قل
يا فرعون من
فرعنك؟
بقلم
الكولونيل شربل
بركات
كلام جماعة حزب
الله في لبنان
اليوم كأنه
كلام المنتصرين
الذين صنعوا
المعجزات
وقاموا بما لا
يمكن من أجل
وطنهم وأمتهم
والشعب.
حديث
هؤلاء يدعوا
إلى السخرية،
فصحيح أنهم استطاعوا
أن يترجموا
الحقد
الفارسي على
العرب بالفعل
لا بالقول
فقط، وأن
ينفذوا مطالب
سوريا كاملة
في خربطة
التوازنات
داخل لبنان.
وصحيح أنهم
حاربوا الإسرائيليين
حربا إعلامية
أكثر منها
عملية، فأطالوا
وجودها خمسة
عشر سنة،
وأذاقوا الجنوب
ولبنان مر
تصرفاتهم
العشوائية،
والتي لا يهمها
سوى مصلحة
إيران
وسوريا، ثم
اتفقوا في
أوسلو مع
جماعة بيلين
(كما قالت صحف
إسرائيل سنة 2000)
فتوكلوا
حماية الحدود
محل جيش
الجنوب، الذي
كان يحافظ على
الأهل بكل
ألوانهم،
والأرض بكل
نواحيها،
بانتظار
الدولة
ووعودها
بالحل، كونها
لم تدخلهم في
مشروع
"الطائف"،
بالرغم من
الخطوات التي
قام بها
قائد المنطقة
يومها نحو هذه
الدولة.
حزب
الله هذا صدق
نفسه بأنه حرر
الجنوب من إسرائيل،
التي كانت
تفتش عمن يضمن
لها حدودها لتنسحب،
وهو كما
أسياده في
دمشق وطهران،
كان يوهم
الناس بأنه
يحارب من أجل
التحرير،
بينما كان
جهده من أجل
السيطرة على
جزء من لبنان،
وجعله دويلة
شيعية على
مثال إيران
يحكمها
زعماؤه ويتحكم
أزلامهم
بأهلها،
وانطلاقا
منها يخلخل
البلد ويهز
الاستقرار
فيه، ويمنع
التوحد بين
بنيه، الذي
كان لابد
سينهي سيطرة
هؤلاء الأسياد
ويمنعهم من
استعمال
لبنان منطلقا
لمخططاتهم
وقاعدة
لطموحاتهم
العسكرية
والتوسعية.
ويوم قام
اللبنانيون
يرفضون تحكم
سوريا
بالبلد، مرتكزين
على دعم دولي
أمنه القرار
1559، قامت قيامة
هؤلاء وهددوا
وتوعدوا،
وإذا
بالتهديدات
تنفذ بمقتل
الرئيس
الحريري الذي
وحد لبنان من
دونهم،
وأفردهم مع
بعض جماعات
سوريا. ولما
حاولوا، بكل
جهود
الاحتلال،
وبكل ما استطاع
من حشد سوري
ولبناني، أن
يطالبوا له
بالبقاء، رد
اللبنانيون
الأحرار
بمسيرة
المليون ونصف
ليقولوا لهم
بأنكم وحدكم
الخوارج، ولن نرهبكم
ولا أسيادكم
ولا السلاح
الذي تتباهون
فيه. وهكذا
فقد فقدوا
التوازن، ولم
يعد لهم من
مخرج سوى التهجم
على الأحرار
وبث روح
الطائفية
والتقسيم.
ولكن البعض اعتبر
بأنه قادر على
استيعابهم
داخل الوطن
وإعطائهم
فرصة جديدة
علهم
يستشعرون التغيير،
فيدخلوا إلى
نادي
الديمقراطية،
ويتركوا
الإرهاب
ووسائله،
ويتخلوا عن
الحقد الذي
أعمى عيونهم
وأفقدهم
الاتزان
والرؤية. ولكنهم،
على ما يبدو،
لم يفهموا العبرة،
ولا قبلوا
بالواقع، أو
أدركوا أنها
فرصتهم، وخالوا
أن الآخرين
ضعفاء، وأنهم
وحدهم
الأقوياء، وصدقوا
أنهم قهروا
إسرائيل،
ولذا فسوف
يقهرون
العالم كله إن
هو وقف بوجههم.
كلام
النائب الحاج
حسن بالأمس،
لا يخرج عن هذا
المنطق، وهو بتشاوفه وفوقيته
حين يتكلم عن
العفو عن
عناصر جيش
لبنان
الجنوبي،
يبدو كأنه فرعون
بنفسه، يطلق
الأحكام
ويصنف
الرعية؛ مرتبات
ودرجات، وقد
نسي أنه
بالأمس فقط،
أعطي فرصة
أخرى لكي يبقى
لبنانيا،
ويفهم منطق
التعايش مع
الآخرين،
الذي لا يمكن
أن تحكمه
الفوقية.
وفاته أيضا
أنه هو نفسه،
بمقياس
العمالة والمواطنية،
الأقرب إلى
العمالة
لسوريا
وإيران،
ومجموعات
الإرهاب،
وعصابات
التهريب
وتزوير العملات،
وقتلة
الأبرياء من
أهله الشيعة
أولا، وثم من
الآخرين وما
أكثرهم. وهو
إذ يشدد على
العلاقات مع
سوريا
و"تصحيحها"
لا يرى مصلحة
لبنان
واللبنانيين
فيها، ولا يرى
الشاحنات
المتوقفة على
المصنع والتي
عادت سوريا
للضغط على
لبنان من خلالها.
إن
الحل لكل
مركبات وعقد
لبنان، يكمن
في تحجيم هؤلاء
الإرهابيين،
وإعادتهم إلى
مواقعهم، وتخليص
لبنان
والعالم من
شرورهم. والحل
مع سوريا
ووقفها
للشاحنات
اللبنانية
كلما خطر لها
خاطر، هو
بإيجاد طريق
آخر قد لا يمر
بسوريا أبدا،
ولما لا،
فللأردن
معابر قريبة،
وكل العرب
وعلى رأسهم
الفلسطينيون،
يؤمنون مصالحهم،
حتى عبر
إسرائيل،
وعلى الحكومة
الجديدة إن
تسعى لحل
مؤقت، قد يمكن
أن يتم قبل
السلام الكامل
في المنطقة،
ويشمل العبور
فقط من مرجعيون
إلى الأردن،
فنتجنب
الدوران عبر
سوريا ومشاكلها،
ونتخلص من
مشاكل الثلوج
وصعوبة الجبال
والمرتفعات.
يبقى،
وفي نفس
المجال، أن
يفهم
اللبنانيون ويتذكروا
جيدا، بأن حزب
الله هذا هو
منظمة إرهابية
لها تاريخ
وسجل لا يمكن محوهما
بسهولة، وعلى
كل من انتمى
إليه أو تعامل
معه التفتيش
عن طريقة
تساعد على
تبرئته، وإلا
فالقانون
الدولي سيطاله
عاجلا أم
آجلا. ومن جهة
أخرى لا يجب
أن يغيب عن البال
بأن هذا الحزب
لم يتراجع بعد
عن شعاره المطالب
بالدولة
الإسلامية
وحكم الولي،
فكيف يمكن أن
يتحالف معه
المسيحيون أو الدروز أو
السنة أو
الشيعة الغير
أوصوليين؟
وكيف يجاهر
بالمطالبة
بوزارة
الخارجية
ليمثل لبنان
في المحافل
الدولية أحد
الإرهابيين.
وللمزايدين
نقول إن لبنان
لم يقم أبدا
على الحقد ولا
قام على
الخبث، وحزب
الله هذا شر
لا يتشرف أحد
أن يتعاون معه،
مهما كثر
سلاحه أو فرض
نفسه على
الناس، فالشر
إلى زمن ولا
بد للخير،
الذي تياهى
به لبنان
أن ينتصر،
والحق، الذي
يعرفه "شيعة
الحق" حق
المعرفة، لا
بد أن يظهر،
ولا بد للعدل
أن يستقيم،
فلا تستعجلوا
الأمور، ولا
تتسرعوا، يا
من تدعون
بأنكم تمثلون
الشعب، بل
عليكم أن
تفهموا هؤلاء
بأنهم على
خطأ، ويجب
عليهم تسليم
السلاح ووقف
العنجهية
والتعالي،
فللآخرين
أيضا حقوق،
وأكثر
اللبنانيين
إنما قاتلوا
من أجل
الكرامة. ويوم
كانت لعرفات
ساحة "العرقوب"
مفتاحا
للمشاكل ولزج
لبنان في
ذيولها،
بتأييد سوريا
وبعض من قصيري
النظر بين
العرب، قامت
حرب لم تنته
كل فصولها
بعد، فلا
تعيدونا إلى
دوامة الخطأ
القائم على
عدم الصراحة
والوضوح أو
محاولة اللعب
السياسية،
لأن مصير الناس
وأرواحها
ليست ألعوبة
بأيديكم، في
أية جهة وقفتم
وبأي زي
تخفيتم.
ويوم قيل لفرعون
من فرعنك
أجاب: لم أجد
من يردني، فليكن
كلامنا هذا
دعوة لمن
يتفرعن كي
يتقي الله.
تورونتو 11 تموز
2005