فرنسوا
بقلم/الكولونيل شربل
بركات
بطل
آخر يسطّر
اسمه في سجل
الخلود...
ملحمة
من النضال
تضاف إلى
تاريخ هذا
البلد...
ضربة
جديدة
يتلقاها هذا
الشعب
العنيد...
ويبقى
لبنان...
إلى
متى يصرّون
على إذلالك يا
موطني؟..
إلى
متى يستمرون
في قطع
الرؤوس...
ألم
يعلموا بعد أن
في كل بيت رأس
جديد ومشروع
قائد؟..
في
كل بقعة أمل
بالنصر وتوق
للصمود؟..
وقفت
بكل كبرياء
الأبطال
وعناد أصحاب
الحق تدافع عن
الوطن كما
رضعته مع حليب
الأم...
بقيت
في الظلّ كما
الآلاف من
رفاق السلاح،
وكما
الملايين من
هذا الشعب
الصابر على
الضيم، ولكنك
لم تقبل به
ولا ارتضيت
بأن يستمر
عبئا على
لبنان وقيدا
لحرية بنيه...
وعندما
تسلمت الراية
علّمتهم كيف
يدافع لبنان
عن الحق، وكيف
يقهر الشعب
المحب كل
الطغاة والمستخفين
بقدراته...
من
صخور هذا
الجبل اتخذّت
القوة، ومن
خضرة غاباته
تعلّمت
العطاء، ومع
انفتاح بحره
عشقت الحرية.
ولن تتغيّر
هذه الطباع في
نفوس
اللبنانيين
حتى تتغيّر
طبيعة هذا
البلد؛ "هيكل
الله" وحامي التميّز
والتلّون
والتنوّع
التي تشكّل
جماله،
وتغذّي حوافز
الحرية،
وتقرّب بين
المشارب
والمعتقدات.
فهل من ضيم
إذا ما
تجمّعنا بالرغم
من الاختلاف؟
وهل من عار أن
ينبت البنفسج
بين العوسج
والأقحوان؟..
عندما
اختاروك
لتكون الضحية
أرادوا ضرب
أمل اللبنانيين
في القدرة على
ضبط الأمور
والتحكم بها...
هم
أرادوا
الفوضى،
وأرادوا
التهاون،
ولكنك كنت
الرد بضرب
الفوضى ومنع
التهاون...
هم
أرادوا أن
يقطعوا الأمل
بالتعاون
والتلاقي،
ولكن شهادتك
كانت رمزا
للتعاون
والتلاقي،
ومثالك كان
حافزا على
النهوض
والاستمرار...
رسالتك
اليوم لهم بأن
لبنان لن
يركع، وشعب لبنان
لن يرضخ، وأن
في كل زاوية
من لبنان
فرنسوا آخر
ينتظر أن يؤدي
الدور، وبين
أشواك هذا الشرق
الحاقد أمل
جديد لكل
المقهورين
فيه، وأن
الطغاة إلى
زوال، والظلم
إلى نهاية،
وأن طائر
الفينيق ليس
أسطورة وحسب،
إنه شعب مستمر
في عطائه،
ونبتة لا تقضي
عليها
العوامل ولا النيران...
اليوم
تنضم إلى
القافلة التي
جمعت رفاقا لك
في السلاح،
ورفاقا في
القيادة
السياسية،
ورفاقا في
قيادة الفكر...
تنضم
اليوم إلى
بشير ورنيه
ورفيق، إلى
جيران وبيار
وعيدو وغانم،
إلى سمير
وجورج ورياض
وسليم، إلى
الأب عقل
والمفتي خالد
والإمام
الصدر، إلى
الرفاق من
رميش ودبل
وعين إبل وبنت
جبيل الذين
سقوا كلهم
تراب الجنوب
وتراب لبنان...
تنضم
اليوم إلى حبة
الحنطة التي
تموت لتنبت فكرا
وقوة وإيمان،
إلى الخميرة
الصالحة التي
تعلّم أن
المحبة أقوى
من الحقد،
والخير أقدر
من الشر، وأن
المستقبل
ينتظر أفواج
اللبنانيين المستمدين
منك ومن
أمثالك صلابة
المواقف ووضوح
الرؤيا وثبات
الرأي، وأن
لبنان هو
الهدف فلا
الكراسي ولا
المناصب ولا
الهتافات
تغني عن الوطن،
ولو كره
الحاقدون،
ولو قصّر
المتزعمون،
ولو شذّ
القادة، لأن
لبنان ليس
ملكا لأحد،
وشعب لبنان
ليس رهينة بيد
زمرة، ولا
وسيلة للمراسلة
بين القوى
والأنظمة...
ألف
سلام لك يا
رفيق الدرب
ويا زميل
المهنة ويا
صديق الجيرة...
ألف سلام عليك
وأنت تلتقي من
سبقك من
الشهداء
الأبرار،
والرفاق
الميامين،
والجنود
البواسل. لقد
حق لك أن تتوج
بالغار وها بك
ترقد بين تلال
الغار في تراب
رميش العزيزة
التي لم تبخل
على الوطن،
ولم تتهرّب من
ضريبة الدم،
وهي سياج حي
للبنان لن
يهون ولن يسقط
مها حاول
الحاقدون...
كندا/تورونتو
في 17 كانون
الأول 2007