حزب
الله... إلى
متى؟
الكولونيل
شربل
بركات
بالأمس
فرض حزب الله
على
الجنوبيين
وضعه "محررا"
للأرض التي
كانوا حموها
بأجسادهم
ودماء
أبنائهم
ومنعوا عنها
أية حركة
استيطان كالتي
كانت جرت في
الجولان
والضفة
وسيناء، لا بل
وقفوا حاجزا
ضد من كان
يريدها أرضا
محروقة ويخطط
لشعبها أن
يبقى كغيره
مشردا تائها
ينادي من بعيد
ويتغنى
بالضرب على
الصدور
تهديدا ووعيدا،
أو كذلك الذي
بعد أن وصلته
"الدولة" على طبق
بجهد
"المحبين"
رفس الطبق
وأسقط ما فيه
ليتغنى
بحصوله على
عظمة مما وقع
على الأرض ويتباهى
بأنه اقتنصها
بقوته.
بالأمس،
ولأنهم رفضوا
أن يصبحوا
رقما في
معادلات
القوى الإقليمية
في الشرق
الأوسط،
هجّر، تعنت
المحتلين
وقصر نظر المسؤولين
في الحكم
وتجبّر حزب
الله، أبناء
الجنوب من بيوتهم
وفرض عليهم
سلسلة من
الإجراءات
المذلة لم يكن
أقلها
الحرمان من
الحقوق
المدنية في كثير
من الأحيان
ومنع حتى دفن
الموتى في
التراب الذي
استماتوا من
أجله.
بالأمس،
وبعد أن هلل
اللبنانيون
له وجعلوه مؤلها
بسبب حقدهم
الأعمى على
أحد الجيران
دون أن يشعروا
بما قام ويقوم
به الجار
الآخر الذي
كان ينهش من
لحمهم ومن
كرامتهم
ويبدد آمال
أبنائهم بعيش
كريم، قام هذا
الذي سمى نفسه
حزب الله
(والله بريء
منه ومن
أعماله) بفرض
سلطته على كل
لبنان بالقوة
وبإذلال كل من
وقف بوجهه من
الشيعة أبناء
طائفته أولا
ومن ثم كل الباقين.
لا
عجب أن يخطف
حزب السلاح
المواطن
الجنوبي جوزيف
صادر أمام
أعين
المخولين
بحماية الناس،
فهو كان اختطف
الحكم بأسره
وفرض حصارا
على وسط بيروت
ثم خطف زعماء
كسعد الحريري
ووليد جنبلاط
وأبقاهما مع
كل بيروت
رهينتين إلى
أن قبلا به
شريكا في
الحكم بشروطه
المطلقة، وهو
احتل دار
الإفتاء
الشيعية في
صور وهجر
المفتي السيد علي
الأمين لأنه
لم يرض بما
يقومون به.
يتساءل
البعض كيف
يقدم جماعة
هذا الحزب
والدائرين
بفلكه
بالتعدي على
الناس، خاصة
بعد المظاهرة
الحاشدة التي
ضمت مئات
الآلاف لتظهر
مرة أخرى بأن
لبنان وشعبه
يريدون
التخلص من
تحكّم
الغوغائيين
وسلاحهم واستعلائهم
على الكل،
ولكن من أعماه
الغرور وأغواه
قبول الآخرين
بأكاذيبه،
لأنها لم تكن تعنيهم
مباشرة على ما
يبدو، سيستمر
بفرض رأيه بالقوة
طالما لم تسقط
مقولة
"المقاومة"
والنضال
اللتان يختبئ
خلفهما.
اللبنانيون
خلقوا أحرارا
ولم يشعروا
بالذل بالرغم
من الحروب
التي أرادت
تحجيم
عنفوانهم
والأموال
التي دفعت
لذلك
والشعارات
الكاذبة التي
تنشر حولهم،
وبالرغم من
البطولات
الفارغة التي
يحاول البعض أن
يتغنى بها
ليشعرهم
بالنقص، فهم
يعرفون عمق
الأشياء في قرارة
نفوسهم ولا
يعيشون
مظاهرها فقط.
الذين نزلوا
إلى ساحة
الشهداء
كانوا يعرفون
مسبقا أن ردة
فعل أصحاب
السلاح ستكون
عنف في جهة ما وبشكل
أو بآخر
ولكنهم
تحدّوا هذا
الوهم ونزلوا.
صحيح أن جزاء
البعض منهم
كان ضربا
بالعصي
والبعض الآخر
بالسكاكين
وصحيح بأن
رجلا قتل من
جراء
تعدياتهم،
ولكن شعب لبنان
الذي يحاولون
إخافته لم يخف
وسوف يحاكم القتلة
وزعماءهم لا
بل سيطالب المسؤولين
عن الأمن
الذين عرفوا
كيف يمنعون التعدي
على المارة في
الجبل
فيمنعون
الفتنة ولكنهم
لم يعرفوا أن
يوقفوا خاطفي
جوزيف صادر بالرغم
من مطاردتهم
لأنهم دخلوا
دولة أخرى لا
سلطة لهم
عليها، أو
قتلة زين
الدين لأنهم
قد يزيدون في
تعديهم لدرجة
تؤثر على مناخ
التهدئة.
ليست المرة
الأولى التي
يواجه فيها لبنان
مأزقا حرجا
حيث يفرض الشر
نفسه على الآخرين
ولن تكون
الأخيرة لأن
بعض
اللبنانيين لا
يزالون
يكيلون
بمكيالين
ويقبلون بأن
يحتضنوا من
يدعي مواجهة
"العدو" حتى
ولو قتلهم ونكّل
بأبنائهم
وفرض عليهم
حقده وشره.
الشرق
الأوسط سيبقى
للأسف ساحة
صراع ولن ينتج
أكثر من
المآسي
والشقاء
بالرغم من كل
مظاهر الثروة
التي تغلفه
وذلك لأن
المواقف في
سياساته تعتمد
على توجيه
الحقد لا على
نزع أسبابه
والتفتيش على
حلول تريح
أبنائه بدل
التفتيش عن
مصادر ألم
جديدة
والتغني بها
وبمفتعليها.
اليوم يقف
لبنان مرة
أخرى أمام
تحدّ جديد فهل
يصلح القلم
والدعوة
للتكاتف
والالتزام
بالدولة سلاحا
وبالديمقراطية
حكما لوقف
عدوها الأساسي
الذي يتمثل
بالسلاح
الفارض نفسه
ومنهجه بالقوة
على الآخرين؟ أم أن
السلاح
وطريقته
ستعصى مرة
أخرى على رأي
اللبنانيين
وستفرض حكمة
الحكماء
تخليا جديدا عن
الحق باتجاه
هيمنة الباطل؟
الذين
يتكلمون عن
التهدئة وعن
التخفيف من الخطب
المثيرة
للفتن هم على
حق، ولكنهم
ينظرون في
أغلب الأحيان
من خلال
نظارات
أرادوا بها
حجب جزء أساسي
من الصورة
يقلقهم ولذا
فهم كمن يعرف
الداء ولكنه
غير قادر على
مواجهته فيدفن
رأسه ويقنع
نفسه بأنه لا
بد من يأتي من هو
أقدر ليخلصه
منه بدون جهد
أو عناء.
جميل
أن نعود لنسمع
خطب تغلفها
التقية ونشهد جمال
التلون الذي
يريح السامع
إن من الجهة
التي غدر بها
أو من تلك
التي اعتبرت
أنها خاسرة في
مشهد التجمع
الذي جدد
البيعة بعد كل
ما جرى، ففي
كلام السيد جنبلاط في الشبانية
ظهر جليا هذا
القبول
بالواقع ولو
على مضض وفي
كلام السيد
نصر الله
اليوم في مجمع
الشهداء كلام
مشابه ولو من
فوق، ولكن
الأجمل أن
نعرف أين يكمن
الجرح فنسارع
إلى مداواته
ونقبل بأن
للآخر أيضا
كرامة وشعور
فلا نجرحه
ساعة يلذ لنا
والأهم أن
يعرف المواطن
أن هناك دولة
تحميه وتلاحق
حقه بالحياة
لا فلكلورا
يخاف القاتل
فيعاقب
القتيل
ويتهيب
الخاطفين
فيذنّب
المخطوف
ويتبرأ منه.
إلى متى
ستبقى الحاجة
لسلاح يحمي
المواطنين من
أن يقتلهم من
يدّعي الدفاع
عنهم بدل من
أن تحميهم
الدولة
الجامعة
القادرة
والتي لا فرق
عندها بين
مواطن وآخر
إلا بقدر التزامه
بالقانون
وقبوله بحقوق
الآخرين؟
الكولونيل
شربل
بركات
تورونتو – 17- شباط -
2009