المعارضة
اللبنانية
وحزب الله
الكولونيل/
شربل
بركات
المعارضة
اللبنانية
التي تسلك
طريق
الديمقراطية،
وتشدد على
النمط الجديد
في انتزاع
الحقوق، برفض
الخوف، ورفض
الرضوخ
للقوة، وبنفس
الوقت، رفض
استعمالها
كوسيلة
للوصول إلى
الحق، هي بلا
شك على طرفي
نقيض مع حزب
الله.
فحزب الله
منظمة
إرهابية،
شئنا أم
أبينا، وتاريخه
شاهد بذلك،
بينما هذه
المعارضة
ترفض حتى
"ضربة الكف".
وحزب الله
تنظيم من لون
واحد وفئة
واحدة، تكودرت
وتنظمت
تحت إشراف
حراس الثورة
الإيرانيين،
ولم يكن للبنان
في نشأتها إي
فضل، إلا
استعمال جزء
من بنيه
واستغلال
حاجتهم
وحماسهم،
وبعض من
العنفوان
المكبوت،
واستعماله في
غير محله.
بينما هذه
المعارضة قد
ضمت كل
اللبنانيين؛
طوائف
وأحزاب،
مناطق
وطبقات،
منابت
ومفاهيم،
ولكل منهم
مكانه،
ودوره، وحقه
في البديهيات؛
وهي تبدأ
بالحق في
الحرية،
والحق في
السيادة،
والحق في
الاستقلال. فكيف يدعي
حزب الله بأنه
قاتل ليحرر
لبنان من الاحتلال،
وهو يرفض
اليوم أن يخرج
المحتل
الآخر؟ وهل
كان احتلال
الشقيق أرحم
من احتلال
العدو؟
وكيف يريد حزب
الله أن تلفلف
جريمة يعرف
القريب والبعيد
من وراءها،
وقد أريد منها
كم الأفواه وإرهاب
البقية، إلا
إذا كانت له
مصلحة بهذه
اللفلفة أو يد...المعارضة
اللبنانية
حالة جديدة
ولدت من القهر
المفروض بقوة
التسلط، ولدت
من المعاناة التي
غلفتها
الشعارات
الواهية، ومن
القلة التي
فرضتها سيطرة المحاسيب. المعارضة
اللبنانية
وجه حضاري
للبنان، يريد
أن يخلع عنه
الوجه القبيح
الذي ألبسوه
إياه طيلة
ثلاثين سنة؛
وجه الإرهابي
والجزار، وجه
الانتحاري
الحاقد، وجه
موزع العنف والمبشر
بالشر. المعارضة
اللبنانية،
قالها نصر
الله، هي
معارضة سلمية
لا يمكنها أن
تأذي ولا أن
تخيف فلا
أنياب لها ولا
أظافر.
نعم تختلف
المعارضة
اللبنانية
التي تعلم العرب
والعالم،
اليوم، بأنه
لا يزال هناك
أمل بالتغيير
لصالح الشعب،
وبواسطته،
ومن دون العنف
الذي تعودنا
أن نراه يخنق
كل أمل ويبدد
كل رجاء، تختلف
طبعا عن أولئك
الضاربين على
الصدور في كل
مناسبة،
المدججين
بالسلاح
والمتفجرات،
الذين لا يرون
حولهم إلا
القتل وسيلة
للوصول إلى الهدف،
والموت سلاحا
يتشبثون به.
الفرق كبير
وكبير جدا،
بين ما أصبحت
عليه هذه
المعارضة في
خلال أشهر
قليلة لا
تتجاوز أصابع
اليد
الواحدة،
وبين ما هو
عليه حزب الله
المتبجح بأنه
قاوم وحرر،
ولا يزال وحده
يعرف صالح
الناس، ووحده
عنده الحلول،
ووحده يقدر
على قلب المعادلات.
المعارضة
اللبنانية
تسير في طريق
هو مستقبل الأجيال،
وهو أمل بقدرة
الشعب على
التقدم، فهو
الذي يجب أن
يختار ممثليه
وعليه أن
يحاسبهم، ولن
تفرض سلطة
زعماء لهذا
الشعب، ولن
تفرض قوة رأيا
عليه إذا هو
عرف أن يحافظ
على القانون
وأن يحمي هذا
القانون من
المتسلطين
وأصحاب
المصالح. المعارضة
اللبنانية
يجلها العالم
اليوم ويقدر
ما هي فاعلة،
وسوف تعيد
للبنان دون شك
وجهه وموقعه في
العالم، بدون
إراقة دم،
فالكلمة
والموقف قاطعان
أيضا كحد
السيف،
وعندما يجمع
الشعب فهو لا
شك يحسن
الاختيار.
لقد حاولت
المعارضة
اللبنانية،
وهي المؤمنة
بالديمقراطية
وبالحوار
وبحق الآخر، أن
تحاور حزب
الله، وقد
رأينا في كل
يوم وجها من
وجوه هذا
الحزب يناقش
أحد وجوه هذه
المعارضة على
الشاشة
الصغيرة، وقد
شعر كل مشاهد
بأن جماعة حزب
الله لا
يحاورون، بل
يفرضون ما
عندهم وكأنها
مسلمات،
ويناقشون
وكأنهم وحدهم
العارفون،
وكأن لهم على
الوطن، وليس
للوطن والشعب
عليهم أي
واجب، فهم
يحللون
ويحرمون ما يشاؤون،
ويفسرون
الأمور كما
يحلو لهم،
وكأنهم أعلى مستوى
من محاوريهم،
أو كأنهم
يشفقون على
هؤلاء
فيسمحون لهم
بإعطاء بعض
الرأي أحيانا.
ولكن تعنت حزب
الله
واستمراره في
ترأس وقيادة
حركة مساندة
للاحتلال،
وبالرغم من
وقوف اللبنانيين
جميعا في
الموقع
الآخر، يدل
فعلا على
نوايا هذا
الحزب. فهو
لا يعرف معنى
للديمقراطية،
ولا يسمح
للرأي الآخر،
ولا يعترف
بالتعددية،
ولا بالحوار
البناء، وكل
ما يحسنه هو
التعبئة،
والحقد،
والتخوين،
وإرهاب الآخر.
وهو لن يرتدع
دون شك، عن
محاولات
تخريب الصورة
التي يظهر
فيها لبنان،
لأنها لا
تخدمه كحزب
عقائدي من لون
واحد اعتمد
العنف وسيلة
للوصول، ولو
غلفه ببعض
الأشكال
الاجتماعية
التي تخدم أهدافه
وتؤمن له
التواصل مع
الناس وفرض
نفسه عليهم،
فهو يحل محل
الدولة في
الأمن والخدمات،
ويحل محل
الناس في
التمثيل
والرأي، وكل قراراته
تسقط عليه
وعلى الآخرين
من فوق. ولذا فهو
ليس من طينة
معارضة
اليوم، ولا من
نسيج هذا
الشعب الذي
سئم مصادرة
قراره
واستعماله
وقودا
للآخرين.
إن قرار
المعارضة
بوقف الحوار
مع حزب الله،
قرار صائب، آن
أوانه، ويجب
ألا يخاف منه
البعض أو من
ما قد يقوم به
هذا الحزب،
فمهما أعطي
فهو لن يقترب
من المعارضة
لأن مصالحه
ومصالح
اللبنانيين
متناقضة، فهو
يستعمل
الدولة
والناس منذ
عشرين عاما ونيف،
وقد استبقى
إسرائيل خمسة
عشر عاما حتى
فرض نفسه على
كل
اللبنانيين
لاعبا وحيدا،
واستبقى سوريا
خمسة عشرون
عاما ولا
يريدها أن
ترحل، كي لا يرفع
عنه الغطاء
ويصبح واحد من
اللبنانيين وليس
مفروضا عليهم.
إن زمن
السلاح
والإرهاب
وألعابهما قد
ولى، والشرق
الأوسط قادم،
بمساعدة
العالم الحر،
على عهد جديد
من
الديمقراطية
الحقيقية،
التي تغني عن
التقاتل،
وتدفع بالتطور،
وتؤمن
الاستقرار،
وتجلب الرفاه،
وكل ما عاداها
سيسقط على
الدرب. وهؤلاء
الذين فرضوا
أنفسهم على
الطائفة
الشيعية
أولا، ثم على
اللبنانيين
جميعا بواسطة
الاحتلال، سوف
يؤن أوانهم، وسيرذلهم
الشيعة أولا،
ثم كافة
اللبنانيين،
وسيسقطون،
دون شك، في
مزبلة
التاريخ.
أيها
اللبنانيون
الشرفاء، يا
من جمعكم
القهر والذل
والاستبداد،
يا من وحدكم
الظلم والعهر وعدم
الاهتمام، لا
تخافوا من
هؤلاء إذا ما
هددوا،
فسلاحهم
سيرتد عليهم،
وقوتكم
بتنوعكم ووحدتكم
في سبيل لبنان
الحر السيد
المستقل الذي
يحمي بنيه
ويمنع عنهم
الأذى، لا ذلك
الذي يحمي
المحتل
وزبانيته
ليسمح لهم
بالتمادي والتطاول
على الزعماء
والمخلصين من
أبناء الوطن
ويطال الرموز
والقادة
الشرفاء.
إن الاختلاف
بالرأي ليس
بالجريمة،
والتنوع والتلون
غنى للمجتمع
وصحة له، ولكن
هناك قواعد
ومفاهيم يجمع
عليها
العالم، ولنا
الحق كلبنانيين
أن نحكم أنفسنا
بدون تسلط
شقيق أو قريب
أو بعيد،
وبدون تدخل من
أحد، فكيف إذا
ما كان هناك
من يحمي قتلة
زعمائنا،
ويهدد أمن
أهلنا، ويسرق
لقمة العيش من
أفواه
الفقراء، وكل
من يفسر ذلك
بغير محله
ويتعنت
ويتجبر ليس
أهلا بأن يحسب
بينكم ولا أن
يعد عليكم.
16/3/2005