اليوبيل الذهبي للمونسينيور إيلي بركات خادم رعية عين إبل المارونية

31 كانون الثاني/2010

تحتفل عين إبل اليوم باليوبيل الذهبي لخادم رعيتها المونسينيور إيلي بركات الذي يعاني بصمت منذ أكثر من خمس سنوات مشاركا مع المسيح في آلامه لخلاص البشرية وهو عاش رسالته في خدمة رعيته طيلة خمس وأربعين سنة متواصلة إلى أن أقعده المرض متابعا بدقة تفاصيل التعاليم التي بنيت عليها الكنيسة مشددا على القيم والأخلاق مرافقا تربية الأجيال بدون تذمر أو كلل. المونسينيور إيلي يذكرنا بكبار القديسين الذين أعطوا بتفاني وهو اليوم يعيش آخر التجارب في تحمل الألم ألم عدم القدرة على النطق وهو الخطيب الذي طالما صدح صوته في الكنائس والمناسبات وعدم القدرة على الحركة وهو الذي لم يعتد التنقل إلا سيرا على قدميه وعدم القدرة على المشاركة في خدمة الرعية وهو الذي لم يغب مرة عنها.

وتكريما لهذا الخادم الأمين والراعي الصالح تدشن عين إبل اليوم قاعة كنيستها التي لبست حلة جديدة لتسمى قاعة المونسينيور إيلي بركات وتضم بين حناياها أسماء وصور كل الآباء الذين خدموا رعيتها والدير أو انطلقوا منها إلى كل لبنان رسل محبة وتضحية. وسوف تنقل نور سات الساعة العشرة من صباح الأحد القداس الذي يقام بالمناسبة مباشرة من كنيسة السيدة في عين إبل.  

 

المونسينيور إيلي مع كل الاحترام...

بقلم/شربل بركات

 

أيها المتألم بصمت، الحامل عبء المحبة الشاملة...

أيها المترفع حتى الزهد، الرافض لبهاء هذا العالم...

 

أيها المعلم المستنير بوحي من تعاليم السيد المسيح السائر على خطاه في كل مراحل الحياة...

 

يا من قرنت القول بالفعل ولم تحد عن المبادئ في زمن الغوغائية والفوضى

زمن التصارع على الفواني والتقاتل في ظل شعارات السماء...

 

يا من استمطر دعاءه الخير للكل، واستحضر نداءه القيم المتداخلة في وطن الإنسانية المتنوعة التي عرفت دوما الظلم ومقاييسه المختلفة فأنتجت يوما فلسفة الحياة ومبدأ التسامح بديلا...

 

يا من علّمنا أن الحب مقياسا أساس في عالم المادة المتصلب

وأن السماء تفرح بالرحمة مطلقا في ظل الصراع على مفاهيم العدل...

 

يا من حمل هموم الناس أجمعين وقدمها بطهر وصدق على مذبح الرب المقدس

يا من رفض التشاوف والتعالي واعتبرها تجارب للوداعة الطبيعية...

 

يا من يدعو الرب كل يوم أن يرفع المآسي عن وطن الأرز ويجمع بنيه تحت أفياء رحمته.

يا من تشتاق عين إبل لصوته الصداح في كنائسها العتيقة وبين تلال السنديان المتجدد.

 

يا من تطرد صلاته روح الشر وتنشر بشرى الخير وفرح السماء وتوزع الطمأنينة لمستقبل أجيال يسودها قلق على المصير ويغلفها خوف من التكاذب يقضي على آمال التعايش...

 

ماذا نهديك في ذكرى عزيزة على قلوبنا وقلبك وأنت هدية السماء الحية بيننا؟

خمسون سنة وأنت تحمل عنا الهموم وتبدّلها تعزية بأن الله سامع مجيب...

خمسون سنة حفظت الأمانة وكنت خير من يوصلها ويزيدها رونقا وطيبة...

 

المونسينيور إيلي ... وأعرف أنك لا تحب الألقاب، يعزّ علي أن تكون أنت غائبا عن هذا التكريم وأن أكون أنا، من تعلّم منك حب عين إبل وحاول دوما أن يعمل بين هوامش ما زرعت، غير قادر أن أوفيك جزء من الكرم الذي غمرتنا به وأسهم في تنظيم الاحتفال بيوبيلك هذا.

 

مع الشكر لأبناء عين إبل وكل من يرفع قيم المحبة وينشر عطرها وأخص اللجنة التي عملت على حفظ بعض من التراث في قاعة حملت بحق اسم من أشادها وخاطب منها في كل عيد رعيته المحبة ليشدد على خطها الصالح ويسهم بجمعها بين أيد أمينة...

 

وهل كثير علينا في بلد الجلجلة المستمرة أن نعيّد يوما بقديس جديد؟...

فيا أم النور صلي لأجلنا...

 

شربل بركات

كندا/31 كانون الثاني/2010