هل يكون
مقتل عماد
مغنيية بداية
الانتحار أم نهاية
التطرف؟
الكولونيل
شربل بركات
كل
ما قيل وما
سوف يقال عن
عماد مغنية لن
يغير الوضع
الجديد لدى
حزب الله
وأسياده
الإيرانيين
كي لا نشمل
محور الشر
عامة. ولكن هل
يجري حزب الله
كما تفعل
إسرائيل عادة
(لأنه يحب
التشبه بها)
إعادة تقييم
استنادا إلى
هذا الوضع
الجديد، أم
أنه سوف يمضي
بقوة الدفع
لفترة يكتشف بعدها،
وربما بعد
فوات الأوان،
بأنه قد خسر
الرهان وأضاع
الفرص
المتتالية
مرة أخرى دون
أن يبقي على
أي من
"إنجازاته"؟
عماد
مغنيية أو
الحاج رضوان
أو أي اسم آخر
أحب أن يسمي نفسه
به كان دون شك
عنصرا مهما في
عمليات حزب الله
لا بل قائدا
لما نستطيع أن
نسميه بكل
صراحة
الإرهاب
المنظم
والمدعوم من
دول عندها من
الطاقات
والموقع ما
كان يمكن أن
يضعها في واجهة
النظام
العالمي
ولكنها فضلت
التوجه بعكس السير
والخروج على
الإجماع، وهو
تغطى برجال
دين قادوا ولا
يزالون
يقودون شعوبا
وجماهير نحو
صراع مع
العالم ونظمه
وقيمه
ومفاهيمه متعلقين
بالقشور
ومحتالين على
الجوهر ودافعين
نحو الشر الذي
في النهاية
إنما يحرق
أهله.
عماد
مغنيية
وأمثاله من
المقاتلين
اللبنانيين
كنا نود لو
أنهم دخلوا
التاريخ من
باب القدرة
والرحمة، من
باب الحكمة
وبعد النظر،
من باب الاجتهاد
لرفع شأن
وطنهم
والمواطنين،
لا أن يدخلوه
من باب القتل
الوحشي بدون
شفقة ولا رحمة،
من باب
الإرهاب على
المدنيين
العزل أولا في
طائرة "تي أم
أي" أو
الجابرية
الكويتية، ومن
ثم في خطف
الصحافيين
وكل من هو ليس
منهم، وكأن
العالم يتلخص
بهذه الحفنة
من القتلة أو
كأن لبنان
يمكن أن نحصره
في حي من
بيروت، أو كأن
الطائفة
الشيعية،
التي تحمل من
جذورها في
جنوب لبنان
إرث
الفينيقيين
المنتشرين في
كل الأصقاع
والمعتمدين
على الجهد في
طلب لقمة العيش،
يمكن أن
نجعلها عدوة
للعالم
ونجرّم كل طفل
خرج من رحمها.
عماد
مغنيية
وأمثاله، ولو
تخفّوا تحت
العمامات هم
خوارج عن
الدين
ومجرمون بحقه.
هم شوّهوا
صورة لبنان
الانفتاح
والتعاون،
لبنان الحضارة
والتطور،
لبنان الحكمة
والتروي،
لبنان صاحب
مدرسة الحقوق
الرومانية
الشهيرة، وصاحب
مدارس الفقه
والاجتهاد منذ
الاوزاعي إلى
العامليين
الكبار،
لبنان الذي
تزيّن تلاله
أديرة الزهد
والتسامي
وخلوات العقل
والحكمة، هذا
اللبنان شوهه
أمثال عماد
مغنيية
وأسياده
الحاقدين ولا
يمكن أن يستمر
حقدهم وغيّهم
وثقافتهم
القاتلة
لأهلهم أولا
ولكل
اللبنانيين.
ولكن
حزب الله يصر
على سياسة
رسمها وارتاح
لها وكان أحد
أركانها بحق
عماد مغنيية.
هذه السياسة
قامت على فرض
الرأي داخل
البيت
والطائفة
أولا، وداخل
الوطن وطوائفه
ثانيا، ومن ثم
في منطقة
الشرق الأوسط
وصولا إلى
المسرح
العالمي. وقد
اعتمدت هذه
السياسة على
عنصرين مهمين:
الهيمنة في
شؤون الدين ومنع
المعتدلين من
إعلاء
أصواتهم إما
شراء وإما
تهميشا،
والهيمنة
بالخوف
والإرهاب
ومنع أي
مواجهة خاصة
من داخل
الطائفة وكان
عماد الساعد
الأقوى
والعقل
المدبر لها
كما يقول العارفون.
وحزب
الله تعامل مع
الكل بنفس
الطريقة وهو
لم يرد أن
يدخل في
الدائرة
الصغرى لقيادة
مشروعه أي
"غريب"، من
هنا كانت
"مقاومته"، وهي
العنوان
الأساسي لبيع
مشروعه،
"مقاومة إسلامية"
أبعد
بواسطتها كل
المتطفلين من
البرجوازية
اليسارية
التي كانت
تشكل أكثر من
نصف المثقفين
الشيعة
وبالتالي
استفرد
بقيادة
الطائفة، وقد
ساعده المال
الإيراني
لشراء
الفقراء في بلد
كان يشكو من
الحرب ومن
كثرة
التدخلات، ثم انتقل
إلى مواجهة من
لم يستطع أن
يحيّده فكانت
حروبه مع
"أمل". وكان ما
كان من أخطاء
السياسيين
اللبنانيين
الذين يحبون
الزمن
ويعتمدون
عليه أكثر من
اللزوم
ويكتفون
بنظرية
معاداة إسرائيل
لحل المشاكل،
فتركوا حزب
الله مع كل الإجرام
الذي قام به
يصبح صورة
لبنان ووجهه معتقدين
أنه سيزول
بزوال
الاحتلال.
اليوم
وبعد حرب تموز
التي خسر فيها
لبنان وخاصة
الشيعة
الكثير في
العمران وفي
الأرواح وبدل
أن يجري زعماء
الحزب، الذي
دخل هذه الحرب
عنوة عن كل
اللبنانيين،
حساباتهم (كما
فعلت إسرائيل)
ويرتدعوا،
وبدل أن
يعترفوا
بالهزيمة
التي وقعت على
لبنان
وعليهم،
راحوا
يفاخرون
بأنهم قضوا
على أسطورة
إسرائيل
بإطلاقهم
الصواريخ لا
بل وفي خطابه
بعد مقتل عماد
مغنيية يعلن
السيد حسن
حربا مفتوحة
في كل العالم
على إسرائيل وحلفائها
ومن يدري من
يعني بهؤلاء.
ولكن هل فكر
السيد
بالعواقب وهل
تساءل عن مدى
الضرر الذي سيلحق
به وبالطائفة
الشيعية التي
تنتشر في كل
مكان
وباللبنانيين؟
أم أنه يعرف جيدا
ويصر على أن
يجعل الكل
يذوق من نفس
الكأس التي
يشرب ويدعي في
نفس الوقت
بأنه إنما
يدافع عنهم؟
السؤال
اليوم وبعد كل
ما جرى وبعد
أن تعنّت حزب
الله بالرغم
مما أعطي حتى
الآن من أهمية
لا يستحقها
على الصعيد
الوطني، وبدل
أن يواجه المصير
الأسود وينزل
لبنان في صراع
لا يحتاجه، هل
يقدر زعماؤه
أن يتخذوا
قرارا جريئا
بالتساوي مع
اللبنانيين
في الحقوق والواجبات
بدل أن
يواجهوا
المحاكم
منفردين، وبدل
أن يستمروا في
تعطيل
الديمقراطية،
وبدل أن
يستفردوا في
مواجهة كل
اللبنانيين،
وهم إنما
شعروا ذلك دون
شك في
الاستفتاء
العفوي يوم 14
شباط إذ تكررت
المظاهرة
المليونية في
ساحة الشهداء
لذكرى الرئيس
الحريري
مقابل هزالة
عدد المشيعين
لأكبر رمز
عندهم بعد نصر
الله؟ وهل من
اغتال عماد
كان يرمي
لتخريب
الاستفتاء الجديد
حول الأكثرية
وبالتالي
إفشال مظاهرة ساحة
الشهداء؟ وهل
فهم هذا الآن
أن ألاعيبه لن
تمر وأن شعب
لبنان لم يعد
يخافه؟...
أسئلة
كثيرة تطرح
ولكن الإجابة
تبقى عند حزب
الله من جهة
وعند بقية
حلفائه وخاصة
من يدعي تمثيل
الطائفة
الشيعية من
جهة أخرى، فهل
يتحرر الرئيس
بري بعد كل ما
جرى و يفتح
أبواب المجلس
ويدعو الجميع
للانتخاب؟
وهل يشارك
نواب العماد عون
في هذا
الانتخاب بعد
أن تحقق
مطلبهم في الاستفتاء
الشعبي
الجديد حول
الأكثرية فيقبلوا
بنتائج
الديمقراطية؟
وهل يتعظ حزب
الله فعلا من
عملية قتل
قائد عملياته
ويفهم أن بيوت
الكل من زجاج
والأفضل أن
تبقى الحجارة
حيث هي ويبقى
الزجاج؟
حزب
الله يمر
بأيام عصيبة
دون شك ونحن
لن نوزّع
الحلوى كما
فعل دوما عند
استشهاد أحد
أعلامنا ولن
نشمت به لفقده
قائد عملياته
بل قد نترحم
عليه كما
نترحم على كل
لبناني قتل
وندعو الله أن
يقف مسلسل
القتل هذا. فهل
يرتدع الحزب
الذي يعتبر
القتل سلاحه
الوحيد؟ وهل
سيفهم من
يروّج لثقافة
الانتحار بأن
هذه إنما
ستأكله؟ وهل
يكتفي بما حصل
عليه حتى الآن
فيرمي سلاحه
ويلتزم
بقواعد اللعبة؟
تورونتو
- كندا
16
شباط 2008