وفائي...
بقلم/الكولونيل
شربل
بركات
ذاك القلم
الذي لم يتوقف
عن الإبداع،
ولو في عالم
السياسة...
يقولون أنه
سكت...
تلك
البسمة التي
لم تفارق
محياك أبدا،
هل يمكن أن
تضيع؟...
وفائي... يا
رفيقا جمع
الضحك إلى
الجد فجعل أيام
الكل أقل قساوة...
لماذا قسوت؟
وفائي... يا
من شعرت صغيرا
بالألم لفراق الوالد
المحب، لما
تركت من أحببت
يعيش نفس التجربة؟
بالأمس
فقدنا بول أول
المحبين في
ذلك العقد النفيس
الذي توزّع في
كل الأصقاع
وبقي يضيء،
فلما تتركنا
اليوم وبعد
نصف عام،
وبنفس السرعة،
ومن دون
إنذار؟...
هل شح
الزيت في سراج
السماء
فاستدعيت
ولبيّت النداء؟...
أم هل
أننا أضعنا
نجمة العيد
التي هدت ملوك
المجوس إلى الطريق،
فصرت أنت
النجمة التي
تهدي إلى
الفرح... إلى
السلام... وإلى
المحبة؟
في
هذا الزمن
المقدس، زمن
ولادة ملك
السلام، زمن
ولادة ملك
النور، هل
فعلا شحّت
الأنوار
الهادية
لتستدعي
انتقالك أنت
إلى هناك
فتملأ السماء
وتشع على كل
الأرض منيرا
دروب البشر
وهاديا قلوب
الناس مزيدا
من البسمات
والمرح؟
عرفك قراء
العربية
كاتبا محللا
وصحافيا
بارعا وناقدا
دقيقا، ولكن
من أقترب منك عرف
الوجه الآخر
لذكائك الفذ،
وخفة الدم، وسرعة
البديهة...
وفائي... أي وفاء
هذا الوفاء
لوالد كان
رسول هدى وعلم
وأدب، وإذ عرف
ربما، أنه قد
يغيب باكرا،
طبعك بالاسم
الذي يدل على
وفائه
لمجتمعه وبيئته
وربعه، فإذا
بك تحمل
الرسالة
وتمسك القلم
وتبدع بما
أبدع به سليم عطالله
المربي والمعلم
والخطيب...
سوف
نفتقدك في كل
جلسة تجمع
الرفاق، وفي
كل مناسبة
تحتاج لخطيب،
وفي كل مرة
تقسو الدنيا
علينا فنحنّ
إلى نكتة فذة
تفرج الغم أو
تعليق منمق يبعث
الضحك أو موقف
مثير يحرك
فينا الرغبة
للانفلات والانعتاق...
ماذا
نقول لعطاالله
الذي كان الأب
والأخ ولا
يزال يحمل
هموم العائلة
والمجتمع
والوطن؟... ماذا
نقول لرجائي، وهل
من كلام يعزي
سوى ذلك
الرجاء الذي
هو أيضا من
قيم الآباء وقد
طبع في اسمه؟...
ماذا
نقول لغنوة
التي سوف
تفتقد لك في
كل موقف وفي
كل وقت، فأنت
لست ممن يمر
دون أثر؟...
وماذا
عن سامر الذي
لم يكن
بقربك ساعة
الوداع؟ وهل
ستنسى تمارا
ذلك الموقف
الذي لا تحسد
عليه؟
وفائي... يا
غصنا نضرا في
شجرة باسقة
نتمسك كلنا
بها لتصمد
أمام الرياح
الهوجاء التي
تواجهنا
اليوم ولا
نعرف هل من
خلاص أو أمل... ليتنا
عرفنا أن
نستغل وجودك
بيننا أو
تعلمنا منك الابتسام
أمام الصعاب
والاستهزاء
بالقدر والتندر
بالمشاكل...
لكنك ستبقى
معنا وبيننا،
وستنير
كتاباتك طرق
الكثيرين،
ولكن فلسفة
الحياة التي
عشت، وبسمتك
الدائمة،
وسخريتك من
الهموم، هي من
سيبقيك
الملهم لنا...
وسوف
نذكرك...
شربل بركات
تورونتو 18- كانون
الأول- 2006