still obstructed by difficult consultations but is not impossible, well-informed sources told The Daily Star.

Consultations aimed at forming a new Cabinet are tough but not impossible, although the decisions to be made [by the various political parties] are not easy. And it is impossible to overlook the Christian parties’ demands and form a Cabinet in which the two most prominent Christian parties, the Free Patriotic Movement and the Lebanese Forces, are not represented,” the sources said.

This has been made crystal clear by the Maronite patriarchate’s declaration to be launched Wednesday, a document that would include a historic playback of the body’s role in building the Lebanese state and its steadfast commitment to the principles of partnership, coexistence, the National Pact and protecting the role of Christians in the country.

The declaration will demand the implementation of decentralization as a preliminary step for balanced development in Lebanon and will reiterate the importance of the country’s disassociation policy.

The Daily Star received information that Maronite Patriarch Beshara al-Rai delegated a committee of civilian and religious specialists to prepare the declaration. It will be similar in its stance to the various famous Bkirki Appeals, the most important among which is the 2005 version, which called for the departure of the Syrian army from Lebanon. The declaration will also propose solutions and suggestions to reassure the Christians.

The sources noted that Rai had made the necessary adjustments to the document and announced his full agreement on every article in it.

The patriarchate’s declaration will focus on three issues, according to the sources.

First, it will remind people of the upcoming first centenary of the 1920 declaration of Grand Lebanon, which will occur in six years, and the importance of this milestone and its patriotic significance. It will point out the basic values on which an independent Lebanon has been built on, such as coexistence among the different components of the national family. The paper will raise a crucial question: What kind of future do the Lebanese want for their country?

Second, it will touch on the current political practice and the necessity of going back to the National Pact, which it says should be the base of inter-Lebanese relations. The declaration will stress that moving forward is dependent on resorting to this pact and every article of the Lebanese Constitution.

Third, it will stress that any attempt to amend the Constitution or the Taif agreement should be done with the goal of developing the pact and the political system in a way that allows all the Lebanese parties and groups to participate in a fair manner in the political process.

Amending the Taif Accord should be restricted to clarifying any confusion or ambiguity in its articles in order to correct the Lebanese political process, the declaration will say, as the Constitution – which was amended under the Taif pact – is being interpreted in different ways by various political parties.