لكي
يبقى لبنان
بقلم/الكولونيل
شربل بركات
فلتصمت
أبواق الشر
فقد رأى الكل
أين أوصلتنا عنترياتها...
فليسكت
أقزام
الساحات
الذين ملأوها
عهرا وضجيجا
وقرعا فارغا
على الصدور
يوم غاب عن
لبنان أبطاله
الصادقين
وهداته
الورعين...
وليهدأ
الأغبياء
الذين
اعتقدوا أن
الحروب نزهات
وأفلام
تلفزيونية،
وأن القتال
خطابات
رنانة، وان
التصفيق يسقط
الطائرات...
ليعد كل
إلى حجمه، فلا
الانتحار
يبني الأمم، ولا
الشعارات
تطعم
الأفواه، ولا
العبث بأرواح
الناس
وممتلكاتها،
بأحلام
الأطفال وآلام
الكبار،
بمعتقدات
الناس
وتعاليم
السماء، يجني
غير الهزائم،
وينبت غير
الأشواك...
أين
الوعود يا
"سيد"
المواقف؟
أين
الصمود يا
قاتل الناس؟
أين
الأمس من
اليوم؟...
يوم كانت
أمريكا مكسر
عصا لك
ولأزلامك.
ويوم كانت
إسرائيل لعبة
أطفال، و"رمي
اليهود بالبحر"
على قاب قوس...
أين
ساحات الوغى
وملاعب
"الشهداء"؟
أين التبجح والتطاول
على الكبار
والصغار؟
لقد رميت
بكل العطف
الذي كان من
الممكن أن يثار
على شعب يذبح
لأنك صوّرته
قاتلا مأجورا
لا يرغب في
سلام ولا في
عيش بجانب
أحد...
لقد سلبت
الفقير حقه
بالأمان
والصغير حقه
بالحياة في
لعبة الموت
التي تصورت
أنك، وحدك، تملكها،
ووحدك القادر
على التحكّم
بقواعدها.
إن
الحاقد لا
يبني،
والمبغض لا
يعمّر، ولا تصنع
الأمم كل يوم
من الركام
والأنقاض...
منذ
أسبوع ونيّف
وقف "السيد"
شارحا بطولة
التعدي على
الجار الذي
كان أعطاه
الجنوب على طبق
من فضة،
وأعطاه
اعتراف الكل
بأنه "بطل
التحرير" (وأي
تحرير؟)،
وأعطاه كل
المساجين
دفعة واحدة.
وقف وبالفم
الملآن يقول
للعالم بأنه
خطط، ودرس،
ونفّذ "قتل"
لبنان وشعبه،
فهو فتح النار
وأطلق
البركان الخامد
منذ ست سنوات.
فهل من عتب
على البركان؟
منذ ست
سنوات وأمام
العالم كله
خرجت إسرائيل ولم
تأبه لكل ما
قيل، عادت إلى
الحدود
الدولية ولم
تلتفت لأي
تفاصيل. منذ
ست سنوات تركت
إسرائيل
لبنان، وتركت
"لهؤلاء"
الحل والربط على
أبناء الجنوب
وقالت لن
أتدخل في
لبنان، ولن
ألتفت إلى ما
يحدث فيه،
وبالطبع كانت
مخطئة، لأن
جارا كهذا لا
يعرف قيمة
الجيرة ولا
يعرف قيمة
النعمة التي
يعيشها خطر
على الكل.
ماذا
ينتظر لبنان
من "العدو"؟
عندما
تعلن الدولة
كلها
"العداء"
لإسرائيل في
هذه الأيام،
وبعد أن خرجت
من كل لبنان،
وبعد أن اعترف
كل العرب بها،
حتى
الفلسطينيين
أصحاب الشأن،
يأتي لبنان،
الطالع من
"ثورة الأرز"،
المتحرر من
قيود سوريا،
المنفتح على
الكون
بأجمعه،
ليقرر العداء
لإسرائيل، ثم
يترك زمرة
تنادي بالقضاء
عليها،
تتسلح،
وتتحضر،
وتتدرب،
وتنصب الصواريخ
وتوجهها على
كل مدنها
وقراها،
وتتحداها
بمناسبة
وبغير
مناسبة، فلا
تجد من مجيب، فتعتقد
بأن هذه
بالفعل
تخافها وتحسب لها
الحساب.
قد يكون
صحيحا أن
إسرائيل تخاف
حزب الله هذا،
ولما العجب
فاللبنانيون
يعتقدون بأنه
يخيفها وقد
سبق وأرغمها
على الخروج من
لبنان. أو قد
لا تكون راغبة
بالقتال، إذا
فرغبة جماعة الحقد
في لبنان أقوى
من أسلحة
إسرائيل.
نعم لقد
بنى حزب الله
هذا
استراتيجيته
على ما أسماه
توازن الرعب،
وأعتقد بأنه
يستطيع فعلا
أن يوازي
إسرائيل. ولم
يردعه أحد.
لا بل بدأ
الذين كان من
المفترض أن
يتحلوا بالفهم
وبعد النظر،
والذين كانوا
فضلوا النفي على
الخضوع
للمحتل
السوري
وأذنابه،
يسوّقون لهذا
"التوازن"،
فهل من عتب
بعد على
الرعاع وصبية
الشوارع إذا
ما أغترّوا
بالأمر؟
هل من عتب
على من تخرّج
من "النجف
الشريف"، وهو
ليس بكلية عسكرية،
على علمي، بعد
أن يعترف له
الجنرالات خريجي
أعلى المعاهد
العسكرية في
العالم والذين
علّق "شعب
لبنان
العظيم"
آماله عليهم،
بالعبقرية في
الستراتيجية،
ويؤيدون
أفكاره في توازن
الرعب؟
هل نعتب
عليه إذا ما
أخذته طفرة الغرور
إلى أن يخطط
لجر إسرائيل
إلى حرب
استنزاف
يفقدها
المعنويات ثم
يتركها عرضة
للتخبط في
وحول الداخل
بعد أن تسلّل
إلى المجتمع
الإسرائيلي
نفسه وجنّد
نوابا عرب،
بالإضافة إلى استعمال
الديمقراطية،
سلاح الدول
الحضارية،
لقلب داخل
السلطة في
فلسطين ضد
السلام الذي
نشأت عليه؟
نعم لقد
دخل السيد
وربعه في حلف
استراتيجي أيراني
سوري وأدخلوا
لبنان فيه،
رغما عنه، كطرف
مقاتل يجرونه
إلى الحرب
ويمنعون شعبه
من الانتفاض
خوفا على
"الوحدة
الوطنية"،
فيصبح ساحة
قتال مجددا،
وينعم السيد
وربعه
بالمغانم
والهدايا من
بترول أئمة
إيران وهو ينفذ
خطط وتعاليم
بعثيي سورية،
ولا هم عند
هؤلاء إن خرب
لبنان أو تشتت
أهله، فإنما
غايتهم كانت
ابتلاعه منذ
البدء
والغاية تبرر
الوسيلة.
لقد قامت
"العدوة"
إسرائيل
بالرد على
الحرب بالحرب،
فإنما هي
العدوة،
ولبنان
الخائف من حزب
الله
والمرتعب على
"الوحدة
الوطنية"، قد
أعلن تبني هذه
العداوة على
طاولة الحوار
الوطني،
وانطلاقا من
هذا التبني
قرر حزب الله
المبادرة
بإعلان
الحرب، فما
الغريب
بالأمر؟
اللبنانيون
المنظّرون في
الصالونات
كانوا
يريدونها حربا
محصورة في
الجنوب،
وعندها فلا
مشكلة، وقد قالها
وزير السياحة
أيضا بالفم
الملآن، عندما
تكلم عن
توقعاته
لموسم الصيف،
بأنه يتمنى أن
تبقى الأمور
محصورة في
الجنوب.
ما هذا
الكلام الغير
مسؤول إنه
يذكرنا ب"فتح لاند"
في بداية
السبعينات
والتي أدت إلى
الحرب على لبنان.
كفى
استهتارا
بذكاء الناس
أيها
اللبنانيون الأحباء،
افتحوا
عيونكم
وانظروا إلى
الدمار
والخراب،
فالحرب ليست
بنزهة ولا هي
تنحصر ساعة
نشاء وتنتشر
حيثما نريد،
وأنتم لستم
أهم من كل
أبناء الشرق
الأوسط، إلا
إذا ما قرنتم
الذكاء الذي
اشتهرتم به
ببعد النظر
والواقعية.
ومن هنا
عليكم اليوم
وقبل غدا، أن
تقولوا لكل من
ساهم في إيصال
الحال إلى هذا
الدرك أن يسارع
إلى سحب كلامه
والاعتراف
بخطئه،
فالاعتراف
بالخطأ فضيلة.
قولوا
لنصر الله
بدون مواربة
بأنه مجرم
حاقد قد أذل
شعبه وشرده
ولا يعلم إلا
الله متى
تنتهي هذه
المآسي، قولوا
له أن التاريخ
سيحاكمه إن لم
تحاكمه الأمم
المتحدة كما
فعلت
بميلوسوفيتش.
قولوا
للحود أن يصمت
وينسحب بدون
ضجيج من الساحة
قبل أن تسقطه
الجماهير
الغاضبة يوم
تنتفض على
الظلم الذي
جرها إليه ولا
يجرؤ أن يهدد بإنزال
الجيش إلى
الحرب فالجيش
ليس ملكه وهو
يجب أن يسهم
في منع تعريض
لبنان للخطر
لا أن يساند
من يقامر
بمستقبل
البلاد بدون
أي سبب أو
نتيجة أو حق.
وقولوا
لبقية
الزعماء أن
يخففوا من
التبجح والظهور
على الشاشات،
لأنهم لا
يعرفون أين يقودون
السفينة،
والسفينة
اليوم، أكثر
من أي يوم
مضى، بحاجة
إلى ربان حكيم
يعرف أن ينظر
إلى البعيد
فيقلل من
مشاكل الناس،
يعرف أن يحزم
الأمر فيقف في
منتدى الشعوب
الحرة ويكون
واحدا منها.
يعرف أن يجمع
الأكثرية
ليمنع الأقلية
العمياء، إن
لم نقل
المتآمرة، من
أن تجر البلاد
أكثر فأكثر
إلى أتون
النار والدمار.
أيها
اللبنانيون
توحدوا على
قول الحق
والحق يحرركم.
إن الأمم
المتحدة رسمت
لكم الطريق
قبل أن تقعوا
بالفخ وقالت
لكم هوذا
الدرب الصحيح
الذي يوصل إلى
الخلاص،
ولكنكم خفتم
من الفتنة
وأنتم تعلمون
من هم أصحاب
هذه الفتنة
وهم يعرفون أنكم
تعلمون وأنكم
تخافونهم ولذا
فقد استمروا
بقيادتكم إلى
الهاوية لأنهم
لا يريدون
السقوط وحدهم.
أيها
الأحباء
نناديكم من
خلف البحار
ونحن نرى
المآسي التي
تلم بكم،
ونعرف كم هي
صعبة وكم غالية
الأرض التي
أحببنا
وأحببتم وها
نحن نطرد منها
لنقف على
أبواب الناس.
يجب أن تعلموا
أن أخوة لكم
يعرفون وجعكم
ويجاهرون
بالحق،
يريدون لكم
الخلاص،
والخلاص لا
يأتي بالكلام
المعسول الذي
وزعه اليوم
نصر الله وهو
لا يزال يهدد
من تحت الركام،
فهل ذهب إلى
بنت جبيل وزار
الذين غرر بهم؟
وهل بقي
في الضاحية
التي قلبت
رأسا على عقب؟
وهل يهمه
كل ذلك؟
وهل يهمه
إن خرب
لبنان
بأكمله؟
لماذا يطلق
جماعته
الصواريخ من بين
المنازل ألا
يكفي
الجنوبيون
دمارا وخرابا؟
لماذا لا يعترف
بالهزيمة
ويقبل
المعروض عليه
من قبل العالم
المجتمع
اليوم؟
فالعار ليس
أن نعترف
بمقدرتنا، بل
العار أن
ننتحر بدون
فائدة.
وثقافة
الانتحار
التي بنى نفسه
عليها ستأخذه
بدون شك
ولكنها اليوم
تأخذ الوطن
ومنجزاته
وأبناءه
معها، وتدمر
أحلام الصغار
وتدفن أعمال
الكبار.
لا بد لنا
لكي يبقى
لبنان من وقفة
تكمل مسيرة ثورة
الأرز فتعلن
عن حياد لبنان
واللبنانيين
في هذه
المعركة،
وتطلب من كل
مواطن أن يلقي
السلاح ويمنع
التعدي، لنمضي
مع العالم
الحر،
المجتمع من
أجلنا، إلى
ورشة بناء يقف
معها مرة
نهائية
التعدي منا
وعلينا،
ونعيد تأهيل
أبنائنا
الذين
أفسدتهم الأفكار
الهدامة
وثقافة الحقد
والانتحار،
ونحضّر لفتح
صفحة جديدة من
التعاون مع
الكل، ورفض مبادئ
العداوة
بمساعدة
الأمم
المتحدة والقانون
الدولي، فأمم
العالم اليوم
تنتظر منا
موقفا لبناء
المستقبل لا
لهدم لبنان
مرة نهائية.
كندا - تورونتو
في 26 تموز 2006
الكولونيل
شربل بركات/
نائب رئيس
الإتحاد
الماروني
العالمي